أدب الطّف أو شعراء الحسين عليه السلام - ج ٥

جواد شبّر

أدب الطّف أو شعراء الحسين عليه السلام - ج ٥

المؤلف:

جواد شبّر


الموضوع : الشعر والأدب
الناشر: دار المرتضى
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٨٣

من مبلغنّ قريشاً ان سيدها

ثوى ثلاث ليال غير مقبور

من مبلغنّ قريشاً ان سيدها

تنحوه في القفر زوار اليعافير

قومي الى ميّتٍ ما لفّ في كفن

يوماً ولا نال من سدرٍ وكافور

تلك الدماء الزواكي السائلات على

سمر اليعاسيب والبيض المباتير

تلك الرؤوس أبت إلا العلا فسمت

على رفيع من الخرصان مشهور

كأنه حين يسوّد الدجى علم

سام تشب له أنوار مقرور

تلك الطواهر لم يضرب لها كلل

ولا تمد لها أطناب تخدير

كم فيهم من بني المختار من غرر

مجلوّة ووجوه كالدنانير

إذا تباكين لم يفصحن عن كمد

إلا تحدّر دمع غير منزور

وان تشاكين لم يسمن داعية

إلا تصعّد أنفاس وتزفير

يا فجعة أوسعت في قلب فاطمة

الزهراء جرح مصاب غير مسبور

وان ذات خمار من عقائلها

تهدى الى مستفز العقل مخمور

بني أمية قد ضلّت حلومكم

ضلال منغمس في الغيّ مغمور

أدوحة قد تفيأتم أظلّتها

نلتم بواسق أعلاها بتكسير

بني أمية لا نامت عيونكم

فثمّ طالب وتر غير موتور

سمعاً بني الحسب الوضاح مرثية

يعنو لها كل منطيق ونحرير

٨١

السيد ماجد ابن السيد هاشم العريضي الصادقي البحراني ، تلمذ عليه الفيض الكاشاني صاحب الوافي وآخرون من علماء البحرين الاعلام. من مؤلفاته الرسالة اليوسفية ، ورسالة في مقدمة الواجب وحواشي على المعالم ، وخلاصة الرجال ، والشرائع ، واثنى عشرية البهائي وغيرها.

توفي في ١٠٢٨ هـ بشيراز ودفن بمشهد شاه جراغ. ترجم له في لؤلؤة البحرين وسلافة العصر وجاء في أنوار البدرين ص ٨٥ في ترجمته ما يلي :

هو السيد العلامة الفهامة محرز قصب السبق في جميع الفضائل والمالات الكسبية والوهبية من بين فحول الأواخر والأوائل السيد ابو علي السيد ماجد ابن السيد العالم السيد هاشم ابن العريض الصادقي البحراني كان أوحد زمانه في العلوم أحفظ أهل عصره ، نادرة في الذكاء والفطنة وهو أول من نشر علم الحديث في دار العلم شيراز المحروسة وله مع علمائها مجالس عديدة ومقامات مشهورة أخبرني شيخنا الفقيه ببعضها وأقبل أهلها عليه إقبالاً شديداً وتلمذ عليه العلماء الأعيان مثل مولانا العلامة محمد محسن الكاشاني صاحب ( الوافي ) والشيخ الفقيه ذو المرتبة الرفيعة في الفضل والكمال الشيخ محمد بن حسن بن رجب البحراني والشيخ الفاضل المتبحر الشيخ محمد علي البحراني والشيخ زين الدين الشيخ علي بن سليمان البحراني والشيخ العلامة الأديب الخطيب الشيخ احمد بن عبد السلام البحراني والسيد العلامة السيد عبد الرضا البحراني والشيخ الفاضل الشيخ أحمد بن جعفر البحراني وغيرهم وخطب على منبر شيراز خطبتي الجمعة بديهة لما نسي تلميذه السيد الفاضل السيد عبد الرضا الخطبتين اللتين أنشأهما والقصة مذكورة في كتاب ( سلافة العصر في محاسن الدهر ) للسيد الفاضل السيد علي بن الميرزا أحمد وختمها بأبيات في غاية من البلاغة

٨٢

والجزالة وكان شيخنا العلامة معجباً كثيراً بقصيدته الرائية في مرثية الحسين (ع) سيد الشهداء التي مطلعها :

