منهج الرّشاد في معرفة المعاد - ج ٢

محمّد نعيم بن محمّد تقي [ الملا نعيما العرفي الطالقاني ]

منهج الرّشاد في معرفة المعاد - ج ٢

المؤلف:

محمّد نعيم بن محمّد تقي [ الملا نعيما العرفي الطالقاني ]


المحقق: رضا الاستادي
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: الآستانة الرضويّة المقدّسة
الطبعة: ١
ISBN: 964-444-341-1
ISBN الدورة:
964-444-109-5

الصفحات: ٣٥٦

بأن يصعب استثبات الموجود فيه.

وخزانة مدرك المعنى هي القوّة التي تسمّى حافظة ، ومعدنها مؤخّر الدّماغ ، أي البطن المؤخّر منه ، ولا سيّما مقدّمة ، ولذلك إذا وقع هناك آفة وقع الفساد فيما يختصّ بحفظ هذه المعاني.

وقوله : «وهذه القوّة تسمّى أيضا متذكّرة ، فتكون حافظة لصيانتها ما فيها ، ومتذكّرة لسرعة استعدادها لاستثباته والتّصوّر بها ، مستعيدة إيّاها إذا فقدت».

بيان لأنّ هذه القوّة ـ أي الحافظة ـ تسمّى متذكّرة أيضا باعتبارين ، أمّا كونها حافظة ، فلصيانتها ما فيها من المعاني المتأدّية إليها من الوهم ، وأمّا كونها متذكّرة ، فلسرعة استعدادها لاستثبات تلك المعاني والتّصوّر بها ، مستعيدة لتلك المعاني إذا فقدتها بسبب من الأسباب وزالت هي عنها.

وقوله : «وذلك إذا أقبل الوهم بقوّته المتخيّلة» ـ إلى آخر ما ذكره ـ.

بيان لكيفيّة تذكّرها لتلك المعاني واستعادتها إيّاها واسترجاعها لها ، ومحصّله أنّه إذا فقدت القوّة الحافظة تلك المعاني ، ثمّ فرضنا أنّه أقبل الوهم الذي هو رئيس القوى الحيوانيّة بمعونة القوّة المتخيّلة التي هي خادمته كأنّها من قواه ، فجعل يلاحظ واحدا واحدا من الصّور الموجودة في الخيال ، ليكون كأنّه يشاهد الأمور التي هذه صورها ، فإذا لاحظ الصّورة التي أدرك أوّلا معها أو فيها ذلك المعنى الذي أدّاه إلى الحافظة واختزنته ثمّ زال عنها ، لاح للوهم مرّة أخرى ذلك المعنى كما لاح من خارج ، وحيث لاح له المعنى حينئذ أدّاه إلى الحافظة ثانيا ، واستثبته القوّة الحافظة أيضا مرّة أخرى ، فيكون هذا الاستثبات ثانيا ذكرا وتذكّرا واسترجاعا واستعادة ، ويكون رجوع هذه القوّة الحافظة إلى لوح الصّورة ، أي الخيال لا لضبط الصّورة نفسها ، بل لضبط المعنى الذي معها ثانيا ، وليس الرّاجع إليه أوّلا وبالذّات هو هذه القوّة ، بل الرّاجع إليه في الحقيقة هو الوهم ، لكن لا بنفسها ، بل بمعونة القوّة المتخيّلة ، وليس رجوعه إليه أيضا بالذات لأجل إدراك الصّورة ، بل لأجل إدراك المعنى الذي معها ثانيا ، حتّى يؤدّيه إلى الحافظة ثانيا ، فتضبطه

٣٤١

ضبطا بعد آخر ، فتكون هذه القوّة أيضا راجعة إليه بالعرض بتوسّط رجوع الوهم إليه. ثمّ إنّه كما يمكن الرّجوع في ذلك إلى لوح الصّورة أي الخيال ـ كما ذكر ـ كذلك يمكن الرّجوع فيه إلى الحسّ الظّاهر ، وذلك إذا أشكل التذكّر والاسترجاع والاستعادة للمعنى من جهة الرّجوع إلى الخيال ، وأورد الحسّ مرّة أخرى صورة شيء معه ذلك المعنى الذي بطل وعادت تلك الصّورة مستقرّة في الخيال. ثمّ توجّه الوهم ولاحظ ذلك المعنى فيه ثانيا فأدّاه إلى الحافظة ، فاستقرّ ذلك المعنى فيها ، واستثبته وضبطته مرّة أخرى ، فتذكّرته ، وهذا الذي إنّما هو محصّل كلام الشّيخ هنا ، وينبغي أن يحمل عليه ، وإن كان لا يخلو عن إغلاق ما يزول بتفسيره.

وهو أنّ قوله : «فجعل يعرض واحدا واحدا من الصّور الموجودة في الخيال» أي فجعل الوهم يشاهد ما في الخيال من الصّور ، لا لأجل إدراك الصّور والحكم بها ، بل لأجل إدراك المعاني التي معها ، وفيه دلالة على أنّ الوهم كما يدرك المعاني ، ويحكم بها بالذّات ، كذلك يدرك الصّور التي فيها تلك المعاني بالعرض ، كما ذكرنا سابقا.

