جواهر البلاغة

السيّد أحمد الهاشمي

جواهر البلاغة

المؤلف:

السيّد أحمد الهاشمي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مديرية العامة للحوزة العلمية في قم
المطبعة: الظهور
الطبعة: ٥
ISBN: 964-6918-33-6
الصفحات: ٣٥٤

(١٢) إشعار أنّ في تركه تطهيراً له عن لسانك ، أو تطهيراً للسانك عنه ، مثال الأول (مُقررٌ للشرائع ، موضحٌ للدّلائل) تريد صاحب الشريعة ومثال الثاني (صمٌ بُكمٌ عُميٌ).

(١٣) تكثيرُ الفائدة نحو : فصبرٌ جميل (أي فأمري صبر جميل).

(١٤) تعيُّنه بالعهدّية نحو : (واستوت على الجودي) (١) أي السفينة ونحو (حتى توارت بالحجاب) أي الشمس.

ومرجع ذلك إلى الذوق الأدبي فهو الذي يُوحى إليك بما في القول من بلاغة وحسن بيان

تدريب

بين أسباب ذكر وحذف المسند إليه في الأمثلة الآتية :

(وإنَّا لا ندري أشرٌ أريدَ بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشداً).

الرئيس كلمني في أمرك والرئيس أمرني بمُقابلتك (٢) ، الأمير نشر المعارف ، وأمن المخاوف (٣) ، مُحتالٌ مُراوغٌ (٤) ، منضجةٌ للزَّرع ، مُصلحة للهواء (٥).

فعباس يصُدُّ الخطب عنّا

وعباس يجير من استجارا

(خلقَ فسوَّى) ، مقرّر للشرائع ، موضح للدلائل ن ولو شاء لهداكُم أجمعين (٦).

__________________

(١) قيل الجودي هو الجبل الذي وقعت عليه سفينة نوح وهي معهودة في الكلام السابق في قوله (وأصنع الفلك بأعيننا) الخ.

(٢) تخاطب غبيا.

(٣) جوابا لمن سال ما فعل الأمير؟؟

(٤) بعد ذكر إنسان.

(٥) تعني الشمس.

(٦) أي لو شاء هدايتكم.

١٠١

وإني من القوم الذين همُ همُ

إذا مات منهم سيّدٌ قام صاحبه

أنا مصدرُ الكلمِ البوادي

بين المحاضر والنوادي

أنا فارسٌ أنا شاعرٌ

في كل ملحمة ونادي

إن حلَّ في رومٍ ففيها قيصرٌ

أو حل في عرب ففيها تُبعُ

تُسائلني ما الحبُّ قلت عواطفٌ

منوّعة الأجناس موطنها القلبُ

تطبيق

وضح دواعي الحذف في التراكيب الآتية :

ملوكٌ وإخوانٌ إذا ما مدحتهم

أحكَّم في أموالهم وأقربُ

أما والذي أبكى واضحَكَ والذي

أماتَ وأحيا والذي أمرهُ أمرُ

حريصٌ على الدنيا مضيعُ لدينه

وليس لما في بيته بُمضيعِ

وإني رايت البُخل يُزري بأهله

فأكرمَتُ نفسي أن يُقال بخيل

١٠٢

المبحث الثالث

في تعريف المسند إليه

حقُ المسند إليه : أن يكون معرفة ، لأنه المحكوم عليه الذي ينبغي أن يكون معلوماً ، ليكونَ الحكم مفيداً.

وتعريفه (١) إمّا : بالإضمار ، وإمّا بالعلمية ، وإما بالاشارة ، وإمّا بالموصولية ، وإمّا بأل ، وإمّا بالإضافة ، وإمّا بالنداء.

في تعريف المسند إليه بالإضمار

يُؤتى بالمسند إليه ضميرا لأغراض :

(١) لكون الحديث في مقام التكلُّم كقوله عليه الصلاة والسلام (انا النبيّ لا كذب ، أنا ابنُ عبد المطَّلب).

__________________

(١) اعلم أن كلا من المعرفة والنكرة يدل على معين ، وإلا امتنع الفهم ـ إلا ان الفرق بينهما أن النكرة يفهم منها ذات المعين فقط ، ولا يفهم منها كونه معلوما للسامع وان المعرفة يفهم منها ذات المعين ، ويفهم منها كونه معلوما للسامع لدلالة اللفظ على التعيين ، والتعيين فيها إما بنفس اللفظ من غير احتياج إلى قرينة خارجية كما في العلم واما بقرينة تكلم أو خطاب أو غيبة كما في الضمائر ، واما بقرينة إشارة حسية كما في الاشارة وإما بنسبة معهودة كما في الأسماء الموصولة ، وأما بحرف وهو المعرف بال والنداء ، واما باضافة معنوية وهو المضاف إلى واحد مما ذكر ، ما عدا المنادى.

واعلم أنه قدم ذكر الاضمار لأنه أعرف المعارف واصل الخطاب أن يكون لمعين ، وقد يستعمل أحيانا دون أن يقصد به مخاطب معين كقول المتنبي :

إذا انت أكرمت الكريم ملكته

وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا

أخرج الكلام هنا في صورة الخطاب ليفيد العموم.

