التبيان في تفسير غريب القرآن

شهاب الدين أحمد بن محمد بن عماد [ ابن الهائم ]

التبيان في تفسير غريب القرآن

المؤلف:

شهاب الدين أحمد بن محمد بن عماد [ ابن الهائم ]


المحقق: الدكتور ضاحي عبدالباقي محمد
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٦

٤١
٤٢

[١ / ب] بسم الله الرّحمن الرّحيم

صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله

قال الشيخ الإمام العالم العامل شهاب الدين أبو العبّاس أحمد بن محمد الهائم الشافعي ، أسبغ الله ظلاله وختم بالصالحات أعماله. أما بعد حمد الله مولى النّعم ، والموفّق لأقوم اللّقم (١) ، والصلاة والسلام على محمّد المبعوث إلى العرب والعجم ، وعلى آله وصحبه العوالي الهمم :

فإن من أعظم ما امتنّ به الرحمن على الإنسان تعليمه القرآن العظيم الشأن. وإنّ شكر النعمة يزيدها ويستوجب مزيدها ، وإن من حقّ من أتحف بنعمة تعليم القرآن أن يعتني بتفهّمه وتدبّره حسب الإمكان ، وأدنى مراتبه أن يعرف معاني الألفاظ الغريبة ليتأتى له تدبّر آياته العجيبة ؛ ليترقى بذلك عمّن يحفظه كالرّقى الشّبيهة بالمهمل ، فإنه يقبح بالمحصّل أن يسأل عن مدلول ما يحفظه فيجهل.

وإنّ من أنفس ما صنّف في تفسير غريب القرآن مصنّف الإمام أبي بكر محمد بن عزيز (٢) المنسوب إلى سجستان ، إلّا أنه يحوج المستغرب لكلمات سوره إلى كشف حروف وأوراق كثيرة ، لا سيما السّور الطوال ، وقاصر همّة ذي ملال ، فرأيت أن أجمع ما تفرق من غريب كل سورة فيما هو كالفصل ، مع زيادة أشياء في بعض المواضع على الأصل ، لتسهل مطالعته وتتم فائدته ، فشرعت فيه متوخيا للتسهيل مجتنبا للإكثار والتطويل ، مستعينا بذي الحول ، ومستمدّا من ذي الطّول ، حريصا أن آتي بعبارته في الأكثر ، وألّا أخل منه بشيء إلا ما تكرّر. والمزيد وإن ارتبط بالأصل في العبارة فيكفيه للتمييز بينهما زاي ودارة ، وسمّيته «التّبيان في تفسير غريب القرآن».

وبالله التوفيق إلى سواء الطريق.

__________________

(١) اللّقم : وسط الطريق. (اللسان والتاج ـ لقم).

(٢) كذا كتب في الأصل بالزاي في آخره ، وكذلك في مواضع أخرى من الكتاب ، ولم يكتب بالراء إلا في الخاتمة عند النقل عمن يقول إنها بالراء المهملة في آخر الكلمة. وكتابته بالراء أو بالزاي موضع خلاف أشار إليه المصنف في الخاتمة وذكرته في المقدمة ، وآثرت إبقاءه كما جاء في المخطوطة حيث ورد.

٤٣

١ ـ سورة الفاتحة

١ ـ (بِسْمِ اللهِ) [١] : اختصار ، المعنى : أبدأ باسم الله ، أو بدأت باسم الله (زه) أو باسم الله أبدأ ، أو ابتدأت ، أو ابتدائي ، أو أتلو [أو قرأت] (١).

٢ ـ (الرَّحْمنِ) [١] : ذي الرّحمة ولا يوصف به غير الله.

٣ ـ (الرَّحِيمِ) [١] : الراحم (زه) [والرّحمة] (٢) تظهر في القلب ، وهي هنا إرادة الخير بالعباد. وقيل : الإنعام على المحتاج. [٢ / أ] ٤ ـ (الْحَمْدُ) [٢] : الثناء بالجميل على جهة التّفضيل.

٥ ـ (رَبِ) [٢] : السّيّد ، والمالك ، وزوج المرأة (زه) والمصلح ، والمربّي ، والملك ، والمعبود. ولا يستعمل معرّفا بأل إلا معه تعالى.

٦ ـ (الْعالَمِينَ) [٢] : أصناف الخلق ، كلّ صنف منهم عالم (زه) والمشهور أنه جمع عالم ، وقيل : اسم جمع.

٧ ـ (الدِّينِ) [٤] : الجزاء ، ويأتي بمعنى الحساب ، والطاعة ، والعبادة ، وما يتديّن به من الإسلام وغيره ، والسّلطان (زه) ولغير ذلك (٣).

٨ ـ (نَعْبُدُ) [٥] لغة : التّذلّل ، وتفسيرا : الطاعة مع الخضوع ، قال ابن عيسى (٤) : خضوع ليس فوقه خضوع*.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين مكانه غير واضح في الأصل. وانظر تقدير الكلام في «بسم الله» في المحرر الوجيز ١ / ٩١.

(٢) في الأصل مكانه بياض.

(٣) في هامش الأصل : «كقوله تعالى : ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ» (التوبة ٣٦).

(٤) هو أبو الحسن علي بن عيسى بن علي الرّماني. كان إماما في العربية متقنا علوما كثيرة كالنحو والقراءات والفقه والكلام على مذهب المعتزلة. له نحو مائة مصنف ، منها : شرح الكتاب لسيبويه ، واعجاز القرآن ، وتفسير للقرآن. مات سنة أربع وثمانين وثلاث مائة. (طبقات المفسرين ١ / ٤١٩ ـ ٤٢١ ، وتاريخ الإسلام ١٠ / ٤٢٨ ، ٤٢٩ ، وانظر : بغية الوعاة ٢ / ١٨٠ ، ١٨١ ، ووفيات الأعيان ٢ / ٤٦١ ، والأنساب ٣ / ٨٩. ويذكر بروكلمان ٢ / ١٨٩ أن الجزء السابع من الجامع في تفسير القرآن في باريس أول ٦٥٢٣).

٤٤

٩ ـ (نَسْتَعِينُ) [٥] : نطلب المعونة ، وهي الزيادة على القوة بما يسهّل الوصول إلى البغية*.

١٠ ـ (اهْدِنَا) [٦] : أرشدنا (زه). وقيل : ثبّتنا على المنهاج الواضح. وقيل غير ذلك. والهداية : الدّلالة ، وقال ابن عيسى : الدّلالة على طريق الحقّ.

١١ ـ (الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) [٦] : الطّريق الواضح ، وهو الإسلام (١) (زه) وقيل : القرآن ، وقيل : محمد عليه الصلاة والسلام ، وقيل غير ذلك (٢).

١٢ ـ (الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) [٧] الإنعام : النفع الذي يستحق به الشّكر ، وأصله من النّعمة ، وهي اللّين. والنّعم : الخفض والدّعة ، وهو لين العيش ورفاهيّته. والمنعم عليهم : الأنبياء ، أو الملائكة ، أو المؤمنون ، أو النّبيّ عليه الصلاة والسلام ، أو قوم موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام قبل أن غيّروا نعم الله عليهم ، أو المشار إليهم في سورة النّساء بقوله : (فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ) (٣) الآية ، أقوال.