وقوله : «واستثبتته القوّة الحافظة في نفسها ، كما كانت حينئذ تستثبت» أي حين لاح للوهم مرّة أخرى ذلك المعنى الذي لاح أوّلا وبطل ، استثبتت القوّة الحافظة ذلك المعنى اللائح ثانيا في نفسها كما كانت تستثبت المعنى الذي لاح للوهم أوّلا.

وقوله : «فكان ذكرا» أي كان هذا الاستثبات ثانيا ذكرا ، وبذلك يصدق على هذه القوّة الحافظة أنّها ذاكرة ومتذكّرة.

وقوله : «وربّما كان المصير من المعنى إلى الصّورة ، فيكون المتذكّرة المطلوب ليس نسبته إلى ما في خزانة الخيال» أي كما أنّه قد يكون مصير الوهم ومصير الحافظة بتوسّط من الصّورة إلى المعنى كما ذكر ، كذلك قد يكون مصيرهما من المعنى إلى الصّورة ، وذلك إذا كان معنى من المعاني التي حكم بها الوهم في المحسوسات وأدّاه إلى الحافظة مضبوطا في الحافظة غير منسيّ ، إلّا أنّه كانت تلك الصّورة التي أدرك معها الوهم ذلك المعنى منسيّة ، فرجع الوهم حينئذ إلى لوح الصّورة وخزانة الخيال يعرف أنّ أيّا من تلك الصّور

٣٤٢

المخزونة فيه لها نسبة إلى ذلك المعنى المخصوص ، حتّى يحكم ثانيا أنّ تلك الصّورة المعيّنة فيها ذلك المعنى المضبوط ، فيكون المتذكّرة ـ بل الوهم أيضا ـ ليس المطلوب نسبتهما إلى ما في خزانة الخيال من الصّور من جهة نفس تلك الصّور ، بل من جهة إدراك نسبة ذلك المعنى فيهما ثانيا ، وبذلك يصدق أيضا على الحافظة أنّها متذكّرة.

ثمّ إنّ قوله : «وكان إعادة إمّا في وجود العود» ، ـ إلى آخره ـ فقوله : «وكان إعادة» عطف على قوله : «فكان ذكرا» ، وقوله : «إلى هذه المعاني» متعلّق بالعود ، وقوله : «إلى لوح الصّور» متعلّق بقوله : «إعادة» ، وقوله : «وإمّا بالرجوع إلى الحسّ» عطف على قوله : «إمّا في وجود العود» والمعنى أنّه كما كان هذا الاستثبات ـ أي استثبات المعنى ثانيا بعد بطلانه ذكرا لذلك ـ كان ذلك إعادة أيضا ، وبذلك يصدق على الحافظة أنّها مستعيدة ومسترجعة كما أنّها متذكّرة ، وأنّ هذه الإعادة إمّا إلى لوح الصّورة ، أي الخيال لأجل حصول العود إلى هذه المعاني الزائلة التي كانت محفوظة في الحافظة أوّلا وفقدتها حتّى تضبط تلك المعاني مرّة اخرى ، وتستثبتها الحافظة ثانيا ، أي بأن تعود النسبة الى ما في الخيال ثانيا ، لا لإدراك ما فيها من الصّور أو ضبطها ، بل لأجل إدراك المعاني التي فيها وضبطها وحفظها ثانيا ، بعد ما فقدت وزالت.

وإمّا هذه الإعادة بالرّجوع إلى الحسّ لأجل ما ذكر أيضا.

وقوله : «مثال الأوّل» ـ إلى آخره ـ ، هذا مثال للإعادة إلى لوح الصّورة.

وقوله : «فإن أشكل عليك ذلك من هذه الجهة أيضا ولم يتّضح فأورد عليك الحسّ» ـ إلى آخره ـ مثال للرجوع إلى الحسّ.

ثمّ إنّك حيث عرفت معنى كلام الشيخ وتلخيص مؤدّاه ، عرفت أنّ مراده أنّ التّذكّر والاستعادة والاسترجاع كلّها معنى واحد ، وهو عبارة عن ضبط المعنى وحفظه ثانيا بعد ضبطه وحفظه أوّلا وزواله عن الحافظة ، وبالجملة فليس ذلك شيئا سوى الحفظ إلّا بالاعتبار. فكما أنّ القوّة الحافظة تسمّى حافظة باعتبار حفظ المعنى واستثباته أوّلا ، تسمّى متذكّرة وذاكرة ومستعيدة ومسترجعة باعتبار حفظه واستثباته ثانيا ومرّة

٣٤٣

أخرى.

