التبيان في تفسير غريب القرآن

شهاب الدين أحمد بن محمد بن عماد [ ابن الهائم ]

التبيان في تفسير غريب القرآن

المؤلف:

شهاب الدين أحمد بن محمد بن عماد [ ابن الهائم ]


المحقق: الدكتور ضاحي عبدالباقي محمد
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٦

بعيونهم. وقرئت بفتح الياء (١) ، أي يستأصلونك ، من زلق رأسه. وأزلقه ؛ إذا حلقه.

* * *

٦٩ ـ سورة الحاقة

١ ـ (الْحَاقَّةُ) [١] : القيامة ، سميت بذلك لأنّ فيها حواقّ الأمور أي صحائحها.

٢ ـ (بِالطَّاغِيَةِ) [٥] : أي بالطّغيان ، وهو مصدر كالعافية والدّاهية وأشباههما من المصادر.

٣ ـ (حُسُوماً) [٧] : أي تباعا متوالية. واشتقاقه من حسم الداء ، وهو أن يتابع عليه بالمكواة حتى يبرأ ، فجعل مثلا فيما يتابع. ويقال : حسوما : نحوسا أي شؤما.

٤ ـ (خاوِيَةٍ) [٧] : بالية.

٥ ـ (أَخْذَةً رابِيَةً) [١٠] : أي شديدة ، بلغة حمير (٢) *.

٦ ـ (لَمَّا طَغَى الْماءُ) [١١] : حين ترفّع وعلا وجاوز الحدّ.

٧ ـ (فِي الْجارِيَةِ) [١١] : يعني سفينة نوح ، عليه الصلاة والسلام.

٨ ـ (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) [١٢] : أي تحفظها أذن حافظة ، من قولك : وعيت العلم ، إذا حفظته.

٩ ـ (واهِيَةٌ) [١٦] : أي منخرقة ، يقال : وهي الشيء ، إذا [٦٩ / أ] ضعف ، وكذلك انخرق.

١٠ ـ (أَرْجائِها) [١٧] : جوانبها ، واحدها رجا مقصور ، يقال ذلك لحرف البئر ولحرف القبر وما أشبه ذلك.

١١ ـ (قُطُوفُها دانِيَةٌ) [٢٣] : أي ثمرها قريب المتناول ، يتناول على كل حال

__________________

(١) فتح الياء لنافع وأبي جعفر ، وضمها لبقية العشرة (المبسوط ٣٧٨).

(٢) غريب ابن عباس ٧٣ ، وما ورد في القرآن من لغات ٢ / ٢٣٣ ، والإتقان ٢ / ٩٥.

٣٢١

من قيام وقعود ونيام ، واحدها قطف.

١٢ ـ (الْقاضِيَةَ) [٢٧] : المنيّة يعني الموت.

١٣ ـ (ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً) [٣٢] : أي طولها إذا ذرعت.

١٤ ـ (مِنْ غِسْلِينٍ) [٣٦] : غسالة أجواف أهل النار. وكل جرح أو دبر غسلته فخرج منه شيء : غسلين. وغسلين فعلين من الغسل للجراح والدّبر.

١٥ ـ (لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ) [٤٥] : أي بالقوّة والقدرة. وقيل معناه : لأخذنا منه بيمينه : منعناه من التصرف.

١٦ ـ (الْوَتِينَ) [٤٦] : عرق متعلّق بالقلب إذا انقطع مات صاحبه.

* * *

٧٠ ـ سورة المعارج

١ ـ (وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً) [١٠] : أي لا يسأل قريب قريبا.

٢ ـ (فَصِيلَتِهِ) [١٣] : عشيرته الأدنون.

٣ ـ (لَظى) [١٥] : اسم من أسماء جهنم.

٤ ـ (نَزَّاعَةً) (١) (لِلشَّوى) [١٦] : جمع شواة ، وهي فلقة (٢) الرأس [زه] أو هي جعله في الوعاء. يقال : أوعيت المتاع في الوعاء ، إذا جعلته فيه.

٥ ـ (هَلُوعاً) [١٩] : هو كما فسّر الله ، عزوجل ، وقيل : لا يصبر إذا مسّه الخير ولا يصبر إذا مسّه الشّرّ. والهلوع : الضّجور الجزوع. والهلع (٣) : أسوأ الجزع.

٦ ـ (عِزِينَ) [٣٧] : أي جماعات في تفرقة ، واحدها : عزة.

__________________

(١) قرأ العشرة (نَزَّاعَةً) بالرفع عدا عاصما برواية حفص الذي قرأ (نَزَّاعَةً) بالنصب (المبسوط ٣٨١).

(٢) الذي في النزهة ١٢٠ : «جلدة الرأس» ، وورد في القاموس (شوى) : «الشّوى : قحف الرأس» وجاء في (قحف) «القحف : بالكسر : العظم فوق الدّماغ ، وما انفلق من الجمجمة فبان».

(٣) في النزهة ٢١١ : «والهلاع» ، وهما بمعنى.

٣٢٢

٧ ـ (بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ) [٤٠] : يعني مشارق الصّيف والشّتاء ومغارها ، وإنما جمع لاختلاف مشرق كل يوم ومغربه.

٨ ـ (يُوفِضُونَ) [٤٣] : يسرعون.

* * *

٧١ ـ سورة نوح عليه‌السلام

١ ـ (اسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ) [٧] : تغطّوا بها.

٢ ـ (وَأَصَرُّوا) [٧] : أقاموا على المعصية.

٣ ـ (مِدْراراً) [١١] : أي دارّة يعني عند الحاجة إلى المطر ، لا أن تدرّ ليلا ونهارا ، ومدرارا للمبالغة.

٤ ـ (تَرْجُونَ) (١) (لِلَّهِ وَقاراً) [١٣] : تخافون لله عظمة.

٥ ـ (أَطْواراً) [١٤] : ضروبا وأحوالا : نطفا ثم علقا ثم مضغا ثم عظاما. وقيل : المعنى خلقكم أصنافا في ألوانكم ولغاتكم. والطّور : الحال. والطّور : التّارة والمرّة.

٦ ـ (كُبَّاراً) [٢٢] : كبيرا*.