١٠٣

(٢) أو لكون الحديث في مقام الخطاب كقول الشاعر :

وانتَ الذي أخلفتني ما وعدتني

وأشمت بي من كان فيك يَلومُ

(٣) أو لكون الحديث في مقام الغيبة لكون المسند إليه مذكورا ـ او في حكم المذكور لقرينة نحو : هو اللهُ تبارك وتعالى ولابدَّ من تقدّم ذكره.

أ ـ إمَّا لفظاً : كقوله تعالى : (واصبر حتى يحكُم الله بيننا وهوَ خيرُ الحاكمين).

ب ـ وإما معنى : نحو : (وإن قيل لكمُ ارجعُوا فارجِعوا هو أزكى لكُم) أي الرجوع.

ونحو «اعدلوا هو أقربُ للتقوى» أي العدل :

ج ـ أو دلت عليه قرينة حال كقوله تعالى : (فلهُنَّ ثُلثُا مَا تَرَكَ) أي الميت.

تنبيهات

الأول : الأصل في الخطاب أن يكون لمشاهدٍ مُعين. نحو أنت استرققتني بإحسانك. وقد يُخاطب :

أ ـ غيرُ المشاهد إذا كان مُستحضراً في القلب نحو (لا إله إلا أنت) ونحو :

جودى بقربك أبلغ كل أمنيتي

أنت الحياة وانتِ الكون أجمعهُ

ب ـ وغير المعُين : إذا قُصد تعميمُ الخطاب لكلِّ من يمكن خطابه على سبيل البدل لا التناول دفعة واحدة كقول المتنبي :

إذ أنت أكرمت الكريم ملكته

وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا

الثاني : الأصلُ في وضع الضمير عدم ذكره إلا بعد تقدم ما يفسره وقد يعدل عن هذا الأصل : فيقدم الضمير على مرجعه لأغراض كثيرة.

أ ـ منها تمكين ما بعد الضمير في نفس السامع لتشوقه إليه كقوله : هي النفس ما حملتها تتحملُ.

١٠٤

(فأنها لا تعمى الأبصار) ، ونعم رجلا عليٌ ، فالفاعل ضمير يفسره التمييز ، ويطَّرد ذلك في بابى نعم وبئس ، وفي باب ضمير الشأن ـ نحو قوله تعالى : «هو الله أحد».

ب ـ ومنها ادعاء أن مرجع الضمير دائم الحضور في الذهن ، نحو : أقبل وعليه الهيبة والوقار .. ونحو قول الشاعر :

أبت الوصال مخافة الرقباء

وأتتكَ تحتَ مدارع الظلماء

ويسمى هذا العدول بالاضمار في مقام الاظهار.

الثالث : يوضع الظاهر سواء أكان علما ، أو صفة ، أو اسم اشارة موضع الضمير ، لأغراض كثيرة :

(١) منها إلقاء المهابة في نفس السامع كقول الخليفة : أمير المؤمنين يأمر بكذا.

(٢) وتمكين المعنى في نفس المخاطب نحو : الله ربي ولا أشرك بربي أحداً.

(٣) ومنا التلذذ كقول الشاعر :

سقى الله نجداً والسلام على نجد

ويا حبذا نجدٌ على القُرب والبعد

(٤) ومنها الاستعطاف نحو : اللهم عبدك يسألك المغفرة أي أنا أسألك.

ويسمى هذا المدلول بالإظهار في مقام الإضمار.

في تعريف المسند إليه بالعلميَّة

يُوتى بالمسند إليه علماً : لإحضار معناه في ذهن السامع ، ابتداء باسمه الخاص ليمتاز عمّا عداه كقوله تعالى : (وإذ يرفَعُ إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل).

وقد يقصد به مع هذا أغراضٌ أخرى تناسب المقام :

(١) كالمدح في الألقاب التي تشعر بذلك ، نحو : جاء نصر وحضر صلاح الدين.

(٢) والذَّم والإهانة نحو : جاء صخر ، وذهب تأبط شرّا.

(٣) والتفاؤل ، نحو : جاء سرور.

١٠٥

(٤) والتشاؤم ، نحو : حرب في البلد.

(٥) والتبرُّك ، نحو : اللهُ أكرمني ، في جواب : هل أكرمك الله؟

(٦) والتَّلذُذ كقول الشاعر :

بالله يا ظبيات القاعِ قُلن لنا

ليلاي منكنَّ أم ليلى من البشر

(٧) والكناية عن معنى يصلح العلم لذلك المعنى : بحسب معناه الأصلي قبل العلمية نحو : أبو لهب فعل كذا .. كناية عن كونه جهنميا لان اللهب الحقيقي هو لهبُ جهنم ، فيصحّ أن يُلاحظ فيه ذلك.

في تعريف المسند إليه بالإشارة

يؤتى بالمسند إليه اسم إشارة : إذا تعين طريقاً لأحضار المشار إليه في ذهن السَّامع ، بأن يكون حاضراً محسوساً ، ولا يَعرفُ المتكلم والسَّامع اسمه الخاص ، ولا مُعيِّناً آخر ، كقولك أتبيع لي هذا ، مُشيراً إلى شيء لا تعرف له اسما ولا وصفاً.

أمّا إذا لم يتعين طريقاً لذلك ، فيكون لأغراض أخرى.

