التّفسير الحديث - ج ٢

محمّد عزّة دروزة

التّفسير الحديث - ج ٢

المؤلف:

محمّد عزّة دروزة


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥٧٤

بأصحاب النيات الحسنة والرغبات الصادقة لأنهم لا يكابرون إزاء الحق والصدق ولا يمارون فيهما ويتلقونهما بالقبول والإذعان.

(وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٢٠٤)) [٢٠٤]

تعليق على الآية

(وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)

روى الطبري أن الآية نزلت في فتى من الأنصار كان كلّما قرأ النبي شيئا من القرآن قرأه. وروى عن أبي هريرة أنها نزلت في صدد رفع المسلمين أصواتهم وهم خلف رسول الله في الصلاة. وهذا روي بطرق عديدة عن أشخاص عديدين. وروي كذلك إلى أن الآية في صدد الإنصات للإمام وخطبة الجمعة وحسب. وهناك حديث يرويه الطبري عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم جاء فيه : «إذا قرأ الإمام فأنصتوا» وهذا الحديث لم يرد في الكتب المعتبرة. ولكن هناك أحاديث من بابها في هذه الكتب حيث روى الترمذي وأبو داود حديثا عن عبادة قال : «صلّى بنا رسول الله الصبح فثقلت عليه القراءة فلما انصرف قال إني أراكم تقرءون وراء إمامكم قلنا يا رسول الله إي والله قال لا تفعلوا إلّا بأمّ القرآن فإنّه لا صلاة لمن لا يقرأها وفي رواية فلا تقرءوا بشيء من القرآن إذا جهرت به إلّا بأمّ القرآن» (١). وإلى هذا فقد روى الطبري وغيره عن بعض أهل التأويل أنها عامة في الصلاة وغيرها وليس من تعارض في هذا كما هو المتبادر.

والرواية التي تذكر أنها نزلت في فتى الأنصار غير واردة في الكتب المعتبرة. ونلمح الاتصال بينها وبين سابقاتها التي ذكر فيها القرآن وما فيه من بصائر وهدى ربانيين لقوم يؤمنون حيث يسوغ القول إن الآية لم تنزل لحادث معين وإنما نزلت للمناسبة السابقة أو معها بسبيل تعليم المؤمنين عامة آداب الاستماع للقرآن حينما

__________________

(١) انظر تفسير الآية في تفسير القاسمي.

الجزء الثاني من التفسير الحديث* ٣٦

٥٦١

يتلى في الصلاة وفي غير الصلاة لما فيه من أسباب الهدى والتذكير والرحمة الربانية.

ولقد قال الزمخشري والطبرسي إن الأمر بالاستماع يعني الطاعة للقرآن والتزام ما فيه من أوامر ونواه وحدود. وهذا الواجب هو من قبيل تحصيل الحاصل. غير أن كلمة (وأنصتوا) قد تكون مرجحة لكون الأمر بالاستماع في هذا المقام هو في إيجاب الاهتمام لسماعه والإنصات له.

وواضح أن التعليم والتأديب اللذين احتوتهما الآية عام شامل. وفيهما إيجاب للسير عليه في كل ظرف ومكان. وفي مخالفتهما انحراف عن أمر الله وإساءة أدب إزاء كتابه الكريم المستحقّ لكل توقير وتكريم من جهة والواجب تدبر آياته للانتفاع بها واستحقاق رحمة الله من جهة أخرى وهذا لا يتمّ إلا بحسن الإنصات والاستماع.

واستلهاما من روح الآية يمكن أن يقال إن هذا الأدب يجب أن يترافق بأدب آخر وهو تكريم القرآن وتنزيهه عن المجالس والمواقف المبتذلة حيث يجب أن يصان كلام الله فلا يتلى إلّا في المواقف والمجالس التي تساعد على الإنصات والاستماع والخشوع والتدبّر. وعدم تلاوته في المجالس المبتذلة غير اللائقة أو على قارعة الطريق حيث يكون الناس متبذلين وغادين ورائحين ومنصرفين عنه إلى شؤونهم العادية مما يتناقض مع هذا الأدب القرآني السامي.

