التبيان في تفسير غريب القرآن

شهاب الدين أحمد بن محمد بن عماد [ ابن الهائم ]

التبيان في تفسير غريب القرآن

المؤلف:

شهاب الدين أحمد بن محمد بن عماد [ ابن الهائم ]


المحقق: الدكتور ضاحي عبدالباقي محمد
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٦

وسمّيت جزية لأنها قضاء منهم لما عليهم ، ومنه (لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً) (١) أي لا تقضي ولا تغني.

٢٤ ـ (عَنْ يَدٍ) [٢٩] : أي عن قهر. وقيل : عن مقدرة منكم عليهم وسلطان ، من قولهم : يدك عليّ مبسوطة ، أي قدرتك وسلطانك. وقيل : عن يد وإنعام عليهم بذلك ؛ لأن أخذ الجزية منهم وترك أنفسهم نعمة عليهم ، ويد من المعروف جزيلة.

٢٥ ـ (يُضاهِؤُنَ) (٢) [٣٠] : يشابهون. المضاهاة : معارضة الفعل بمثله ، يقال : ضاهيته ، إذا فعلت مثل فعله.

٢٦ ـ (يُؤْفَكُونَ) [٣٠] : يصرفون عن الخير. ويقال : يؤفكون : يحدّون ، من قولك : رجل محدود : أي محروم.

٢٧ ـ (يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ) [٣٤] كلّ مال أدّيت زكاته فليس بكنز ، وإن كان مدفونا. وكلّ مال لم تؤدّ زكاته فهو كنز ، وإن كان ظاهرا ، يكوى به صاحبه يوم القيامة.

٢٨ ـ (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ) [٣٧] النّسيء : تأخير [تحريم] (٣) المحرّم ، وكانوا يؤخّرون تحريم شهره ويحرّمون غيره مكانه لحاجتهم إلى القتال فيه ، ثم يردّونه إلى التّحريم في سنة أخرى ، كأنهم يستنسئونه ذلك ويستقرضونه [زه] كما قال تعالى : (يُحِلُّونَهُ عاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عاماً) [٣٧] وفيه أن الذّنب في الوقت الشريف أعظم عقوبة لعموم تحريم قتالهم.

٢٩ ـ (لِيُواطِؤُا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللهُ) [٣٧] : أي ليوافقوها. يقول : إذا حرّموا من الشّهور عدد الشهور المحرّمة لم يبالوا أن يحلّوا الحرام ويحرّموا الحلال.

٣٠ ـ (اثَّاقَلْتُمْ) [٣٨] : أي تثاقلتم.

٣١ ـ (إِذْ هُما فِي الْغارِ) [٤٠] : هو نقب في الجبل.

__________________

(١) سورة البقرة ، الآيتان : ٤٨ ، ١٢٣.

(٢) هذه قراءة جميع الأربعة عشر عدا عاصما الذي قرأ بكسر الهاء وهمزة مضمومة بعدها واو (يُضاهِؤُنَ) (الإتحاف ٢ / ٩٠).

(٣) زيادة من نزهة القلوب ١٩٦.

١٨١

٣٢ ـ (عَرَضاً قَرِيباً) [٤٢] : أي طمعا قريبا.

٣٣ ـ (وَسَفَراً قاصِداً) [٤٢] : أي غير شاقّ.

٣٤ ـ (بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ) [٤٢] : أي السّفر البعيد.

٣٥ ـ (فَثَبَّطَهُمْ) [٤٦] : أي حبسهم ، يقال : ثبّطه عن الأمر ، إذا حبسه عنه.

٣٦ ـ (لَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ) [٤٧] : أسرعوا فيما بينكم يعني بالنّمائم وأشباه ذلك. والوضع : سرعة السّير. وقال أبو عمر (١) الزاهد : الإيضاع هاهنا أجود ، يقال : وضع البعير وأوضعته أنا.

٣٧ ـ (وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ) [٤٧] : مطيعون ، ويقال : سمّاعون لهم : أي [٤٠ / أ] يتجسّسون [لهم] الأخبار (زه).

٣٨ ـ (لا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا) [٤٩] : أي ولا تؤثّمني ألا في الإثم وقعوا.

٣٩ ـ (قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً) [٥٣] : أي انقيادا بسهولة.

٤٠ ـ (تَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ) [٥٥] : تهلك وتبطل (زه) ٤١ ـ (يَفْرَقُونَ) [٥٦] الفرق : الخوف والفزع.

٤٢ ـ (أَوْ مَغاراتٍ) [٥٧] هو بفتح الميم وضمها (٢) : ما يغورون فيه ، أي يغيبون فيه. واحدها مغارة [ومغارة] (٣) وهو الموضع الذي يغور فيه الإنسان ، أي يغيب ويستتر.

٤٣ ـ (يَجْمَحُونَ) [٥٧] : يسرعون ، ويقال : فرس جموح للذي إذا ذهب في عدوه لم يثنه شيء.

__________________

(١) في الأصل : «أبو عمرو» ، سهو ، وهو أبو عمر محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم المشهور بغلام ثعلب لكثرة ملازمته ، ولد سنة ٢٦١ ومات سنة ٣٤٥ ه‍ ودفن ببغداد. من مصنفاته : شرح الفصيح ، وفائت العين ، وفائت الجمهرة (بغية الوعاة ١ / ١٦٤ ـ ١٦٦ ، وإنباه الرواة ٣ / ١٧١ ـ ١٧٧. وانظر في ترجمته أيضا : وفيات الأعيان ٣ / ٤٥٤ الترجمة رقم ٦١٠ ، وتاريخ الإسلام ٩ / ٥٥٢ ، ٥٥٣ ، والمزهر ٢ / ٤٦٥).

(٢) القراءة بالضم شاذة ، قرأ بها عبد الرحمن بن عوف (شواذ ابن خالويه ٥٣) ، وعبارة : «هو بفتح الميم وضمها» لم ترد في النزهة ١٧٤.

(٣) زيادة من النزهة ١٧٤.

١٨٢

٤٤ ـ (يَلْمِزُكَ) [٥٨] : يعيبك.

٤٥ ـ (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ ...) الآية [٦٠] : الفقراء : الذين لهم بلغة. (وَالْمَساكِينِ) : الذين لا شيء لهم. (وَالْعامِلِينَ عَلَيْها) : العمّال على الصّدقة. (وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ) : الذين كان النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يتألّفهم على الإسلام. (وَفِي الرِّقابِ) : أي في فكّ الرّقاب ، يعني المكاتبين. (وَالْغارِمِينَ) : الذين عليهم الدّين ولا يجدون القضاء. (وَفِي سَبِيلِ اللهِ) : أي فيما لله ـ عزوجل ـ فيه طاعة. (وَابْنِ السَّبِيلِ) : الضّيف ، والمنقطع به ، وأشباه ذلك (زه) واختلاف الفقهاء في تفسير أكثرها مقرّر في كتب الفقه ، فلا نطيل به.

٤٦ ـ (أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ) [٦١] يقال : فلان أذن : أي يقبل كل ما قيل له.

٤٧ ـ (يُحادِدِ اللهَ وَرَسُولَهُ) [٦٣] : أي يحارب ويعادي. وقيل : اشتقاقه في اللغة من الحدّ أي الجانب ، كقولك : يجانب الله ورسوله : أي يكون في حدّ والله ورسوله في حدّ (١).

