التبيان في تفسير غريب القرآن

شهاب الدين أحمد بن محمد بن عماد [ ابن الهائم ]

التبيان في تفسير غريب القرآن

المؤلف:

شهاب الدين أحمد بن محمد بن عماد [ ابن الهائم ]


المحقق: الدكتور ضاحي عبدالباقي محمد
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٦

٣٦٧ ـ (فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ) [١٧٥] : أي أيّ شيء صبّرهم عليها ودعاهم إليها. ويقال : ما أصبرهم على النار : ما أجرأهم عليها. وأصبرهم وصبّرهم بمعنى (زه) والحاصل أن في «ما» قولين :

أحدهما : أنها استفهامية ، وهو قول ابن عباس والسّدّيّ (١). قال الكسائي : والمبرّد (٢) : والمعنى على التوبيخ لهم والتعجب لنا ، قال الفرّاء : التقدير : أي شيء حبسهم عليها؟ وقيل : على عمل يؤدي إليها.

والثاني : أنها تعجّبيّة ، وهو قول الحسن وقتادة (٣) ومجاهد (٤) ، والمعنى : ما أشار إليه ثانيا. وقال مجاهد : ما أعملهم بأعمال أهل النار (٥). وقال الزّجّاج : ما أتقاهم على النار (٦).

٣٦٨ ـ (لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ) [١٧٦] : في ضلال بعيد ، بلغة جرهم (٧) *.

٣٦٩ ـ (وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ) [١٧٧] [١٨ / ب] : أي ولكنّ البرّ برّ من آمن ، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه ، كقوله تعالى : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ) (٨) ، أي أهل القرية. ويجوز أن يسمّى الفاعل (٩) والمفعول به بالمصدر ، كقولك : رجل عدل

__________________

ولما عثر عليه الحجاج قتله سنة ٩٥ ه‍. (وفيات الأعيان ٢ / ١١٢ ـ ١١٦ «الترجمة ٢٤٧» ، وتاريخ الإسلام ٣ / ١٣٧ ـ ١٣٨ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٣٠٦ ـ ٣٠٨ الترجمة ٣٣٥٢).

(١) هذا القول منسوب لابن عباس في مجمع البيان ١ / ٢٦٠ ، وللسدي في تفسير الطبري ٣ / ٣٣٢ والوسيط للواحدي ١ / ٢٤٩ وزاد المسير ١ / ١٥٩.

والسّدي هو أبو محمد إسماعيل بن عبد الرحمن حجازي الأصل. سكن الكوفة. محدث مفسر. وصف بأنه ثقة. أخذ عن أنس ، وروى عنه الثوري. توفي سنة ١٢٧ ه‍ (الأنساب ٣ / ٢٣٨ ، ٢٣٩ ، وتاريخ الإسلام ٣ / ٤٥٧ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٣٢٤ «رقم ٤٩٩» ، وطبقات المفسرين ١ / ١٠٩).

(٢) المبرّد : هو أبو العباس محمد بن يزيد الأزدي : لغوي أديب. ولد بالبصرة ومات ببغداد. من مصنفاته : الكامل في اللغة والأدب ، والمقتضب (في النحو) ، ونسب عدنان وقحطان. توفي سنة ٢٨٦ ه‍. (إنباه الرواة ٣ / ٢٤١ ـ ٢٥٣ ، وانظر تاريخ الإسلام ٨ / ٣٠٠ ، ٣٠١ ، ومقدمة محقق المقتضب).

(٣) نسبة هذا الرأي للحسن وقتادة في الوسيط للواحدي ١ / ٢٤٩ (وذكر معهما الربيع) ، والمحرر الوجيز ١ / ٤٩٠ (وذكر معهما الربيع وابن جبير).

(٤) القول بأنها تعجبية معزو لمجاهد في تفسير الطبري ٣ / ٣٣٣.

(٥) تفسير الطبري ٣ / ٣٣٣ ، والذي في تفسير مجاهد ١٦١ : «ما أعملهم بالباطل» ، ونقل المحقق عن تفسير الطبري في الهامش الكلام المعزو لمجاهد هنا.

(٦) انظر : معاني القرآن للزجاج ١ / ٢٤٥.

(٧) غريب القرآن لابن عباس ٣٩ ، والإتقان ٢ / ٩٥.

(٨) سورة يوسف ، الآية ٨٢.

(٩) في الأصل : «ألفا».

١٠١

ورضا ، فرضا في موضع مرضيّ ، وعدل في موضع عادل ، فعلى هذا يجوز أن يكون البر بمعنى البارّ*.

٣٧٠ ـ (الْبَأْساءِ) [١٧٧] : أي البأس والشدة ، وهو أيضا البؤس أي الفقر وسوء الحال.

٣٧١ ـ (الضَّرَّاءِ) [١٧٧] : الفقر والقحط وسوء الحال وأشباه ذلك.

٣٧٢ ـ (كُتِبَ عَلَيْكُمُ) [١٧٨] : فرض (زه).

٣٧٣ ـ (الْقِصاصُ) [١٧٨] : الأخذ من الجاني مثل ما جنى من قص الأثر وهو تلوه*.

٣٧٤ ـ (عُفِيَ لَهُ) [١٧٨] : ترك*.

٣٧٥ ـ (الْأَلْبابِ) [١٧٩] : العقول ، واحدها لبّ*.

٣٧٦ ـ (إِنْ تَرَكَ خَيْراً) [١٨٠] : الخير : المال بلغة جرهم (١) ، وفي سورة النور : (إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً) (٢) أي لهم مالا ، وقوله : (ما مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ) (٣) يعني المال*.

٣٧٧ ـ (جَنَفاً) [١٨٢] : أي ميلا وعدولا عن الحق [زه] يعني متعمدا للجنف بلغة قريش (٤). وفي المائدة : (مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ) (٥) أي متعمّد (٦). يقال : جنف عليّ : أي مال (٧).

٣٧٨ ـ (الْقُرْآنُ) [١٨٥] : اسم كتاب الله عزوجل ، فإنه لا يسمّى به غيره ، وإنما سمي قرآنا ؛ لأنه يجمع السّور فيضمها ، ومنه قول الشاعر :

هجان اللّون لم تقرأ جنينا (٨)

__________________

(١) غريب القرآن لابن عباس ٣٩ ، وما ورد في القرآن من لغات ١ / ١٣٧ ، والإتقان ٢ / ٩٦.

(٢) سورة النور ، الآية ٣٣.

(٣) سورة الكهف ، الآية ٩٥.

(٤) غريب ابن عباس ٣٩.

(٥) سورة المائدة ، الآية ٣.

(٦) في الأصل : «معتمد» ، تحريف.

(٧) يقال ... مال : ورد في النزهة ٦٧.

(٨) عجز بيت صدره :

١٠٢

أي لم تضم في رحمها ولدا قط.

ويكون القرآن مصدرا كالقراءة ، يقال : فلان يقرأ قرآنا حسنا ، أي قراءة حسنة (زه) ينبغي أن تقول كتاب الله المنزّل على محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ؛ ليتميّز بذلك عن المنزّل على موسى وعيسى وغيرهما.

٣٧٩ ـ (الْفُرْقانِ) [١٨٥] : ما فرّق بين الحقّ والباطل.

٣٨٠ ـ (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) [١٨٥] العسر ضد اليسر ، أي : يريد بكم الإفطار في السّفر ولا يريد بكم الصّوم فيه (زه). وقيل : اليسر : الخير والصّلاح ، كاليسرى. العسر : الشّدة والشّرّ كالعسرى.