٧ ـ (وَدًّا وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً) [٢٣] : كلها أسماء أصنام. وسواع : اسم صنم كان يعبد في زمن نوح عليه‌السلام.

٨ ـ (دَيَّاراً) [٢٦] : أي أحدا ولا يتكلم به إلا في الجحد ، يقال : ما في الدّار أحد ولا ديار.

٩ ـ (فاجِراً) [٢٧] : أي مائلا عن الحقّ. وأصل الفجور : الميل فقيل للكاذب فاجر ؛ لأنه مال عن الصّدق ، وللفاسق فاجر ؛ لأنّه مال عن الحقّ. وقال بعض الأعراب لعمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه. ـ وكان قد أتاه فشكا إليه نقب إبله ودبرها واستحمله فلم يحمله ، فقال :

__________________

(١) في الأصل : «يرجون» تصحيف ، ولم أجد من قرأ بها في المتواتر والشاذ.

٣٢٣

أقسم بالله أبو حفص عمر

ما مسّها من نقب ولا دبر

فاغفر له اللهمّ إن كان فجر (١)

أي إن مال عن الصّدق

١٠ ـ (تَباراً) [٢٨] : هلاكا.

* * *

٧٢ ـ سورة الجن

١ ـ (نَفَرٌ) [١] النّفر [٦٩ / ب] : جماعة بين الثّلاثة إلى العشرة.

٢ ـ (جَدُّ رَبِّنا) [٣] : عظمة ربّنا. يقال : جدّ فلان في الناس إذا عظم في عيونهم وجل في صدورهم ، ومنه قول أنس ، رضي الله عنه : «كان الرّجل إذا قرأ سورة البقرة وآل عمران جدّ فينا» (٢) أي عظم.

٣ ـ (رَهَقاً) [٦] : ما يرهقه أي يغشاه من المكروه ، أو نقصا بلغة قريش (٣).

٤ ـ (شُهُباً) [٨] : جمع شهاب ، يعني الكوكب. والشّهاب : كل متوقّد مضيء.

٥ ـ (شِهاباً رَصَداً) [٩] : يعني نجما أرصد به للرّجم.

٦ ـ (طَرائِقَ قِدَداً) [١١] : أي فرقا مختلفة الأهواء ، واحد الطرائق طريقة ، وواحد القدد قدّة ، وأصله في الأديم ، يقال لكل ما قطع منه قدّة وجمعها قدد.

٧ ـ (بَخْساً) [١٣] : نقصا.

٨ ـ (تَحَرَّوْا رَشَداً) [١٤] : توخّوا وتعمّدوا. والتّحرّي : القصد إلى الشّيء.

٩ ـ (الْقاسِطُونَ) [١٥] : الجائرون.

__________________

(١) الأبيات الثلاثة غير معزوة في اللسان والتاج (فجر) وشرح الجرجاوي على شواهد ابن عقيل ٢ / ٢٠٤ ، ونسبت إلى عبد الله بن كيسبة النهدي في خزانة الأدب ٥ / ١٥٦ ونسبت فيها أيضا ٥ / ١٥٧ إلى رؤبة.

(٢) مسند ابن حنبل ٣ / ١٢٠ ، والنهاية (جدد).

(٣) الذي في غريب القرآن لابن عباس ٧٤ : «رهقا : ظلما ، بلغة قريش».

٣٢٤

١٠ ـ (غَدَقاً) [١٦] : أي كثيرا.

١١ ـ (صَعَداً) [١٧] : أي شاقّا ، يقال : تصعّدني الأمر أي شقّ عليّ ، ومنه قول عمر : «ما تصعّدني شيء ما تصعّدتني خطبة النّكاح» (١).

١٢ ـ (الْمَساجِدَ) [١٨] قيل : هي المساجد المعروفة التي يصلّى فيها ، أي فلا تعبدوا فيها صنما. وقيل : هي مواضع السّجود من الإنسان : الجبهة ، والأنف ، واليدان ، والرّكبتان ، والرّجلان. واحدهما مسجد.

١٣ ـ (لِبَداً) (٢) [١٩] : أي كثيرا من التّلبّد كأن بعضه على بعض. وبالكسر : جماعات واحدها لبدة. ومعنى لبدا : يركب بعضهم بعضا. ومن هذا اشتقاق هذه اللّبود التي تفرش ، ومعنى : (كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً) [١٩] : كادوا يركبون النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ رغبة في القرآن وشهوة لاستماعه.

* * *

٧٣ ـ سورة المزمل

١ ـ (الْمُزَّمِّلُ) [١] : الملتفّ في ثيابه ، وأصله المتزمّل ، فأدغمت التاء في الزاي.

٢ ـ (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ) [٤] التّرتيل في القراءة : التّبيين لها كأنّه يفصل بين الحرف (٣) والحرف ، ومنه (٤) قيل : ثغر رتل ورتل : إذا كان مفلّجا لم يلصق بعض الأسنان على بعض ، ولا يركب بعضها بعضا.

٣ ـ (ناشِئَةَ اللَّيْلِ) [٦] : ساعاته ، من نشأت : أي ابتدأت.

__________________

(١) تفسير غريب ابن قتيبة ٤٩١ ، والنهاية (صعد) ٣ / ٣٠.

(٢) سها المصنف وبدأ بتفسير (لِبَداً) التي بضم اللام وفتح الباء الواردة في سورة البلد ، الآية السادسة ، ثم أعقب ذلك ما ورد في هذه السورة (أي الجن) بالآية ١٩ وهي بكسر اللام وفتح الباء. وقد أورد السجستاني اللفظة المضمومة اللام في اللام المضمومة والمكسورة في اللام المكسورة.

(٣) في هامش الأصل : «والفرق بينه وبين التّحقيق أن التحقيق يكو [ن] للزيادة والتعليم والتمرين ، والترتي [ل] يكون للتدبر والتفكّر والاستنبا [ط فكل] تحقيق ترتيل ، وليس كل ترتيل تحق [يقا]. وجاء عن علي رضي الله عنه أنه س [ئل] عن قوله تعالى (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) فقال : «الترتيل تحقيق الحروف و [معرفة] الوقوف. «انتهى وما بين المعقوفتين لم يظهر في الأصل وأثبت من النشر ١ / ٢٠٩ والنص فيه.