بكى وليس على صبر بمعذور

من قد أطلّ عليه يوم عاشور

واجتمع في سنة بالعلامة الشيخ البهائي في دار السلطنة اصفهان المحروسة فأعجب به شيخنا البهائي حكى بعض مشائخنا انه سأل السيد عن مسألة بمحضر الشيخ فأوجز السيد الجواب تأدباً مع الشيخ فأنشد الشيخ ( قدس الله سره ) :

حمامة جرعا حومة الجند اسجعي فأنت بمرأى من سعاد ومسمع فأطال السيد الكلام فاستحسنه الشيخ واستجاز منه الشيخ فكتب له اجاة طويلة تشتمل على تأدب عظيم في حقه وثناء جميل وتقريظ عظيم وقد وجدت الاجازة في خزانة بعض كتب الاعيان سنة ١١٠٣ ولولا ضيق المقام لنقلتها.

وللسيد قدس‌سره ( الرسالة اليوسفية ) جيدة جداً وعليها له حواشي مفيدة ورأيتها بخط تلميذه الفاضل الشيخ أحمد بن جعفر البحراني وقد قرأها عليه ( قدس الله سره ) في دار العلم شيراز وعليها الأنهاء والأجازة بخطه وله رسالة في مقدمة الواجب مليحة كثيرة الفوائد ورأيتها مرة واحدة في يد بعض الفضلاء في مجلس شيخنا سنة ١١٠٩ ولم يعطها صاحبها للاستنساخ ثم أنه مات فطلبتها من ورثته ففتشوا عنها ولم يروها ، وله حواشي على المعالم وحواشي متفرقة على خلاصة الرجال ورأيتها بخطه عند بعض الأصحاب وله حواشي على الشرائع وعلى اثني عشرية شيخنا البهائي وحواشي على كتابي الحديث وفي نسخة التهذيب التي عندي جملة منها وله فتاوى متفرقة جمعها بعض تلامذته وهي عندي وله رسالة سماها ( سلاسل الحديد في تقييد أهل التقليد ) ومنه أخذ العلامة السيد هاشم البحراني هذا الاسم فانتخب من شرح

٨٣

عز الدين ابن أبي الحديد كتاباً سماه ( سلاسل الحديد في التقييد لأهل التقليد من كلام ابن أبي الحديد ) ورأيت له ( صورة وقف ) تتضمن وقف الخان وموقوفاتها في غايةالبلاغة ونهاية البراعة رأيتها في يد السيد الأديب النجيب صاحبنا السيد عبد الرؤوف ابن السيد حسين الجدحفصي البحراني. توفي قدس‌سره بالليلة الحادية والعشرين من شهر رمضان بدار العلم شيراز سنة ١٠٢٨ هـ انتهى كلام شيخنا العلامة الشيخ سليمان البحراني.

وهذه أبياته التي ارتجلها بعد خطبتي الجمعة :

ناشدتك الله إلا ما نظرت إلى

صنيع ما ابتدأ الباري وما ابتدعا

تجد صفيح سماء من زمردة

خضراً وفيها فريد الدر قد رصعا

ترى الدراري يدانين الجنوح فما

يجدن غبّ السرى عيّاً ولا ضلعا

والأرض طاشت ولم تسكن فوقّرها

بالراسيات التي من فوقها وضعا

فقرّ ساحتها من بعدما إمتنعا

وانحط شامخها من بعدما ارتفعا

وأرسل العاديات المعصرات لها

فقهقهت ملء فيها واكتست خلعا

هذا ونفسك لو أمّ الخبير لها

لارتد عنها كليل الطرف وإرتدعا

وليس في العالم العلوي من أثر

يحيّر اللب إلا فيك قد جمعا

انتهى ، قال السيد في السلافة : وهذه الأبيات لو كانت عن رويّة لأفحمت مصاقع الرجال فكيف وهي عن بداهة وإرتجال ومن شعره في الموعظة :

