جواهر البلاغة

السيّد أحمد الهاشمي

جواهر البلاغة

المؤلف:

السيّد أحمد الهاشمي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مديرية العامة للحوزة العلمية في قم
المطبعة: الظهور
الطبعة: ٥
ISBN: 964-6918-33-6
الصفحات: ٣٥٤

ونحو :

إذا لم تستطع شيئا فدعه

وجاوزه إلى ما تستطيع

وقد يستغنى عن معرفة الرويِّ ، نحو : قوله تعالى (ولكلِّ أمة أجل إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون).

(٩) الادماج

ألإدماج : هو أن يُضمَّن كلام قد سيق لمعنى ، معنى آخر ، لم يصرح به كقول المتننبي :

أقلّبُ فيه أجفاني كأني

اعذبها على الدهر الذُّنوبا

ساق الشاعر : هذا الكلام (أصالة) لبيان طول الليل ، (وأدمج) الشكوى من الدهر ، في وصف الليل بالطول.

(١٠) المذهب الكلامي

المذهب الكلامي : هو أن يورد المتكلم على صحَّة دعواه حُجَّة قاطعة مسلمة عند المخاطب ، بأن تكون المقدمات بعد تسليمها مستلزمة للمطلوب كقوله تعالى (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا) واللازم وهو الفساد باطل ، فكذا الملزوم وهو تعدد الآلهة باطل ، وليس أدلّ على ذلك من الحقيقة والواقع ، وكقوله تعالى : (يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فانا خلقناكم من تراب) ، ونحو قوله تعالى (وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيدهُ وهو أهون عليه) أي وكل ما هو أهون عليه فهو وأدخل تحت الامكان ، فالاعادة ممكنة.

وسمى هذا النوع (بالمذهب الكلامي) لأنه جاء على طريقة (علم الكلام والتوحيد) وهو عبارة عن اثبات (أصول الدين) بالبراهين العقلية القاطعة.

٣٠١

(١١) حسن التعليل

حسن التعليل (١) : هو أن ينكر الأديب صراحة ، أو ضمناً ، علة الشيء المعروفة ، ويأتي بعلة أخرى أدبية طريفة ، لها اعتبار لطيف ، ومشتملة على دقة النظر ، بحيث تناسب الغرض الذي يرمى إليه.

يعني أن الأديب : يدّعى لوصف علّةً مناسبة غير حقيقية ، ولكن فيها حسن وطرافة ، فيزداد بها المعنى المراد الذي يرمى إليه جمالا وشرفاً كقول المعري في الرثاء :

وما كُلفة البدر المنير قديمةٌ

ولكنها في وجهه أثر اللطم

يقصد : أن الحزن على (المرثي) شمل كثيراً من مظاهر الكون ، فهو لذلك : يدعى أن كلفة البدر (وهي ما يظهر على وجهه من كدرة) ليست ناشئة عن سبب طبيعي ، وإنما هي حادثة من (أثر اللطم على فراق المرثي) ومثله قول الشاعر الآخر :

أما ذكاء فلم تصفر إذ جنحت

إلا لفرقة ذاك المنظر الحسن

يقصد : أن الشمس لم تصفر عند الجنوح إلى المغيب للسبب المعروف ولكنها اصفرت مخافة أن تفارق وجه الممدوح ومثله قول الشاعر الآخر :

ما قصَّر الغيث عن مصرِ وتربتها

طبعاً ولكن تعدّاكم من الخجل

ولا جرى النِّيل إلا وهو معترف

بسبقكم فلذا يجري على مهل

ينكر هذا الشاعر : الأسباب الطبيعية لقلة المطر بمصر ، ويلتمس لذلك سبباً آخر ، وهو أن المطر يخجل أن ينزل بأرض يعمها فضل الممدوح جوده لأنه لا يستطيع مباراته في الجود والعطاء ، ولابد في العلة أن تكون ادعائية ، ثم الوصف أعم من أن يكون ثابتا فيقصد بيان علته ، وغير ثابت فيراد اثباته.

__________________

(١) من الأشياء ما له صفة ثابتة ، ذات علة معروفة ، أو غير معروفة : كزلزلة الأرض ، وسقوط المطر من السحب ، ومقاتلة الأعداء ، وبزوغ القمر وأقواله ، ونحو : ذلك ، فيلتمس الأدباء لها عللا أخرى ، فيها طرافة وحسن ، يزداد بها المعنى الذي يريدون تقريره جمالاً وشرفاً ، فحسن التعليل : هو استنباط علة مناسبة للشيء غير حقيقة ، بحيث تكون على وجه لطيف بليغ ، يحصل بها زيادة في المقصود.