ولقد روى رشيد رضا في سياق تفسير الآية قولا لابن المنذر بأن هناك إجماعا على عدم وجوب الاستماع والإنصات في غير الصلاة والخطبة. لأن في ذلك حرجا عظيما حيث يقتضي أن يترك كل ذي شغل شغله فيترك العالم علمه والحاكم حكمه والتاجر تجارته إلخ. ولم نطلع في تفسير الطبري والبغوي وابن كثير والطبرسي من المفسرين القدماء على مثل هذا القول. وقد يكون القول في ذاته وجيها بقطع النظر عن زعم الإجماع فيه إذا كانت القراءة في المجالس والمناسبات غير الملائمة أو غير اللائقة أو على قارعة الطريق كما قلنا والله أعلم.

٥٦٢

ولقد أورد ابن كثير في سياق هذه الآية حديثا رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من استمع إلى آية من كتاب الله كتبت له حسنة مضاعفة». وهذا الحديث لم يرد في كتب الأحاديث الصحيحة. ولكن صحته محتملة. وفيه حثّ للمؤمنين على حسن استماع القرآن تساوقا مع التلقين القرآني.

هذا ، وهناك آثار مروية في كيفية تلاوة القرآن وترتيله أرجأناها إلى مناسبة أكثر ملاءمة.

(وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغافِلِينَ (٢٠٥) إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (٢٠٦)) [٢٠٥ الى ٢٠٦]

(١) الغدوّ : هو وقت أول النهار.

(٢) الآصال : جمع أصيل هو وقت آخر النهار إلى قبيل الغروب.

في الآية الأولى أمر للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالاستمرار في ذكر الله في الصباح والمساء وفي حالة الخضوع والخشوع والاستشعار بالخوف والهيبة وبغير تظاهر ولا استعلان وألّا يغفل عن ذلك مع الغافلين. وفي الثانية تقرير تذكيري بأن الذين عند الله لا يستكبرون عن عبادته وهم في تسبيح وسجود دائمين له.

والمقصودون في الآية الثانية هم الملائكة حيث ورد وصف حالتهم المماثلة مع ذكرهم الصريح في آيات قرآنية أخرى مثل آية سورة الزمر هذه : (وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٧٥)) وآية سورة الشورى هذه : (تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلا إِنَّ اللهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٥)).

٥٦٣

ولم يرو المفسرون رواية خاصة في نزول الآيتين. وإنما ذهب الطبري إلى أن الآية الأولى منهما موجهة إلى الذين وجهت إليهم الآية السابقة لها لتأمرهم بذكر الله حينما يستمعون للقرآن على صورة التضرّع والتخشّع ودون الجهر بالقول.

وقد أنكر ابن كثير ذلك وقال إنه مناقض على كل حال لأمر الإنصات الوارد في الآية السابقة. وأن الأمر في الآية الأولى من الآيتين عام على سبيل التعليم والتأديب وهذا القول في محله. ونضيف إليه إن اختلاف صيغة الضمائر في الآية الأولى من الآيتين والآية السابقة لها تجعل القول إن في الآية الأولى أمرا جديدا غير الأمر الوارد في الآية السابقة لها هو الأوجه في نطاق ما شرحنا به الآية.

ويدعم هذا الآية الثانية التي احتوت صورة عن إخلاص الملائكة لله وتسبيحهم وسجودهم لهم وعدم استكبارهم. وعلى كل حال فالآيتان متصلتان مدى وفحوى بالآيات السابقة لها. وعليهما طابع الختام الذي يلمح في سور عديدة.

تعليق على الآية

(وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ) إلخ

وتنبيه على ما أعاره القرآن لذكر الله من عناية

وما أثر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من أحاديث في ذلك

وما في كل هذا من تلقين

وضمير المفرد المخاطب في الآية الأولى وإن كان من المحتمل أنه يعني النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم على سبيل التسكين والتطمين فإن التعليم والتأديب اللذين انطويا فيها مما يصح أن يكون شاملا للمسلمين. وفيه تلقين مستمر المدى. فالاستمرار في ذكر الله تعالى مما يمدّ المسلم دائما بالخشية والتقوى والطمأنينة ويجنبه المزالق ويبعد عنه الوساوس. وفي مجانبة الإعلان والتظاهر في عبادة الله وذكره دلالة على الإخلاص وبعد عن شائبة الرياء ونزغاته.