(١) بيان حاله في القُرب نحو : هذه بضاعتنا. أو في التَّوسط ، نحو : ذاك ولدي. أو في التُحد نحو : ذلك يوم الوعيد.

(٢) تعظيم درجته بالقُرب ، نحو : (إنَّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم). أو تعظيم درجته بالبعبد ، كقوله تعالى : (ذلك الكتاب لا ريب فيه).

(٣) أو التحقير بالقُرب ، نحو : (هل هذا إلا بشرِ مثلُكم).

أو التَّحقير بالبُعد كقوله تعالى (فذلك الذي يدُعُّ اليتيم).

(٤) وإظهار الاستغراب ، كقول الشاعر :

كم عاقلٍ أعيت مذاهبهُ

وجاهلٍ تلقاهُ مرزوقا

هذا الذي ترك الأوهام حائرة

وصيَّر العالم النحرير زنديقا

١٠٦

(٥) وكمال العناية وتمييزه أكمل تمييز كقول الفرزدق :

هذا الذي تعرفُ البطحاء وَطأته

والبيتُ يعرفهُ والحلَ والحَرم

ونحو قوله : هذا أبو الصقر فَرداً في محاسنه.

(٦) والتَّعريض بغباوة المخاطب ، حتى كأنه لا يفهم غير المحسوس ، نحو :

أولئك آبائي فجئني بمثلهم

إذا جمعتنا يا جريرُ المجامع

(٧) والتنبيه على أن المشار إليه المعقب بأوصاف ، جديرٌ لأجل تلك الأوصاف بما يُذكر بعد اسم الإشارة كقوله تعالى : (أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون) (١).

وكثيراً : ما يُشار إلى القريب غير المُشاهد باشارة البعيد ، تنزيلاً للبُعد عن العيان ، منزلة البعد عن المكان نحو : (ذلك تأويل ما لم تستطع عليه صبراً).

في تعريف المسند إليه بالموصولية

يُؤتى بالمسند إليه اسمُ موصول : إذا تَعيَّنَ طريقاً لاحضار معناه. كقولك الذي كان معنا أمس سافر ، إذا لم تكن تعرف اسمه.

أمَّا إذا لم يتعين طريقاً لذلك : فيكون لأغراض أخرى.

(١) منها التَّشويق : وذلك فيما إذا كان مضمون الصّلة حُكماً غريباً كقوله :

والذي حارَت البريَّة فيه

حيَوانٌ مستحدثٌ من جَماد (٢)

(٢) ومنها إخفاء الأمر عن غير المخاطب كقول الشاعر :

وأخذتُ ما جاد الأميرُ به

وقضيتُ حاجاتي كما أهوى

__________________

(١) أي فالمشار إليه بأولئك ، هم المتقون ، وقد ذكر عقبه أوصاف هي الايمان بالغيب ، وإقامة الصلاة وما بعدهما ثم أتى بالمسند إليه اسم إشارة وهو أولئك تنبيها على أن المشار إليهم جديرون وأحقاء من أجل تلك الخصال ، بأن يفوزوا بالهداية عاجلا. والفوز بالفلاح آجلا.

(٢) يعني تحيرت البرية في المعاد الجسماني.

١٠٧

(٣) ومنها التَّنبيه على خطأ المخاطب ، نحو : (إنّ الذين تَدعونَ من دون الله عبادٌ أمثالكم) ، وكقول الشاعر :

إنَّ الذين تُرَونهم إخوانَكم

يَشفى غليل صُدورهم أن تُصرَعوا (١)

(٤) ومنها التَّنبيه على خطأ غير المُخاطب كقوله :

إنَّ التي زعمت فؤادك مَلّها

خلعت هواك كما خلعت هوى لها

ومنها تعظيم شأن المحكوم به كقول الشاعر :

إنَّ الذي سمك السَّماء بني لنا

بيتاً دعائمهُ أعزُّ وأطولُ (٢)

(٦) ومنها التَّهويل : تعظيماً أو تحقيراً نحو : (فَغشيَهُم من أليم ما غشيهم) (٣). ونحو : من لم يدرِ حقيقة الحال قال ما قال.

(٧) ومنها استهجان التصريح بالاسم نحو الذي ربّاني أبى (٤).

(٨) ومنها الإشارة إلى الوجه الذي يُبنى عليه الخبر من ثواب أو عقاب كقوله تعالى (الذين آمنوا وعملُوا الصالحات لهم مغفرةٌ ورزقٌ كريم).

(٩) ومنها التَّوبيخ نحو : الذي أحسن اليك قد أسأت اليه.

(١٠) ومنها الاستغراق نحو : الذين يأتونك أكرمهم.

(١١) ومنها الإبهام نحو : لكلّ نفس ما قدَّمت.

واعلم انَّ التعريف بالموصوليَّة مبحث دقيق المسلك ، غريب النَّزعة يُوقفكَ على دقائق من البلاغة ، تؤنسُك إذا انتَ نظرتَ اليها بثاقب فكرك ، وتثلجُ صدرك إذا تأمَّلتَها بصادق رأيك ، فأسرارُ ولطائف التَعريف بالموصوليّة لا يمكن ضبطها ن واعتبر في كل مقام ما تراه مناسباً.

