بدايع الاصول

السيد علي الشفيعي

بدايع الاصول

المؤلف:

السيد علي الشفيعي


الموضوع : أصول الفقه
الناشر: انتشارات خوزستان
المطبعة: مطبعة الهادي
الطبعة: ٠
ISBN: 964-6511-21-x
الصفحات: ٢٥٦

إلى هنا وصل بحث الأستاذ العلّامة المحقق البهبهاني قدس‌سره من كتاب الصوم في شهر رمضان المبارك من سنة ١٣٨٤ الهجرية. ولم يستمر بل انقطع وحرمنا من استدامته وذلك لأجل وقوع فاجعة مولمة للأستاذ ولنا أجمع وهو حادثة وفاة نجله الثالث أعنى الفقيد السعيد الفاضل التقي المرحوم السيد محمد تقي أثر حادثة اصطدام السيارة الراكب هو على متنها التي أودت بحياته وحياة مصاحبين آخرين له في تلك السيارة فانشغل الأستاذ بمراسم العزاء والتعزية ووفود الوافدين عليه من أقطار محافظة خوزستان فبقى المبحث مبتورا. قدّس الله تعالى روح الولد والوالد. وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

٢٢١

(٢)

بطلان الوجود الذهني *

إنّ القول بالوجود الذهني ناش عن صدق القضايا الحقيقية وصدق هذه القضايا مستلزم للقول بالوجود الذهني ـ تقرير ذلك :

إنّ القضية الفرعية أعنى (ثبوت شيء لشيء فرع ثبوت المثبت له) من القضايا الضرورية وهي جارية في جميع القضايا الموجبة وتخصيصها ببعض القضايا دون البعض لا تصور له فصدق القضايا الحقيقية قبل وجود الموضوعات.

مثلا. الحيوان ناطق. شريك الباري ممتنع. اجتماع الضدين محال. اجتماع الضدين مغاير لاجتماع النقيضين. الأربعة زوج وغير ذلك كل ذلك متوقف على القول بوجود لهذه الموضوعات في هذه القضايا غير الوجود الخارجي فإنّه إن لم نقل بهذا الوجود وراء الوجود الخارجي يلزم منه انخرام القاعدة الفرعية المذكورة مع انّها من جملة القضايا الضرورية التي يحكم بها العقل صريحا فلا مناص لتصحيح هذه القضايا من الاعتقاد بوجود للأشياء وراء الوجود الخارجي وليس هذا إلّا الوجود الذهني.

والجواب. ان هناك محاذير قد التفت القوم اليها وهي لا يمكن الالتزام بها.

أحدها : انّه يلزم مما ذكر أن تكون الجواهر والاعراض كلها في الذهن من مقولة العرض ومن خصوص مقولة الكيف. توضيحه : إنّ الوجود متحد هوية مع

__________________

(*) من إفادات الأستاذ المحقق البهبهاني قدس‌سره أفادني بها حين البحث عن تقسيمات الوجود عند قراءتي عليه كتاب (كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد) في بلدتنا الأهواز وقبل هجرتي إلى النجف الأشرف.

٢٢٢

الماهية وينفكان في مرحلة التصور (ان الوجود عارض الماهية ـ تصورا واتحدا هوية) (١) ووجود كل منهما معروض للآخر وعلى هذا فلو قلنا انّ العلم وجود ظلي ضعيف للمعلوم (وبهذا الاعتبار تثبت المحمولات للموضوعات قبل وجود الموضوعات في الخارج) يلزم أن يكون حقيقة الانسان والحجر والشجر وهكذا متحدة مع العلم الذي هو الوجود الذهني لهذه المهيات والعلم (القائم بالذهن) حيث انّه من مقولة الكيف (على ما هو المعروف بين الحكماء وإن قال بعضهم بأنّه من مقولة الإضافة) فعلى هذا لو كان الانسان متحدا مع العلم القائم بالذهن يلزم أن يكون المعلوم أيضا قائما بالذهن فيكون جمع المعلومات من قبيل اعراض الكيف. ولهذا قال الحكيم السبزواري في شرح المنظومة بعد تقرير هذا الاشكال : وهذا هو الذي صيّر العقول حيارى والافهام صرعى (٢) ومن البديهي عدم معقولية انقلاب الجوهر بالعرض حيث انّ الجوهر والعرض متضادان والأول قائم بنفسه والعرض ليس كذلك.

الثانى : يلزم أن يكون ظرف الموضوع والمحمول (في مثل شريك الباري ممتنع واجتماع الضدين محال ونحو ذلك) مختلفا بمعنى أن يكون الموضوع موجودا في الذهن والمحمول ثابتا في الخارج فإنّ من البديهي ان وصف الامتناع لشريك الباري واستحالة اجتماع الضدين ليس موطنه الذهن بل هما ثابتان في الخارج وهذا محال وكذا عكسه (وجود الموضوع في الخارج والمحمول في الذهن) أفهل يعقل ويتصور أن يكون العنقاء غير موجود في الخارج وطيرانه موجودا فيه (في الخارج)؟

الثالث : يلزم في مثل (الأربعة زوج) أن يكون صدق القضية متوقفا على

__________________

(١) المنظومة للحكيم السبزواري قدس‌سره ص ١٦ من النسخة المطبوعة في حياة صاحب المنظومة.

(٢) شرح المنظومة : ص ٢٧ من الطبعة المشار إليها. وفيها هكذا : فهذا الاشكال جعل العقول حيارى والافهام صرعى فاختار كل مهربا ... هذا وعليك بالتأمل فيما نقله الأستاذ المحقق عن شرح المنظومة وفيما ذكره الحكيم السبزواري في الشرح.