ولقد كثرت الآيات القرآنية التي تحثّ على ذكر الله وتنبّه إلى ما في ذلك من

٥٦٤

واجب وما يبعثه من هدوء وطمأنينة وما يحفّز عليه من ملاحظة الله وخشيته وعبادته والتقرّب إليه وتنفيذ أوامره واجتناب ما نهى عنه من أخلاق وأفعال والتي تندد بالذين لا يذكرون الله وما يؤدي إليه ذلك من قسوة القلب وظلمة النفس وعدم التورع عن الجحود واقتراف المنكرات والآثام حتى لتبلغ الأربعين. وهذا خلاف ما استعمل فيه فعل الذكر لمقاصد أخرى. نورد من ذلك الأمثلة التالية على سبيل التمثيل لا الحصر :

١ ـ (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ) [البقرة : ١٥٢].

٢ ـ (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ) [آل عمران : ١٩١].

٣ ـ (فَإِذا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِكُمْ) [النساء : ١٠٣].

٤ ـ (إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) [المائدة : ٩١].

٥ ـ (الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ) [الأنفال : ٢].

٦ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [الأنفال : ٤٥].

٧ ـ (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (٢٨)) [الرعد : ٢٨].

٨ ـ (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى) [طه : ١٢٤].

٩ ـ (رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ) [النور : ٣٧].

٥٦٥

١٠ ـ (اتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ ما تَصْنَعُونَ) [العنكبوت : ٤٥].

١١ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً (٤١) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) [الأحزاب : ٤١ ـ ٤٢].

١٢ ـ (أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٢٢) اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللهِ ذلِكَ هُدَى اللهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ) [الزمر : ٢٢ ـ ٢٣].

١٣ ـ (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ) [الحديد : ١٦].

١٤ ـ (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللهِ أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ) [المجادلة : ١٩].

١٥ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ) [المنافقون : ٩].

حيث يبدو من هذه الآيات وأمثالها الكثيرة ما اقتضته حكمة التنزيل من إعارة هذا الأمر عناية بالغة لما ينطوي فيه من أهداف سامية دنيوية وأخروية معا.

ولقد أثرت أحاديث نبوية عديدة في ذكر الله وفوائده والحثّ عليه. منها حديث رواه الشيخان والترمذي عن أبي هريرة قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول الله عزوجل أنا عند ظنّ عبدي بي وأنا معه حين يذكرني. فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه وإن اقترب إليّ شبرا تقرّبت إليه.

٥٦٦

ذراعا وإن اقترب إليّ ذراعا اقتربت إليه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة» (١). وحديث ثان رواه الشيخان عن أبي موسى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحيّ والميّت» (٢). وحديث ثالث رواه مسلم والترمذي عن أبي هريرة قال : «قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا يقعد قوم يذكرون الله عزوجل إلّا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده» (٣). وحديث رابع رواه الترمذي عن جابر : «قال رجل يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت عليّ فأخبرني بشيء أتشبّث به قال لا يزال لسانك رطبا بذكر الله» (٤). حيث يتساوق التلقين النبوي مع التلقين القرآني في هذا الأمر شأنه في كل أمر.

[تم بتوفيق الله الجزء الثاني ويليه إن شاء الله تعالى

الجزء الثالث وأوله تفسير سورة الجنّ]

__________________

(١) التاج ج ٥ ص ٧٨ ـ ٨٠ ، وفي كتاب الأذكار والأدعية الذي نقلناه عنه هذه الأحاديث من هذا الجزء أحاديث عديدة أخرى فاكتفينا بما أوردناه.

(٢) انظر المصدر نفسه ص ٧٨ ـ ٨٠.

(٣) انظر المصدر نفسه.

(٤) انظر المصدر نفسه.

٥٦٧

فهرس محتويات الجزء الثاني

تفسير سورة العاديات............................................................ ٧

مغزى القسم القرآني بالخيل...................................................... ٩

تعليق على مدنية السورة........................................................ ٩

تفسير سورة الكوثر............................................................ ١١

تفسير سورة التكاثر............................................................ ١٥

تفسير سورة الماعون.......................................................... ١٨

مدى وتلقينات آيات السورة................................................... ٢١

تفسير سورة الكافرون.......................................................... ٢٥

مبدأ حرية التدين في النظام الإسلامي........................................... ٢٧

تفسير سورة الفيل............................................................. ٤١

تفسير سورة الفلق............................................................. ٤٥

طائفة من الآيات والأحاديث في الاستعاذة...................................... ٤٨

تعليق على ما روي في صدد نزول السورة........................................ ٥١

تفسير سورة الناس............................................................. ٥٩

تعليق على موضوع الجن...................................................... ٦٢

تفسير سورة الإخلاص......................................................... ٦٨

تعليق على مدى تقرير وحدة الله في هذه السورة.................................. ٧١

تفسير سورة النجم............................................................ ٧٤

٥٦٨

تعليق على مدى متناول آيات (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) والعصمة النبوية  ٧٨

