التبيان في تفسير غريب القرآن

شهاب الدين أحمد بن محمد بن عماد [ ابن الهائم ]

التبيان في تفسير غريب القرآن

المؤلف:

شهاب الدين أحمد بن محمد بن عماد [ ابن الهائم ]


المحقق: الدكتور ضاحي عبدالباقي محمد
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٦

وبهذا سمّي الفقيه فقيها (زه).

٦٠ ـ (ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ) [٧٩] : أي ما أصابك من نعمة فمن الله فضلا منه عليك ورحمة. (وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ) أي من أمر يسوؤك (فَمِنْ نَفْسِكَ) أي من ذنب أذنبته نفسك فعوقبت.

٦١ ـ (بَيَّتَ) [٨١] : قدّر بليل ، يقال : بيّت فلان رأيه إذا فكر فيه ليلا.

٦٢ ـ (أَذاعُوا بِهِ) [٨٣] : أفشوه (زه) والإذاعة : الإفشاء والتّفريق ، يقال : أذاعه وأذاع به.

٦٣ ـ (يَسْتَنْبِطُونَهُ) [٨٣] : يستخرجونه (زه) وأصله من النّبط ، وهو الماء يخرج من البئر أوّل ما تحفر. ومنه : النبط لاستنباطهم العيون.

٦٤ ـ (تَنْكِيلاً) [٨٤] : عقوبة. وقيل : الشهرة بالأمور الفاضحة. وأصله النّكول وهو الامتناع خوفا*.

٦٥ ـ (كِفْلٌ) [٨٥] : نصيب (زه) (١) وافقت لغة النّبطيّة (٢). وقيل : النّصيب الوافي. وقال قتادة : الوزر والإثم. وقال ابن عيسى : أصله الكفل ، وهو المركب الذي يهيّأ كالسّرج للبعير.

٦٦ ـ (مُقِيتاً) [٨٥] : أي مقتدرا ، وبلغة مذحج : قديرا (٣).

قال الشاعر :

وذي ضغن كففت النّفس عنه

وكنت على مساءته مقيتا (٤)

أي مقتدرا ، وقيل : مقيتا : مقدّرا لأقوات العباد. والمقيت : الشاهد الحافظ للشيء ، والمقيت : الموقوف على الشيء ، قال الشاعر :

ليت شعري وأشعرنّ إذا ما

قرّبوها منشورة ودعيت

__________________

(١) وضع هذا الرمز في الأصل بعد كلمة «النبطية» ، ونقلناه هنا لعدم ورود عبارة «وافقت ...» في النزهة ١٦٦.

(٢) غريب ابن عباس ٤٣.

(٣) غريب ابن عباس ٤٣ ، والإتقان ٢ / ٩٧ والذي فيه «مقتدرا» بدل «قديرا».

(٤) عزي إلى الزبير بن عبد المطلب ولأبي قيس بن رفاعة اليهودي في اللسان والتاج (قوت) ولثعلبة بن محيصة الأنصاري في التاج ، وهو غير منسوب في تفسير ابن قتيبة ١٣٢ ، وانظر تخريج محققه.

١٤١

ألي الفضل أم عليّ إذا حو

سبت ، إنّي على الحساب مقيت (١)

[زه] أي على الحساب موقوف.

٦٧ ـ (حَسِيباً) [٨٦] : فيه أربعة أقوال : كافيا ، وعالما ، ومقدّرا ، ومحاسبا.

٦٨ ـ (الْمُنافِقِينَ) [٨٨] المنافقين مأخوذ من النّفق وهو السّرب [٢٩ / ب] أي يتستّر بالإسلام كما يتستر الرجل في السّرب. ويقال : هو من قولهم : نافق اليربوع ونفق ، إذا دخل نافقاءه فإذا طلب من النافقاء خرج من القاصعاء ، وإذا طلب من القاصعاء خرج من النافقاء ، فالنافقاء والقاصعاء والرّاهطاء والدّامّاء أسماء جحرة اليربوع.

٦٩ ـ (أَرْكَسَهُمْ) [٨٨] : نكّسهم وردّهم في كفرهم (زه).

٧٠ ـ (حَصِرَتْ) [٩٠] : ضاقت ، وحصرت : ماتت ، بلغة اليمامة (٢) *.

٧١ ـ (السَّلَمَ) [٩٠] هنا : الاستسلام والانقياد. والسّلم أيضا : السّلف ، وشجر واحدتها سلمة [زه] والصّلح بلغة قريش (٣).

٧٢ ـ (حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ) [٩١] : أي ظفرتم بهم (زه).

٧٣ ـ (خَطَأً) [٩٢] : هو فعل لا يضامه (٤) القصد إليه بعينه بخلاف العمد*.

٧٤ ـ (وَلَعَنَهُ) [٩٣] : طرده وأبعده.

٧٥ ـ (ضَرَبْتُمْ) [٩٤] : سرتم ، وقيل : تباعدتم في الأرض.

٧٦ ـ (مَغانِمُ كَثِيرَةٌ) [٩٤] : جمع مغنم. والمغنم والغنم والغنيمة : ما أصيب من أموال المحاربين (زه). أي قهرا ، أي بإيجاف خيل أو ركاب.

٧٧ ـ (غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ) [٩٥] : أي الزّمانة ، والضّرر : المرض.

٧٨ ـ (مُراغَماً) [١٠٠] : مهاجرا (زه) وقيل : متحوّلا ، وقيل : مطلبا

__________________

(١) البيتان معزوان للسموأل بن عادياء في اللسان والتاج (قوت) ، والأصمعيات ٨٥ ، والثاني في تفسير ابن قتيبة ١٣٣ غير منسوب ، وتخريجه في هامشه.

(٢) الإتقان ٢ / ١٠٠ وفيه «وبلغة اليمامة (حَصِرَتْ) : ضاقت».

(٣) ما ورد في القرآن من لغات ١ / ١٢٩ ونصّ في النزهة ١٠٦ على أن «السّلم» بهذه الدلالة بتسكين اللام وفتح السين وكسرها ، وهي كذلك في اللسان (سلم).

(٤) كذا في الأصل.

١٤٢

للمعيشة. قال ابن عيسى : أصله من الرّغم وهو الذّل ، والرّغام : التّراب. وراغم فلان قومه ، إذا نابذهم معتزلا عنهم لما في المنابذة من روم الإذلال. والمراغم : موضع المراغمة كالمقاتل موضع المقاتلة.

٧٩ ـ (كِتاباً مَوْقُوتاً) [١٠٣] : أي محدود الأوقات ، وقال مجاهد : مفروضا (١)*.

٨٠ ـ (يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ) [١٠٤] : أي يجدون ألم الجراح ووجعها مثل ما تجدون.

٨١ ـ (وَلا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً) [١٠٥] : جيّد الخصومة (زه) أي لا تذب عنهم ، والخصيم : المبالغ في الخصام.

٨٢ ـ (خَوَّاناً) [١٠٧] : مبالغا في خيانته مصرّا عليها*.

٨٣ ـ (أَثِيماً) [١٠٧] : مبالغا في إثمه لا يقلع عنه*.