٣٠٢

أ ـ فالأول : وصف ثابت غير ظاهر العلة : كقوله :

بين السيوف وعينيها مشاركة

من آجلها قيل للأجفان أجفان

وقوله :

لم يحك نائلك السحاب وانما

حُمَّت به فصبيبها الرحضاء (١)

__________________

(١) أي أن السحائب لا تقصد محاكاة جودك بمطرها لأن عطاءك المتتابع أكثر من مائها وأغزر ، ولكنها حمت حسداً لك ، فالماء الذي ينصب منها هو عرق تلك الحمى فالرحضاء عرق الحمى :

وكقوله :

لم يطلع البدر إلا من تشوقه

إليك حتى يوافى وجهك النضرا

ولا تغيب إلا عند خجلته

لما رآك فولى عنك واستترا

وكقوله :

سألت الأرض لم كانت مصلى

ولم جعلت لنا طهراً وطيبا

فقالت غير ناطقة لأني

حويت لكل انسان حبيبا

وكقوله :

عيون تبر كأنها سرقت

سواد أحداقها من الغسق

فان دجا ليلها بظلمته

تضمها خيفة من السرق

وكقوله :

ما زلزلت مصر من يكد يراد بها

وانما رقصت من عدله طربا

وكقوله :

لا تنكروا خفقان قلبي

والحبيب لدىّ حاضر

ما القلب إلا داره

دقت له فيها البشائر

وكقوله :

أرى بدر السماء يلوح حبنا

ويبدو ثم يلتحف السحابا

وذاك لأنه لما تبدى

وابصر وجهك استحيا وغابا

٣٠٣

وقوله :

زعم البنفسج أنه كعذاره

حسنا ، فسلُّوا من قفاه لسانه

فخروج ورقة البنفسج إلى الخلف لا علة له ، لكنه ادعى أن علته الافتراء على المحبوب.

ب ـ أو وصف ثابت ظاهر العلة ، غير التي تذكر ، كقول المتنبي :

ما به قتل أعاديه ولكن

يتّقى إخلاف ما ترجو الذئابُ

فان قتل الأعادي عادة للملوك ، لأجل أن يسلموا من أذاهم وضرهم ولكن (المتنبي) اخترع لذلك سبباً غريباً ، فتخيّل أن الباعث له على قتل أعاديه لم يكن إلا ما اشتهر وعرف به ، حتى لدى الحيوان الأعجم من (الكرم الغريزي ، ومحبته إجابة طالب الاحسان) ومن ثم فتك بهم ، لانه علم ، أنه إذا غدا للحرب ، رجت الذئاب أن يتسع عليها رزقها ، وتنال من لحوم أعدائه القتلى ، وما أراد أن يخيب لها مطلبا.

والثاني : وصف غير ثابت ، وهو :

(١) إما ممكن كقول مسلم بن الوليد :

يا واشياً حسنت فينا إساءتهُ

نجى حذارك إنساني من الغرق

فاستحسان إساءة الواشي ممكن ، ولكنه لما خالف الناس فيه ، عقبه بذكر سببه ، وهو أن

___________________

وكقوله :

لم تؤذن الدنيا به في صروفها

يكون بكاء الطفل ساعة يولد

وكقوله :

ولو لم تكن ساخطا لم أكن

أذم الزمان وأشكو الخطوبا

وكقوله :

قد طيب الأفواه طيب ثنائه

من أجل ذا تجد الثغور عذابا

٣٠٤

حذاره من الواشي منعه من البكاء ، فسلم انسان عينه من الغرق في الدموع.

(٢) وإما غير ممكن كقول الخطيب القزويني :

لو لم تكن نية الجوزاء خدمته

لما رأيت عليها عقد منتطق

فقد ادّعى الشاعر : أنّ الجوزاء تريد خدمة الممدوح ، وهذه صفة غير ممكنة ، ولكنه علّلها لعلة طريفة ، إدّعاها أيضاً إدّعاء أدبياً مقبولا إذ تصور أن (النجوم التي تحيط بالجوزاء ، إنما هي نطاقٌ شدته حولها على نحو ما يفعل الخدم ، ليقوموا بخدمة الممدوح (١).