وأنّه حيث لم يكن التّذكّر والاسترجاع والإعادة مغايرة للحفظ والضبط بالذّات ، بل بالاعتبار ، أي بحسب الحصول في الزمانين الأوّل والثّاني ، فلم يستلزم أن يكون الحفظ لقوّة ، والتذكّر والاسترجاع لقوّة أخرى ، لعدم الاختلاف الذّاتيّ بينهما ، حتّى يستدعي كلّ منهما مبدأ مغايرا لمبدإ الآخر. وهذا كما أنّ الوهم الذي فعله الحكم بالمعاني التي في المحسوسات إذا حكم بذلك في زمان ثمّ حكم بعد زوال المعنى وتذكّر به في زمان آخر ثان ، لا يقتضي أن يكون كلّ من الحكمين لمبدإ متغاير ، وأن يكون القوّة التي بها حكم به أوّلا مغايرة للقوّة التي بها حكم ثانيا ، ولم يقل به أحد أيضا ، بل إنّ هذه القوّة أيضا متّحدة بالذّات ، متغايرة بالاعتبار. وبحسب الزّمان.

وحينئذ يظهر لك اندفاع ما أورده الإمام الرازي في شرح الإشارات على الشّيخ (١) ، حيث ذكر ما حاصله : «أنّ حفظ المعاني مغاير لاسترجاعها بعد زوالها ، فإن وجب أن ينسب كلّ فعل إلى قوّة» كما هو مذهب الشّيخ ، وجب أن يكون القوى أكثر ممّا ذكره.

بل اندفاع ما ذكره المحقّق الطّوسيّ (ره) في ذلك المقام أيضا ، حيث قال (٢) : «والحقّ أنّ الذّكر ملاحظة المحفوظ ، فهو مركّب من إدراك الشيء (٣) ادرك في وقت آخر وفحفظ (....) ، والاسترجاع طلب تلك الحافظة بالفكر ، فإذن الذّاكرة ليست هي قوّة بسيطة ، بل هي مبدأ فعل مركّب من أفعال قوّتين : مدركة وحافظة ، والمسترجعة مبدأ فعل تركّب (٤) من أفعال ثلاث قوى : متصرّفة ومدركة وحافظة».

وبيان اندفاعها ظاهر على المتأمّل فيما ذكرنا.

ثمّ إنّ قول الشيخ ، «وهذه القوّة المركّبة بين الصّورة والصّورة ، وبين المعنى والصّورة ، وبين المعنى والمعنى ، كأنّها القوّة الوهميّة بالموضوع ، لا من حيث يحكم ، بل

__________________

(١) راجع شرح الإشارات ٢ / ٣٤٦.

(٢) شرح الإشارات ٢ / ٣٤٧.

(٣) في المصدر : إدراك لشيء ...

(٤) فعل يتركّب.

٣٤٤

من حيث يعمل ليصل إلى الحكم» ـ إلى آخر الفصل ـ.

تفسيره واضح. وليست هذه الكلمات منه دالّة على اضطرابه في أمر هذه القوى كما فهمه الإمام الرازي ، إذ ليس يشتبه على مثل الشّيخ ذلك ، بل إنّ مراده كما فهمه المحقّق الطوسيّ (ره) منه ، أن المبدأ الذي ينسب إليه التّخيّل والتّذكّر والحفظ هو الوهم ، ولذلك جعله رئيسا حاكما على القوى الحيوانيّة ، كما أنّ مبدأ الجميع في الإنسان هو النّفس الناطقة ، فتدبّر.

وبما ذكرنا تمّ شرح كلام الشّيخ وتمّ تعديد القوى الحيوانيّة. وقد بقي القول في كثير من أحكام تلك القوى ، وخصوصا القول في النّوم واليقظة والرّؤيا الصّادقة والكاذبة وأمثال ذلك ممّا هو له مناسبة واتّصال بأفعال المصوّرة والمفكّرة من هذه القوى على ما قالوه ، إلّا أنّ تفصيل القول في ذلك حيث كان موجبا للإطناب ، لم نتكلّم فيه مخافة ملالة الأصحاب.

في القوى الإنسانيّة

وحيث عرفت تعديد القوى الحيوانيّة ، فلنتكلّم في القوى الإنسانيّة ، فنقول :

قال الشّيخ في «الشّفاء» (١) في فصل تعديد قوى النّفس : «وأمّا النّفس النّاطقة الإنسانيّة فينقسم (٢) قواها إلى قوّة عاملة وقوّة عالمة ، وكلّ واحد (٣) من القوّتين يسمّى (٤) عقلا باشتراك الاسم أو تشابهه ، فالعاملة (٥) هي مبدأ محرّك لبدن الإنسان إلى الأفاعيل الجزئيّة الخاصّة بالرّوية على مقتضى آراء تخصّها اصطلاحيّة ، ولها اعتبار بالقياس إلى القوّة الحيوانيّة النّزوعيّة ، واعتبار بالقياس إلى القوّة المتخيّلة الحيوانيّة والمتوهّمة ، واعتبار بالقياس إلى نفسها.

__________________

(١) الشفاء ـ الطبيعيّات ٢ / ٣٧ ـ ٤٠ ، الفصل الخامس من المقالة الاولى.

(٢) في المصدر : فتنقسم ...

(٣) وكلّ واحدة ...

(٤) تسمّى ...

(٥) فالعاملة قوّة هي.

٣٤٥

فاعتبارها بالقياس (١) إلى القوّة الحيوانيّة النّزوعيّة ، هو القبيل الذي يحدث (٢) فيه هيئات تخصّ الإنسان يتهيّأ بها بسرعة (٣) وفعل وانفعال ، مثل الخجل والحياء والضّحك والبكاء وما أشبه ذلك.