٤٨ ـ (نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ) [٦٧] : أي تركوا الله فتركهم.

٤٩ ـ (يَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ) [٦٧] : أي يمسكونها عن الصّدقة والخير.

٥٠ ـ (وَالْمُؤْتَفِكاتِ) [٧٠] : مدائن قوم لوط. ائتفكت بهم : أي انقلبت.

٥١ ـ (فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ) [٧٢] العدن : الإقامة. يقال : عدن بالمكان ، إذا أقام به.

٥٢ ـ (نَقَمُوا) [٧٤] : كرهوا غاية الكراهة.

٥٣ ـ (الْمُطَّوِّعِينَ) [٧٩] : المتطوّعين.

٥٤ ـ (جُهْدَهُمْ) [٧٩] : وسعهم وطاقتهم. والجهد (٢) : المشقّة والمبالغة.

٥٥ ـ (فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللهِ) [٨١] : أي بعد رسول الله.

٥٦ ـ (مَعَ الْخالِفِينَ) [٨٣] : المخلّفين عن القوم الساخطين*.

__________________

(١) ورد تفسير (يُحادِدِ) في الأصل بعد (نَقَمُوا) فنقلناه إلى موضعه هنا حيث ترتيبه في المصحف.

(٢) قرأ (جُهْدَهُمْ) ـ بفتح الجيم ـ الأعرج وعطاء ومجاهد (شواذ القرآن ٥٤) والقراءة العامة بضم الجيم.

١٨٣

٥٧ ـ (أُولُوا الطَّوْلِ) [٨٦] : أي الفضل والسّعة.

٥٨ ـ (وَطُبِعَ) [٨٧] : ختم.

٥٩ ـ (وَجاءَ الْمُعَذِّرُونَ) [٩٠] : المقصّرون الذين يعذّرون ؛ أي يوهمون أن لهم عذرا ولا عذر لهم. و «معذّرون» أيضا : معتذرون ، أدغمت التاء في الذّال. والاعتذار يكون بحقّ ويكون بباطل. ومعذرون (١) : الذين أعذروا ، أي أتوا بعذر صحيح.

٦٠ ـ (تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ) [٩٢] : تسيل.

٦١ ـ (رَضُوا) [٤٠ / ب](بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ) [٨٧ ، ٩٣] : أي مع النساء. يقال : وجدت القوم خلوفا أي قد خرج الرجال وبقي النساء.

٦٢ ـ (أَجْدَرُ) [٩٧] : أحقّ*.

٦٣ ـ (مَغْرَماً) [٩٨] : أي غرما. والغرم : ما يلزم الإنسان نفسه ، أو يلزمه (٢) غيره ، وليس بواجب.

٦٤ ـ (وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوائِرَ) [٩٨] دوائر الزّمان : صروفه التي تأتي مرة بخير ومرة بشرّ : يعني ما أحاط بالإنسان منه.

٦٥ ـ (عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ) [٩٨] : أي عليهم يدور من الدّهر ما يسوؤهم.

٦٦ ـ (مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ) [١٠١] : أي عتوا فيه ومرنوا عليه وجرؤوا (٣).

٦٧ ـ (إِنَّ صَلاتَكَ) (٤) (سَكَنٌ لَهُمْ) [١٠٣] : أي دعاؤك سكون وتثبيت لهم.

٦٨ ـ (وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ) (٥) [١٠٦] : أي مؤخّرون.

__________________

(١) قرأ (الْمُعَذِّرُونَ) بضم الميم وسكون العين وكسر الذال من غير تشديد يعقوب والكسائي برواية قتيبة ، وقرأ الباقون من الثمانية (الْمُعَذِّرُونَ) بفتح العين وتشديد الذال. (التذكرة ٤٢٢).

(٢) في النزهة ١٨٦ «ويلزمه» مكان «أو يلزمه».

(٣) في الأصل : «وخبروا» تحريف ، والمثبت من النزهة ١٧٤ ، ومعاني القرآن للفراء ١ / ٤٥٠.

(٤) كذا كتبت في الأصل بصيغة الجمع وفق قراءة أبي عمرو ، وشاركه فيها من السبعة ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر ، وقرأها في رواية حفص على التوحيد (صلاتك) وشاركه حمزة والكسائي (السبعة ٣١٧).

(٥) (مُرْجَوْنَ) بالهمزة قرأ بها أبو عمرو وابن كثير وابن عامر وأبو بكر عن عاصم ويعقوب ، وقرأ بقية العشرة (مُرْجَوْنَ) بغير الهمز وهم جعفر ونافع وحفص عن عاصم وحمزة والكسائي وخلف (المبسوط ١٩٦).

١٨٤

٦٩ ـ (إِرْصاداً) [١٠٧] : ترقّبا. ويقال : أرصدت له الشيء ، إذا جعلته له عدّة. والإرصاد في الشّر ، وقال ابن الأعرابي : رصدت وأرصدت في الخير والشّر جميعا.

٧٠ ـ (عَلى شَفا جُرُفٍ) [١٠٩] شفا البئر والوادي والقبر وما أشبهها. وشفيره أيضا : حرفه. والجرف : ما تجرّفه السّيول من الأودية (١).

٧١ ـ (هارٍ) [١٠٩] : مقلوب من هائر ، أي ساقط. ويقال : هار البناء وانهار وتهوّر ، إذا سقط.

٧٢ ـ (لَأَوَّاهٌ) [١١٤] : دعّاء ، ويقال : كثير التّأوه أي التّوجّع شفقا وفرقا. والتأوّه : أن يقول : أوّه ، وفيه خمس لغات : أوه ، وآو ، وأوه وآه أوّه. ويقال : هو يتأوّه ويتأوّى.

٧٣ ـ تزيغ (٢) قلوب فريق منهم [١١٧] : أي تميل عن الحقّ.

٧٤ ـ (وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً) [١٢٣] : أي شدّة [عليهم] وقلّة رحمة لهم.

٧٥ ـ (فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ) [١٢٥] الرّجس في معنى العذاب ، أي فزادهم عذابا إلى عذابهم بما تجدّد عند نزوله من كفرهم. والرّجس : القذر ، والنّتن أيضا : أي نتنا إلى نتنهم ؛ أي كفرا إلى كفرهم. والنّتن كناية عن الكفر.

٧٦ ـ (عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ) [١٢٨] : أي لإثمكم. وفي النساء (لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ) (٣) يعني الإثم بلغة هذيل (٤) ، أي ما هلكتم ، أي هلاككم.

وقوله : (عَزِيزٌ عَلَيْهِ) أي شديد يغلب صبره ، يقال : عزّه عزّا ، إذا غلبه ، ومنه قولهم : من عزّ بزّ ، أي من غلب سلب.

٧٧ ـ (رَؤُفٌ) (٥) [١٢٨] : شديد الرّحمة.

* * *

__________________

(١) ورد هذا التفسير في موضعين من النزهة : الأول في ١١٨ (شَفا جُرُفٍ) في باب الشين المفتوحة ، والآخر في ٦٩ (جُرُفٍ) في باب الجيم المضمومة.