١٣ ـ (الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) [٧] : اليهود. و (الضَّالِّينَ) [٧] : النصارى (زه).

وقيل : المغضوب عليهم : المشركون. والضالّون : المنافقون. وقيل : المغضوب عليهم : اليهود والنصارى ، والضالّون : سائر الكفار ، وقيل غير ذلك (٤).

__________________

(١) في حاشية الأصل : «وقال محمد بن الحنفية : هو دين الله الّذى لا يقبل» من العبد غيره ، وقال [كلام غير واضح].

وما بين المعقوفتين الأوليين غير واضح في الأصل ، وأثبت من تفسير الطبري ١ / ١٧٥ ، والمحرر الوجيز ١ / ١٢٣ وفيهما «العباد» بدل «العبد». ويعلق الشيخ أحمد شاكر على هذا الأثر المنسوب لابن الحنفية بأن أحد رواته ضعيف وليس بشيء ، وذلك في حاشية تفسير الطبري.

وابن الحنفيّة هو محمد بن علي بن أبي طالب ، عرف بابن الحنفية لأن أمه من بني حنيفة ، واسمها خولة بنت جعفر. توفي نحو سنة ٨١ ه‍. (تاريخ الإسلام ٣ / ٦٨ ـ ٧٥).

(٢) انظر هذه الأقوال معزوة إلى طائفة من العلماء في تفسير الطبري ١ / ١٧٥ ـ ١٧٩.

(٣) سورة النساء ، الآية ٦٩.

(٤) في حاشية الأصل : «قال القرطبي : الضلال في كلا [م العرب والكلمة غير واضحة] هو الذهاب عن سنن الهدى والحق [وفي تفسير القرطبي : سنن القصد وطريق الحق] وقال بعضهم : المغضوب عليهم من أسقط قراءة هذه السورة في الصلاة ، والضالين عن تركه قراءتها. حكاه [الماوردي] في تفسيره [والسّلمي في حقائقه] انتهى».

وما بين المعقوفتين في الموضعين الأخيرين من تفسير القرطبي ١ / ١٥٠. وما عزي للماوردي والسلمي لم يرد في مطبوع تفسير النكت والعيون ١ / ٦٠ ، ٦١ ، ونقله السلمي في حقائق التفسير ٦ / أمع أقوال أخرى. وفي تفسير القرطبي «بركة» بدل «تركه» ورسم الكلمة في الحقائق يحتمل ذلك ، فهي

٤٥

الغضب ، لغة : الشّدّة ، وحقيقته : غليان دم القلب حبّا في التّشفي. وغضب الله تعالى : إرادة الانتقام ، أو معاملة الغاضب لمن غضب عليه ، أو سبّ الله أعداءه في كتابه ، أقوال. و (لَا) صلة.

والضّلال : نقيض الهدى ، وأصله من الضّياع.

آمين ، بتخفيف الميم ، يمد في اللغة الفصحى ، قال الشاعر :

آمين آمين لا أرضى بواحدة

حتى أبلّغها ألفين آمينا (١)

يمدّ ويقصر ، تفسيره : اللهم استجب ، فهو اسم فعل مبني على الفتح ، مثل : كيف [٢ / ب] وأين.

ويقال : هو اسم من أسماء الله تعالى.

وفيه تخفيف الميم مع المدّ والإمالة ، وتشديد الميم مع المدّ والقصر*.

* * *

__________________

خالية من النقط ، وما أثبت أرى أنه الصواب.

أما القرطبي فهو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر القرطبي ، رحل من الأندلس إلى المشرق واستقر في المنيا (بمصر). من مؤلفاته : الجامع لأحكام القرآن وهو من أشهر التفاسير للقرآن الكريم ، والتذكرة بأحوال الموتى والآخرة. توفي سنة ٦٥١ ه‍ (مقدمة الجامع لأحكام القرآن).

وأما السّلمي فهو أبو عبد الرحمن محمد بن الحسن بن محمد بن موسى الأزدي ، كان ذا عناية تامة بأخبار الصوفية ، وممن روى عنه أبو بكر البيهقي. صنف أكثر من مائة كتاب ، ومات سنة ٤١٢ ه‍ قال الذهبي : «وله كتاب سماه (حقائق التفسير) ليته لم يضعه فإنه تخريف وقرمطة» (تاريخ الإسلام ١١ / ١٦٩ ـ ١٧١ ، وطبقات المفسرين للداوودي ٢ / ١٤٢ ـ ١٤٣ رقم ٤٨٤ ، وانظر : ميزان الاعتدال ٣ / ٥٢٣ ، ٥٢٤ ، والعبر ٣ / ١١١ ، والنجوم الزاهرة ٤ / ٢٥٦).

وأما الماوردي فهو علي بن محمد بن حبيب البصري ، فقيه مفسر أديب ، تولى القضاء في بلدان شتى ، ودرّس بالبصرة وبغداد وبها مات سنة ٤٥٠ ه‍ ، ومن مصنفاته : تفسير القرآن الكريم ، والإقناع في الفقه ، وأدب الدنيا والدين. (العبر ٣ / ٢٢٥ ، وطبقات المفسرين للداوودي (رقم / ٣٦٨) ١ / ٤٢٣ ـ ٤٢٥ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٨٠ ، وشذرات الذهب ٣ / ٢٨٥ ـ ٢٨٦ ، ووفيات الأعيان ٢ / ٤٤٤ ـ ٤٤٥) ، وفي الأنساب ٥ / ٢٨١ : «وهذه النسبة إلى بيع الماورد وعمله ، واشتهر بهذه النسبة جماعة من العلماء ؛ لأن بعض أجداده كان يعمله أو يبيعه «وترجم له ولآخر بهذا اللقب.

(١) المحرر الوجيز ١ / ١٣٥.

٤٦

٢ ـ سورة البقرة

١ ـ (الم) [١] وسائر حروف الهجاء في أوائل السّور : كان بعض المفسّرين يجعلها أسماء للسّور ، تعرف كلّ سورة بما افتتحت به (١). وبعضهم يجعلها أقساما أقسم الله ـ عزوجل ـ بها لشرفها وفضلها ، ولأنها مبادئ كتبه المنزّلة ومباني أسمائه الحسنى وصفاته العليا.

وبعضهم يجعلها حروفا مأخوذة من صفات الله تعالى ، كقول ابن عبّاس (٢) في (كهيعص) (٣) إن الكاف من كاف ، والهاء من هاد ، والياء من حكيم ، والعين من عليم ، والصاد من صادق (٤) (زه) وقيل غير ذلك.

٢ ـ (لا رَيْبَ فِيهِ) [٢] : لا شكّ (زه).

وقيل : الرّيب : الشّك مع تهمة المشكوك فيه.

٣ ـ (هُدىً) [٢] : رشد (زه) وهو كلّ ما يهتدى به.

٤ ـ (لِلْمُتَّقِينَ) [٢] المتّقي : من يقي نفسه عن تعاطي ما يعاقب عليه من فعل أو ترك. وأصل الاتّقاء : الحجز ، وذكرت هذه في القرآن في مائتين وستة وثلاثين موضعا.