(١٢) التجريد

التجريد : لغة ازالة الشيء عن غيره ، واصطلاحاً : أن ينتزع المتكلم من أمر ذي صفة أمراً آخر مثله في تلك الصفة ، مبالغة في كمالها في المنتزع منه ، حتى أنه قد صار منها ، بحيث يمكن أن ينتزع منه موصوف آخر بها ، وأقسام التجريد كثيرة :

أ ـ منها : ما يكون بواسطة من التجريدية كقولك : لي من فلان صديق حميم أي بلغ

___________________

(١) ومثله قول ابن المعتز :

قالوا اشتكت عينه فقلت لهم

حواست جمع كن

حمرتها من دماء من قتلت

والدم في السيف شاهد عجب

وكقوله :

فلئن بقيت لأرحلن بغزوة

تحوى الغنائم أو يموت كريم

وكقوله :

قالوا اشتكت عينه فقلت لهم

فلا أذهب الرحمن عني الأعاديا

هموا بحثوا عن زلتي فاجتنبتها

وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا

وكقوله :

لو لم يكن أقحوانا ثغر مبسمها

ما كان يزداد طيبا ساعة السحر

٣٠٥

فلان من الصداقة حداً صحّ معه أن يستخلص منه آخر مثله فيها. ونحو :

ترى منهمو الأسد الغضاب إذا سطوا

وتنظر منهم في اللقاء بدوراً

ب ـ ومنها : ما يكون بواسطة (الباء التجريدية) الداخلة على المنتزع منه نحو قولهم : لئن سألت فلاناً لتسألن به البحر ، بالغ في اتصافه بالسماحة ، حتى انتزع منه بحراً فيها.

ج ـ ومنها : ما لا يكون بواسطة ، نحو : (وان نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر).

د ـ ومنها : ما يكون بطريق الكناية ، كقول الأعشى :

يا خير من ركب المطيّ ولا

يشرب كأساً بكف من بخلا (١)

(١٣) المشاكلة

المشاكلة : هي أن يذكر الشيء بلفظ غيره ، لوقوعه في صحبته كقوله تعالى (تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك) المراد : ولا أعلم ما عندك وعبّر بالنفس (للمشاكلة) ونحو : قوله تعالى (نسوا الله فأنساهم أنفسهم) أي أهملهم ، ذكر الاهمال هنا بلفظ النسيان لوقوعه في صحبته ، ومن ذلك ما حكى عن أبي الرقمع : أن أصحاباً له ، أرسلوا يدعونه إلى الصبوح في يوم بارد ، ويقولون له ، ماذا تريد أن نصنع لك طعاما؟؟

__________________

(١) أي يشر الكأس بكف الجواد ، انتزع منه جواداً يشرب هو بكفه على طريق الكناية ، لأن الشرب بكف غير البخيل يستلزم الشرب بكف الكريم وهو لا يشرب إلا بكف نفسه ، فاذاً هو ذلك الكريم.

ومن التجريد خطاب المرء نفسه : كقول المتنبي :

لا خيل عندك تهديها ولا مال

فليسعد النطق ان لم تسعد الحال

أي الغنى فقد انتزع من نفسه شخصاً آخر وخاطبه ، وهذا كثير في كلام الشعراء ، وانما سمى هذا النوع تجريداً لأن العرب تعتقد أن في الانسان معنى كامناً فيه كأنه حقيقته ، فتخرج ذلك المعنى إلى ألفاظها مجرداً عن الانسان ، كأنه غيره ، وفائدة هذا النوع (مع التوسع) أن يثبت الانسان لنفسه مالا يليق التصريح بثبوته له.

٣٠٦

وكان فقيراً ، ليس له كسوة تقية البرد ، فكتب اليهم يقول :

أصحابنا قصدوا الصبوح بسحرة

وأتى رسولهم إليّ خصيصاً

قالوا اقترح شيئاً نجد لك طبخه

قلت أطبخوا لي جبةً وقميصا (١)

وكقوله :

من مبلغ أفناء يعرب كلها

أنى بنيت الجار قبل المنزل

وكقوله :

ألا لا يجهلن أحد علينا

فنجهل فوق جهل الجاهلينا

(١٤) المزاوجة

المزاوجة : هي أن يزاوج المتكلم بين معنيين في الشرط والجزاء ، بأن يرتب على كل منهما معنى ، رتب على الآخر ، كقوله :

إذا ما نهى الناهي فلج بي الهوى

أصاخت إلى الواشي فلجّ بها الهجر

زاوج بين النهى والإصاخة في الشرط والجزاء بترتيب اللجاج عليهما.

وكقوله :

إذا احتربت يوماً ففاضت دماؤها

تذكرت القربى ففاضت دموعها

زاوج (٢) بين الاحتراب «أي التحارب» وبين تذكر القربى ، في اشرط والجزاء ، بترتيب الفيض عليهما.

(١٥) الطي والنشر

الطي ّ والنشر : أن يذكر متعدد ، ثم يذكر ما لكل من أفراده شائعاً من غير تعيين ، اعتماداً على تصرف السامع في تمييز ما لكلّ واحد منها ، وردّه إلى ما هو له وهو نوعان :

__________________

(١) أي خيطوا لي جبة وقميصا ، فذكر الخياطة بلفظ الطبخ لوقوعه في صحبة طبخ الطعام.