(٢) قرأ تزيغ بالتاء أبو عمرو ونافع وابن كثير وابن عامر وأبو بكر عن عاصم ، وقرأ الباقون من السبعة (يَزِيغُ) بالياء (السبعة ٣١٩).

(٣) سورة النساء ، الآية ٢٥.

(٤) الإتقان ٢ / ٩٣.

(٥) كذا كتب في الأصل بغير واو. وسبق التعليق عليه في الآية ١٤٣ من سورة البقرة.

١٨٥

١٠ ـ سورة يونس عليه‌السلام

١ ـ (قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ) [٢] : يعني عملا صالحا قدّموه. وقيل : محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يشفع لهم عند ربّهم.

٢ ـ (حَمِيمٍ) [٤] : ماء حار.

٣ ـ (دَعْواهُمْ فِيها) [١٠] : دعاؤهم ، أي قولهم وكلامهم. والدّعوى : الادّعاء.

٤ ـ (دارِ السَّلامِ) [٢٥] : الجنّة. ويقال : السّلام : الله. ويقال : دار السّلامة.

٥ ـ (وَلا يَرْهَقُ) [٤١ / أ](وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ) [٢٦] : أي غبار.

و (يَرْهَقُ) : يغشى [زه] ومنه قولهم : غلام مراهق : أي قد غشي الاحتلام.

٦ ـ (قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً) [٢٧] : جمع قطعة ، ومن قرأ (قِطَعاً) (١) بتسكين الطاء ، أراد اسم ما قطع ، يقال : قطعت الشيء قطعا بفتح القاف في المصدر ، واسم ما قطعت فسقط قطع. والجمع أقطاع.

٧ ـ (فَزَيَّلْنا بَيْنَهُمْ) [٢٨] : أي فرّقنا [زه] وميّزنا بلغة حمير (٢).

٨ ـ (تَبْلُوا) [٣٠] : تختبر.

٩ ـ (أَسْلَفَتْ) [٣٠] : قدّمت.

١٠ ـ (أَمَّنْ لا يَهِدِّي) (٣) [٣٥] أصله يهتدي فأدغمت التاء في الدّال.

١١ ـ (آلْآنَ) [٥١] : أي في هذا الوقت. والآن : هو الوقت الذي أنت فيه.

__________________

(١) القراءة بالسكون لابن كثير والكسائي ويعقوب. (المبسوط ١٩٩ ، ٢٠٠ ، والإتحاف ٢ / ١٠٨).

(٢) غريب القرآن لابن عباس ٤٨ ، والإتقان ٢ / ٩٤.

(٣) كذا ضبطت في الأصل ، وكذا قرأ أبو عمرو بإسكان الهاء وتشديد الدال وشاركه نافع ، غير أن أبا عمرو كان يشمّ الهاء شيئا من الفتح. وروى ورش عن نافع (يهدي) بفتح الهاء مثل ابن كثير. وقرأ حمزة والكسائي (يهدي) ساكنة الهاء خفيفة الدال. وقرأ عاصم في رواية يحيى عن أبي بكر عن عاصم يهدي مكسورة الياء والهاء مشدّدة الدال. وروى حفص عن عاصم والكسائي عن أبي بكر عن عاصم وحسين عن أبي بكر عنه يهدي بفتح الياء وكسر الهاء. (السبعة ٣٢٧).

١٨٦

١٢ ـ (يَسْتَنْبِئُونَكَ) [٥٣] : يستخبرونك.

١٣ ـ (إِي وَرَبِّي) [٥٣] : توكيد للأقسام ، والمعنى : نعم وربي.

١٤ ـ (وَما تَتْلُوا) [٦١] : تقرأ ، و (تَتْلُوا) : تتبع أيضا.

١٥ ـ (تُفِيضُونَ فِيهِ) [٦١] : أي تدفعون فيه بكثرة.

١٦ ـ (لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللهِ) [٦٤] : أي لا تغيير. والتّبديل : تغيير الشيء عن حاله. والإبدال : جعل الشيء مكان شيء.

١٧ ـ (يَخْرُصُونَ) [٦٦] : يحدسون [زه] ويحزرون.

١٨ ـ (غُمَّةً) [٧١] : أي ظلمة [زه] أو شبهة بلغة هذيل (١). يقال : غمّ وغمّة واحد ، كما يقال : كرب وكربة.

١٩ ـ (اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ) [٧١] : امضوا ما في أنفسكم ولا تؤخّروه ، كقوله (فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ) (٢) : أي فامض ما أنت ممض.

٢٠ ـ (لِتَلْفِتَنا) [٧٨] : لتصرفنا. والالتفات : الانصراف.

٢١ ـ (وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ فِي الْأَرْضِ) [٧٨] يسمى [الملك] (٣) الكبرياء ؛ لأنه أكبر ما يطلب من أمر الدّنيا.

٢٢ ـ (اطْمِسْ) [٨٨] : امح : أذهبه ، من قولك : طمس الطريق ، إذا عفا ودرس.

٢٣ ـ (نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ) [٩٢] : أي وحدك. ويقال : إنما ذكر البدن دلالة على خروج الرّوح منه ، أي ننجيك ببدن لا روح فيه. ويقال : ببدنك أي بدرعك. والبدن : الدّرع.

٢٤ ـ (بَوَّأْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ) [٩٣] : أنزلناهم. ويقال : جعلنا لهم مبوّأ ، وهو المنزل الملزوم.

* * *

__________________

(١) الإتقان ٢ / ٩٣.

(٢) سورة طه ، الآية ٧٢.

(٣) زيادة من النزهة ١٦٦ للتوضيح.

١٨٧

١١ ـ سورة هود عليه‌السلام

١ ـ (نَذِيرٌ) [٢] : بمعنى منذر (زه) وسبق أنه المعلّم المحذّر (١).

٢ ـ (يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ) [٥] : يطوون ما فيها ، وقرئ : تثنوني صدورهم أي تستتر (٢) ، وتقديره تفعوعل وهو للمبالغة. وقيل : إن قوما من المشركين قالوا : إذا أغلقنا أبوابنا وأرخينا ستورنا واستغشينا ثيابنا وثنينا صدورنا على عداوة محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ [كيف يعلم بنا؟ فأنبأ الله ـ عزوجل ـ عما كتموه ، فقال : (أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ)] (٣).

٣ ـ (أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ) [٨] : زمان محدود ، أي سنين معدودة ، بلغة أزد شنوءة (٤) *.

٤ ـ (لَيَؤُسٌ) [٩] : فعول من يئست ، أي شديد اليأس.

٥ ـ (لا يُبْخَسُونَ) [١٥] : لا ينقصون.

٦ ـ (أَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ) [٢٣] : تواضعوا وخشعوا لربهم ـ جلّ وعزّ ـ ويقال : أخبتوا [٤١ / ب] إلى ربّهم : اطمأنّوا إليه وسكنت قلوبهم ونفوسهم إليه. والخبت : ما اطمأنّ من الأرض.

٧ ـ (أَراذِلُنا) [٢٧] : الناقصو الأقدار فينا [زه] : أي سفلتنا بلغة جرهم (٥).

__________________

(١) وذلك عند تفسير (أَأَنْذَرْتَهُمْ) من الآية ٦ من سورة البقرة.