٥ ـ (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) [٣] : يصدّقون بأخبار الله ـ تعالى ـ عن الجنّة والنار والقيامة والحساب ، وأشباه ذلك (زه).

والمؤمن : المصدّق ، والله ـ تعالى ـ مؤمن ، أي مصدّق ما وعد. ويكون أيضا

__________________

(١) في الحاشية : «وقع الاستفتاح بحر [وف] في تسع وعشرين سورة».

(٢) هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ابن عم رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وجدّ الخلفاء العباسيين ، كان يسمى البحر لسعة علمه ، ويسمى أيضا حبر الأمة. ولد والنبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وأهل بيته بالشّعب من مكة ، وتوفي بالطائف سنة ٦٨ ه‍. (انظر : أسد الغابة ٣ / ٢٩٠ ـ ٢٩٤).

(٣) الآية الأولى من سورة مريم.

(٤) قول ابن عباس في مجمع البيان ١ / ٣٢.

٤٧

من الأمان ، أي لا يأمن إلا من أمنه (١).

والغيب : ما غاب عن الحاسّة مما يعلم بالأدلة.

٦ ـ (وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ) [٣] إقامتها : أن يؤتى بها بحقوقها ، كما فرضها الله تعالى. يقال : قام بالأمر وأقام الأمر ، إذا جاء به معطى حقوقه [زه] والصلاة هنا ذات الرّكوع والسّجود ، وتأتي على أربعة أوجه أخر : الدّعاء ، والتّرحّم ، والاستغفار ، والدّين (٢).

٧ ـ (وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) [٣] : أي يزكّون ويتصدّقون (زه).

٨ ـ (بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) [٤] أصل الإنزال التّصيير إلى جهة السّفل ، وكذلك التّنزيل*.

٩ ـ (وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ) [٤] قبل : لما مضى من الزّمان نقيض «بعد» *.

١٠ ـ (هُمْ يُوقِنُونَ) [٤] الإيقان : علم [حاصل] (٣) بالاستدلال*.

١١ ـ (هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [٥] : أي الظافرون بما طلبوا ، الباقون في الجنة [٣ / أ] والفلاح : الظّفر والبقاء ، ثم قيل لكل من عقل وحزم وتكاملت فيه خلال الخير : قد أفلح (زه) فاسم الفاعل منه مفلح.

١٢ ـ (كَفَرُوا) [٦] : ستروا وجحدوا نعم الله*.

١٣ ـ (سَواءٌ عَلَيْهِمْ) [٦] : مستو عندهم*.

١٤ ـ (أَأَنْذَرْتَهُمْ) [٦] : أأعلمتهم بما تحذّرهم منه ، ولا يكون المعلم منذرا حتى يحذّر بإعلامه ، فكلّ منذر معلم وليس كلّ معلم منذرا (زه) والهمزة للتّسوية.

١٥ ـ (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ) [٧] : أي طبع عليها (زه) (٤) ووسمها بسمة

__________________

(١) ورد بعدها في الأصل «زه» ، ونص السجستاني في النزهة ينتهي بعد قوله : «وأشباه ذلك» (انظر : النزهة ٣٢٥).

(٢) كتب بعده في الأصل سهوا («وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ) أصلها الطّهارة والنّماء ، وإنما قيل لما يجب في الأموال من الصدقة زكاة ؛ لأنّ تأديتها تطهّر الأموال مما يكون فيها من الإثم والحرام إذا [أخذ] منها حق الله تعالى [وهو ينميها] ويزيد فيها بالبركة ويقيها من الآفات». وما بين المعقوفتين غير واضح في الأصل. والنص القرآني ليس في موضعه من المصحف وإنما ورد تاليا لقوله تعالى (يُقِيمُونَ الصَّلاةَ) في المائدة / ٥٥ ، التوبة / ٧١ ، النمل / ٣ ، لقمان / ٤.

(٣) ما بين المعقوفتين غير واضح في الأصل.

(٤) وضعت العلامة «زه» في الأصل بعد كلمة الكفار ، ونقلت هنا وفقا لورودها في النزهة ٨٢.

٤٨

الكفّار. والقلب : الفؤاد ، سمّي قلبا لتقلّبه بالخواطر والعزوم. وهو محلّ العزم والفكر والعلم والقصد.

١٦ ـ (وَعَلى سَمْعِهِمْ) [٧] السّمع والسّماع مصدران لسمع. والسّمع : الأذن أيضا*.

١٧ ـ (وَعَلى أَبْصارِهِمْ) [٧] : جمع بصر ، وهي حاسّة يدرك بها المبصر ، ويستعمل للمصدر أيضا*.

١٨ ـ (غِشاوَةٌ) [٧] : أي غطاء (زه) والغشاوة : الغطاء السابل ، أي جعل قلوبهم بحيث لا تفهم ، وآذانهم بحيث لا تسمع بالمسموع ، وأبصارهم بحيث لا تنتفع بالمرئي.

١٩ ـ (وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) [٧] العذاب : إيصال الألم حالا بعد حال. وقيل : أصله استمرار للشيء. والعظيم : الدائم الذي لا ينقطع. والعظم في الأصل : الزّيادة على المقدار ، ثم ينقسم إلى عظم الشّأن وعظم الأجسام*.

٢٠ ـ (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ) [٨] الناس والإنس : البشر ، واشتقاقه من النّوس وهو الحركة ، أو من الإنس ، أو من النّسيان ، أقوال.

والقول والكلام يطلقان لغة على اللّساني والنّفساني بالاشتراك. أو حقيقة في أحدهما مجاز في الآخر ، مذاهب*.

٢١ ـ (وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ) [٨] سمّي بذلك لأنه بعد أيام الدنيا ، وقيل : لأنه آخر يوم يلي (١) ليلة*.

٢٢ ـ (يُخادِعُونَ) (٢) (اللهَ) [٩] : بمعنى يخدعون ، أي يظهرون خلاف ما في قلوبهم ، وقيل : يظهرون الإيمان بالله ـ تعالى ـ ورسوله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ويضمرون خلاف ما يظهرون. فالخداع منهم يقع بالاحتيال والمكر ، ومن الله ـ عزوجل ـ بأن يظهر لهم من الإحسان ويعجّل لهم من النّعيم في الدنيا خلاف ما يغيّب عنهم ويستر من عذاب

__________________

(١) الكلمة غير واضحة في الأصل.

(٢) كتب اللفظ القرآني «يخادعون» وفق قراءة أبي عمرو ، التي وافقه فيها نافع وابن كثير الذين قرؤوا (يُخادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا) وما يخادعون أما بقية السبعة فقرءوا (يُخادِعُونَ اللهَ) و (ما يَخْدَعُونَ) (السبعة ١٤١).

٤٩

الآخرة لهم [جزاء لفعلهم] (١) ، فجمع الفعلان لمشابهتهما من هذه الجهة. وقيل : معنى الخدع في كلامهم : الفساد ، ومنه قول الشاعر :

طيّب [٣ / ب] الرّيق إذا الرّيق خدع (٢)

أي فسد.

فمعنى (يُخادِعُونَ اللهَ) : يفسدون ما يظهرون من الإيمان بما يضمرون من الكفر ، كما يفسد الله عليهم نعيمهم في الدنيا بما يصيرون إليه من عذاب الآخرة.