٨٤ ـ (إِناثاً) [١١٧] : أي مؤنّثا مثل اللّات والعزّى ومناة وأشباهها من الآلهة المؤنثة. ويقرأ إلّا أثنا (٢) جمع وثن ، فقلبت الواو همزة كما قيل : (أُقِّتَتْ) ووقّتت (٣). ويقرأ أنثا (٤) جمع إناث.

٨٥ ـ (شَيْطاناً مَرِيداً) [١١٧] : ماردا ، أي عاتيا ، ومعناه أنه قد عري من الخير وظهر شره ، من قولهم : شجرة مرداء إذا سقط ورقها فظهرت عيدانها ، ومنه غلام أمرد : إذا لم يكن في وجهه شعر (زه) قال ابن عيسى : أصله الشّطن.

٨٦ ـ (فَلَيُبَتِّكُنَ) [١١٩] البتك : القطع ، والتّبتيك : التقطيع ، وسيف باتك : قاطع*.

٨٧ ـ (مَحِيصاً) [١٢١] معدلا (زه) تقول : حاص عن الشيء : أي عدل [٣٠ / أ] والمحيص المصدر والمكان.

__________________

(١) تفسير الطبري ٩ / ١٦٧.

(٢) روتها عائشة عن النبي (المحتسب ١ / ١٩٨) ، وعزيت في التاج (أنث) إلى ابن عباس.

(٣) قرأ أبو عمرو وحده من السبعة (وقّتت) في الآية ١١ من سورة المرسلات ، وقرأ الباقون من السبعة (أُقِّتَتْ) (السبعة في القراءات ٦٦٦).

(٤) قرأ بها ابن عباس. (المحتسب ١ / ١٩٨).

١٤٣

٨٨ ـ (قِيلاً) [١٢٢] القيل والقول بمعنى واحد.

٨٩ ـ (خَلِيلاً) [١٢٥] الخليل : الصديق ، وهو فعيل بمعنى الخلّة ، أي الصّداقة والمودّة (زه) وقيل : هو الفقير ، من الخلّة ، قال الشاعر :

وإن أتاه خليل يوم مسألة

يقول : لا غائب مالي ولا حرم (١)

وقيل : الخليل : المصطفى المختصّ الذي أدخله في خلال الأمور وأسرار العلوم ، وهذا التفسير صواب والذي قبله بعيد عن الصواب في هذا المقام وإن صحّ لغة ، والجمهور على أن الخليل من الخلّة التي هي المودّة التي ليس فيها خلل. والله خليل إبراهيم وإبراهيم خليله.

٩٠ ـ (تَلْوُوا) [١٣٥] : تقلبوا الشهادة ، من : لويت يده*.

٩١ ـ (نَسْتَحْوِذْ) [١٤١] : نستولي ، وقيل : نغلب.

٩٢ ـ (مُذَبْذَبِينَ) [١٤٣] : مردّدين من الذّبذبة ، وهي جعل الشيء مضطربا. وقيل : متردّدين. وقيل : أصله مذبّبين من الذّب وهو الطّرد فعل فيه كما فعل في نظيره*.

٩٣ ـ (فِي الدَّرْكِ) (٢) (الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ) [١٤٥] النار دركات ، أي طبقات بعضها دون بعض ، قال ابن مسعود : «الدّرك الأسفل توابيت من حديد مبهمة عليهم» أي لا أبواب لها [زه] أي والمنافق في أسفلها دركا. وقيل : هو عبارة عن التفاوت ، أي ليسوا بمتساوين.

٩٤ ـ (غُلْفٌ) [١٥٥] : جمع أغلف ، وهو كلّ شيء جعلته في غلاف ، أي قلوبنا محجوبة عما تقول فإنها في غلف ، ومن قرأ غلف (٣) بضم اللام أراد جمع غلاف ، وتسكين اللام فيه جائز أيضا مثل كتب وكتب ، أي قلوبنا أوعية للعلم فكيف تجيئنا بما ليس عندنا.

__________________

(١) عزي لزهير في اللسان والتاج (خلل ، حرم) ، والجمهرة ١ / ٦٩ ، والمقاييس ٢ / ١٥٦ ، والمحكم ٤ / ٣٧٣ ، ومجمع البيان ٣ / ١١٦. وهو في ديوانه ١٥٣.

(٢) الدّرك بفتح الدال وسكون الراء وبفتحهما (اللسان ـ درك) وقرأ بفتح الراء من العشرة : أبو عمرو وابن كثير ونافع وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب وعاصم في رواية البرجمي والأعشى ، وقرأ الباقون بسكون الراء (المبسوط ١٥٩).

(٣) سبق تخريج القراءتين عند التعليق على الآية / ٨٨ من سورة البقرة.

١٤٤

٩٥ ـ (زَبُوراً) [١٦٣] : هو فعول بمعنى مفعول ، من زبرت الكتاب أي كتبته (زه) اسم كتاب داود عليه‌السلام. المنزّل عليه. زبور وزبور بفتح الزاي وضمها ، فقيل هو بالضم يجمع كتخوم وتخوم وأروم وأروم ، قال الكرماني : والأحسن أن يقال : زبور واحد ، وزبور جمع زبر.

٩٦ ـ (لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ) [١٧١] : أي لا تجاوزوا الحدّ وترتفعوا عن الحقّ [زه] والغلو : الزيادة ، بلغة قريش ومزينة (١).

٩٧ ـ (لَنْ يَسْتَنْكِفَ) [١٧٢] : أي لن يأنف (زه) وأصل الكلمة من : نكف الدّمع ، إذا مسحه عن خدّه بإصبعيه أنفة من أن يرى أثر البكاء عليه. ودرهم منكوف ، أي بهرج رديء بلغة قريش.

* * *

__________________

(١) غريب ابن عباس ٤٣ ، وما ورد في القرآن من لغات ١ / ١٢٩ ، والإتقان ٢ / ٩٩ بالنسبة إلى مزينة فقط.

١٤٥

٥ ـ سورة المائدة

١ ـ (أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) [١] : أي بالعهود (زه) (١) في لغة بني حنيفة (٢). والعقد : الجمع بين الشّيئين بما يعسر الانفصال [٣٠ / ب] معه ، وأصله الشّد. والوفاء : إتمام العهد بفعل ما عقد عليه. ويقال : أوفى ووفّى بمعنى وفي في المخفف.

٢ ، ٣ ـ (بَهِيمَةُ) [١] : هي كل ما كان من الحيوان غير من يعقل. ويقال : البهيمة : ما استبهم عن الجواب ، أي استغلق (زه). وقيل : كلّ حيّ لا يميّز. و (الْأَنْعامِ) [١] أصلها الإبل ، ثم تستعمل للبقر والشاء ولا يدخل فيها الحافر ، وإضافة البهيمة إلى الأنعام من باب : ثوب خزّ ، وقال الحسن : بهيمة الأنعام : الإبل والبقر والغنم (٣) ، وقال ابن عبّاس : هي الوحش (٤) ، وقال ابن عمر : الجنين إن خرج ميتا [أبيح] (٥) أكله.