طلعت عليك المنذرات البيضُ

وأبيض منها الفاحم الممحوض

صرّحن عندك بالنذارة عندما

لم يُغنها الايماء والتعريض

ست مضين وأربعون نصحن لي

ولمثّلهن على التقى تحضيض

وافى المشيب مطالباً بحقوقه

وعليّ من قبل الشباب قروض

٨٤

أيقوم أقوام بمسنون الصبا

متوافراً ويفوتني المفروض

لأحق هذا قد نهضت به ولا

أنا بالذي يبغي المشيب نهوض

ان الشباب هو المطار الى الصبا

فإذا رماه الشيب فهو مهيض

بادرته خِلس الصبا إذ لاح لي

بمفارق الفودين منه وميض

فمشى وحاز السبق إذ أنا قارح

جذع بمستن العذار ركوض

واسودّ في نظر الكواعب منظري

إذ سوّدته النائبات البيض

والليل محبوب لكل ضجيعة

تهوى عناقَك والصباح بغيض

عريت رواحل صبوتي من بعدما

أعيى المناخ بهن والتقويض

قد كنت أجمح في العنان فساسني

وال يذلل مصعبي ويروض

عبث الربيع بلملتيّ وعاث في

تلك المحاسن كلهن مقيض

ما دام طرفك لا يصح فإنما

قلبي على الحدق المراض مريض

ومن شعره رحمه‌الله يحن الى الفه ووطنه حنين النجيب الى عطنه يقول :

ياساكني جد حفص لا تخطفكم

ريب المنون ولا نالتكم المحن

ولا عدت زهرات الخصب واديكم

ولا أغب ثراه العارض الهتن

ما الدار عندي وان الفيتها سكنا

يرضاه قلبي لولا الالف والسكن

ما لي بكل بلاد جئتها سكن

ولي بكل بلاد جئتها وطن

الدهر شاطر ما بيني وبينكم

ظلما فكان لكم روح ولي بدن

ما لي وما لك ياورقاء لا انعطفت

بك الغصون ولا استعلى بك الفنن

مثير شجوك اطراب صدحت بها

ومصدر النوح مني الهم والحزن

وجيرتي لا اراهم تحت مقدرتي

يوما والفك تحت الكشح محتضن

هذا وكم لك من اشياء فزت بها

عني وان لزنا في عوله قرن

وقال وقد سمع مليحاً يقرأ على القبور ويتلو القرآن بنغم الزبور :

وتالٍ لآي الذكر قد وقفت بنا

تلاوته بين الضلالة والرشد

٨٥

يلفظ يسوق الزاهدين الى الخنا

ومعنى يسوق الفاسقين الى الزهد

وللسيد ماجد ابن السيد هاشم يرثي الحسين :

أمربع الطف طوّفت المصائب بي

وصرت مني مكان النار للحطب

يهواني الرزء حتى قلت من عجب

بيني وبين الرزايا أقرب النسب

لا كان جيد مصابي عاطلاً وله

من الدموع عقود اللؤلؤ الرطب

لا زال فيك ربوع الطف منسحباً

ذيل النسيم وبلّته يد السحب

يا كربلا أين أقوام شرفتِ بهم

وكنت فيهم مكان الأفق للشهب

أكربلا أين بدر قد ذهبتِ به

حتى تحجّب تحت الأرض بالحجب

صدّقت فيك كلام الفيلسوف بأن

البدر يخسف من حيلولة الترب

كان الغمام علوما جمّة وسخى

روّويت من مائة المغدودق العذب

لله وقعتك السوداء كم سَترت

بغيمها قمراً من قبل لم يغب

أعجبت من حالك البرق اللموع فما

ترينه ضاحكاً إلا من العجب

لا غرو إن خربت أفلاكها فلقد

فقدن قطباً فهل تسري بلا قطب

كم شمس دجن لفقد البدر كاسفة

وكان منه سناها غير محتجب

فكيف قيل بأن البدر مكتسب

بالشمس نوراً وهذا غير مكتسب

* * *

لله من نائحات بالطفوف فذي

تدعو أخي ولديها من تقول أبي

كنت الزلال بروداً للظماة فلم

أشعلت قلبي بجمر منك ملتهب

لعلّ ذلك من لطف الخليقة إذ

جمعتَ يا بدر بين الماء واللهب

بحرٌ تروّي العطاشا من جداوله

حتى الصوارم يرويها من السغب (١)

__________________

١ ـ عن مجموعة الشيخ لطف الله بن علي التي كتبها بخطة سنة ١٢٠١ هـ.

