التبيان في تفسير غريب القرآن

شهاب الدين أحمد بن محمد بن عماد [ ابن الهائم ]

التبيان في تفسير غريب القرآن

المؤلف:

شهاب الدين أحمد بن محمد بن عماد [ ابن الهائم ]


المحقق: الدكتور ضاحي عبدالباقي محمد
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٦

٣ ـ (الْأُخْدُودِ) [٤] : شقّ في الأرض ، وجمعه أخاديد.

* * *

٨٦ ـ سورة [الطارق]

١ ـ (الطَّارِقِ) [١] : هو النّجم ، سمّي بذلك لأنه يطرق ، أي يطلع ليلا.

٢ ـ (الثَّاقِبُ) [٣] : المضيء [زه] بلغة قريش (١).

٣ ـ (التَّرائِبِ) [٧] : جمع تريبة ، وهي موضع القلادة من الصّدر.

٤ ـ (وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ) [١١] : أي تبتدئ بالمطر ، ثم ترجع به في كل عام. وقال أبو عبيدة (٢) : الرّجع : الماء ، وأنشد للمتنخّل يصف السيف :

أبيض كالرّجع رسوب إذا

ما ثاخ في محتفل يختلي (٣)

٥ ـ (ذاتِ الصَّدْعِ) [١٢] : تصدع بالنّبات.

٦ ـ (بِالْهَزْلِ) [١٤] : أي باللّعب.

٧ ـ (يَكِيدُونَ كَيْداً) [١٥] (٤).

٨ ـ (رُوَيْداً) [١٧] : أي إمهالا قليلا.

* * *

__________________

(١) لغات القرآن لابن عباس ٧٦ ، ٧٧.

(٢) مجاز القرآن ٢ / ٢٩٤.

(٣) شرح أشعار الهذليين ١٢٦٠ ، ومجاز القرآن ٥٢٣.

(٤) الذي في الأصل «الكيد : الشّدة والمكابدة لأمور الدنيا والآخرة» وهذا تفسير لكلمة كبد «بالباء الموحدة الواردة في الآية الرابعة من سورة البلد وقد نقل في موضعه. واللفظان «كيد» و «كبد» وردا بالنزهة في باب الكاف المفتوحة متجاورين لا يفصل بينهما سوى لفظين. وسيرد تفسير «الكيد» في الآية الثانية من سورة الفيل.

٣٤١

٨٧ ـ سورة الأعلى

١ ـ (غُثاءً أَحْوى) [٥] : فيه قولان :

أحدهما : والذي أخرج المرّعى أحوى ، أي أخضر غضّا يضرب إلى السّواد من شدة الخضرة والرّيّ فجعله بعد خضرته غثاء ، أي يابسا. والغثاء : ما يبس من النّبت فحملته الأودية والمياه.

والثاني : فجعله غثاء أي يابسا (أَحْوى) أسود من قدمه واحتراقه ، أي فكذلك يميتكم بعد الحياة.

٢ ـ (مَنْ تَزَكَّى) [١٤] : تطهّر من الذّنوب بالعمل الصالح.

* * *

٨٨ ـ سورة الغاشية

١ ـ (الْغاشِيَةِ) [١] : القيامة لأنها تغشاهم.

٢ ـ (مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ) [٥] : أي قد انتهى حرّها [زه] بلغة بربر (١).

٣ ـ (ضَرِيعٍ) [٦] : هو نبت [٧٣ / ب] بالحجاز يقال لرطبه الشّبرق.

٤ ـ (لاغِيَةً) (٢) [١١] : لغو. ويقال : لاغية فاعلة لغوا (٣).

٥ ـ (نَمارِقُ) [١٥] : وسائد ، واحدها نمرقة ونمرقة.

٦ ـ (زَرابِيُ) [١٦] : هي الطّنافس المحملة ، واحدها زربيّة ، بلغة هذيل (٤). والزّرابي : البسط أيضا.

٧ ـ (مَبْثُوثَةٌ) [١٦] : أي مفرقة كثيرة في كل مجالسهم.

__________________

(١) غريب القرآن لابن عباس ٧٧.

(٢) لم تضبط (لاغِيَةً) في الأصل. وقرأ أبو عمرو ـ وشاركه من السبعة ابن كثير ـ لا يسمع فيها لاغية ، وقرأ نافع (لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً) وقرأ الباقون (لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً). (التذكرة ٧٦٣).

(٣) في النزهة ٢١٣ «قائلة لغوا».

(٤) غريب ابن عباس ٧٧ ، ولم ترد «بلغة هذيل» في النزهة.

٣٤٢

٨ ـ (سُطِحَتْ) [٢٠] : بسطت.

٩ ـ (بِمُصَيْطِرٍ) [٢٢] : أي بمسلّط. وقيل : نزلت الآية قبل أن يؤمر بالقتال ثم نسخه الأمر بالقتال.

١٠ ـ (إِيابَهُمْ) [٢٥] : رجوعهم.

* * *

٨٩ ـ سورة الفجر

١ ـ (وَلَيالٍ عَشْرٍ) [٢] : عشر الأضحى.