(٢) في الأصل : «يثنوني صدورهم أي يستتر» ، والمثبت من نزهة القلوب ٢١٧ ، ٢١٨ وعنه النقل. وهي قراءة ابن عباس ومجاهد ونصر بن عاصم (شواذ القرآن ٥٩ ، والمحتسب ١ / ٣١٨) ويحيى بن يعمر وعبد الرحمن بن أبزى والجحدري ، وابن أبي إسحاق وأبي رزين وأبي جعفر محمد بن علي ، وعلي ابن حسين ، وزيد بن علي ، وجعفر بن محمد والضحاك وأبي الأسود (المحتسب ١ / ٣١٨).

(٣) ما بين المعقوفتين زيد من النزهة ٢١٨.

(٤) الإتقان ٢ / ٩٧.

(٥) الإتقان ٢ / ٩٦.

١٨٨

٨ ـ (بادِيَ الرَّأْيِ) [٢٧] مهموز : أوّل الرّأي. و (بادِيَ الرَّأْيِ) (١) غير مهموز : ظاهر الرّأي.

٩ ـ (تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ) [٣١] يقال : ازدراه وازدرى به ، إذا قصّر به. وزرى عليه فعله : إذا عابه عليه.

١٠ ـ (إِجْرامِي) [٣٥] : مصدر أجرمت إجراما (زه) : أي أذنبت.

١١ ـ (فارَ التَّنُّورُ) [٤٠] : ارتفع ، من فارت القدر [زه] تفور فورا وفؤورا وفورانا. والتّنّور : وجه الأرض ، وقيل : طلوع الفجر ، وقيل : أشرف موضع في الأرض وأعلى مكان فيها ، قال الكرماني : والأكثر على أنه تنّور الخبز (٢). وكان ذلك علامة لمجيء العذاب.

١٢ ـ (زَوْجَيْنِ) [٤٠] : صنفين*.

١٣ ـ (مَجْراها) (٣) [٤١] : إجراؤها ، وقرئت (مَجْراها) (٤) : أي جريها.

١٤ ـ (وَمُرْساها) [٤١] : أي إرساؤها : أي إقرارها. وقرئت أيضا :

(مُرْساها) : أي استقرارها.

١٥ ـ (لا عاصِمَ) [٤٣] : لا مانع.

١٦ ـ (يا سَماءُ أَقْلِعِي) [٤٤] : أي احبسي*.

١٧ ـ (وَغِيضَ الْماءُ) [٤٤] : أي ونقص. بلغة الحبشة (٥). وغاض الماء

__________________

(١) قرأ بادئ مهموزا أبو عمرو ، وقرأ بغير همز بقية الأربعة عشر. (السبعة ٣٣٢ ، والإتحاف ٢ / ١٢٤).

(٢) غرائب التفسير ٧٧ / أ.

(٣) قرأ حفص عن عاصم وحمزة والكسائي وخلف بفتح الميم وكسر الراء على الإمالة من (مَجْراها) وقرأ الباقون من العشرة ومنهم أبو عمرو بضم الميم. ولم يختلفوا في ضم الميم من (مُرْساها) (المبسوط ٢٠٤ ، والسبعة ٣٣٣).

(٤) قرأ (مَجْراها وَمُرْساها) بفتح الميم من الكلمتين ابن مسعود وعيسى الثقفي وزيد بن علي والأعمش (البحر ٥ / ٢٢٥).

(٥) في الأصل : «حمير» ، والتصويب من غريب القرآن لابن عباس ٤٩ ، والإتقان ٢ / ١١٥ وسبب هذا الخطأ انتقال النظر ؛ فقد يكون مرجع المصنف (ابن الهائم) غريب ابن عباس أو كتابا آخر نقل عنه ، فقد ورد في غريب ابن عباس ٤٩ : («غِيضَ الْماءُ) يعني تقبّض الماء بلغة توافق لغة أهل الحبشة [وورد في الحاشية عن مخطوطة الظاهرية نقص وافقت لغة الحبشة] قوله (قَدْ كُنْتَ فِينا مَرْجُوًّا قَبْلَ هذا) يعني حقيرا بلغة حمير». وواضح أن عبارة «بلغة حمير» خاصة باللفظ القرآني (مَرْجُوًّا) من

١٨٩

نفسه : نقص*.

١٨ ـ (الْجُودِيِ) [٤٤] : اسم جبل (زه) : أي معيّن. وحكى الماوردي أنه اسم لكل جبل (١).

١٩ ـ (اعْتَراكَ بَعْضُ آلِهَتِنا بِسُوءٍ) [٥٤] : أي عرض لك بسوء ، ويقال : قصدك بسوء.

٢٠ ـ (عَنِيدٍ) [٥٩] العنيد والعنود والعاند والمعاند واحد ، أي معارض له بالخلاف عليه. والعاند : الجائر وهو العادل عن الحقّ. ويقال : عرق عنود ، وطعنة عنود ، إذا خرج الدّم منها على جانب.

٢١ ـ (بُعْداً) [٦٠] : هلاكا*.

٢٢ ـ (اسْتَعْمَرَكُمْ فِيها) [٦١] : جعلكم عمّارها.

٢٣ ـ (غَيْرَ تَخْسِيرٍ) [٦٣] التّخسير : النّقصان ، أي كلما دعوتكم إلى هدى ازددتم تكذيبا فزادت خسارتكم*.

٢٤ ـ (حَنِيذٍ) [٦٩] : مشويّ في خدّ من الأرض بالرّضف ، وهي الحجارة المحماة.

٢٥ ـ (نَكِرَهُمْ) [٧٠] وأنكرهم واستنكرهم بمعنى واحد.

٢٦ ـ (أَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً) [٧٠] : أي أحسّ وأضمر في نفسه خوفا.

٢٧ ـ (حَمِيدٌ مَجِيدٌ) [٧٣] المجيد : الشّريف الرفيع ، تزيد رفعته على كل رفعة وشرفه على كلّ شرف ، من قولك : أمجد الدابّة علفا ، أي أكثر وزد.

٢٨ ـ (الرَّوْعُ) [٧٤] : الفزع.

٢٩ ـ (أَوَّاهٌ مُنِيبٌ) [٧٥] : أي رجّاع تائب. والأوّاه : الدعّاء إلى الله بلغة وافقت لغة النبطية (٢).

__________________

الآية ٦٢ من سورة هود (انظر الإتقان ٢ / ٩٤) وبقية التفسير منقول عن النزهة ١٥٠.

(١) النكت والعيون ، تفسير الماوردي ٢ / ٤٧٤.

(٢) غريب ابن عباس ٤٩ ، ٥٠. وفي الإتقان ٢ / ١١٠ عن الواسطي «الأوّاه : الدعّاء بالعبرية».

١٩٠

٣٠ ـ (سِيءَ بِهِمْ) [٧٧] : فعل بهم السّوء [زه] وكرههم بلغة غسان (١).

٣١ ـ (وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً) [٧٧] : أي ضاق بمكانهم صدره. قال ابن عيسى : يقال [٤٢ / أ] ضاق بأمره ذرعا ، إذا لم يجد من المكروه سبيلا. ونسب إلى الذرع على عادة العرب في وصف القادر على الشيء المتبسّط فيه بالتذرع والتبوع وطول اليد والباع والذّراع ، ثم يوضع الذّرع مكان ضيق الصدر*.