٢٣ ـ (وَما يَشْعُرُونَ) [٩] : أي ما يعلمون ذلك ويفطنون له (٣).

٢٤ ـ (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) [١٠] : أي شكّ ونفاق ، يقال : أصل المرض الفتور ، فهو في القلب فتور عن الحق ، وفي الأبدان فتور الأعضاء ، وفي العيون فتور النّظر.

٢٥ ـ (فَزادَهُمُ) [١٠] الزّيادة : الإلحاق بالمقدار ما ليس منه ، والنّقصان : الإخراج عن المقدار ما هو منه ، والتّمام : البلوغ حد المقدار من غير زيادة ولا نقصان*.

٢٦ ـ (أَلِيمٌ) [١٠] : مؤلم ، أي موجع (زه) وقيل : الألم يعمّ كلّ أذى صغر أو كبر.

٢٧ ـ (يَكْذِبُونَ) (٤) [١٠] التّكذيب : نسبة المخبر إلى الكذب وهو نقيض الصّدق ، أي الإخبار عن الشيء على خلاف ما هو به*.

٢٨ ـ (لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ) [١١] الإفساد : التغيير عن استقامة الحال ، والفساد : التغيّر عنها ، تقول : فسدت التفاحة ، إذا عفنت.

والأرض : هي الغبراء التي عليها مستقر الخلق*.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين زيادة من النزهة ٢٢٥.

(٢) نزهة القلوب ٢٢٥ ، وتهذيب اللغة ١ / ١٥٩ ، وهو عجز بيت ، صدره كما في اللسان (خدع) :

أبيض اللون لذيذ طعمه

معزوّا إلى سويد بن أبي كاهل اليشكري وهو من قصيدة له في المفضليات ١٩١ ، وفيها الألفاظ : «أبيض» و «لذيذ» و «طيب» منصوبة.

(٣) انظر مطبوع النزهة ٢١٣ ، ومخطوطيها : طلعت ٧٠ / أ ، ومنصور ٤٤ / أ.

(٤) قرأ بضم الياء وتشديد الذال أبو عمرو ونافع وابن كثير وابن عامر ، وقرأ بقية السبعة (يَكْذِبُونَ) بفتح الياء وتخفيف الذال (السبعة ١٤٣).

٥٠

٢٩ ـ (مُصْلِحُونَ) [١١] الإصلاح : التّغيير إلى استقامة الحال*.

٣٠ ـ (السُّفَهاءُ) [١٣] : أي الجهّال. والسّفه : الجهل ، بلغة كنانة (١) ، ثم يكون لكلّ شيء ، يقال للكافر سفيه لقوله : (سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ) (٢) يعني اليهود (٣) ، وللجاهل سفيه لقوله : (فَإِنْ كانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً) (٤) ، قال مجاهد (٥) هما : السّفيه الجاهل ، والضّعيف الأحمق (٦) و [يقال] (٧) للنّساء والصّبيان سفهاء لجهلهم لقوله : (وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ) (٨) يعني الصبيان والنساء (٩) [زه] يعني غير الرّشيدات منهن. وقيل : السّفه في اللغة : الخفّة. وثوب سفيه أي خفيف بال ، وهو أيضا : الذي يدل على خفّة الحلم.

٣١ ـ (وَإِذا لَقُوا) [١٤] إذا : ظرف مستقبل. واللّقاء : الاجتماع مع الشيء على طريق المقاربة*.

٣٢ ـ (خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ) [١٤] : الخلاء من الشيء : الفراغ منه. وضدّه الملاء ، يقال : خلوت به وإليه ومعه. الشّياطين جمع شيطان ، وهو كلّ عات متمرّد من الجن والإنس والدواب. واشتقاقه (١٠) من شطن ، إذا بعد. وقيل : من شاط ، إذا هلك*.

٣٣ ـ (مُسْتَهْزِؤُنَ) [١٤] : ساخرون (زه) [٤ / أ].

__________________

(١) ما ورد من لغات القبائل (على هامش الجلالين) ١ / ١٢٦.

(٢) سورة البقرة ، الآية ١٤٢.

(٣) تفسير مجاهد ١٥٨.

(٤) سورة البقرة ، الآية ٢٨٢.

(٥) هو مجاهد بن جبر المكي : تابعي ، سمع من عدد من الصحابة كعبد الله بن عمر وابن عباس وأبي هريرة. وكان له باع في التفسير ، ودوّن له الطبري كثيرا من آرائه. توفي نحو ١٠٣ ه‍. (انظر : تهذيب التهذيب ١٠ / ٤٣ ، ومعجم المفسرين ٢ / ٤٦٢) وقد نشر تفسيره مرتين بتحقيقين مختلفين أحدهما بتحقيق الأستاذ عبد الرحمن السورتي ونشرته دولة قطر سنة ١٩٧٦ ، والآخر بتحقيق الدكتور محمد عبد السلام ونشرته الإمارات العربية سنة ١٩٨٤.

(٦) لم يرد قول مجاهد في تفسيره ، ولكن المحقق ذكره في الحاشية نقلا عن الطبري. (انظر ص ١٨٤ من تفسير مجاهد).

(٧) زيادة يقتضيها السياق.

(٨) سورة النساء ، الآية ٥.

(٩) انظره في تفسير مجاهد ٢٠٠.

(١٠) اللفظ غير واضح في الأصل.

٥١

٣٤ ـ (اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) [١٥] : أي يجازيهم جزاء استهزائهم (زه).

٣٥ ـ (وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ) [١٥] : أي في غيّهم وكفرهم يحارون ويتردّدون. و (يَعْمَهُونَ) في اللغة : يركبون (١) رؤوسهم متحيّرين ، حائرين عن الطريق. يقال : رجل عمه وعامه ، أي متحيّر حائر عن الطريق (زه).

وأصل الطّغيان : مجاوزة الحدّ. وأصل العمه في العين ، وهو أن يحار بصره فلا يرى في تلك الحالة ، ولكن كان يرى في غيرها.

والمدّ : الجذب ، وقيل : الزّيادة على الشيء على جهة القدّام دون جهة اليمين والشّمال.

٣٦ ـ (اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى) [١٦] : استبدلوا ، وأصل هذا أنّ من اشترى شيئا بشيء فقد استبدل منه (زه) واشتقاق الاشتراء من الشّروى وهو المثل (٢) ؛ لأن المشتري يعطي شيئا ويأخذ شيئا. والاشتراء : أخذ الشيء الثمن عوضا ، وهو الابتياع. والشّراء : البيع ، يمدّ ويقصر ، ومنه : (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ) (٣) ويستعمل للابتياع كما يستعمل الاشتراء للبيع أيضا. والباء تدخل على المتروك.

٣٧ ـ (فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ) [١٦] الرّبح : الزّيادة على رأس المال والتجارة ، قال الزمخشريّ (٤) : هي صناعة التاجر ، وهو الذي يبيع ويشتري للرّبح. وناقة تاجرة : كأنها من حسنها وسمنها تبيع نفسها (٥) انتهى.

وقضية (٦) كلامه أن التّجارة والبيع والشّراء للربح. ورد بأنها للشراء للاسترباح بدليل (لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ) (٧) والعطف يدل على المغايرة وبأنه لو حلف لا

__________________

(١) في الأصل : «يركنون» ، والمثبت من النزهة ١٣٤ ، وانظر الأساس (ركب).

