التبيان في تفسير غريب القرآن

شهاب الدين أحمد بن محمد بن عماد [ ابن الهائم ]

التبيان في تفسير غريب القرآن

المؤلف:

شهاب الدين أحمد بن محمد بن عماد [ ابن الهائم ]


المحقق: الدكتور ضاحي عبدالباقي محمد
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٦

٥٩ ـ (لَاتَّخَذْتَ) (١) [٧٧] : أي اتّخذت [زه] عليه أجرا. في صحيح البخاري: قال سعيد (٢) : أجرا نأكله (٣).

٦٠ ـ (وَراءَهُمْ مَلِكٌ) [٧٩] : أي أمامهم ، قرأ ابن عباس «أمامهم» (٤). و «وراء» من الأضداد يكون بمعنى خلف وبمعنى أمام (٥).

٦١ ـ (وَأَقْرَبَ رُحْماً) [٨١] : أي رحمة وعطفا.

٦٢ ـ (مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً) [٨٤] : أي وصلة إليه [زه] والسّبب : ما وصل شيئا بشيء ، وأصله الحبل.

٦٣ ـ (حَمِئَةٍ) [٨٦] مهموز : ذات حمأة (٦). [وحمية] (٧) وحامية (٨) بلا همز : حارّة.

٦٤ ـ (بَيْنَ السَّدَّيْنِ) [٩٣] : يقرأ بفتح السين وضمها (٩) أي الجبلين. ويقال (١٠) : ما كان مسدودا خلقة فهو سدّ بالضم ، وما كان من عمل الناس فهو سدّ بالفتح.

__________________

والبيت كذلك في النزهة طلعت ٧١ / ب وفيه «فالضر» بدل «فالصبر».

(١) قرأ لتخذت بتاء مفتوحة مخففة وخاء مكسورة بلا ألف وصل أبو عمرو وشاركه ابن كثير ويعقوب وابن محيصن واليزيدي والحسن ، وقرأ الباقون من الأربعة عشر (لَاتَّخَذْتَ) بهمزة وصل وتشديد التاء وفتح الخاء (الإتحاف ٢ / ٢٢٣).

(٢) هو سعيد بن جبير كما في صحيح البخاري ٧ / ٣٠٤ (رقم ٤٠٩٨).

(٣) صحيح البخاري ٧ / ٣٠٧ (رقم ٤٠٩٨).

(٤) «قرأ ابن عباس أمامهم» : ليس في النزهة ٢٠٥ ، والقراءة في صحيح البخاري ٧ / ٣٠٨.

(٥) انظر الأضداد لا بن الأنباري ٦٨.

(٦) الحمأة : الطين الأسود (القاموس ـ حمأ).

(٧) ما بين المعقوفتين زيادة من النزهة ٧٦.

(٨) قرأ (حَمِئَةٍ) أبو عمرو وشاركه نافع وابن كثير وحفص عن عاصم ، ويعقوب واليزيدي ، والباقون من الأربعة عشر قرؤوا حامية (الإتحاف ٢ / ٢٢٤).

(٩) وردت كلمة «السد» في القرآن الكريم أربع مرات : (بَيْنَ السَّدَّيْنِ) في الكهف ٩٣ ، و (سَدًّا) في الكهف ٩٤ ، وسورة يس ٩ مرتين واختلف السبعة في قراءتها ما بين ضم السين وفتحها في كل المواضع أو بعضها على النحو التالي :

أ ـ قرأها بفتح السين أبو عمرو وابن كثير في الكهف وبضمها في سورة يس.

ب ـ قرأها حفص عن عاصم بالفتح في المواضع الأربعة كلها.

ج ـ قرأها نافع وابن عامر وأبو بكر عن عاصم بضم السين في المواضع كلها.

د ـ وقرأ حمزة والكسائي بضم السين في (بَيْنَ السَّدَّيْنِ) في الكهف ٩٣ وحدها ، وقرءا بفتحها في المواضع الثلاثة الأخرى (السبعة ٣٩٩).

(١٠) من هنا إلى آخر النص منقول عن النزهة.

٢٢١

٦٥ ـ (خَرْجاً) [٩٤] : أي جعلا.

٦٦ ـ (زُبَرَ الْحَدِيدِ) [٩٦] : قطعه ، واحدها زبرة.

٦٧ ـ (بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ) [٩٦] : أي ما بين الناحيتين من الجبلين ، قرئ بفتح الصاد والدال وبضمهما (١).

٦٨ ـ (أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً) [٩٦] : أصبّ عليه نحاسا مذابا.

٦٩ ـ (أَنْ يَظْهَرُوهُ) [٩٧] : يعلوه ، يقال : ظهر على الحائط ، أي علاه.

٧٠ ـ (بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ) [٩٩] : أي يضطرب ، يعني يختلط بعضهم ببعض مقبلين ومدبرين حيارى.

٧١ ـ (وَعَرَضْنا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكافِرِينَ عَرْضاً) [١٠٠] : أي أظهرناها حتى رآها الكافر ، يقال : عرضت الشيء : أظهرته ، وأعرض الشيء : ظهر ، ومنه :

وأعرضت اليمامة واشمخرّت (٢)

٧٢ ـ (نُزُلاً) [١٠٢] : ما يقام للضّيف ، ولأهل العسكر.

٧٣ ـ (يُحْسِنُونَ صُنْعاً) [١٠٤] : أي عملا. والصّنع والصّنعة والصّنيع واحد.

٧٤ ـ (حِوَلاً) [١٠٨] : أي تحويلا.

٧٥ ـ (قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ) [١٠٩] : تفنى.

٧٦ ـ (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ) [١١٠] : أي يخاف ، بلغة هذيل (٣).

* * *

__________________

(١) قرأ بضم الصاد والدال أبو عمرو وابن كثير وابن عامر ، وقرأ بفتحهما نافع وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم. أما أبو بكر عن عاصم فقد قرأ بضم الصاد وتسكين الدال (السبعة ٤٠١).

(٢) صدر بيت عجزه :

كأسياف بأيدي مصلتينا

كما في التاج (عرض) وعزي فيه لعمرو بن كلثوم وهو من معلقته. وورد بتمامه في عيون الشعر العربي القديم (المعلقات) ١ / ٢١٦.

(٣) غريب القرآن لا بن عباس ٥٥ ، والإتقان ٢ / ٩٣.

٢٢٢

١٩ ـ سورة مريم عليها‌السلام

١ ـ (وَهَنَ) [٤] : ضعف.