٢ ـ (الشَّفْعِ) [٣] : هو في اللّغة اثنان.

٣ ـ (وَالْوَتْرِ) [٣] : واحد.

وقيل : الشّفع يوم الأضحى ، والوتر : يوم عرفة [زه] وقيل : الوتر : الله تعالى ، والشّفع : الخلق خلقوا أزواجا.

وقيل : الوتر : آدم ، شفع بزوجته.

وقيل : الشّفع والوتر : الصّلاة منها شفع ومنها وتر.

٤ ـ (لِذِي حِجْرٍ) [٥] : أي لذي عقل والحجر يقع على ستّة أوجه : الحرام ، وديار ثمود ، والعقل وقد ذكرت الثلاثة. وحجر الكعبة ، والفرس الأنثى ، وحجر القميص وحجره لغتان ، لكن الفتح أفصح.

٥ ـ (إِرَمَ) [٧] : أبو عاد وهو عاد بن إرم بن سام بن نوح ، عليه‌السلام. ويقال : إرم : اسم بلدتهم التي كانوا فيها.

٦ ـ (جابُوا الصَّخْرَ) [٩] : خرقوا الصّخر فاتخذوا فيه بيوتا. ويقال : جابوا :

قطعوا الصّخر فابتنوه بيوتا.

٧ ـ (سَوْطَ عَذابٍ) [١٣] السّوط : اسم للعذاب وإن لم يكن ثمّة ضرب بسوط.

٨ ـ (لَبِالْمِرْصادِ) [١٤] : أي لبالطّريق المعلم الذي يرتصدون به. والمرصاد

٣٤٣

والمرصد : الطّريق [وقوله عزوجل : (إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً) (١)] أي أنها معدّة ، يقال أرصدت له بكذا إذا أعددته. والإرصاد في الشّرّ.

وقال ابن الأعرابيّ رصدت وأرصدت في الشّرّ والخير جميعا.

٩ ـ (التُّراثَ) [١٩] : الميراث.

١٠ ـ (أَكْلاً لَمًّا) [١٩] : يعني أكلا شديدا ، يقال : لممت الشيء ، إذا أتيت على آخره.

* * *

٩٠ ـ سورة البلد

١ ـ (وَأَنْتَ حِلٌ) [٢] : أي حلال. ويقال : حلّ : حالّ ، أي ساكن ، أي لا أقسم به بعد خروجه منه.

٢ ـ [(كَبَدٍ)] [٤] : شدّة ومكابدة لأمور الدنيا والآخرة (٢).

٣ ـ [(النَّجْدَيْنِ)] [١٠] : الطّريقين : طريق الخير ، وطريق الشّرّ.

٤ ـ (اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ) [١١] يقال : هي عقبة بين الجنّة والنّار. والاقتحام : الدّخول في الشيء والمجاوزة له بشدّة وصعوبة ، أي لم يقتحمها ، أي لم يجاوزها و «لا» مع الماضي بمعنى «لم» مع المستقبل كقوله :

إن تغفر اللهمّ تغفر جمّا

وأيّ عبد لك لا ألمّا (٣)

أي : وأيّ عبد لك لم يلمّ [بذنب] (٤) [زه] ومعناه : يهم.

__________________

(١) سورة النبأ ، الآية ٢١. وما بين المعقوفتين أثبت من النزهة ١٩٤ ، ليستقيم الكلام.

(٢) ورد تفسير هذه الكلمة سهوا في سورة الطارق لقوله تعالى (يَكِيدُونَ كَيْداً) ونقل هنا في مكانه الصحيح. وانظر التعليق المذكور هناك.

(٣) ورد الرجز في شرح شواهد المغني ٦٢٥ وفيه أن أبا خراش الهذلي قاله وهو يسعى بين الصفا والمروة. وهو في شرح أشعار الهذليين ٣٤٦ معزوّ إلى أبي خراش. وجاء في شرح شواهد المغني أيضا أن أهل الجاهلية كانوا يقولونه وهم يطوفون بالبيت ونسب البيت في الأغاني ٤ / ١٤١ إلى أمية بن أبي الصلت.

(٤) زيادة من النزهة ٣٩.

٣٤٤

٥ ـ (فَكُّ رَقَبَةٍ) (١) [١٣] : أي أعتقها (٢) وفكّها من الرّقّ.

٦ ـ (مَسْغَبَةٍ) [١٤] : أي مجاعة [زه] بلغة هذيل (٣).

٧ ـ (مَقْرَبَةٍ) [١٥] : قرابة.

٨ ـ (مَتْرَبَةٍ) [١٦] : فقر ، كأنه قد لصق بالتراب من الفقر.

٩ ـ (بِالْمَرْحَمَةِ) [١٧] : الرحمة.

١٠ ـ (مُؤْصَدَةٌ) [٢٠] : مطبقة ، يقال : أوصدت الباب ، [٧٤ / أ] وآصدته ، إذا أطبقته.