(٢) في الأصل : «الميل» ، والتصويب من اللسان والقاموس (شري).

(٣) سورة يوسف ، الآية ٢٠.

(٤) هو محمود بن عمر الزمخشري جار الله : كان أديبا لغويّا نحويّا مفسرا محدثا ، وكان معتزليّا حنفيّا. ولد بزمخشر من قرى خوارزم وإليها نسب ، ثم رحل إلى عدة بلدان ، وسمي جار الله لمجاورته الكعبة زمنا. من مؤلفاته : «الكشاف عن حقائق التنزيل» ، وهو تفسير للقرآن الكريم ، والفائق في غريب الحديث ، وأساس البلاغة وهو معجم لغوي ، والمفصّل في النحو ، توفي سنة ٥٣٨ ه‍. (بغية الوعاة ٢ / ٢٨٠ ، ومعجم المؤلفين ١٢ / ١٨٦ ، ١٨٧ وما ذكره من مراجع).

(٥) الكشاف ١ / ٣٧.

(٦) أي وبيان. (انظر : القاموس ـ قضي).

(٧) سورة النور ، الآية ٣٧.

٥٢

يتّجر فاشترى للربح حنث ، ومعنى قولهم : ناقة تاجرة ، أنها تحمل المشتري على شرائها ، لا أنها تبيع نفسها*.

٣٨ ـ (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً) [١٧] : أي أوقد (زه) مثل استجاب بمعنى أجاب ، وقيل : هو على بابه وهو استدعاء الإيقاد. والمثل في أصل كلامهم بمعنى المثل وهو النّظير. ويقال : مثل ومثل ومثيل كشبه وشبه وشبيه ، ثم قيل للقول السائر : المثل مضربه بمورده مثل ، والمراد به هنا الصفة. والنار : جوهر لطيف مضيء حار محرق ، واشتقاقها من نار ينور إذا نفر ؛ لأن فيها حركة واضطرابا.

٣٩ ـ (فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ) [١٧] لمّا : كلمة تدل على وجود [٤ / ب] شيء لوجود غيره.

وأضاءت وضاءت لغتان بمعنى.

ويجوز في «ما» أن تكون موصولة ، وأن تكون نكرة موصوفة ، وأن تكون صلة.

وحول الشيء : ما دار من جوانبه. وتأليفه للدوران والإطافة*.

٤٠ ـ (ذَهَبَ) [١٧] الذّهاب بالمرور أو الزّوال أو الإبطال ، تفسيرات. والإذهاب : الحمل عليه ، وكذلك الذّهاب به*.

٤١ ـ (بِنُورِهِمْ) [١٧] النور : الضوء (زه) النّور : نقيض الظّلمة ، واشتقاقه من النّار.

٤٢ ـ (وَتَرَكَهُمْ) [١٧] : يجوز أن يكون ترك بمعنى صيّر ، وأن يكون بمعنى طرح وخلّى*.

٤٣ ـ (فِي ظُلُماتٍ) [١٧] : جمع ظلمة ، وهي مرض ينافي النّور. وقيل : عدم النّور وكذلك الظّلام ، واشتقاقها من قولهم : ما ظلمك أن تفعل كذا ، أي ما منعك وما شغلك ؛ لأنها تسد البصر وتمنع الرّؤية.

٤٤ ـ (صُمٌ) [١٨] : جمع أصمّ ، والصّمم في الأذن يمنع من السّمع ، وأصله الصّلابة ، وقيل : أصله السّدّ*.

٤٥ ـ (بُكْمٌ) [١٨] : خرس (زه) والبكم : آفة في اللّسان مانعة من الكلام. والأبكم : الذي يولد أخرس. وقيل : هو المسلوب الفؤاد الذي لا يعي شيئا ولا يفهم.

٥٣

٤٦ ـ (عُمْيٌ) [١٨] : جمع أعمى ، والعمى : آفة في العينين مانعة من إدراك المبصر. والمعنى صمّ عن استماع الحقّ ، بكم عن التّكلّم به ، عمي عن الإبصار له*.

٤٧ ـ (أَوْ كَصَيِّبٍ) [١٩] : أي مطر ، وهو فيعل (١) ، من صاب يصوب : إذا نزل من السماء (زه) والصّيّب صفة غالبة. والمطر موصوفها. وقيل : بقدره سحاب.

٤٨ ـ و (السَّماءِ) [١٩] في اللغة : كل ما علاك فأظلّك ، وهل المراد ذات البروج أو السّحاب ، قولان*.

٤٩ ـ (وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ) [١٩] : يروى عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أنه قال : «إنّ الله ـ عزوجل ـ ينشئ السحاب فينطق أحسن النّطق ويضحك أحسن الضّحك ، فمنطقه الرّعد وضحكه البرق» (٢). وقال ابن عباس : «الرّعد ملك اسمه الرّعد ، وهو الذي تسمعون صوته ، والبرق : سوط من نور (٣) يزجر به الملك السحاب». وقال أهل اللّغة : الرّعد : صوت السحاب ، والبرق : نور وضياء يصحبان السحاب (زه) وفي صحّة الحديث نظر. وللمفسرين في مسمّى الرّعد أقوال بلّغتها سبعة ، وفي مسمّى البرق بلّغتها ستة ، وقد بينتها في موضع آخر ، قال أبو حيّان (٤) : «والذي يفهم من اللغة أنّ الرّعد عبارة عن الصّوت المزعج المسموع من جهة السماء ، وأن البرق هو [٥ / أ] الجرم اللّطيف النّوراني الذي يشاهد ولا يثبت» (٥).

٥٠ ـ (يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ) [١٩] : أي يلقونها فيها. وفي واحد الأصابع عشر لغات : بتثليث الهمزة والباء والعاشرة أصبوع (٦) ، بضمّ الهمزة والباء*.

__________________

(١) ضبط في الأصل سهوا ، بفتح العين.

(٢) ورد في النهاية (ضحك) جزء من الحديث.

(٣) في الأصل : «صوت من نار» ، والمثبت من النزهة ٩٦.

(٤) هو أثير الدين أبو حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان الغرناطي الأندلسي ، نحوي لغوي أديب مفسر مؤرخ. له مؤلفات في جميع العلوم العربية والإسلامية منها : البحر المحيط (في التفسير) ، وارتشاف الضرب من لسان العرب ، والتذييل والتكميل في شرح التسهيل. مات سنة ٧٤٥ ه‍ (بغية الوعاة ١ / ٢٨٠).

(٥) البحر المحيط ١ / ٨٤.

(٦) ذكر هذه اللغات العشر صاحب القاموس المحيط في مادة (صبع) نقلا عن كراع ، أما كراع فلم يذكر سوى ثمان منها منكرا من العشرة ما جاء بفتح الألف وضم الباء وما جاء بضم الألف وكسر الباء (المنجد ٤٨ ، ٤٩) لكن ابن القطاع في كتابه «أبنية الأسماء والأفعال والمصادر» (ورقة ٢٢ وجه) يقر ما جاء بفتح الهمزة وضم الباء. ونجد الدكتور إبراهيم أنيس يذكر الصيغ العشر التي أوردها صاحب القاموس ويعلق عليها فيقول : «ويظهر أن بعض هذه اللهجات كان من اختراع الرواة أمثال : إصبع

٥٤

٥١ ـ (مِنَ الصَّواعِقِ) [١٩] : هي جمع صاعقة ، وهي صوت. والصاعقة أيضا : كل عذاب مهلك ، والصاعقة أيضا : الموت بلغة عمان (١). وقال الخليل (٢) : هي الواقعة الشديدة من صوت الرعد ، يكون معها أحيانا قطعة نار تحرق ما أتت عليه (٣).