__________________

(١) أي من تظنون اخوتهم يحبون دماركم فأنتم مخطئون في هذا الظن ، ولا يفهم هذا المعنى (لو قيل إن قوم كذا يشفى الخ).

(٢) أي ان من سمك السماء بنى لنا بيتا من العز والشرف ، هو أعز واقوى من دعائم كل بيت.

(٣) أي غطاهم وسترهم من البحر موج عظيم ، لا تحيط العبارة بوصفه.

(٤) أي بأن كان اسمه قبيحاً كمن اسمه برغوث ، أو جحش ، أو بطة ، أو غيره.

١٠٨

في تعريف المسند إليه بأل

يؤتى بالمُسند إليه مُعرّفا بأل العهدية أو أل الجنسية لأغراض آتية :

أل العهدية : أل العهدية تدخل على المُسند إليه للإشارة ىلى فرد معهود خارجاً بين المُتخاطبين وعهده يكون :

أ ـ إما بتقدم ذكره صريحاً كقوله تعالى (كما أرسلنا إلى فرعون رسولاً فعصى فرعون الرَّسولَ) ويُسمَّى عهداً صريحياً.

ب ـ وإمَّا بتقدم ذكره تلويحاً كقوله تعالى (وليس الذكر كالأنثى) فالذَّكر وإن لم يكن مسبوقاً صريحاً ، إلا أنه اشارة إلى «ما» في الآية قبله (ربِّ نذَرتُ لك ما في بطني مُحرَّراً) (١). فانهم كانوا لا يُحررون لخدمة بيت المقدس إلا الذكور ، وهو المعنى بما ويسمى عهدا كنائياً.

ج ـ وإما بحضوره بذاته نحو : (اليوم أكملتُ لكن دينكم) أو بمعرفة السامع له نحو : هل انعقد المجلس ، ويُسمى عهداً حُضورياً.

أل الجنسية : أل الجنسية : وتسمى لام الحقيقة تدخل على المسند إليه لأغراض أربعة :

(١) للاشارة إلى الحقيقة : من حيث هي بقطع النَّظر عن عمومها وخصوصها ، نحو : الإنسان حيوانٌ ناطق.

وتسمى لام الجنس لأن الإشارة فيه إلى نفس الجنس ، بقطع النظر عن الأفراد نحو : الذهب أثمن من الفضة.

__________________

(١) التحرير هو العتق لخدمة بيت المقدس ، أي وليس الذكر الذي طلبت كالانثى التي وهبت لها ، فطلبها الذكر كان بطريق الكناية في قولها (رب إني نذرت لك ما في بطني محرراُ) فان ذلك كان مقصوراً عندهم على الذكور ، فأل في الذكر عائدة إلى مذكر بطريق الكناية ، وأل في الانثى عائدة إلى مذكور صريحا في قولها رب إني وضعتها أنثى فالعهد الخارجي ثلاثة أنواع صريحي ، وكنائي ، وعلمي.

١٠٩

(٢) أو للإشارة إلى الحقيقة في ضمن فرد مُبهم ، إذا قامت القرينة على ذلك ، كقوله تعالى (وأخاف أن يأكله الذئب) ومدخولها في المعنى (كالنكرة) فيُعامل مُعاملتها وتسمى لام العهد الذهني.

(٣) أو للإشارة إلى كلِّ الأفراد التي يتناولها اللفظ بحسب اللغة.

أ ـ بمعونة قرينة «حالية» نحو : (عالم الغيب والشهادة) أي كل غائب وشاهد.

ب ـ أو بمعونة قرينة لفظية نحو : (إن الانسان لفي خُسر) أي كل انسان بدليل الاستثناء بعده. ويُسمى استغراقاً حقيقياً.

(٤) أو للاشارة إلى كلّ الأفراد مقيَّداً نحو : جمع الأمير التُّجار والقى عليهم نصائحه أي جمع الأمير تجَّار مملكته لا تجَّار العالم أجمعَ. ويسمى استغراقاً عرفياً.

تنبيهات

التنبيه الأول : علم مما تقدم أن أل التعريفية قسمان

القسم الأول : لام العهد الخارجي ، وتحته أنواع ثلاثة : صريحي وكنائي وحضوري.

والقسم الثاني : لام الجنس : وتحته أنواع أربعة : لام الحقيقة من حيث هي ولام الحقيقة في ضمن فرد مبهم ولام الاستغراق الحقيقي ولام الاستغراق العرفي.

التنبيه الثاني : استغراق المفرد أشمل من استغراق المثنى ، والجمع ، واسم الجمع لأن المفرد : يتناول كل واحد واحد من الأفراد ، والمثنى إنما يتناول كل اثنين اثنين ، والجمع إنما يتناول كل جماعة جماعة بدليل صحة : لا رجال في الدار إذا كان فيها رجل أو رجلان.

بخلاف قولك لا رجل : فانه لا يصح إذا كان فيها رجل أو رجلان وهذه القضية ليست بصحيحة على عمومها ، وانما تصح في النكرة المنفية ، دون الجمع المعروف باللام لأن المعروف بلام الاستغراق يتناول كل واحد من الأفراد نحو (الرجال قوامون على النساء) بل هو في المفرد أقوى ، كما دل عليه الاستقراء وصرح به أئمة اللغة

١١٠

وعلماء التفسير في كل ما وقع في القرآن العزيز نحو (أعلم غيب السموات والأرض) ، (والله يحب المحسنين) ، (وعلم آدم الأسماء كلها) إلى غير ذلك من آي الذكر الحكيم كما في المطولات.

