التبيان في تفسير غريب القرآن

شهاب الدين أحمد بن محمد بن عماد [ ابن الهائم ]

التبيان في تفسير غريب القرآن

المؤلف:

شهاب الدين أحمد بن محمد بن عماد [ ابن الهائم ]


المحقق: الدكتور ضاحي عبدالباقي محمد
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٦

٩ ـ (الْمُضْعِفُونَ) [٣٩] : ذوو الأضعاف من الحسنات ، كما تقول : رجل مقو ، أي صاحب قوّة. وموسر ، أي صاحب يسر ويسار.

١٠ ـ (يَصَّدَّعُونَ) [٤٣] : يتفرقون فيصيرون فريقا في الجنّة وفريقا في السّعير.

١١ ـ (يَمْهَدُونَ) [٤٤] : يوطّئون.

١٢ ـ (كِسَفاً) (١) [٤٨] : قطعا ، الواحدة : كسفة.

١٣ ـ (مِنْ ضَعْفٍ) [٥٤] : هو بالضّم وبالفتح لغتان (٢). وقيل : بالضّم : ما كان من الخلق ، وبالفتح : ما ينتقل.

* * *

__________________

(١) سبق التعليق على هذا اللفظ في الآية ٩٢ من سورة الإسراء ، وضبطه بفتح السين يوافق قراءة أبي عمرو.

(٢) الضّعف بفتح الضاد لغة تميم ، وبضمها لغة قريش (المصباح ـ ضعف).

ووردت كلمة «ضعف» في غير هذه الآية التي وردت فيها ثلاث مرات في سورة الأنفال ٦٦ في قوله تعالى (الْآنَ خَفَّفَ اللهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً) ولم يوردها المصنف هناك. وقرأها بالفتح من السبعة في المواضع كلها عاصم وحمزة ، وقرأها بالضم أبو عمرو وابن كثير ونافع وابن عامر والكسائي ، كما قرأ حفص عن نفسه لا عن عاصم هنا في الروم في المواضع الثلاثة بالضم والباقيان قرءاها بالفتح. (السبعة ٣٠٩) وذكر المحقق في الحاشية أن «القراءة المسجلة لحفص في المصاحف قراءة عاصم العامة» (وانظر المبسوط ١٩١ ، ٢٩٤).

٢٦١

٣١ ـ سورة لقمان

١ ـ (لَهْوَ الْحَدِيثِ) [٦] : باطله ، وما يشغل عن الخير. وقيل : هو الغناء (زه) ٢ ـ (وَقْراً) [٧] : صمما.

٣ ـ (وَهْناً عَلى وَهْنٍ) [١٤] : ضعفا على ضعف ، أي كلما عظم خلقه في بطنها زادها ضعفا (زه). وفي الوهن ثلاث لغات : وهن يهن مثل وعد يعد ، ووهن يوهن مثل وجل يوجل ، ووهن يهن مثل ورث يرث.

٤ ـ (وَفِصالُهُ) [١٤] : أي فطامه.

٥ ـ ولا تصاعر (١) خدّك للنّاس [١٨] : لا تعرض بوجهك عنهم في ناحية من الكبر. والصّعر : ميل في العنق. والصّعر : داء يأخذ البعير في رأسه فيقلب رأسه في جانب ، فشبّه الذي يتكبّر على الناس به (زه) وصعّر وصاعر لغتان كضعّف وضاعف (٢).

٦ ـ (مَرَحاً) [١٨] : خيلاء وكبرياء.

٧ ـ (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ) [١٩] : أي اعدل فيه فلا تتكبر فيه ، ولا تدب دبيبا.

والقصد : ما بين الإسراف والتّقصير (زه) وهذا معنى قول بعضهم : «التّوسّط بين

__________________

(١) قرأ تصاعر بألف بعد الصاد أبو عمرو والكسائي ونافع وحمزة من السبعة. وقرأ (تُصَعِّرْ) ابن كثير وعاصم وابن عامر (السبعة ٥١٣). وكتب اللفظ القرآني في الأصل ومطبوع النزهة ٦٣ ، ومخطوط غريب القرآن طلعت ٢١ / ب (تُصَعِّرْ) وكتبناه تصاعر كما في مخطوط نزهة القلوب منصور ١٢ / ب وهذا يتفق ومنهج العزيزي الذي لاحظنا أنه يعرض الألفاظ القرآنية وفق قراءة أبي عمرو. واللفظان بمعنى (اللسان ـ صعر) وانظر الحاشية التالية.

(٢) عزيت «صعّر» إلى تميم ، و «صاعر» إلى الحجاز (الحجة لأبي علي الفارسي ٦ / ١٣١ ، مصور بمكتبة مجمع اللغة العربية بالقاهرة ، وانظر : لغة تميم ٣٨٧).

٢٦٢

الغلوّ والتّقصير» و «كلا طرفي قصد الأمور ذميم» وقيل معنى اقصد : أسرع ، بلغة هذيل (١).

٨ ـ (وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ) [١٩] : انقص منه [زه] يقال : غضّ منه ، إذا نقص منه.

٩ ـ (إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ) [١٩] : أي أقبحها ، وإنما يكره رفع الصوت في الخصومة والباطل. ورفع الصوت محمود في مواطن منها الأذان والتّلبية.

١٠ ـ (خَتَّارٍ) [٣٢] : أي غدّار. والختر : أقبح الغدر.

١١ ـ (لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ) [٣٣] لا يغني عنه. ويجزي (٢) عنه بضم الياء يعني يكفي عنه.

١٢ ـ (الْغَرُورُ) [٣٣] : الشّيطان ، وكل من غرّ فهو غرور. والغرور ، بضم الغين : الباطل ، مصدر غررت.

* * *

__________________

(١) ما ورد في القرآن من لغات ٢ / ١٠٢ ، والإتقان ٢ / ٩٣.

(٢) هكذا في الأصل والنزهة ٢٢١. وقال الأزهري في التهذيب ١١ / ١٤٤ : «وبعض الفقهاء يقول : أجزى عنك بمعنى جزى ، أي قضى. وأهل اللغة يقولون : أجزأ بالهمز ، وهو عندهم بمعنى كفى» وقد عقّب عليه الفيومي بأن تسهيل همزة الطرف في الفعل المزيد قياسي (المصباح جزى).