* * *

٩١ ـ سورة والشمس وضحاها

١ ـ (طَحاها) [٦] : بسطها ووسّعها.

٢ ـ (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها. وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها) [٩ ، ١٠] : أي ظفر من طهّر نفسه بالعمل الصالح ، وفات الظّفر من أخملها بالكفر والمعاصي. ويقال المعنى : أفلح من زكّاه الله وخاب من أضلّه الله [زه].

ويقال : دسّى نفسه : أي أخفاها بالفجور والمعصية. والأصل دسّسها فقلبت إحدى السّينين ياء ، كما قيل : تظنّيت.

٣ ـ (بِطَغْواها) [١١] : أي بطغيانها.

٤ ـ (انْبَعَثَ) [١٢] : انفعل من البعث. والانبعاث : الإسراع في الطاعة للباعث.

٥ ـ (أَشْقاها) [١٢] : هو قدار بن سالف عاقر النّاقة.

٦ ـ (فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ) [١٤] : أرجف بهم الأرض ، أي حرّكها.

__________________

(١) كذا ضبط اللفظان في الأصل وفق قراءة أبي عمرو التي شاركه فيها ابن كثير والكسائي. وقرأ الباقون من العشرة (فَكُ) بضم الكاف (رَقَبَةٍ) بالجر (المبسوط ٤١٠).

(٢) في الأصل «عتقها» وكذلك في مطبوع النزهة والفعل غير متعدّ (انظر اللسان عتق والأفعال للسرقسطي ١ / ٢٩٧ ، والمثبت من مخطوطي النزهة : طلعت ٥٢ / ب ومنصور ٣١ / أواللسان عتق».

(٣) غريب ابن عباس ٧٧ ، والإتقان ٢ / ٩٤.

٣٤٥

٧ ـ (فَسَوَّاها) (١) [١٤] : فسوّاها عليهم. ويقال : فسوّى الأمّة بإنزال العذاب بصغيرها وكبيرها بمعنى : سوّى بينهم.

* * *

٩٢ ـ سورة والليل إذا يغشى

١ ـ (تَجَلَّى) [٢] : ظهر وبان.

٢ ـ (إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى) [٤] : أي عملكم لمختلف.

٣ ـ (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى) [٧] : سنهيّئه للعودة إلى العمل الصالح ونسهّل ذلك عليه. ويقال : اليسرى : الجنّة. والعسرى : النّار.

٤ ـ (تَرَدَّى) [١١] : تفعّل من الرّدى ، وهو الهلاك. ويقال : تردّى فلان من رأس الجبل ، إذا سقط.

٥ ـ (تَلَظَّى) [١٤] : تلهّب ، وأصله تتلظّى فأسقطت إحدى التاءين استثقالا لهما في صدر الكلمة ومثله (فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى) (٢) و (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ) (٣) وما أشبهه.

* * *

٩٣ ـ سورة والضحى

١ ـ (سَجى) [٢] : سكن واستوت ظلمته ، ومنه : بحر ساج وطرف ساج ، أي ساكن.

٢ ـ (وَدَّعَكَ) [٣] : تركك ، ومنه قولهم : أستودعك الله غير مودّع ، أي غير متروك. وبهذا سمّي الوداع ؛ لأنه فراق ومفارقة (٤).

٣ ـ (قَلى) [٣] : أبغض (٥).

٤ ـ (تَنْهَرْ) [١٠] : تزجر.

* * *

__________________

(١) ورد اللفظ المفسّر هنا مع سابقه بالنزهة في «الدال المفتوحة».

(٢) سورة عبس ، الآية ١٠.

(٣) سورة القدر ، الآية ٤.

(٤) النزهة ٢٠٧ «ومتاركة».

(٥) انظر تفسير «قالين» بالنزهة ١٥٨.

٣٤٦

٩٤ ـ سورة الانشراح

١ ـ (أَنْقَضَ ظَهْرَكَ) [٣] : أثقله حتى يسمع نقيضه ، أي صوته ، وهذا مثل. ويقال : (أَنْقَضَ ظَهْرَكَ) : أي أثقله حتى جعله نقضا. والنّقض : البعير الذي قد أتعبه السّفر والعمل فنقض لحمه فيقال له حينئذ نقض.

* * *

٩٥ ـ سورة التّين

١ ـ (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ) [١] : جبلان بالشّام ينبتان التّين والزّيتون يقال لهما : طور تينا وطور زيتا بالسّريانية ، ويروى عن مجاهد أنه قال : تينكم الذي تأكلون وزيتكم الذي تعصرون (١).

٢ ـ (الْبَلَدِ الْأَمِينِ) [٣] : أي الآمن ، يعني مكّة وكان آمنا قبل مبعث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا يغار عليه.

* * *

٩٦ ـ سورة العلق

١ ـ (الرُّجْعى) [٨] : المرجع (٢) والرّجوع.

٢ ـ (لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ) [١٥] : نأخذن بناصيته إلى النار ، يقال : سفعت بالشيء إذا أخذته وجذبته جذبا شديدا. [٧٤ / ب] والنّاصية : شعر مقدّم الرأس.