٢ ـ (عاقِراً) [٥] : عقيما ، أي : لا تلد.

٣ ـ (عِتِيًّا) (١) [٨] : أي يبسا. والعتيّ والعسيّ بمعنى ، وكل مبالغ من كبر أو كفر أو فساد فقد عتا وعسا عتيّا وعسيّا وعتوّا وعسوّا (٢).

٤ ـ (وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا) [١٣] : رحمة من عندنا.

٥ ـ (جَبَّاراً) [١٤] : متكبّرا.

٦ ـ (انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِها) [١٦] : اعتزلتهم ناحية ، يقال : قعد [٤٩ / أ] نبذة ونبذة أي ناحية (زه).

٧ ـ (رُوحَنا) [١٧] : جبريل عليه‌السلام.

٨ ـ (بَغِيًّا) [٢٠] : فاجرة.

٩ ـ (قَصِيًّا) [٢٢] : بعيدا.

١٠ ـ (فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ) [٢٣] : جاء بها. و (الْمَخاضُ) : تمخّض الولد في بطن أمّه ، أي تحرّكه للخروج.

١١ ـ (نَسْياً) (٣) [٢٣] : النّسي : الشيء الحقير الذي إذا ألقي نسي ولم يلتفت إليه.

__________________

(١) قرأ بضم العين من السبعة أبو عمرو ونافع وابن كثير وابن عامر وأبو بكر عن عاصم ، وقرأ بقية السبعة بكسرها (السبعة ٤٠٧).

(٢) من «وكل مبالغ عسوّا» نقله المصنف بلفظه عن النزهة ١٤٣. وقرأ عسيّا ابن مسعود ومجاهد (شواذ القرآن ٨٣).

(٣) قرأ نسيا بكسر النون أبو عمرو ونافع وابن كثير وابن عامر والكسائي وأبو بكر عن عاصم ، وقرأ بفتح النون حمزة وحفص عن عاصم (السبعة ٤٠٨).

٢٢٣

١٢ ـ (سَرِيًّا) [٢٤] : أي نهرا (زه) بلغة توافق السريانية (١) ، وهذا قول الجمهور : إنه النّهر الصغير ، وقيل : الرجل الكريم ، وهو عيسى عليه‌السلام.

١٣ ـ (جَنِيًّا) [٢٥] : غضّا. ويقال : جنيّ : أي مجنيّ : طريّ (٢).

١٤ ـ (صَوْماً) [٢٦] : أي صمتا ، والصّوم : الإمساك عن الطّعام والكلام ونحوهما.

١٥ ـ (فَرِيًّا) [٢٧] : أي عجبا ، ويقال : عظيما.

١٦ ـ (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ) [٣٨] : أي ما أسمعهم وأبصرهم. وكذلك قوله : (أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ) (٣) : ما أبصره وأسمعه.

١٧ ـ (وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا) [٤٦] : أي حينا طويلا.

١٨ ـ (إِنَّهُ كانَ بِي حَفِيًّا) [٤٧] : أي بارّا معنيّا (زه).

١٩ ـ (نَجِيًّا) [٥٢] من النّجوى ، أي مناجيا ، وقيل : من النّجوة وهو الارتفاع.

٢٠ ـ (بُكِيًّا) (٤) [٥٨] : جمع باك ، أصله ، «بكوي» على وزن «فعول». فأدغمت الواو في الياء فصارت «بكيّا».

٢١ ـ (رِءْياً) [٧٤] : هو بهمزة ساكنة قبل الياء : ما رأيت عليه من شارة حسنة وهيئة. وهو بغير همز يجوز أن يكون على معنى الأوّل وأن يكون من الرّيّ ، أي منظرهم مرتو من النعمة. وزيّا بالزاي يعني هيئة ومنظرا. وقد قرئت بهذه الأوجه الثلاثة (٥).

__________________

(١) ما ورد في القرآن من لغات ٢ / ١٤ ، وورد بعدها «زه» رمز الزيادة على النزهة وليس من نهج السجستاني ذكر اللغات إلا نادرا ، والذي في غريب القرآن لابن عباس ٥٥ «يعني جدولا» بدل «أي نهرا» وهما بمعنى ؛ فالجدول : النهر الصغير (المصباح : جدل).

(٢) في النزهة ٦٨ «مجنيّا طريّا» وكلا الضبطين صواب.

(٣) سورة الكهف ، الآية ٢٦ ، وكتبت سهوا في الأصل «أسمع به وأبصر» ومن أول «أبصر» إلى آخر النص في النزهة ١٤.

(٤) قراءة السبعة عدا حمزة والكسائي اللذين قرءا بكسر أولها (السبعة ٢٠٧).

(٥) قرأ ريا بلا همز والياء مشددة قالون وابن ذكوان وأبو جعفر ، والباقون من الأربعة عشر قرؤوا بالهمز (الإتحاف ٢ / ٢٣٩) ، وقرأ زيّا بالزاي سعيد بن جبير (مختصر في شواذ القرآن ٨٩).

٢٢٤

٢٢ ـ (تَؤُزُّهُمْ أَزًّا) [٨٣] : تزعجهم إزعاجا.

٢٣ ـ (وَفْداً) [٨٥] : ركبانا على الإبل ، واحدهم وافد.

٢٤ ـ (وِرْداً) [٨٦] مصدر : ورد يرد وردا (١) ، وفي التفسير (وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً) أي عطاشا.

٢٥ ـ (إِدًّا) [٨٩] : الإدّ : العظيم من الكفر ، وأصله الدّاهية. وقيل : أعظم الدواهي ، تقول : أدّ الأمر يئدّ إدّا ، إذا عظم. وقيل : الإدّ : المنكر.

٢٦ ـ (وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا) [٩٠] : سقوطا.

٢٧ ـ (وُدًّا) [٩٦] : محبّة في قلوب العباد.

٢٨ ـ (قَوْماً لُدًّا) [٩٧] : جمع ألدّ ، وهو الشّديد الخصومة.

٢٩ ـ (أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً) [٩٨] : أي صوتا خفيّا.

* * *

__________________

(١) في الأصل : «ورودا» ، والمثبت من مطبوع النزهة ٢٠٨ ، وطلعت ٦٨ / ب ، ومنصور ٤٢ / ب ، وكلاهما صواب (انظر : اللسان والتاج ـ ورد).