٤ ـ (حُرُمٌ) [١] : محرمون ، واحدهم حرام (زه) يقال : رجل حرام وقوم حرم.

٥ ـ (شَعائِرَ اللهِ) [٢] : ما جعله الله علما لطاعته. واحدتها شعيرة مثل الحرم ، يقول : لا تحلّوه فتصطادوا فيه.

٦ ـ (وَلَا الشَّهْرَ الْحَرامَ) [٢] فتقاتلوا فيه.

٧ ـ (وَلَا الْهَدْيَ) [٢] : وهو ما أهدي إلى البيت. يقول : فلا تستحلوه حتى يبلغ محلّه ، أي منحره. وإشعار الهدي أن يقلّد بنعل أو غيره ويجلّل ويطعن في شقّ سنامه الأيمن بحديدة ليعلم أنه هدي.

__________________

(١) وضعت «زه» سهوا في الأصل بعد «بني حنيفة».

(٢) غريب ابن عباس ٤٤ ، والإتقان ٢ / ١٠٠.

(٣) تفسير الطبري ٩ / ٤٥٥ ، وتفسير ابن كثير ٢ / ٥.

(٤) نسبها الطبري ٩ / ٤٥٧ إلى قوم لم يحددهم.

(٥) انظر بشأن ما بين المعقوفتين تفسير الطبري ٩ / ٤٥٦ ، وتفسير ابن كثير ٢ / ٥.

١٤٦

٨ ـ (وَلَا الْقَلائِدَ) [٢] كان الرجل يقلّد بعيره من لحاء شجر الحرم فيأمن بذلك حيث سلك.

٩ ـ (وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ) [٢] : أي عامدين.

١٠ ـ (يَجْرِمَنَّكُمْ) [٢] : يكسبنكم ، من قولهم : فلان جريمة أهله وجارمهم ؛ أي كاسبهم.

١١ ـ (شَنَآنُ قَوْمٍ) [٢] محرّكة النون : بغضاء قوم ، و (شَنَآنُ قَوْمٍ) (١) مسكّنة النون : بغض (٢) قوم ، هذا مذهب البصريين. وقال الكوفيّون : شنآن وشنآن مصدران.

١٢ ـ (الْمُنْخَنِقَةُ) [٣] : التي تخنق فتموت ولا تدرك ذكاتها.

١٣ ـ (الْمَوْقُوذَةُ) [٣] : المضروبة حتى توقذ ، أي تشرف على الموت ، وتترك حتى تموت ، وتؤكل بغير ذكاة.

١٤ ـ (الْمُتَرَدِّيَةُ) [٣] : التي تردّت ، أي سقطت من جبل أو حائط أو في بئر فماتت ولم تدرك ذكاتها.

١٥ ـ (النَّطِيحَةُ) [٣] : المنطوحة حتى تموت (زه) وهي فعيلة بمعنى مفعول ، وألحق الهاء به لنقله عن الوصفية إلى الاسميّة. وقيل : إذا انفرد عن الموصوف يلحق به الهاء نحو الكحيلة والدّهينة. وقيل : بمعنى الفاعل ، أي تنطح حتى تموت.

١٦ ـ (إِلَّا ما ذَكَّيْتُمْ) [٣] : أي قطعتم أوداجه وأنهرتم (٣) دمه وذكرتم اسم الله ـ تعالى ـ إذا ذبحتموه. وأصل الذّكاة في اللغة تمام الشّيء ، من ذلك ذكاء السّنّ ، أي تمام السّنّ أي النهاية [٣١ / أ] في الشّباب. والذّكاء في الفهم أن يكون فهما تامّا سريع القبول. وذكّيت النار ، أي أتممت إشعالها. وقوله : (إِلَّا ما ذَكَّيْتُمْ) أي إلا ما أدركتم ذبحه على التّمام (عَلَى النُّصُبِ) النّصب والنّصب والنّصب بمعنى واحد ، وهو حجر أو صنم يذبحون عنده.

__________________

(١) قرأ بالنون الساكنة ابن عامر ، وأبو بكر عن عاصم ، وإسماعيل بن جعفر ، والواقدي والمسيّبي عن نافع ، وقرأ بفتح النون أبو عمرو وحمزة والكسائي ، وحفص عن عاصم ، وابن جمّاز والأصمعي وورش وقالون عن نافع. (السبعة / ٢٤٢).

(٢) في الأصل : «بغيض» ، والمثبت من النزهة ١١٨.

(٣) في الأصل : «وفهرتهم» ، تحريف.

١٤٧

١٧ ـ (تَسْتَقْسِمُوا) [٣] : تستفعلوا ، من : قسمت أمري.

١٨ ـ (بِالْأَزْلامِ) [٣] : القداح التي كانوا يضربون بها على الميسر ، واحدها :

زلم ، وزلم.

١٩ ـ (فِي مَخْمَصَةٍ) [٣] : مجاعة (زه) (١) بلغة قريش (٢) مشتقّة من خمص (٣) البطن.

٢٠ ـ (مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ) [٣] : مائل إلى حرام.

٢١ ـ (مِنَ الْجَوارِحِ) [٤] : أي الكواسب ، يعني الصّوائد (زه) واحدتها جارحة ، والجرح : الكسب من قوله : (وَيَعْلَمُ ما جَرَحْتُمْ بِالنَّهارِ) (٤). وعن محمد بن الحسن (٥) : من الجراحة ، وقال : إذا صادته ولم تجرحه ومات لم يؤكل ؛ لأنه لم يجرح بناب ولا مخلب.

٢٢ ـ (مُكَلِّبِينَ) [٤] : يقال : أصحاب كلاب. ويقال : رجل مكلّب وكلّاب ، أي صاحب صيد بالكلاب.

٢٣ ـ (حِلٌّ لَكُمْ) [٥] أي حلال وحرم : حرام (٦).

٢٤ ـ (بِذاتِ الصُّدُورِ) [٧] : حاجة الصدور [زه] وقيل : بخفيات القلوب ، وقيل : بحقيقة ما في الصّدور. وذات الشيء : نفسه وحقيقته.

٢٥ ـ (نَقِيباً) [١٢] : أي ضمينا وأمينا. والنّقيب : فوق العريف [زه] وسمّي نقيبا ، لأنه يعلم دخيلة أمر القوم ، ويعلم مناقبهم ، والرجل العالم يقال له النّقاب.

__________________

(١) كتب الرمز «زه» في الأصل بعد كلمة «قريش» ، ووضعناه هنا في موضعه. (انظر النزهة ١٧٣).

(٢) ما ورد في القرآن من لغات ١٢٩.

(٣) في الأصل : «خماص» ، تحريف. (انظر اللسان ـ خمص).

(٤) سورة الأنعام ، الآية ٦٠.

(٥) هو أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي ، ولد بالبصرة سنة ٢٢٣ ه‍. من أئمة اللغة والأدب ، وقيل يوم موته : مات علم اللغة والكلام بموت ابن دريد والجبائي. من مصنفاته : جمهرة اللغة ، والاشتقاق ، وغريب القرآن ولم يتمه. مات سنة ٣٢١ ه‍ (وفيات الأعيان ٣ / ٤٤٨ ، وتاريخ الإسلام ٩ / ٢٥٧ ، ٢٥٨ ، ومقدمة المصحح الأول لجمهرة اللغة).