٣ ـ (نادِيَهُ) [١٧] : مجلسه ، والجمع النّوادي ، والمعنى فليدع أهل ناديه ، كما قال جلّ وعزّ : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ) (٣) : أي أهل القرية.

__________________

(١) تفسير مجاهد ٧٦٩ ولفظه «هما التين والزيتون الذي يأكل الناس» وفي تفسير الطبري ٣٠ / ١٥٣ (ط مصر) عن مجاهد : «التين الذي يؤكل والزيتون الذي يعصر» وفيه كذلك عنه «الفاكهة التي تأكل الناس» وأيضا : هو تينكم وزيتونكم.

(٢) في الأصل : «المرجوع» ، والمثبت من النزهة ١٠٠.

(٣) سورة يوسف ، الآية ٨٢.

٣٤٧

٤ ـ (الزَّبانِيَةَ) [١٨] : واحدهم زبنيّ ، مأخوذ من الزّبن ، وهو الدّفع كأنّهم يدفعون أهل النار إليها.

* * *

٩٧ ـ سورة القدر

١ ـ (أَنْزَلْناهُ) [١] : أي القرآن ، وقيل : جبريل ، وقيل : أوّل القرآن*.

٢ ـ (وَالرُّوحُ) [٤] : هو جبريل عليه‌السلام*.

* * *

٩٨ ـ سورة البرية

١ ـ (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ) [١] : يعني يزل الذين ، بلغة قريش (١).

٢ ـ (مُنْفَكِّينَ) [١] : زائلين.

٣ ـ (الْبَرِيَّةِ) [٦] : الخلق ، مأخوذ من برأ الله الخلق ، أي خلقهم فترك همزها ومنهم من يجعلها من البرى وهو التّراب لخلق آدم عليه الصلاة والسلام من التّراب.

* * *

٩٩ ـ سورة الزلزلة

١ ـ (أَثْقالَها) [٢] : جمع ثقل وإذا كان الميّت في بطن الأرض فهو ثقل لها ، وإذا كان فوقها فهو ثقل عليها.

٢ ـ (أَوْحى لَها) [٥] وأوحى إليها واحد ، أي ألهمها. وفي التفسير : أوحى لها : أمرها.

* * *

__________________

(١) غريب ابن عباس ٧٨.

٣٤٨

١٠٠ ـ سورة العاديات

١ ـ (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً) [١] الخيل. والضّبح : صوت أنفاس الخيل إذا عدون ألم تر إلى الفرس إذا عدا يقول : أجّ أجّ (١) ، يقال : ضبح الفرس والثعلب وما أشبههما. والضبح والضّبع أيضا : ضرب من العدو.

٢ ـ (فَالْمُورِياتِ قَدْحاً) [٢] : الخيل توري النار بسنابكها إذا وقعت على الحجارة.

٣ ـ (فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً) [٣] من الغارة وكانوا يغيرون عند الصبح. والإغارة : كبس الحيّ وهم غارّون لا يعلمون. وقيل إنها كانت سريّة لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى بني كنانة فأبطأ عليه خبرها فنزل عليه الوحي بخبرها في «العاديات».

وعن عليّ (٢) ـ رضي الله عنه ـ أنه كان يقول : العاديات هي الإبل ويذهب إلى وقعة بدر ، وقال : «ما كان معنا يومئذ إلا فرس عليه المقداد بن الأسود (٣)».

٤ ـ (لَكَنُودٌ) [٦] أي : لكفور بالنّعم يذكر المصائب وينسى النّعم ، بلغة كنانة (٤) يقال : كند النّعمة إذا كفرها وجحدها.

* * *

__________________

(١) في مطبوع النزهة ١٢٧ ، ومخطوطيها : طلعت ٢٢ / ب ومنصور ٢٥ / ب «أح أح» بالحاء المهملة.

(٢) ورد ما نقل عن الإمام علي في تفسير غريب ابن قتيبة ٥٣٥ وفي الأصل «وتذهب» والمثبت في تفسير ابن قتيبة.

(٣) هو المقداد بن عمرو بن ثعلبة ينتهي نسبه إلى قضاعة وكان يعرف بالمقداد بن الأسود لأنه حالف الأسود بن عبد يغوث الزهري فتبناه فنسب إليه حتى إلغاء التبني ، وهو من السابقين إلى الإسلام وهاجر الهجرتين وشهد المشاهد كلها مع الرسول كما شهد فتح مصر ومات بالجرف ودفن بالمدينة سنة ٣٣ في عهد الخليفة عثمان (أسد الغابة ٥ / ٢٥١ ـ ٢٥٤ رقم ٥٠٦٩ ولم يرد به سنة الوفاة ، والاستيعاب ٦ / ١٧٩ ـ ١٨٥ رقم ٢٥٨٦ ، والإصابة ٦ / ٣٧٩ ـ ٣٨١ رقم ٨٢٠٧ ، وتاريخ الإسلام ٢ / ٦٤).