(٢) المزواجة : يقال زواج أي خالط واُشبه بعضه بعضاً في السجع أو الوزن.

٣٠٧

أ ـ إما أن يكون النشر فيه على ترتيب الطي ، نحو قوله تعالى (ومن رحته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله) فقد جمع بين الليل والنهار ، ثم ذكر السكون لليل ، وابتغاء الرزق للنهار ، على الترتيب.

وكقوله :

عيونٌ واصداغ وفرعٌ وقامة

وخالٌ ووجنات وفرق ومرشف

سيوف وريحان وليل وبانة

ومسك وياقوت وصبح وقر قف

وكقوله :

فعل المدام ولونها ومذاقها

في مقلتيه ووجنتيه وريقه

ب ـ وإما أن يكون النشر على خلاف ترتيب الطّيّ نحو (فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلاً من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب) ذكر ابتغاء الفضل للثاني ، وعلم الحساب للأول ، على خلاف الترتيب :

وكقوله :

ولحظُهُ ومحياهُ وقامته

بدر الدُّجا وقضيبُ البان والراح

فبدر الدجا : راجع إلى «المُحيّا» الذي هو الوجه و «قضيب البان» راجع إلى القامة ، والراح راجع إلى اللحظ» ويسمى (اللف والنشر) أيضاً.

(١٦) الجمع

الجمع : هو أن يجمع المتكلم بين متعدد ، تحت حكم واحد وذلك :

أ ـ إمّا في اثنين ، نحو قوله تعالى (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) ونحو : قوله تعالى (واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة).

٣٠٨

ب ـ وإمّا في أكثر نحو قوله تعالى (إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجسٌ من عمل الشيطان فاجتنبوه) وكقوله :

إنَّ الشباب والفراغ والجدة

مفسدة للمرء أي مفسدة

وكقوله :

آراؤه وعطاياه ونعمته

وعفوه رحمة للناس كلهم

وكقوله :

أراؤكم وَوجوهكم وسيوفكم

في الحادثات إذا دجون نجومُ

(١٧) التفريق

التفريق : أن يفرق بين أمرين من نوع واحد في اختلاف حكمهما نحو قوله تعالى (وما يستوي البحران هذا عذب فراتٌ سائغ شرابهُ ، وهذا ملح أجاجٌ) وكقول الشاعر :

ما نوال الغمام وقت ربيع

كنوال الأمير يوم سخاء

فنوالُ الأمير بدرة عين

ونوال الغمام قطرة ماء

وكقوله :

من قاس جدواك يوماً

بالسحب أخطأ مدحك

السحب تعطى وتبكي

وانت تعطى وتضحك

وكقوله :

من قاس جدواك بالغمام فما

أنصف في الحكم بين شكلين

أنت إذا جدُت ضاحكٌ أبدا

وهو إذا جاد دامع العين

وكقوله :

ورد الخدود أرقّ من

ورد الرياض وأنعمُ

هذاك تنشقهُ الأنو

ف وذا يقبِّله الفمُ

٣٠٩

(١٨) التقسيم

التقسيم : هو أن يذكر متعدد ، ثم يضاف إلى كل من افراده ، ماله على جهة التعيين ، نحو : (كذبت ثمود وعاد بالقارعة ، فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية وأما عادٌ فأهلكوا بريح صرصرٍ عاتية)

وكقوله :

ولا يقم على ضيم يراد به

إلا الأذلاّن عيرُ الحيِّ والوتد

هذا على الخسف مربوط برُمتّه

وذا يشجّ فلا يرثى له أحدُ

وقد يطلق التقسيم على أمرين آخرين :

أوَّلهما : أن تستوفى أقسام الشيء ، نحو قوله تعالى (له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى).

وثانيهما : أن تذكر أحوال الشيء ، مضافاً إلى كل منها ما يليق به كقوله تعالى : (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلةٍ على المؤمنين أعزةٍ على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم) ، وكقوله :

سأطلبُ حقي بالقنا ومشايخ

كأنهموا من طول ما ألتثموا مُردُ

ثقالٌ إذا لاقوا خفاف إذا دُعوا

كثير إذا شدُّوا قليلٌ إذا عدوا

(١٩) الجمع مع التفريق

ألجمع مع التفريق : أن يجمع المتكلم بين شيئين في حكم واحد ، ثم يفرقُ بين جهتي إدخالهما كقوله تعالى (خلقتني من نارٍ ، وخلقته من طين).