٢٢٥

٢٠ ـ سورة طه

١ ـ (السَّماواتِ الْعُلى) [٤] جمع عليا (زه) أي بالقصر تأنيث أعلى ، كالأكبر والكبرى ، واشتقاقه من العلوّ وهو الشّرف والرّفعة ، وأصله «العلوي» فقلبت الواو ياء على القياس كما في الدّنيا لثقل الصّفة. وأصل «العلى» «علو» فقلبت الواو ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها.

٢ ـ (الثَّرى) [٦] : التّراب النّديّ ، وهو الذي تحت الظاهر من وجه الأرض.

٣ ـ (وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ) [٧] : أي ترفع صوتك [٤٩ / ب] به (زه) ٤ ـ (آنَسْتُ) [١٠] : أبصرت ، يقال للذي أبصر الشيء من بعيد فسكن (١) إليه : آنسه.

٥ ـ (بِقَبَسٍ) [١٠] : أي شعلة من النّار.

٦ ـ (طُوىً) [١٢] وطوى : يقرآن جميعا (٢). ومن جعله اسم أرض لم يصرفه. ومن جعله اسم الوادي صرفه ؛ لأنّه مذكر ، ومن جعله مصدرا ، كقولك : ناديت طوى وثنى ، أي مرّتين صرفه أيضا (زه) وفي «طوى» الذي يسن الغسل منه للإحرام فتح الطاء أيضا ؛ فهو مثلّث ، والفتح فيه أفصح.

٧ ـ (أُخْفِيها) [١٥] : أسترها ، وأظهرها أيضا ، من «أخفيت» وهو من الأضداد (٣) و (أُخْفِيها) (٤) : أظهرها لا غير ، من «خفيت» [زه] والمضموم الهمزة الذي بمعنى أظهرها هو من «أخفى» الذي همزته للسّلب ، أي : أزيل خفاءها ، قاله أبو الفتح (٥).

__________________

(١) في الأصل «فما سكن».

(٢) قرأ هنا وفي النازعات ١٦ بضم الطاء غير منون أبو عمرو ، وشاركه من السبعة نافع وابن كثير ، وقرأه الباقون (وهم : ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي) (طُوىً) بضم الطاء مع التنوين (السبعة ٤١٧ ، ٦٧١ ، والتذكرة ٥٣٢ ، والمبسوط ٢٤٧ ، والإتحاف ٢ / ٢٤٥).

(٣) الأضداد لأبي حاتم ١٣١.

(٤) قراءة سعيد بن جبير ورويت عن الحسن ومجاهد (المحتسب ٢ / ٤٧).

(٥) المحتسب ٢ / ٤٧.

٢٢٦

٨ ـ (فَتَرْدى) [١٦] : تهلك.

٩ ـ (أَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي) [١٨] : أضرب بها الأغصان ليسقط ورقها على غنمي فتأكله.

١٠ ـ (مَآرِبُ) [١٨] : حوائج ، واحدها مأربة ومأربة [ومأربة].

١١ ـ (سَنُعِيدُها سِيرَتَهَا الْأُولى) [٢١] : أي سنردّها عصا كما كانت.

١٢ ـ (وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَناحِكَ) [٢٢] : أي إلى جنبك. والجناح : ما بين أسفل العضد والإبط.

١٣ ـ (طَغى) [٢٤] : أي ترفّع وعلا حتى جاوز الحدّ أو كاد.

١٤ ـ (عُقْدَةً مِنْ لِسانِي) [٢٧] : يعني رتّة كانت في لسانه ، أي حبسة.

١٥ ـ (وَزِيراً مِنْ أَهْلِي) [٢٩] : أصل الوزارة من الوزر وهو الحمل ، كأنّ الوزير يحمل عن السلطان الثّقل.

١٦ ـ (أَزْرِي) [٣١] : عوني وظهري ، ومنه : (فَآزَرَهُ) (١) : أي فأعانه.

١٧ ـ (سُؤْلَكَ) [٣٦] : أي أمنيّتك وطلبتك.

١٨ ـ (وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي) [٣٩] : أي تربّى وتغذّى بمرأى مني ، لا أكلك إلى غيري (زه).

١٩ ـ (اصْطَنَعْتُكَ) [٤١] : اخترتك ، قال ابن عيسى : الاصطناع : الإخلاص بإلطاف.

٢٠ ـ (وَلا تَنِيا) [٤٢] : لا تفترا.

٢١ ـ (أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا) [٤٥] : يعجل إلى عقوبتنا ، يقال : فرط يفرط ، إذا تقدّم أو تعجّل ، وأفرط يفرط ، إذا اشتطّ ، وفرّط يفرّط : إذا قصّر ، ومعناه كله التّقدّم.

٢٢ ـ (مِنْ نَباتٍ شَتَّى) [٥٣] : مختلفة الألوان والطّعوم.

__________________

وأبو الفتح هو عثمان بن جنّي أزدي بالولاء عاش في القرن الرابع الهجري ، ولد بالموصل وبها نشأ ، تلقى عن طائفة من علماء اللغة والأدب ، ثم صحب أبا علي الفارسي. ومن مؤلفاته : الخصائص ، وسر صناعة الإعراب ، والمحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها (مقدمة محققي المحتسب).

(١) سورة الفتح ، الآية ٢٩.

٢٢٧

٢٣ ـ (لِأُولِي النُّهى) [٥٤] : أصحاب العقول ، واحدها نهية.

٢٤ ـ (مَكاناً سُوىً) [٥٨] وسوي (١) : أي وسطا بين الموضعين. وسوى إذا ضمّ أوله أو كسر قصر ، وإذا فتح مدّ كقوله : (إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ) (٢) أي عدل ونصفة ، يقال : دعاك إلى السّواء فاقبل : أي إلى النّصفة. وسواء كلّ شيء : وسطه.

٢٥ ـ (يَوْمُ الزِّينَةِ) [٥٩] : يوم العيد.

٢٦ ـ (فَيُسْحِتَكُمْ) (٣) [٦١] : يهلككم ويستأصلكم.

٢٧ ـ (بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى) [٦٣] : أي سنّتكم ودينكم وما أنتم عليه. والمثلى : تأنيث الأمثل [٥٠ / أ].

٢٨ ـ (ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا) [٦٤] : أي صفوفا. والصّفّ أيضا : المصلّى الذي يصلّى فيه ، ذكرها أبو عبيدة (٤) ، وعن بعضهم أنه قال : ما استطعت أن آتي الصّفّ اليوم ، أي المصلّى.

٢٩ ـ (يَبَساً) [٧٧] : يابسا.