٣٢ ـ (يَوْمٌ عَصِيبٌ) [٧٧] : أي شديد بلغة جرهم (٢). يقال : يوم عصيب وعصبصب : أي شديد.

٣٣ ـ (يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ) [٧٨] : أي يستحثّون. ويقال : يهرعون : أي يسرعون ، فأوقع الفعل بهم وهو لهم في المعنى ، كما قيل : أولع فلان بكذا ، وزهي زيد ، وأرعد عمرو فجعلوا مفعولين وهم فاعلون ، وذلك أن المعنى أولعه طبعه وجبلّته ، وزهاه ماله أو جهله ، وأرعده غضبه أو وجعه ، وأهرعه خوفه ورعبه ، فلهذه العلّة خرج هؤلاء الأسماء مخرج المفعول بهم ويقال : لا يكون الإهراع إلا إسراع المذعور (٣). وقال الكسائيّ والفرّاء : لا يكون الإهراع إلا إسراعا مع رعدة (٤).

٣٤ ـ (آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ) [٨٠] : أنضمّ إلى عشيرة منيعة.

٣٥ ـ (فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ) [٨١] : سر بهم ليلا ، يقال : سرى وأسرى لغتان (زه) وقيل : إن أسرى : سار في أول الليل ، وسرى : سار في آخره ، نقله الماوردي (٥). وقيل : أسرى : سار ليلا ، وسرى : سار نهارا ، حكاه الحوفي (٦) ، والمشهور ترادفهما.

__________________

(١) الإتقان ٢ / ٩٩.

(٢) غريب القرآن لابن عباس ٥٠ ، والإتقان ٢ / ٩٦ ، وبقية تفسير اللفظ من النزهة ١٤٠.

(٣) في الأصل : «المحذور» ، والمثبت من النزهة ٢٣٣.

(٤) زاد المسير ٤ / ١٠٧.

(٥) النكت والعيون ٢ / ٤٩٠.

(٦) هو علي بن إبراهيم بن سعيد بن يوسف الحوفي نسبة إلى حوف تجاه بلبيس بمصر ، وولد بشبرا النخلة بجوار بلبيس ، ثم انتقل إلى القاهرة ليستكمل تعليمه. كان عالما بالتفسير والنحو ، ومن مصنفاته البرهان في علوم القرآن ، والموضح في النحو مات سنة ٤٣٠ ه‍ (طبقات المفسرين ١ / ٣٨١ ـ ٣٨٢ رقم ٣٣٢ ، (وانظر : وفيات الأعيان ٢ / ٤٦١ ـ ٤٦٢ الترجمة ٤٠٩ ، وبغية الوعاة ٢ / ١٤٠ ، وإنباه الرواة ٢ / ٢١٩ ـ ٢٢٠ ، والتاج (حوف) ، وكشف الظنون ١ / ٤٦٦ ، وتاريخ الأدب لبروكلمان ق ٤ / ١٩٨).

١٩١

٣٦ ـ (مِنْ سِجِّيلٍ) [٨٢] وسجّين (١) : الشّديد الصّلب من الحجارة ، عن أبي عبيدة. وقال غيره : السّجّيل : حجارة من طين صلب شديد. وقال ابن عبّاس : سجّيل : آجرّ منضود.

٣٧ ـ (مُسَوَّمَةً) [٨٣] : يعني حجارة معلّمة عليها أمثال الخواتيم.

٣٨ ـ (بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ) [٨٦] : أي ما أبقى الله لكم من الحلال ولم يحرّمه عليكم فيه مقنع ورضا فهو خير لكم.

٣٩ ـ (أَصَلاتُكَ) (٢) (تَأْمُرُكَ) [٨٧] : أي دينك. وقيل : كان شعيب عليه‌السلام كثير الصلاة ، فقالوا له ذلك.

٤٠ ـ (لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ) [٨٧] : أي الأحمق السّفيه ، بلغة مدين (٣).

٤١ ـ (لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي) [٨٩] : أي عداوتي.

٤٢ ـ (وَدُودٌ) [٩٠] الودود : المحبّ لأوليائه.

٤٣ ـ (ارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ) [٩٣] : انتظروا إني معكم منتظر.

٤٤ ـ (جاثِمِينَ) [٩٤] : باركين على الرّكب. والجثوم للنّاس والطير بمنزلة البروك للبعير.

٤٥ ـ (بَعِدَتْ ثَمُودُ) [٩٥] : أي هلكت ، يقال : بعد يبعد إذا هلك ، وبعد (٤) يبعد ، من البعد.

٤٦ ـ (الْوِرْدُ) [٩٨] : مصدر ورد يرد وردا ، والمورود : اسم مفعول منه ، أي بئس المدخل المدخول فيه.

٤٧ ـ (الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ) [٩٩] الرّفد : العطاء والعون ، أي بئس عطاء المعطى ،

__________________

(١) في النزهة ١١٦ «سجيل» تحريف ، والمثبت هنا يتفق وما عزي لأبي عبيدة في اللسان (سجل) فقد عزيت الصيغتان له ، وما نقله صاحب بهجة الأريب ١١٣ وهو ناقل عن النزهة وما في مخطوطتي النزهة : طلعت ٣٨ / ب ، ومنصور ٢٣ / أ.

(٢) قرأ حفص وحمزة والكسائي وخلف (أَصَلاتُكَ) بالإفراد (الإتحاف ٢ / ١٣٤).

(٣) غريب القرآن لابن عباس ٥٠.

(٤) قرأ بعدت أبو عبد الرحمن السّلمي (المحتسب ١ / ٣٢٧ ، ومختصر في شواذ القرآن ٦١).

١٩٢

ويقال : بئس العون المعان (١).

٤٨ ـ (مِنْها قائِمٌ وَحَصِيدٌ) [١٠٠] : [٤٢ / ب] يعني القرى (٢) التي أهلكت منها قائم : أي بقيت حيطانه ، ومنها حصيد : أي قد امّحى أثره.

٤٩ ـ (تَتْبِيبٍ) [١٠١] : أي تخسير.

٥٠ ـ (لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ) [١٠٦] : الزّفير : أول نهيق الحمار وشبهه ، والشهيق : آخره ، فالزّفير من الصّدر والشّهيق من الحلق.

٥١ ـ (مَجْذُوذٍ) [١٠٨] : أي مقطوع ، يقال : جددت وجذذت أي قطعت.

٥٢ ـ (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا) [١١٣] : أي لا تطمئنّوا إليهم ولا تسكنوا إلى قولهم.

٥٣ ـ (طَرَفَيِ النَّهارِ) [١١٤] : يعني أوّله وآخره.

٥٤ ـ (وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ) [١١٤] : أي ساعة بعد ساعة. واحدتها زلفة.

٥٥ ـ (ذِكْرى) [١١٤] : ذكر (٣).

٥٦ ـ (أُتْرِفُوا) [١١٦] : أي نعّموا وبقوا في الملك. والمترف : المتروك يصنع ما يشاء. وإنما قيل للمنعّم مترف ؛ لأنه لا يمنع من تنعّمه فهو مطلق فيه.

* * *

__________________

(١) في الأصل : «بئس عطاء المعطى ، ويقال : بئس عون المعان» ، والمثبت من النزهة ١٠١.