٢٢٣

وجود الموضوع في الذهن وما دام لم يتصور الأربعة في الذهن لا يثبت له صفة الزوجية ولا الفردية مع ان من البديهي ثبوت الزوجية لها في حد نفسها سواء تصوّرت في الذهن أم لم تتصور فيه. هذا مضافا إلى أن العلم عبارة عن ادراك الواقع على ما هي عليه لا الخلق والايجاد وصدق الادراك فرع ثبوت المدرك في الخارج (إن كان) وإلّا ففي كل موضوع يكون الادراك تابعا له مع ان من البديهي انّ العقل إنّما هو يدرك الزوجية للأربعة لا انّه يوجد الزوجية لها ولو فرضنا انّ الزوجية لم تكن ثابتة للأربعة في حدّ نفسها بل كانت تابعة لايجاد الأربعة لزم من ذلك صدق (الأربعة فرد) أيضا فإنّ الذهن كما يدرك ويتصور الزوجية للأربعة كذلك يتصور الفردية لها أيضا فيلزم أن لا يكون الزوجية أمرا واقعيا ثابتا للأربعة دون الأربعة فرد.

والحاصل. انّ الوجود الذهني بمعنى كون العلم من الكيفيات النفسانية القائمة بالذهن أمر مسلّم لكنما الاشكال في انه هل يكون المعلوم موجودا في الذهن باعتبار انّ العلم وجود للمعلوم. أو لا يكون؟

فالقائلون بالوجود الذهني يقولون بأن المعلومات كما يكون لها وجود في الخارج لها أيضا وجود في الذهن (وهذا القول منهم لأجل تصحيح القضايا الحقيقية) لكنهم يقولون انّ الوجود الذهني وجود ظلي ضعيف لا يترتب عليه أثر. وهذا المقال منهم باطل من عدة وجود أشرنا إلى ثلاثة منها.

الرابع : يلزم أن يكون زيد بمجرد تصور علم الفقه عالما به وكذا بتصور الجهل يلزم أن يكون زيد جاهلا ـ وبتصور الغني يصير غنيا وبتصور الفقر فقيرا ـ بيان ذلك :

إنّ المعلوم اذا اتصف بالوجود الذهني كان متحدا مع العلم هوية فكما ان العلم قائم بالذهن فالمعلوم المتحد معه أيضا قائم بالذهن فالفقر بتصوره يكون قائما بالشخص فصار زيد فقيرا ـ مع ان من البديهي ان ذلك غير جائز ليقال ان بتصور

٢٢٤

الفقر يكون زيد فقيرا وبتصور الغني يصير غنيا.

إن قلت :

فكيف تكون القضايا الحقيقية صادقة مع انّ القضية الفرعية من جملة القضايا الضرورية؟

قلنا :

إنّ القضايا الحقيقية على ثلاثة أقسام :

١ ـ قضايا سالبة لكن في صورة الموجبة ـ مثل شريك الباري ممتنع ـ اجتماع الضدين محال فإنّ مرجع الامتناع والاستحالة إلى عدم قبول هذه للوجود.

٢ ـ قضايا صورية أي انّها ليست قضية في الحقيقة وإن كانت في صورتها إذ ليس موضوع ومحمول في البين مثل الانسان حيوان ناطق فإنّ الحيوان الناطق هو الانسان في الحقيقة لا انّه محمول ثابت للانسان.

٣ ـ قضايا ثبوتها ربطي وليس بأصيل ومن البديهي انّ الثبوت الربطي لا يتفرع على وجود شيء فإذا قلنا الانسان ليس بحجر فالنسبة هي احدى النسب الأربع (التباين أو التساوي أو العموم المطلق أو من وجه) وكذا الحال بالنسبة إلى زوجية الأربعة فإنّ النسبة لزوم ثابت لذات الأربعة لا الثبوت في الخارج والقضية الفرعية إنّما هي في خصوص الثبوت الخارجي.

فقد ظهر بهذا البيان ان صدق القضايا الحقيقية غير متوقف على الوجود الذهني وأساس الوجود الذهني غير ثابت إلّا على صدق القضايا الحقيقية قبل وجود موضوعاتها في الخارج.

كما انّه قد تبيّن انّ الوجود الذهني مضافا إلى بطلانه من أصله مستلزم لمحاذير لا يمكن الالتزام بها ـ والحمد لله رب العالمين.

٢٢٥

(٣)

تحقيق حول قاعدة بسيط الحقيقة *

إذا كان المراد من قاعدة بسيط الحقيقة كل الأشياء هو انّ بسيط الحقيقة سار في جميع الأشياء ومتحد مع جميع الأشياء فيرد عليه انّ هذا مستلزم لضعف بسيط الحقيقة وعدم وجوده إلّا بتبع الأنواع والأفراد. بيان ذلك : انّ بسيط الحقيقة إن كان متعينا ومتخصصا ومتميزا لزم من ذلك عدم سريانه في جميع الأشياء لأنّ المتعين والمتخصص لا يقبل السريان وإنّما يقبله إذا لم يكن له التعين والتخصص كالجوهر الذي هو الجنس العالي وله السريان في جميع الأجناس والأنواع وذلك لأجل انّ الجوهر لا يكون متعينا في فرد أو نوع معين وهذا هو وجه ما قلناه من انّ السريان في جميع الأشياء كاشف عن الضعف أعنى ما دام باقيا على إبهامه والفرض انّ ابهامه فوق إبهام ساير الأجناس ومع ذلك يكون ساريا في جميع الأجناس والأنواع فكان لازمة ما ذكرنا ولذا فلو خرج عن مرتبة من مراتب الإبهام إمّا بقيد التجرّد أو بقيد الماديّة كان سريانه بالنسبة إلى سريان الجوهر أقلّ مما قبل ذلك فإنّ الجوهر المجرد سار في العقول والجوهر المادي سار في الأجسام فإذا أضيف إلى الجوهر المادّي قيد (النامي) مثلا كان سريانه أقل فإذا أضيف (الحسّاس) و (المتحرك بالإرادة) كان كذلك فيقل ويضعف إلى أن يصل إلى مرحلة الفردية ـ والحاصل ـ انّ السريان هذا من ضعف الوجود لا من قوته واشتداده فلو كان بسيط الحقيقة مأخوذا بهذا المعنى كان معناه إن

__________________

(*) من إفادات الأستاذ المحقق قدس‌سره أفاضها علىّ في بعض مجالسه الخاصة بي في بلدة أهواز عند دراستي عليه مباحث المعقول وقبل هجرتي إلى العراق (حوزة النجف الأشرف العلمية).