(٤) في الأصل : «ومثله». والمثبت من النزهة ٩٩.

٣٢٥

٤ ـ هي أشدّ وطاء (١) [٦] : أثبت قياما ، يعني أن ناشئة اللّيل (٢) أوطأ للقيام وأسهل على المصلّي من ساعات النهار ؛ لأنّ النهار خلق لتصرّف العباد فيه ، والليل خلق للنّوم وللراحة والخلوة من العمل ، فالعبادة فيه أسهل.

وجواب آخر (أَشَدُّ وَطْئاً) : أي أشدّ على المصلّي من صلاة النهار ؛ لأنّ الليل خلق للنوم ، فإذا أزيل عن ذلك ثقل على العبد ما يتكلّفه منه (٣) ، وكان الثواب أعظم من هذه الجهة. ومن قرأ أشدّ وطاء : أي مواطأة ، أي أجدر أن يواطئ اللّسان القلب ، والقلب العمل وقرئت (أَشَدُّ وَطْئاً) (٤) فقيل هو بمعنى الوطء. وقال الفرّاء : لا يقال الوطء ولم يجزه (٥) [٧٠ / أ].

٥ ـ (أَقْوَمُ قِيلاً) [٦] : أصحّ قولا لهدأة الناس وسكون الأصوات.

٦ ـ (سَبْحاً طَوِيلاً) [٧] : أي متصرّفا فيما تريد ، أي لك في النهار ما يقضي حوائجك. وقرئت سبخا (٦) بالخاء المعجمة أي سعة ، يقال : سبّخي قطنك : أي وسّعيه ونفّشيه. والتّسبيخ : التّخفيف أيضا ، يقال : اللهم سبّخ عنه الحمّى : أي خفّف.

٧ ـ (تَبَتَّلْ إِلَيْهِ) [٨] : انقطع إليه.

٨ ـ (أَنْكالاً) [١٢] : قيودا ، ويقال : أغلالا ، واحدها نكل.

٩ ـ (طَعاماً ذا غُصَّةٍ) [١٣] : أي تغصّ به الحلوق فلا يسوغ.

١٠ ـ (كَثِيباً مَهِيلاً) [١٤] : رملا سائلا. يقال لكلّ ما أرسلته من يدك من رمل أو تراب أو نحو ذلك : هلته ، يعني أن الجبال فتّتت من زلزلتها حتى صارت كالرّمل المذرّى.

__________________

(١) قرأ بها أبو عمرو وابن عامر. وقرأ الباقون من السبعة (وَطْئاً) بفتح الواو وسكون الطاء (السبعة ٦٥٨).

(٢) في حاشية الأصل : «قال البخاري ـ رحمه‌الله ـ قال ابن عباس رضي الله عنهما : نشأ : قام ، بالحبشية. وطئا : مواطأة للقرآن أشد موافقة لسمعه وبصره وقلبه. ليواطئوا : ليوافقوا» (وانظر قول ابن عباس في الإتقان ٢ / ١١٧).

(٣) في النزهة ٣٤ «فيه».

(٤) معاني القرآن للفراء ٣ / ١٩٧ ، وهي قراءة قتادة وشبل (البحر ٨ / ٣٦٣).

(٥) انظر معاني القرآن للفراء ٣ / ٤١٦.

(٦) قرأ بها ابن يعمر وعكرمة وابن أبي عبلة (البحر ٨ / ٣٦٣).

٣٢٦

١١ ـ (وَبِيلاً) [١٦] : أي شديدا ، بلغة حمير (١) متخما لا يستمرأ (٢).

١٢ ـ (شِيباً) [١٧] : جمع أشيب وهو الأبيض الرأس.

١٣ ـ (مُنْفَطِرٌ بِهِ) [١٨] : متشقق به ، أي باليوم.

* * *

٧٤ ـ سورة المدثر

١ ـ [(الْمُدَّثِّرُ)] [١] : أي المتدثّر بثيابه.

٢ ـ (وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ) [٤] فيه أقوال : قال الفرّاء : وعملك فأصلح (٣). وقيل : وقلبك فطهّر ، فكنى بالثياب عن القلب. وقال ابن عبّاس : لا تكن غادرا فإن الغادر دنس لثّياب (٤). وقال ابن سيرين (٥) : معناه : اغسل ثيابك بالماء ، وقيل : معناه : وثيابك فقصّر فإن تقصير الثياب طهر.

٣ ـ (وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) [٥] الرّجز ، بكسر الراء وضمها ومعناهما واحد (٦) وتفسيره : الأوثان. وسمّيت الأوثان رجزا ؛ لأنها سبب الرجز الذي هو العذاب.

٤ ـ (نُقِرَ فِي النَّاقُورِ) [٨] : نفخ في الصّور.

٥ ـ (سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً) [١٧] : سأغشيه مشقّة من العذاب (صَعُوداً) أي عقبة شاقّة [زه] ويقال : إنّها نزلت في الوليد بن المغيرة (٧) وأنه يكلّف أن يصعد جبلا

__________________

(١) غريب ابن عباس ٧٤ ، وما ورد في القرآن من لغات ٢ / ٢٤٠.

(٢) النص المفسر منقول عن النزهة ٢٠٧ عدا «بلغة حمير».

(٣) معاني القرآن للفراء ٣ / ٢٠٠.

(٤) انظر الدر المنثور ٦ / ٤٥١.

(٥) زاد المسير ٨ / ١٢١ ، وانظر البحر المحيط ٨ / ٣٧١.

وابن سيرين هو محمد بن سيرين الأنصاري ولاء البصري : فقيه محدث مفسر ، كان ورعا تقيّا. توفي سنة ١١٠ ه‍ (التهذيب ٩ / ٢١٤ ، والعبر ١ / ٣١١ ، ومعجم المؤلفين ١٠ / ٥٩).

(٦) هو رأي الفراء كما في معاني القرآن ٣ / ٢٠١. وقد قرأ بضم الراء حفص والمفضل عن عاصم ، وقرأ بالكسر الباقون من السبعة وكذلك أبو بكر عن عاصم (السبعة ٦٥٩).