وقال أبو زيد (٤) : هي نار تسقط من السماء في رعد شديد. وبين التفسيرين فروق بيّنتها في موضع.

وقال الزّمخشريّ : الشقة المنقضّة مع قصفة الريح الرعد (٥) *.

٥٢ ـ (حَذَرَ الْمَوْتِ) [١٩] الجزع والحذر والفرق والفزع نظائر. والموت يكون مصدرا كمات يموت كقال يقول ، أو كمات يمات (٦) كخاف يخاف. ويكون اسما ، وهو يقابل الحياة تقابل الملكة والعدم عند المعتزلة (٧) ، فهو زوال الحياة ، وتقابل الضّدّين عند الأشعرية (٨) فقيل : هو عرض يعقب الحياة. وقيل : عرض لا يصح معه إحساس يعقب الحياة*.

٥٣ ـ (مُحِيطٌ) [١٩] الزّجّاجيّ (٩) : هو من أحاط بالشيء ، إذا استولى عليه

__________________

وأصبع ؛ لأن الانتقال من كسر إلى ضم أو العكس مما كانت العرب تنفر منه بصفة عامة. وعلى هذا يمكن إرجاع الباقي من لهجات هذه الكلمة إلى ثلاثة أنواع من القبائل» (في اللهجات العربية ١٥٩).

(١) ليس من عادة العزيزي ذكر اللغات ، والنص ليس بتمامه من النزهة ١٢٢ وإنما فيه زيادة وحذف ولفظ ما ورد في القرآن من لغات منسوبا لعمان «الموتة» بدل «الموت».

(٢) هو الخليل بن أحمد بن عبد الرحمن الفراهيدي الأزدي إمام في العلوم العربية وهو واضع علم العروض. من مؤلفاته : «العين» وهو أول معجم لغوي في العربية ، توفي نحو ١٧٥ ه‍. (إنباه الرواة ١ / ٣٤١ ـ ٣٤٧ ، والأنساب ٤ / ٣٥٧ ، والعبر ١ / ٢٦٨ ، والمزهر ٢ / ٤٠١ ـ ٤٠٢.

(٣) العين ١ / ١٢٩ باختلاف يسير.

(٤) هو سعيد بن أوس بن ثابت الأنصاري ، بصريّ ، عاش في القرنين الثاني والثالث الهجريين ، كان عالما باللغة والأدب ، وغلبت عليه النوادر والغريب ، من مؤلفاته : «النوادر في اللغة» توفي نحو سنة ٢١٥ ه‍. (وفيات الأعيان ٢ / ١٢٠ ، ومقدمة محقق كتاب النوادر).

(٥) الكشاف ١ / ٤٢.

(٦) هي لغة طائية. (اللسان ـ موت).

(٧) المعتزلة : فرقة من المتكلمين يخالفون أهل السنة في بعض المعتقدات ، وعلى رأسهم واصل بن عطاء ، الذي اعتزل بأصحابه حلقة الحسن البصري. (الوسيط «عزل» ، وانظر : الأنساب للسمعاني «المعتزلي» ٥ / ٣٣٨ ، ٣٣٩ ، والتعريفات للجرجاني ٢٨٢ ، وتاج العروس «عزل»).

(٨) الأشعرية : فرقة من المتكلمين ينتسبون إلى أبي الحسن الأشعرى (ت نحو ٣٣٠ ه‍) يخالفون في آرائهم المعتزلة. (الوسيط «شعر» ، وانظر : الأنساب «الأشعري» ١ / ١٦٦ ، ١٦٧).

(٩) هو أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجّاجي ، نسبة إلى شيخه أبي إسحاق الزجاج ، كان عالما باللغة والنحو والصرف ، ولد بالصيرمة بين ديار الجبل وخوزستان ، ثم تنقل بين بعض المدن الإسلامية كبغداد وحلب ودمشق. ومن تصانيفه : الجمل في النحو. مات بطبرية سنة ٣٤٠ ه‍. (تاريخ الإسلام ٩ / ٤٨٦ ، وانظر مقدمة محقق مجالس العلماء الأستاذ هارون طبعة الكويت ، ومقدمة محقق أخبار أبي القاسم الزجاجي للدكتور عبد الحسين المبارك).

٥٥

وضمّ جميع أقطاره ونواحيه حتى لا يمكنه التخلّص منه ولا فوته. وقيل : الإحاطة : حصر الشيء بالمنع له من كل جهة ، قال الزجاجيّ : حقيقة الإحاطة بالشيء : ضمّ أقطاره ونواحيه ونظيره وسطا كإحاطة البيت بمن فيه والأوعية بما يحلها. وأصل جميع ذلك راجع إلى معنى الحائط لإحاطته بما يدور عليه ، تم اتّسع فيه واستعمل في القدرة والعلم والإهلاك لتقارب المعاني. وقال الكواشي (١) : وأصل الإحاطة الإحداق بالشيء من جميع جهاته ، ومنه الحائط. وقال بعضهم : الإحاطة بالشيء والإحداق به والإطافة به نظائر في اللّغة*.

٥٤ ـ (يَكادُ) [٢٠] : يهم ولم يفعل ، يقال : كاد يفعل ، ولا يقال : كاد أن يفعل (٢) (زه) وأجاز ابن مالك وغيره أن يقال في السّعة : كاد أن يفعل (٣) ، ومنه قول عمر (٤) : «ما كدت أصلّي العصر حتى كادت الشمس أن تغرب».

٥٥ ـ (يَخْطَفُ) [٢٠] الخطف : أخذ الشيء بسرعة*.

٥٦ ـ (أَظْلَمَ) [٢٠] يجوز أن تكون همزته للصيرورة ، أي صار الموضع مظلما ، أو ذا ظلام ، وأن تكون للدخول في الشيء كالذي في أنجد وأصاف ، إذا [٥ / ب] دخل نجدا أو في الصّيف*.

٥٧ ـ (قامُوا) [٢٠] : وقفوا وثبتوا في مكانهم*.

__________________

(١) هو الإمام المفسر موفق الدين أبو العباس أحمد بن يوسف بن الحسن الكواشيّ الموصلي ولد سنة ٥٩١ ه‍ في كواشى شرقيّ الموصل. من مؤلفاته : تبصرة المتذكر وتذكرة المتدبر (تفسير) ، ومتشابه القرآن ، وعدد أحزاب القرآن ، والمطالع في المبادئ والمقاطع. (بغية الوعاة ١ / ٤٠١ ، وطبقات المفسرين ١ / ٩٨ ، وتاريخ الأدب العربي لبروكلمان ـ القسم الرابع ٢١٨ ، وانظر : التاج ـ كوش).