(٢) في الأصل : «القرية» ، وما أثبت من النزهة ٧٧.

(٣) في الأصل «ذكرا» وموضع (ذِكْرى) المفسّر هنا في القرآن مرفوع.

١٩٣

١٢ ـ سورة يوسف عليه‌السلام

١ ـ (عُصْبَةٌ) [٨] : أي جماعة من العشرة إلى الأربعين.

٢ ـ (غَيابَتِ) [١٠] : كلّ شيء غيّب عنك شيئا فهو غيابة.

٣ ـ (الْجُبِ) [١٠] : ركيّة لم تطو فإذا طويت فهي بئر.

٤ ـ (يَلْتَقِطْهُ) [١٠] : يأخذه على غير طلب له ولا قصد ، ومنه قولهم : لقيته التقاطا ، ووردت الماء التقاطا ، إذا لم ترده فهجمت عليه. قال الراجز :

ومنهل وردته التقاطا (١)

٥ ـ (السَّيَّارَةِ) [١٠] : المسافرون.

٦ ـ نرتع ونلعب (٢) [١٢] : أي ننعم ونلهو ، ومنه «القيد والرّتعة» (٣) يضرب مثلا في الخصب والجدب. ويقال : نرتع : نأكل. ومنه قول الشاعر :

ويحيّيني إذا لاقيته

وإذا يخلو له لحمي رتع (٤)

أي أكله ، ونرتع (٥) ، أي نرتع إبلنا ، وترتع (٦) [أي ترتع] (٧) إبلنا ونرتع (٨)

__________________

(١) عزي في اللسان والتاج (لقط) إلى نقادة الأسدي وهو في العباب (لغط) معزوّا إليه بإنشاد السيرافي وفيه : «وأنشد غيره [أي غير السيرافي] لرجل من بني مازن. وقال أبو محمد الأعرابي : هو لمنظور ابن حبة وليس ذلك «وشبه هذا ورد في (لقط).

(٢) كذا كتب اللفظان في الأصل بالنون وجزم الحرف الأخير من كل منهما وفق قراءة أبي عمرو التي وافقه في قراءتها ابن عامر. وقرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف ورويس عن يعقوب (يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ). وقرأ يعقوب برواية روح وزيد نرتع ويلعب وكذلك رواه هارون عن أبي عمرو. وهي قراءة الأعرج والنخعي وغيرهما (المبسوط ٢٠٩).

(٣) الأمثال لأبي عبيد ٥٦ ، ومجمع الأمثال ١ / ٩٩ وفيه أن أول من قال ذلك عمرو بن الصّعق بن خويلد بن نفيل الكلابي ، وتكملة الصاغاني (رتع) وفيها الرّتعة بالفتح والتحريك.

(٤) التاج (رتع) منسوبا لسويد اليشكري.

(٥) قرأ بها مجاهد وقتادة وابن محيصن (البحر ٥ / ٢٨٥).

(٦) لم أهتد إلى قارئ بها ولم ترد في معجم القراءات. ٣ / ١٥٢ ـ ١٥٤.

(٧) زيادة ليستقيم الكلام.

(٨) هي قراءة ابن كثير ، وقد (قرأ نرتع ونلعب) (المبسوط ٢٠٩).

١٩٤

بكسر العين : نفتعل من الرّعي.

٧ ـ (إِنَّا إِذاً لَخاسِرُونَ) [١٤] : يعني لمضيّعون ، بلغة قيس عيلان (١) *.

٨ ـ (نَسْتَبِقُ) [١٧] : نفتعل من السّبق : أي يسابق بعضنا بعضا في الرّمي (زه) ٩ ـ (بِمُؤْمِنٍ لَنا) [١٧] : بمصدّق.

١٠ ـ (سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ) [١٨] : زيّنت.

١١ ـ (وارِدَهُمْ) [١٩] : الذي يتقدّمهم إلى الماء ليستقي لهم.

١٢ ـ (فَأَدْلى دَلْوَهُ) [١٩] : أرسلها ليملأها ، ودلّاها : أخرجها.

١٣ ـ (بِضاعَةً) [١٩] : قطعة من المال يتّجر فيها.

١٤ ـ (وَشَرَوْهُ) [٢٠] : باعوه.

١٥ ـ (بِثَمَنٍ بَخْسٍ) [٢٠] : نقصان ، يقال : بخسه حقّه : إذا نقصه (زه) ١٦ ـ (مَعْدُودَةٍ) [٢٠] : قلائل*.

١٧ ـ (مَثْواهُ) [٢١] : مقامه (٢).

١٨ ـ (نَتَّخِذَهُ وَلَداً) [٢١] : نتبنّاه.

١٩ ـ (أَشُدَّهُ) [٢٢] : منتهى شبابه. وقوّته وسبق الخلاف في إفراده وجمعه وفي واحده (٣). وعن مجاهد قال : ثلاثا وثلاثين سنة (٤) (زه).

٢٠ ـ (وَراوَدَتْهُ) [٢٣] : أي طلبته أن يواقعها. وأصله من راد يرود : إذا جاء وذهب ، ومنه : الرائد إذا جال في الصحراء لطلب الماء*.

٢١ ـ (هَيْتَ لَكَ) [٢٣] : هلمّ ، أي أقبل إلى ما أدعوك إليه [٤٣ / أ] وقيل : (هَيْتَ لَكَ) : أي إرادتي بهذا لك وقرئت (هَيْتَ لَكَ) (٥) : أي تهيّأت لك.

__________________

(١) ما ورد في القرآن من لغات العرب ١ / ١٩١ ، والإتقان ٢ / ٩٨.

(٢) في الأصل : «مقابله» ، والمثبت من النزهة ١٧٥.

(٣) عند تفسير الآية ١٥٢ من سورة الأنعام.

(٤) تفسير مجاهد ٣٩٩ ، عند تفسير (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ) من الآية ١٤ من سورة القصص.

(٥) قرأ بها ابن عباس وابن عامر (مختصر في شواذ القرآن ٦٧) وأبو وائل وأبو رجاء ويحيى وعكرمة ومجاهد وقتادة وطلحة بن مصرّف وأبو عبد الرحمن (المحتسب ١ / ٣٣٧).

١٩٥

٢٢ ـ (مَعاذَ اللهِ) [٢٣] ومعاذة الله وعوذ الله وعياذ الله بمعنى واحد : أي أستجير بالله.

٢٣ ـ (وَأَلْفَيا سَيِّدَها) [٢٥] : يعني وجدا زوجها. والسّيّد : الرئيس أيضا ، والذي تفوّق في الخير قومه ، والمالك.

٢٤ ـ (الْخاطِئِينَ) [٢٩] قال أبو عبيدة : خطئ وأخطأ واحد (١) ، وقال غيره : خطئ في الدين وأخطأ في كلّ شيء ، إذا سلك (٢) سبيل خطأ عامدا أو غير عامد.

٢٥ ـ (فَتاها) [٣٠] : مملوكها (٣) ، والعرب تسمي المملوك فتى ولو كان شيخا.

٢٦ ـ (شَغَفَها حُبًّا) [٣٠] : أي أصاب حبّه شغاف قلبها كما تقول كبده ، إذا أصاب كبده ، ورأسه ، إذا أصاب رأسه. والشّغاف : غلاف القلب ، ويقال : حبّة القلب ، وهي علقة سوداء في صميمه.