٢٦٣

٣٢ ـ سورة السجدة

١ ـ (يَعْرُجُ إِلَيْهِ) [٥] : يصعد (زه)

٢ ـ (عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ) [٦] : أي السّرّ والعلانية. وقيل : الآخرة والدّنيا. وقيل : الغيب : ما غاب عن الخلق ، والشّهادة : ما ظهر لهم. وقيل : الغيب : ما سيوجد ، والشّهادة : الموجود [٥٧ / ب] والغيب : خفاء الشّيء عن الإدراك ، والشهادة : ظهوره للإدراك.

٣ ـ (مِنْ ماءٍ مَهِينٍ) [٨] : أي ضعيف ، ويقال : حقير ، يعني النّطفة.

٤ ـ (ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ) [١٠] : بطلنا وصرنا ترابا فلم يوجد لنا لحم ولا دم ولا عظم. ويقرأ صللنا (١) أي أنتنّا وتغيّرنا ، من قولهم : صلّ اللّحم وأصلّ وصنّ وأصنّ ، إذا أنتن وتغيّر.

٥ ـ (يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ) [١١] من : توفّي العدد ، واستيفائه. وتأويله أنه يقبض أرواحكم أجمعين فلا ينقص واحد منكم ، كما تقول : استوفيت من فلان وتوفّيت منه ما لي عنده ، أي لم يبق لي عليه شيء.

٦ ـ (تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ) [١٦] : أي ترتفع وتنبو عن الفرش.

٧ ـ (فِي مِرْيَةٍ) [٢٣] : أي شك.

٨ ـ (الْأَرْضِ الْجُرُزِ) [٢٧] : تقدم تفسيرها في سورة الكهف (٢).

* * *

__________________

(١) قرأ صللنا بالصاد المهملة المفتوحة وكسر اللام الأولى عليّ وابن عباس وأبان بن سعيد بن العاص والحسن بخلاف (المحتسب ٢ / ١٧٣).

(٢) الآية الثامنة.

٢٦٤

٣٣ ـ سورة الأحزاب

١ ـ (أَدْعِياءَكُمْ) [٤] : من تبنّيتموه (زه) جمع دعيّ ؛ فعيل بمعنى مفعول ؛ لأنه مدعوّ ، بالبنوة.

٢ ـ (أَقْسَطُ) [٥] : أعدل.

٣ ـ (زاغَتِ الْأَبْصارُ) [١٠] : مالت عن مقرّها.

٤ ـ (الْحَناجِرَ) [١٠] : جمع حنجرة وحنجور ، وهما رأس الغلصمة حيث تراه حديدا من خارج الحلق.

٥ ـ (يَثْرِبَ) [١٣] : اسم أرض. ومدينة الرسول ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ في ناحية من يثرب.

٦ ـ (إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ) [١٣] : أي معورة للسّرّاق. يقال : أعورت بيوت القوم ، إذا ذهبوا منها فأمكنت العدوّ ومن أرادها. وأعور الفارس ، إذا بدا منه موضع خلل للضّرب والطّعن. وعورة الثّغر : المكان الذي يخاف منه.

٧ ـ (مِنْ أَقْطارِها) [١٤] وأقتارها : أي جوانبها ، الواحد قطر وقتر.

٨ ـ (أَشِحَّةً) [١٩] : جمع شحيح ، أي بخيل.

٩ ـ (سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ) [١٩] : أي بالغوا في عيبكم ولائمتكم بألسنتهم ، ومنه قولهم : خطيب مسلق ومسلاق وسلّاق وصلّاق بالسين والصاد جميعا ، أي ذو بلاغة ولسن. والسّلق والصّلق : رفع الصّوت (زه) ١٠ ـ (بادُونَ فِي الْأَعْرابِ) [٢٠] : أي يتمنّى المنافقون لمجيئهم لو كانوا في البوادي من العرب ليأمنوا على أنفسهم.

١١ ـ (أُسْوَةٌ) (١) [٢١] : ائتمام واتّباع.

__________________

(١) لم تضبط الهمزة. وورد اللفظ بالنزهة في الهمزة المكسورة وهي كذلك مكسورة في بهجة الأريب. والكسر يوافق قراءة أبي عمرو التي يشاركه فيه بقية العشرة في جميع القرآن ـ أي وفي الآيتين الرابعة والسادسة من الممتحنة ـ عدا عاصما الذي قرأها بالضم (المبسوط ٣٠٠).

٢٦٥

١٢ ـ (نَحْبَهُ) [٢٣] : نذره.

١٣ ـ (مِنْ صَياصِيهِمْ) [٢٦] : أي حصونهم بلغة [قيس] عيلان (١). وصياصي البقر : قرونها ؛ لأنها تمتنع بها وتدفع عن أنفسها. وصيصتا الدّيك : شوكتاه (٢).

١٤ ـ (يَقْنُتْ) [٣١] : يطع.

١٥ ـ (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَ) [٣٣] : من الوقار ، يقال : وقر في منزله يقر. و (قَرْنَ) (٣) من القرار فيمن قال : قرّ يقرّ ، أراد : أقررن فحذف الراء الأولى وحوّل فتحتها على القاف فلما تحرّكت القاف سقطت ألف الوصل فبقي «قرن».

١٦ ـ (وَلا تَبَرَّجْنَ) [٣٣] : تبرزن [٥٨ / أ] محاسنكن وتظهرنها.

١٧ ـ (وَطَراً) [٣٧] : أربا وحاجة.

١٨ ـ (خاتَمَ النَّبِيِّينَ) [٤٠] : آخر [زه] قرئ بالكسر والفتح (٤). وفي الاسم لغتان : فمن فتح فهو اسم ، ومن كسر جاز أن يكون اسما وأن يكون اسم فاعل من ختم.

١٩ ـ (تُرْجِي) (٥) (مَنْ تَشاءُ) [٥١] : أي تؤخّر.

٢٠ ـ (وَتُؤْوِي إِلَيْكَ) [٥١] : تضمّ.