٣٠ ـ (دَرَكاً) [٧٧] : الدّرك : اللّحاق.

٣١ ـ (عِجْلاً جَسَداً) [٨٨] : أي صورة لا روح فيها ، إنما هو جسد فقط.

٣٢ ـ (لَهُ خُوارٌ) [٨٨] : كانت الرّيح تدخل فيه فيسمع لها صوت.

٣٣ ـ (فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ) [٩٦] يقول : أخذت ملء كفّي من تراب موطئ فرس جبريل ـ عليه‌السلام ـ ويقرأ : (فَقَبَضْتُ قَبْضَةً) (٥) بالمهملة ، أي

__________________

(١) قرأ بكسر السين أبو عمرو وابن كثير ونافع والكسائي ، وقرأ بضم السين ابن عامر وعاصم وحمزة (السبعة ٤١٨).

(٢) سورة آل عمران ، الآية ٦٤.

(٣) كتب في الأصل بفتح الياء والحاء ، وكذلك في النزهة ٢١٩ وذلك وفق قراءة أبي عمرو التي شاركه فيها ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر ، وقرأ الباقون من السبعة وهم حمزة والكسائي وحفص عن عاصم بضم الياء وكسر الحاء (السبعة ٤١٩).

(٤) في الأصل : «أبو عبيد» تحريف ، والنص في مجاز القرآن ٢ / ٢٣ ، وهو منقول عن أبي عبيدة أيضا في بهجة الأريب ١٥٢.

(٥) هي قراءة ابن مسعود وأبي بن كعب وعبد الله بن الزبير ونصر بن عاصم والحسن وقتادة ، وابن سيرين

٢٢٨

أخذت بأطراف أصابعي.

٣٤ ـ (لا مِساسَ) [٩٧] : أي لا مماسّة ومخالطة.

٣٥ ـ (ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً) [٩٧] يقال : ظلّ يفعل كذا ، إذا فعله نهارا ، وبات يفعل كذا ، إذا فعله ليلا.

٣٦ ـ (لَنُحَرِّقَنَّهُ) [٩٧] : يعني بالنار ، ونحرقنه (١) : نبرّدنه بالمبارد.

٣٧ ـ (ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِ) [٩٧] : نطيّرنّه ونذرّينّه في البحر.

٣٨ ـ (وِزْراً) [١٠٠] : أي حملا ثقيلا من الإثم.

٣٩ ـ (زُرْقاً) [١٠٢] : بيض العيون من العمى ، قد ذهب السّواد وبقي البياض.

٤٠ ـ (يَتَخافَتُونَ) [١٠٣] : يتسارّون.

٤١ ـ (أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً) [١٠٤] : أعدلهم قولا عند نفسه.

٤٢ ـ (يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً) [١٠٥] : يقلعها من أصلها. ويقال : ينسفها : يزرّيها ويطيّرها.

٤٣ ـ (قاعاً صَفْصَفاً) [١٠٦] : أي مستوى من الأرض أملس لا نبات فيه.

٤٤ ـ (أَمْتاً) [١٠٧] : ارتفاعا وهبوطا. ويقال : نبكا (زه) نبكا جمع نبكة ، وهي الغليظة من الأرض المرتفعة (٢).

٤٥ ـ (وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ) [١٠٨] : أي خفيت.

٤٦ ـ (هَمْساً) [١٠٨] : صوتا خفيّا. وقيل : يعني صوت الأقدام إلى المحشر.

٤٧ ـ (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ) [١١١] : أي واستأسرت وذلّت وخضعت.

٤٨ ـ (فَلا يَخافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً) [١١٢] : أي لا يخاف ظلما فلا يظلم بأن يحمّل ذنب غيره عليه. ولا هضما : أي ولا يهضم فينقص من حسناته أو يعطى منها شيء لغيره ، يقال : هضمه واهتضمه ، إذا نقصه حقّه.

__________________

بخلاف ـ وأبي رجاء ـ بخلاف ـ (المحتسب ٢ / ٥٥).

(١) قراءة سيدنا علي وابن عباس وعمرو بن فائد (المحتسب ٢ / ٥٨).

(٢) في الأصل «المرتفع».

٢٢٩

٤٩ ـ (وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) [١١٥] : أي رأيا معزوما عليه.

٥٠ ـ (لا تَظْمَؤُا) [١١٩] : لا تعطش.

٥١ ـ (وَلا تَضْحى) [١١٩] : تبرز للشّمس فتجد الحرّ.

٥٢ ـ (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطانُ) [١٢٠] : ألقى في نفسه شرّا. يقال لما يقع في النّفس من عمل الخير : إلهام ، ولما يقع من الشّرّ وما لا خير فيه : وسواس ، ولما يقع من الخوف : إيجاس ، ولما يقع من تقدير نيل الخير : أمل ، ولما يقع من التّقدير الذي لا على الإنسان ولا له : خاطر.

٥٣ ـ (شَجَرَةِ الْخُلْدِ) [١٢٠] : أي من أكل منها لا يموت.

٥٤ ـ (وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ) [١٢١] : جعلا يلصقان عليهما من ورق التّين وهو يتهافت عنهما. يقال : طفق يفعل كذا ، وأقبل يفعل كذا ، وجعل يفعل كذا بمعنى [٥٠ / ب] واحد. و (يَخْصِفانِ) : يلصقان الورق بعضه على بعض ، ومنه : خصفت نعلي ، إذا أطبقت عليها رقعة. وأطبقت طاقا على طاق.

٥٥ ـ (مَعِيشَةً ضَنْكاً) [١٢٤] : أي ضيّقة.

٥٦ ـ (وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً) [١٢٩] : ملازما أي لا يفارق.

وقال أبو عبيدة : (لَكانَ لِزاماً) : أي فيصلا ، يلزم كلّ إنسان طائره إن خيرا فخير وإن شرّا فشرّ (١).

٥٧ ـ (آناءِ اللَّيْلِ) [١٣٠] : ساعاته [زه] وقد سبق (٢).

٥٨ ـ (زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا) [١٣١] : أي زينتها. والزّهرة (٣) بفتح الزّاي والهاء : نور النّبات. والزّهرة ، بضمّ الزاي وفتح الهاء : النّجم [زه] وبنو زهرة : قوم معروفون (٤).

* * *

__________________

(١) المجاز ٢ / ٣٢.

(٢) عند تفسير الآية ١٠٣ من سورة آل عمران.

