مخالفة الوهابيّة للقرآن والسنّة

عمر عبدالسلام

مخالفة الوهابيّة للقرآن والسنّة

المؤلف:

عمر عبدالسلام


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار الهداية
الطبعة: ١
الصفحات: ٩٢

فتح علي شاه لاحتلالها.

ـ نجاة مكة من أيدي الوهابيين :

خرج الشريف غالب من جدّة قاصدا مكّة مع عسكر كبير يتقدمهم مدفع ثقيل لغرض فتح مكة وقد تمكن من تحرير مكّة وبدخولهم انهزم الوهابيون المحاربون الذين كانوا في المدينة.

وعلى أثر هذه الهزيمة هجم الوهابيون على القبائل المتواجدة في أطراف مكة وقتلوهم وعرّوا النساء وتركوهن بين الرجال وبعد ما طلبوا منهم الأمان اشترطوا عليهم أن ينخرطوا في الوهابية.

ـ قتل عبد العزيز الأوّل بأيدي المسلمين :

كان عبد العزيز ظالما طاغيا ومحاربا وبأمره احتلت مكّة وغيرها في سنة ١٢١٦ و ١٢١٨ وفي شهر رجب لسنة ١٢١٨ قد قتل ، بالنحو الآتي : كان عبد العزيز في مدينته درعية فجائه رجل مؤمن من أهل الموصل أو العمارة هناك لأجل قتله ، ثمّ هجم عليه بخنجر فطعنه طعنة ادّت إلى قتله واستشهد هذا الرجل على يد عبد الله أخي عبد العزيز.

بعض جرائم سعود بن عبد العزيز المتمرد المحارب المفسد :

بعد قتل عبد العزيز تربّع ابنه سعود (الذي كان قائدا للجيش) على العرش ، كان سعود بن عبد العزيز شخصا مقتدرا ومتمردّا ، ما كان يهدأ له بال في توسيع المسلك الوهابي ، سواء في زمان والده أو

٨١

بعده ، لذا قام بعدّة حروب ، وارتكب عدّة جرائم ، وشن الغارات المروّعة.

تتلمذ سعود سنتين على يد محمّد بن عبد الوهاب ، وهو أيضا كان يعقد الاجتماعات وكان يعتدي بصورة متواصلة ويتجاوز على المناطق المقدسة في الحجاز والعراق ويهجم من جانب إلى جانب آخر ، حيث كان يسعى لاسقاط القدرات الإسلامية ، واستبدالها بآل سعود ومذهب الوهابيّة.

ـ الهجوم على جدّة وينبع :

لقد حاصر الوهابيون مرة أخرى مدينة جدة في سنة ١٢١٩ قمرية ولكن لم يظفروا هذه المرة بشيء ، وانسحبوا على أثر قذائف المدفعية. أيضا في نفس هذه السنة هجموا على ينبع وسيطروا عليها ، ولكن تمكن الشريف غالب ـ وبعد حرب وقتل عظيمين ـ من أن يستردّها.

ـ الهجوم على مكّة المكرّمة أي الحرم الالهي الآمن وفسادهم فيها :

مرة أخرى في سنة ١٢١٩ حوصرت مكّة المكرّمة بأمر سعود بن عبد العزيز وقاموا بأعمال وحشية ضدّ المسلمين ، فاضطرّ المسلمون الأبرياء ومن شدّة الجوع والقحط أن يأكلوا لحوم القطط والكلاب والحيوانات الأخرى بينما مات الكثير ، وقتل البعض الأخر بيد الوهابيين أثناء هروبهم من المدينة وأخيرا لم يبق في مكّة إلّا قلائل ، إلى درجة أنّ الصفّ الأوّل في صلاة الجماعة التي كانت تقام في المسجد

٨٢

الحرام ما كان يملأ إلّا بشقّ الأنفس وكانت الحوانيت مقفلة.

ـ الهجوم على المدينة الطيّبة ، أي حرم رسول الله الآمن ، وقتلهم زوّار النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

في سنة ١٢٢٠ أو ١٢٢١ وفي إطار تجاوزه على المدينة المنورة وخروجه على دولة المسلمين تمكن سعود من الاستيلاء على المدينة المقدسة بعد ان حاصرها سنة ونصف سنة وسلب ونهب كلّ الجواهر النفيسة التي كانت في حرم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وطرد حاكم مكة والمدينة المعيّن من قبل دولة المسلمين ومنع الناس من زيارة المرقد المطهّر النبوي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأخرج عمال الدولة ، ثم ألقى ذكر دولة المسلمين من الخطب.

ـ هجومهم على حوران الشام وإهلاكهم الحرث والنسل :

في سنة ١٢٢٥ وبإمرة سعود بن عبد العزيز زحف الوهابيون على أراضي حوران الواقعة في سورية ونهبوا أموال المسلمين ، وحرقوا محاصيلهم ، وقتلوا الأبرياء ثم سبوا النساء ، وقتلوا الأطفال ، وعاثوا في الأرض الفساد ، وتقدّر المفاسد التي ارتكبت هناك بنحو ثلاثة ملايين درهم.