(٦) وقد قرئ بهما قوله تعالى : (وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ) [الأنبياء ٩٥] قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر (عن عاصم) وحرم بكسر الحاء بغير ألف ، وقرأ الباقون من السبعة : (وَحَرامٌ) بفتح الحاء والراء بعدهما ألف (السبعة ٤٣١).

١٤٨

٢٦ ـ (عَزَّرْتُمُوهُمْ) [١٢] أي عظّمتموهم ، ويقال : نصرتموهم أو أعنتموهم (زه) قال الزجّاج (١) : وأصله من الذّب والرّدّ أي ذببتم الأعداء عنهم ، ومنه التّعزير وهو كالتّنكيل.

٢٧ ـ (سَواءَ السَّبِيلِ) [١٢] : قصد السّبيل : الطّريق.

٢٨ ـ (عَلى خائِنَةٍ مِنْهُمْ) [١٣] خائنة بمعنى خائن ، والهاء للمبالغة ، كما قالوا : رجل علّامة ونسّابة. ويقال : خائنة مصدر بمعنى خيانة (زه) يعني كالخاطئة والعاقبة ، وقيل : على فرقة خائنة.

٢٩ ـ (فَأَغْرَيْنا بَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ) [١٤] : هيّجناهما ، ويقال : أغرينا : ألصقنا بهم ذلك ، مأخوذ من الغراء. والعداوة : تباعد القلوب والنّيّات. والبغضاء : البغض.

٣٠ ـ (سُبُلَ السَّلامِ) [١٦] : طرق السلامة.

٣١ ـ (فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ) [١٩] : أي سكون وانقطاع ؛ لأن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ بعث بعد انقطاع الرّسل ؛ لأن الرّسل كانت إلى وقت رفع عيسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ متواترة.

٣٢ ـ (وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً) [٢٠] : أي أحرارا بلغة هذيل (٢) وكنانة (٣).

٣٣ ـ (الْمُقَدَّسَةَ) [٢١] [٣١ / ب] : المطهّرة (زه) أي المقدّس فيها من حلّ بها من الأنبياء والأولياء ، فهو من باب مجاز وصف المكان بصفة ما يقع فيه ولا يقوم به قيام العرض بالجوهر.

٣٤ ـ (جَبَّارِينَ) [٢٢] : أقوياء عظام الأجسام. والجبّار : القهّار (زه) وقيل :

طوالا ، وصفوا بذلك لكثرتهم وقوّتهم وعظم خلقهم وطول جثثهم (٤). وقال

__________________

(١) انظر معاني القرآن ٢ / ١٥٩.

(٢) ما ورد في القرآن من لغات ١٣٠.

(٣) ما ورد في القرآن من لغات ١٣٠ ، والإتقان ٢ / ٩١.

(٤) في هامش الأصل : «وفي تفسير الرازي : لما بعث موسى الن [قباء] لأجل التجسس رآهم واحد من أول [ئك] الجبارين فأخذهم وجعلهم في كم [ه مع فاكهة] كان قد حملها من بستانه ، وأتى [بهم الملك] فنثرهم بين يديه وقال متعجبا لل [ملك] : هؤلاء يريدون قتال [نا] «وما بين المعقوفتين تكملة من تفسير الرازي ٣ / ٣٨٥.

١٤٩

المفضل : ممتنعين من أن يقهروا أو يذلوا ، وكل ممتنع جبار ، والجبّار من النّخل : ما علا جدّا. وقال ابن عيسى : الجبّار : من يجبر على ما يريد ، ويعظم عن أن ينال. والإجبار : الإكراه. وقيل : جبّار من جبرت العظم ، أي يصلح أمر نفسه.

٣٥ ـ (فَلا تَأْسَ) [٢٦] : لا تحزن.

٣٦ ـ (يَتِيهُونَ) [٢٦] : يحارون ويضلّون.

٣٧ ـ (تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ) [٢٩] : أي تنصرف بهما ، يعني إذا قتلتني ، وما أحبّ أن تقتلني ، فمتى ما قتلتني أحببت أن تنصرف بإثم قتلي وإثمك الذي من أجله لم يتقبّل قربانك (فَتَكُونَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ).

٣٨ ـ (فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ) [٣٠] : شجّعته وتابعته ، ويقال : طوّعت : فعّلت من الطّوع ، ويقال : طاع له بكذا وكذا ، أي أتاه طوعا. ولساني لا يطوع بكذا : أي لا ينقاد (زه) وقيل : سهّلت ، من قولهم : طاعت للظبية أصول الشجرة ، أي سهل عليها تناولها.

٣٩ ـ (سَوْأَةَ أَخِيهِ) [٣١] : أي فرجه.

٤٠ ـ (مِنْ أَجْلِ ذلِكَ) [٣٢] : أي جناية ذلك. ويقال : من أجل ذلك : من جزاء ذلك ، ومن جرّاء ذلك ، وجرّى ذلك بالمدّ والقصر.

ويقال : من أجل ذلك : من سبب ذلك.

٤١ ـ (أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ) [٣٣] الخلاف : المخالفة ، أي يده اليمنى ورجله اليسرى يخالف بين قطعهما.

٤٢ ـ (خِزْيٌ) [٣٣] : هوان ، وهلاك أيضا.

٤٣ ـ (الْوَسِيلَةَ) [٣٥] : القربة (زه) وقال أبو عبيدة : الحاجة (١). وقيل : أفضل درجات الجنة.

٤٤ ـ (سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ) [٤١] : أي قائلون له ، كما يقال : لا تسمع من فلان قوله ، أي لا تقبل قوله. وجائز أن يكون سمّاعون للكذب أي يسمعون منك ليكذبوا عليك.

__________________

(١) انظر المجاز ١٦٤ ، ١٦٥.

١٥٠

٤٥ ـ (سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ) [٤١] : أي هم عيون لأولئك الآخرين الغيّب.

٤٦ ـ (أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ) (١) [٤٢] السّحت : كسب ما لا يحلّ. ويقال : السّحت : الرّشوة في الحكم (زه) وقيل غير ذلك. وأصله من سحته وأسحته إذا أهلكه واستأصله. قال : (فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ) (٢).

٤٧ ـ (الْأَحْبارُ) [٤٤] : العلماء ، واحدهم حبر (زه) وفيه لغتان الفتح (٣) [٣٢ / أ] والكسر ، والفتح أفصح عند ثعلب وعكس صاحبا ديوان الأدب (٤) والصّحاح (٥). وقيل : هو بالفتح فقط. وممن نفى الكسر أبو عبيد (٦) وأبو الهيثم (٧) والفرّاء (٨). قال أبو عبيد : يرويه المحدّثون كلهم بالفتح (٩) وحكى أبو عبيد عن الأصمعي التّوقّف في ضبطه فقال : ما أدري هو الحبر أو الحبر (١٠). وممن حكى اللغتين فيه المبرّد وابن السّكّيت وابن قتيبة (١١) وصاحبا ديوان الأدب (١٢) والصّحاح (١٣). وعن صاحب العين : هو العالم من علماء الدّيانة مسلما كان أو ذمّيّا بعد أن يكون كتابيّا (١٤) ، قال بعضهم : ولعله أراد الأصل ثم أطلق على المسلم العالم.