وكقوله :

فوجهك كالنّار في ضوئها

وقلبي كالنّار في حرها

٣١٠

(٢٠) الجمع مع التقسيم

ألجمع مع التقسيم : أن يجمع المتكلم بين شيئين أو أكثر تحت حكم واحد. ثم يُقسِّم ما جمع أو : يقسِّم أولا ، ثم يجمع.

فالأول : نحو : (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجلٍ مسمى) وكقول المتنبي :

حتى أقام على أرباض خرشنة (١)

تشقى به الروم والصلبان والبيع

للرِّق ما نسلوا والقتل ما ولدوا

والنّهب ما جمعوا والنار ما زرعوا

ونحو :

سأطلب حقي بالقنا ومشايخ (٢)

كأنهم من طول ما الثموا مرد

ثقال إذا لاقوا ، خفاف إذا دعوا

كثير إذا شدّوا قليل إذا عدّوا

والثاني : كقول سيدنا حسان :

قومٌ إذا حاربوا ضروا عدوهم

أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا

سجية تلك فيهم غير محدثة

إنَّ الخلائق فاعلم شرُّها البدع

(٢١) المبالغة

المبالغة : هي أن يدَّعى المتكلّم لوصف ، بُلوغه في الشدة أو الضعف حدا مستبعدا ، أو مستحيلا ، وتنحصر في ثلاثة أنواع :

١ ـ تبليغ : إن كان ذلك الادّعاء للوصف من الشدة أو الضعف ممكناً عقلا وعادة ، نحو قوله تعالى (ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرجَ يده لم يكد يراها) وكقوله في وصف فرس :

إذا ما سابقتها الريح فرَّت

وألقت في يد الرّيح الترابا

__________________

(١) الأرباض : جمع ربض وهو ما حولك لامدينة ، وخرشنة : بلد الروم.

(٢) القنا : الرماح ، والمشايخ أصحابه ، أي يطلب حقه بنفسه ومستعينا بأصحابه المجربين المحنكين ، ولذلك جعلهم مشايخ.

٣١١

٢ ـ وإغراق : إن كان الادّعاء للوصف من الشدّة أو الضعف ممكناً عقلا ، لا عادة كقوله :

ونُكرم جارنا ما دام فينا

ونتبعه الكرامة حيث مالا

٣ ـ وَغلوّ (١) : إن كان الادعاء للوصف من الشدة أو الضعف مستحيلا عقلا وعادة كقوله :

تكاد قسيه من غير رامٍ

تُمكِّنُ في قلوبهم النِّبالا

(٢٢) المغايرة

ألمغايرة : هي مدح الشيء بعد ذمه ، أو عكسه ، كقول الحريري في مدح الدِّينار : «أكرم به أصفر راقت صفرته». بعد ذمه في قوله : «تبَّا لُه من خادع ممارق».

__________________

(١) أما الغلو : فمنه مقبول ، ومنه مردود : فالمقبول ثلاثة أنواع :

أحدها ما اقترن به ما يقربه للصحة ، كفعل مقاربة نحو : قوله تعالى (يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسه نار) أو أداة فرض ، نحو قوله تعالى (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله).

وثانيها ما تضمن حسن تخييل ، كقول المتنبي :

عقدت سنابكها عليها عثيرا

لو تبتغي عنقاً عليه لأمكنا

وقول المعري :

ذيب الرعب منه كل عضب

فلولا الغمد يمسكه لسالا

وثلثها ما أخرج مخرج الهزل والخلاعة ، كقول النظام :

توهمه طرفي فآلم طرفه

فصار مكان الوهم في خده أثر

ومر بفكري خاطراً فجرحته

ولم أر خلقا قط يجرحه الفكر

وقول الآخر :

لك أنف ياابن

حرب أنفت منه الأنوف

أنت في القدس تصلى

وهو في البيت يطوف

السنابك جمع سنبك وهو طرف مقدم الحافر. والمثير النبار. والنق ضربب من السير سريع فيح الخطو ، يقول إن حوافر هذه الخيل عقدت فوقها غباراً كثيفاً ، حتى لو أرادت السير عليه لكان يحملها ، كالأرض لشدة كنافته.

٣١٢

(٢٣) تأكيد المدح بما يشبه الذم

تأكيد المدح بما يشبه الذم : نوعان :

الأول : أن يُستثنى من صفة ذم منفية عن الشيء ، صفة مدح بتقدير دخولها فيها كقوله :

ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم

بهن فلول من قراع الكتائب (١)

الثاني : أن يثبت لشيء صفة مدح ، ثم يُؤتى بعدها بأداة استثناء تليها صفة مدح أخرى والنوع الأول أبلغ كقوله :

فتى كملت أوصافه غير أنه

جوادٌ فما يبقى من المال باقيا

والنّوع الأوّل ابلغ وقد تقوم (لكن) مقام أداة الاستثناء في هذا النوع.