٢٢٦

شيئا لم يلبس بعد كسوة الوجود وإبهامه أشد من ساير الأشياء يكون هذا كل الأشياء. وهذا الكلام بالنسبة إلى الجنس العالي لا يأس به وأما بالنسبة إلى واجب الوجود فغير مناسب له بل محال لاستلزام ذلك عدم وجوب الوجود لأنه حينئذ محتاج إلى الأشياء ومفتقر إليها تعالى الواجب عن هذه الصفة علوا كبيرا.

وأما إن كان المراد من بسيط الحقيقة كل الأشياء عدم سريانه فحينئذ لا معنى لاتحاده مع كل الأشياء كما هو المفروض في القاعدة بل تكون نسبته حينئذ إلى الأشياء نسبة المباينة بل فوق المباينة إذ انّه تعالى منزّه عن السنخيّة مع الأشياء والاتحاد معها.

٢٢٧

(٤)

بطلان المسانخة بين العلة ومعلولها *

العلّة قسمان. اضطرارية كالنار بالنسبة إلى الحرارة والاحراق والسنخية بين العلة ومعلولها وبين الأثر والمؤثر بهذا المعنى لازم بالضرورة.

واختيارية (بمعنى فاعل الفعل) ففي هذا المقام (بالنسبة إلى الباري سبحانه) فمضافا إلى عدم وجود الدليل على السنخية انّ الدليل قائم على عدمها وذلك لعدم معقولية المسانخة بين الواجب والممكن ولذا نحن ننفى عن الواجب الجوهر والعرض والتركيب وساير الخصوصيات الامكانية ومع ذلك نرى انّ الممكن حادث من الواجب وانّ جميع الممكنات مخلوقة للخالق تعالى. وكل من يتوهم السنخية بين الواجب والممكن يلزمه إمّا القول بامكان تبدل الواجب بالممكن أو تبدّل الممكن بالواجب والتالي باطل بالضرورة فالمقدم مثله.

__________________

(*) بحث موجز جدا ألقاه علىّ الأستاذ المحقق قدس‌سره في بعض محاضراته الخاصة بي في الأهواز عند المذاكرة لبعض المباحث العقلية.

٢٢٨

(٥)

بحث في تقسيمات الكلي *

إنّ تقسيم الكلي إلى طبيعي ومنطقي وعقلي (كما هو المعروف) لا وجه له وذلك لأنهم جعلوا الكلي المنطقي عبارة عما يعرض الكلي الطبيعي الذي هو عبارة عن الاتصاف بعدم امتناع صدقه على كثيرين وجعلوا الكلي العقلي عبارة عن المركب من العارض والمعروض واعتبروا الكلي الطبيعي نفس المعروض.

ثم انّهم قسموا الكلي المنطقي إلى الذاتي والعرضي والأول منهما إلى جنس وفصل ونوع والثاني إلى الخاصة والعرض العام وهذا التقسيم لا يلائم بأي وجه مع جعل الكلي المنطقي عبارة عن العارض إذ أن العارض على الحيوان الذي هو عبارة عن عدم امتناع صدقه على كثيرين إنّما هو عرض محض ولا يقبل التقسيم إلى الذاتي والعارض حتى يقسّم الذاتي إلى ثلاثة أقسام والعارض إلى قسمين ليحصل منها الكليات الخمس.

وإنّما الذي يقبل التقسيم إلى الذاتي والعرض هو نفس المعروض فهو قد يكون ذاتيا كالحيوان والانسان والناطق وقد يكون عارضا كالماشي والضاحك فالكلي المنطقي المنقسم إلى ذاتي وعارض هو نفس المعروض لا الصفة العارضة عليه.

وبهذا البيان ظهر أن الكلي المنطقي عين الكلي الطبيعي.

__________________

(*) كلمة منطقية وجيزة ألقاها وأفادني بها سيدنا الأستاذ المحقق قدس‌سره في زمن تلمذي عليه بعض مباحث المنطق.

٢٢٩

وأما الكلي العقلي الذي هو عبارة عن المركب عن العارض والمعروض فهو أيضا لا وجه له حيث ان العارض في هذا المقام عبارة عن نفس الكلية فالحيوان مثلا مع صفة عدم امتناع صدقه على كثيرين عبارة عن كليته ولا يعقل أن يتصف ثانيا بالكلية حتى يصدق عليه الكلي وإلّا لزم اتصاف نفس الكلية بكلية أخرى ويلزم التسلسل وهو باطل.

٢٣٠

مصادر الكتاب ومراجعه

متنا وهامشا

(بعد القرآن الكريم)

١ ـ منظومة الألفية

ابن مالك الطائي الأندلسي النحوي

٢ ـ الباب الحادي عشر

 العلامة الحلّي

٣ ـ التذكرة بأصول الفقه

 الشيخ المفيد

٤ ـ التعليقة على شرح الشمسية

المحقق الشريف الجرجاني

٥ ـ التعليقة على فرائد الأصول

المحقق الكبير المولى محمد كاظم الخراساني

٦ ـ تفسير العياشي

أبو الحسن العياشي السمرقندي

٧ ـ تهذيب المنطق

سعد الدين التفتازاني

٨ ـ جواهر الكلام

الشيخ محمد حسن النجفي

٩ ـ الحاشية على شرح الجامي

السيد نعمة الله الجزائري

١٠ ـ الحدائق الناضرة

الشيخ يوسف البحراني

١١ ـ الخصال

الشيخ الصدوق

١٢ ـ خلاصة الأقوال

العلامة الحلي

١٣ ـ الذريعة

السيد المرتضى علم الهدى

١٤ ـ الرسائل الأصولية

الوحيد البهبهاني

١٥ ـ شاهراه هدايت

السيد محمد رضا الشفيعي

١٦ ـ شرايع الاسلام

المحقق الحلّي

١٧ ـ شرح الرضي

نجم الأئمّة

١٨ ـ شرح الشمسية

الشيخ قطب الدين الرازي

١٩ ـ شرح الصمدية (الحدائق النّدية)