٣٨١ ـ (الرَّفَثُ) [١٨٧] : النّكاح ، وقيل أيضا : الإفصاح بما يجب أن تكنى عنه من ذكر النّكاح (زه) أراد بالنّكاح الوطء لا العقد. وقيل : الأصل فيه فحش القول.

٣٨٢ ـ (تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ) [١٨٧] : تفتعلون ، من الخيانة (زه) وهي انتقاض الحق على جهة المساترة.

٣٨٣ ـ (بَاشِرُوهُنَ) [١٨٧] : جامعوهن. والمباشرة : الجماع ، سمّي بذلك لمسّ البشرة البشرة. والبشرة : ظاهر الجلد ، والأدمة : باطنه.

٣٨٤ ـ (وَابْتَغُوا) [١٨٧] : اطلبوا.

٣٨٥ ـ (الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ) [١٨٧] : بياض النّهار.

٣٨٦ ـ (الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ) [١٨٧] : سواد اللّيل. [١٩ / أ] ٣٨٧ ـ (حُدُودُ اللهِ) [١٨٧] : ما حدّه لكم. والحدّ : النّهاية التي إذا بلغها المحدود له امتنع.

٣٨٨ ـ (الْأَهِلَّةِ) [١٨٩] : جمع هلال. يقال في أوّل ليلة إلى الثالثة هلال ، ثم يقال القمر إلى آخر الشهر (زه) قيل : إنّ الهلال مشتقّ من الإهلال ، وهو رفع الصّوت عند رؤيته.

__________________

ذراعي حرّة أدماء بكر

وعزي البيت في مجاز القرآن ١ / ٢ ، ومعاني القرآن للزجاج ١ / ٣٠٥ لعمرو بن كلثوم وهو في شرح القصائد العشر ٢٥٩.

١٠٣

٣٨٩ ـ (مَواقِيتُ) [١٨٩] : جمع ميقات ، وهو مفعال من الوقت*.

٣٩٠ ـ (ثَقِفْتُمُوهُمْ) [١٩١] : ظفرتم بهم.

٣٩١ ـ (غَفُورٌ) [١٩٢] : ساتر على عباده ذنوبهم ، ومنه المغفر ؛ لأنه يغطّي الرأس. وغفرت المتاع في الوعاء ، إذا جعلته فيه ؛ لأنه يغطّيه ويستره.

٣٩٢ ـ (فَلا عُدْوانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ) [١٩٣] : أي فلا جزاء ظلم إلا على ظالم. والعدوان : التّعدّي والظّلم (زه) سمّي عدوانا على الازدواج والمقابلة.

٣٩٣ ـ (التَّهْلُكَةِ) [١٩٥] : الهلاك (زه) والهلاك : قال الكرماني : مصير الشيء بحيث لا يدرى أين هو المصير.

٣٩٤ ـ (أُحْصِرْتُمْ) [١٩٦] : منعتم من السّير بمرض أو عدوّ أو سائر العوائق.

٣٩٥ ـ (اسْتَيْسَرَ) [١٩٦] : تيسّر وسهل.

٣٩٦ ـ (مِنَ الْهَدْيِ) [١٩٦] هو ما أهدي إلى البيت الحرام. واحدته هدية في الواحد وهديّ في الجمع.

٣٩٧ ـ (مَحِلَّهُ) [١٩٦] : منحره. يعني الموضع الذي يحلّ فيه نحره.

٣٩٨ ـ (أَذىً) [١٩٦] الأذى : ما يكره ويغتمّ به.

٣٩٩ ـ (نُسُكٍ) [١٩٦] : ذبائح ، واحدها نسيكة (زه).

٤٠٠ ـ (فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِ) [١٩٦] التّمتّع : أن يحرم بالعمرة فإذا وافى البيت طاف به وسعى وحلق أو قصّر ، فإذا فعل هذه حلّ فتمتّع بما كان يعمله [من] (١) الحلال إلى أن يحرم بالحجّ. والتّمتّع لغة : إطالة الانتفاع ، من قول العرب : متع النهار (٢) *.

٤٠١ ـ (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ) [١٩٧] : شوّال وذو القعدة وعشر ذي الحجّة ، أي خذوا في أسباب الحجّ ، وتأهّبوا له في هذه الأوقات من التّلبية وغيرها (زه). التقدير : أشهر الحجّ أشهر ، أو الحج حج أشهر ، ويجوز أن يجعل الشهر حجّا على الاتساع لوقوعه فيها كما قالت الخنساء :

__________________

(١) زيادة ليستقيم الكلام.

(٢) أي ارتفع قبل الزوال. (القاموس ـ متع).

١٠٤

ترتع ما غفلت حتى إذا ادّكرت

فإنما هي إقبال وإدبار (١)

وجمع الشّهر لوجود شهرين وبعض شهر. ومعلومات : مؤقتة.

٤٠٢ ـ (فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَ) [١٩٧] : أي ألزمه نفسه بالشروع فيه بالإحرام به.

والفرض : الإيجاب والإلزام ، وأصله الحدّ*.

٤٠٣ ـ (أَفَضْتُمْ) [١٩٨] : دفعتم بكثرة [زه] أو نفرتم ، بلغة خزاعة (٢) وعامر ابن صعصعة.

٤٠٤ ـ (الْمَشْعَرِ الْحَرامِ) [١٩٨] : هو مزدلفة [١٩ / ب] وهي جمع يسمّى بجمع ومزدلفة. والمشعر : المعلم لمتعبّد من متعبّداته. وجمعه مشاعر.

٤٠٥ ـ (أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ) [٢٠٣] : هي أيّام التّشريق.

٤٠٦ ـ (أَلَدُّ الْخِصامِ) [٢٠٤] : شديد الخصومة (زه) وقيل : اللّديد مشتق من لديدي الوادي ، وهما جانباه. والخصام : جمع خصم (٣) عند أكثرهم. وقال المبرّد : مصدر خاصم.

٤٠٧ ـ (النَّسْلَ) [٢٠٥] : الولد ، مشتق من نسل الشّعر ، إذا خرج فسقط*.

٤٠٨ ـ (الْعِزَّةُ) [٢٠٦] : الأنفة والحميّة. وقال الزجّاج : حمله كبره على الارتداد والكفر (٤).

٤٠٩ ـ (فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ) [٢٠٦] : أي كافيته (زه) (٥). وجهنّم : اسم للنار. وقيل : الدّرك الأسفل منها. وقيل : أصله من الجهم وهو الغلظة والكراهة وزيد فيها. وقيل :

أصلها أعجميّ وهو كهنام (٦) ، وهو محين (٧) من جعل فيه سقط اسمه من الدّنيا. وقال صاحب المجمل : جهنّم مشتقّة من قول العرب : بئر جهنّام ، أي بعيدة القعر (٨).

__________________

(١) أنيس الجلساء في شرح ديوان الخنساء ٧٨ ، واللسان (قبل ، سوا) ، والتاج (قبل).

(٢) ما ورد في القرآن من لغات ١ / ١٢٧ ، والإتقان ٢ / ١٠٠.

(٣) وذلك مثل صعب وصعاب (الكشاف ١ / ١٢٧ ، وتفسير القرطبي ٣ / ١٦).

(٤) لم أهتد إلى قول الزجاج في كتابه معاني القرآن.

(٥) الذي ورد في النزهة ٧٣ : «حَسْبُنَا اللهُ : كافينا الله». آل عمران ١٧٣.

(٦) في الأصل : «كنهام» ، والمثبت من اللسان (جهنم).

(٧) كذا في الأصل.