٢١ ـ (إِناهُ) [٥٣] : بلوغ وقته ، ويقال : أني يأنى ، وآن يئين ، إذا انتهى ؛ بمنزلة حان يحين.

٢٢ ـ (جَلَابِيبِهِنَ) [٥٩] : ملاحفهنّ ، واحدتها جلباب.

٢٣ ـ (أَيْنَما ثُقِفُوا) [٦١] : أي وجدوا وظفر بهم.

* * *

__________________

(١) ما ورد في القرآن من لغات ٢ / ١٠٨ ، والإتقان ٢ / ٩٨.

(٢) النص عن النزهة ١٢٥ ما عدا «بلغة قيس عيلان».

(٣) قرأ بكسر القاف أبو عمرو وشاركه هبيرة عن حفص وكذلك بقية العشرة عدا عاصما ونافعا وأبا جعفر الذين قرؤوا بفتح القاف (المبسوط ٣٠١).

(٤) النص القرآني غير واضح في مصورة المخطوطة. وضبط التاء بالكسر في (خاتَمَ) من النزهة (طلعت ٢٨ / ب). وهو كذلك في بهجة الأريب ، موافقا قراءة أبي عمرو التي شاركه فيها السبعة عدا عاصما الذي قرأ بفتحها (السبعة ٥٢٢ ، والمبسوط ٣٠١) ووافقه الحسن (الإتحاف ٢ / ٢٧٦).

(٥) قرأها مهموزة من السبعة أبو عمرو وابن كثير وابن عامر وأبو بكر (السبعة ٥٢٣).

٢٦٦

٣٤ ـ سورة سبأ

١ ـ (يَلِجُ فِي الْأَرْضِ) [٢] : يدخل فيها.

٢ ـ (لا يَعْزُبُ عَنْهُ) [٣] : لا يبعد.

٣ ـ (أَوِّبِي مَعَهُ) [١٠] : سبّحي. والتّأويب : سير النّهار ، فكأنّ المعنى : سبّحي نهارك كلّه معه ، كتأويب السائر نهاره كلّه. وقيل : أوّبي : سبّحي بلسان الحبشة (١).

٤ ـ (سابِغاتٍ) [١١] : أي دروعا واسعات طوالا.

٥ ـ (وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ) [١١] : أي نسج حلق الدّروع. ومنه قيل لصانع الدّروع : السّرّاد والزّرّاد ، تبدل من السّين الزاي كما يقال : سراط وزراط (٢). والسّرد : الخرز أيضا. ويقال للإشفى مسرد ومسراد ، والمعنى : لا تجعل مسمار الدّروع دقيقا فيقلق ولا غليظا فيقصم الحلق.

٦ ـ (أَسَلْنا) [١٢] : أذبنا ، من قولك : سال الشيء وأسلته أنا.

٧ ـ (عَيْنَ الْقِطْرِ) [١٢] : النّحاس ، بلغة خثعم (٣).

٨ ـ (وَجِفانٍ) [١٣] : قصاع كبار ، واحدتها جفنة.

٩ ـ (كَالْجَوابِ) (٤) [١٣] : أي كالحياض يجبى فيها الماء ، أي يجمع ، واحدتها جابية.

__________________

(١) الإتقان ٢ / ١١٠.

(٢) روى الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء أنه قرأ الزراط من سورة الفاتحة بالزاي خالصة. وكان الفراء يحكي عن حمزة الزراط بالزاي خالصة (السبعة ١٠٥ / ١٠٦).

(٣) في غريب القرآن لابن عباس «جرهم» بدل «خثعم».

(٤) كتبت في الأصل بالياء وفق قراءة أبي عمرو الذي أثبتها في الوصل وحذفها في الوقف ، وشاركه في ذلك ورش. وقد أثبتها في الوقف والوصل ابن كثير ، وحذفها الباقون من السبعة في الحالتين (السبعة ٥٢٧ ، والتذكرة ٦٢٦).

٢٦٧

١٠ ـ (وَقُدُورٍ راسِياتٍ) [١٣] : أي ثابتات في أماكنها لا تنزل لعظمها. ويقال : أثافيّها [منها] (١).

١١ ـ (مِنْسَأَتَهُ) [١٤] هي بالهمز وتركه (٢) : العصا [زه] بلغة حضرموت (٣) وأنمار وخثعم (٤) وهي مفعلة من نسأت البعير إذا زجرته. وقيل : نسأته : ضربته بالمنسأة وهي العصا (٥).

١٢ ـ (خَرَّ) [١٤] : سقط على وجهه.

١٣ ـ (سَيْلَ الْعَرِمِ) [١٦] : جمع عرمة ، وهي سكر لأرض مرتفعة. وقيل :

عرم : مسنّاة. وقيل : اسم الجرذ الذي نقب السّكر.

١٤ ـ (أُكُلٍ) (٦) (خَمْطٍ) [١٦] قال أبو عبيدة : الخمط : كل شجر ذي شوك (٧). وقال غيره : الخمط : شجر الأراك ، وأكله : ثمره.

١٥ ـ (وَأَثْلٍ) [١٦] : شجر شبيه بالطّرفاء ، إلّا أنه أعظم منه (زه).

١٦ ـ (وَمَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ) [١٩] : فرّقناهم في البلاد كل تفريق ، أي غاية ما يكون من التّفريق وتبديد الشّمل.

١٧ ـ (فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ) [٢٣] : جلّي الفزع عن قلوبهم. و (فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ) (٨) : فزعت قلوبهم ، من الفزع.

١٨ ـ (كَافَّةً لِلنَّاسِ) [٢٨] : أي تكفهم وتردعهم.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين زيادة من النزهة ١٦١.

(٢) قرأ أبو عمرو بغير همز وشاركه نافع وابن كثير (في رواية ابن فليح) وأبو جعفر وزيد عن يعقوب. وقرأ ابن عامر (مِنْسَأَتَهُ) بهمزة ساكنة. وقرأ ابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف (مِنْسَأَتَهُ) بهمزة مفتوحة (المبسوط ٣٠٤).

(٣) غريب القرآن لابن عباس ٦١ ، وما ورد في القرآن من لغات ٢ / ١١٤ ، والإتقان ٢ / ٩٩.

(٤) غريب القرآن لابن عباس ٦١.