(٣) قرأ يعقوب والحسن (زَهْرَةَ) بفتح الزاي والهاء ، وقرأ الباقون من الأربعة عشر بفتح الزاي وسكون الهاء (الإتحاف ٢ / ٢٥٩).

(٤) من قريش منهم السيدة آمنة بنت وهب أم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (انظر : التاج ـ زهر).

٢٣٠

٢١ ـ سورة الأنبياء

عليهم الصلاة والسلام

١ ـ (زه) (اقْتَرَبَ) [١] قال ابن عيسى : الاقتراب : قصر المدّة للشيء بالإضافة إلى ما مضى من زمانه ، وحقيقة القرب : قلّة ما بين الشّيئين ، وهو على ثلاثة أوجه : قرب زمان ، وقرب مكان ، وقرب حال.

٢ ـ (لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ) [٣] : يعني شاغلة وغافلة.

٣ ـ (افْتَراهُ) [٥] : افتعله واختلقه.

٤ ـ (قَصَمْنا) [١١] : أهلكنا. والقصم : الكسر (زه) قال الكرماني : كسر الشيء الصّلب حتى يبين.

٥ ـ (يَرْكُضُونَ) [١٢] : يعدون ، وأصل الرّكض : تحريك الرّجلين. يقال : ركضت الفرس ، إذا أعديته بتحريك رجليك ، فعدا ، ولا يقال : فركض ، ومنه : (ارْكُضْ بِرِجْلِكَ) (١).

٦ ـ (أُتْرِفْتُمْ) [١٣] : نعّمتم وبقيتم في الملك ، والمترف : المتروك يصنع ما يشاء ، وإنما قيل للمتنعّم مترف ؛ لأنه لا يمنع من تنعّمه ، فهو مطلق فيه.

٧ ـ (حَصِيداً خامِدِينَ) [١٥] معناه : أنهم حصدوا بالسيف والموت ، كما يحصد الزرع فلم يبق منهم بقية (زه).

٨ ـ (لَهْواً) [١٧] قال ابن عيسى : اللهو : صرف الهمّ عن النّفس بفعل القبيح.

٩ ـ (فَيَدْمَغُهُ) [١٨] : يكسره. وأصله أن يصيب الدماغ بالضرب وهو مقتل.

__________________

(١) سورة ص ، الآية ٤٢.

٢٣١

١٠ ـ (يَسْتَحْسِرُونَ) [١٩] : يعيون ، وهو يستفعلون من الحسير ، وهو الكالّ المعيى (زه).

١١ ـ (يُنْشِرُونَ) [٢١] : يحيون الموتى.

١٢ ـ (مُشْفِقُونَ) [٢٨] : خائفون.

١٣ ـ (رَتْقاً فَفَتَقْناهُما) [٣٠] قيل : كانت السموات سماء واحدة ، والأرضون أرضا واحدة ، ففتقهما الله ـ عزوجل ـ بالهواء الذي جعل بينهما. وقيل : فتقت السماء بالمطر ، والأرض بالنّبات (زه).

١٤ ـ (تَمِيدَ بِهِمْ) [٣١] : أي تميل [زه] وقيل تضطرب بالذهاب في الجهات.

١٥ ـ (فِجاجاً) [٣١] : مسالك ، واحدها فجّ. وكلّ فتح بين شيئين فهو فجّ.

١٦ ـ (فِي فَلَكٍ) [٣٣] : هو القطب الذي تدور به النّجوم (زه) قال الكرماني : وأكثر المفسرين أن الفلك [٥١ / أ] موج مكفوف تحت السّماء تجري فيه الشّمس والقمر والنّجوم. وقيل غير ذلك. والفلك في اللغة : المستدير ، ومنه فلك المغزل.

١٧ ـ (يَسْبَحُونَ) [٣٣] : يسيرون ، وقيل : يدورون. وأصل السّبح : العوم في الماء ، ثم جعل كل مسرع في سيره سابحا. وفرس سبوح : مسرع.

١٨ ـ (فَتَبْهَتُهُمْ) [٤٠] : تفجؤهم.

١٩ ـ (يَكْلَؤُكُمْ) [٤٢] : يحفظكم.

٢٠ ـ (يُصْحَبُونَ) [٤٣] : يجارون ؛ لأنّ المجير صاحب لجاره.

٢١ ـ (نَفْحَةٌ) [٤٦] : الدّفعة من الشيء دون معظمه (زه).

٢٢ ـ (التَّماثِيلُ) [٥٢] : جمع تمثال ، وهو شيء يعمل شبيها لغيره في الشّكل.

٢٣ ـ (عاكِفُونَ) [٥٢] العكوف : إطالة الإقامة.

٢٤ ـ (جُذاذاً) [٥٨] : فتاتا ، ومنه قيل للسّويق : الجذيذ. أي مستأصلين مهلكين وهو جمع لا واحد له. وجذاذ : جمع جذيذ ، وجذاذ لا واحد له ، مثل الحصاد ، يقال : جذّ الله دابرهم : أي استأصلهم.

٢٣٢

٢٥ ـ (نُكِسُوا عَلى رُؤُسِهِمْ) [٦٥] : أي انقلبت الحجّة عليهم. ونكس (١) فلان ، إذ سفل رأسه وارتفعت رجلاه. ونكس المريض ، إذا خرج عن مرضه ثم عاد إلى مثله.

٢٦ ـ (أُفٍ) (٢) (لَكُمْ وَلِما تَعْبُدُونَ) [٦٧] : أي نتنا لكم.

٢٧ ـ (نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ) [٧٨] : أي رعت ليلا. يقال : نفشت الغنم باللّيل ، وسرحت ، وسربت ، وهملت بالنهار.

٢٨ ـ (لَبُوسٍ) [٨٠] : دروع يكون واحدا وجمعا.

٢٩ ـ (وَذَا الْكِفْلِ) [٨٥] : لم يكن نبيّا ولكن كان عبدا صالحا تكفّل بعمل رجل صالح عند موته. ويقال : تكفّل لنبيّ بقومه أن يقضي بينهم بالحقّ ففعل فسمّي ذا الكفل (٣) (زه) قال ابن عباس : هو إلياس (٤). وقال الحسن : هو نبيّ اسمه ذو الكفل (٥).

وقيل : هو يوشع بن نون (٦). والكفل : الحظّ. ويقال : هو حزقيل (٧) ، وهو ثالث خلفاء بني إسرائيل بعد موسى ، ويعرف بابن العجوز. وقيل : إنه سمّي ذا الكفل ؛ لأنه تكفّل بسبعين نبيّا وأنجاهم من القتل. وفي أيامه ، وقع الطاعون المشار إليه في قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ) (٨).