العلامة السيد علي خان المدني

٢٠ ـ شرح الوافية

السيد الصدر

٢١ ـ عدة الأصول

الشيخ أبو جعفر الطوسي

٢٢ ـ العين

الخليل بن أحمد الفراهيدي

٢٣ ـ غنية النزوع

للسيد أبي المكارم ابن زهره الحسيني

٢٣١

٢٤ ـ فرائد الأصول (الرسائل)

الشيخ الأعظم المرتضى الأنصاري

٢٥ ـ فروغ هدايت

الشيخ علي الدواني

٢٦ ـ الفصول الغروية

الشيخ محمد حسين الاصفهاني

٢٧ ـ القسطاس المستقيم

السيد صدر الدين العاملي الاصفهاني

٢٨ ـ القواعد الكلية

السيد علي البهبهاني

٢٩ ـ قوانين الأصول (القوانين المحكمة)

الميرزا أبو القاسم القمي

٣٠ ـ كشف الأستار

السيد علي البهبهاني

٣١ ـ كشف الآيات

محمد علي ومحمد حسن (العلمي)

٣٢ ـ كشف القناع

الشيخ أسد الله الكاظمي

٣٣ ـ كشف المراد

العلامة الحلي

٣٤ ـ كفاية الأصول

المولى محمد كاظم الخراساني

٣٥ ـ اللمعة الدمشقية

الشهيد الأول محمد بن مكي العاملي

٣٦ ـ مجمع البحرين

الشيخ فخر الدين الطريحي

٣٧ ـ مجمع البيان

الشيخ أمين الاسلام الطبرسي

٣٨ ـ محجة العلماء

الشيخ محمد هادي الطهراني

٣٩ ـ المحيط

الصاحب بن عباد

٤٠ ـ مدارك الاحكام

السيد محمد العاملي

٤١ ـ مستدرك الوسائل

الميرزا حسين النوري الطبرسي

٤٢ ـ مصباح الهداية

السيد علي البهبهاني

٤٣ ـ معالم الدين

الشيخ حسن بن زين الدين

٤٤ ـ معجم آيات القرآن

الدكتور حسين نصّار

٤٥ ـ مقالات حول مباحث الألفاظ

السيد علي البهبهاني

٤٦ ـ المكاسب

الشيخ الأعظم الأنصاري

٤٧ ـ المنظومة وشرحها

الحكيم المولى هادي السبزواري

٤٨ ـ نهاية الأصول

العلامة الحلي

٤٩ ـ نهج البلاغة

السيد الرضي

٥٠ ـ الوافية

الفاضل التوني

٥١ ـ وسائل الشيعة

محمد بن الحسن الحر العاملي

٢٣٢

قبس من ترجمة

آية الله العظمى البهبهاني

الرامهرمزي قدس‌سره

هو المرجع الكبير. والعلامة المحقق النحرير ، جامع منقبتى العلم والعمل ، الفقيه الأصولي المتكلم المفسر الأديب الباهر الماهر ، أستاذ الأساتيذ ، آية الله في الورى ، الحاج السيد علي الموسوي البهبهاني (والمشتهر عند الأعلام بالرامهرمزي) قدس الله روحه ونوّر ضريحه.

١ ـ ولد في بلدة بهبهان (من بلاد الشمال الشرقي لمحافظة خوزستان الواقعة في الجنوب الغربي لجمهورية ايران الاسلامية) والتي قام منها كبار من أفذاذ العلماء وأكابر الفقهاء ، وكانت ولادة سيدنا الأستاذ المترحم له حوالي سنة ١٣٠٣ ه‍. ق.

كان أبوه المرحوم السيد محمد البهبهاني من الصلحاء الأتقياء مشتغلا بالكسب والفلاحة في بلدته وكان المترجم له يشتغل عنده في محل كسبه لكنه لشدة علاقته بالعلم والدراسة حصل على نسخة من كتاب جامع المقدمات يطالع فيه بدقة وعمق مخفيا ذلك عن أبيه ثم لما ظهر أمره اشتغل رسميا عند أعلام بلدته منهم الفقيه المتبحر السيد محمد (ناظم الشريعة) من كبار تلامذة المحقق الخراساني صاحب الكفاية قدس‌سره. فجاهد في العلم والعمل حتى عزم على الهجرة الى النجف الأشرف لمواصلة دروسه وبحوثه فورد تلك الحوزة المقدّسة متجزيا في الاجتهاد وذلك في سنة ١٣٢٢ ه‍. (أي بعد سنة من وفاة المرحوم العلامة الكبير الشيخ محمد هادي الطهراني النجفي المتوفى في ١٣٢١ ه‍. والآتي ذكره). والسيد الأستاذ له من العمر حينئذ تسعة عشر سنة أو عشرون فهو لم ير ذلك الشيخ المحقق كما صرح لي هو بنفسه.

٢ ـ بقى الأستاذ المحقق في النجف الأشرف ست سنين يحضر خلالها درس أستاذه المحقق الخراساني وأستاذه الآخر الفقيه الأعظم السيد الطباطبائي اليزدي صاحب العروة الوثقى وأستاذه الثالث الفقيه الأصولي البارع السيد محسن الكوه كمري الذي هو أجلّ أو من أجلّ تلاميذ الشيخ العلامة الطهراني قدس‌سره الآنف ذكره صاحب التدقيقات العلمية والمباني الأصولية الخاصة به والمشتهر هو بها كما ان سيدنا المترجم له كان عمدة تتلمذه على الأستاذ الأخير وقد تأثر كثيرا بمباني العلامة الطهراني بواسطة ذلك السيد العلامة حتى انّه ورثه في تلك التحقيقات وتلكم المباني (التي اشتهر أصحابها بأصحاب المقتضى والمانع) واشتهر سيدنا في الأوساط العلمية بها.