__________________

(١) أي ان كان تكسر حد سيوفهم من مقارعة الجيوش عيبا فلا عيب فيهم غيره ، ومن المعلوم أنه ليس بعيب وكقول الآخر :

ولا عيب فيهم سوى أن النزيل بهم

يسلو عن الأهل والاوطان والحشم

وقوله :

ولا عيب فيه غير أن خدوده

بهن احمرار من عيون المتيم

وقوله :

ليس به عيب سوى أنه

لا تقع العين على شبهه

وقوله :

ولا عيب في معروفهم غير أنه

يبين عجز الشاكرين عن الشكر

وقوله :

ولا عيب فيكم غير أن ضيو

فكم تعاب بنسيان الأحبة والوطن

٣١٣

(٢٤) تأكيد الذم بما يشبه المدح (١)

تأكيد الذّم بما يُشبه المدح : ضربان أيضاً :

الأول : أن يُستثنى من صفة مدح منفية عن الشيء ، صفة ذم بتقدير دخولها فيها ـ كقوله :

خلا من الفضل غير أنِّي

أراه في الحمق لا يجارى

ونحو : لا فضلَ للقوم الا أنهم لا يعرفون للجار حقه. ونحو : فلان ليس أهلا للمعروف ، إلا أنه يُسيء إلى من يحسن اليه.

الثاني : أن يثبت لشيء صفة ذم ، ثم يؤتى بعدها بأداة استثناء (٢) تليها صفة ذم أخرى نحو : فلان حسود ألا أنه تمّام ، وكقوله :

هو الكلبُ إلاّ أنّ فيه ملالةً

وسوء مراعاة وما ذاك في الكلب

وكقوله :

لئيم الطباع سوى أنه

جبانٌ يهون عليه الهوان

__________________

(١) وهناك نوع آخر ، يسمى «الهجاء في معرض المدح» ، وهو أن يؤتى بكلام ظاهره مدح ، وباطنه ذم كقوله :

أبو جعفر رجل عالم

بما يصلح المعدة الفاسدة

تخوف تخمة أضيافه

فعودهم أكلة واحدة

(٢) ومثل أداة الاستثناء في ذلك ، اداة الاستدراك في قول الشاعر :

وجوه كاظهار الرياض نضارة

ولكنها يوم الهياج صخور

وكقوله :

هو البدر إلا أنه البحر زاخراً

سوى أنه الضرغام لكنه الوبل

أدرج أهل البيان (التدبيج) في الطباق ، وأفرده أهل البديع ، وهو الاولى ، لجواز أن لا يقع (التقابل) بين الألوان ، فيفوت (الطباق).

٣١٤

(٢٥) التوجيه

التوجيه : هو أن يُؤتى بكلام يحتمل معنيين متضادين على السواء كهجاء ، ومديح ، ودعاء للمخاطب ، أم دعاء عليه ، ليبلغ القائل غرضه بما لا يمسك عليه ، كقول بشَّار في خياط أعور اسمه عمرو :

خاط لي عمروٌ قباءً

ليت عينيه سواءً

فإنّ دعاءه لا يُعلم ، هل له أم عليه وقوله :

كلما لاح وجهه بمكان

كثرت زحمة العُيون إلى رُؤيته

ويحكى أن محمداً بن حَزم هنأ (الحسن بن سهل) باتصال بنته (بورَان) التي تنسب اليها الأطبخة البورانية (بالخليفة المأمون العباسي) مع من هنأه ، فأثابهم ، وحرمه : فكتب إليه إن أنت تماديت على حرماني ، قلت فيك «بيتاً لا يعرف» أهو مدح أم ذم ، فاستحضره وسأله؟ فأقرَّ ، فقال الحسن : لا أعطيك أو تفعل ، فقال :

بارك الله للحسن

ولبوُران في الختن

يا إمام الهدى ظفر

ت ولكن ببنت من؟؟

فلم يدر : ببنت من؟؟ أفي العظمة وعلو الشأن ورفعة المنزلة أم في الدناءة والخسة؟؟ فاستحسن الحسن منه ذلك.

الفرق بين التورية والتوجيه

التورية : تكون في لفظ واحد.

وأما التوجيه : فيكون في تركيب :

ب ـ التورية : يقصد المتكلم بها معنى واحداً : هو البعيد.

التوجيه : لا يترجح فيه أحد المعنيين على الآخر.