التنبيه الثالث : قد يعرف الخبر بلام الجنس لتخصيص المسند إليه بالمسند المعرف وعكسه «حقيقة» نحو : هو الغفور الودود ، ونحو : (وتزودوا فان خير الزاد التقوى) أو «ادعاء» للتنبيه على كمال ذلك الجنس في المسند إليه نحو : محمد العالم ، أي الكامل في العلم أو كماله في المسند نحو الكرم التقوى أي لا كرم إلا هي.

في تعريف المسند إليه بالإضافة

يؤتى بالمسند إليه معرَّفا بالاضافة إلى شيء من المعارف السَّابقة لأغراض كثيرة.

(١) منها أنها أخصر طريق إلى إحضاره في ذهن السامع نحو : جاء غلامي فا ، أخصر من قولك : جاء الغلام الذي لي.

(٢) ومنها تعذر التعدد : أو تعسره نحو : أجمع أهل الحق على كذا وأهل مصر كرامٌ.

(٣) ومنها الخروج من تبعة تقديم البعض على البعض نحو : حضر امراء الجند.

(٤) ومنها التعظيم للمضاف نحو : كتاب السلطان حضر او التعظيم للمضاف إليه نحو : الأمير تلميذي أو غيرهما : نحو : أخو الوزير عندي.

(٥) ومنها التحقير للمضاف نحو : ولدُ اللص قادم

أو التحقير للمضاف إليه نحو : رفيق زيد لصٌ ـ أو غيرهما : نحو : أخو اللصّ عند عمرو

(٦) ومنها الاختصار لضيق المقام : لفرط الضَّجر والسآمة ـ كقول جعفر بن علبة وهو في السجن بمكة :

هواي مع الرّكب اليمانين مُصعد

جنيبٌ وجثماني بمكة مُوثقُ (١)

__________________

(١) أي : من أهواه وأحبه ذاهب مع ركبان الابل ، القاصدين إلى اليمن ، منضم إليهم ، مقود معهم ، وجسمي مقيد بمكة ، محبوس وممنوع عن السير معهم ، فلفظ هواي أخصر من الذي أهواه ونحوه.

١١١

واعلم أن هيئة التركيب الاضافي : موضوعة للاختصاص المصحّح لأن يقال «المضاف للمضاف إليه ، فاذا استعملت في غير ذلك كانت مجازاً كما في الاضافة لأدنى ملابسة ، نحو : مكرُ الليل وكقوله :

إذا كوكبُ الخرقاء لاحَ بسحرهِ

سُهيلٌ أذاعت غزلها في القرائب (١)

في تعريف المسند إليه بالنّداء (٢)

يُؤتى بالمسند إليه معرفاً بالنداء : لأغراض كثيرة.

(١) منها إذا لم يُعرف للمُخاطب عنوان خاص : نحو يا رجل.

(٢) ومنها الإشارة إلى علّة ما يُطلب منه نحو : يا تلميذ أكتب الدَّرس.

__________________

(١) أضاف الكوكب إلى أي المرأة الحمقاء مع أنه ليس لها ، لأنها لاتتذكر كسوتها إلا وقت طلوع (سهيل) سحراً في الشتاء وتفصيل ذلك أنه يقال إن المرأة الحمقاء كانت تضيع وقتها في الصيف ، فإذا طلع سهيل وهو كوكب قريب من التطب الجنوبي في السحر ، وذلك قرب الشتاء أحست بالبرد ، واحتاجت إلى الكسوة ، فقرت غزلها أي تطنها أو كتانها الذي يصير غزلاص في أقاربها ، ليخزلوا لها بسبب عجزها عن الغزل ما يكفيها لضيق الوقت ، فإضافة كوكب الخرفاء لأدنى ملابسة ، وقد جمل الشاعر هذه البابة بمنزلة الاختصاص.

(٢) اعلم أن ‘غلب البيانيين لم يثبت التعريف بالنداء في تعريف المسند إليه ، وتحقيق ذلك يطلب من المطولات في علوم البلاغة.

١١٢

المبحث الحادي عشر

في تنكير المسند إليه

يؤتى بالمسند إليه نكرة : لعدم علم المتكلم بجهة من جهات التعريف حقيقةً أو ادعاءً (١) ، كقولك : جاء هنا رجل يسأل عنك ، إذا لم تَعرف ما يعينه من علم أو صلة او نحوهما ، وقد يكون لأغراض أخرى.

(١) كالتَّكثير (٢) نحو : (وإن يكذبوك فقد كذبت رسلٌ من قبلك) أي رسلٌ كثيرة.

(٢) والتقليل نحو : (لو كان لنا من الأمر شيء) ، ونحو : ورضوان من الله أكبر.

(٣) والتّعظيم والتَّحقير كقول ابن أبي السمط :

له حاجبٌ عن كل أمرٍ يشينهُ

وليس له عن طالب العرف حاجب

أي له مانع عظيم ، وكثيرٌ عن كل عيب وليس له مانع قليل أو حقير عن طالب الإحسان (٣) فيحتمل التّعظيم والتّكثير والتّقليل والتَّحقير.