(٤) غريب ابن عباس ٧٨ ، والإتقان ٢ / ٩٢. ولم يرد بالنزهة ١٦٥ : «بالنعم ... كنانة».

٣٤٩

١٠١ ـ سورة القارعة

١ ـ (الْقارِعَةُ) [١] : القيامة ، وهي الداهية أيضا.

٢ ـ (كَالْفَراشِ) [٤] : هو شبيه بالبعوض يتهافت في النار.

٣ ـ (كَالْعِهْنِ) [٥] : الصّوف المصبوغ.

٤ ـ (عِيشَةٍ راضِيَةٍ) [٧] : أي مرضية.

٥ ـ (فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ) [٩] : أي يأوي إليها فصارت الأصل له*.

* * *

١٠٢ ـ سورة التكاثر

١ ـ (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ) [١] : شغلكم [زه] والتّكاثر : تفاعل من الكثرة.

٢ ـ (كَلَّا) [٣ ، ٤ ، ٥] : أي ليس الأمر كما ظننتم ، وهو ردع وزجر.

* * *

١٠٣ ـ سورة والعصر (١)

١ ـ (الْعَصْرِ) [١] : الدّهر أقسم به (زه) وقال الحسن : أحد طرفي النهار (٢). والعرب تسمى الغداة والعشيّ بالعصرين. واليوم والليل [٧٥ / أ] : العصرين ، والشتاء والصيف العصرين. وعن علي رضي الله عنه «ونوائب العصر» وقيل : أراد : وأهل العصر ، وقيل : وربّ العصر.

* * *

__________________

(١) في حاشية الأصل : «قال الإمام الشافعيّ رضي الله عنه كلاما معناه أن الناس أو أكثرهم في غفلة عن تدبّر هذه السورة ، يعني سورة العصر».

(٢) قول الحسن ورد في تفسير القرطبي ٢٠ / ١٧٩ ، وزاد المسير ٨ / ٣٠٣ بلفظ : «العشي ، وهو ما بين زوال الشمس وغروبها».

٣٥٠

١٠٤ ـ سورة الهمزة

١ ـ (هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ) [١] : معناهما واحد ، أي عياب. ويقال : اللّمز في الوجه بكلام خفيّ. والهمز في القفا (زه) وهذا محكي عن الخليل (١). وعن ابن عباس : هو المشّاء بالنّميمة المفرّق بين الأحبّة الباغي للبريء العيب (٢). وعن الحسن : الهمزة الذي يهمز جليسه بعينه ، أي يكسرها ويومئ إليه. واللّمزة : الذي يستقبل أخاه بوجه ويعيب له بآخر.

٢ ـ (الْحُطَمَةِ) [٤] : النار ، سمّيت بذلك ؛ لأنها تحطم كلّ شيء تكسره وتأتي عليه. ويقال للرّجل الأكول : إنه الحطمة. والحطمة السّنة الشّديدة أيضا.

* * *

١٠٥ ـ سورة الفيل

١ ـ (كَيْدَهُمْ) [٢] : أي مكرهم ، وحيلتهم.

٢ ـ (أَبابِيلَ) [٣] : جماعات في تفرقة ، أي حلقة بعد حلقة ، واحدها إبّالة وإبّول وإبّيل. ويقال : هو جمع لا واحد له.

٣ ـ (كَعَصْفٍ) [٥] العصف والعصيفة : ورق الزّرع.

٤ ـ (مَأْكُولٍ) [٥] : يعني أخذ ما فيه من الحبّ فأكل وبقي هو لا حبّ فيه. وفي الخبر : «أنّ الحجر كان يصيب أحدهم على رأسه فيجوّفه حتى يخرج من أسفله فيصير كقشر الحنطة (٣) وقشر الأرزّ المجوّف».

* * *

__________________

(١) العين ٤ / ١٧.

(٢) في الدر المنثور ٦ / ١٦٩ عن ابن عباس : «هو المشّاء بالنميمة ، المفرق بين الجمع ، المغري بين الإخوان»

(٣) في الأصل : «الحنظلة» ، والمثبت من مطبوع النزهة ١٤٣ وطلعت ٢٨ / أ.

٣٥١

١٠٦ ـ سورة قريش

١ ـ (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ) [١] الإيلاف مصدر ألفت إيلافا ، وآلفت بمعنى ألفت ، قال ذو الرّمة :

من المؤلفات الرّمل (١)

وقيل : هذه اللام موصولة بما قبلها ، المعنى : (فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) ، (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ) : أي [أهلك] الله أصحاب الفيل لإيلاف قريش أي لتآلفهم (رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ) [٢] : وكانت لهم في كلّ سنة رحلتان : رحلة الشتاء إلى الشام ورحلة الصيف إلى اليمن (زه) المشهور العكس وهو الظاهر ، وقيل غير ذلك.

* * *

١٠٧ ـ سورة الماعون

١ ـ (يَدُعُّ الْيَتِيمَ) [٢] : يدفعه عن حقّه.