وشعفها حبّا (٤) : ارتفع حبّه إلى أعلى موضع من قلبها ، مشتق من شعاف الجبال أي رؤوسهن. وقولهم : فلان مشعوف بفلان : أي ذهب به الحبّ أقصى المذاهب (زه) ٢٧ ـ (وَأَعْتَدَتْ) [٣١] : أي وأعدّت من العتيد وهو المعدّ لهن*.

٢٨ ـ (مُتَّكَأً) [٣١] : نمرقا يتّكا عليه ، وقيل : مجلسا يتّكأ فيه ، وقيل : طعاما. وقرئت (مُتَّكَأً) (٥) وهو الأترجّ. والمتكأ : الأترجّ بلغة توافق لغة القبط (٦). وقيل البزماورد. والبزماورد أعجمي ، وقد يعرّب فيقال فيه إذا عرّب الزّماورد (٧).

٢٩ ـ (أَكْبَرْنَهُ) [٣١] : أعظمنه.

__________________

(١) انظر مجاز القرآن ٣١٨.

(٢) في الأصل «أخطأ» بدل «سلك» ، والمثبت من النزهة ٨٤.

(٣) انظر تفسير «فتيان» في النزهة ١٥١ ، وسيرد في هذه السورة.

(٤) قرأ بها جماعة منهم : علي وأبو رجاء وقتادة ويحيى بن يعمر وعوف الأعرابي ، وابن محيصن ومحمد ابن السّميفع ومحمد بن علي وجعفر بن محمد (انظر المحتسب ١ / ٣٣٩ ، وانظر أيضا التاج «شعف»).

(٥) قرأ بها أبو جعفر (الإتحاف ٢ / ١٤٥) ومجاهد وابن عباس (مجمع البيان ٣ / ٢٢٨).

(٦) غريب القرآن لابن عباس ٥١.

(٧) انظر النزهة ١٩٦ باختلاف قليل.

١٩٦

٣٠ ـ [حاشى لله و](حاشَ لِلَّهِ) [٣١] قال المفسّرون : معاذ الله. وقال اللغويون في (حاشَ لِلَّهِ) له معنيان : التّنزيه والاستثناء واشتقاقه من قولك كنت في حشى فلان ، أي في ناحيته ، ولا أدري أيّ الحشى آخذ ، أي أيّ الناحية آخذ ، قال الشاعر :

يقول الذي أمسى إلى الحزن أهله

بأيّ الحشى أمسى الخليط المباين (١)

وقولهم : حاشى فلانا معناه : أعزل فلانا من وصف القوم بالحشى ولا أدخله فيهم وفي جملتهم (زه) يعني من نحو قولك : قام القوم حاشى فلانا ، ويقال : حاشى لفلان وحاشى فلانا وحاشى فلان ، فمن نصب [فلانا] (٢) أضمر في حاشى مرفوعا ، والتّقدير : حاشى فعلهم فلانا ، ومن خفض [فلانا] (٣) فبإضمار اللّام لطول صحبتها حاشى. وجواب آخر : لمّا خلت «حاشى» من الصاحب أشبهت الاسم فأضيفت إلى ما بعدها. والتّحقيق أنّ «حاشا» إن نصبت كانت فعلا ، وإن خفضت كانت حرف جرّ.

٣١ ـ (فَاسْتَعْصَمَ) [٣٢] : امتنع.

٣٢ ـ (أَصْبُ إِلَيْهِنَ) [٣٣] : [٤٣ / أ] أميل إليهن ، يقال : أصباني فصبوت (٤) ، أي حملني على الجهل وعلى ما يفعل الصّبيّ ففعلت.

٣٣ ـ (فَتَيانِ) [٣٦] : مملوكان ، والعرب تسمّي المملوك شابّا كان أو شيخا فتى ، ومنه (تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ) [٣٠] : أي عبدها.

٣٤ ـ (أَعْصِرُ خَمْراً) [٣٦] : أي أستخرج الخمر ؛ لأنه إذا عصر العنب فإنه يستخرج منه الخمر. ويقال : الخمر : العنب بعينه ، حكى الأصمعي عن معتمر (٥) بن سليمان قال : لقيت أعرابيّا ومعه عنب ، فقلت له : ما معك؟ فقال : خمر (٦).

٣٥ ـ (تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ) [٣٧] : أي رغبت عنها. والتّرك على

__________________

(١) اللسان (حشا) ، والتاج (حشي) معزوّا إلى المعطّل الهذلي. وهو في شرح أشعار الهذليين ٤٤٦.

(٢) زيادة من النزهة ٧٦.

(٣) في الأصل : «فصبيت» ، والمثبت من النزهة ١٣ ، وانظر القاموس (صبو).

(٤) في الأصل : «معمر» ، والتصويب من النزهة ١٣٠. وهو أبو محمد معتمر بن سليمان بن طرخان البصري ، كان إماما حجة زاهدا عابدا. روى عن أبيه وعن أيوب السختياني وروى عنه أحمد وخليفة بن خياط وابن معين. وتوفي سنة ١٨٧ ه‍ (تاريخ الإسلام ٥ / ٣٦٤ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٢٦٣ ـ ٢٦٤ رقم ٧٠٦٣).

(٥) نص ما حكاه الأصمعي عن معتمر ورد في مجمع البيان ٣ / ٢٣٣.

١٩٧

ضربين : أحدهما : مفارقة ما يكون الإنسان فيه. والآخر : ترك الشيء رغبة عنه من غير ملابسة له ولا دخول كان فيه.

٣٦ ـ (بِضْعَ سِنِينَ) [٤٢] : البضع ما بين الثّلاث إلى السّبع (١).

٣٧ ـ (عِجافٌ) [٤٣] العجاف : التي قد بلغت في الهزال النّهاية.

٣٨ ـ (لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ) [٤٣] : تفسّرون الرّؤيا.

٣٩ ـ (أَضْغاثُ أَحْلامٍ) [٤٤] : أي أخلاط أحلام ، مثل أضغاث الحشيش يجمعها الإنسان فيكون فيها ضروب مختلفة. واحدها ضغث ، وهو ملء كفّ منه.

٤٠ ـ (أَيُّهَا الصِّدِّيقُ) [٤٦] : أي الكثير الصّدق ، كما يقال : سكّيت وسكّير وشرّيب : إذا كثر ذلك منه.

٤١ ـ (دَأَباً) (٢) [٤٧] : جدّا في الزّراعة ومتابعة ، أي تدأبون دأبا. والدّأب :

الملازمة للشيء والعادة.

٤٢ ـ (تُحْصِنُونَ) [٤٨] : تحرزون.

٤٣ ـ (فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ) [٤٩] : يمطرون.

٤٤ ـ (وَفِيهِ يَعْصِرُونَ) [٤٩] : ينجون. وقيل : يعني يعصرون العنب والزّيت.

٤٥ ـ (ما خَطْبُكُنَ) [٥١] : أي ما أمركنّ. والخطب : الأمر العظيم.

٤٦ ـ (حَصْحَصَ الْحَقُ) [٥١] : وضح وتبيّن.

٤٧ ـ (لَدَيْنا مَكِينٌ) [٥٤] : أي خاصّ المنزلة.