__________________

(١) كذا كتب في الأصل بضم الحاء وفق قراءة أبي عمرو التي شاركه فيها ابن كثير والكسائي ، وقرأها بسكون النون عاصم وابن عامر وحمزة ونافع الذي روي عنه أيضا (لِلسُّحْتِ) (السبعة ٢٤٣).

(٢) سورة طه ، الآية ٦١.

(٣) اكتفى ثعلب في الفصيح ٢٩٦ بذكر المفتوح.

(٤) ديوان الأدب ١ / ١٠٦.

(٥) الصحاح (حبر).

(٦) في الأصل : «أبو عبيدة» ، والمثبت من اللسان (حبر).

(٧) اللسان والتاج (حبر). وأبو الهيثم : أحد أئمة العربية ، كان يعيش في الري وهراة. وكتب المنذري عنه من أماليه أكثر من مائتي جلد. وذكر الأزهري أن ما دوّنه له في تهذيب اللغة أخذه عن المنذري. ومن مصنفاته : «الشامل في اللغة» و «زيادات معاني القرآن» توفي سنة ٢٧٦ ه‍. (انظر : مقدمة تهذيب اللغة ٢٦ ، ٢٧ ، وتاريخ الإسلام ٨ / ١٥١ ، والبغية ٢ / ٣٢٩).

(٨) غريب الحديث لأبي عبيد ١ / ٢٢٢ ، واللسان والتاج (حبر).

(٩) غريب الحديث لأبي عبيد ١ / ٢٢٢ واللسان (حبر) عن أبي عبيد. وفي الأصل : «أبو عبيدة» ، تحريف.

(١٠) النص عن الأصمعي في غريب الحديث لأبي عبيد ١ / ٢٢٢ ، واللسان (حبر). وفي الأصل : «أبو عبيدة» ، تحريف.

(١١) انظر بشأن النسبة إلى ابن قتيبة «تفسير غريب القرآن» لابن قتيبة ١٤٣.

(١٢) ديوان الأدب ١ / ١٠٦.

(١٣) الصحاح (حبر).

(١٤) العين ٣ / ٢١٨.

١٥١

٤٨ ـ (مُهَيْمِناً عَلَيْهِ) [٤٨] : أي مؤتمنا ، وقيل : شاهدا ، وقيل : رقيبا ، وقيل : قفّانا ، يقال : فلان قفّان على فلان إذا كان يتحفّظ أموره فقيل : للقرآن قفّان على الكتب ؛ لأنه شاهد بصحّة الصحيح منها وسقم السّقيم.

والمهيمن في أسماء الله تعالى : القائم على خلقه بأعمالهم وآجالهم وأرزاقهم. وقال النحويون : أصل المهيمن مؤيمن مفيعل من أمين ، كما قالوا بيطر ومبيطر من البيطار فقلبت الهمزة هاء لقرب مخرجيهما ، كما قالوا : أرقت الماء ، وهرقت الماء وأيهات وهيهات ، وإيّاك وهياك ، وإبريّة وهبريّة للحزاز يكون في الرأس (١).

٤٩ ـ (شِرْعَةً) [٤٨] الشّرعة والشّريعة واحد ، أي سنّة وطريقة.

٥٠ ـ (وَمِنْهاجاً) [٤٨] المنهاج : الطّريق الواضح. ويقال : الشّرعة : معناها ابتداء الطريق. والمنهاج : الطّريق المستقيم (٢) (زه).

٥١ ـ (جَهْدَ أَيْمانِهِمْ) [٥٣] : أغلظ الأيمان ، وجهد مصدر*.

٥٢ ـ (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) [٥٤] : أي يلينون لهم ، من قولهم : دابّة ذلول ، أي منقادة ليّنة سهلة ، وليس هذا من الهوان إنما هو من الرّفق.

٥٣ ـ (أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ) [٥٤] يعازّون الكفّار ، أي يغالبونهم ويمانعونهم ، يقال : عزّه يعزّه عزّا إذا غلبه (زه) والعزاز : الأرض الصّلبة.

٥٤ ـ (حِزْبَ اللهِ) [٥٦] : جنده وجموعه. وقيل : الحزب : الوليّ ، واشتقاقه من قولهم : تحزّب القوم : اجتمعوا. والحزابية : الحمار (٣) المجتمع الخلق. والحيزبون : العجوز ؛ لاجتماع الأخبار والأمور عندها.

٥٥ ـ (تَنْقِمُونَ مِنَّا) [٥٩] : تكرهون وتنكرون.

٥٦ ـ (لَوْ لا يَنْهاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ) [٦٣] : حرف تحضيض بمعنى هلا (زه).

٥٧ ـ (مُقْتَصِدَةٌ) [٦٦] [٣٢ / ب] الاقتصاد : الاستواء في العمل من غير إفراط وتفريط*.

__________________

(١) وهو ما يتعلق بأسفل الشّعر ، مثل النّخالة من وسخ الرّأس. (التاج ـ هبر).

(٢) في الأصل : «المستمرة» ، والمثبت من النزهة ١٢٢.

(٣) وكذلك الرّجل. (انظر : التاج ـ حزب).

١٥٢

٥٨ ـ (يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) [٦٧] : يمنعك عنهم فلا يقدرون عليك. وعصمة الله ـ جل وعز ـ للعبد من هذا إنما هي منعه من المعصية.

٥٩ ـ (قِسِّيسِينَ) [٨٢] : هم رؤساء النصارى ، واحدهم قسّيس. وقال بعض العلماء : هو فعّيل من قسست الشيء وقصصته إذا تتبّعته ، فالقسّيس سمّي به لتتبّعه كتابه وآثار معانيه (زه) رأيت بعضهم ضبط القس بفتح القاف ، قال : ومن ضمها فقد أخطأ. وأما قس بن ساعدة (١) فهو بضم القاف. وقال الكرماني : القس والقسّيس اسم الكبير الزاهد العالم منهم ، وجمع تكسيره من حيث القياس القسّاسون ، ومن حيث السماع القساوسة بالواو ، وحكاه الأزهري في «تهذيب اللغة» وأنشد فيه بيتا. والقسّ في اللغة : نشر الحديث والنّميمة.

٦٠ ـ [(وَرُهْباناً)] [٨٢] : والرّهبان جمع راهب ، وهو الذي يرهب الله ، أي يخافه*.

٦١ ـ (لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ) [٨٩] : تقدّم تفسيره في البقرة ، وكذلك كثير من غريب هذه السورة.

٦٢ ـ (الصَّيْدِ) [٩٤] : ما كان ممتنعا ولم يكن له مالك وكان حلالا أكله ، فإذا اجتمعت فيه هذه الخلال فهو صيد.