٣١٥

(٢٦) نفي الشيء بايجابه

نفى الشيء بايجابه : هو أن ينفى متعلّق أمر عن امرٍ ، فيوهم اثباته له ، والمراد نفيه عنه أيضاً ، نحو قوله تعالى (لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله) (١). فانّ نفى إلهاء التجارة عنهم ، يوهم إثباتها لهم ، والمراد نفيها أيضاً.

(٢٧) القول بالموجب

القول بالموجب : نوعان

الأول : أن يقع في كلام الغير إثبات صفةٍ لشيء وترتيب حكم عليها ، فينقل السامع تلك الصفة إلى غير ذلك الشيء من غير تعرض لثبوت ذلك الحكم له أو انتفائه عنه ، كقوله تعالى (يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الاذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) (٢) فالمنافقون أرادوا بالأعز أنفسهم ، وبالأذل المؤمنين ، ورتبوا على ذلك الاخراج من المدينة فنقلت صفة العزة للمؤمنين ، وأبقيت صفة الأذلية للمنافقين ، من غير تعرض لثبوت حكم الاخراج للمتصفين بصفة العزة ، ولا لنفيه عنهم.

__________________

(١) مقتطع من الآية : التي مرت في مبحث ترك المسند ، حيث يقول (يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله) فان قوله لا تلهيهم تجارة ، يوهم أن لهم تجارة ، غير أنهم لا يلتهون بها ، ولكن المراد أنهم ليس لهم تجارة حتى يلتهوا بها ، لأن رجال الجنة لا يتعاطون التجارة.

(٢) تلخيص العبارة : أن الكافرين حكموا لأنفسهم بالعزة ، وللمؤمنين بالذلة وقالوا ان رجعنا إلى المدينة نخرجهم منها ، فحكم بالعزة لله ، ولرسوله ، والمؤمنين ولم يقل أنهم يخرجون أولئك منها ، ولا أنهم لا يخرجونهم

٣١٦

والثاني : حمل لفظ وقع في كلام الغير على خلاف مراده بذكر متعلّق له كقوله :

وقالوا قد صفت منّا قلوب

لقد صدقوا ولكن عن ودادي

ارادوا بصفو قلوبهم الخلوص فحمله على الخلو بذكر متعلقه ، وهو قوله : عن ودادي.

(٢٨) ائتلاف اللفظ مع المعنى

إئتلاف اللفظ مع المعنى : هو أن تكون الألفاظ موافقةً للمعاني ، فتختار الألفاظ الجزلة ، والعبارات الشديدة للفخر والحماسة ، وتختار الكلمات الرقيقة ، والعبارات اللينة ، للغزل والمدح كقوله :

إذا ما غضبنا غضبة مضريَّة

هتكنا حجاب الشمس أو قطرت دما

إذا ما أعرنا سيداً من قبيلة

ذرا منبرٍ صلى علينا وسلّما

وكقوله :

ولست بنظار إلى جانب الغني

إذا كانت العلياء في جانب الفقرِ

وكقوله :

ام يطل ليلى ولكن لم أنم

ونفى عني الكرى طيفٌ ألمْ

(٢٩) التفريع

التفريع : هو أن يثبت حكم لمتعلّق أمرٍ ، بعد إثباته لمتعلق له آخر كقول الشاعر :

فاضت يداه بالنضار كما

فاضت ظباه في الوغى بدمي

وكقوله :

أحلامُكم لسقام الجهل شافيةٌ

كما دماؤكم تشفى من الكلب

٣١٧

(٣٠) الاستتباع

الاستتباع : هو الوصفُ بشيء على وجه يستتبعُ الوصف بشيء آخر ، مدحاً أو ذماً.

يعني أنّ الاستتباع هو المدح على وجه يستتبع المدح بأمر آخر ، كقوله :

ألا أيها المالُ الذي قد ابادهُ

تسلَّ فهذا فعله بالكتائب

وكقوله :

سمح البديهة ليس يمسك لفظه

فكأن ألفاظه من ماله

وكقوله :

الحرب نزهته والبأس همته

والسيف عزمته والله ناصره

وقيل : إنه يكون أيضاً في الذّم ، كقول بعضهم في (قاض) لم يقبل شهادته برؤية هلال الفطر :

أترى القاضي أعمى

أم تراه يتعامى

سرق العيد كأنّ ال عيــ

ـد أموالُ اليتامى

(٣١) السلب والايجاب

السلب والإيجاب : هو أن يقصد المتكلّم تخصيص شيء بصفة فينفيها عن جميع الناس ، ثم يثبتها له مدحاً أو ذماً.