(٧) أحد جبابرة كفار مكة والمستهزئين بالرسول. أعجب بالقرآن لما سمعه ولكنه لم يسلم. وهو والد الصحابي الجليل خالد بن الوليد. مات بعد الهجرة بثلاثة أشهر (أنساب الأشراف ١ / ١٣٣ ، ١٣٤).

٣٢٧

في النّار شاهقا من صخرة ملساء ، فإذا بلغ أعلاها لم يترك أن يتنفّس وجذب إلى أسفلها ثم يكلّف مثل ذلك أبدا.

٦ ـ (عَبَسَ وَبَسَرَ) [٢٢] : أي كلح وكرّه وجهه.

٧ ـ (لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ) [٢٩] : مغيّرة لهم أو محرقة بلغة قريش (١) ، يقال : لاحته الشمس ولوّحته بمعنى واحد ، إذا غيّرته (٢).

٨ ـ (وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ) [٣٣] : أي دبر الليل النهار ، إذا جاء خلفه ، وأدبر : أي ولّى.

٩ ـ (وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ) [٣٤] : أي أضاء.

١٠ ـ (الْكُبَرِ) [٣٥] : جمع الكبرى.

١١ ـ (سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ) [٤٢] : أدخلكم فيها.

١٢ ـ (مُسْتَنْفِرَةٌ) [٥٠] : نافرة ، ومذعورة أيضا.

١٣ ـ (مِنْ قَسْوَرَةٍ) [٥١] : أي أسد. ويقال : رماة. وقسورة «فعولة» من القسر وهو القهر.

* * *

٧٥ ـ سورة القيامة

١ ـ (اللَّوَّامَةِ) [٢] ليس من نفس برّة ولا فاجرة إلا وهي تلوم نفسها يوم القيامة إن كانت عملت خيرا هلّا ازدادت منه ، وإن كانت عملت سوءا لم عملته؟

٢ ـ (لِيَفْجُرَ أَمامَهُ) [٥] قيل يكثر الذّنوب ويؤخّر التّوبة. وقيل : يتمنى الخطيئة ويقول [٧٠ / ب] : سوف أتوب سوف أتوب.

٣ ـ (بَرِقَ الْبَصَرُ) [٧] : شق ، و (بَرِقَ) (٣) بفتح الراء من البريق : إذا

__________________

(١) غريب ابن عباس ٧٤ وفيه «بلغة قريش وأزد شنوءة». وفي الإتقان ٢ / ٩٧ «وبلغة أزد شنوءة لواحة : حرّاقة».

(٢) لم يرد في النزهة «أو محرقة بلغة قريش».

(٣) قرأ بفتح الراء نافع وأبو جعفر ، وقرأ الباقون من العشرة بكسرها (المبسوط ٣٨٨).

٣٢٨

شخص ، يعني إذا فتح عينيه عند الموت.

٤ ـ (خَسَفَ الْقَمَرُ) [٨] وكشف سواء : أي ذهب ضوؤه.

٥ ـ (وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) [٩] أي جمع بينهما في ذهاب الضوء.

٦ ـ (لا وَزَرَ) [١١] : لا ملجأ.

٧ ـ (بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ) [١٤] : أي من الإنسان على نفسه عين بصيرة ، أي جوارحه يشهدن عليه بعمله. ويقال : معناه : الإنسان على نفسه بصيرة ، والهاء دخلت للمبالغة كما دخلت في علّامة ونسّابة [زه] ونحو ذلك.

٨ ـ (مَعاذِيرَهُ) [١٥] : ما اعتذر به ، ويقال : المعاذير : السّتور ، واحدها معذار.

٩ ـ (باسِرَةٌ) [٢٤] : متكرّهة.

١٠ ـ (فاقِرَةٌ) [٢٥] : أي داهية ، ويقال إنها من فقار الظّهر كأنها تكسره ، تقول : فقرت الرّجل إذا كسرت فقاره ، كما تقول : رأسته إذا ضربت رأسه.

١١ ـ و (التَّراقِيَ) [٢٦] : جمع ترقوة وهي العظم المشرف على الصدر ـ هما ترقوتان ـ : أي إذا بلغ الرّوح.

١٢ ـ (مَنْ راقٍ) [٢٧] : صاحب رقية ، أي هل من طبيب يرقي. وقيل : المعنى : من يرقى بروحه إلى السّماء : أملائكة الرّحمة أم ملائكة العذاب؟

١٣ ـ (الْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ) [٢٩] أي آخر شدّة الدّنيا بأوّل شدة الآخرة. ومعنى (الْتَفَّتِ) : التصقت ، من قولهم : امرأة لفّاء ، إذا التصقت فخذاها. ويقال : هو من التفاف ساقي الرّجل عند السّياق ، يعني عند سوق روح العبد إلى ربّه ، تبارك وتعالى. ويقال : هو من قولهم في المثل : «شمّرت الحرب عن ساقها» ، إذا اشتدّت.

١٤ ـ (يَتَمَطَّى) [٣٣] : يتبختر ، يقال جاء يمشي المطيطاء وهي مشية تبختر وهي أن يلقي بيده ويتكفّأ ، وكان الأصل : يتمطّط فقلبت إحدى الطاءين ياء ، كما قيل : يتظنّى فيما أصله يتظنّن. وقيل : يتمطّى : يتبختر ويمد مطاه في مشيته. ويقال : يلوي مطاه تبخترا. والمطا : الظّهر.

٣٢٩

١٥ ـ (أَوْلى لَكَ فَأَوْلى) [٣٤] : تهدّد ووعيد ، أي قد وليك شرّ فاحذره.

١٦ ـ (أَنْ يُتْرَكَ سُدىً) [٣٦] : مهملا.

* * *

٧٦ ـ سورة الإنسان

١ ـ (أَمْشاجٍ) [٢] : أخلاط ، واحدها مشج ومشيج ، وهو هاهنا اختلاط النّطفة بالدّم (زه) وقيل واحده مشج ، بفتحتين مشتقّ من : مشجت الشيء ، إذا خلطته. وقيل : المراد بها ماء الرجل وماء المرأة. وقيل : العروق التي ترى في النّطفة. وقال ابن عيسى : الأمشاج : الحرارة والبرودة والرّطوبة واليبوسة (١) ، وقيل غير ذلك.