واعتبارها (٤) بحسب القياس إلى القوّة الحيوانيّة المتخيّلة والمتوهّمة ، هو القبيل الذي ينحاز (٥) إليه إذا اشتغلت باستنباط التّدابير في الأمور الكائنة الفاسدة ، واستنباط الصّناعات الإنسانيّة.

واعتبارها الذي بحسب القياس إلى نفسها ، هو القبيل الذي يتولّد (٦) من العقل العمليّ والنظريّ الآراء التي تتعلّق بالأعمال وتستفيض ذائعة مشهورة ، مثل أنّ الكذب قبيح ، والظّلم قبيح ، لا على سبيل التّبرهن ، وما أشبه ذلك من المقدّمات المحدودة للانفصال عن الأوّليّات العقليّة في كتب المنطق (٧).

وهذه القوّة يجب أن تتسلّط على سائر قوى البدن على حسب ما يوجبه (٨) أحكام القوّة الأخرى التي نذكرها حتّى لا تنفعل عنها البتّة ، بل تنفعل تلك عنها وتكون متبوعة (٩) دونها ، لئلّا يحدث (١٠) فيها عن البدن هيئات انقياديّة مستعادة (١١) من الأمور الطبيعيّة وهي الّتي تسمّى أخلاقا (١٢) رذيلة ، بل يجب أن تكون غير منفعلة البتّة وغير منقادة ، بل تتسلّط (١٣) ، فيكون لها أخلاق فضيلة ، وقد يجوز أن ينسب (١٤) الأخلاق إلى القوى البدنيّة أيضا ، ولكن إن كانت هي الغالبة يكون (١٥) لها هيئة فعليّة ، ولهذا الفعل قوّة انفعاليّة ، ولتسمّ كلّ هيئة خلقا ، فيكون شيء واحد يحدث منه خلق (١٦) في ذلك ، وإن كانت هي المغلوبة يكون لها هيئة انفعاليّة ، ولذلك هيئة فعليّة غير غريبة ، فيكون ذلك أيضا هيئتين وخلقين ، أو يكون الخلق واحدا له نسبتان.

وإنّما كانت الأخلاق التي فينا منسوبة إلى هذه القوّة ، لأنّ النّفس الإنسانيّة ـ كما

__________________

(١) في المصدر : بحسب القياس ...

(٢) تحدث منه فيها ...

(٣) لسرعة وفعل ...

(٤) واعتبارها الذي بحسب ...

(٥) تنحاز إليه ...

(٦) تتولّد فيه بين العقل ...

(٧) العقليّة المحصنة في كتب المنطق ، وإن كانت إذا برهن عليها صارت من العقليّة أيضا على ما عرفت في كتب ...

(٨) توجبه ...

(٩) مقموعة ...

(١٠) تحدث ...

(١١) مستفادة ...

(١٢) أخلاقا رذيليّة ...

(١٣) بل متسلّطة فتكون لها أخلاق فضيليّة ...

(١٤) تنسب ...

(١٥) تكون لها هيئة ...

(١٦) خلق في هذا وخلق في ذلك ...

٣٤٦

يظهر (١) بعد ـ جوهر واحد ، له نسبة وقياس إلى جنبتين ؛ جنبة هي تحته ، وجنبة هي فوقه ، وله بحسب كلّ جنبة قوّة بها ينتظم (٢) العلاقة بينه وبين تلك الجنبة.

فهذه القوّة العمليّة هي القوّة التي (٣) لأجل العلاقة إلى الجنبة التي (٤) دونها وهو البدن وسياسته. وأمّا القوّة النظريّة ، فهي القوّة (٥) التي لأجل العلاقة إلى الجنبة التي فوقها (٦) ، لتنفعل ويستفيد منها وتقبل (٧) عنها ، فكأن للنّفس منّا وجهين : وجه إلى البدن ، ويجب أن يكون هذا الوجه غير قابل البتّة أثرا من جنس مقتضى طبيعة البدن ، ووجه إلى المبادي العالية ، ويجب أن يكون هذا الوجه دائم القبول عمّا هناك والتّأثّر منه. فمن الجهة السفليّة يتولّد (٨) الاخلاق ، ومن الجهة الفوقانيّة (٩) يتولّد العلوم ، فهذه هي القوّة العمليّة.

وأمّا القوّة النظريّة ، فهي قوّة من شأنها أن تنطبع بالصّور الكلّيّة المجرّدة عن المادّة ، فإن كانت مجرّدة بذاتها ، فأخذها بصورتها في نفسها أسهل ، وإن لم تكن فإنّها تصير مجرّدة بتجريدها إيّاها ، حتّى لا يبقى فيها عن (١٠) علائق المادّة شيء ، وسنوضح كيفيّة هذا من بعد.

وهذه القوّة النظريّة لها إلى هذه (١١) الصّورة نسب مختلفة ، وذلك لأنّ الشيء الذي من شأنه أن يقبل شيئا قد يكون بالقوّة قابلا له ، وقد يكون بالفعل قابلا له. والقوّة تقال على (١٢) معان ثلاثة بالتّقديم والتّأخير :

فيقال قوّة للاستعداد المطلق الذي لا يكون خرج منه بالفعل شيء ، ولا أيضا حصل ما به يخرج ، كقوّة الطفل على الكتابة.