تعليق على روايات الإسراء والمعراج.............................................. ٨١

تعليق على ما ورد في كتب التفسير من مسألة رؤية النبي ربّه عزوجل................. ٩٧

شرح عقائد العرب في اللاة والعزى ومناة والملائكة وتعليقات في صدد ذلك......... ١٠٠

تعليق على تعبير (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ)............. ١٠٦

تعليق على مبدأ (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى) ومبدأ (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) ١١٣

تفسير سورة عبس........................................................... ١٢١

مدى العتاب الرباني للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم........................................ ١٢٢

تفسير سورة القدر........................................................... ١٢٩

تعليق على ما روي في صدد نزول السورة...................................... ١٣٠

تعليق على روايات نزول القرآن جملة واحدة.................................... ١٣٢

تعليق على ليلة القدر....................................................... ١٣٣

تعليق على كلمة الروح...................................................... ١٣٦

تفسير سورة الشمس......................................................... ١٣٨

تعليق على جملة (وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها)........................................ ١٤٠

تعليق على جملة (فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها).................................. ١٤٠

تعليق على ناقة ثمود........................................................ ١٤١

تفسير سورة البروج.......................................................... ١٤٣

تعليق على ذكر البروج...................................................... ١٤٥

تعليق على محنة فتنة المسلمين الأولين......................................... ١٤٧

المرأة المسلمة في هذه المحنة وفي دور الفتنة...................................... ١٥٠

تعليق على موضوع التوبة.................................................... ١٥١

تعليق على اللوح........................................................... ١٦٠

٥٦٩

تفسير سورة التين............................................................ ١٦٣

تفسير سورة قريش........................................................... ١٦٧

تعليق على قريش والبيت والرحلات التجارية................................... ١٦٨

تفسير سورة القارعة.......................................................... ١٨٢

تعليق على الموازين وثقلها وخفتها في الآخرة.................................... ١٨٣

تلقينات السورة جملة........................................................ ١٨٧

تفسير سورة القيامة.......................................................... ١٨٨

تعليق على محاولة ربط البنان بعلم بصمات الأصابع الحديث..................... ١٩٠

تعليق على ما تفيده ظواهر الآيات من بعث الناس بأجسادهم.................... ١٩٢

تعليق على دلالة آيات (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ) وأخواتها............... ١٩٦

تعليق على موضوع رؤية الله عزوجل........................................... ١٩٨

تفسير سورة الهمزة.......................................................... ٢٠٥

تفسير سورة المرسلات...................................................... ٢٠٧

تعليق على عبارة انفراج السماء وانطماس النجوم................................ ٢١٠

تنبيه إلى أن الدعوة الإسلامية قائمة على الإقناع................................ ٢١٣

تعليق على ما يمكن أن يتوهم من تناقض في حكاية حال الكفار يوم القيامة........ ٢١٤

تعليق على مدى التنويه بالمحسنين والإحسان................................... ٢١٦

تفسير سورة ق.............................................................. ٢٢٠

تعليق على ذكر القرآن والقسم به............................................ ٢٢١

تعليق على حكاية تعجب الكفار من مجيء رسول إليهم منهم وإنذاره بالآخرة....... ٢٢٢

صورة من الأسلوب القرآني في مخاطبة العقل والقلب والحس في البرهنة على قدرة الله.. ٢٢٥

تعليق توضيحي لأهل الرس والأيكة وتبّع...................................... ٢٢٧

٥٧٠

تعليق على موضوع الملائكة الكاتبين على أيمان الناس........................... ٢٣١

تعليق على جملة (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)........................... ٢٣٣

ما في التنديد بمنع الخير من تلقين............................................. ٢٣٧

تعليق على تعبير (وَما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ)..................................... ٢٣٨

تنبيه إلى مدى عقيدة الشرك عند العرب....................................... ٢٣٩

تعليق على ما حكته بعض الآيات من حوار بين الله وبين قرناء الإنسان............ ٢٣٩

تعليق على ما روي عن مفسري الشيعة........................................ ٢٤٠

وجوب تلازم الإيمان مع التقوى والعمل الصالح................................. ٢٤١

تعليق على مدى جملة (وَلَدَيْنا مَزِيدٌ)........................................ ٢٤٢