٦٣ ـ (النَّعَمِ) [٩٥] : هي الإبل والبقر والغنم ، وهو جمع لا واحد له من لفظه ، وجمع النّعم أنعام.

٦٤ ـ (لِيَذُوقَ وَبالَ أَمْرِهِ) [٩٥] : عاقبة أمره من الشر. والوبال : الوخامة وسوء العاقبة ، ويقال : ماء وبيل ، وكلأ وبيل ، أي وخيم لا يستمرأ أو تضر عاقبته. والوبيل والوخيم ضد المريء.

٦٥ ـ (بَحِيرَةٍ) [١٠٣] : الناقة إذا نتجت خمسة أبطن ، فإذا كان الخامس ذكرا نحر فأكله الرجال والنساء ، وإن كان الخامس أنثى بحروا أذنها ، أي شقّوها وكانت

__________________

(١) هو قسّ بن ساعدة الإيادي ، أحد حكام العرب في الجاهلية وخطبائها. رآه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو يخطب في سوق عكاظ. زعم كثير من العلماء أنه عمر ست مائة سنة.

(معجم الشعراء للمرزباني ٣٣٨ ، والأغاني ١٥ / ١٩٢ ، ١٩٣ ، وانظر : التاج «قسس» والبداية والنهاية ٢ / ٢٣٠ ـ ٢٣٧).

١٥٣

حراما على النساء لحمها ولبنها ، فإذا ماتت حلّت للنساء.

٦٦ ـ والسائبة [١٠٣] : البعير يسيّب بنذر يكون على الرّجل ، إن سلّمه الله من مرض أو شيء يتّقيه أو بلّغه منزله ، أن يفعل ذلك فلا يحبس عن رعي أو ماء ولا يركبها أحد.

٦٧ ـ والوصيلة [١٠٣] من الغنم كانوا إذا ولدت الشاة سبعة أبطن نظروا فإن كان السابع ذكرا ذبح فأكل منه الرّجال والنساء ، وإن كانت أنثى تركت في الغنم ، وإن كان ذكرا وأنثى قالوا وصلت [٣٣ / ب] أخاها فلم تذبح لمكانها ، وكان لحمها حراما على النّساء ولبن الأنثى منهما حراما على النساء إلا أن يموت منها (١) شيء فيأكله الرجال والنساء.

٦٨ ـ والحامي [١٠٣] : الفحل إذا ركب ولد ولده ، ويقال : إذا نتج من صلبه عشرة أبطن ، قالوا : قد حمى ظهره فلا يركب ولا يمنع من كلأ ولا ماء.

٦٩ ـ (الْأَوْلَيانِ) [١٠٧] : واحدها الأولى ، والجمع الأولون ، والأنثى الوليا والجمع الوليات والولي.

٧٠ ـ (أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ) [١١١] : ألقيت في قلوبهم.

٧١ ـ (عِيداً لِأَوَّلِنا وَآخِرِنا) [١١٤] العيد : يوم مجمع ، وقيل : يوم العيد معناه الذي يعود فيه الفرح والسّرور. والعيد عند العرب : الوقت الذي يعود فيه الفرح أو الحزن.

* * *

__________________

(١) في الأصل : «يكون» ، والمثبت من النزهة ٤١.

١٥٤

٦ ـ سورة الأنعام

١ ـ (تَمْتَرُونَ) [٢] : تشكّون ، وقيل : تختلفون*.

٢ ـ (مِنْ قَرْنٍ) [٦] القرن : الزمان ، والقرن : أهل الزمان ، وقد نقل خلاف في هذا الاستعمال ، فقيل : القرن حقيقة في الزمان وفي أهله فيكون مشتركا ، وقيل : حقيقة في الزمان مجاز في أهله ، وقيل : العكس. وقال الزّجّاج : القرن : أهل مدّة [كان] فيها نبيّ أو كان [فيها] طبقة من أهل العلم ، قلّت السنون أو كثرت (١). واشتقاقه من قرنت الشيء ، وقيل إنه اسم لزمان محدود ، وحينئذ ففيه عشرة أقوال : فقيل ثماني عشرة سنة ، وقيل عشرون ، وقيل ثلاثون ، وقيل أربعون ، وقيل خمسون ، وقيل ستون وقيل سبعون ، وقيل ثمانون ، وقيل مائة ، وقيل مائة وعشرون*.

٣ ـ (مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ) [٦] : ثبّتناهم وأسكناهم (٢) فيها وملّكناهم ، يقال : مكّنتك ومكّنت لك بمعنى واحد.

٤ ـ (مِدْراراً) [٦] : متتابعا بلغة هذيل (٣) ، أي دارّة عند الحاجة إلى المطر ، لا أن تدرّ ليلا ونهارا. ومدرارا للمبالغة.

٥ ـ (قِرْطاسٍ) [٧] : أي في صحيفة ، والجمع قراطيس (زه) وفيه لغتان كسر القاف وضمّها (٤).

٦ ـ (لَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ) [٩] : أي خلطنا.

٧ ـ (فَحاقَ) [١٠] : أي أحاط بهم (زه) وقال الزجّاج : الحيق : ما يشتمل على الإنسان من مكروه فعله (٥) ، وقيل : معناه وجب. وقيل : حاق وحقّ بمعنى.

__________________

(١) معاني القرآن للزجاج ٢ / ٢٢٩ وما بين المعقوفتين في الموضعين منه.

(٢) في الأصل «وأرسلناهم» ، والمثبت من النزهة ١٧٣.

(٣) ما ورد في القرآن من لغات ١ / ١٣٠ ، والإتقان ٢ / ٩٢.

(٤) قرأ (قِرْطاسٍ) بضم القاف معن الكوفي (مختصر في شواذ القرآن ٣٦).

(٥) معاني القرآن للزجاج ٢ / ٢٣١.

١٥٥

٨ ـ (فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) [١٤] : خالقهما وموجدهما ، وأصل الفطر الشّقّ*.

٩ ـ (بِضُرٍّ) [١٧] الضّرّ : ضد النّفع.

١٠ ـ (أَكِنَّةً) [٢٥] : أغطية واحدها كنان.

١١ ـ (وَقْراً) [٢٥] : صمما.

١٢ ـ (أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) [٢٥] : أباطيل [٣٣ / ب] وترّهات ، واحدها أسطورة وإسطارة. ويقال : أساطير الأوّلين : ما سطّره الأوّلون من الكتب.

١٣ ـ (يَنْأَوْنَ عَنْهُ) [٢٦] : يتباعدون عنه.

١٤ ـ (بَغْتَةً) [٣١] : فجأة.

١٥ ـ (أَوْزارَهُمْ عَلى ظُهُورِهِمْ) [٣١] : أثقالهم ، أي آثامهم. وأصل الوزر : ما حمله الإنسان.

١٦ ـ (فَرَّطْنا فِيها) [٣١] : قدّمنا العجز (زه) وقيل : قصّرنا. وقال ابن بحر : فرّط : سبق ، والفارط : السابق ، وفرّط : خلّى السبق لغيره.