(٢) النزهة : باب الكاف المفتوحة (كاد).

(٣) شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك ١ / ٣٢٦ ـ ٣٣٠ ، وشرح الأشموني ١ / ٢٦٠. وابن مالك : هو أبو عبد الله جمال الدين محمد بن عبد الله الجيّاني ، نزيل دمشق وحلب. إمام في النحو والقراءات. اقترن اسمه بالألفية ، وهي منظومة في ألف بيت جمع فيها خلاصة النحو والصرف. ومن مصنفاته غيرها : تسهيل الفوائد ، والكافية الشافية ، والاعتضاد في الفرق بين الظاء والضاد. وتوفي بدمشق سنة ٦٧٢ ه‍. (فوات الوفيات ٢ / ٤٥٢ ، ٤٥٣ ، ومقدمة محقق تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد الدكتور محمد كامل بركات ، وانظر : بغية الوعاة ١ / ١٣٠ ـ ١٣٧ ، والعبر ٥ / ٣٠٠).

(٤) عزي في شرح ابن عقيل ١ / ٣٣٠ إلى النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ برواية : «ما كدت أن أصلي».

٥٦

٥٨ ـ (وَلَوْ) [٢٠] : حرف يقتضي في الماضي امتناع ما يليه واستلزامه لتاليه*.

٥٩ ـ (شاءَ) [٢٠] : أراد كل شيء. الشيء مصدر شاء ، فإذا وصف به الله ـ تعالى ـ فمعناه شاء (١) ، وإذا وصف به غيره فمعناه المشيء. والغالب خروجه عن المصدرية واستعماله اسما غير ملاحظ فيه اشتقاق ، كما يقال : ما عندي شيء*.

٦٠ ـ (قَدِيرٌ) [٢٠] : هو أبلغ من قادر ، وكلاهما من القدرة وهو القوّة والاستطاعة بمعنى*.

٦١ ـ (يا أَيُّهَا) [٢١] يا : حرف نداء ، وقيل : اسم فعل هو : أنادي ، ولم يقع النّداء في القرآن مع كثرته إلا بها ، وينادى بها القريب وغيره. أيّ : وصلة لنداء ما فيه أل أو مناداه ، عبارتان. ها : حرف تنبيه*.

٦٢ ـ (خَلَقَكُمْ) [٢١] الخلق : الإبداع بلا مثال ، وأصله التّقدير. وخلقت الأديم : قدّرته. وقال قطرب (٢) : هو الإيجاد على تقدير وترتيب. والخلق والإيجاد والإحداث والإبداع والاختراع والإنشاء متقاربة*.

٦٣ ـ (قَبْلِكُمْ) [٢١] قبل : ظرف زمان ، وأصله وصف ناب عن موصوفه لزوما ، فإذا قلت : قمت قبل زيد ، فالتقدير : قمت زمانا قبل زمان قيام زيد ، فحذف هذا كله وناب عنه : قبل زيد*.

٦٤ ـ (لَعَلَّكُمْ) [٢١] لعلّ : حرف توقع يكون للترجّي في المحبوب ، وللإشفاق في المكروه ، ولا يستعمل إلا في الممكن*.

٦٥ ـ (فِراشاً) [٢٢] الفراش : المهاد ، أي ذلّلها لكم ، ولم يجعلها حزنة غليظة لا يمكن الاستقرار عليها (زه) وقيل : الفراش : الوطاء الذي يقعد عليه ، وينام ويتقلب عليه.

٦٦ ـ (بِناءً) [٢٢] هو مصدر ، وقد يراد به المفعول من بيت أو قبّة أو خباء أو

__________________

(١) جاء في حاشية الأصل : «اعلم أنهم اختلفوا في إطلاق الشيء على الباري تعالى ، فمنعه [بعضهم] وأجازه بعضهم ، ودليل [ذلك قوله] تعالى : (قل أي شيء أكبر [شهادة قل الله])» وما بين المعقوفتين ساقط من صورة الأصل لوجوده في طرف الحاشية.

(٢) هو محمد بن المستنير المعروف بقطرب ، بصري أخذ عن سيبويه ، وكان لغويّا أديبا. من مؤلفاته : معاني القرآن ، والأزمنة ، والأضداد ، وخلق الإنسان ، والمثلث. (وفيات الأعيان ٣ / ٤٣٩ ، ومعجم الأدباء ١٩ / ٥٢).

٥٧

ظراف. وأبنية العرب : أخبيتهم.

٦٧ ـ والماء [٢٢] : معروف ، وعرّفه بعضهم بأنه جوهر شفّاف لا لون له ، وما يظهر فيه من اللون لون ظرفه أو ما يقابله. ووصفه الغزالي (١) في «الوسيط» بالتركيب (٢) ونوقش في ذلك بأنه بسيط ويقصد للرّي ، وبعضهم بأنه جوهر سيّال به قوام الحيوان*.

٦٨ ـ (مِنَ الثَّمَراتِ) [٢٢] الثّمرة : ما تخرجه الشجرة من مطعوم أو مشموم*.

٦٩ ـ (أَنْداداً) [٢٢] : أمثالا ونظراء ، واحدهم ندّ (زه) [ونديد] (٣) وقيل:

النّدّ : المقاوم المضاهي مثلا كان أو ضدّا أو خلافا. وقال أبو عبيدة (٤) والمفضّل (٥) :

النّدّ : الضّدّ المبغض المناوئ ، من النّدود (٦).

وقال الزّمخشريّ : النّد : المثل ، ولا يقال إلا للمخالف المثل المناوئ (٧).

٧٠ ـ (عَبْدِنا) [٢٣] [٦ / أ] العبد لغة : المملوك الذّكر من جنس الإنسان ، وقيل : والأنثى أيضا*.

٧١ ـ (فَأْتُوا) [٢٣] الإتيان : المجيء*.

٧٢ ـ (بِسُورَةٍ) [٢٣] السّورة غير مهموزة : منزلة يرتفع القارئ منها إلى

__________________

(١) هو أبو حامد محمد بن محمد الغزالي حجة الإسلام. ولد بطوس سنة ٤٥٠ ه‍ وتنقل في البلدان الإسلامية كمكة وبغداد والشام ، وتلمذ على الجويني إمام الحرمين. من مؤلفاته : إحياء علوم الدين ، وتهافت الفلاسفة ، وتنزيه القرآن عن المطاعن. مات سنة ٥٠٥ ه‍. (مقدمة كتاب إتحاف السادة المتقين لمرتضى الزبيدي).

(٢) الوسيط في المذهب ١ / ٢٩٩.

(٣) زيادة من النزهة ٣.

(٤) هو معمر بن المثنى البصري ، عالم باللغة والشعر والأنساب. ألف نحو مئتي كتاب ، منها مجاز القرآن. اشتهر بشعوبيته وكراهيته للعرب. توفي نحو ٢٠٩ ه‍. (بغية الوعاة ٢ / ٢٩٢ ، ومقدمة مجاز القرآن لمحمد فؤاد سزكين).