٤٨ ـ (جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ) [٥٩] : أي كال لكلّ واحد منهم ما يصيبه. والجهاز : ما أصلح حال الإنسان.

٤٩ ـ (نَمِيرُ أَهْلَنا) [٦٥] يقال : فلان يمير أهله ، إذا حمل إليهم أقواتهم من غير بلده.

٥٠ ـ (كَيْلَ بَعِيرٍ) [٦٥] : أي حمل بعير (٣).

__________________

(١) في النزهة ٤٦ «إلى التّسع» ، وفي تحديد البضع عدة أقوال (انظر التاج : بضع).

(٢) قرأ العشرة ـ ومنهم أبو عمرو ـ بسكون الهمزة عدا حفص الذي قرأ بفتحها (المبسوط ٢١٠).

(٣) في النزهة ١٦٤ «حمل جمل».

١٩٨

٥١ ـ (آوى إِلَيْهِ أَخاهُ) [٦٩] : ضمّه إليه. وأوى إليه : انضم إليه.

٥٢ ـ (فَلا تَبْتَئِسْ) [٦٩] هو تفتعل من البؤس وهو الفقر والشّدة ، أي لا يلحقك بؤس بالذي فعلوا.

٥٣ ـ (السِّقايَةَ) [٧٠] : مكيال يكال به ويشرب فيه.

٥٤ ـ (الْعِيرُ) [٧٠] : إبل تحمل الميرة (زه) والمراد أهله فحذف المضاف.

٥٥ ـ (صُواعَ الْمَلِكِ) [٧٢] وهو والصّاع (١) واحد. ويقال : الصّواع جام (٢) كهيئة المكّوك (٣) من فضّة. وقرأ يحيى بن يعمر صوغ الملك (٤) بالغين المعجمة فذهب إلى أنّه كان مصوغا فسمي [٤٤ / أ] بالمصدر.

٥٦ ـ (وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ) [٧٢] الزّعيم والصّبير والحميل والقبيل والضّمين والكفيل بمعنى واحد.

٥٧ ـ (تَاللهِ) [٧٣] يعني : والله ، قلبت الواو تاء مع اسم الله دون سائر أسمائه (زه) وحكى الأخفش دخولها على الرّب ، قالوا : تربّ الكعبة ، وقالوا أيضا : تالرّحمن وتحياتك ، وهو شاذ.

٥٨ ـ (كَذلِكَ كِدْنا لِيُوسُفَ) [٧٦] : أي كدنا له إخوته حتى ضممنا أخاه إليه. والكيد من المخلوقين احتيال ، ومن الله مشيئة بالذي يقع به الكيد.

٥٩ ـ (اسْتَيْأَسُوا) [٨٠] : أي استفعلوا ، من يئست.

٦٠ ـ (خَلَصُوا نَجِيًّا) [٨٠] : تفرّدوا من الناس يتناجون ، أي يسرّ بعضهم إلى بعض.

٦١ ـ (ما فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ) [٨٠] : أي ما قصّرتم في أمره ، ومعنى التّفريط في اللّغة : تقدمة العجز.

٦٢ ـ (يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ) [٨٤] الأسف : الحزن على ما فات.

__________________

(١) قرأ أبو هريرة وآخرون صاع الملك (شواذ ابن خالويه ٦٤).

(٢) الجام : إناء للشراب والطعام ، من فضة أو نحوها (الوسيط ـ جوم).

(٣) المكوك : مكيال قديم يختلف مقداره باختلاف اصطلاح الناس عليه في البلاد. ويطلق كذلك على إناء يشرب به ، أعلاه ضيّق ووسطه واسع (الوسيط ـ مكك).

(٤) شواذ ابن خالويه ٦٤ ، والمحتسب ١ / ٣٤٦ ، ومجمع البيان ٣ / ٢٥٠.

١٩٩

٦٣ ـ (كَظِيمٌ) [٨٤] : حابس حزنه فلا يشكوه*.

٦٤ ـ (تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ) [٨٥] : أي لا تزال تذكره. وجواب القسم «لا» المضمرة التي تأويلها تالله لا تفتأ.

٦٥ ـ (حَرَضاً) [٨٥] الحرض : الذي قد أذابه الحزن والعشق. قال الشاعر :

إنّي امرؤ لجّ بي حزن فأحرضني

حتى بليت وحتى شفّني السّقم (١)

٦٦ ـ (بَثِّي وَحُزْنِي) [٨٦] البث : أشدّ الحزن الذي لا يصبر عليه صاحبه حتى يبثّه أي يشكوه. والحزن : أشدّ الهمّ (٢) [زه] فعلى هذا يكون من عطف الأعمّ على الأخصّ.

٦٧ ـ (فَتَحَسَّسُوا) [٨٧] : (فَتَحَسَّسُوا) و (تَجَسَّسُوا) (٣) بمعنى ، أي تبحّثوا وتخبّروا.

٦٨ ـ (مُزْجاةٍ) [٨٨] : أي يسيرة قليلة ، من قولك : فلان يزجي العيش : أي يدفع بالقليل [يكتفي به] (٤).

٦٩ ـ (غاشِيَةٌ مِنْ عَذابِ اللهِ) [١٠٧] : أي مجلّلة منه.

٧٠ ـ (عَلى بَصِيرَةٍ) [١٠٨] : أي على يقين.

٧١ ـ ([عِبْرَةٌ] لِأُولِي الْأَلْبابِ) [١١١] : أي اعتبار وموعظة لذوي العقول.

* * *

__________________

(١) نسب للعرجي في المجاز ١ / ٣١٧ ، واللسان والتاج (حرض).

(٢) ورد بهامش الأصل : «وقيل البث ما يحدث المز [كذا] من الغم. والحزن : ما يضمره. القشيري في تفسيره وا [لبث] بمعنى الانتشار فأمّا ال [] فهو مصدر. قال الراغب : أي إن غمّي الذي [كلمة لعلها : انبثثت] الفاعل أي أن ع ظ «وورد في مفردات الراغب (بثث):» وقوله عزوجل (إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي) أي غمّي الذي يبثّه عن كتمان فهو مصدر في تقدير مفعول أو بمعنى غمّي الذي بثّ فكري. نحو : توزّعني الفكر ، فيكون في معنى الفاعل».

والقشيري : هو عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري النيسابوري إقامة : شيخ خراسان في عصره زهدا وعلما. جمع بين الفقه والتصوف والتفسير والأدب. ومن مؤلفاته : التفسير الكبير ، ولطائف الإشارات (تفسير للقرآن الكريم) ، والرسالة القشيرية. توفي سنة ٤٦٥ ه‍ (وفيات الأعيان ٢ / ٣٧٥ ـ ٣٧٨ رقم ٣٧٨ ، وطبقات المفسرين ١ / ٣٣٨ ـ ٣٤٦ رقم ٣٠٢ ، وانظر : إنباه الرواة ٢ / ٩٣ ، والعبر ٣ / ٢٦١) ولم يرد كلام القشيري في لطائف الإشارات ٢ / ٢٠٠ ، ٢٠١).

(٣) قرأ (تَجَسَّسُوا) بالجيم النخعي (شواذ القرآن لابن خالويه ٦٥).

(٤) زيادة من النزهة ١٨٧.

٢٠٠