(٨) انظر : المجمل ١ / ٢٠٨. وصاحب المجمل هو : أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا ، كان يقيم في همذان ثم استوطن الري وبه توفي نحو سنة ٣٩٥ ه‍. كان أديبا نحويّا ومن أئمة اللغة. أخذ عنه

١٠٥

٤١٠ ـ (الْمِهادُ) [٢٠٦] : الفراش.

٤١١ ـ (يَشْرِي) [٢٠٧] : يبيع (زه).

٤١٢ ـ (مَرْضاتِ اللهِ) [٢٠٧] : رضاه*.

٤١٣ ـ (السِّلْمِ) [٢٠٨] بفتح السّين وكسرها (١) : الإسلام ، والصّلح أيضا.

والسّلم : الدّلو العظيمة.

٤١٤ ـ (كَافَّةً) [٢٠٨] : عامة ، أي كلكم*.

٤١٥ ـ (ظُلَلٍ) [٢١٠] : جمع ظلّة ، وهي ما غطّي وستر.

٤١٦ ـ (الْغَمامِ) [٢١٠] : سحاب أبيض ، سمّي بذلك ، لأنه يغمّ السماء ، أي يسترها.

٤١٧ ـ (يَسْخَرُونَ) [٢١٢] : يهزءون*.

٤١٨ ـ (زُلْزِلُوا) [٢١٤] : خوّفوا وحرّكوا (زه) وقيل : معناه جاءتهم الشّدائد من قبل أعدائهم ، وأصل الكلمة عند الكوفيين «زلّ» ، وزلزلته بالغته كصلّ وصلصل وكبّ وكبكب. وعند البصريين هو مضاعف الرباعي.

٤١٩ ـ (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ) [٢١٦] : أي فرض عليكم الجهاد.

٤٢٠ ـ (كُرْهٌ) و (كُرْهٌ) (٢) [٢١٦] لغتان. ويقال : هو بالضّمّ المشقّة وبالفتح الإكراه ، يعني أن الكره ما حمل الإنسان نفسه عليه. والكره : ما أكره عليه.

٤٢١ ـ (الشَّهْرِ الْحَرامِ) [٢١٧] يأتي بيانه في «براءة» (٣).

٤٢٢ ـ (حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ) [٢١٧] : بطلت.

__________________

الصاحب بن عباد وبديع الزمان الهمذاني. من مؤلفاته : مقاييس اللغة ، والمجمل في اللغة ، وغريب إعراب القرآن ، وجامع التأويل في تفسير القرآن (طبقات المفسرين ١ / ٥٩ ـ ٦١ ، وانظر تاريخ الإسلام ١٠ / ٥٥٠ ـ ٥٥٢ ، وإنباه الرواة ١ / ٩٢ ـ ٩٥ «الترجمة ٤٤»).

(١) ورد اللفظ أيضا في الأنفال / ٦١ ، والقتال / ٣٥ ، وقرأ هنا بفتح السين نافع وابن كثير والكسائي وأبو جعفر وابن محيصن ، وقرأ بقية الأربعة عشر بالكسر. وقرأ بالكسر في الأنفال أبو بكر وابن محيصن والحسن. وقرأ بالكسر أيضا في القتال أبو بكر وحمزة وخلف وابن محيصن والأعمش (الإتحاف ١ / ٤٣٤ ، ٤٣٥).

(٢) قرأ بالفتح السلمي (البحر ٢ / ١٤٣).

(٣) في الآية الخامسة.

١٠٦

٤٢٣ ـ (هاجَرُوا) [٢١٨] : تركوا بلادهم ، ومنه سمّي المهاجرون ؛ لأنهم هجروا بلادهم ، أي تركوها وصاروا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٤٢٤ ـ (الْمَيْسِرِ) [٢١٩] : القمار (زه). وقيل : اليسر جمع الياسر. والأيسار جمع الجمع. والميسر : الجزور أيضا.

٤٢٥ ـ (وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ) [٢١٩] : أي ما ذا يتصدّقون ويعطون.

٤٢٦ ـ (قُلِ الْعَفْوَ) [٢١٩] : أي يعطون عفو أموالهم ، [٢٠ / أ] فيتصدّقون بما فضل عن أقواتهم وأقوات عيالهم. [زه] والعفو : فضل المال. يقال : عفا الشيء : إذا كثر. والعفو أيضا الميسور والطاقة. يقال : خذ ما عفا لك. أي أتاك سهلا بغير مشقّة.

٤٢٧ ـ (لَأَعْنَتَكُمْ) [٢٢٠] : أي لأهلككم. ويجوز أن يكون المعنى لشدّد عليكم وتعبّدكم بالضعف عن أدائه كما فعل بمن كان قبلكم (زه) (١) وأصل العنت من : عنت البعير إذا حدث في رجله كسر بعد جبر لا يمكنه التصرف معه. وعقبة عنوت شديدة (٢). والإعنات : الحمل على مشقّة لا تطاق.

٤٢٨ ـ (الْمَحِيضِ) [٢٢٢] هو والحيض واحد (زه) المحيض يكون مصدرا كالمقيل والمسير ، ويكون زمانا ومكانا. وهو هنا محتمل للثلاثة ، وقال بكلّ قائل. والحيض : دم جبلّة (٣) يرخيه رحم المرأة لزمان مخصوص.

٤٢٩ ـ (يَطْهُرْنَ) [٢٢٢] : ينقطع عنهن الدّم ، و (يَطْهُرْنَ) (٤) يغتسلن بالماء ، وأصله يتطهّرن فأدغمت التاء في الطّاء.

٤٣٠ ـ (أَنَّى شِئْتُمْ) [٢٢٣] : أي كيف شئتم ، ومتى شئتم ، وحيث شئتم ،

__________________

(١) فسر اللفظ (لَأَعْنَتَكُمْ) في : باب لام ألف المفتوحة بمطبوع النزهة ٢١٢ على النحو التالي : «أي لأهلككم. ويقال : لكفكم ما يشق عليكم» وهو كذلك في طلعت ٦٩ / ب ، ومنصور ٤٣ / ب. وفيهما «يشتد» بدل «يشق» لكن بدون كلمة «أي» في نسخة طلعت. ولم يرد في النسخ الثلاث : «ويجوز قبلكم» وهذا النص ورد في التاج (عنت) ، وفيه «بما يضعف عليكم أداؤه» بدل «بالضعف عن أدائه».

(٢) في الأصل : «شديد» ، وانظر الأفعال للسرقسطي ١ / ٣٠٥ والحاشية رقم / ١.

(٣) في القاموس (جبل) : «الجبلة مثلثة ومحركة وكطمرّة : الخلقة والطّبيعة».

(٤) قرأ بفتح الطاء والهاء مشددتين أبو بكر [عن عاصم] وحمزة والكسائي وخلف ، وقرأ بقية الأربعة عشر بسكون الطاء وضم الهاء مخففة. (الإتحاف ١ / ٤٣٨).

١٠٧

فيكون «أنّى» على ثلاثة معان (زه) يعني للحالة وللزمان وللمكان.

٤٣١ ـ (عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ) [٢٢٤] : نصبا لها. ويقال : عدّة لها. ويقال : هذا عرضة لك ، أي عدّة تبتذله فيما تشاء.

٤٣٢ ـ (بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ) [٢٢٥] بمعنى ما لم تقصدوه (١) يمينا ، ولم توجبوه على أنفسكم. نحو : لا والله ، وبلى والله (زه).