٣ ـ ان العلمين الكبيرين المرحومين العلامة النّائينيّ والسيد حسين الطباطبائي القمي قدس‌سرهما

٢٣٣

قد صادقا على اجتهاد السيد العلامة البهبهاني واستقلاله العلمي والاجتهادي. وقد رأى اجازتهما وتأييدهما له والدي المرحوم العلامة السيد محمد رضا الشفيعي المتوفى ١٣٨٤ ه‍. عند السيد المترجم له على ما حكاه لي.

٤ ـ رجع الاستاذ إلى بلاده في سنة ١٣٢٨ ه‍ وتزوج هناك مشتغلا بالتدريس والافادة والتبليغ ثم عاد ثانيا الى النجف الأشرف واشتغل بنشر علومه وتدريس بحوثه ودام ذلك سنة لكنه قدس‌سره مرض ولم يساعده الظروف ولذا اختار العودة إلى وطنه بهبهان وبقى هناك علما من الأعلام ومرجعا للخواص والعوام الى سنة ١٣٣٨ ه‍ حيث سافر للمرة الثالثة الى النجف الأشرف وذلك بدعوة من أفاضل زملائه وتلامذه أستاذه السيد الكوهكمري فعاد الى بهبهان ليحمل عائلته معه فلما تهيأ للسفر الى العراق مرضت زوجته الكريمة في الطريق في بلدة رامهرمز (مدينة واقعة بين بهبهان والأهواز) فمكث فيها عدة أشهر ثم ترجح عنده أن يستوطن هذه البلدة ولا سيّما مع ما أصرّ عليه أهلها المؤمنون العارفون بمقام السيد العلمي والديني فأجاب دعوتهم وحط رحل الاقامة وبنى فيها مدرسة علمية ومسجدا وأخذ بنشر علوم أجداده الطاهرين إلى ما يقارب ربع قرن (أي الى سنة ١٣٦٢ ه‍) ، وفي هذه السنة سافر الى العتبات المقدسة للمرة الرابعة ولكن لزيارة الائمة الطاهرين عليهم صلوات الله فدعاه المرجع الديني الكبير هناك آية الله السيد حسين الطباطبائي القمي (المتوفى ١٣٦٦ ه‍) للتدريس والافادة في حوزة كربلاء المقدسة فأجاب دعوته ومكث فيها سنتين يدرس الفقه والأصول خارجا وذلك بمصاحبة جماعة من أعلام الدين وفقهاء الشرع المبين كالمرحوم آية الله العظمى السيد ميرزا مهدي الحسيني الشيرازي وآية الله العظمى السيد محمد هادي الميلاني وآية الله العظمى أستاذنا العلامة السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي قدس سرّهم وغيرهم من الأكابر. وفي هذه البلدة المقدسة أخذ السيد المترجم له بتصنيف بعض كتبه ونشرها ككتاب مصباح الهداية. فلاح نجمه واشتهر أمره وعرفه الأوساط العلمية بالدقة والتحقيق والعمق والنبوغ والزهد الكثير والورع الشديد. واشتهر هناك بالسيد الرامهرمزي وبقيت هذه النسبة الى آخر عمره الشريف.

٥ ـ ثم انه رحمه‌الله هاجر في سنة ١٣٦٥ ه‍ من كربلاء الى النجف الأشرف وبقى فيها أكثر من سنة وأخذ بالتدريس في تلك الحوزة المقدسة الى أن دعاه أهالي رامهرمز وطلب منه آية الله العظمى الاصفهاني اجابة تلكم الدعوات فأجاب وامتثل ذلك الطلب فرجع الى ايران وعاد الى رامهرمز وقد أرجع المرحوم السيد الاصفهاني احتياطاته في آرائه الفقهية الى سيدنا الاستاذ وأجاز أهالي تلك المنطقة بذلك فأخذ السيد يدرس العلم ويروج الدين في رامهرمز الى سنة ١٣٧٠ ه‍.

٦ ـ وقد سافر قدس‌سره الى قم المقدسة وقطن فيها لمدة ثمانية أشهر يدرّس القوانين وغيره

٢٣٤

الدزفولي والسيد محمد كاظم آل طيب الجزائري الشوشتري والشيخ علي محمد ابن العلم الدزفولي وولده السيد عبد الله (مجتهدزاده) البهبهاني ولكني لم أتحقق تاريخ هذه الهجرة الموقتة.

٧ ـ هاجر استاذنا المحقق في سنة ١٣٧٠ ه‍ الى (الأهواز) وتشرفت في مصاحبة والدي رحمه‌الله (وكنت آنذاك طفلا مدرسيا) الى محضره الشريف فحصل التعارف بينه وبين والدي ودام ذلك وقوى واشتد بينهما يوما فيوما الى أن توفى والدي (سنة ١٣٨٤ ه‍) وقد اشتغل الاستاذ بعد وروده الأهواز بتدريس الفقه وأصوله والحديث والأخلاق وساير العلوم الدينية ثم أخذ بنشر كتبه وتصانيفه المنيفة ودعى الى اقامة الجماعة فأقامها في الحسينية الشماسية (الواقعة قريبة من داره) صبحا وظهرا وليلا الى أن بنى له أحد التجار مسجدا يسمى باسمه الشريف فانتقلت جماعته إليه.

٨ ـ وفي الأهواز اشتهر صيته وعلا كعبه ورجع الناس اليه في التقليد أكثر من ذي قبل وانحدر إليه الناس من كافة بلاد خوزستان وغيرها وطبع رسائله العملية فارسية وعربية لعمل المقلدين.