٢ ـ (مُسْتَطِيراً) [٧] : فاشيا منتشرا. يقال : استطار الحريق ، إذا انتشر. واستطار الفجر ، إذا انتشر الضّوء.

٣ ـ (عَبُوساً) [١٠] : أي يعبّس الوجوه.

٤ ـ (قَمْطَرِيراً) [١٠] : أي [٧١ / أ] شديدا وكذلك القماطر.

ويقال (٢) : قمطرير وقماطر [وعصيب] (٣) وعصبصب أشدّ ما يكون من الأيام وأطوله في البلاء.

٥ ـ (قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ) [١٦] : يعني قد اجتمع فيها صفاء القوارير وبياض الفضّة.

٦ ـ (زَنْجَبِيلاً) [١٧] وهو معروف. والعرب تأكل الزنجبيل وتستطيب رائحته.

٧ ـ (سَلْسَبِيلاً) [١٨] : أي سائغة ليّنة.

٨ ـ (وِلْدانٌ) [١٩] : صبيان ، واحدهم وليد.

٩ ـ (مُخَلَّدُونَ) [١٩] : مقيمون. ويروى : مبقون ولدانا لا يهرمون ولا

__________________

(١) غرائب التفسير عن ابن عيسى.

(٢) هذا القول منقول عن النزهة ١٥٩.

(٣) زيادة من النزهة ١٥٩.

٣٣٠

يتغيّرون. ويقال : مخلّدون : مسوّرون ، ويقال : مقرّطون.

١٠ ـ (أَسْرَهُمْ) [٢٨] : خلقهم.

* * *

٧٧ ـ سورة المرسلات

١ ـ (وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً) [١] : أي الملائكة تنزل بالمعروف. ويقال : المرسلات : الرّياح. عرفا : أي متتابعة ، ويقال : هم إليه عرف واحد إذا توجّهوا إليه وأكثروا وتتابعوا.

٢ ـ (فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً) [٢] : الرّياح الشدائد.

٣ ـ (وَالنَّاشِراتِ نَشْراً) [٣] : الرّياح التي تأتي بالمطر ، كقوله عزوجل : نشرا بين يدي رحمته (١). ويقال : نشرت الرّيح إذا جرت ، قال جرير :

نشرت عليك فذكّرت بعد البلى

ريح يمانية بيوم ماطر (٢)

٤ ـ (فَالْفارِقاتِ فَرْقاً) [٤] : الملائكة ـ عليهم‌السلام ـ تنزل تفرق بين الحقّ والباطل.

٥ ـ (فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً. عُذْراً أَوْ نُذْراً) [٥ ، ٦] الملائكة تلقي الوحي إلى الأنبياء ـ عليهم‌السلام ـ إعذارا من الله ـ عزوجل ـ وإنذارا.

٦ ـ (طُمِسَتْ) [٨] : ذهب ضوؤها كما يطمس الأثر حتى يذهب.

٧ ـ (فُرِجَتْ) [٩] : أي انشقت.

٨ ـ وقّتت [١١] و (أُقِّتَتْ) (٣) : جمعت ـ بلغة كنانة ـ (٤) لوقت وهو يوم القيامة (٥).

__________________

(١) سورة الأعراف ، الآية ٥٧ وكتبت نشرا بالنون المضمومة والشين المضمومة أيضا وفق قراءة أبي عمرو. أما عاصم فقد قرأ (بُشْراً) بالباء الموحدة وإسكان الشين (المبسوط ١٨١).

(٢) ديوان جرير ٣٠٧.

(٣) قرأ وقّتت أبو عمرو. أما بقية السبعة فقرءوا (أُقِّتَتْ) (السبعة ٦٦٦).

(٤) غريب ابن عباس ٧٥ ، والإتقان ٢ / ٩٢.

(٥) لم يرد في النزهة ٢٠٨ «بلغة كنانة».

٣٣١

٩ ـ (كِفاتاً) [٢٥] : أوعية ، واحدها كفت [ثم قال] (١) :

١٠ ـ (أَحْياءً وَأَمْواتاً) [٢٦] : أي منها ما ينبت ومنها ما لا ينبت.

ويقال : كفاتا : مضمّا. تكفت : تضمّهم أحياء على ظهرها وأمواتا في بطنها. يقال : كفتّ الشّيء في الوعاء ، إذا ضممته فيه. وكانوا يسمّون بقيع الغرقد كفتة ؛ لأنها مقبرة تضمّ الموتى.

١١ ـ (شامِخاتٍ) [٢٧] : عاليات ، ومنه يقال : شمخ بأنفه.

١٢ ـ (ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ) [٣٠] : يعني دخان جهنّم.

١٣ ـ (بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ) [٣٢] : واحد القصور ، ومن قرأ (كَالْقَصْرِ) (٢) أراد أعناق النّخل ، ويقال : أصول النّخل المقلوعة.

١٤ ـ جمالات صفر [٣٣] : إبل سود ، جمع جمالة. واحد الجمالة جمل. وجمالات (٣) بضم الجيم : قلوس سفن البحر.

* * *

٧٨ ـ سورة النبأ

١ ـ (سُباتاً) [٩] : راحة لأبدانكم.

٢ ـ (وَهَّاجاً) [١٣] : وقّادا ، يعني الشّمس.

٣ ـ (مِنَ الْمُعْصِراتِ) [١٤] : السّحاب التي قد حان لها أن تمطر ، فيقال : شبّهت بمعاصير الجواري. والمعصر : الجارية التي دنت من الحيض.

٤ ـ (ثَجَّاجاً) [١٤] : متدفّقا. ويقال : ثجّاجا : سيّالا. ومنه قول النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «أحبّ العمل إلى الله ـ عزوجل ـ العجّ والثّجّ» (٤) فالعج : التلبية ، والثّجّ : إسالة الدماء ، من الذبح والنحر.

__________________

(١) زيادة من النزهة ١٦٧.

(٢) قرأ بذلك ابن عباس (مختصر في شواذ القرآن ١٦٧).

(٣) قرأ بضم الجيم يعقوب ، كما روي عن ابن عباس وابن جبير وأبي رجاء (المبسوط ٣٩٢).

(٤) في عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي لابن العربي ٢ / ٤٤ «عن أبي بكر الصديق أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم سئل : أيّ الحج أفضل؟ قال : العجّ والثّج».