٤٣٣ ـ (يُؤْلُونَ) [٢٢٦] : يحلفون من الأليّة وهي اليمين. ويقال : ألوة وإلوة وألوة وأليّة ، أي يحلفون على وطء نسائهم فكانت العرب في الجاهلية يكره الرجل منهم المرأة ويكره أن يتزوجها غيره ، فيحلف ألّا يطأها أبدا ولا يخلّي سبيلها إضرارا بها ، فتكون معلّقة عليه حتى يموت أحدهما ، فأبطل الله ـ جلّ وعزّ ـ ذلك من فعلهم ، وجعل الوقت الذي يعرف فيه ما عند الرّجل للمرأة أربعة أشهر (زه).

٤٣٤ ـ (تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ) [٢٢٦] : تمكّثها.

٤٣٥ ـ (فاؤُ) [٢٢٦] : رجعوا.

٤٣٦ ـ (عَزَمُوا الطَّلاقَ) [٢٢٧] : صحّحوا رأيهم في إمضائه [زه] أو حقّقوه بلغة هذيل (٢).

٤٣٧ ـ (ثَلاثَةَ قُرُوءٍ) [٢٢٨] والقرء عند أهل الحجاز الطّهر ، وعند أهل العراق الحيض ، وكلّ قد أصاب ؛ لأن القرء خروج من شيء إلى شيء [غيره] فخرجت [المرأة] (٣) من الحيض إلى الطّهر ومن الطّهر إلى الحيض ، هذا قول أبي عبيدة (٤) وقال غيره : القرء : [٢٠ / ب] الوقت. يقال : فلان لقرئه ولقارئه أيضا ، أي لوقته الذي كان يرجع فيه ، فالحيض يأتي لوقت والطّهر يأتي لوقت ، وروي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم [في المستحاضة] : «تقعد عن الصلاة أيام أقرائها» (٥) أي أيام حيضها. وقال الأعشى :

__________________

(١) في مطبوع النزهة ١٦٧ «تعتقدوه» ، وفي طلعت ٥٥ / ب : «تعقدوه». والرسم في منصور ٣٣ / ب يحتمله فهو خال من النقط.

(٢) ما ورد في القرآن من لغات ١ / ١٢٧ ، والإتقان ٢ / ٩٢ وصحفت فيه «حققوا» إلي «خفعوا».

(٣) زيادة من النزهة ١٦٠.

(٤) انظر : مجاز القرآن ١ / ٧٤ ، والأضداد لأبي حاتم ١١٥.

(٥) مسند ابن حنبل ٦ / ٣٠٤.

١٠٨

لما ضاع فيها من قروء نسائكا (١)

يعني من أطهارهن.

قال ابن السّكيت : القرء : الحيض والطّهر ، وهو من الأضداد (٢) (زه) ما اقتصر عليه من الفتح هو المشهور ، ولذا اقتصر عليه صاحبا ديوان الأدب (٣) والصّحاح (٤). وحكى ضمّ القاف جماعة من الأئمة (٥) ففيه لغتان. وفي معناه أقوال لأئمة اللّغة :

أحدها : أنه الجمع.

الثاني : الشيء المعتاد الذي يؤتى (٦) به في حالة بعينها.

الثالث : الوقت.

الرابع : الحيض.

الخامس : انقضاء الحيض.

السادس : الطّهر.

السابع : أنه مقول على الحيض والطّهر بالاشتراك.

وزعم بعضهم أنه يأتي بالفتح الطّهر ، وبالضم الحيض ، قال النّوويّ (٧) في أصل

__________________

(١) عجز بيت صدره :

مورّثة مالا وفي المجد رفعة

وهو بتمامه في الصبح المنير ٦٧ والصحاح واللسان والتاج (قرأ).

(٢) لم أهتد لهذا القول في الأضداد لابن السكيت (ضمن ثلاثة كتب في الأضداد) وانظر الأضداد لأبي حاتم ١١٥.

(٣) ديوان الأدب ٤ ق / ١ ص ١٤٦. ومؤلفه هو :

أبو إبراهيم إسحاق بن إبراهيم الفارابي ، نسبة إلى مدينة فاراب مدينة وراء نهر سيحون. وهو خال الجوهري صاحب الصحاح وأستاذه. له عدة مؤلفات لغوية أهمها ديوان الأدب. وتوفي في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري (مقدمة محقق ديوان الأدب).

(٤) الصحاح (قرأ) ، وفيها «القرء بالفتح» ضبط عبارة. وصاحب الصحاح هو :

أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري ، من فاراب إحدى بلدان التركستان. أهم مؤلفاته معجم «الصحاح». مات بنيسابور نحو سنة ٤٠٠ ه‍. (بغية الوعاة ١ / ٤٧٧ ، ومعجم الأدباء ٦ / ١٥١ ـ ١٦٥ ، وتاريخ الإسلام ١٠ / ٥٣٦ ، وإنباه الرواة ١ / ١٩٤ ـ ١٩٨ ، ومقدمة تحقيق الصحاح لعبد الغفور عطار).

(٥) انظر اللسان والقاموس (قرأ).

(٦) في الأصل «يأتي» وضبطت الياء شكلا بالفتح.

(٧) هو الإمام أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف بن مرّي. إمام أهل عصره علما وعبادة. كان فقيها لغويّا عالما بالحديث. ولد بنوى سنة ٦٣١ ه‍ بسوريا وبها تلقى تعليمه ، ثم انتقل منها إلى دمشق. ومن مصنفاته : روضة الطالبين ، وشرح صحيح مسلم ، ورياض الصالحين ، وطبقات الشافعية ، ومناقب الشافعي. توفي سنة ٦٧٦ ه‍ (المنهاج السوي).

١٠٩

الروضة : والصّحيح أنهما يقعان على الحيض والطهر لغة ، ثم فيه وجهان لأصحابنا : أحدهما أنه حقيقة في الطّهر مجاز في الحيض. وأصحهما أنه حقيقة فيهما (١). وفي «التدريب» لشيخنا شيخ الإسلام البلقينيّ (٢) ـ رحمه‌الله ـ نصّ يقتضي الأول ، قال : وهو المعتمد خلافا لما صحّحه في الرّوضة تبعا لأصلها من الاشتراك. قال : وفيه مقالة أخرى لأهل اللغة : أنه حقيقة في الحيض مجاز في الطّهر .. وما يحكى عن الشافعيّ (٣) مع أبي عبيدة ـ إن صحّ ـ يحمل على هذا. قال : وأما في العدّة فتعليق الطلاق على الأقراء لا خلاف في المذهب أنه الطّهر ، انتهى.

٤٣٨ ـ (بُعُولَتُهُنَ) [٢٢٨] بعل المرأة : زوجها (زه) قيل : البعولة جمع بعل كالذّكور والعمومة والخؤولة وفيه نظر. والبعلان كالزوجين. والبعال : المجامعة : والتّبعّل للمرأة : طاعة الزوج وأداء حقه. وأصله السّيّد.

٤٣٩ ـ (تَعْضُلُوهُنَ) [٢٣٢] : تمنعوهن من التّزوّج. يقال : عضل فلان أيّمه ، إذا منعها من التّزوج. وأصله من عضّلت المرأة إذا نشب ولدها في بطنها وعسر خروجه (زه) العضل : المنع والشّدّة ، ومنه الداء العضال للذي أعيا الطبيب.

٤٤٠ ـ (حَوْلَيْنِ) [٢٣٣] : أي سنتين ، مشتقّ من [٢١ / أ] الانتقال ، من قولك : تحوّل عن المكان ، وقيل : من الانقلاب من قولك : حال الشيء عمّا كان*.

٤٤١ ـ (وُسْعَها) [٢٣٣] : طاقتها*.

__________________

(١) روضة الطالبين ٦ / ٣٤١.