١٧ ـ (نَفَقاً فِي الْأَرْضِ) [٣٥] : أي سربا فيها (زه) (١) بلغة عمان ، والنّفق :

سرب له مخلص إلى مكان آخر.

١٨ ـ (أَوْ سُلَّماً فِي السَّماءِ) [٣٥] : أي مصعدا [زه] وقيل : سببا ، وسمي سلّما لتسليمه إلى المقصد.

١٩ ـ (ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ) [٣٨] : أي ما تركنا ولا أضعنا (زه). وقيل : الكتاب : اللّوح المحفوظ وهو مشتمل على ما يجري في العالم من جليل ودقيق من جميع الحيوانات وغيرها. وقيل : القرآن (٢).

وقوله : (مِنْ شَيْءٍ) : أي من شيء احتجتم إليه وإلى بيانه ، وهو مشتمل على ما تعبّدنا به كناية وتصريحا أو مجملا وتفصيلا أجله ولقوله : (كِتاباً مُؤَجَّلاً) (٣).

__________________

(١) وضع هذا الرمز (زه) في الأصل بعد كلمة عمان سهوا ، ونقل إلى موضعه هنا.

(٢) ما ورد في القرآن من لغات ١ / ١٣٠ ، والإتقان ٢ / ١٠١.

(٣) سورة آل عمران ، الآية ١٤٥.

١٥٦

٢٠ ـ (مُبْلِسُونَ) [٤٤] : بائسون ملقون بأيديهم. ويقال : المبلس : الحزين النادم. ويقال : المبلس : المتحير الساكت المنقطع الحجّة.

٢١ ـ (دابِرُ الْقَوْمِ) [٤٥] : آخرهم.

٢٢ ـ (يَصْدِفُونَ) [٤٦] : يعرضون (زه) والصّدّ : الإعراض عن الشيء.

٢٣ ـ (سَلامٌ عَلَيْكُمْ) [٥٤] السّلام على أربعة أوجه : اسم الله تعالى ، والسّلامة ، والتّسليم ، وشجر عظام واحدتها سلامة [زه] والثلاثة الأول ممكنة هنا.

٢٤ ـ (جَرَحْتُمْ بِالنَّهارِ) [٦٠] : أي كسبتم.

٢٥ ـ (وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ) [٦١] : لا يقصّرون ، أي لا يضيّعون ما أمروا به ولا يقصّرون فيه.

٢٦ ـ (لَهُ الْحُكْمُ) [٦٢] : الحكمة ، يقال : حكم وحكمة ، وذلّ وذلة ، ونحل ونحلة ، وخبز وخبزة وقلّ وقلّة ، وغدر وغدرة ، وبغض وبغضة ، وقرّ وقرة [زه] وقيل له القضاء والفصل يوم القيامة.

٢٧ ـ (أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً) [٦٥] : فرقا (زه) أي أحزابا متفرّقين فتفرّق كلمتكم.

٢٨ ـ (بِوَكِيلٍ) [٦٦] : أي بكفيل ، وقيل بكاف (زه) وقيل : بمسلط ، وقيل: بحافظ.

٢٩ ـ (لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ) [٦٧] : أي لكل خبر (زه) وقيل : وقت يقع فيه ويظهر. وقيل : لكل عمل جزاء.

٣٠ ـ (تُبْسَلَ نَفْسٌ) [٧٠] : ترتهن وتسلم للهلكة (زه) وأصل الكلمة : البسل ، وهو المنع ، أي ترهن حتى لا محيص (١) لها.

٣١ ـ (مِنْ حَمِيمٍ) [٧٠] : ماء حارّ ، والحميم أيضا : [٣٤ / أ] القريب في النّسب (٢) ، ويطلق أيضا على الخاصّ ، يقال : دعينا في الخاصّة لا في العامّة.

٣٢ ـ (نُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا) [٧١] يقال : ردّ فلان على عقبيه ، إذا جاء لينفذ فسدّ سبيله حتى رجع ، ثم قيل لكل من لم يظفر بما يريد : قد ردّ على عقبيه (زه) وتقول

__________________

(١) المحيص : المهرب (انظر : الوسيط ـ محص).

(٢) في النزهة ٧٣ «النسبة».

١٥٧

العرب لمن أدبر : قد رجع إلى خلف ، وقد رجع القهقرى.

٣٣ ـ (اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ) [٧١] : هوت به وأذهبته (زه) وقيل : هو استفعل من هوى يهوي هويّا ، وقيل : من هوي يهوى هويّا وقيل هوى.

٣٤ ـ (حَيْرانَ) [٧١] : أي حائر ، يقال : حار يحار ، وتحيّر يتحيّر أيضا إذا لم يكن له مخرج من أمره فمضى وعاد إلى حاله.

٣٥ ـ (يُنْفَخُ فِي الصُّورِ) [٧٣] قال أهل اللغة : الصّور جمع الصّورة ينفخ فيها روحها فتحيا. والذي جاء في التفسير أنّ الصّور قرن ينفخ فيه إسرافيل.

٣٦ ـ (مَلَكُوتَ) [٧٥] : ملك ، والواو والتاء زائدتان مثل الرّحموت والرّهبوت من الرّحمة والرّهبة ، تقول العرب : رهبوت خير من رحموت ، أي ترهب خير من أن ترحم.

٣٧ ـ (جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ) [٧٦] أي غطّى عليه وأظلم.

٣٨ ـ (أَفَلَ) [٧٦] : غاب.

٣٩ ـ (بازِغاً) [٧٧] : طالعا (زه) وقيل : البزوغ : ابتداء الطّلوع.

٤٠ ـ (غَمَراتِ الْمَوْتِ) [٩٣] : شدائده التي تغمره وتركبه كما يغمر الماء الشيء إذا علاه وغطّاه.

٤١ ـ (فُرادى) [٩٤] : أي فردا فردا كلّ واحد ينفرد عن شقيقه وشريكه في الغيّ ، وهو جمع فرد وفرد وفريد بمعنى واحد (زه) وقيل منفردا عن معين وناصر. ويقال أيضا : فارد وفرد وأفرد وفردان ، وقيل فرادى جمع فريد كأسير وأسارى. وقال الفرّاء : فرادى اسم مفرد على فعالي. وقيل جمع فردان كسكران وسكارى (١).

٤٢ ـ (خَوَّلْناكُمْ) [٩٤] : ملّكناكم (زه) من الخول ، والخول : من يزهى بهم الإنسان ويعجب.

٤٣ ـ (بَيْنَكُمْ) [٩٤] : وصلكم ، والبين من الأضداد يكون بمعنى الوصل ويكون بمعنى الفراق.

٤٤ ـ (فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى) [٩٥] : شاقّهما بالنبات (زه) والفلق والفطر

__________________

(١) الذي في معاني القرآن للفراء واللسان (فرد) عن الفراء «فرادى جمع ، والعرب تقول : قوم فرادى».

١٥٨

والخلق قال الكرماني : ثلاثتها بمعنى واحد.