٣٣٢

٥ ـ (أَلْفافاً) [١٦] [٧١ / ب] : ملتفّة من الشّجر ، واحدها لفّ ولفيف. ويجوز. أن يكون الواحد لفّاء ، وجمعها لفّ وجمع الجمع ألفاف.

٦ ـ (مِيقاتاً) [١٧] : مفعالا ، من الوقت.

٧ ـ (أَحْقاباً) [٢٣] : جمع حقب. والحقب ثمانون سنة. وقوله (لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً) أي كلّما مضى حقب تبعه حقب آخر أبدا.

٨ ـ (بَرْداً) [٢٤] : أي نوما بلغة هذيل (١) ، ويقال في مثل : «منع البرد البرد» (٢) أي أصابني من البرد ما منعني من النّوم.

٩ ـ (جَزاءً وِفاقاً) [٢٦] : [موافقا] (٣) لسوء أعمالهم.

١٠ ـ (كِذَّاباً) [٢٨] : أي كذبا.

١١ ـ (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً) [٣١] : أي ظفرا بما يريدون. يقال : فاز بالأمر إذا ظفر به.

١٢ ـ (كَواعِبَ) [٣٣] : أي نساء قد كعب ثديّهنّ.

١٣ ـ (دِهاقاً) [٣٤] : مترعة ، أي ملأى [زه] بلغة هذيل (٤).

١٤ ـ (عَطاءً حِساباً) [٣٦] : أي كافيا ، يقال : أعطاني ما أحسبني ، أي ما كفاني. ويقال أصل هذا أن تعطيه حتى يقول : حسبي.

١٥ ـ (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا) [٣٨] قال المفسرون : الرّوح : ملك عظيم من ملائكة الله ـ عزوجل ـ يقوم وحده فيكون صفّا وتقوم الملائكة صفّا.

* * *

__________________

(١) غريب ابن عباس ٧٥ ، والإتقان ٢ / ٩٤.

(٢) الأساس (برد).

(٣) زيادة من النزهة ٢٠٩.

(٤) غريب ابن عباس ٧٥.

٣٣٣

٧٩ ـ سورة والنازعات

١ ـ (وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً) [١] : الملائكة تنزع أرواح الكفّار إغراقا كما يغرق النازع في القوس.

٢ ـ (وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً) [٢] : الملائكة تنشط أرواح المؤمنين ، أي تحلّ حلّا رفيقا كما ينشّط العقال من يد البعير أي يحلّ حلّا برفق.

٣ ـ (وَالسَّابِحاتِ سَبْحاً) [٣] : الملائكة ـ عليهم‌السلام ـ جعل نزولها كالسّباحة.

٤ ـ (فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً) [٤] : الملائكة تسبق الشياطين بالوحي إلى الأنبياء ـ صلوات الله عليهم ـ إذ كانت الشياطين تسترق السّمع.

٥ ـ (فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً) [٥] : الملائكة تنزل بالتّدبير من عند الله عزوجل.

وقال أبو عبيدة : (وَالنَّازِعاتِ) إلى قوله (فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً) [٤] هذه كلها النّجوم (١) (فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً) [٥] الملائكة.

٦ ـ (الرَّاجِفَةُ) [٦] : النّفخة الأولى.

٧ ـ (الرَّادِفَةُ) [٧] : النّفخة الثانية.

٨ ـ (واجِفَةٌ) [٨] : خافقة أي شديدة الاضطراب. أو خائفة ، بلغة همدان (٢) ، وإنما سمّي الوجيف في السّير (٣) لشدة هزّه واضطرابه (٤).

٩ ـ (لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ) [١٠] : أي الرّجوع إلى أوّل الأمر. يقال : رجع فلان في حافرته ، إذا رجع من حيث جاء ، والمعنى : أئنا نعود بعد الموت أحياء.

١٠ ـ (نَخِرَةً) [١١] وناخرة (٥) : بالية. ويقال : نخرة : بالية. وناخرة

__________________

(١) انظر : المجاز ٢ / ٢٨٤.

(٢) لغات ابن عباس ٧٥.

(٣) في الأصل : «السفر» ، والمثبت من النزهة ٢٠٧.

(٤) ليس في النزهة ٢٠٧ «بلغة همدان».

(٥) قرأ بألف بعد النون أبو بكر وحمزة وخلف ورويس والأعمش. وقرأ بقية الأربعة عشر بدون ألف ما عدا الكسائي الذي رويت عنه القراءتان (الإتحاف ٥٨٥ ، ٥٨٦).

٣٣٤

يعني عظاما فارغة يصير فيها من هبوب الرّيح كالنّخير.

١١ ـ (بِالسَّاهِرَةِ) [١٤] : أي وجه الأرض. وسمّيت ساهرة ؛ لأن فيها سهرهم ونومهم. وأصلها مسهورة ومسهور فيها ، فصرفت من «مفعولة» [٧٢ / أ] إلى «فاعلة» كما قيل (عِيشَةٍ راضِيَةٍ) (١) أي مرضية. ويقال : السّاهرة : أرض القيامة.

١٢ ـ (فَأَخَذَهُ اللهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى) [٢٥] : أغرقه في الدنيا وعذّبه في الآخرة. وفي التفسير (نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى) نكال قوله (ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي) (٢) وقوله : (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى) [٢٤] فنكل الله ـ عزوجل ـ به نكال هاتين الكلمتين.

١٣ ـ (أَغْطَشَ لَيْلَها) [٢٩] : أظلم [زه] بلغة أنمار (٣) وأشعر (٤).

١٤ ـ (دَحاها) [٣٠] : بسطها.

١٥ ـ (الطَّامَّةُ الْكُبْرى) [٣٤] : يعني يوم القيامة. والطّامّة : الدّاهية ؛ لأنها تطمّ على كل شيء ، أي تعلوه وتغطّيه.

* * *

٨٠ ـ سورة الأعمى [عبس]

١ ـ (تَصَدَّى) [٦] : تعرّض ، يقال : تصدّى له إذا تعرّض له.

٢ ـ (تَلَهَّى) [١٠] : تشاغل ، يقال : تلهّيت عن الشّيء ولهيت عنه إذا شغلت عنه فتركته.