٢ ـ (الْماعُونَ) [٧] في الجاهليّة : كلّ عطية ومنفعة (٢) وفي الإسلام : الزّكاة والطاعة. وقيل : هو ما ينتفع به المسلم من أخيه كالعارية والإعانة (٣) ونحو ذلك (٤). قال الفرّاء : سمعت بعض العرب يقول : الماعون هو الماء ، وأنشد :

يمجّ صبيره الماعون صبّا

الصّبير : السحاب (٥).

* * *

__________________

(١) ديوان ذي الرمة ٨٠ والبيت فيه بتمامه :

من المؤلفات الرّمل أدماء حرّة

شعاع الضّحى في متنها يتوضّح

والبيت أيضا في اللسان والعباب (ألف).

(٢) في مطبوع النزهة ١٨١ «ومنعة» ، والمثبت كما في طلعت ٦٠ / أو منصور ٣٦ / أ.

(٣) في مطبوع النزهة ١٨١ «والإغاثة». والمثبت يتفق وما في طلعت ٦٠ / أوأما في منصور ٣٦ / أفاللفظ عار من النقط.

(٤) ورد في حاشية الأصل : «في البخاري الماعون : المعروف كله. وقال بعض العرب : الماعون : الماء. وقال عكرمة : أعلاها الزكاة المفروضة وأدناها عارية المتاع» انتهى. (والنص في صحيح البخاري» كتاب التفسير» ٨ / ٨٩).

(٥) معاني القرآن للفراء ٣ / ٢٩٥ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة ٥٤٠.

٣٥٢

١٠٨ ـ سورة الكوثر

١ ـ (الْكَوْثَرَ) [١] : نهر في الجنّة. وقيل «فوعل» من الكثرة.

٢ ـ (انْحَرْ) [٢] : اذبح. ويقال : انحر : ارفع يدك بالتكبير إلى نحرك.

٣ ـ (شانِئَكَ) [٣] : مبغضك.

٤ ـ (الْأَبْتَرُ) [٣] : الذي لا عقب له.

* * *

١٠٩ ـ سورة الكافرون

١ ـ (لَكُمْ دِينُكُمْ) [٦] : أي الشّرك*.

٢ ـ (وَلِيَ دِينِ) [٦] : [٧٥ / ب] الإسلام ، وهذا قبل أن يؤمر بالقتال. وقيل : لكم جزاؤكم ولي جزائي*.

* * *

١١٠ ـ سورة النصر

١ ـ (نَصْرُ اللهِ) [١] : معونته على قريش. وقيل : عامّ في جميع الكفار*.

٣ ـ (وَالْفَتْحُ) [١] : الإسلام على البلاد. وقال الحسن : هو فتح مكّة ؛ لأنّ العرب أسلمت بإسلام أهل مكة (١). وقال ابن عبّاس : فتح المدائن والقصور*.

* * *

__________________

(١) انظره في تفسير القرطبي ٢٠ / ٢٣٠ ، وزاد المسير ٨ / ٣٢٤.

٣٥٣

١١١ ـ سورة أبي لهب

١ ـ (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَ) [١] : أي خسرت يداه وخسر.

٢ ـ (حَمَّالَةَ) (١) (الْحَطَبِ) [٤] : امرأة أبي لهب كانت تمشي بالنّمائم. وحمل الحطب كناية عن النّمائم ؛ لأنها توقع بين الناس الشّرّ وتشعل بينهم النّيران كالحطب الذي يدلى به في النار (٢). ويقال إنها كانت موسرة وكانت لفرط بخلها تحمل الحطب على ظهرها فنعى الله ـ عزوجل ـ عليها هذا القبح من فعلها. ويقال : إنها كانت تقطع الشّوك فتطرحه في طريق رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وأصحابه لتؤذيهم بذلك. والحطب يعنى به الشّوك في هذا الجواب [زه] والله أعلم بالصّواب.

٣ ـ (حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ) [٥] قيل إنه السّلسلة التي ذكرها الله في «الحاقة» (٣) تدخل من فمها وتخرج من دبرها ويلوى سائرها على جسدها. وقيل : المسد : ليف المقل (٤) وقيل : حبال من ضروب من أوبار الإبل. وقيل : الحبل المحكم فتلا من أي شيء كان ، تقول : مسدت الحبل إذا أحكمت فتله. ويقال : امرأة ممسودة إذا كانت ملتفّة الخلق ، ليس في خلقها اضطراب.

* * *

١١٢ ـ سورة الإخلاص

١ ـ (أَحَدٌ) [١] : بمعنى واحد. وأصل أحد وحد ، فأبدلت الهمزة من الواو المفتوحة كما أبدلت المضمومة في قولهم : وجوه وأجوه. ومن المكسورة في قولهم : وشاح وإشاح ولم تبدل من المفتوحة إلا في حرفين أحد وأناة ، من قولهم : امرأة أناة ، وأصلها وناة من الونى وهو الفتور (زه) قلت : هكذا قال ابن الأنباريّ وزاد أبو الفتح في «سرّ الصناعة» أجما في وجم واحد الآجام وهي علامات وأبنية يهتدى

__________________

(١) قرأها بالرفع جميع القراء العشرة ومنهم أبو عمرو عدا عاصما الذي قرأها بالنصب. والضبط المثبت من طلعت ٢٧ / أ.