(٢) هو سراج الدين عمر بن رسلان بن نصر الكناني البلقيني. ولد سنة ٧٢٤ ه‍ في بلقينة إحدى قرى مصر ، وبها تلقى تعليمه ثم أتمه بالقاهرة وتنقل ما بينها وبين مدن الشام. وتوفي بالقاهرة ٨٠٥ ه‍. كان فقيها واشتهر بجودة الحفظ. من مصنفاته : شرحان على الترمذي ، والتدريب في الفقه الشافعي (لم يتمه) ، وحواش على الروضة ، ومحاسن الإصلاح (الضوء اللامع ٦ / ٨٥ ـ ٩٠ ، وشذرات الذهب ٧ / ٥١).

(٣) هو محمد بن إدريس بن عثمان بن شافع المطّلبى ، أحد الأئمة الأربعة في الفقه. كان عالما باللغة والحديث وأنساب العرب ، يقرض الشعر. ولد بغزة سنة ١٥٠ ه‍ ، وحمل إلى مكة وهو ابن عامين ، تلمذ على الإمام مالك بالمدينة ، ورحل إلى اليمن ، ثم قضى ردحا من عمره في العراق ، ثم استقر في مصر وبها توفي سنة ٢٠٤ ه‍ تاركا عدة مصنفات. (تاريخ الإسلام ٦ / ١٠٧ ـ ١٢٥. وانظر الأنساب ٣ / ٣٧٨ ، ٣٧٩ وكتاب الشافعي : حياته وعصره وآراؤه وفقهه للشيخ محمد أبو زهرة ، والإمام الشافعي ناصر السنة للأستاذ عبد الحليم الجندي).

١١٠

٤٤٢ ـ (فِصالاً) [٢٣٣] : فطاما*.

٤٤٣ ـ (فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَ) [٢٣٤] : انقضت عدّتهن. والأجل : غاية الوقت في الموت وغيره (زه) (١).

٤٤٤ ـ (عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّساءِ) [٢٣٥] التّعريض : الإيماء والتّلويح من غير كشف ولا تبيين.

وخطبة النساء : تزوّجهن (زه) وقيل : التّعريض : تضمين الكلام دلالة على شيء ليس فيه ذكر له ، نحو : ما أقبح البخل ، يعرّض بأنه بخيل. وفي تفسير الخطبة بما ذكر نظر ، بل الخطبة : طلب النّكاح ، أي خطاب في العقد ، عقد النّكاح.

٤٤٥ ـ (أَكْنَنْتُمْ) [٢٣٥] : أضمرتم ، من أكننت الشيء : سترته وصنته.

٤٤٦ ـ (وَلكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا) [٢٣٥] السّرّ : ضدّ العلانية. ويقال : نكاحا ، وسرّ كلّ شيء : خياره (زه) وقال الزّجّاج : هو كناية عن الجماع (٢). وقال ابن جرير : هو الزّنا (٣) ، وقيل : غير ذلك.

٤٤٧ ـ (عُقْدَةَ النِّكاحِ) [٢٣٥] عقدة كلّ أمر : إيجابه. وأصله الشّدّ*.

٤٤٨ ـ (تَمَسُّوهُنَ) [٢٣٦] : تجامعوهنّ ، من قوله : (وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ) (٤) *.

٤٤٩ ـ (الْمُوسِعِ) [٢٣٦] : المكثر ، أي الغني.

٤٥٠ ـ و (الْمُقْتِرِ) [٢٣٦] : [أي المقل] (٥) أي الفقير (زه).

٤٥١ ـ (وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) [٢٣٨] : صلاة العصر ؛ لأنها بين صلاتين في الليل وصلاتين في النهار (زه) هذا أرجح الأقوال المنتشرة فيها ، وهي داخلة في الصلوات ، وأفردت بالذّكر لبيان فضلها على سائرها.

٤٥٢ ـ (فَرِجالاً أَوْ رُكْباناً) [٢٣٩] : جمعا راجل وراكب.

٤٥٣ ـ (أُلُوفٌ) [٢٤٣] : جمع ألف ، وقيل : جمع إلف*.

__________________

(١) لم أهتد إليه في النزهة.

(٢) معاني القرآن ١ / ٣١٨ ، وعزاه إلى غير أبي عبيدة.

(٣) تفسير الطبري ٥ / ١٠٥.

(٤) سورة مريم ، الآية ٢٠.

(٥) زيادة من النزهة ١٨٣.

١١١

٤٥٤ ـ (يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ) [٢٤٥] : يضيّق ويوسّع*.

٤٥٥ ـ (الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ) [٢٤٦] : يعني أشرافهم ووجوههم ، ومنه قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أولئك الملأ من قريش» (١) واشتقاقه من : ملأت الشيء ، وفلان مليء ، إذا كان مكثرا ، فمعنى الملأ : الذين يملئون العين والقلب ، وما أشبه هذا (زه) وقيل : مليئون بما يعصب بهم من عظائم الأمور.

٤٥٦ ـ (بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ) [٢٤٧] : أي سعة ، من قولك : بسطت الشيء ، إذا كان مجموعا ففتحته ووسّعته [زه] وقيل : البسط في الشيء : إمداده في جميع جهاته.

٤٥٧ ـ (التَّابُوتُ) [٢٤٨] : شبه صندوق ، وتابوه لغة الأنصار (٢) *.

٤٥٨ ـ (سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ) [٢٤٨] قيل : لها وجه مثل وجه الإنسان ، ثم هي بعد ريح هفّافة ، وقيل : لها [٢١ / ب] رأس مثل رأس الهرّ وجناحان ، وهي من أمر الله جل وعز (زه) وقيل : طست من ذهب كان يغسل فيه قلوب الأنبياء ، وحكاه ابن جرير عن السّدي (٣) ، وهي في الأصل مصدر كالضريبة والعزيمة والقضية (٤).

٤٥٩ ـ (وَبَقِيَّةٌ) [٢٤٨] قيل : بقيّة كل شيء : سلامته ، مشتقة من البقاء*.

٤٦٠ ـ (مُبْتَلِيكُمْ) [٢٤٩] : مختبركم.

٤٦١ ـ (غُرْفَةً) [٢٤٩] : أي مقدار ملء اليد من المعروف. و «غرفة» (٥) بفتح العين يعني مرة واحدة باليد ، مصدر غرفت (زه) قال الكرماني : وأصل الغرف إخراج المرق من القدر بالمغرفة (٦).

__________________

(١) الحديث في مجمع البيان ١ / ٣٤٩ ، وتمامه فيه : «روي أن رجلا من الأنصار قال يوم بدر : إن قتلنا إلا عجائز صلعا ، فقال النبي : أولئك الملأ من قريش ، لو رأيتهم في أنديتهم لهبتهم ، ولو أمروك لأطعتهم ولاحتقرت فعالك عند فعالهم» وانظره كذلك في النهاية (ملأ) ٤ / ٣٥١ مع اختلاف في بعض ألفاظ الزيادة.

(٢) القول المثبوت (رسالة نشرت بمجلة الدرعية) ٧١٩.

(٣) تفسير الطبري ٥ / ٢٢٨.

(٤) انظر تفسير الطبري ٥ / ٢٣٠.

(٥) قرأ (غُرْفَةً) بفتح الغين أبو عمرو ونافع وابن كثير وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي والشبنوذي. والباقون من الأربعة عشر بالضم (الإتحاف ١ / ٤٤٥ ، ٤٤٦). ووضعها السجستاني في الغين المضمومة مخالفا لنهجه الذي يساير قراءة أبي عمرو.