وكان رحمه‌الله يدرّس لطلبة العلوم كل ما طلب منه من درس وبحث كالمنطق من الحاشية والأصول من المعالم والقوانين والفقه من الشرائع وشرح اللمعة وغيرها من غيرها (وذلك سوى دروسه العالية) من دون تكبر وترفع وقد أخذت منه في تلك الآونة وقبل تشرفي الى النجف الأشرف منطق الحاشية وبعض أصول المعالم وقسما من المباحث العامة من شرح التجريد ومقدمة كفاية الاصول الى أوائل مباحث الأوامر وكان لا يطالع الدروس ولا يراجع الكتب الدراسية قبل الشروع في التدريس وذلك لقوة حافظته واشرافه على الكتب وتسلطه على العبارات وتبحره في آراء المحققين ومبانيهم. ومع ذلك كانت دروسه (وإن كان باسم الأدبيات والسطوح والمتوسطات) دروسا خارجا استدلاليا في الأغلب وذلك لأنه كل ما مرّ على نظر وتحقيق لا يرتضيه يقف ويفسره ويشرحه ثم يردّ عليه ويوضح ما عنده من آراء وأفكار وهذان أمران لعلهما خارقان للعادة وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

وكان تدريسه لأصحابه وحاضري بحثه العام من الرسائل والمكاسب للشيخ الأعظم الأنصاري قدس‌سره.

٩ ـ ان سماحة الاستاذ قد بنى في مدينة الأهواز مدرسة ضخمة وكبيرة باقية الى اليوم وعامرة بالدرس والبحث واقامة الشعائر تدعى (دار العلم لآية الله البهبهاني) وكنت فيمن حضر يوم وضع حجر الأساس لهذه المدرسة وقد ألقى والدي المرحوم كلمة رائعة في محضر الاستاذ والعلماء والمؤمنين الحاضرين في تلك المناسبة. كما وانّ أيام دراستي على الاستاذ كنت القي في دار العلم خمس دروس يوميا فيها ـ ثم ضم الاستاذ اليها مكتبة كبيرة (وذلك باشتراء مكتبة

٢٣٥

الاستاذ والعلماء والمؤمنين الحاضرين في تلك المناسبة. كما وانّ أيام دراستي على الاستاذ كنت القي في دار العلم خمس دروس يوميا فيها ـ ثم ضم الاستاذ اليها مكتبة كبيرة (وذلك باشتراء مكتبة المرحوم الشيخ جواد تارا وهو أحد قدماء زملائه وتلامذة السيد الكوه كمري وقد فوّض الىّ أمر ملاحظة هذه الكتب وتسعيرها وتعيين أثمانها) ثم اتّسعت هذه المكتبة شيئا فشيئا والى زمان الحال نفع الله بها العلماء. أما اليوم فقد حال بيني وبين التدريس في هذه المدرسة العامرة حوادث وسوانح فالمقتضى موجود ولكن الموانع غير مفقود وفق الله المشتغلين فيها لادامة العلم والعمل الصالح. إن شاء الله.

ويشرف اليوم على أمور المدرسة وشئونها العامة حفيد الاستاذ والمتولي الشرعي للمدرسة الرجل الصالح الفالح سلالة السادة الكرام السيد نور الدين (مجتهدزاده) أيده الله تعالى بنصره.

كما وانه ـ قدس الله روحه ـ قد شارك وساهم أو دعى وأمر بتأسيس عدة مشاريع خيرية وحيوية في كافة بلاد خوزستان وغيرها من المحافظات من المساجد والمدارس والمستوصفات والمكتبات والمعاهد العلمية والدينية فضاعف الله قدره وأعظم أجره.

١٠ ـ ثم انّ أهالي بلدة اصفهان المؤمنين الصالحين من العلماء الأعلام وغيرهم قد طلبوا من الاستاذ أن يرحل الى اصفهان ويتزعم الحوزة العلمية هناك وقد قوبل هذا الاقتراح بامتناع أهالي الأهواز واستنكارهم شوقا الى بقاء العلامة البهبهاني بينهم فانتهى الأمر الى تقسيم السنة فستة أشهر في اصفهان والستة الأخرى في الأهواز وكان ذلك في سنة ١٣٨٦ ه‍ وقد استمر على رحلة الشتاء والصيف بين البلدين مرجعا واماما واستاذا وملاذا الى أن وافاه الأجل في سنة ١٣٩٥ ه‍ كما سيأتي وصفه.

خصاله وصفاته

كان الاستاذ المحقق ـ رضوان الله تعالى عليه ـ ساكتا وقورا مهابا متفكرا لا يتكلم إلّا عند الضرورة وبمقدار الحاجة وأما في المسائل العلمية والمباحث الدينية والمعنوية فيأخذ بالتكلم والتحقيق الى ما لا مزيد عليه ويعطى المبحث حقه.

وكان يحضر مجالس الرثاء والعزاء على أهل البيت عليهم‌السلام كل ما أمكنه ويجلس ويصغي بكل هدوء ووقار وعند رثاء سيد المظلومين أبي عبد الله الحسين عليه‌السلام يبكي كثيرا وعاليا حتى تبتلّ لحيته ومنديله في يده.

وبالتالي. كان هذا الفقيه المحقق آية في الآداب والأخلاق متأدبا بأدب الله تعالى انسانا كاملا ومن أحاسن الدهر وأكابر العصر. صبورا محتسبا حتى انّه توفى عدة من أولاده وذويه في

٢٣٦

حياته كالسيد مهدي والسيد محمد تقي والعالم الفاضل السيد جعفر وكذا صهره وهكذا زوجته الأولى (والدة أولاده) وزوجته الثانية فصبر واكتفى بالبكاء واستماع الرثاء على علي بن الحسين الأكبر عليه‌السلام واكتفى بذكر هذه الكلمة عند ما حضر قبر ولده : (سيد جعفر تو هم رفتى).