٤٥ ـ (فالِقُ الْإِصْباحِ) [٩٦] : شاقّه حتى يبين من الليل (زه) والإصباح مصدر أصبح إذا دخل في الصّبح ، والصبح إضاءة الفجر ، وقرئ شاذّا (الْإِصْباحِ) بالفتح (١) جمع صبح ، والمعنى فالق ما به يحصل الإصباح ، وقيل : خالق نور النّهار. وقيل : الإصباح [٣٤ / ب] : ضوء الشّمس بالنهار وضوء القمر بالليل.

٤٦ ـ (سَكَناً) [٩٦] : أي يسكن فيه الناس سكون الراحة.

٤٧ ـ (حُسْباناً) [٩٦] : أي بحساب ، أي جعلهما يجريان بحساب معلوم عنده. وقيل : جمع حساب مثل شهاب وشهبان (زه) والحاصل أنه مصدر أو جمع.

٤٨ ـ (أَنْشَأَكُمْ) [٩٨] : ابتدأكم وخلقكم.

٤٩ ، ٥٠ ـ (فَمُسْتَقَرٌّ) [٩٨] : يعني الولد في صلب الأب.

(وَمُسْتَوْدَعٌ) [٩٨] : يعني الولد في صلب رحم الأم (زه) وقرئ مستقر (٢) بالكسر والفتح ، فبالكسر اسم فاعل بمعنى القارّ ، وبالفتح المصدر أو المكان ؛ لأن استقرّ لازم. ومستودع يصلح للمفعول والمصدر والمكان فمن قرأ فمستقرّ ـ بالكسر ـ فالمستودع اسم مفعول ، فيكون تقديره : فمنكم مستقر ومنكم مستودع ، ومن قرأ بالفتح فالمستودع مثله في أن يكون مصدرا أو مكانا أي فلكم مستقر ولكم مستودع ، واختلف في معناهما : الذي تقدم قول ابن بحر وعكسه قتادة. وقال ابن مسعود : فمستقرّ في الرّحم ومستودع في القبر ، وقال ابن عباس : فمستقر في الأرض ومستودع في الأصلاب. وقيل : فمستقر في الدنيا ومستودع في القبر. وقيل : فمستقر في الدنيا ومستودع في الآخرة. وقيل : فمستقر من خلق ومستودع من لم يخلق. وقيل : فمستقر الأب ومستودع الأمّ ، قال الكرماني : ويحتمل فمستقر الجنة والنار ومستودع من يوم الخلق إلى أن صار إلى جنة أو نار.

٥١ ـ (قِنْوانٌ) [٩٩] : عذوق (٣) النّخل ، واحدها قنو (زه) ومثله صنو (٤)

__________________

(١) قرأ بها الحسن (مختصر في شواذ القرآن ٣٩).

(٢) بكسر القاف وفق قراءة أبي عمرو التي شاركه فيها ابن كثير وروح عن يعقوب. وقرأ الباقون من العشرة بفتحها (المبسوط ١٧٢).

(٣) العذوق : جمع عذق ، وهو عنقود النخلة.

(٤) الصّنو : المثل ، وكذلك الفرع يجمعه وآخر أصل واحد (البحر ٥ / ٣٥٧) أو أكثر (اللسان ـ صنا).

١٥٩

وصنوان ، قال الكرماني : لا نظير لهما.

٥٢ ـ (دانِيَةٌ) [٩٩] قال الحسن : ملتفّة متداخلة. وقيل : مائلة ، وقيل : قريبة من الجناة يجنونها قائمين وقاعدين. وقيل : دانية وغير دانية. فاكتفى بأحد الضّدّين*.

٥٣ ـ (مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ) [٩٩] : وقيل مشتبه في المنظر وغير متشابه في الطّعم منه حلو ومنه حامض ، وقيل : مشتبه في الجودة والطّيب وغير متشابه في الألوان والطّعوم (زه) وقيل : يشبه بعضها بعضا من وجه وتختلف من وجه.

٥٤ ـ ثمر (١) [٩٩] هو بالضم جمع ثمار ، ويقال الثّمر ، بضم الثاء : المال. وبفتحها (٢) جمع ثمرة من الثمار المأكولة.

٥٥ ـ (وَيَنْعِهِ) [٩٩] : مدركه ، واحده يانع مثل تاجر وتجر ، يقال : ينعت الفاكهة والثمرة ، وأينعت ، إذا أدركت (زه) وقيل : الينع مصدر ينع : أي أدرك ،

__________________

(١) في الأصل «من ثمرة» ، وهذا سهو وقع فيه المصنف من وجوه أربعة :

الأول : حدث تصحيف في اللفظ القرآني فكتب بالتاء في آخره (ثمرة) ، والصواب أنه بالهاء (ثمره).

الثاني : في الأصل «من ثمره» على اعتبار أن نقطتي الهاء كتبتا سهوا ـ ولكن الوارد في هذا الموضع ، أي بالآية ٩٩ من سورة الأنعام هو (إِلى ثَمَرِهِ) أما «من ثمره» الذي سها المصنف وكتبه هنا فهو من الآية ١٤١ من هذه السورة أي الأنعام ، وكذلك ورد بالآية ٣٥ من سورة يس.

الثالث : ضبط اللفظ «ثمره» في الأصل بضم الثاء والميم ، وهذا لا يوافق قراءة أبي عمرو التي درج عليها ابن الهائم مقتفيا أثر العزيري في المواضع الثلاثة المشار إليها سابقا وهي بفتح الثاء والميم ، وشاركه الباقون من العشرة عدا حمزة والكسائي وخلف الذين قرؤوا بضم الثاء والميم (المبسوط ١٧٢).

الرابع : بالرجوع إلى النزهة في مطبوعها ٦٦ ومخطوطتيها : طلعت ٢٢ / ب ، ومنصور ١٣ / أنجد أنها تكتفي بكلمة «ثمر» غير مسبوقة أو متبعة بأخرى ، وفسرتها بأنها «جمع ثمار» وضبطت في المطبوعة وطلعت بضم الثاء والميم ، ثم جاء ابن الهائم وضم إليها كلمتين إحداهما قبلها والأخرى بعدها ـ وإن كان قد بدل آية مكان آية كما أشرنا إلى ذلك ـ وحافظ في الوقت ذاته على ضبط الكلمة كما في النزهة مما يجعل قارئ ابن الهائم يلاحظ أن الكلمة كتبت على غير قراءة أبي عمرو. هذا وقد ورد اللفظ (ثَمَرٌ) في الآيتين ٣٤ ، ٤٢ من سورة الكهف ولم تتفق فيهما قراءة أبي عمرو مع قراءته في الآيات الثلاث السابق الإشارة إليها إذ قرأهما بضم الثاء وسكون الميم (المبسوط ٢٣٤) وقرأ رويس عن يعقوب (وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ) بفتح الثاء والميم وبضم الثاء والميم في (وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ) وقرأ الباقون من العشرة بضم الثاء والميم في الآيتين (المبسوط ٢٣٤).

(٢) في هامش الأصل : «هو بالضم لغة تميم ، وبالفتح لغة كنانة» والنسبة إلى اللغتين في غريب ابن عباس ٤٥.

١٦٠