٣ ـ (سَفَرَةٍ) [١٥] : يعني الملائكة ـ عليهم‌السلام ـ الذين يسفرون بين الله ـ عزوجل ـ وبين أنبيائه ـ صلى الله عليهم ـ واحدهم سافر. يقال : سفرت بين القوم ، إذا مشيت بينهم بالصّلح ، فجعلت الملائكة ـ عليهم‌السلام ـ إذا نزلت بوحي الله ـ جلّ

__________________

(١) سورة الحاقة ، الآية ٢١ ، وسورة القارعة ، الآية ٧.

(٢) سورة القصص ، الآية ٣٨.

(٣) غريب القرآن لابن عباس ٧٥ ، والإتقان ٢ / ١٠١.

(٤) غريب ابن عباس ٧٥.

٣٣٥

اسمه ـ وتأديته كالسّفير الذي يصلح بين القوم. وقال أبو عبيدة : سفرة : كتبة ، واحدهم سافر (١) [زه] وهي لغة كنانة (٢).

٤ ـ (فَأَقْبَرَهُ) [٢١] : جعله ذا قبر يوارى فيه وسائر الأشياء تلقى على وجه الأرض. يقال : أقبره ، إذا جعل له قبرا ، وقبره ، إذا دفنه.

٥ ـ (أَنْشَرَهُ) [٢٢] : أحياه.

٦ ـ (وَقَضْباً) [٢٨] القضب : القتّ ، سمّي بذلك ؛ لأنه يقضب مرّة بعد أخرى ، أي يقطع.

٧ ـ (وَحَدائِقَ غُلْباً) [٣٠] : بساتين نخل غلاظ الأعناق.

٨ ـ (وَأَبًّا) [٣١] الأبّ : ما رعته الأنعام. ويقال : الأبّ للبهائم كالفاكهة للناس.

٩ ـ (الصَّاخَّةُ) [٣٣] : يعني يوم القيامة تصخّ أي تصمّ ، يقال : رجل أصخّ وأصلخ إذا كان لا يسمع.

١٠ ـ (مُسْفِرَةٌ) [٣٨] : مضيئة ، يقال : أسفر وجهه إذا أضاء ، وكذلك أسفر الصّبح.

١١ ـ (تَرْهَقُها قَتَرَةٌ) [٤١] : تغشاها غبرة.

* * *

٨١ ـ سورة التكوير

١ ـ (كُوِّرَتْ) [١] : ذهب ضوؤها. وقيل : لفّت كما تلف العمامة.

٢ ـ (انْكَدَرَتْ) [٢] : انتشرت وانصبّت ، ومثله قول العجّاج :

* أبصر خربان فضاء فانكدر* (٣)

٣ ـ (الْعِشارُ عُطِّلَتْ) [٤] : أي الحوامل من الإبل ، واحدتها عشراء ، وهي

__________________

(١) مجاز القرآن ٢ / ٢٨٦.

(٢) في غريب ابن عباس ٧٦ «بلغة قريش وقيس عيلان» ، وفي الإتقان ٢ / ٩٢ «أسفارا : كتبا» بلغة كنانة ، وسبق الإشارة إلى ذلك عند تفسير (أَسْفاراً) في سورة الجمعة.

(٣) ديوانه ٢٩ ، ومجاز القرآن ٢ / ٢٨٧.

٣٣٦

التي أتى عليها في الحمل عشرة أشهر ثم لا يزال ذلك اسمها حتى تضع وبعد ما تضع ، وهي من أنفس الإبل عندهم. يقول : عطّلها أهلها من الشّغل بأنفسهم.

٤ ـ (الْبِحارُ سُجِّرَتْ) (١) [٦] : ملئت ـ أو جمعت ، بلغة خثعم ـ (٢) ونفذ بعضها إلى بعض فصارت بحرا واحدا مملوءا. ويقال معنى (سُجِّرَتْ) : يقذف بالكواكب فيها ثم تضرم [٧٢ / ب] فتصير نيرانا.

٥ ـ (النُّفُوسُ زُوِّجَتْ) [٧] : جمع معها مقارنتها التي كانت على رأيها في الدّنيا.

٦ ـ (الْمَوْؤُدَةُ) [٨] : البنّت تدفن حيّة.

٧ ـ (السَّماءُ كُشِطَتْ) [١١] : نزعت فطويت كما يكشط الغطاء عن الشيء. يقال : كشطت الجلد وقشطته (٣) بمعنى واحد ، إذا نزعته.

٨ ـ (سُعِّرَتْ) (٤) [١٢] : أوقدت.

٩ ـ (بِالْخُنَّسِ. الْجَوارِ الْكُنَّسِ) [١٥ ، ١٦] : خمسة أنجم : زحل ، والمشتري ، والمرّيخ ، والزّهرة ، وعطارد سمّيت بذلك لأنها تخنس في مجراها ، أي ترجع وتكنس ، أي تستتر كما تكنس الظّباء في كنسها.

١٠ ـ (وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ) [١٧] يقال : عسعس اللّيل ، إذا أقبل ظلامه. ويقال : أدبر ظلامه ، وهو لغة قريش (٥). وهو من الأضداد (٦).

١١ ـ (وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ) [١٨] : أي انتشر وتتابع ضوؤه.

__________________

(١) قرأ هكذا بتخفيف الجيم أبو عمرو وشاركه من الثمانية يعقوب. وشددها الباقون (التذكرة ٧٥٦) وسجر وسجّر بمعنى (اللسان ـ سجر).

(٢) غريب ابن عباس ٧٦. ولم يرد في النزهة ١١٥ «أو جمعت بلغة خثعم».

(٣) عزي إلى ابن مسعود أنه قرأ قشطت (مختصر في شواد القرآن ١٦٩).

(٤) لم يضبط في الأصل والمثبت يوافق قراءة أبي عمرو التي شاركه فيها الثمانية عدا نافعا وابن ذكوان عن ابن عامر وحفص عن عاصم والأعمش عن أبي بكر عن عاصم ورويس عن يعقوب الذين قرؤوا (سُعِّرَتْ) بتشديد العين (التذكرة ٧٥٦) وسعر وسعّر بمعنى (اللسان ـ سعر).