زهده وورعه

كان استاذنا المحقق رضى الله عنه ورعا تقيا زاهدا في الدنيا معرضا عن زخرفها وزبرجها غير معتن بالتعينات الصورية والتكلفات الظاهرية مكتفيا من المأكل والملبس بأقلّ ما يمكن الاقتناع به. لا يزيله من هذه الوتيرة شيء ولا يمنعه مانع.

لا يأذن في أن يغتاب بمحضره أحد. يوقر الكبير ويعطف على الصغير. متواضعا الى أبعد حد. يؤت كل ذي فضل فضله ويعطى كل ذي حق حقه. وقد حضر مجلسه يوم ولد مع والده ـ وكنت حاضرا وشاهدا. فجلس الولد أعلى من أبيه فأقام السيد الأستاذ الولد عن محلّه وأجلسه دون مجلس أبيه.

يستفيد من محضره ونمير علمه كل أحد بحسب حاله واستعداده. وكان دأبه في الأعياد والجمع التي ينهال الناس الى زيارته يأخذ كتابا في الأخلاق كمجموعة ورام وآداب النفس ويقرأ على الحاضرين الروايات والمطالب المهذبة للنفوس ويترجمها لهم وبذلك كان يسدّ الفراغ ويمنع عن البطالة وضياع الأوقات ويفيد الجمع بعلمه وعمله.

خطه وكتابته

ان استاذنا المحقق قدس‌سره كان يكتب بالخطين العربي والفارسي ويجيدهما ويحسنهما كما هو ظاهر من مكتوباته سواء الاجازات والرسائل والمؤلفات وغيرها.

اجلال العلماء له

ان السيد العلامة البهبهاني كان مع ما له من الميزات والخصائص موضع عناية واهتمام من قبل الأكابر والأعلام يذكرونه بذكر الخير ويثنون عليه بكل ثناء في المجالس والأندية. نشير الى طرف من ذلك :

١ ـ الفقيه العظيم مرجع عصره السيد أبو الحسن الاصفهاني (م ١٣٦٥ ه‍) وقد مضى ذكر اعتماده عليه وارجاع احتياطاته اليه.

٢ ـ المرجع الورع التقي السيد حسين الطباطبائي القمي (م ١٣٦٦ ه‍) وقد سبق ذكر دعوته للتدريس في حوزة كربلاء وفي معيّة أكابر المراجع وأعاظم الأعلام.

٣ ـ آية الله العظمى الاستاذ العلامة الخوئي قدس‌سره (م ١٤١٣ ه‍) وقد نقل لي بعض حاضري محضره

٢٣٧

الشريف انه جرى ذكر السيد البهبهاني قدس‌سره فقال الامام الخوئي : ان السيد البهبهاني نعم الانسان. ٤ ـ العلامة المحقق الشهير السيد محمد هادي الحسيني الميلاني نزيل المشهد الرضوي (م ١٣٩٥ ه‍) فانه كان يثنى على البهبهاني كثيرا كلما ذكره أو ذكر عنده وقد شاهدت بعيني انّه كلما يسافر الاستاذ الى زيارة مولانا الرضا عليه‌السلام يدعوه السيد الميلاني الى ضيافة الغذاء في حشد من المدعوين والحاضرين وفي بعض الأسفار كنت أنا أيضا ممن يدعى الى طعام السيد الميلاني في خدمة السيد البهبهاني ـ رضوان الله عليهما ـ وأشاهد تكريمه له قولا وعملا.

٥ ـ في عهد النهضة العامة ضد الشاه وحكومة الجائرة سافر السيد الاستاذ الى قم فرحب به الامام الخميني قدس‌سره وكان يجلّه ويقوم له وقد نقل لي بعض الأصدقاء انه جرى ذكر السيد البهبهاني في محضر الامام الراحل قدس‌سره فقال الامام الخميني : انّ السيد البهبهاني من المحققين (١). وقد طبع ونشر في بعض الصحف والمجلات مكتوب الامام الراحل الى هذا المرجع الكبير وفيه من الاجلال والاكبار له ما لا يخفى على أهله.

هذا وقد نقل لي شخصيا سماحة آية الله المرجع المعاصر الشيخ محمد الفاضل اللنكراني ـ دام اجلاله ـ فقال : اني لم أعاشر السيد البهبهاني ولكن رأيت أستاذي الامام الخميني يثنى على البهبهاني ويذكره بكل تجليل وتبجيل ويحترمه ويعظّمه.

ولمثل هذا فليعمل العاملون.

الاجازات

لعل كثيرا من أرباب العلم والفضل استجازوا الاستاذ قدس‌سره فأجازهم نشير الى بعضها مما يحضرنا أسمائهم.

١ ـ المرحوم الوالد العلامة الحجة السيد محمد رضا الشفيعي ـ المتوفى ١٣٨٤ ه‍ ـ الذي كان يعتبر من أوثق اخوانه وأصدقائه ومن أقدم تلاميذه في الأهواز وقد صدرت منه اجازتان له. إحداهما بالفارسية وأخرى بالعربية. كلتاهما موجودتان عندي.

٢ ـ الحقير مصنف هذا الكتاب والمقرر لأبحاثه ـ عفى عنه ـ وقد صدرت الاجازة له منه بالعربية في سنة ١٣٧٦ ه‍ (أي في السابعة عشر من عمر هذا الحقير) موجودة عندي.

٣ ـ العلامة الحجة الاستاذ. السيد اسماعيل الحسيني المرعشي أحد أعلام الأهواز سابقا وطهران حاليا.

__________________

(١) ولهذه الجهة فقد عبّرنا ونعبّر غالبا عن هذا الاستاذ العظيم بالمحقق في كتبنا ومباحثنا العلمية أصولية وفقهية.

٢٣٨

٤ ـ الفقيه الأصولي الحجة. المرحوم الشيخ أحمد سبط الشيخ الأنصاري قدس‌سره صاحب المصنفات العديدة.

٥ ـ الشيخ العالم العامل الحجة. المرحوم الشيخ أبو الحسن الأنصاري قدس‌سره من أعلام الأهواز ومراجعها.