٨٦

محمد بن الحسن بن زيد الدين الشهيد الثاني

المتوفى ١٠٣٠

كيف ترقى دموع أهل الولاء

والحسين الشهيد في كربلاء

جده المصطفى الأمين على

الوحي من الله خاتم الأنبياء

وأبوه أخو النبي علي

آية الله سيد الأوصياء

أمه البضعة البتول أخوه

صفوة الأولياء والأصفياء

ليت شعري ما عذر عبد محب

جامد الدمع ساكن الأحشاء

وابن بنت النبي أضحى ذبيحاً

مستهاماً مرملاً بالدماء

وحريم الوصي في أسر ذلّ

فاقدات الآباء والأبناء

وعليٌ خير العباد أسير

في قيود العدى حليف العناء

مثل هذا جزاء نصح نبيٍّ

كلّ عن نعته لسان الثناء

أسس السابقون بيعة غدر

وبَنى اللاحقون شرّ بناء

واستبدّوا بإمرة نصبوها

شركاً للأئمة النجباء

منعوا فاطم البتول تراثاً

من أبيها بفاسد الآراء

يا بني الوحي لا يخفف وجداً

نالنا من شماتة الأعداء

غير ذي الأمر نور وحي آله

حجة الله كاشف الغماء

لهف نفسي على زمان أرى فيه

مزيلاً لدولة الأشقياء

أترى يسمح الزمان بهذا

ويحوز الراجون خير رجاء (١)

__________________

١ ـ عن آمل الامل : للحر العاملي.

٨٧

الشيخ محمد بن الحسن بن زين الدين ـ الشهيد الثاني.

قال الحر العاملي في ( أمل الآمل ).

الشيخ محمد بن الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني علي بن احمد العاملي.

كان عالماً فاضلاً محققاً مدققاً متبحراً جامعاً كاملاً صالحاً ورعاً ثقة فقيهاً محدثاً متكلماً حافظاً شاعراً أديباً منشئاً جليل القدر عظيم الشأن حسن التقرير ، قرأ على أبيه وعلى السيد محمد بن علي بن أبي الحسن الموسوي العاملي وعلى ميرزا احمد بن علي الاسترابادي وغيرهم من علماء عصره ، له كتب كثيرة منها : شرح تهذيب الأحكام ، وشرح الإستبصار ثلاث مجلدات في الطهارة والصلاة ، وحاشية على شرح اللمعة مجلدان الى كتاب الصلح ، وحاشية المعالم ، وحاشية أصول الكافي ، وحاشية أصول الفقيه ، وحاشية المختلف وشرح الإثنى عشرية لأبيه ، وحاشية المدارك ، وحاشية المطول وكتاب روضة الخواطر ونزهة النواظر ثلاث مجلدات ، ورسالة في تزكية الراوي ، ورسالة التسليم في الصلاة ، ورسالة للتسبيح والفاتحة فيما عدا الأوليين وترجيح التسبيح ، وكتاب مشتمل على مسائل وأحاديث ، وكتاب مشتمل على مسائل جمعها من كتب شتى ، وحاشية كتاب الرجال لميرزا محمد ، وديوان شعره ، ورسالة سماها تحفة الدهر في مناظرة الغنى والفقر ، وغير ذلك. وله شعر حسن.

ثم قال : أروي عن عمي الشيخ علي بن محمد بن علي الحر وعن خال والدي الشيخ علي بن محمد العاملي وعن ولده الشيخ زين الدين وغيرهم عنه.

وقد ذكره ولده الشيخ علي في كتاب الدر المنثور في الجزء الثاني فقال : كان عالماً عاملاً وفاضلاً كاملاً وورعاً عادلاً وطاهراً زكياً وعابداً تقياً وزاهداً مرضيّاً ، يفرّ من الدنيا وأهلها ويتجنب الشبهات ، جيد الحفظ والذكاء

٨٨

والفكر والتدقيق ، كانت أفعاله منوطة بقصد القربة. صرف عمره في التصنيف والعبادة والتدريس والافادة والاستفادة ... وأطال في مدحته وذكر من قرأ عليهم ، وانتقاله الى كربلاء والى مكة ، وغير ذلك من أحواله ، وقد ذكر مؤلفاته السابقة وجملة من شعره ، ومنه قصيدة في مرثية السيد محمد بن أبي الحسن العاملي وقصيدة في مدحه ، ومنها قوله :

يا خليليّ باللطيف الخبير

وبودّ أضحى لم في الضمير

خصصا بالثنا إماماً جليلاً

وخليلاً أضحى عديم النضير

وقوله من قصيدة :

ما لفؤادي مدى بقائي

قد صار وقفاً على العناء

وما لجسمي حليف سقم

بدابه اليأس من شفائي

وأورد له قصائد طويلة بتمامها منها هاتان القصيدتان والسابقتان.