(٥) غريب ابن عباس ٧٦ ، وليس في النزهة «وهو لغة قريش».

(٦) الأضداد للسجستاني ١١٤.

٣٣٧

١٢ ـ (بِضَنِينٍ) [٢٤] : أي بخيل [زه] بلغة قريش (١). ومن قرأ بظنين (٢) فمعناه متّهم ، بلغة هذيل (٣).

* * *

٨٢ ـ سورة الانفطار

١ ـ (انْفَطَرَتْ) [١] : انشقّت.

٢ ـ (فُجِّرَتْ) [٣] : أي فجّر بعضها إلى بعض ، أي فتح وصارت كلّها بحرا واحدا.

٣ ـ (الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ) [٤] : أي بحثرت وأثيرت فأخرج ما فيها.

٤ ـ (فَعَدَلَكَ) [٧] بالتشديد : قوّم خلقك ، وبالتّخفيف (٤) صرفك إلى ما شاء من الصّور في الحسن والقبح.

* * *

٨٣ ـ سورة التّطفيف

١ ـ (لِلْمُطَفِّفِينَ) [١] : الذين لا يوفّون الكيل والوزن.

٢ ـ (كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ) [٣] : أي كالوا لهم ووزنوا لهم.

٣ ـ (يُخْسِرُونَ) [٣] : أي ينقصون.

٤ ـ (سِجِّينٍ) [٧] : حبس ، فعّيل من السّجن. ويقال : سجّين : صخرة تحت الأرض السابعة. يعني أنّ أعمالهم لا تصعد إلى السّماء*.

__________________

(١) غريب ابن عباس ٧٦.

(٢) قرأ بظنين بالظاء أبو عمرو وابن كثير والكسائي وقرأ بقية السبعة (بِضَنِينٍ) (السبعة ٦٧٣) وكان حق المؤلف أن يبدأ بالظائية لأنها قراءة أبي عمرو كما في بهجة الأريب.

(٣) غريب ابن عباس ٧٦.

(٤) قرأ بتخفيف الدال من الأربعة عشر عاصم وحمزة والكسائي والحسن والأعمش والباقون بتشديدها (الإتحاف ٢ / ٥٩٤).

٣٣٨

٥ ـ (بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ) [١٤] : أي غلب (١) على قلوبهم كسب الذّنوب كما ترين الخمر على عقل السّكران. ويقال : ران عليه النّعاس ، وران به : إذا غلب عليه.

٦ ـ (لَفِي عِلِّيِّينَ) [١٨] : أي في السّماء السابعة.

٧ ـ (كِتابٌ مَرْقُومٌ) [٢٠] : أي مكتوب [زه] أو مختوم ، بلغة حمير (٢).

٨ ـ (نَضْرَةَ النَّعِيمِ) [٢٤] : بريق النّعيم ونداه ، ومنه (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ) (٣) : أي مشرقة.

٩ ـ (رَحِيقٍ) [٢٥] الرّحيق : الخالص من الشّراب. ويقال : العتيق من الشراب.

١٠ ـ (مَخْتُومٍ) [٢٥] : له ختام ، أي عاقبة ريح كما قال عزوجل.

١١ ـ (خِتامُهُ مِسْكٌ) [٢٦] : أي آخر طعمه وعاقبته إذا شرب أن يوجد في آخره طعم المسك ورائحته ، يقال للعطّار إذا اشتري منه الطّيب : اجعل خاتمه مسكا.

١٢ ـ (مِنْ تَسْنِيمٍ) [٢٧] يقال : هو أرفع شراب أهل الجنّة. ويقال : تسنيم : عين تجري من فوقهم تسنّمهم في منازلهم تنزل عليهم من عال ، يقال : تسنّم الفحل الناقة إذا علاها.

١٣ ـ (ثُوِّبَ الْكُفَّارُ) [٣٦] : أي جوزوا.

* * *

__________________

(١) في الأصل : «غلف» ، والمثبت من النزهة ٩٩.

(٢) غريب القرآن لابن عباس ٧٣.

(٣) سورة القيامة ، الآية ٢٢.

٣٣٩

٨٤ ـ سورة الانشقاق

١ ـ (أَذِنَتْ لِرَبِّها) [٧٣ / أ](وَحُقَّتْ) [٢] : سمعت لربّها وحقّ لها أن تسمع.

٢ ـ (تَخَلَّتْ) [٤] : تفعّلت من الخلوة.

٣ ـ (كادِحٌ) [٦] : عامل.

٤ ـ (يَحُورَ) [١٤] : يرجع ، أي ظنّ أن لن يبعث.

٥ ـ (بِالشَّفَقِ) [١٦] : الحمرة بعد مغيب الشّمس (زه) وقيل : البياض. وقيل : النّهار كلّه ، ولهذا قرنه بالليل. وقيل : الشّفق : الشّمس.

٦ ـ (وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ) [١٧] : أي وما جمع ، وذلك أن الليل يضمّ كلّ شيء إلى ما وراءه فيقال فيه : واللّيل وما وسق. ويقال : استوسق الشيء إذا اجتمع وكمل. ويقال : وسق : علا ، وذلك أنّ الليل يعلو كلّ شيء ويجلّله ولا يمتنع منه شيء.

٧ ـ (وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ) [١٨] : أي تمّ وامتلأ في الليالي البيض. ويقال : اتّسق : استوى.

٨ ـ (طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) [١٩] : أي حالا بعد حال.

٩ ـ (بِما يُوعُونَ) [٢٣] : يجمعون في صدورهم من التكذيب بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، كما يوعى المتاع في الوعاء.

* * *

٨٥ ـ سورة [البروج]

١ ـ (الْبُرُوجِ) [١] بروج السماء (١) : منازل الشمس والقمر ، وهي اثنا عشر برجا.

٢ ـ (وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ) [٣] قيل : شاهد : يوم الجمعة ، ومشهود : يوم عرفة. وقيل : شاهد : محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ كما قال تعالى : (وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً) (٢) ، ومشهود : يوم القيامة كما قال : (ذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ) (٣).

__________________

(١) في الأصل : «بروج الشيء» ، والمثبت من النزهة ٤٥.

(٢) سورة النساء ، الآية ٤١.

(٣) سورة هود ، الآية ١٠٣.

٣٤٠