(٥) المنقول عن النزهة ١٩٤ من «وهي مفعلة».

(٦) اللام بكسرة واحدة أي أن اللفظ مضاف غير منون ، وبهذا قرأ أبو عمرو وشاركه من العشرة يعقوب ، وقرأها الباقون منونة (المبسوط ٣٤٠).

(٧) المجاز ٢ / ١٤٧.

(٨) قرأ ابن عامر فزع مفتوحة الفاء والزاي ، وقرأ بقية السبعة بضم الفاء وكسر الزاي المشددة (السبعة ٥٣٠ ، والمبسوط ٣٠٦).

٢٦٨

١٩ ـ (بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) [٣٣] : أي مكر فيهما.

٢٠ ـ (أَسَرُّوا النَّدامَةَ) [٣٣] : أظهروها ، ويقال : كتموها ، يقال : كتمها [٥٨ / ب] العظماء عن السّفلة الذين أضلّوهم. وأسرّ من الأضداد.

٢١ ـ (فِي الْغُرُفاتِ) [٣٧] : المنازل الرفيعة ، واحدها غرفة.

٢٢ ـ (مِعْشارَ) [٤٥] : أي عشر.

٢٣ ـ (التَّناوُشُ) [٥٢] : [التّناول] يهمز [ولا يهمز] (١). والتناؤش بالهمز (٢) : التأخير (٣) أيضا (٤) ، قال الشاعر :

تمنّى نئيشا أن يكون أطاعني

وقد حدثت بعد الأمور أمور (٥)

هو بالتاء والواو : التناول ، من نشت تنوش ، قال الشاعر :

باتت تنوش الحوض نوشا من علا

نوشا به تقطع أجواز الفلا (٦)

ومن همز فعند سيبويه : قلب الواو المضمومة همزة. وقيل : هو من ناش وأناش ، إذا بطؤ. والنّيش : الحركة في إبطاء ، قال الشاعر :

تمنّى نئيشا ... البيت

وقال ثعلب (٧) : التّناوش ، بغير همز : التّناول من قرب ، وبالهمز : من بعد.

* * *

__________________

(١) ما بين المعقوفتين من النزهة ٥٧. وقرأ بالهمز أبو عمرو وحمزة والكسائي وعاصم في رواية يحيى بن آدم عن أبي بكر ، ورواية الفضل عن عاصم. ومن عداهم من السبعة قرؤوا بغير همز (السبعة ٥٣٠).

(٢) في الأصل : «بالنون» سهو.

(٣) في النزهة ٥٧ : «التأخر».

(٤) ورد بهامش الأصل : «قال ابن عباس والضحاك : التناؤش : الرجوع ، أي يطلبون الرّجعة إلى الدنيا ليؤمنوا ، وهيهات ذلك. وقال [كذا في الأصل] التناوش هو التوبة ، أي يطلبونها وقد بعد عليهم لأنه ـ إنما تقبل التو [بة كلام غير واضح] انتهى».

(٥) مشاهد الإنصاف ٣ / ٥٩٣ ، واللسان (نأش) منسوبا إلى نهشل بن حري ، وغير معزو في التهذيب ١١ / ٤١٧.

(٦) اللسان والتاج (نوش) معزوّا إلى غيلان بن حريث الربعي ، واللسان (علا) معزوّا لأبي النجم ، والأول منسوب إليه في ديوان الأدب ٤ / ٢٢ ، وغير معزو في الكتاب ٤ / ٤٥٣.

(٧) انظره في المحكم ٨ / ٨٧ واللسان (نوش).

٢٦٩

٣٥ ـ سورة فاطر

١ ـ (فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) [١] : خالقهما ، قال ابن عيسى : الفطر : الشّقّ عن الشيء بإظهاره للحس (١).

٢ ـ (أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ) [١] : أي لبعضهم جناحان ولبعضهم ثلاثة ، ولبعضهم أربعة (زه). وأجنحة جمع جناح مشتق من جنح ، إذا مال. ومدلول. مثنى : اثنين اثنين. وثلاث : ثلاثة ثلاثة. ورباع : أربعة أربعة ، كما سبق في سورة النساء (٢).

٣ ـ (يَسِيرٌ) [١١] : أي سهل لا يصعب. واليسير أيضا : القليل.

٤ ـ (مَواخِرَ) [١٢] : فواعل ، من مخرت السّفينة ، إذا جرت فشقّت الماء بصدرها ، ومنه : مخر الأرض إنما هو شقّ الماء لها.

٥ ـ (مِنْ قِطْمِيرٍ) [١٣] : هو لفافة النّواة.

٦ ـ (وَلَا الْحَرُورُ) [٢١] : أي الرّيح الحارّة تهبّ باللّيل ، وقد تكون بالنهار. والسّموم بالنهار ، وقد تكون بالليل.

٧ ـ (نَكِيرِ) [٢٦] : إنكاري.

٨ ـ (جُدَدٌ) [٢٧] : خطوط وطرائق ، واحدها جدّة.

٩ ـ (غَرابِيبُ سُودٌ) [٢٧] : هو مقدّم مؤخّر : معناه : سود غرابيب ، يقال : أسود غربيب للشّديد السّواد (زه).

__________________

(١) ورد في حاشية الأصل : «نقل عن ابن عباس أنه كان يقول : ثلاثة ألفاظ أشكل عليّ معناها ، وهي : الفاطر ، والمهيمن ، والوصيد إلى أن تحاكم إليّ اثنان من العرب ، فقال أحدهما : إن هذا غصب مني بئرا فطرها أبي ، وعليه مهيمن بالوصيد. فقوله «فطرها» أي أنشأها وهو بمعنى خلق ، وقوله «وعليه مهيمن» أي شاهد ، والوصيد : الباب.

(٢) سورة النساء ، الآية ٣.

٢٧٠

١٠ ـ (نَصَبٌ) [٣٥] : وجع ، وقيل : تعب (١).

١١ ـ (لُغُوبٌ) [٣٥] : كلال يلحق الجوارح. وقيل : النّصب على القلب ، واللّغوب على البدن.