(٦) لباب التفاسير للكرماني ١٢٦ (تفسير تيمور رقم ١٣٨).

١١٢

٤٦٢ ـ (كَمْ مِنْ فِئَةٍ) [٢٤٩] الفئة : الجماعة.

٤٦٣ ـ (أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً) [٢٥٠] : أي اصبب كما يفرغ الدّلو ، أي يصبّ (زه).

٤٦٤ ـ (ثَبِّتْ أَقْدامَنا) [٢٥٠] : شجّع قلوبنا وقوّها حتى لا نفارق مواطن القتال منهزمين*.

٤٦٥ ـ (وَلا خُلَّةٌ) [٢٥٤] : أي لا مودّة وصداقة متناهية في الإخلاص.

٤٦٦ ـ (الْقَيُّومُ) [٢٥٥] : القائم الدائم الذي لا يزول ، وليس من قيام على رجل (زه) وقال الزّجّاج : القائم بأمر الخلق (١). وقيل : العالم بالأشياء كما تقول : هو يقوم بهذا الكتاب ، أي هو عالم به. وهو تعالى عالم بالكلّيّات والجزئيات ، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء. ويقال : قيّوم ، وقائم ، وقيّم ، ثلاث لغات.

٤٦٧ ـ (لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ) [٢٥٥] السّنة : ابتداء النّعاس في الرّأس ، فإذا خالط القلب صار نوما ، ومنه قول عديّ بن الرّقاع :

وسنان أقصده النّعاس فرنّقت

في عينه سنة وليس بنائم (٢)

(زه) وفيها أقوال أخر ، منها أنّ السّنة : النّعاس ، وهو الفتور الذي يتقدّم ويبقى معه بعض الذّهن ، فإذا زال بالكلية فهو النّوم ، ويعرف النّعاس بأن يسمع صاحبه كلام من يحضره ولا يعرف معناه ، والنائم لا يسمع شيئا.

٤٦٨ ـ (يَؤُدُهُ) [٢٥٥] : يثقله ، يقال : ما آدك فهو آئد لي ، أي ما أثقلك فهو لي مثقل.

٤٦٩ ـ (الْغَيِ) [٢٥٦] : الضّلال.

٤٧٠ ـ (بِالطَّاغُوتِ) [٢٥٦] : الأصنام. والطاغوت من الإنس والجنّ : شياطينهم يكون واحدا وجمعا (زه) واشتقاقه من الطّغيان ، وهو مجاوزة الحدّ ، وزنه فاعوت.

__________________

(١) إعراب القرآن ١ / ٣٣٦ ، ولفظه : «قائم بتدبير أمر الخلق».

(٢) ديوانه ١٠٠ ، ونزهة القلوب ١٠٠ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة ٩٣ ، واللسان (رنق).

١١٣

٤٧١ ـ (لَا انْفِصامَ) [٢٥٦] : لا انقطاع.

٤٧٢ ـ (فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ) [٢٥٨] : انقطع وذهبت حجّته. وبهت (١) كذلك (زه) والبهت : الحيرة عند استيلاء الحجّة ، والبهت أيضا : مواجهة الرجل بالكذب عليه [٢٢ / أ].

٤٧٣ ـ (خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها) [٢٥٩] : خالية قد سقط بعضها على بعض (زه) ويقال : خاوية على بعض. ويقال : خاوية على ما فيها من العروش. والعروش : السّقوف ، أي يسقط السّقوف ثم تسقط عليها الحيطان.

٤٧٤ ـ (لَمْ يَتَسَنَّهْ) [٢٥٩] يجوز إثبات الهاء وإسقاطها من الكلام ، فمن قال : سانهت فالهاء من أصل الكلمة ، ومن قال : سانيت ، فالهاء لبيان الحركة ، ومعنى (لَمْ يَتَسَنَّهْ) لم يتغير بمرّ السّنين عليه ، قال أبو عبيدة : ولو كان من الأسن لكان يتأسّن (٢). وقال غيره (٣) : (لَمْ يَتَسَنَّهْ) : لم يتغيّر ، من قوله : (حَمَإٍ مَسْنُونٍ) (٤) أي متغيّر ، وأبدلوا النّون من يتسنّن ياء ، كما قالوا : تظنّيت. وتقضّي البازي ، يريد تقضّض ، وحكى بعض العلماء : سنه الطعام : أي تغيّر (زه) وقيل : معناه لم يأت عليه سنة ، وإثبات الهاء وحذفها على الخلاف في لام سنة ، فمن قال أصلها سنهة وجعل المسانهة منها أثبتها ، ومن جعل أصلها سنوة حذفها.

٤٧٥ ـ (نُنْشِزُها) [٢٥٩] : نرفعها إلى مواضعها ، مأخوذ من النّشز ، وهو

__________________

(١) الكلمة تنطق بضم الهاء وكسرها مع فتح الباء فيهما بالدلالة التي تعنيها «بهت» بضم الباء وكسر الهاء بمعنى : انقطع وسكن متحيرا ، وهي القراءة العامة. أمّا بهت فقرأ بها أبو حيوة شريح بن يزيد. وأما بهت فيذكر الأخفش أنه قرئ بها. (المحتسب ١ / ١٣٤) وأما بهت بفتح الباء والهاء فقد قرأ بها ابن السميقع اليماني ونعيم بن ميسرة (المحتسب ١ / ١٣٤) لكن الفعل في صيغته هذه ، وهي فتح الباء والهاء ، فعل متعدّ لا يؤدي دلالة «بهت» وكذلك «بهت» و «بهت» وكل منها فعل لازم بمعنى انقطع وسكن متحيرا. ولكي تكون القراءة موائمة مع تعدّي الفعل قدّر أن المراد : فبهت إبراهيم الكافر. (المحتسب ١ / ١٣٥).

ذلك إلى أن «بهت» يجوز أن تكون لغة في «بهت» (اللسان والتاج : بهت ، وانظر : المحتسب ١ / ١٣٥) فتوافقها حينئذ ، أي إنها فعل لازم بمعنى : انقطع ، وسكن متحيرا.

(٢) المجاز ١ / ٨٠ باختلاف في العبارة.

(٣) هو أبو عمرو الشيباني (كما في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ١ / ٩٥ ، وبهجة الأريب ٥٥) وهو إسحاق ابن مرار كان واسع العلم باللغة والشعر ، ثقة في الحديث. من كتبه الجيم في اللغة. توفي سنة ٢٠٦ ه‍ وقيل غير ذلك (بغية الوعاة ١ / ٢٣٩ ، ٢٤٠).

(٤) سورة الحجر ، الآيات ٢٦ ، ٢٨ ، ٣٣.

١١٤

المكان المرتفع العالي ، أي نعلي بعض العظام على بعض ، وننشرها (١) أي بالمهملة : نحييها ، وننشرها (٢) من النّشر ضد الطّيّ (٣).

٤٧٦ ـ (فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ) [٢٦٠] : أي ضمّهنّ. ويقال : أملهنّ. وصرهن (٤) بكسر الصاد : قطّعهنّ بلغة الرّوم فإذا أراد الرّوميّ يقول : اقطع. يقول : إصر. ووافقت هذه اللغة النبطية (٥) أيضا ، المعنى : فخذ أربعة من الطير إليك فصرهنّ (٦) أي قطّعهنّ [صورا] (٧).

٤٧٧ ـ (صَفْوانٍ) [٢٦٤] : حجر أملس ، وهو اسم واحد معناه جمع ، واحدته صفوانة (زه).

٤٧٨ ـ (وابِلٌ) [٢٦٤] : مطر شديد*.