__________________

(١) من هنا إلى آخر تفسير اللفظ في النزهة ٢٠٢.

(٢) سبق التعليق على هذا اللفظ القرآني في الآية ٢٣ من سورة الإسراء.

(٣) البداية والنهاية ١ / ٢٢٥ ، وتفسير ابن كثير ٣ / ٢٢٢ ، وزاد المسير ٥ / ٢٦٢ ، والدر المنثور ٤ / ٥٩٤ ـ ٥٩٦ عن ابن مجاهد في الجميع.

(٤) التبيان ٧ / ٥٦.

وإلياس من كبار أنبياء اليهود ، عاش في مملكة إسرائيل الشمالية زمن الملك أحاب (٨٧٦ ـ ٨٥٤ ق. م) وجاهد عبادة الصنم بعل الذي كان يعبد في مدينة صور الفينيقية. وورد ذكره في القرآن الكريم مرتين : الأولى في الآية ٨٥ من سورة الأنعام ، والأخرى في الآية ١٢٣ من سورة الصافات. (المعجم الكبير ١ / ٤٥٤) وانظر بشأنه : المعارف ٥١ الذي ذكر أنه من سبط يوشع بن نون.

(٥) زاد المسير ٥ / ٢٦٣ ، والتبيان ٧ / ٥٦.

(٦) هو يوشع بن نون بن أفراثيم يوسف بن يعقوب ، من أنبياء بني إسرائيل ، وكان في عهد سيدنا موسى وعاش بعده وخلفه على بني إسرائيل ، وهو الذي قادهم لحرب الجبّارين في أريحا وانتصر عليهم (البداية والنهاية ١ / ٣١٩).

(٧) ورد في المعجم الكبير : «حزقل وحزقيل : مأخوذ عن الأصل العبري Yehezqel (يحزقيل) ومعناه الحرفي «من يقوّيه الرب» مركّب من الفعل المضارع للغائب «يحزيق» واسم الإله «إيل» : أحد أنبياء بني إسرائيل زمن السّبي البابلي في القرن السادس قبل الميلاد ، وهو حزقيال بن بوزى.

(٨) سورة البقرة ، الآية ٢٤٣.

٢٣٣

٣٠ ـ (وَذَا النُّونِ) [٨٧] : يونس ـ عليه‌السلام ـ لابتلاع النّون إياه في البحر.

والنون : السّمكة ، وجمعها : نينان.

٣١ ـ (نَقْدِرَ عَلَيْهِ) [٨٧] : نضيّق ، من قوله : (يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ) (١).

٣٢ ـ (فَلا كُفْرانَ) [٩٤] الكفران : جحد النّعمة.

٣٣ ـ (وَحَرامٌ) [٩٥] قرئت وحرم (٢) هما لغتان : الأولى لقريش (٣) ، والثانية لهذيل (٤). والمعنى واحد.

٣٤ ـ (حَدَبٍ) [٩٦] : نشز ونشز من الأرض ، أي ارتفاع منها.

٣٥ ـ (يَنْسِلُونَ) [٩٦] : أي من كل جانب يخرجون ، بلغة جرهم (٥) : يسرعون ، من النّسلان [٥١ / ب] ، وهو مقاربة الخطو مع الإسراع كمشي الذّئب إذا أسرع ، يقال : مرّ الذّئب ينسل ويعسل.

٣٦ ـ (شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا) [٩٧] : أي مرتفعة الأجفان لا تكاد تطرف من هول ما هم فيه.

٣٧ ـ (حَصَبُ جَهَنَّمَ) [٩٨] : يعني الحطب بلغة قريش ، [و] كلّ شيء ألقيته في النار فقد حصبتها به. ويقال : حصب جهنّم : حطبها بالحبشية (٦) وقوله : «بالحبشية» إن كان أراد أنّ هذه الكلمة حبشية وعربية بلفظ واحد ، فهو وجه واه (٧) ، أو أراد أنّها حبشية الأصل سمعتها العرب فتكلمت بها (٨) بها فصارت عربية حينئذ ،

__________________

(١) سورة الرعد الآية ٢٦ ، وسورة الإسراء الآية ٣٠ ، وسورة الروم الآية ٣٧ ، وسورة سبأ الآية ٣٦ ، وسورة الزمر الآية ٥٢.

(٢) قرأ بكسر الحاء وسكون الراء أبو بكر عن عاصم وحمزة والكسائي والأعمش ، والباقون من الأربعة عشر قرؤوا بفتح الحاء والراء بعدهما ألف (الإتحاف ٢ / ٢٦٧).

(٣) غريب ابن عباس ٥٧.

(٤) المرجع السابق.

(٥) غريب ابن عباس ٥٧ ، والإتقان ٢ / ٩٦.

(٦) اللسان (حصب) ، وفي معاني القرآن للفراء ٢ / ٢١٢ أنها لغة أهل اليمن. وفي غريب القرآن لابن عباس ٥٧ أنها لغة قريش وهو بالصيغة الطائية (حطب) في العبرية والحبشية (انظر : لغة تميم ١١١).

(٧) «واه» : ليس في النزهة ٧٧.

(٨) «فتكلمت بها» : ليس في النزهة ٧٧.

٢٣٤

فذلك وجه ، وإلا فليس في القرآن غير العربية. ويقرأ حضب جهنّم (١) بالضّاد المعجمة وهو ما هيّجت به النار وأوقدتها (زه) إن أراد بالعربية استعمال العرب فلا شكّ في صحة ما قال : أي ليس فيه إلا ما هو على وفق استعمالهم في أساليب كلامهم. وإن أراد وضعهم فهو محلّ النّزاع ، فمن قال : إنّ اللّغات توقيفية أي واضعها هو الله تعالى فيمنع ذلك ، وإلا فمذهبان في ثبوت المعرّب فيه والمحقّقون على النّفي ، وليس محل الخلاف الأعلام كإبراهيم ونحوه للاتفاق على أن أحد سببي منعه الصّرف العجمة.

٣٨ ـ (حَسِيسَها) [١٠٢] : صوتها.

٣٩ ـ (الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ) [١٠٣] : قال عليّ رضي الله عنه : «هو إطباق باب النار حين يغلق على أهلها» (زه) وقيل : حين يذبح الموت. وقيل : عند النّفخة الثانية إذا خرجوا من قبورهم.