ويقال قوّة لهذا الاستعداد إذا كان لم يحصل للشيء إلّا ما يمكنه به أن يتوصّل إلى اكتساب الفعل بلا واسطة ، كقوّة الصبيّ الذي ترعرع ، وعرف الدواة والقلم وبسائط الحروف على الكتابة.

__________________

(١) في المصدر : يظهر من بعد ...

(٢) تنتظم ...

(٣) التي له لأجل ...

(٤) التي دونه ...

(٥) التي له لأجل ...

(٦) التي فوقها ، لينفعل ...

(٧) ويقبل عنها ...

(٨) تتولّد الأخلاق ...

(٩) تتولّد العلوم ...

(١٠) فيها من علائق ...

(١١) هذه الصور على ...

(١٢) ثلاثة معان.

٣٤٧

ويقال قوّة لهذا الاستعداد إذا تمّ (١) بآلاته ، وحدث مع الآلة أيضا كمال الاستعداد ، بأن يكون له أن يفعل متى شاء بلا حاجة إلى اكتساب (٢) ، بل يكفيه أن يقصد فقط ، كقوّة الكاتب المستكمل للصّناعة إذا كان لا يكتسب (٣) ؛ والقوّة الاولى تسمّى (٤) كمال القوّة ، فالقوّة النظريّة إذن تارة يكون (٥) نسبتها إلى الصّور المجرّدة التي ذكرناها نسبة ما بالقوّة المطلقة ، وذلك بين (٦) ما يكون هذا القوّة التي للنّفس لم تقبل بعد شيئا من الكمال الذي بحسبها ، وحينئذ تسمّى عقلا هيولانيّا (٧) ، تشبيها لها باستعداد الهيولى الاولى التي ليست (٨) بذاتها ذات صورة من الصّور ، وهي موضوعة لكلّ صورة.

وتارة نسبة ما بالقوّة الممكنة ، وهي أن يكون (٩) القوّة الهيولانيّة قد حصل لها (١٠) من المعقولات الاولى التي يتوصّل منها وبها إلى المعقولات الثانيّة (١١) ، وأعني بالمعقولات الأولى المقدّمات التي يقع بها التصديق لا بالاكتساب (١٢) ، ولا بأن يشعر المصدّق بها إنّه كان يجوز له أن يخلو عن التصديق بها وقتا البتّة ، مثل اعتقادنا بأنّ الكلّ أعظم من الجزء ، وأنّ الأشياء المساوية (١٣) لشيء واحد بعينه متساوية ، فما دام (١٤) أنّه يحصل فيه من معنى ما بالفعل هذا القدر بعد ، فإنّه (١٥) يسمّى عقلا بالملكة ، ويجوز أن (١٦) يسمّى هذا عقلا بالفعل بالقياس إلى (١٧) الأوّل ، لأنّ القوّة التي ليس لها أن تعقل شيئا بالفعل ، وأمّا (١٨) أنّ هذه ، فإنّ لها أن تعقل إذا أخذت تجب (١٩) بالفعل.

وتارة تكون نسبة ما بالقوّة الكماليّة ، وهو أن يكون حصل فيها أيضا الصّورة (٢٠) المعقولة المكتسبة بعد المعقولة الأوّليّة ، إلّا أنّه ليس يطالعها ويرجع إليها بالفعل ، بل كأنّها عنده مخزونة ، فمتى شاء طالع تلك الصّورة بالفعل فعقلها ، وعقل أنّه قد عقلها ، ويسمّى

__________________

(١) في المصدر : تمّ بالآلة ...

(٢) الى الاكتساب ...

(٣) لا يكتب ...

(٤) تسمّى مطلقة وهيولانيّة ، والقوّة الثانية تسمّى قوّة ممكنة ، والقوّة الثالثة تسمّى كمال القوّة ...

(٥) تكون نسبتها ...

(٦) ذلك حينما تكون ...

(٧) هيولانيّا ، وهذه القوّة التي تسمّى عقلا هيولانيّا موجودة لكلّ شخص من النوع ، وإنّما سميّت هيولانيّة تشبيها إيّاها باستعداد ...

(٨) ليست هي بذاتها ...

(٩) أن تكون القوّة ...

(١٠) حصل فيها من المعقولات المعقولات الاولى ...

(١١) الثانية ، أعني ...

(١٢) لا باكتساب ...

(١٣) الأشياء المتساوية ...

(١٤) فما دام إنّما حصل فيها من معنى ...

(١٥) فإنّها تسمّى ...

(١٦) أن تسمّى عقلا ...

(١٧) إلى الاولى ، لأنّ القوّة الاولى ليس ...

(١٨) وأمّا هذه ...

(١٩) تبحث ...

(٢٠) الصور.

٣٤٨

عقلا بالفعل ، لأنّه عقل (١) متى شاء بلا تكلّف اكتساب ، وإن كان يجوز أن يسمّى عقلا بالقوّة بالقياس إلى ما بعدها (٢).