١٢ ـ (أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ) [٣٧] : قال قتادة : احتج عليهم بطول العمر وبالرسول (٢). وقد قيل : النّذير : الشّيب (٣). وليس هذا القول بشيء ؛ لأن الحجّة تلحق كلّ بالغ ، وإن لم يشب ، وإن كانت العرب تسمّي الشّيب النّذير.

١٣ ـ (يَحِيقُ) [٤٣] : يحيط.

__________________

(١) الذي في النزهة ١٩٨ «نصب : أي تعب».

(٢) لفظه في الدر المنثور ٥ / ٤٤٧ «احتج عليهم بالعمر والرسل».

(٣) هو قول عكرمة (الدر المنثور ٥ / ٤٧٨ ، وزاد المسير ٦ / ٢٥٨) وابن عمر وسفيان بن عيينة (زاد المسير ٦ / ٢٥٨).

٢٧١

٣٦ ـ سورة يس

١ ـ [(يس)] [١] : قيل : معناه يا إنسان بلغة طيّئ. وقيل : يا رجل ، وقيل : يا محمّد ، وقيل : مجازها مجاز سائر الحروف الهجائية في أوائل السّور (١).

٢ ـ (الْأَذْقانِ) [٨] : جمع الذّقن ، وهو مجمع اللّحيين.

٣ ـ [٥٩ / أ](مُقْمَحُونَ) [٨] : رافعون رؤوسهم مع غضّ أبصارهم [زه] قال الكرماني : معناه : لا يستطيعون الشّرب. ويقال : المقمح : الذي يقرّب ذقنه إلى صدره ثم يرفع رأسه.

٤ ـ (فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ) [٩] : جعلنا على أبصارهم غشاوة أي غطاء.

٥ ـ (فِي إِمامٍ) [١٢] : كتاب ، قيل : هو اللوح المحفوظ.

٦ ـ (فَعَزَّزْنا) [١٤] عزّزنا وعززنا (٢) بمعنى واحد ، أي قوّينا وشددنا.

٧ ـ (خامِدُونَ) [٢٩] : ميّتون.

٨ ـ (الْأَزْواجَ) [٣٦] : الأصناف.

٩ ـ (نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ) [٣٧] : أي نخرجه منه إخراجا لا يبقى معه شيء من ضوء النّهار.

١٠ ـ (مُظْلِمُونَ) [٣٧] : داخلون في الظّلام.

١١ ـ (كَالْعُرْجُونِ) [٣٩] : أي عود الكباسة.

١٢ ـ (فَلا صَرِيخَ لَهُمْ) [٤٣] : أي مغيث.

__________________

(١) تفسير هذه الكلمة القرآنية منقول كله من النزهة ما عد «بلغة طيئ».

(٢) قرأ فعزرنا بتخفيف الزاي الأولى أبو بكر والمفضل عن عاصم. وقرأ الباقون من السبعة ومنهم حفص عن عاصم بالتشديد (السبعة ٥٣٩).

٢٧٢

١٣ ـ (يُنْقَذُونَ) [٤٣] : يخلّصون.

١٤ ـ (يَخِصِّمُونَ) [٤٩] : يختصمون ، فأدغمت التاء في الصاد.

١٥ ـ (الْأَجْداثِ) [٥١] : هي والأجداف : القبور ، واحدها جدف.

١٦ ـ (مِنْ مَرْقَدِنا) [٥٢] : من منامنا.

١٧ ـ (فاكِهُونَ) [٥٥] : أي يتفكّهون ، تقول العرب للرّجل إذا تفكّه بالطعام أو بالفاكهة أو بأعراض الناس : إن فلانا لفكه بكذا. ويقال أيضا : رجل فكه ، إذا كان طيّب النّفس ضاحكا ، و (فاكِهُونَ) : الذين عندهم فاكهة كثيرة ، كما يقال : رجل لابن وتامر أي ذو لبن وذو تمر كثير. ويقال فكهون وفاكهون واحد : أي معجبون ، كما يقال حذر وحاذر. وفي التّفسير : (فاكِهُونَ) : ناعمون. وفكهون (١) : معجبون.

١٨ ـ (فِي ظِلالٍ) [٥٦] : جمع ظلّة ، مثل : قلّة (٢) وقلال.

١٩ ـ (وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ) [٥٩] : اعتزلوا عن أهل الجنة وكونوا فرقة على حدة.

٢٠ ـ (جِبِلًّا) (٣) وجبلا (٤) وجبلا (٥) وجبلا (٦) وجبلا (٧) وجبلة (٨) [٦٢] : أي خلقا (زه) واشتقاقه من جبله وخلقه وطبعه.

٢١ ـ (اصْلَوْهَا) [٦٤] : ذوقوا حرّها ، يقال : صليت النار وبالنار ، إذا

__________________

(١) قرأ أبو جعفر وحده من العشرة فكهون بغير ألف في جميع القرآن ، ووافقه حفص في سورة المطففين [الآية ٣١](انْقَلَبُوا فَكِهِينَ) بغير ألف في هذا الحرف فقط. وقرأ الباقون فاكهين و (فاكِهُونَ) في جميع القرآن (المبسوط ٣١٣).

(٢) قلة كل شيء : أعلاه.

(٣) قرأ بها أبو عمرو وابن عامر من العشرة (المبسوط ٣١٣).

(٤) قرأ بها من العشرة ابن كثير وحمزة والكسائي وخلف ورويس عن يعقوب (المبسوط ٣١٣).

(٥) كتبت في الأصل «جبلا» بفتح الجيم وضم الباء وتخفيف اللام ، خطأ ، والتصويب من غريب القرآن للسجستاني طلعت ٢٤ / أوبهجة الأريب ١٩٣ وهو ناقل عن السجستاني ، وقرأ بها يعقوب برواية روح وزيد (المبسوط ٣١٣).

(٦) قرأ بها حماد بن سلمة عن عاصم (المبسوط ٣١٣).

(٧) قرأ بها عاصم وأبو جعفر ونافع (المبسوط ٣١٣).

(٨) لم ترد جبلة كقراءة في هذا الموضع من القرآن. لكن (الْجِبِلَّةَ) وردت في الآية ١٨٤ من سورة الشعراء.

٢٧٣

نالك حرّها. ويقال : اصلوها احترقوا بها.