(٢) لفظ النزهة / ٧٩ «الذي تذكى به النار».

(٣) في قوله تعالى : (فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ) الآية ٣٢.

(٤) المقل : ثمر شجر الدّوم (القاموس ـ مقل).

٣٥٤

بها في الصّحارى ، وأسماء في وسماء (١) ، وأحسب أن السّخاويّ (٢) زاد على ذلك في «مختصر سر الصناعة» لكنه ليس عندي الآن. وبالجملة فهو إبدال متّفق على شذوذه.

٢ ـ (الصَّمَدُ) [٢] : الذي لا جوف له. ويقال : السّيّد الذي يصمد إليه في الأمور ليس فوقه أحد (٣).

٣ ـ (كُفُواً) (٤) [٤] الكفؤ : المثل.

* * *

١١٣ ـ سورة الفلق

١ ـ (الْفَلَقِ) [١] : الصّبح. ويقال : واد في جهنم.

٢ ـ (غاسِقٍ إِذا وَقَبَ) [٣] : [٧٦ / أ] يعني اللّيل إذا دخل في كلّ شيء. والغسق : الظّلمة. ويقال : الغاسق : القمر إذا كسف فاسودّ. (إِذا وَقَبَ) : إذا دخل في الكسوف.

٣ ـ (النَّفَّاثاتِ) [٤] : السّواحر ينفثن إذا سحرن ورقين.

__________________

(١) سر صناعة الإعراب ١ / ١٠٤ (تحقيق السقا وآخرين) وفيه : «أجم في وجم» بدل «أجما في أجم ... الصحاري».

(٢) السخاوي : كذا في الأصل ، والكلمة إذا لم تكن محرفة فليس المراد هنا «السخاوي المشهور ، وهو شمس الدين السخاوي صاحب «الضوء اللامع» والمعاصر لجلال الدين السيوطي لأنه ولد سنة ٨٣١ ه‍ ومات سنة ٩٠٢ (تاج العروس ـ سخي) ووفاة ابن الهائم سنة ٨١٥ ه‍ فلا يعقل أن ينقل عمن جاء بعده. والسخاوي نسبة إلى «سخا» مدينة بمصر وينسب إليها أكثر من عالم.

(٣) في حاشية الأصل : «قال البخاري : والعرب تسمّي أشرافها الصمد. قال أبو وائل : هو السّيد الذي انتهى سؤدده (والنص في صحيح البخاري ٨ / ٩٤ «كتاب التفسير»).

(٤) كذا ضبط اللفظ في الأصل وطلعت ٥٥ / أبضم الفاء وبالهمز كفؤا وفق قراءة أبي عمرو التي شاركه فيها معظم القراء العشرة. وقرئ كذلك بإسكان الفاء وبالهمز كفؤا وبضم الفاء بغير همز كفوا كما روي بإسكان الفاء بغير همز كفوا. (المبسوط ٤٢١) وكتب اللفظ في مطبوع النزهة ١٦٦ بغير همز مع إهمال ضبط الفاء وهو سهو من الناشر.

٣٥٥

١١٤ ـ سورة الناس

١ ـ (الْوَسْواسِ) [٤] : الشّيطان وهو (الْخَنَّاسِ) [٤] أيضا يعني الشيطان الذي يوسوس في الصّدور ، وجاء في التفسير : أنّ له رأسا كرأس الحيّة يجثم على القلب يوسوس فيه فإذا ذكر الله ـ عزوجل ـ العبد خنس ، أي تأخّر وتنحّى. وإذا ترك ذكر الله رجع إلى القلب فوسوس فيه.

٢ ـ (الْجِنَّةِ) [٦] : أي الجنّ.

* * *

٣٥٦

[الخاتمة]

ولنختتم هذا الكتاب بفوائد وتنبيهات :

أحدها : مصنف أصل هذا الكتاب هو الإمام أبو بكر محمد بن عزيز السجستاني ـ رحمه‌الله ـ تعالى ـ قال الشيخ أبو زكريا يحيى بن علي الخطيب التبريزي (١) ، رحمه‌الله : «عزيز بالزاي المعجمة في آخره تصحيف ، وإنما هو عزيز بالراء المهملة» انتهى. والجاري على الألسنة الأول.

وقال أبو عبد الله بن خالويه (٢) : «كان أبو بكر بن عزير هذا من أكابر تلامذة ابن الأنباري : علما وسنّا وسيرا وصلاحا ، وكان يؤدب أولاد العامة ، ويأتي جامع المدينة ببغداد كل جمعة ومعه «زنبيل» صغير فيه دفاتر ، يطيل الصمت. فإذا تكلم قال حقّا. وكان ثقة. ولم يؤلف غير هذا الكتاب ؛ وقيل إنه صنفه في أربعين (٣) سنة». انتهى.