وتارة تكون النسبة نسبة ما بالفعل المطلق ، وهو أن يكون (٣) الصّورة المعقولة حاضرة فيه ، وهو يطالعها بالفعل ، فيعقلها العقل (٤) ، ويعقل أنّه يعقلها بالفعل ، فيكون ما حصل له حينئذ يسمّى عقلا مستفادا (٥) ، لأنّه سيتّضح لنا أنّ العقل بالقوّة إنّما يخرج إلى الفعل بسبب عقل هو دائما بالفعل ، وأنّه إذا اتّصل العقل بالقوّة بذلك العقل الذي بالفعل نوعا من الاتّصال (٦) ، وانطبع فيه نوع من الصّور تكون مستفادة من خارج.

فهذه أيضا مراتب القوى التي تسمّى (٧) عقلا نظريّة. وعند العقل المستفاد يتمّ الجنس الحيوانيّ والنّوع الإنسانيّ (٨) وهناك يكون (٩) القوّة الإنسانيّة قد تشبّهت بالمبادي الأولى للوجود كلّه» ـ انتهى كلامه ـ.

وقال في الإشارات بعد تفصيل القوى الحيوانيّة هكذا (١٥) : «إشارة ، وأمّا نظير هذا التفصيل في قوى النّفس الإنسانيّة على سبيل التصنيف (١٠) ، فهو أنّ النّفس الإنسانيّة التي لها أن تعقل جوهر له قوى وكمالات.

فمن قواها ما لها بحسب حاجتها إلى تدبير البدن ، وهي القوّة التي تختصّ باسم العقل العمليّ ، وهي التي تستنبط الواجب فيما يجب أن يفعل من الامور الإنسانيّة جزئيّة ، ليتوصّل به إلى أغراض اختياريّة من مقدّمات أوّليّة وذائعة وتجربيّة ، وباستعانة بالعقل النظريّ في الرأى الكلّيّ إلى أن ينتقل به إلى الجزئيّ.

ومن قواها ما لها بحسب حاجتها إلى تكميل جوهرها عقلا بالفعل ، فأولاها قوّة استعداديّة لها نحو المعقولات ، وقد يسمّيها قوم عقلا هيولانيّة (١١) ، وهي المشكاة. ويتلوها (١٢) قوّة أخرى يحصل (١٣) لها عند حصول المعقولات (١٤) لها ، فيتهيّأ بها لاكتساب

__________________

(١) في المصدر : يعقل ...

(٢) ما بعده ...

(٣) أن تكون ...

(٤) فيعقلها بالفعل ...

(٥) مستفادا ، وإنّما سمّي عقلا مستفادا لأنّه ...

(٦) الاتّصال انطبع ...

(٧) تسمّى عقولا نظريّة ...

(٨) الإنسانيّ منه ...

(٩) تكون ...

(١٠) سبيل التضيّف ...

(١١) عقلا هيولانيّا ...

(١٢) تتلوها ...

(١٣) تحصل ...

(١٤) المعقولات الاولى ، فتتهيّأ بها.

(١٥) شرح الإشارات ٢ / ٣٥١ ـ ٣٥٤.

٣٤٩

الثّواني ، إمّا بالفكرة ، وهي الشجرة الزيتونة إن كانت ضعيفة (٣) ، أو بالحدس ، وهي (٤) زيت أيضا إن كانت أقوى من ذلك ، فتسمّى عقلا بالملكة ، وهو (٥) الزجاجة ، والشريعة البالغة منها قوّة قدسيّة ، يكاد زيتها يضيء (٦) ولو لم تمسسه نار ، ثمّ يحصل بعد ذلك قوّة وكمال ، أمّا الكمال ، فأن يحصل لها المعقولات بالفعل مشاهدة متمثّلة في الذهن ، وهو نور على نور. وأمّا القوّة ، فأن يكون لها أن (٧) تحصّل المعقول المكتسب المفروغ منه كالمشاهد متى شئت من غير افتقار إلى اكتساب ، وهو المصباح. وهذا الكمال يسمّى عقلا مستفادا ؛ وهذه القوّة تسمّى عقلا بالفعل. والذي يخرج من الملكة إلى الفعل التّامّ ، ومن الهيولى أيضا إلى الملكة فهو العقل الفعّال وهو النّار». ـ انتهى ـ.

ثمّ قال (١) : «تنبيه : لعلّك تشتهي الآن أن تعرف الفرق بين الفكرة والحدس ؛ فاسمع (٨) : أمّا الفكرة فهي حركة ما للنّفس في المعاني ، مستعينة بالتخيّل في أكثر الأمر ، يطلب بها الحدّ الأوسط ، أو ما يجري مجراه ممّا يصار به إلى العلم بالمجهول حالة (٩) الفقر استعراضا للمخزون في الباطن وما يجرى مجراه ، فربّما تأدّت إلى المطلوب ، وربّما انبثّت (١٠). وأمّا الحدس ، فهو (١١) أن يتمثّل (١٢) الحدّ الأوسط في الذهن دفعة ، إمّا عقيب طلب وشوق من غير حركة ، وإمّا من غير اشتياق وحركة ، ويتمثّل منه ما هو وسط له أو في حكمه».