٤٠ ـ كطيّ السّجلّ للكتاب (٢) [١٠٤] : أي الصّحيفة فيها الكتاب. وقيل : السّجلّ : كاتب كان للنبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وتمام الكلام للكتاب (٣).

٤١ ـ (آذَنْتُكُمْ عَلى سَواءٍ) [١٠٩] : أعلمتكم فاستوينا في العلم.

* * *

__________________

(١) قرأ بها ابن عباس (المحتسب ٢ / ٦٦).

(٢) كتب في الأصل للكتاب بكسر الكاف وتاء مفتوحة بعدها ألف وفق قراءة أبي عمرو وابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر. وقد قرأها بقية السبعة (لِلْكُتُبِ) (السبعة ٤٣١).

(٣) وفي النزهة ١١٦ وكذلك في طلعت ٣٩ / أ ، وفي منصور ٢٣ / أ«للكتب» موافقة لقراءة بعض السبعة غير أبي عمرو (انظر الهامش السابق) وهذا مخالف لنهج العزيزي الذي يعرض الألفاظ وفق قراءة أبي عمرو.

٢٣٥

٢٢ ـ سورة الحج

١ ـ (تَذْهَلُ) [٢] : تسلو وتنسى.

٢ ـ (ذاتِ حَمْلٍ) [٢] هو بالفتح : ما تحمل الإناث في بطونها ، وبالكسر : ما حمل على ظهر أو رأس.

٣ ـ (مَرِيدٍ) [٣] : مارد ، وسبق تفسيره (١).

٤ ـ (مِنْ نُطْفَةٍ) [٥] : هي المني ، والنّطف : الصّبّ ، والنّطفة : المصبوب. وقيل : الماء القليل ، وقيل : الصّافي.

٥ ـ (عَلَقَةٍ) [٥] : هي الدّم الجامد قبل أن ييبس ، وجمعه علق.

٦ ـ (مُضْغَةٍ) [٥] : لحمة صغيرة ، سمّيت بذلك لأنّها مقدّرة بالمضغ.

٧ ـ (مُخَلَّقَةٍ) [٥] : مخلوقة تامّة.

٨ ـ (غَيْرِ مُخَلَّقَةٍ) [٥] : غير تامّة ، يعني السّقط.

٩ ـ (هامِدَةً) [٥] : ميّتة يابسة [زه] ومغبرّة مقشعرة ، بلغة هذيل (٢).

١٠ ـ (اهْتَزَّتْ) [٥] : تحرّكت لإخراج النّبات منها.

١١ ـ (وَرَبَتْ) [٥] : انتفخت.

١٢ ـ (بَهِيجٍ) [٥] : أي حسن يبهج من يراه ، أي يسرّه.

١٣ ـ (ثانِيَ عِطْفِهِ) [٩] : أي عادلا جانبه. والعطف : الجانب ، يعني معرضا [٥٢ / أ] متكبّرا.

١٤ ـ (حَرْفٍ) [١١] : أي على حدّ من دينه غير متوغّل فيه. وقيل غير ذلك.

__________________

(١) سورة النساء ، الآية ١١٧.

(٢) غريب ابن عباس ٥٧ ، والإتقان ٢ / ٩٣.

٢٣٦

١٥ ـ (الْعَشِيرُ) [١٣] : أي المعاشر.

١٦ ـ (فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ) [١٥] : أي بحبل إلى سقف بيته ثم ليخنق نفسه (فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ ما يَغِيظُ).

١٧ ـ (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا) (١) الآية [١٧] : قال قتادة : الأديان ستّة : خمسة للشيطان ، وواحد للرحمن. الصابئون يعبدون الملائكة ويصلون القبلة ، ويقرءون الزّبور ؛ والمجوس يعبدون الشمس والقمر ؛ والذين أشركوا يعبدون الأوثان ؛ واليهود ؛ والنصارى (٢).

١٨ ـ (يُصْهَرُ بِهِ) [٢٠] : يذاب.

١٩ ـ (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ) [٢٤] : أرشدوا إلى قول «لا إله إلّا الله» [زه] وقيل : القرآن ، وقيل : سبحان الله والحمد لله ، وقيل غير ذلك.

٢٠ ـ (الْبادِ) (٣) [٢٥] : من أهل البدو.

٢١ ـ (بِإِلْحادٍ) [٢٥] : أي ميل عن الحقّ (زه) ٢٢ ـ (ضامِرٍ) [٢٧] : أي بعير مهزول أتعبه السفر لبعده ، وقيل : المضمّر : الصّلب القويّ.

٢٣ ـ (فَجٍّ عَمِيقٍ) [٢٧] : أي مسلك بعيد غامض.

٢٤ ـ (أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ) [٢٨] : عشر ذي الحجّة.

٢٥ ـ (تَفَثَهُمْ) [٢٩] التّفث : التّنظيف من الوسخ ، وجاء في التفسير : أنه أخذ من الشارب والأظفار ، ونتف الإبطين ، وحلق العانة.

٢٦ ـ (بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) [٢٩] : هو بيت الله الحرام ، وسمّي عتيقا ؛ لأنه لم يملك ، وقيل : لأنّه أقدم ما في الأرض.

__________________

(١) الآية بتمامها : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ).

(٢) الدر المنثور ٤ / ٦٢٥ ، ٦٢٦ باختلاف يسير في الألفاظ.

(٣) كتبت في الأصل بالياء بعد الدال ، وقد قرأ بها أبو عمرو في الوصل وابن كثير في الوصل والوقف ، ونافع في الوصل في إحدى روايتيه (السبعة ٤٣٦).

٢٣٧

٢٧ ـ (الْأَوْثانِ) [٣٠] : جمع وثن ، تقدم (١).

٢٨ ـ (سَحِيقٍ) [٣١] : أي بعيد.

٢٩ ـ (الْبُدْنَ) [٣٦] : جمع بدنة ، وهي ما جعل في الأضحى للنّحر والنّذر وأشباه ذلك. فإذا كانت للنحر على كل حال فهي جزور.

٣٠ ـ (صَوافَ) [٣٦] : أي صفّت قوائمها ، والإبل تنحر قياما ، ويقرأ صوافن (٢) وأصل هذا الوصف في الخيل ، يقال : صفن الفرس فهو صافن إذا قام على ثلاث قوائم وثنى سنبك الرّابعة. والسّنبك : طرف الحافر ، فالبعير إذا أرادوا نحره تعقل إحدى يديه (٣) فيقف على ثلاث. ويقرأ صوافي (٤) أي خوالص ، لا تشركوا به في التّسمية على نحرها أحدا.