٤٧٩ ـ (صَلْداً) [٢٦٤] : يابسا أملس [زه] ، أو أجرد بلغة هذيل (٨).

٤٨٠ ـ (بِرَبْوَةٍ) [٢٦٥] : هي الارتفاع من الأرض ، وهي مثلّثة الرّاء (٩).

٤٨١ ـ (فَآتَتْ أُكُلَها) (١٠) (ضِعْفَيْنِ) [٢٦٥] : أعطت ثمرها ضعفي غيرها من الأرضين (زه) وضعف الشيء : مثله ، وقيل : مثلاه.

__________________

(١) قرأ بالزاي وضم النون الأولى ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي. والباقون من السبعة بضم النون الأولى وبالراء. (السبعة ١٨٩ ، والإتحاف ١ / ٤٤٩).

(٢) قرأ بها أبان عن عاصم. (السبعة ١٨٩ ، ومختصر في شواذ القرآن ٢٣) والحسن (الإتحاف ١ / ٤٤٩).

(٣) في الأصل : «النشر والطي» ، وهو كذلك في النزهة في : طلعت ٦٦ ، ومنصور ٤٠ / ب والمثبت من مطبوع النزهة ٢٠١.

(٤) قرأ بكسر الصاد من السبعة حمزة. والباقون بضمها (السبعة ١٩٠).

(٥) الإتقان ٢ / ١١٤.

(٦) ضبطت في الأصل بضم الصاد (فصرهن) ، والضبط بالكسر يتناسب مع «قطعهن.».

(٧) زيادة من مطبوع النزهة ١١٩ ومخطوطيها.

(٨) في ما ورد في القرآن من لغات ١ / ١٢٧ : «نقيّا» بدل «أجرد» وورد بعده في الأصل سهوا : (لا خَلاقَ لَهُمْ) : لا نصيب لهم بلغة كنانة. وموضع ذكر هذه العبارة في الآية ٧٧ من سورة آل عمران ، وسبق تفسير لفظة «خلاق» في الآية رقم ١٠٢ من هذه السورة.

(٩) قرأها هنا ، وكذلك في الآية ٥٠ من المؤمنون ، بفتح الراء عاصم وابن عامر ، وقرأها بضم الراء بقية العشرة. (المبسوط ١٣٤ ، والسبعة ١٩٠ ، والتحبير ٩٣) وقرأها بكسر الراء ابن عباس. (مختصر في شواذ القرآن ١٦ ، ٩٨).

(١٠) ضبط اللفظ القرآني (أُكُلَها) بسكون الكاف وفقا لقراءة أبي عمرو (انظر : السبعة ١٩٠ ، والكشف ١ / ٣١٤).

١١٥

٤٨٢ ـ الطّلّ [٢٦٥] : المطر الصّغير القطر*.

٤٨٣ ـ (إِعْصارٌ) [٢٦٦] : ريح عاصف ترفع التراب إلى السماء كأنّه عمود نار (زه) وتسمّيها العامّة الزّوبعة.

٤٨٤ ـ (وَلا تَيَمَّمُوا) [٢٦٧] : لا تتعمّدوا (زه) أي لا تقصدوا.

٤٨٥ ـ (تُغْمِضُوا فِيهِ) [٢٦٧] : أي تغمضوا عن عيب فيه ، أي لستم بآخذي الخبيث من الأموال ممن لكم [٢٢ / ب] قبله حقّ إلا على إغماض ومسامحة ، فلا تؤدّوا في حقّ الله ـ تبارك وتعالى ـ ما لا ترضون مثله من غرمائكم. ويقال : (تُغْمِضُوا فِيهِ) : أي تترخّصوا ، ومنه قول الناس للبائع : أغمض وغمّض ، أي لا تستقص وكن كأنّك لم تبصره.

٤٨٦ ـ (لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا) [٢٧٣] : هم أهل الصّفّة.

٤٨٧ ـ (بِسِيماهُمْ) [٢٧٣] : أي بعلامتهم.

٤٨٨ ـ (إِلْحافاً) [٢٧٣] : إلحاحا.

٤٨٩ ـ (الرِّبا) [٢٧٥] : أصله الزّيادة ؛ لأن صاحبه يزيد على ماله ، ومنه قولهم : أربى فلان على فلان ، إذا زاد عليه في القول.

٤٩٠ ـ (يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِ) [٢٧٥] : أي الجنون ، يقال : رجل ممسوس : أي مجنون.

٤٩١ ـ (سَلَفَ) [٢٧٥] : مضى.

٤٩٢ ـ (يَمْحَقُ اللهُ الرِّبا) [٢٧٦] : يذهبه ، يعني في الآخرة حيث يربي الصّدقات ، أي يكثّرها وينميها.

٤٩٣ ـ (كَفَّارٍ أَثِيمٍ) [٢٧٦] : مبالغتان في الكفر والإثم. وقيل : الأثيم : المتمادي في الكفر إثمه*.

٤٩٤ ـ (فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ) [٢٧٩] : اعلموا ذلك واسمعوه وكونوا على أذن ، ومن قرأ : فآذنوا (١) : أي فأعلموا غيركم ذلك (زه).

__________________

(١) قرأ بألف ممدودة وذال مكسورة حمزة وعاصم في رواية أبي بكر. وقرأ حفص عن عاصم وبقية السبعة بسكون الهمزة وفتح الذال (السبعة ١٩١ ، ١٩٢).

١١٦

٤٩٥ ـ (فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ) [٢٨٠] : أي فإنظار إلى وقت يسر ، وميسرة مثلّث السّين (١) *.

٤٩٦ ـ (وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً) [٢٨٢] : أي ينقص (زه).

٤٩٧ ـ (تَضِلَّ إِحْداهُما) [٢٨٢] : تنسى*.

٤٩٨ ـ (لا تَسْئَمُوا) [٢٨٢] : لا تملّوا.

٤٩٩ ـ (أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ) [٢٨٢] : أعدل عنده.

٥٠٠ ـ (تَرْتابُوا) [٢٨٢] : تشكّوا.

٥٠١ ـ (فُسُوقٌ بِكُمْ) [٢٨٢] : أي خروج من الطّاعة إلى المعصية ، وخروج من الإيمان إلى الكفر أيضا.

٥٠٢ ـ (غُفْرانَكَ) [٢٨٥] : أي مغفرتك.

٥٠٣ ـ (إِصْراً) [٢٨٦] : أي ثقلا.

٥٠٤ ـ (مَوْلانا) [٢٨٦] : وليّنا ، والمولى على ثمانية أوجه : المعتق ، والمعتق ، والوليّ ، والأولى بالشيء ، وابن العمّ ، والصّهر ، والجار ، والحليف.

* * *

__________________

(١) قرأ بضم السين نافع. وبضمها مع كسر الهاء مشبعة زيد عن يعقوب. وقرأ بقية العشرة بفتح السين. (المبسوط ١٣٧).

١١٧

٣ ـ سورة آل عمران

١ ـ (التَّوْراةَ) [٣] : معناها الضّياء والنّور. قال البصريون : أصلها «وورية» فوعلة ، من وري الزّند ووري لغتان ، أي : خرجت ناره ، ولكن الواو الأولى قلبت تاء كما قلبت تاء في تولج ، وأصله «وولج» من ولج أي دخل. والياء قلبت ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها.

وقال الكوفيون : توراة أصلها «تورية» على وزن تفعلة إلا أن الياء قلبت ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها ، ويجوز أن تكون تورية على تفعلة فنقل من الكسر إلى الفتح ، كما قالوا جارية ثم قالوا جاراة ، وناصية وناصاة (زه).