(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ* وَإِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَ

٨٣

يُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ) سورة البقرة / ٢٠٤ ـ ٢٠٥

ـ وصول الوهابيين إلى السلطة بأيدي الكفّار المحاربين :

سعت آنذاك الدولة العثمانية لتقوية نفوذ آل الرشيد الذين كانوا يسيطرون أيضا على ذهاب وإياب الحجاج والذين تمكّنوا من أن يهزموا عبد الله بن سعود في حرب ثمّ قبضوا عليه واعدموه وعلى أثر هذه الهزيمة اتجه عبد الرحمن الابن الرابع لفيصل بن تركي مع ابنه الشاب عبد العزيز (والد ملك فهد ، الملك الحالي وهو ابن عبد العزيز الثاني) إلى الكويت لعدم شعورهم بالأمن في نجد.

وقد بقى عبد الرحمن في الكويت إلى سنة ١٩١٩ م وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وهزيمة المسلمين على أيدي المحاربين الكفرة أعلن الانجليز عن استقلال نجد ونصبوا عليها عبد العزيز ملكا لنجد وارصد له سنويا مبلغا من المال نحو أربعين الف ليرة انجليزية واستمر هذا ستة سنوات من سنة ١٩١٧ حتى ١٩٢٣

وخلاصة القول : أنّه بهزيمة المسلمين استطاع الكفّار المحاربون (الانجليز) أن يأتوا بفئتين واجلسوهما على عرش السلطة ، وهما الوهابية والصهاينة وهاتان الفئتان في الحقيقة راعيتان لمصالح أولئك الكفّار المحاربين الفاتحين.

وما من ريب فانّ قبول هذه المعادة من جانب الوهابية هو في

٨٤

الواقع قبول لحكومة الكفّار الحربيين على المسلمين ، والذي نهى الله عنه في القرآن حيث قال : (لَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً) وسياسة الصداقة مع الكفار ـ خاصة الكفار الحربيين ـ والحرب مع المسلمين هي سياسة ضد الإسلام ومخالفة صريحة للقرآن حيث يقول الله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) سورة المائدة / ٥٢ ـ ٥٣

ـ انّ الوهابيين من وجهة نظر الفقه الإسلامي بغاة ومفسدون في الأرض ، وذلك لخروجهم أوّلا على حكومة المسلمين ولا تحادهم مع الكفّار المحاربين ثانيا ، إضافة إلى مقاتلتهم المسلمين وارتكابهم افظع الجرائم كحرق المزارع وقتل النساء والأطفال والله يقول في كتابه حول المفسدين : (إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ) سورة المائدة / ٣٢ ـ ٣٣.

٨٥

خاتمة المطاف

انّ المسلمين مدعوّون ـ على أساس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ أن يأخذوا بيد الوهابيين إلى التوحيد ويبعدوهم عن الشرك ، ويذكّروهم بآيات التوحيد وبسجايا ومناقب أنبياء وأولياء الله ، وأن يطلعوهم على الأحاديث النبوية الشريفة وسيرة الصحابة والسلف الصالح ، خاصّة روايات الاستشفاء والتبرك لكي لا يوغلوا في الشرك أكثر من هذا ، ولا ينكروا فضائل نبيّ الله ولا يشذّوا عن الجماعة ويكفّوا أيديهم عن إيجاد الاختلاف بين المسلمين ، والاستهانة بالمقام السامي لرسول الله وأصحابه الكرام ، وأن يتمسّكوا كبقية المسلمين بحبل الوحدة والأخوّة واتّباع القرآن والسنّة وسيرة الصحابة وما عليه إجماع المسلمين.

وإذا لم ينتبه المسلمون ـ وخاصة علماؤهم وحجاج بيت الله الحرام ـ إلى إرشاد هذه الفئة الضالّة المشركة فإنّ هناك عواقب وخيمة بانتظار العالم الإسلامي.

اللهمّ أصلح كلّ فاسد من أمور المسلمين.

* * *

٨٦

كلّ المسلمين يردّون على الوهابيّة ، وهذه بعض كتبهم :

١ ـ شفاء السقام لتقيّ الدين السبكي ، المتوفى ٧٥٦ ه‍.

٢ ـ وفاء الوفاء للسمهودي ، المتوفى عام ٩١١ ه‍.

٣ ـ المواهب اللدنّيّة لأبي العباس القسطلاني ، المتوفى ٩٣٢ ه‍.

٤ ـ شرح المواهب اللدنّية للزرقاني المالكي ، المتوفى عام ١١٢٢.

٥ ـ الصواعق الالهيّة في الرّد على الوهّابيّة ، لسليمان بن عبد الوهّاب الحنبلي النجدي.

٦ ـ كتاب للشيخ محمّد بن سليمان الكردي ، أستاذ محمّد بن عبد الوهّاب.