فالمدح كقول الخنساء :

وما بلغت كف امرىء متناولاً

من المجد إلا والذي نلتَ أطول

ولا بلغ المهدون للناس مدحة

وإن أطنبوا إلا الذي فيك أفضلُ

والذّم ، كقول بعضهم :

خُلقوا وما خُلقوا لمكرمة

فكأنّهم خُلقوا وما خُلقوا

رُزقوا وما رُزرقوا سماح يد

فكأنّهم رزقوا وما رزقوا

٣١٨

(٣٢) الأبداع

الإبداع : هو أن يكون الكلام مشتملا على عدَّة أنواع من البديع كقول الشاعر :

فضحكت الحيا والبحر جوداً فقد بكى ال حيا من حياءٍ منك وألتطَم البحر (١).

وللقرآن الكريم اليد البيضاء في هذا النوع فقد وجد اثنان وعشرون نوعا في قوله تعالى (وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضى الأمر واستوت على الجودي (وقيل بعداً للقوم الظالمين) مع كون الآية سبع عشرة لفظة ، ولا بد لي من ذكرها ، تبركا بها ، وإلجاما لبعض المعاصرين الذين يتفوهون بما لا يليق ذكره ، بالنسبة لكلام رب العالمين :

(١) ففيها (المناسبة التامة) بين ابلعي وأقلعي.

(٢) الاستعارة فيهما.

(٣) الطباق بين الأرض والسماء.

(٤) المجاز في قوله (باسماء) فان الحقيقة يا مطر.

(٥) الاشارة : في (وغيض الماء) فانه عبّر به عن معان كثيرة ، فان الماء لا يغيض حتى يقلع مطر السماء ، وتبلع الأرض ما يخرج منها من عيون الماء.

(٦) الإرداف : في قوله (في قوله «واستوت على الجودى) فانه عبر عن استقرارها في المكان بلفظ قريب من لفظ المعنى.

(٧) التمثيل في قوله (وقضى الأمر) فانه عبر عن هلاك الهالكين ونجاة الناجين بلفظ بعيد عن الموضوع.

__________________

(١) فان فيه حسن التعليل في قوله (بكى الحيا من حياء منك) ، وفيه التقسيم : في قوله (فضحت الحيا والبحر) ، حيث ارجع ما لكل إليه على التعيين بقوله بكى الحيا ، والتطم البحر ، وفيه المبالغة في جعله بكاء الحيا والتطام البحر حياء من الممدوح ، وفيه الجمع في قوله : فضحت الحيا والبحر ، وفيه رد العجز على الصدر : في ذكر البحر والبحر وفيه الجناس التام : بين الحيا والحياء

٣١٩

(٨) التعليل ، فان غيض الماء علة الاستواء.

(٩) التقسيم : فانه استوفى أقسام الماء حال نقصه.

(١٠) الاحتراس : في قوله (وقيل بعداً للقوم الظالمين) إذ الدعاء يشعر بأنهم مستحقوا الهلاك ، احتراساً من ضعيف يتوهم أن الغرق لعمومه ربما يشمل غير المستحق.

(١١) الانسجام ، فان الآية منسجمة كالماء الجاري في سلاسته.

(١٢) حسن التنسيق ، فانه تعالى قص القصة وعطف بعضها على بعض بحسن الترتيب.

(١٣) ائتلاف اللفظ مع المعنى ، لأن كل لفظة لا يصلح لمعناها غيرها.

(١٤) الايجاز فانه سبحانه وتعالى : أمر فيها ونهى ، وأخبر ونادى ، ونعت وسمى ، واهلك وابقى وأسعد وأشقى ، وقص من الأنباء مالو شرح لجفت الأقلام.

(١٥) التسهيم : إذ أول الآية يدل على آخرها.

(١٦) التهذيب : لأن مفرداتها موصوفة بصفات الحسن ، لأن كل لفظة سهلة مخارج الحروف ، عليها رونق الفصاحة ، سليمة من التنافر ، بعيدة عن عقادة التراكيب.

(١٧) حسن البيان : لأن السامع لا يشكل عليه في فهم معانيها شيء.

(١٨) الاعتراض : وهو قوله (وغيض الماء واستوت على الجودى).

(١٩) الكناية فانه لم يصرح بمن أغاض الماء ، ولا بمن قضى الأمر ، وسوى السفينة ، ولا بمن قال وقيل بعداً ، كما لم يصرح بقائل (يا أرض ابلعي ماءك وباسماء أقلعي) في صدر الآية سلوكا في كل واحد من ذلك سبيل الكناية.

(٢٠) التعريض : فانه تعالى عرض بسالكي مسالكهم في تكذيب الرسل ظلما ، وأن الطوفان وتلك الصورة الهائلة ما كانت إلا بظلمهم.

(٢١) الابداع الذي نحن بصدد الاستشهاد له ، وفيها غير ذلك ـ وقد افردت هذه الآية

٣٢٠