كثرة الآيات المتضمنة تطمينا للنبي عليه‌السلام وحكمتها......................... ٢٤٥

تعليق على موضوع خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام................ ٢٤٦

تعليق على مدى العبارات القرآنية في تعيين أوقات الصلوات...................... ٢٥٠

تعليق على ما يمده ذكر الله وتسبيحه وعبادته للمؤمن من قوة معنوية تساعده على مواجهة الملمات ٢٥١

معنى توالي السور التي احتوت توكيد البعث والحساب............................ ٢٥٢

خبر عن تلاوة رسول الله هذه السورة.......................................... ٢٥٢

تفسير سورة البلد............................................................ ٢٥٣

تعليق على عبارة (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ)............................... ٢٥٥

تعليق على جملة (وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ)........................................ ٢٥٦

تعليق على جملة (أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَلِساناً وَشَفَتَيْنِ)........................ ٢٥٦

تلقينات آيات سورة البلد الأولى.............................................. ٢٥٧

التلازم بين العمل الصالح والإيمان أيضا........................................ ٢٥٩

تعليق على موضوع الرقيق وموقف القرآن منه................................... ٢٥٩

تعليق على إعطاء الناس يوم القيامة كتب أعمالهم............................... ٢٦٤

تفسير سورة الطارق.......................................................... ٢٦٧

تفسير سورة القمر........................................................... ٢٧١

تعليق على انشقاق القمر.................................................... ٢٧٣

تعليق على موضوع اقتراب الساعة............................................ ٢٧٧

تعليق على كلمة الحكمة ومعانيها في القرآن.................................... ٢٧٨

٥٧١

تعليق توضيحي للأقوام الذين ذكروا في السلسلة القصصية....................... ٢٨٣

تعليق على الآية (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ)................................ ٢٨٧

تفسير سورة ص............................................................. ٢٩٨

تعليق على مدى ما انطوى في جملة (أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ)........................ ٣٠١

تعليق على سلسلة قصص الأنبياء وهدفها..................................... ٣٠٥

تعليق على قصة الخصم الذي تقاضى أمام داود وتلقيناتها........................ ٣٠٧

تعليق على ما احتوته الآية (يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ ...).......................... ٣٠٩

تعليق على تسخير الجبال والطير ليسبحن مع داود.............................. ٣١٢

تلقينات آية (وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما باطِلاً) إلخ................. ٣١٣

تعليق على كلمة الكتاب.................................................... ٣١٤

تعليق على آية (كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ) إلخ............................... ٣١٥

تعليق على ما روي في سياق قصة سليمان..................................... ٣٢٢

التلقينات المنطوية في قصة أيوب.............................................. ٣٢٥

تعليق على توسع بعض الفقهاء في تأويل تحلة اليمين التي يسرها الله لأيوب......... ٣٢٦

تعريف بالأسماء المذكورة في الآيات............................................ ٣٢٩

تعليق على عدم وصف إسماعيل واليسع وذي الكفل بوصف عبادنا وعدم قرن إسماعيل مع إبراهيم وإسحاق ويعقوب ٣٣٢

تعليق على جنات عدن..................................................... ٣٣٤

تعليق على ما في آيات (قُلْ إِنَّما أَنَا مُنْذِرٌ) وما بعدها من دلالة ومدى........... ٣٣٩

استطراد إلى حديث نبوي مروي في سياق الآية (ما كانَ لِي مِنْ عِلْمٍ ...)........ ٣٤٠

تعليق على قصة آدم وسجود الملائكة له وتمرد إبليس وتلقيناتها................... ٣٤٢

تعليق على تعبير (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي)................................... ٣٥٤

تعليق على ما سجله الله تعالى في القرآن من كرامة بني آدم في هذه القصة.......... ٣٥٥

التلقين المنطوي في جملة (وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ).............................. ٣٥٩

تعليق على جملة (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ)................................... ٣٥٩

تفسير سورة الأعراف........................................................ ٣٦١

تعليق على قصة آدم وإبليس في هذه السورة.................................... ٣٦٧

تعليق على التلقين القرآني بالشكر لله ومداه.................................... ٣٦٩

تعليق على جملة (إِنَّهُ يَراكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ).................... ٣٧١

٥٧٢

تعليق على جملة (إِنَّا جَعَلْنَا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ).................. ٣٧٣