(٤) وإخفاء الأمر نحو : قال رجل إنك انحرفت عن الصَّواب تخفى اسمه ، حتى لا يلحقه أذىً.

(٥) وقصد الإفراد نحو : ويلٌ أهونُ من ويلين. «أي ويل واحد أهون من ويلين».

(٦) وقصد النوعية : نحو : لكل داءٍ دواءٌ «أي لكلّ نوع من الدَّاء نوع من الدواء».

__________________

(١) كقوله تعالى : (هل ادلكم على رجل اذا ممزّق انكم لق خلق جديد).

(٢) اعلم أن الفرق بين التعظيم والتكثير : أن التعظيم بحسب رفعة الشأن وعلو الطبقة وان التكثير باعتبار الكميات والمقادير تحقيقا كما في قولك إن له لإبلاً ، وإن له لغنما أو تقديراً نحو : ورضوان من الله أكبر أي قليل من الرضوان أكبر من كل شيء ويلاحظ ذلك الفرق في التحقير والتقليل أيضا.

(٣) ومنه قوله :

ولله عندي جانب لا أضيعه

وللهو عندي والخلاعة جانب

ويحتمل التكثير والتقليل قوله تعالى : (إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن).

١١٣

المبحث الخامس

في تقديم المسند إليه (١)

مرتبة المُسند إليه : التقديم وذلك لأنَّ مدلوله هو الذي يخطر أولاً في الذهن ، لأنه المحكوم عليه ، والمحكوم عليه سابق للحكم طبعاً فاستحق التقديم وضعاً ، ولتقديمه دواع شتَّى.

__________________

(١) معلوم : أن الالفاظ قوالب المعاني ، فيجب أن يكون ترتيبها الوضعي حسب ترتيبها الطبيعي ، ومن البين أن (رتبة المسند إليه التقديم) لانه المحكوم عليه ، ورتبة المسند التأخير ، إذ هو المحكوم به وما عداهما فهو متعلقات وتوابع تأتي تالية لهما في الرتبة ولكن قد يعرض لبعض الكلم من المزايا والاعتبارات ما يدعو إلى تقديمها ، وإن كان من حقها التأخير فيكون من الحسن اذاً تغيير هذا الاصل واتباع هذا النظام ليكون المقدم مشيراً إلى الغرض الذي يؤدي إليه ، ومترجما عما يريد. ولا يخلو (التقديم) من أحوال أربع :

الأول : ما يفيد زيادة في المعنى مع تحسين في اللفظ وذلك هو الغاية القصوى ، واليه المرجع في فنون البلاغة والكتاب الكريم هو العمدة في هذا ، انظر إلى قوله تعالى وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة تجد ان لتقديم الجار في هذا قد أفاد التخصيص وأن النظر لا يكون إلا لله ، مع جودة الصياغة وتناسق السجع.

الثاني : ما يفيد زيادة في المعنى فقط نحو (بل الله فاعبد وكن من الشاكرين) فتقديم المفعول في هذا لتخصيصه بالعبادة ، وأنه ينبغي ألا تكون لغيره ، ولو أخر ما أفاد الكلام ذلك.

الثالث : ما يتكافأ فيه التقديم والتأخير وليس لهذا الضرب شيء من الملاحة كقوله :

وكانت يدى ملأى به ثم اصبحت

بحمد إلهي وهي منه سليب

فتقديره : ثم أصبحت وهي منه سليب بحمد إلهي.

الرابع : ما يختل به المعنى ويضطرب ، وذلك هو التعقيد اللفظي ـ أو المعاظلة التي تقدمت ، كتقديم الصفة على الموصوف ، والصلة على الموصول ، أو نحو ذلك من الانواع التي خرجت عن الفصاحة ومنها قول الفرزدق.

إلى ملك ما أمه من محارب

أبوه ولا كانت كليب تصاهره

فتقديره : إلى ملك أبوه ما أمه من محارب ، أي ما أم أبيه منهم ، ولا شك أن هذا لا يفهم من كلامه للنظرة الأولى ، بل يحتاج إلى تأمل وتريث ورفق ، حتى يفهم المراد منه.

١١٤

(١) منها تعجيل المسرَّة : نحو : العفو عنك صدر به الأمر.

(٢) ومنها تعجيلُ المساءة : نحو : القصاصُ حكم به القاضي.

(٣) ومنها التشويق إلى المتأخر : إذا كان المتقدِّم مشعراً بغرابة.

والذي حارت البرية فيه

حيوان مستحدثٌ من جماد (١)

(٤) التَّلذُّذ : نحو : ليلى وصلت ، وسلمى هجرت.

(٥) التَّبرك : نحو : اسمُ الله اهتديتُ به.

(٦) النَّص على عموم السلب أو النص على سلب العموم.

فعمومُ السلب : يكون بتقديم اداة العموم (٢) ككلّ ، وجميع على أداة النفى نحو : كل ظالم لا يُفلح المعنى : لا يفلح أحد من الظلمة ونحو : كل ذلك لم يكن : أي لم يقع هذا ولا ذاك ونحو : كل تلميذ لم يقصر في واجبه ويسمى شمول النفي.