__________________

(١) هو أبو زكريا يحيى بن علي الخطيب الشيباني التبريزي الأديب النحوي اللغوي : بغدادي رحل إلى أبي العلاء وأخذ عنه. وسمع بالشام من شيوخ وقته ثم عاد إلى بغداد وتصدر بها. ومن تصانيفه : شرح الحماسة الكبير ، وشرح الحماسة الأوسط ، وشرح الحماسة الصغير ، وشرح المفضليات ، وشرح القصائد العشر ، وتهذيب غريب الحديث ، وتهذيب إصلاح المنطق. وتوفي سنة ٥٠٢ ه‍. (معجم الأدباء ٢٠ / ٢٥ ـ ٢٨ ، وإنباه الرواة ٤ / ٢٢ ـ ٢٤ ، وانظر : شذرات الذهب ٤ / ٥ ـ ٦ ، والعبر ٤ / ٥).

(٢) هو الحسين بن أحمد بن خالويه : لغوي نحوي همذانى الأصل. دخل بغداد وأخذ عن ابن مجاهد وابن دريد وأبي بكر بن الأنباري ، وعاش في حلب في عهد سيف الدولة الحمداني معاصرا المتنبي. من مؤلفاته : إعراب ثلاثين سورة من الكتاب العزيز ، والمذكر والمؤنث ، والقراءات ، والمقصور والممدود. وتوفي بحلب سنة ٣٧٠. (وفيات الأعيان ١ / ٤٣٣ ، ٤٣٤ رقم ١٨٨ ، وطبقات المفسرين ١ / ١٤٨ ، وبغية الوعاة ١ / ٥٢٩ ، ٥٣٠ «رقم ١٠٩٩» ، وإنباه الرواة ١ / ٣٢٤ ـ ٣٢٦ «رقم ٢١٦» وفيه «الحسين بن محمد» ، وانظر تاريخ الإسلام ١٠ / ٢٥٠ ، ٢٥١).

(٣) في الأصل «بأربعين».

٣٥٧

واعترض عليه في زعمه أنه لم يصنف غير هذا الكتاب بأن له تصانيف كثيرة ، والله أعلم.

الثانية : موضوع أصل هذا الكتاب تفسير غريب القرآن. ولا شك أن الغريب يقابله المشهور ، وهما أمران نسبيان فرب لفظ يكون غريبا عند شخص مشهور عند آخر ، وعذر العزيري ـ رحمه‌الله ـ في تركه تفسير ألفاظ كثيرة غريبة وتعرضه لتفسير ألفاظ مشهورة هو هذا.

الثالثة : أنه قد جاوز موضوع الكتاب إلى ذكر معان تفسيرية وغيرها فحذونا حذوه في كثير من الزيادات وهذا قد يعاب باعتبار الخروج عن موضوع التصنيف ولا يعاب باعتبار الفائدة في الجملة.

الرابعة : لعلك تكشف فيما عملته من غريب سورة فلا تجده في تلك السورة ، فهو إما مهمل لعدم غرابته ، وإما مذكور في سورة أخرى سابقة وهو الغالب أو في سورة [٧٦ / ب] لاحقة فيعين الناظر فيه قوة حفظه القرآن حتى يستحضر السورة السابقة أو اللاحقة التي شاركت تلك السورة في غريبها فيطلبه منها.

فإن قلت : فالحاجة إلى الكشف التي جعلتها الباعثة على تهذيب الكتاب لم تنتف إذا قلت : نعم لكنها خفت وكانت تنتهي لو نبه في كل سورة عند السكوت على تفسير باقي غريبها على مواضع ذكرها السابقة ، لكن تركت ذلك لإمكان الطول وبالله المستعان.

وليكن هذا آخر الكتاب ولله الحمد والمنة. سبحانك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك لك الحمد حتى ترضى وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

قال مؤلفه رحمه‌الله ورضي عنه ، وأعاد علينا وعلى المسلمين من بركته : كان الفراغ من تعليقه على يد مؤلفه الفقير إلى الله تعالى : أحمد بن محمد الهائم ـ عفا الله عنه ـ في اليوم الرابع والعشرين من شوال المبارك سنة ثمان وثمان مائة بالمسجد الأقصى الشريف ، وفرغ من كتابة هذه النسخة أفقر عبيد الله ـ تعالى ـ وأحوجهم إلى رحمته : علي بن عاشور بن عبد الكريم بن محمد بن رجب بن محمد البرلسي أصلا الاتكاوي مولدا الحسيني نسبا ، الشافعي مذهبا ، الأشعري اعتقادا ـ أصلح الله ،

٣٥٨

تعالى ، شأنه وصانه عما شانه ـ آمين ، وذلك في يوم الثلاثاء المبارك ثامن شهر ذي الحجة الحرام من شهور سنة ثلاثين بعد مائة وألف خلت من الهجرة الشريفة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التحية وعلى آله وصحابه أولي النفوس الزكية والقلوب التقية.

وصلى الله على أشرف خلقه وسراج أفقه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وسلم تسليما كثيرا دائما إلى يوم الدين ، والحمد لله رب العالمين.

* * *

٣٥٩
٣٦٠