٣١ ـ (وَجَبَتْ جُنُوبُها) [٣٦] : سقطت على جنوبها.

٣٢ ـ (الْقانِعَ) [٣٦] : أي السائل ، يقال : قنع إذا سأل ، وقنع قناعة ، إذا رضي.

٣٣ ـ (الْمُعْتَرَّ) [٣٦] : الذي يعتريك ، أي يلمّ بك لتعطيه ولا يسأل.

٣٤ ـ (صَوامِعُ) [٤٠] : منازل (٥) الرّهبان.

٣٥ ـ (بِيَعٌ) [٤٠] : جمع بيعة ، وهي بيعة النصارى.

٣٦ ـ (وَصَلَواتٌ) [٤٠] : يعني كنائس اليهود ، وهي بالعبرانية صلوتا (٦).

٣٧ ـ (بِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ) [٤٥] : متروكة على هيئتها.

__________________

(١) في تفسير الآية ٣٥ من سورة إبراهيم.

(٢) قراءة ابن مسعود (مختصر في شواذ القرآن ٩٧ ، ٩٨ ، والمحتسب ٢ / ٨١) وابن عمر وابن عباس وإبراهيم وأبي جعفر محمد بن علي ـ واختلف عنهما ـ وعطاء بن أبي رباح والضحاك والكلبي (المحتسب ٢ / ٨١).

(٣) في حاشية الأصل : «أي اليسرى لما ورد في الحديث ال [كلمة غير واضحة] وفي ذلك أي في [النحر والكلمة غير واضحة] ذهاب الروح».

(٤) قرأ بها أبو موسى الأشعري والحسن وشفيق وزيد بن أسلم وسليمان التّيمي ورويت عن الأعرج (المحتسب ٢ / ٨١).

(٥) في الأصل : «منار» ، والمثبت من مطبوع النزهة ومخطوطيها.

(٦) الإتقان ٢ / ١١٤ ، والمعرّب ٢١١.

٢٣٨

٣٨ ـ (وَقَصْرٍ مَشِيدٍ) [٤٥] : أي مبنيّ بالشّيد. ويقال : مزيّن بالشّيد وهو الجصّ والجيّار [٥٢ / ب] والملاط. ويقال : [مشيد و] (١) مشيّد واحد ، أي مطوّل مرتفع.

٣٩ ـ (مُعاجِزِينَ) [٥١] : مسابقين. ومعجزين (٢) فائتين ، ويقال : مثبّطين.

٤٠ ـ (أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ) [٥٢] : يعني في فكرته ، بلغة قريش (٣).

٤١ ـ (فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ) [٥٤] : تخضع وتطمئن. والمخبت : الخاضع المطمئنّ إلى ما دعي إليه.

٤٢ ـ (يَوْمٍ عَقِيمٍ) [٥٥] : أي عقم أن يكون فيه خير للكافر.

٤٣ ـ (مَنْسَكاً) [٦٧] : أي عيدا ، وقيل : موضع عبادة ، وقيل : إراقة دم ، وقيل : ذبيحة ، وقيل : شريعة تعبدوا بها.

٤٤ ـ (يَسْطُونَ) [٧٢] : يتناولون بالمكروه [زه] وقيل : يبطشون. يقال : سطا به وعليه يسطو سطوا وسطوة إذا حمل عليه وبطش به ، وقال ابن عيسى : السّطوة : إظهار الحال الهائلة للإخافة.

__________________

(١) زيادة يقتضيها السياق من تفسير الغريب لابن قتيبة ٢٩٤ ، وبهجة الأريب ١٦٢.

(٢) قرأ (مُعاجِزِينَ) نافع وعاصم وحمزة والكسائي وابن عامر من السبعة وقرأ معجزين أبو عمرو وابن كثير (السبعة ٤٣٩ ، والإتحاف ٢ / ٢٧٨).

(٣) غريب القرآن لابن عباس ٥٧ ، وما ورد في القرآن من لغات ٢ / ٤١ ، وورد «وألقى ... قريش» في الأصل قبل تفسير الآية «إن الذين آمنوا ...» ونقلناه إلى هنا حيث ترتيبه في المصحف.

٢٣٩

٢٣ ـ سورة المؤمنون (١)

١ ـ (أَفْلَحَ) [١] : ظفر بالفلاح.

٢ ـ (خاشِعُونَ) [٢] : يتواضعون.

٣ ـ (اللَّغْوِ) [٣] واللّغا : الفحش من الكلام ، قال العجاج :

عن اللّغا ورفث التّكلّم (٢)

واللّغو : الباطل من الكلام ، وأيضا : الشيء المسقط الملغى ، يقال : ألغيت الشيء ، إذا طرحته وأسقطته. (زه) ٤ ـ (العادُونَ) [٧] : جمع عاد ، وهو المتجاوز ما حدّ له من الحلال والحرام.

٥ ـ (الْفِرْدَوْسَ) [١١] : هو البستان ، بلغة الرّوم (٣).

٦ ـ (سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ) [١٢] : يعني آدم ـ عليه‌السلام ـ استلّ من طين ، ويقال : سلّ من كل تربة. والسّلالة في اللغة : ما ينسلّ من الشيء القليل ، وكذلك الفعالة ، نحو : الفضالة والنّخالة والقلامة ، والقوارة (٤) ، والنّحاتة وما أشبه ذلك ، وهذا قياسه.

٧ ـ (سَبْعَ طَرائِقَ) [١٧] : أي سبع سموات ، واحدتها طريقة. وسمّيت طرائق لتطارق بعضها فوق بعض.

٨ ـ (تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ) [٢٠] : بضم التاء ، أي تنبت ما تنبته بالدّهن كأنه ـ والله

__________________

(١) في الأصل : المؤمنين.

(٢) ديوان العجاج ٢٩٦ ، ونزهة القلوب ١٦٧ ، وبهجة الأريب ٥١ ، والأساس (رفث) ، واللسان والتاج (كظم ، لغا) ، ومن غير عزو في معاني القرآن للزجاج ١ / ٢٦٩ ، واللسان والتاج (رفث).

(٣) الإتقان ٢ / ١١٥ عن مجاهد وليس في تفسيره ، ونسبه إليه محقق التفسير ٣٦٦ في الحاشية عن الطبري.

(٤) القوارة : ما قطعت من جوانب الشيء (القاموس ـ قور).

٢٤٠