واعلم : أن عُموم السلب يكون النفي فيه لكل فرد وتوضيح ذلك : أنك إذا بدأت بلفظة «كل» كنتَ قد سلَّطت الكلية على النفي ، وأعملتها فيه وذلك يقتضي ألا يشذَّ عنه شيء.

وسلب العموم يكون بتقديم أداة النفي على أداة العموم نحو : لم يكن كلّ ذلك ، أي لم يقع المجموع ، فيحتمل ثبوت البعض ويحتمل نفي كل فرد ، لأنَّ النفَّي يوجه إلى الشمول خاصة ، دون أصل الفعل ويُسمى نفى الشّمول.

واعلم : أن سلب العُموم يكون النَّفي فيه للمجموع غالباً كقول المتنبي.

ما كل رأي الفتى يدعو إلى رشدٍ.

__________________

(١) قيل (الحيوان) هو الانسان ، و (الجماد) الذي خلق منه هو النطفة. وحيرة البرية فيه هو الاختلاف في إعادته للحشر ، وهو يريد أن الخلائق تحيرت في المعاد الجسماني ، يدل لذلك قوله قبله :

(٢) بشرط أن تكون أداة العموم غير معمولة للفعل الواقع بعدها كما مثل فان كانت معمولة للفعل بعدها : سواء تقدمت لفظا أو تأخرت ، نحو : كل ذنب لم أصنع ولم آخذ كل الدراهم ، أفاد الكلام سلب العموم ونفى الشمول غالباَ.

١١٥

وقد جاء لعموم النفي قليلا : قوله تعالى (إن الله لا يحب كل مختال فخور) ودليل ذلك : الذوق والاستعمال.

(٧) ومنها إفادة التَخصيص قطعاً (١) اذا كان المسند إليه مسبوقاً بنفي والمسند فعلا نحو : ما أنا قلت هذا ولا غيري ، أي ، لم أقله : وهو مقول لغيري ، ولذا : لا يصحّ أن يقال : ما أنا قلت هذا ولا غيري ، لأن مفهوم ما أنا قلت أنّه مقول للغير ، ومنطوق ولا غيري كونه غير مقول للغير فيحصل التناقض سلباً وإيجاباً.

وإذا لم يسبق المسند إليه نفي كان تقديمه محتملا (٢) لتخصيص الحكم به أو تقويته ، إذا كان المسند فعلا (٣) نحو : أنتَ لا تبخل ونحو : هو يهبُ الألوف ، فاُنَّ فيه الإسناد مرتين ، إسناد الفعل إلى ضمير المخاطب : في المثال الأول ، وإسناد الجملة إلى ضمير الغائب : في المثال الثاني.

(٨) ومنها مُراعاة الترتيب الوُجودي : نحو : (لا تأخذُهُ سنةٌ ولا نوم).

__________________

(١) وذلك يكون في ثلاثة مواضع :

الأول : ان يكون المسند إليه معرفة ظاهرة بعد نفي ، نحو : ما فؤاد فعل هذا.

الثاني : أن يكون المسند إليه معرفة مضمرة بعد نفي ، نحو : ما أنا قلت ذلك.

الثالث : أن يكون المسند إليه نكرة بعد نفي ، نحو : ما تلميذ حفظ الدرس.

(٢) وذلك في ستة مواضع :

الأول : ان يكون المسند إليه معرفة ظاهرة قبل نفي ، نحو فؤاد ما قال هذا.

الثاني : أن يكون المسند إليه معرفة ظاهرة مثبتة ، نحو ع باس أمر بهذا.

الثالث : ان يكون المسند إليه معرفة مضمرة قبل نفي ، نحو انا ما كتبت الدرس.

الرابع : أن يكون المسند إليه معرفة مضمرة مثبتة ، نحو أنا حفظت درسي.

الخامس : أن يكون المسند إليه نكرة قبل نفي ، نحو رجل ما قال هذا

السادس : أن يكون المسند إليه نكرة مثبتة ، نحو تلميذ حضر اليوم في المدرسة واعلم أن ما ذكرناه هو مذهب عبد القاهر الجرجاني وهو الحق ، وخالفه السكاكي.

(٣) فان قيل : لماذا اشترط أن يكون المسند فعلا ، وهل إذا كان المسند وصفا مشتملا على ضمير نحو : أنت بخيل لم يكن كالفعل في إفادة التقوية؟

١١٦

المبحث الثالث عشر

في تأخير المسند إليه

يؤخر المسند إليه : إن اقتضى المقامُ تقديم المسند كما سيجيء ولا نلتمس دواعي للتقديم والتأخير إلا إذا كان الاستعمال يبيح كليهما.

تطبيق عام على أحوال المسند إليه وما قبله

أمير المؤمنين يأمرك بكذا : جملة خبرية اسمية من الضرب الثالث ، المراد بالخبر بيان سبب داعي الامتثال ، المسند إليه أمير المؤمنين ، ذكر للتعظيم ، وقدم لذلك والمسند جملة يأمر ، ذكر لأن الأصل فيه ذلك ، وأخر لاقتضاء المقام تقديم المسند إليه وأتى به جملة لتقوية الحكم بتكرار الاسناد والتعظيم وتقوية الحكم وكون ذكر المسند هو الأصل ولا مقتضى للعدول عنه واقتضاء المقام تقديم المسند اليه أحوال والذكر والتقديم والتأخير مقتضيات ، والاتيان بهذه الجملة على هذا الوجه مطابقة لمقتضى الحال.