٢٢ ـ (لَطَمَسْنا) [٦٦] : أي محونا. والمطموس : الذي لا يكون بين جفنيه شقّ.

٢٣ ـ (لَمَسَخْناهُمْ) [٦٧] : جعلناهم قردة وخنازير.

٢٤ ـ (نُنَكِّسْهُ) (١) [٦٨] : نردّه.

٢٥ ـ (رَكُوبُهُمْ) [٧٢] : أي ما يركبون. و (رَكُوبُهُمْ) (٢) : فعلهم ، مصدر ركبت.

٢٦ ـ (رَمِيمٌ) [٧٨] : بالية. يقال : رمّ العظم إذ بلي.

* * *

__________________

(١) (نُنَكِّسْهُ) بفتح النون الأولى وسكون الثانية وضم الكاف خفيفة ، قرأ بها أبو عمرو وشاركه الباقون من العشرة عدا عاصما وحمزة اللذين قرءا بضم النون الأولى وكسر الكاف مشددة (المبسوط ٣١٣).

(٢) قرأ بضم الراء الحسن والأعمش (المحتسب ٢ / ٢١٦ ، ومختصر في شواذ القرآن ١٢٦).

٢٧٤

٣٧ ـ سورة الصافات

١ ـ (وَالصَّافَّاتِ صَفًّا) [١] : يعني الملائكة صفوفا في السماء يسبّحون الله كصفوف النّاس في الأرض للصّلاة.

٢ ـ (فَالزَّاجِراتِ زَجْراً) [٢] قيل : الملائكة تزجر السّحاب. وقيل : الزّاجرات :

كل ما زجر عن معصية الله.

٣ ـ (فَالتَّالِياتِ ذِكْراً) [٣] قيل : الملائكة. وجائز أن تكون الملائكة وغيرهم ممن يتلو ذكر الله تعالى.

٤ ـ (دُحُوراً) [٩] : إبعادا [زه] وطردا ، بلغة كنانة (١).

٥ ـ (واصِبٌ) [٩] قيل : دائم ، من الوصوب. وقيل : موجع ، من الوصب [٥٩ / ب]. وقيل : شديد. وقيل : خالص.

٦ ـ (خَطِفَ الْخَطْفَةَ) [١٠] : الخطف : أخذ الشّيء بسرعة واستلاب.

٧ ـ (شِهابٌ ثاقِبٌ) [١٠] : أي كوكب مضيء.

٨ ـ (لازِبٍ) [١١] ولازم ولاتب ولاصق بمعنى واحد. والطّين اللّازب هو المتلزّج المتماسك الذي يلزم بعضه بعضا ومنه : ضرب لازب ولازم ، أي أمر يلزم.

٩ ـ (يَسْتَسْخِرُونَ) [١٤] : يسخرون.

١٠ ـ (زَجْرَةٌ) [١٩] : يعني نفخة الصّور. والزّجرة : الصّيحة بشدّة وانتهار.

١١ ـ (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ) [٢٢] : أي وقرناءهم.

١٢ ـ (بِكَأْسٍ) [٤٥] : إناء بما فيه الشراب.

١٣ ـ (لا فِيها غَوْلٌ) [٤٧] : أي لا تغتال عقولهم فتذهب بها [زه] والغول :

__________________

(١) غريب ابن عباس ٦٢ ، وما ورد في القرآن من لغات ٢ / ١٢٨ ، والإتقان ٢ / ٩٢.

٢٧٥

إذهاب الشيء. ويقال : الخمر : غول للحلم (١) ، والحرب غول للنفوس.

١٤ ـ (يُنْزَفُونَ) [٤٧] وينزفون (٢) يقال : نزف الرجل ، إذا ذهب عقله.

ويقال للسّكران : نزيف ومنزوف. وأنزف الرّجل إذا ذهب شرابه وإذا ذهب عقله أيضا ، قال الشاعر :

لعمري لئن أنزفتم أو صحوتم

لبئس النّدامى كنتم آل أبجرا (٣)

١٥ ـ (قاصِراتُ الطَّرْفِ) [٤٨] : قصرن أبصارهنّ على أزواجهنّ ، أي حبسن أبصارهنّ عليهم ، ولم يطمحن إلى غيرهم.

١٦ ـ (عِينٌ) [٤٨] : واسعات العيون ، الواحدة العيناء.

١٧ ـ (بَيْضٌ) [٤٩] تشبّه (٤) الجارية بالبيض بياضا وملاسة وصفاء لون ، وهي أحسن منه وإنما شبّه الألوان [بها] (٥).

١٨ ـ (مَكْنُونٌ) [٤٩] : مصون.

١٩ ـ (لَمَدِينُونَ) [٥٣] : لمجزيّون.

٢٠ ـ (سَواءِ الْجَحِيمِ) [٥٥] : وسطه (زه) ٢١ ـ (لَتُرْدِينِ) [٥٦] : تهلكني ، من الرّدى ، وهو الهلاك.

٢٢ ـ (لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ) [٦٧] : أي خلطا منه (زه) ومزاجا ، بلغة جرهم (٦).

والحميم هنا : الدّاني من الإحراق.

٢٣ ـ (أَلْفَوْا) [٦٩] : وجدوا.

__________________

(١) في حاشية الأصل «خ للعقل».

(٢) قرأ أبو عمرو ونافع وابن كثير وابن عامر بضم الياء وفتح الزاي هنا وفي الواقعة (الآية / ١٩). وقرأ عاصم هنا (يُنْزَفُونَ) بفتح الزاي وفي الواقعة بكسرها. وقرأ حمزة والكسائي بكسر الزاي في الموضعين (السبعة ٥٤٧).

(٣) عزي في الصحاح واللسان (نزف) للأبيرد ، وهو غير منسوب في التهذيب ١٣ / ٢٢٦ ، والمحتسب ٢ / ٣٠٨.

(٤) في الأصل : «شبه» ، والمثبت من النزهة ٤٤ ، وطلعت ١٦ / أ.

(٥) زيادة من طلعت ١٦ / أ.