٧ ـ الصواعق والرعود ، لعفيف الدين عبد الله بن داود الحنبلي.

٨ ـ السيوف الصقال في أعناق من أنكر من الأولياء ، لأحد علماء بيت المقدس.

٩ ـ الانتصار للأولياء الأبرار ، للشيخ طاهر الحنفي.

١٠ ـ النقول الشرعيّة في الرد على الوهابيّة ، للشيخ حسن بن عمر الشطيّ الحنبلي.

٨٧

١١ ـ التوسّل بالنّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وجهلة الوهابيين ، لابن حامد بن المرزوق.

١٢ ـ تطهير الفؤاد من أنس الاعتقاد ، للشيخ محمد بن نجيب مطبعي الحنفي.

١٣ ـ سيف الأبرار المسلول على الفجّار لمحمّد عبد الرحمن الحنفي من علماء الأزهر.

١٤ ـ ازهاق الباطل في الردّ على الفرقة الوهّابيّة ، لإمام الحرمين محمد بن داود الهمداني.

١٥ ـ الدرر السنيّة في الردّ على الوهّابيّة ، لأحمد زيني دحلان مفتي مكّة المكرّمة ، المتوفى عام ١٣٠٤.

١٦ ـ الوهّابيّة كفر والحاد ، للعلّامة الشيخ عبد المجيد شاهين الذي طبع بالاسكندرية عام ١٩٥٥.

١٧ ـ الوهّابيّة والصهيونيّة لمحمد بن عبد القادر الفتحي ، طبع عام ١٩٣٠.

١٨ ـ كتاب يهودا لا حنابلة.

١٩ ـ الأزهر والسياسة لإمام الأزهر عام ١٩٢٥ م.

٢٠ ـ يهود الدونمة والأصول السعوديّة الوهّابيّة ، للشيخ رفعت سليم كبّار ، طبع في تركيا.

٨٨

الفهرس

٨٩
٩٠

الفهرس

الموضوع

الصفحة

مقدمة

١ ـ التوحيد..................................................................... ٥

٢ ـ فضائل الأنبياء والأولياء :.................................................. ١٣

أ : فضائل الأنبياء والاولياء في القرآن........................................... ١٥

ب ـ تعليم الله الأنبياء والأولياء أنباء ما كان وما سيكون وما هو كائن ممّا يخفى على الأعين ١٧

ج ـ إنكار الوهابيّين الشفاعة والتوسّل بالأنبياء والأولياء........................... ١٩

د ـ الشفاعة والتوسّل بالأنبياء في القرآن والسنّة................................... ٢٠

ه ـ استماع الأموات كلام الأحياء فضلا عن الشهداء والنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم................... ٣٠

و ـ الصحابة والخلفاء والأئمّة كانوا يطلبون الدعاء من النبيّ والتوسّل به صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعد موته.. ٣٣

٣ ـ السفر لزيارة قبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم................................................. ٤١

أ ـ تحريم الوهابيين السفر لزيارة قبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم..................................... ٤٣

ب ـ السنّة وسيرة الصحابة والخلفاء تردّان الوهّابيّة................................. ٤٤

٩١

٤ ـ بناء حرم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وذوي القربى وتعميره بأيدي الصحابة والخلفاء :........... ٤٧

أ ـ وصيّة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بدفنه في غرفته وكذلك وصيّة الصحابة والخلفاء وعملهم بذلك دلائل واضحة على جواز جعل القبر في الغرفة........................................................................... ٤٩

ب ـ تحويط الصحابة والخلفاء مزار النبيّ دليل على جواز تحويط المزار................ ٥٠

ج ـ جعل القبر في الغرفة لا يصيّره مشرفا ولا مسجدا إذ كان قبر النبيّ في غرفته غير مشرف ولا لاطئ       ٥١

د ـ بناء قبّة حمزة بن عبد المطّلب بمعونة الخلفاء العباسيين........................... ٥٣

ه ـ تعمير قبّة ذوي القربى بأيدي الخلفاء العبّاسيين................................ ٥٤

ـ البكاء على الميّت........................................................... ٥٥

٥ ـ عدم شرعيّة حكومة الوهّابيين............................................... ٦١

٦ ـ الوهّابيّون كالخوارج يستحلّون دماء المسلمين :.............................. ٧٣

أ ـ فتاوى أئمّتهم على ذلك................................................... ٧٥

ب ـ شهادة التاريخ على اتحادهم مع الكفّار الحربيين ، وتمرّدهم على حكومة المسلمين ، وهجومهم على الحرمين الشريفين وبلاد أخرى ، وقتل المسلمين فيها حتّى الأطفال ، وهتك أعراضهم ، وإحراق المزارع ، ونهب الأموال وغيرها ممّا ترفع عن فعلها حتى التتر والمغول..................................................................... ٧٧

ـ كلّ المسلمين يردّون على الوهابيّة............................................. ٨٧

٩٢