وقال الشيخ القمي في الكنى عندما ذكر ترجمة والده الشهيد الثاني ما نصه : وخلفه في كل مزيّة له فاضلة ابنه الشيخ محمد بن الحسن العالم الفاضل المحقق المدقق المتبحّر الثقة الجليل القدر الذي بلغ أقصى درجة الورع والفضل والفهم صاحب المصنفات الكثيرة.

اقول وعدد مصنفاته كما ذكرنا ، وترجم له الشيخ الأميني في ( شهداء الفضيلة ) عندما ذكر جده الشهيد الثاني فقال : ولد رحمه‌الله يوم الاثنين العاشر من شعبان سنة ٩٨٠ وتوفى سنة ١٠٣٠ بمكة المعظمة وهو ابن خمسين سنة وثالثة أشهر ودفن بها.

اقول كما ترجم له السيد الأمين في الأعيان ولكنه مرّ عليه مرّ الكرام فاكتفى بخمسة اسطر فقط. وترجم له الخوانساري في روضات الجنات ترجمة مفصلة ، وجاء ذكره في خاتمة المستدرك على الوسائل في موارد عديدة ، وترجم له سيدنا الحجة السيد حسن الصدر في تكملة امل الآمل.

٨٩

الشيخ محمود الطريحي

يرثي الحسين (ع)

ذكرها ابن أخيه الشيخ فخر الدين في ( المنتخب ) :

هجوعي وتلذاذي عليّ محرمُ

اذا هلّ في دور الشهور محرّمُ

أجدد حزناً لا يزال مجدداً

ولي مدمع هام همول مسجّم

وأبكي على الأطهار من آل هاشم

وما ظفرت أيدي أولي البغي منهم

هم العروة الوثقى هم معدن التقى

هم الشرف السامي ونور الهدى هم

هم العترة الداعي الى الرشد حبهم

ينبئنا فيه الكتاب المعظم

بهم نطقت مدحاً من الله هل أتى

وطه ويس وعمّ ومريم

يعزّ على المختار والطهر حيدر

وفاطمة الزهراء رزءٌ معظم

وأقبلت الأعداء من كل جانب

على الظلم واشتاقت اليهم جهنم

رأت زينب صدر الحسين مرضضا

فصاحت ونار الحزن بالقلب تضرم

أخي هذه النسوان بعدك ضيّعٌ

أخي هذه الأطفال بعدك يُتّم

وفي آخرها يقول :

فيا عترة الهادي خذوها بمدحكم

خدلّجةً كالدر حين يُنظّم

تزفّ اليكم كل شهر محرّم

يتوق اليها الشاعر المترنم

مديحاً لمحمود الطريحي عبدكم

مودته في حبكم لا تكتّم

وهي ٦٥ بيتاً.

٩٠

الشيخ محمود الطريحي كان حياً سنة ١٠٣٠

هو الشيخ محمود بن احمد بن علي بن احمد بن طريح بن خفاجي بن فياض ابن حيمة بن خميس بن جمعة المسلمي الشهير بالطريحي ، ومن أعلام هذه الاسرة التي رسخت قواعدها في هذا البلد منذ قرون عديدة.

وكما يظهر من نظم المترجم له أنه غير عالم كما لم نقف على ذكر له بين طبقات العلماء وفي كتب الرجال ، غير أن الشيخ فخر الدين ذكر له في المنتخب عدة قصائد وهي من النوع الذي لم يرتفع سبكه ، وإنما يصور لنا أن المترجم له قويّ العقيدة ذائب في حب آل البيت (ع) وقد وقفت على شعر له في بعض المجاميع وهو مما لم يذكر في المنتخب. ذكره الاستاذ عبد المولى الطريحي في كتابه ( أعلام الأسرة ) وسجّل له بعض الشعر الذي حصّل عليه من مختلف المجاميع ومنه قوله مخمساً ، والأصل للشاعر محمد بن المتريض البغدادي في مدح الامام علي (ع) قوله :