(٥) هو أبو طالب المفضل بن سلمة ، لغوي كوفي ، تلمذ على أبيه وابن السكيت وثعلب وابن الأعرابي. من مصنفاته : معاني القرآن ، والبارع في اللغة ، والفاخر ، والمقصور والممدود. توفي نحو ٢٩١ ه‍. (مقدمة الأستاذ عبد العليم الطحاوي لكتاب الفاخر ، وتاريخ الإسلام للذهبي ٥ / ٣٠٥ «الطبقة التاسعة والعشرون» ، وإنباه الرواة ٣ / ٣٠٥ ـ ٣١١ ، وبغية الوعاة ٢ / ٢٩٦).

(٦) في المجاز ١ / ٣٤ : «أندادا واحدها ندّ ، معناها أضداد». وقول أبي عبيدة والمفضل في المحرر ١ / ١٩٢ ، ١٩٣ ، وليس فيه الجزء الأخير (المبغض ...).

(٧) الكشاف ١ / ٤٧.

٥٨

منزلة أخرى إلى أن يستكمل القرآن كسور البناء. وبالهمزة : قطعة (١) من القرآن على حدة ، من قولهم : أسأرت من كذا ، أي : أبقيت وأفضلت منه فضلة (زه) وقيل : الدّرجة الرفيعة ، وسمّيت بها سور القرآن ؛ لأن قارئها يشرف بقراءتها على من لم تكن عنده كسور البناء. وقيل : لتمامها وكمالها ، ومنه قيل للناقة التّامة : سورة.

أو لأنها قطعة من القرآن ، من أسأرت والسؤر فأصلها الهمز وخفّفت ، قاله أبو عبيدة ، والهمز فيها لغة.

٧٣ ـ (مِنْ مِثْلِهِ) [٢٣] المماثلة تقع بأدنى مشابهة ، وقد ذكر سيبويه (٢) أن : مررت برجل مثلك ، يحتمل وجوها ثلاثة (٣) *.

٧٤ ـ (وَادْعُوا) [٢٣] الدّعاء الهتف باسم المدعو*.

٧٥ ـ (شُهَداءَكُمْ) [٢٣] : آلهتكم ، سموا بذلك لأنهم يشهدونهم ويحضرونهم إلى النار (٤) ، وهو جمع شهيد للمبالغة كعليم وعلماء ، ويجوز أن يكون جمع شاهد كشاعر وشعراء*.

٧٦ ـ (دُونِ) [٢٣] : ظرف مكان ملازم للظرفية الحقيقية أو المجازية ولا يتصرف فيه بغير «من» *.

٧٧ ـ (صادِقِينَ) [٢٣] الصّدق مقابله الكذب ، وهو مقابلة الخبر للمخبر عنه ولا واسطة بينهما عند الجمهور*.

٧٨ ـ (لَنْ) [٢٤] : حرف نفي في المستقبل*.

٧٩ ـ (فَاتَّقُوا) [٢٤] : احذروا*.

٨٠ ـ (وَقُودُهَا) [٢٤] الوقود : اسم لما يوقد ، وبالضّم : المصدر ، وجاء

__________________

(١) من هنا يبدأ كلام صاحب النزهة (انظر النزهة / ١١٣).

(٢) هو أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر الملقب بسيبويه. ولد بفارس ثم هاجر إلى البصرة وفيها تلمذ على مشاهير علمائها كالخليل والأخفش الأكبر وعيسى بن عمر الثقفي ، وهو مؤلّف أول مصنّف وصل إلينا في علم النحو وما يتصل به من صرف وأصوات وهو الموسوعة المعروفة ب «الكتاب» ، وتوفي نحو ١٨٠ ه‍. (مقدمة الكتاب للأستاذ عبد السلام هارون ، وبغية الوعاة ٢ / ٢٣٠ ، والعبر للذهبي ١ / ٢٧٨). وانظر بشأن «مثل» : الكتاب ١ / ٤٢٣.

(٣) في هامش الأصل : «أي المماثلة من كل وجه ودون وأعلى».

(٤) وضع المصنف بعده الرمز «زه» ، ولم أهتد للنص في النزهة.

٥٩

في المصدر الفتح أيضا ، حكاه سيبويه والأخفش (١) ، وهو أحد المصادر التي جاءت على فعول بقلّة (٢). قال ابن عصفور (٣) : لم يحفظ منها سوى هذا والوضوء والطّهور والولوع والقبول*.

٨١ ـ (الْحِجارَةُ) [٢٤] : جمع الحجر ، والتاء فيه لتأكيد تأنيث الجمع كالفحولة*.

٨٢ ـ (أُعِدَّتْ) [٢٤] : ادّخرت وهيّئت*.

٨٣ ـ (بَشِّرِ) [٢٥] : أي أخبر خبرا يظهر أثره على البشرة ، وهو ظاهر الجلد.

والبشارة : أوّل خبر يرد على الإنسان من خير أو شرّ وأكثر استعماله في الخير ، واستعماله في الشر قيل : مجاز ، وقيل : حقيقة ، فتكون مشتركا*.

٨٤ ـ (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) [٢٥] العمل : إيجاد الشيء بعد أن لم يكن. والصّلاح : الفعل المستقيم ، وهو مقابل الفساد*.

٨٥ ـ (جَنَّاتٍ) [٢٥] : جمع جنّة ، وهي في اللغة البستان فيه نخل وشجر ، وقيل : البستان الذي سترت [٦ / ب] أشجاره أرضه. وكل شيء ستر شيئا فقد أجنّه ، ومن ذلك الجنّة والجنّة والجن والمجن والجنين ، فإن كان فيه كرم فهي فردوس. والمراد هنا دار الله في الآخرة*.

٨٦ ـ (تَحْتِهَا) [٢٥] تحت : ظرف مكان لا يتصرف فيه بغير من*.

٨٧ ـ (الْأَنْهارُ) [٢٥] : جمع نهر وهو دون البحر وفوق الجدول ، وأصله السّعة. وقيل : هو نفس مجرى الماء ، أو الماء في المجرى المتّسع ، قولان*.

٨٨ ـ (كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً) [٢٥] : أي كلما أطعموا فاكهة منها*.

٨٩ ـ (مُتَشابِهاً) [٢٥] : يشبه بعضه بعضا في الجودة والحسن ، ويقال : يشبه

__________________

(١) هو أبو الحسن سعيد بن مسعدة المجاشعي ولاء المعروف بالأخفش الأوسط. كان عالما باللغة والنحو والعروض ، تلمذ على سيبويه وكان أكبر منه سنّا. من مؤلفاته : معاني القرآن ، توفي نحو ٢١٥ ه‍. (بغية الوعاة ١ / ٥٩٠ ، ومعجم المؤلفين ٤ / ٢٣١ ، ومعجم المفسرين ١ / ٢١٠ ، وإنباه الرواة ٢ / ٣٦).

(٢) انظر الكتاب ٤ / ٤٢ ، ولم يرد فيه «الطهور».

(٣) هو أبو الحسن علي بن مؤمن الإشبيلي ، تلقى العربية على جماعة ، منهم أبو علي الشّلوبين. كان حجة في النحو ووصف بأنه حامل لواء العربية في زمانه بالأندلس. من مصنفاته : المقرب ، والممتع في التصريف ، ومختصر المحتسب ، وشرح الأشعار الستة. (بغية الوعاة ٢ / ٢١٠ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣٣٠ ، ٣٣١).

٦٠