الدين (فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً) سيكونون من أهل النار التي تحرقهم كما تحرق النار الحطب.
* * *
(وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً (١٦) لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً (١٧) وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً (١٨) وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً (١٩) قُلْ إِنَّما أَدْعُوا رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً (٢٠))
١٦ ـ ١٧ ـ (وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ...) هذا الكلام المقدس ابتدأ الله تعالى به إنشاء حكم بأن المستقيم على الهدى من الإنس والجنّ ينزل عليه بركات من السماء ، وقيل قصد سبحانه مشركي مكة الذين رفع عنهم المطر سبع سنوات. وقد عنى بالماء النازل من السماء الخير كلّه لأن الرزق إنما يكون بالمطر ، وهذا كقوله عزوجل : (وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ) ... (لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ) ، وقوله تعالى أيضا : (لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ). وقيل أيضا معناه : لو استقاموا على طريقة الكفر لوسّعنا عليهم لنعظم المحنة عليهم ، وهو قريب للمعقول بدليل تمام الآية الكريمة : (لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ) أي لنختبرهم هل يشكرون أم يزدادون كفرا. أما إذا أريد بالاستقامة الهدى فالمعنى : لنختبرهم كيف يكون شكرهم وهذا هو المقدّم لأنه المراد من الاستقامة ، ففي تفسير أهل البيت عليهمالسلام ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي جعفر عليهالسلام : قول الله : إن الذين قالوا ربّنا الله ثم استقاموا؟ قال : هو والله ما أنتم