ثمّ قال (٢) : «إشارة (١٣). ولعلّك تشتهي أن تعرف زيادة دلالة على القوّة القدسيّة وإمكان وجودها ، فاسمع (١٤) : ألست تعلم أنّ للحدس وجودا ، وأنّ للنّاس (١٥) فيه مراتب ، وفي الفكر (١٦) ، فمنهم غبيّ لا يعود (١٧) عليه الفكر مراده ، ومنهم من له فطانة إلى حدّ ما ويستمتع بالفكر ، ومنهم من هو أثقف من ذلك وله إصابة في المعقولات بالحدس. وتلك الثّقافة غير متشابهة في الجميع ، بل ربّما قلّت وربّما كثرت ، وكما أنّك تجد جانب النقصان منتهيا إلى

__________________

(١) شرح الإشارات ٢ / ٣٥٨.

(٢) شرح الإشارات ٢ / ٣٥٩ ـ ٣٦٠.

(٣) في المصدر : كانت ضعفى ...

(٤) بالحدس فهي زيت ...

(٥) وهي الزجاجة والشريفة البالغة ...

(٦) يضيء ثمّ يحصل لها بعد ذلك ...

(٧) أن يحصل ...

(٨) فاستمع ...

(٩) حالة الفقد ...

(١٠) انبتّت ...

(١١) وهو أن ...

(١٢) يتمثّل معه ...

(١٣) ولعلّك تشتهي زيادة ...

(١٤) فاستمع ...

(١٥) وأنّ للإنسان ...

(١٦) وفي الفكرة ...

(١٧) لا تعود عليه الفكرة برادة.

٣٥٠

عديم الحدس ، فأتقن (٣) أنّ الجانب الذي يلي الزيادة يمكن انتهاؤه إلى غنيّ في أكثر أحواله عن التّعلّم والفكر» (٤) انتهى موضوع الحاجة من كلامه ـ.

وأقول : ما نقلنا من كلامه في «الشفاء» واف ببيان تعديد القوى الإنسانيّة لا يحتاج إلى شرح ، فلذا طويناه على غرّة. وكذا كلامه في «الإشارات» واف ببيانه مع الإشارة إلى بعض مراتب أخر كالحدس والقوّة القدسيّة ، ومع الإشارة إلى أنّ المراتب المرتّبة النظريّة نظير مراتب نور الله تعالى كما ورد في التنزيل ، حيث قال عزوجل : (اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ) ـ الآية (١) وإلى تلك المراتب مطابقة لهذه المراتب ، وقد ورد في الخبر «من عرف نفسه فقد عرف ربّه» (٢).

والحاصل أنّ المشكاة شبيهة بالعقل الهيولانيّ ، لكونها مظلمة في ذاتها ، قابلة للنّور على التّساوي لاختلاف السطوح والثقب فيها ، والزّجاجة بالعقل بالملكة ، لأنّها شفّافة في نفسها ، قابلة للنّور أتمّ قبول ، والشجرة الزيتونة بالفكرة التي أشار إلى بيان ماهيّتها ، لكونها مستعدّة لأن تصير قابلة للنّور بذاتها ، لكن بعد حركة كثيرة وتعب ، والزّيت بالحدس الذي أشار إلى بيان ماهيّته ، لكونه أقرب إلى ذلك من الزيتونة ، والذي يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار بالقوّة القدسيّة التي أشار إلى بيان ماهيّتها ، لأنّها تكاد تعقل بالفعل ولو لم يكن شيء يخرجها من القوّة إلى الفعل ، ونور على نور بالعقل المستفاد ، لأنّه ينير بذاته من غير احتياج إلى نور يكتسبه والنّار بالعقل الفعّال الذي يقولون به ويقولون إنّ الاتّصال به نوعا من الاتّصال هو المخرج من القوّة إلى الفعل ، لأنّ المصابيح تشتعل منها.

وهذا آخر ما أردنا ايراده من تعديد قوى النّفس الإنسانيّة. فلنختم الباب به ولنرجع إلى بيان المقصود الآخر ، فنقول : الباب الرابع ...

__________________

(٣) في المصدر : فأيقن ...

(٤) والفكرة.

(١) النور / ٣٥.

(٢) بحار الانوار ٢ / ٣٢ ؛ ٦١ / ٩٩ : ٦٩ / ٢٩٣ ، وقد مرّ.