تعليق على جملة (وَإِذا فَعَلُوا فاحِشَةً)....................................... ٣٧٦

تعليق على جملة (فَرِيقاً هَدى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ)...................... ٣٧٧

تعليق على مسجد.......................................................... ٣٧٨

تعليق على الآيات الثلاث (يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ) وما بعدها............... ٣٨٤

أحاديث في ستر العورة...................................................... ٣٨٦

التلقين الذي انطوى في حكاية تلاوم الأجيال في جهنم.......................... ٣٩٥

تعليق على مدى جملة (لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها)........................... ٣٩٨

تعليق على الآية (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً ...).................................. ٤٠٩

استطراد إلى موضوع الدعاء لله ومداه.......................................... ٤٠٩

تعليق على الآية (إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ ...).............................. ٤١٢

تعليق على دلالة جملة (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ) إلخ........................ ٤١٥

استطراد إلى جريمة اللواط.................................................... ٤٢٤

تلقينات القصص وما فيها من نقاط بارزة متصلة بالهدف القرآني.................. ٤٢٦

تلقين الآيات التي جاءت معقبة على فصل القصص............................ ٤٣٠

تعليق على عبارة (يَطْبَعُ اللهُ عَلى قُلُوبِ الْكافِرِينَ)............................ ٤٣١

تعليق على كلمة (نبي)...................................................... ٤٣٣

تعليق على تعبير (مَكْرَ اللهِ)................................................ ٤٣٤

تعليق على الحلقة الأولى من قصة موسى وفرعون وبني إسرائيل وتلقيناتها............ ٤٣٧

تعليق على آية (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا الَّتِي بارَكْنا فِيها) إلخ      ٤٤١

تعليق على جملة (رَبِّ الْعالَمِينَ)............................................ ٤٤٣

تلقينات الحلقة الثانية من قصص «بني إسرائيل»................................ ٤٤٩

تعليق على جملة (فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ).................................... ٤٥٣

تعليق على جملة (لَنْ تَرانِي وَلكِنِ انْظُرْ ...)................................. ٤٥٣

تعليق على الآيتين (سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ ...)................................. ٤٥٥

تعليق على عبارة (إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ)....................................... ٤٥٧

تعليق على جملة (قالَ عَذابِي أُصِيبُ بِهِ ...)................................. ٤٥٨

تعليق على ذكر الزكاة في الآية [١٥٦]........................................ ٤٦٠

٥٧٣

تعليق على الآية (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ ...)................................ ٤٦٠

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر............................................. ٤٧٠

تعليق على حلّ الطيبات وتحريم الخبائث....................................... ٤٧٥

تعليق على كلمتي التوراة والإنجيل............................................. ٤٧٦

تعليق على الألواح التي ذكرت في الآية [١٤٥]................................. ٤٩٧

تعليق على ما يرويه الشيعة في صدد جملة (وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) ٥١٧

تعليق على رواية مدنية الآيات [١٦٣ ـ ١٧٠]................................. ٥٢٠

تعليق على حادث السبت وتلقيناته........................................... ٥٢٠

تعليق على ما في آية (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ) من تلقين وإعجاز قرآني................. ٥٢٣

تعليق على آية (وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ) إلخ.............................. ٥٢٤

تعليق على الإسهاب في قصص بني إسرائيل.................................... ٥٢٧

تعليق على جملة (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ).............. ٥٢٩

تعليق على آية (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها) وتلقينها........ ٥٣٤

تعليق على جملة (وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها)...................................... ٥٣٧

تعليق على جملة (مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ).. ٥٣٩

تعليق على جملة الذين يلحدون في أسمائه...................................... ٥٤٠

تعليق على القصص عن موعد القيامة وما في الجواب من دلالة بليغة.............. ٥٤٦

تعليق على آيات (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها) إلخ وتلقيناتها ٥٥٠

تلقين آيات (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ) وما بعدها............................. ٥٥٣

تعليق على مدى نزغات الشيطان في النبي والناس............................... ٥٥٥

تعليق على رواية نسخ آية (خُذِ الْعَفْوَ)...................................... ٥٥٧

تعليق على جملة (إِنَّما أَتَّبِعُ ما يُوحى إِلَيَ)................................... ٥٦٠

تلقين آية (وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا)........................... ٥٦١

تلقين آية (وَاذْكُرْ رَبَّكَ) إلخ................................................ ٥٦٤

٥٧٤