وقيل : مشتقّة من التّورية ؛ لأن فيها كنايات كثيرة ، وهي اسم لكتاب موسى عليه‌السلام [٢٣ / أ].

٢ ـ (الْإِنْجِيلَ) [٣] : إفعيل من النّجل وهو الأصل ، فالإنجيل أصل لعلوم وحكم. يقال : هو من : نجلت الشيء ، إذا استخرجته وأظهرته. والإنجيل مستخرج من علوم (١) وحكم (زه) وقيل : مشتق من النّجل ، والنّجل بمعنى السّعة من قولهم : نجلت الإهاب (٢) إذا شققته ، ومنه عين نجلاء : واسعة الشّق ، فالإنجيل الذي هو كتاب عيسى ـ عليه‌السلام ـ تضمّن سعة لم تكن لليهود. وقرأ الحسن : (الْإِنْجِيلَ) بفتح الهمزة (٣) ، قال أبو البقاء (٤) : ولا يعرف له نظير ؛ إذ ليس في الكلام «أفعيل» إلّا

__________________

(١) في الأصل : «يستخرج به من علوم» ، والمثبت من مطبوع النزهة ٢٢ ومخطوطيها : طلعت ١٢ / ب ومنصور ٧ / أ.

(٢) الإهاب : الجلد. (القاموس ـ أهب).

(٣) المحتسب ١ / ١٥٢.

(٤) هو أبو البقاء عبد الله بن الحسين العكبري الأصل ، البغدادي المولد والدار ، ولد سنة ٥٣٨ ومات سنة ٦٢٦ ه‍. نحوي فقيه عالم بالقراءات. من مصنفاته : إعراب القرآن ، وشرح الإيضاح ، وشرح اللمع ، وإعراب الحديث. (بغية الوعاة ٢ / ٣٨٠ ـ ٣٩٠ ، وإنباه الرواة ٢ / ١١٦ ـ ١١٧ ، وشذرات الذهب ٥ / ٦٧ ـ ٦٩. وينظر مقدمة محقق التبيان في إعراب القرآن).

١١٨

أنّ الحسن ثقة ، فيجوز أن يكون سمعها (١) ، انتهى.

قال الزّمخشري : وتكلّف اشتقاقهما ووزنهما إنما يصحّ بعد كونهما عربيين (٢). وقال الكرماني : والأصح عند النحاة ألا يوزنا لأنهما أعجميان (٣) ، انتهى.

وقراءة الحسن دليل العجمة. وجمع توراة : توار ، وجمع إنجيل : أناجيل.

٣ ـ (أُمُّ الْكِتابِ) [٧] : أصل الكتاب ، يعني اللّوح المحفوظ*.

٤ ـ (زَيْغٌ) [٧] : ميل عن الحقّ*.

٥ ـ (تَأْوِيلِهِ) [٧] : أي ما يؤول إليه من معنى وعاقبة. وفلان تأوّل الآية : أي نظر إلى ما يؤول معناها. والتأويل : المصير والمرجع والعاقبة*.

٦ ـ (الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) [٧] : الذين رسخ علمهم وإيمانهم وثبتا كما يرسخ النّخل في منابته.

٧ ـ (لا تُزِغْ) [٨] : لا تمل.

٨ ـ (الْمِيعادَ) [٩] : مفعال من الوعد*.

٩ ـ (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ) [١١] : كعادتهم ، أو كأشباههم بلغة جرهم (٤). يقال : ما زال ذاك دأبه ودينه ، أي عادته (٥).

١٠ ـ (لَعِبْرَةً) [١٣] : اعتبارا وموعظة.

١١ ـ (الْقَناطِيرِ) [١٤] : جمع قنطار ، وقد اختلف في تفسيره ، فقال بعضهم : ملء مسك (٦) ثور ذهبا أو فضّة. وقيل : ألف مثقال ، وقيل غير ذلك. وجملته أنّه كثير من المال.

١٢ ـ (الْمُقَنْطَرَةِ) [١٤] : المكمّلة ، كما تقول : بدرة مبدّرة ، وألف مؤلّفة

__________________

(١) التبيان ١ / ٢٣٦.

(٢) الكشاف ١ / ١٧٣. والتوراة والإنجيل كلمتان معرّبتان ، يؤصل المعجم الكبير «التوراة» ٣ / ١٥٩ فيقول : «توراة : عن العبريةtarahبمعنى التعاليم ، عن المادة العبريةyarahبمعنى علّم» ويذكر في ١ / ٥٣٥ أن أصل الإنجيل يوناني يوأنجليون بمعنى المكافأة التي تعطى للبشر ، البشرى.

(٣) لباب التفاسير ١٦٠ (خ ١٣٨ تفسير تيمور).

(٤) الإتقان ٢ / ٩٦.

(٥) النص في النزهة ما عدا «أو كأشباههم بلغة جرهم».

(٦) المسك : الجلد. (القاموس ـ مسك).

١١٩

أي تامّة (١). وقال الفرّاء : المقنطرة : المضعّفة كأنّ القناطير ثلاثة والمقنطرة تسعة (٢) (زه) ، وقال السّدي : المضروبة دراهم ودنانير (٣).

١٣ ـ (الْمُسَوَّمَةِ) [١٤] : تكون من سامت أي رعت ، فهي سائمة وأسمتها أنا وسوّمتها. وتكون مسوّمة : معلّمة ، من السّيماء وهي العلامة. وقيل : المسوّمة : المطهّمة ، والتّطهيم : التّحسين (زه).

١٤ ـ (الْأَنْعامِ) [١٤] : الإبل خاصّة ، وقيل : جمع نعم ، وهي الإبل والبقر والغنم*. [٢٣ / ب].

١٥ ـ (الْحَرْثِ) [١٤] : البساتين والمزارع*.

١٦ ـ (الْمَآبِ) [١٤] : المرجع (زه).

١٧ ـ (رِضْوانٌ) [١٥] : رضا*.

١٨ ـ (بِالْقِسْطِ) [١٨] : العدل*.

١٩ ـ (أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ) [٢٠] : أخلصت عبادتي لله.

٢٠ ـ (تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ) [٢٧] : تدخل هذا في هذا. فما زاد في واحد نقص من الآخر مثله (زه). وقيل : يأتي به بدل الآخر. والولوج : الدّخول في الشيء. والإيلاج : إدخال الشيء في الشّيء ، وهو هنا مجاز. وقيل : «في» بمعنى «على».

٢١ ـ (تُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِ) (٤) [٢٧] : أي المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن. وقيل : الحيوان من النّطفة والبيضة ، وهما ميتان من الحيّ. وقال أبو عبيدة : الطّيّب من الخبيث والخبيث من الطّيّب ، ومعنى الإخراج في

__________________

(١) في الأصل : «تام» ، والمثبت من النزهة ١٥٦.

(٢) معاني القرآن ١ / ١٩٥ باختلاف ، وعلق المحققان فقالا : «يرى الفراء أن معنى (الْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ) : القناطير التي بلغت أضعافها أي بلغت ثلاثة أمثالها ، وأقل القناطير ثلاثة ، فثلاثة أمثالها تسعة.

(٣) تفسير الطبري ٦ / ٢٥٠.

(٤) كذا كتب النص القرآني في الأصل ، وفق قراءة أبي عمرو التي وافقه فيها ابن كثير وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر. أما حفص فقرأ (تُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِ) وقرأ بقية السبعة نافع وحمزة والكسائي يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي وقرأ بقية السبعة نافع وحمزة والكسائي يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي (السبعة ٢٠٣).

١٢٠