أنت الذي أعانني. وانت الذي سرني : ذكر أنت ثانيا لزيادة التقرير والايضاح فزيادة التقرير والايضاح حال ، والتكرير مقتضى ، والاتيان بالجملة على هذا الوجه مطابقة لمقتضى الحال.

سعيد يقتحم الاخطار : بعد مدحه ، ذكر سعيد للتعظيم والتعجب ، فالتعظيم والتعجب حال ، والذكر مقتضى ، والاتيان بالجملة على هذا الوجه : مطابقة لمقتضى الحال.

حضر الكريم سعد بعد : أحضر سعد ذكر الكريم لتعظيم سعد ومدحه فالتعظيم حال ، والذكر مقتضى والاتيان بالجملة على هذا الوجه : مطابقة لمقتضى الحال علي كتب الدرس جواب ما الذي عمل علي ، ذكر علي للتعريض بغباوة السامع ، وقدم لتقوية الحكم لكون الخبر فعلا ، فالتعريض والتقوية حالان والذكر والتقديم مقتضيان ، والاتيان بالجملة على هذا الوجه : مطابقة لمقتضى الحالين.

١١٧

محمود نعم التلميذ : بعد مدح كثير له ، ذكر محمود لقلة الثقة بالقرينة. وقدم لتقوية الحكم.

معطى الوسامات والرتب : حذف المسند إليه للتنبيه على تعيين المحذوف ادعا كالسلطان مثلا.

(ألم يجدك يتيما فآوى) : حذف مفعول آوى للمحافظة على الفاصلة.

صاحبك يدعو إلى وليمة العرس : حذف مفعول يدعو للتعميم باختصار.

لا يعطى ولا يمنع إلا الله تعالى : حذف المفعولان لعدم تعلق الغرض بهما.

أهين الأمير : حذف الفاعل للخوف عليه.

لسان الفتى نصف ، ونصف فؤاده : قدم نصف الثاني للمحافظة على الوزن.

ما كل ما يتمنى المرء يدركه : قدمت أداة النفي على أداة العموم لافادة سلب العموم ونفي الشمول.

جميع العقلاء لا يسعون في الشر : قدمت أداة العموم على أداة النفي لافادة عموم السلب وشمول النفي.

(وعلى الله فليتوكل المؤمنون) : قدم الجار والمجرور للتخصيص.

ونحن التاركون لما سخطنا

ونحن الآخذون لما رضينا

الجملة الأولى خبرية اسمية ، من الضرب الابتدائي ، والمراد بالخبر إظهار الفخر والشجاعة ، المسند إليه نحن ، ذكر لأن ذكره الأصل ، وقدم للتعظيم ، وعرف بالاضمار ، لكون المقام للتكلم مع الاختصار ، والمسند التاركون ، ذكر وأخر لأن الأصل ذلك.

١١٨

وأنت الذي أخلفتنيِ ما وعدتني

وأشمت بي من كان فيك يلوم

جملة خبرية اسمية من الضرب الابتدائي ، والمراد بالخبر التوبيخ ، المسند إليه أنت. ذكر وقدم لأن الأصل فيه ذلك ، وعرف بالاضمار لكون المقام للخطاب مع الاختصار ، والمسند لفظة الذي ، وقد ذكر وأخر لأن الأصل فيه ذلك ، وعرف بالموصولية للتعليل؛ يعني أن إخلاف وعده كان سبب الشماتة واللوم ، وأما جملة أشمت فمعطوفة على جملة أخلفت ووصلت بها لما تقدم ، وعرف المسند إليه وهو الفاعل في يلوم بالاضمار لكون المقام للغيبة مع الاختصار.

ابو لهب فعل كذا : جملة خبرية اسمية من الضرب الثالث لما فيها من تقوية الحكم بتكرار الاسناد ، والمراد بالخبر أصل الفائدة لمن يجهل ذلك ، المسند إليه أبو لهب ، ذكر وقدم لأن الأصل فيه ذلك ، وعرف بالعلمية للكناية عن كونه جهنميا.

أسئلة على أحوال المسند إليه يطلب اجوبتها

ما هو المسند إليه؟ ما هي أحواله؟ متى يجب ذكره؟ ما هي الوجوه التي ترجّح ذكره عند وجود القرينة ، متى يحذف؟ ما الفرق بين المعرفة والنكرة؟ لم يُعرف المسند إليه بالاضمار؟ ما هو الأصل في الخطاب؟ ما الأصل في وضع الضمير؟ هل يقدم الضمير على مرجعه؟ هل الظاهر يوضع موضع الضمير؟ لم يعرّف المسند إليه بالعلمية؟ لم يعرف بالاشارة؟ لم يُعرف بالموصولية؟ لم يُعرف بأل؟ إلى كم تنقسم أل؟ لم يعرّف بالاضافة؟ لم يعرَّف بالنداء؟ لأي شيء ينكر المسند إليه؟ لم يقدّم المسند إليه؟ ما الفرق بين عموم السلب وسلب العموم لِم يؤخرّ المسند إليه؟

١١٩
١٢٠