٦ ـ العالم الجامع المتبحر. السيد محمد علي الروضاتي الاصفهاني (من آل صاحب الروضات).

٧ ـ العالم الجليل المؤلف المكثر المورّخ المعاصر ـ الشيخ علي الدواني ـ حفظه الله تعالى.

٨ ـ حجة الاسلام السيد عباس الحسيني الكاشاني.

الاستاذ والقضايا الاسلامية

كان سيدنا الاستاذ المحقق قدس‌سره يصبح ويهتم بأمور الاسلام والمسلمين ويتدخل في شئون السياسة الاسلامية بحسب ظروفه ومقدوراته وله في هذا المجال مواقف مشهودة ومشهورة ـ نشير عاجلا الى بعضها :

١ ـ انّه قدس‌سره قد أنكر على الصوفية عقائدهم وأعمالهم المضادة للشريعة المقدسة وصرّح بذلك في تأليفاته وكتبه مثل كتاب (فوائد هشتگانه) و (سى پرسش) وغيرهما وكان رضي الله تعالى عنه يفنّد أعمالهم ومزاعمهم بكل قوة وصلابة وبكل متانة ورزانة.

٢ ـ قد بارز الفرقة الضالة البهائية وأعلن لهم العداء في عامة المجالات والمواقف وبشتى الاشكال والوسائل حتى انّه أصدر ـ في اصفهان ـ منشورا في الردّ عليهم وعلى مكائدهم الغاشمة. قد اغتاظ وغضب جلاوزة الشاه المشتهرة بالساواك من هذه الخطوة الجبّارة بحيث تجاسروا على السيد الاستاذ وأساءوا الأدب معه وحبسوه عندهم بضع ساعات مع ما كان عليه من الكبر والشيخوخة والمقام والعظمة.

٣ ـ وأما قيامه رحمه‌الله ضد السلطة الحاكمة البهلوية. فمواقفه في هذا المجال معروفة وكانت نشاطاته في هذا المضمار موضع اهتمام وعناية السيد الامام الخميني الراحل قدس‌سره وقد حضرنا وشاهدنا شطرا من هذه الخطوات وأوردها الكتاب والمؤرخون في آثارهم ونشرها أرباب الصحف والمطبوعات في جرائدهم. وقد كان رحمه‌الله في الأهواز بل كافة خوزستان ركنا ركينا للمبارزين والمناضلين ضد السلطة البهلوية وسندا قويا لدعم الثورة الاسلامية المظفرة وإن لم يدركها في حياته.

وقد لحق قدس‌سره بالمراجع العظام وكبار العلماء واجتمع معهم في العاصمة (طهران) ردا على دولة الظلم واستنكارا للقبض على الامام الخميني رحمه‌الله آنذاك وطلبا للافراج عنه.

وان موقفه الجبّار في العزم على الحضور في المسجد الجامع ـ بأهواز ـ للنطق ضد حكومة الشاه لموقف مشهور ومشكور حيث احتشد مئات من الناس حول داره الى المسجد الجامع

٢٣٩

والمسافة الواقعة بينهما انتظارا لمقدمه الميمون واستماعا لتوجيهاته وارشاداته. لكنه منع الظالمون عن ذلك واقفلوا باب المسجد واستفادوا من جندهم ووزّعوهم في الأرجاء والمرافق وقد منعوا الاستاذ المحقق من الخروج عن داره وذلك بكل تزوير ومكيدة فتفرق الناس بعد صبر شديد ويأس من الأمر.

راجع للوقوف على مواقف الاستاذ ومواضعه قدس‌سره المصادر والمنابع المؤلفة في شئون الثورة الاسلامية. المطبوعة بالعربية والفارسية.

الأساتذة والتلامذة

انّ الأساتذة الذين درس عليهم سماحة العلامة البهبهاني وأخذ عنهم قد عرفت في صدر الترجمة اشارة الى أكابرهم وفي هذا المجال نسردهم عليك سردا.

أما في بلدة بهبهان وقبل هجرته الى النجف الأشرف :

١ ـ العالم المفضال الشيخ الميرزا حسن البهبهاني (ابن الشيخ المولى حسين) المتوفى بعد ١٣٢٠ ه‍ راجع أعلام الشيعة (نقباء البشر) ص ٣٤٩ للعلامة الطهراني.

٢ ـ العالم الجليل الشيخ عبد الرسول البهبهاني رحمه‌الله.

٣ ـ المحقق الفقيه الأصولي السيد محمد ناظم الشريعة (البهبهاني) المتوفى ١٣٧٠ ه‍ وهو من تلاميذ المحقق الخراساني صاحب الكفاية والفقيه الطباطبائي اليزدي المتوفى ١٣٣٧ ه‍ صاحب العروة الوثقى والعلامة الشيخ محمد هادي الطهراني (م ١٣٢١ ه‍) صاحب محجة العلماء ولهذا السيد الجليل اجازة عالية صادرة من صاحب الكفاية وأخرى من صاحب العروة تدلان على مقام السيد المجاز. العلمي.

وأما أساتذته في النجف الأشرف :

١ ـ المحقق الأعظم الشيخ المولى محمد كاظم الخراساني المتوفى ١٣٢٩ ه‍ صاحب كفاية الاصول وقد تلمذ عليه الاستاذ لمدة ست سنوات أي طيلة اقامته الأولى في النجف الأشرف.

٢ ـ الفقيه الأعظم الطباطبائي اليزدي صاحب العروة الوثقى وتعليقة المكاسب المشهورة.

٣ ـ العلامة المحقق المدقق السيد محسن الكوهكمري الگرگري (لم يذكر سنة وفاته).

وأما التلامذة :

فانّ المستفيدين من محضره الشريف جمع كثير وجم غفير من أرباب العلم والفضيلة وأصحاب الفقاهة والمكانة في ايران والعراق لعل عددهم من حيث الكم تربو الى المآت ولكنّا نكتفي بذكر جملة منهم :

٢٤٠