(٦) غريب القرآن لابن عباس ٦٢ ، والإتقان ٢ / ٩٦ ، وكتب بعد «جرهم» في الأصل الرمز (زه) أي النزهة ، وليس من عادة صاحبها أن ينسب الألفاظ إلى اللغات. والوارد فيها ص ١١٩ «أي خلطا من حميم».

٢٧٦

٢٤ ـ (فَراغَ إِلى آلِهَتِهِمْ) [٩١] : أي مال إليهم في خفاء. ولا يكون الرّوغ إلا في خفاء.

٢٥ ـ (يَزِفُّونَ) [٩٤] : يسرعون. يقال : جاء الرجل يزفّ زفيف النّعامة ، وهو أوّل عدوها وآخر مشيها. ويقرأ (يَزِفُّونَ) (١) : يصيرون إلى الزّفيف ، ومثله قول الشاعر :

تمنّى حصين أن يسود جذاعه

فأمسى حصين قد أذلّ وأقهرا (٢)

معنى أقهر : صار إلى القهر. ويقرأ (يَزِفُّونَ) (٣) بالتخفيف من وزف يزف ، إذا أسرع. ولم يعرفها الفرّاء والكسائيّ (٤). قال أبو إسحاق الزّجّاج : وعرفها غيرهما (٥).

٢٦ ـ (أَسْلَما) [١٠٣] : استسلما لأمر الله تعالى.

٢٧ ـ (وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ) [١٠٣] : وضع وجهه على الأرض.

٢٨ ـ (بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) [١٠٧] : يعني كبش إبراهيم عليه‌السلام. والذّبح : ما ذبح ، وبالفتح المصدر.

٢٩ ـ (بَعْلاً) [١٢٥] : اسم صنم. وقيل : ربّا ، بلغة حمير (٦).

٣٠ ـ [٦٠ / أ](إِلْ ياسِينَ) [١٣٠] : يعني إلياس ، وأهل دينه. جمعهم بغير إضافة بالياء والنون كأنّ كلّ واحد منهم اسمه إلياس. وقال بعض العلماء : يجوز أن يكون إلياس وإلياسين بمعنى واحد ، كما قيل ميكال وميكائيل. ويقرأ سلام على آل ياسين (٧) أي على آل محمّد (زه) وعلى الأوّل أصله إلياسين بياء النسب ثم حذفت كالأعجمين. والآل على القراءة الثانية : عشيرته ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ والمؤمنون. وقيل : على آل دين ياسين ، يعني المؤمنين. وقيل : آل «زيادة» أي سلام على «ياسين»

__________________

(١) قرأ بضم الياء وكسر الزاي (يَزِفُّونَ) من السبعة حمزة والمفضل عن عاصم ، وقرأ الباقون بفتح الياء (السبعة ٥٤٨).

(٢) عزي في اللسان والتاج (جذع ، قهر) إلى المخبّل السعدي يهجو الزبرقان بن بدر وقومه المعروفين بالجذاع ، وروي «أذل وأقهرا» والبيت غير منسوب في معاني القرآن وإعرابه ٤ / ٣٠٩.

(٣) قراءة عبد الله بن يزيد (المحتسب ٢ / ٢٢١).

(٤) معاني القرآن للفراء ٣٨٩ ، وفيه رأيا الفراء والكسائي.

(٥) معاني القرآن وإعرابه للزجاج ٤ / ٣٠٩.

(٦) غريب القرآن لابن عباس ٦٢.

(٧) قرأها من السبعة نافع وابن عامر. وقرأ الباقون (إِلْ ياسِينَ) (السبعة ٥٤٩).

٢٧٧

وهو محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وقيل : ياسين : اسم كتاب من كتب الله ، فصار كقولك : سلام على آل القرآن ، حكاه أبو علي الجبّائي (١).

٣١ ـ (إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ) [١٣٥] : أي الباقين. يقال : قد غبرت في العذاب ، أي بقيت فيه ولم تسر مع لوط عليه‌السلام. وقيل : في الباقين : في طول العمر.

٣٢ ـ (أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ) [١٤٠] : هرب إلى السّفينة.

٣٣ ـ (فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ) [١٤١] : أي قارع فكان من المقروعين ، أي من المقمورين.

٣٤ ـ (مُلِيمٌ) [١٤٢] : أي يأتي بما يجب أن يلام عليه.

٣٥ ـ (بِالْعَراءِ) [١٤٥] : هو فضاء لا يتوارى فيه بشجر ولا غيره (٢). ويقال :

إنّ العراء وجه الأرض.

٣٦ ـ (شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ) [١٤٦] : كلّ شجر لا يقوم على ساق مثل القرع والبطّيخ ونحوهما.

٣٧ ـ (فَاسْتَفْتِهِمْ) [١٤٩] : سلهم.

٣٨ ـ (الصَّافُّونَ) [١٦٥] : جمع صافّ ، أي الصّفوف.

٣٩ ـ (بِساحَتِهِمْ) [١٧٧] يقال : ساحة الحيّ وباحتهم (٣) للرّحبة التي يديرون أخبيتهم حولها ، أي نزل بهم العذاب ، فكنى بالساحة عن القوم.

__________________

(١) هو أبو علي محمد بن عبد الوهاب ينتهي نسبه إلى أبان مولى سيدنا عثمان ، ويعرف بالجبّائي نسبة إلى جبّا من أعمال خوزستان في طرف البصرة ، ولد سنة ٢٣٥ ه‍ ومات سنة ٣٠٣ ه‍. كان إماما في علم الكلام ومن شيوخ المعتزلة. ومن مؤلفاته : تفسير للقرآن ، والجامع ، والرد على أهل السنة. تلمذ عليه ابنه أبو هاشم الذي أضحى شيخا للمعتزلة. (الأنساب للسمعاني ٢ / ١٧ ، وانظر أيضا : معجم البلدان (جبّى) ، ووفيات الأعيان ٣ / ٣٩٨ «الترجمة ٥٧٩» ، وتاريخ الأدب لبروكلمان ٤ / ٣١ ـ ٣٢ ، والمعجم الكبير ـ جبب).

(٢) في الأصل مضبوطا بالشكل «لا يتوارى فيه شجر» ، والمثبت من النزهة ١٤١ ، وانظر بهجة الأريب ٣٨.