٣٥١
٣٥٢

الفهرس

الباب الأوّل

في إثبات النفس وإنّيّتها وتحديدها من حيث هي نفس

نقل كلام وتحقيق مرام............................................................. ٨

«في شرح كلام الشيخ»......................................................... ١٧

إيراد شبهة هنا ودفعها........................................................... ٥٦

مناقشة مع الشيخ.............................................................. ٥٨

نكتة....................................................................... ٨٣

كلام مع المحقّق الطوسيّ وغيره................................................... ٨٤

ذكر أوهام مع رفعها............................................................ ٩٨

الباب الثاني

في بيان حقيقة النفس وماهيّتها

في تأويل بعض تلك المذاهب المنقولة............................................ ١٢٣

تأويل بعض الاحاديث الواردة في الروح.......................................... ١٢٤

في بيان جوهريّة النفس......................................................... ١٤٢

في بيان اختصاص الإنسان بالقوّة العقليّة......................................... ١٥٥

٣٥٣

خاصّيّة للإنسان........................................................... ١٥٥

خاصّيّة أخرى للإنسان..................................................... ١٥٦

خاصّيّة ثالثة للإنسان...................................................... ١٥٧

فى بيان القوى النظريّة والعمليّة للنفس الإنسانيّة................................... ١٥٨

تمهيد في أنّ النفس الناطقة الإنسانيّة جوهر مجرّد عن المادّة.......................... ١٦١

نقل كلام وتنقيح مرام.......................................................... ١٦١

فصل في العلم وأنّه عرض...................................................... ١٦٦

في نصرة القول بوجود الأشياء بأعيانها في الذهن................................... ١٧٤

في وجه الاختلاف في أنّ العلم من أيّ مقولة..................................... ١٧٩

في الإشارة إلى توجيه القول باتّحاد العاقل مع المعقول............................... ١٨٤

كلام مع المحقّق الطوسيّ....................................................... ١٨٨

في تحرير ما ذكره في الشفاء في العلم............................................. ١٩٠

في الفرق بين اعتبارات الماهيّة................................................... ١٩٧

في الإشارة إلى دفع إشكال آخر هنا............................................. ٢٠١

في الاشارة إلى دفع شكوك وأوهام ربّما يمكن أن تورد على دليل تجرّد النّفس الإنسانيّة الناطقة ٢١٦

سؤال وجواب................................................................. ٢٢٤

في الإشارة إلى براهين اخر على هذا المطلوب قد ذكرها القوم........................ ٢٢٨

فيما ذكره بعض مفسّري كلام أرسطو (هو أبو عليّ أحمد بن محمّد مسكويه)......... ٢٢٩

شواهد سمعيّة على هذا المطلب.................................................. ٢٣٣

فيما استدلّ به بعض العلماء على نفي تجرّد النّفس الإنسانيّة مع جواب ذلك الاستدلال ٢٣٣

٣٥٤

في الاشارة إلى أنّه باتّضاح الدّليل على تجرّد النّفس النّاطقة الإنسانية يتّضح الدّليل على جوهريّتها أيضا        ٢٤٥

في أنّ النّفس الإنسانيّة واحدة بالذّات مختلفة بالاعتبار............................. ٢٤٦

الوجه الأوّل............................................................... ٢٤٨

الوجه الثّاني............................................................... ٢٥٠

في إبطال ما تمسّكوا به في تعدّد النّفس في الإنسان................................ ٢٥٤

شكّ مع حلّه................................................................. ٢٥٧

في كيفيّة صدور الأفعال المختلفة عن الإنسان..................................... ٢٥٩

في الإشارة إلى أنّ تلك القوى المتخالفة كيف يخدم بعضها بعضا..................... ٢٧٢

في الإشارة إلى أنّ أيّا من الأفاعيل تقتضي قوّة على حدة........................... ٢٧٣

في الكلام في آلات النّفس والأعضاء التي يتعلّق بها القوّة الرّئيسة من النّفس........... ٢٧٩

في الإشارة إلى المناسبة بين النّفس والبدن واحتياج أحدهما إلى الآخر والارتباط بينهما... ٢٨٥

الباب الثالث

في تعديد قوى النّفس الإنسانيّة على ما هو المشهور بين الجمهور

في الإشارة إلى الحكمة في القوى النباتيّة.......................................... ٢٩٢

وأمّا الكلام في القوى الحيوانيّة................................................... ٢٩٥

في الحكمة في القوى المحرّكة الحيوانيّة.............................................. ٢٩٧

في القوى المدركة الحيوانيّة....................................................... ٢٩٧

في اللّامسة............................................................... ٢٩٨

في الذّائقة................................................................. ٣٠١

في الشّامّة................................................................. ٣٠٢

٣٥٥

في السّامعة................................................................ ٣٠٣

في الباصرة................................................................ ٣٠٣

في الحواسّ الباطنة............................................................. ٣٠٥

في الاشارة إلى أنّ إثبات تلك القوى الخمس بالدّليل وأنّ الحكماء والأطبّاء اختلفوا في ذلك ظاهرا     ٣٠٦

في الكلام في الحسّ المشترك..................................................... ٣١٦

في الدليل على وجود الحسّ المشترك.............................................. ٣٢٠

بيان إيراد مع دفعه............................................................ ٣٢١

إيراد آخر مع دفعه............................................................ ٣٢٤

دقيقة.................................................................... ٣٢٤

في إثبات الحسّ المشترك للحيوانات العجم أيضا والإشارة إلى دفع ذلك الإيراد بوجه آخر ٣٢٥

فيه رفع المخالفة بين كلامي الشيخ في الشفاء والإشارات........................... ٣٣٣

دقيقة....................................................................... ٣٣٦

في القوى الإنسانيّة............................................................ ٣٤٥

٣٥٦