(٣) في الأصل : «وناحيتهم» ، وفي مطبوع النزهة ١١٠ «ناحيتهم» بدون واو العطف ، والتصويب من نسخة طلعت ٣٧ / أ ، وهي كذلك في بهجة الأريب ١٩٧. و «باحة الدار : ساحتها» كما في اللسان والتاج (بوح).

٢٧٨

٣٨ ـ سورة ص

١ ـ (فِي عِزَّةٍ) [٢] العزّة : المغالبة والممانعة. يقال : عزّه يعزّه عزّا ، إذا غلبه.

٢ ـ (وَلاتَ حِينَ مَناصٍ) [٣] : أي ليس حين فرار ، بلغة توافق لغة القبط (١).

ويقال : «لات» إنما هي «لا» والتاء زائدة (زه) فيه ثلاثة أقوال :

أحدها : أن أصله «ليس» فقلبت الياء ألفا والسين تاء ، كما قال الشاعر :

يا قاتل الله بني السّعلاة

عمرو بن يربوع شرار النّات (٢)

يريد : الناس. وقوله : «أي ليس حين فرار» يحتمل هذا القول.

والثاني : هو الذي حكاه ثانيا فهو كما زيد في «ثم» و «ربّ» فقيل : ثمّت وربّت.

والثالث : أن التاء تلحق ب «حين» كما قال الشاعر :

العاطفون تحين لا من عاطف

والمطعمون زمان لا من مطعم (٣)

__________________

(١) لم ترد في النزهة ٢١٢ عبارة «بلغة توافق لغة القبط» ، ووردت في غريب القرآن لابن عباس ٦٣.

(٢) الرجز لعلباء بن أرقم في اللسان (نوت ، سين ، تا) والتاج (نوت).

(٣) البيت معزو لأبي وجزة السعدي برواية «زمان أين المطعم» في الصحاح واللسان (ليت ، عطف ، حين) ، واللسان (أين). وبرواية «زمان ما من مطعم» في الأزهية ٢٦٤ واللسان (ما). ويذكر الصغاني في التكملة (حين) أن إنشاد الجوهري لهذا البيت مداخل والرواية :

العاطفون تحين ما من عاطف

والمسبغون يدا إذا ما أنعموا

والمانعون من الهضيمة جارهم

والحاملون إذا العشيرة تغرم

واللاحقون جفانهم قمع الذّرى

والمطعمون زمان أين المطعم

وجاء في اللسان (حين) : «... وقيل : أراد العاطفونه فأجراه في الفصل على حدّ ما يكون عليه في الوقف ، وذلك أنه يقال في الوقف : هؤلاء مسلمونه وضاربونه فتلحق الهاء لبيان حركة النون فصار التقدير العاطفونه ، ثم إنه شبّه هاء الوقف بهاء التأنيث ، فلما احتاج لإقامة الوزن إلى حركة الهاء قلبها تاء ، كما تقول : هذا طلحة فإذا وصلت صارت الهاء تاء فقلت : هذا طلحتنا. فعلى هذا قال

٢٧٩

[٦٠ / ب] وكذلك تلحق «الآن» فيقال «تالآن» ، وقال الشاعر :

وصلينا كما زعمت تلانا (١)

وهذا قول أبي عبيد (٢).

والمناص مصدر ناص ينوص نوصا ومناصا ، وهو الفرار والمهرب ، وقيل : المطلب ، وقيل : التّأخر ، والمعنى : لا منجى ولا فوت.

٣ ـ (عُجابٌ) [٥] العجاب والعجيب بمعنى.

٤ ـ (الْأَحْزابِ) [١١] : الذين تحزّبوا على أنبيائهم ، أي صاروا فرقا.

٥ ـ (ذُو الْأَوْتادِ) [١٢] كان يمدّ الرّجل بين أربعة أوتاد حتى يموت (زه) وقيل : ذو الجموع الكثيرة ، وقيل غير ذلك.

٦ ـ (ما لَها مِنْ فَواقٍ) [١٥] بالفتح : أي ليس بعدها إفاقة ولا رجوع إلى الدنيا. وبالضم (٣) معناه مالها انتظار. والفواق ، بالفتح : الرّاحة ، والإفاقة كإفاقة العليل من علته ، وبالضم : مقدار ما بين الحلبتين. ويقال : هما بمعنى واحد.

٧ ـ (قِطَّنا) [١٦] : واحد القطوط ، وهي الكتب بالجوائز.

٨ ـ (ذَا الْأَيْدِ) [١٧] : أي ذا القوّة. وأما قوله : (أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ) [٤٥] فالأيدي من الإحسان ، يقال : له يد في الخير وقدم في الخير. والأبصار : البصائر في الدّين.

__________________

العاطفونة ، وفتحت التاء كما فتحت في آخر ربّت وثمّت ...».

(١) اللسان (أين) وهو عجز بيت صدره :

نوّلي قبل نأي داري جمانا

كما في اللسان (حين) و (تلن) ، وعزي في المادة الأخيرة إلى جميل بن معمر ، ونسب إليه كذلك في الغريب المصنف ٣٥٠ (في حاشية المخطوطة المرموز إليها بالرمز ت).

(٢) اللسان (أين) موافقا الأموي في رأيه ، وانظر الغريب المصنف ٣٥٠.

وأبو عبيد هو القاسم بن سلام لغوي محدّث فقيه عالم بالقراءات ولد بهراة وبها تلقى تعليمه ثم اتجه إلى البصرة والكوفة وبغداد ومصر وتولى قضاء طرسوس وتوفي بمكة سنة ٢٢٤ ، وله عدة مصنفات منها : الأمثال ، والأموال ، والغريب المصنف في اللغة ، ومعاني القرآن ، وغريب الحديث (تاريخ الإسلام ٦ / ٤٧٣ ـ ٤٧٦ ، ومقدمة تحقيق الغريب المصنف للدكتور رمضان عبد التواب ، ومقدمة غريب الحديث للدكتور حسين شرف).

(٣) قرأ من السبعة بفتح الفاء أبو عمرو ونافع وابن كثير وعاصم وابن عامر ، وقرأ بالضم حمزة والكسائي (السبعة ٥٥٢).

٢٨٠