رعى الله ليلة بتنا سهارى

خلعنا بحب العذارى العذارا

فلما رسى البدر والنجم غارا

أماطت ذوات الخمار الخمارا

فصيرت الليل منها نهارا

وكنّ بجنح دجى أدعج

فبعض الى بعضا ملتجي

فقامت بساقٍ لها مدمج

وجاءت تشمر عن أبلج

كما طلع البدر حين استنارا

تبدت بنور لها لائح

بوجه لبدر الدجى فاضح

وخدٍ بماء الحيا ناضح

وتبسم عن أشلب واضح

كزهر الاقاح اذا ما استنارا

٩١

وبي غادة رنحته قدّها

حميا الصبا ونفت صدها

وقد صبغت مقلتي خدها

فلم أنس مجلسنا عندها

جلسنا صحاوى وقمنا سكارى

نعمنا على الروض دون الانام

بتلك الربوع وتلك الخيام

ولم ترنا إذ هجرنا المنام

تميل بنا عذبات المدام

فنحن نميس كلانا حيارى

ولله مجلسنا باللوى

لكل المنى والهوى قد حوى

اذا انتبهت من رسيس الجوى

وقامت وقد عاث فينا الهوى

تستّر بالعَنَم الجُلنارا

ومنها :

امام له اختص رب السما

وفي يده الحوض يوم الظما

ومأوى الطريد وحامي الحما

أبى أن يباح حماه كما

أبى إذ يلاقي الحروب الفرارا

إمام تحنّ المطايا اليه

وتشكو الذنوب البرايا اليه

أرجّي غداً شربة من يديه

ولست أعوّلُ إلا عليه

ولا غيره في البَلا يستجارا

وما خاب من يشتكي حاله

لمنه في الوصية أوصى له

إله السما وارتضاها له

وان الذي ناط أثقاله

به قلّها ووقاها العثارا (١)

اقول وفي ( تاريخ الاسرة الطريحية ) مخطوط البحاثة المعاصر الشيخ عبد المولى الطريحي ، قال : هو العالم الفقيه والشاعر المعروف في عصره الشيخ

__________________

١ ـ عن شعراء الغري ج ١١ ص ١٨١.

٩٢

محمود بن الشيخ احمد عالم من علماء القرن الحادي شعر وفقيه معروف اشتهر بعلمه وفضله وتقواه وهو والد الشيخ محي الدين الذي ذكره صاحب السلاقة كما ذكره قبله صاحب امل الآمل ، ورياض العلماء لميرزا عبد الله افندي. أما ولادته ووفاته فلم نتوفق لضبطهما سوى أنه كان من رجال القرن الحادي عشر.

وله من قصيدة يرثي بها الامام الحسين (ع) قوله :

صبّ يفصل من عناه المجملا

إذ لم يجد مما عناه تحملا

حرق المصاب فؤاده فتبادرت

عبراته فهو الكئيب المبتلى (١)

وترجم له صاحب ( ماضي النجف ) في الجزء الثاني فقال : كان يتعاطى حرفة الصاغة كما يظهر من شعره ، وهو محمود بن احمد الطريحي اخو محمد علي والد الشيخ فخر الدين ووالد الشيخ محي الدين المترجم في نشوة السلافة.

شعره يدل على رسوخ عقيدة وحسن سريرة فهو من المخلصين والموالين لأهل البيت له شعر كثير في مجموع الشيخ الجليل الشيخ راضي آل ياسين.

__________________

١ ـ القصيدة بكاملها وهي ٦٥ بيتاً في مخطوطة الشيخ حسان الربعي المتوفى سنة ١١٩٨ هـ.

٩٣

الشيخ البهائي

المتوفى ١٠٣١

قال يرثي الحسين عليه‌السلام :

مصابك يا مولاي أورث حرقة

وأمطر من أجفاننا هاطل المزنِ

فلو لم يكن رب السماء منزّها

عن الحزن قلنا انه لك في الحزن

__________________

عن منن الرحمن في شرح وسيلة الفوز والامان في مدح صاحب العصر والزمان للشيخ جعفر النقدي ج ١ ص ٣٠.

٩٤

بهاء الدين العاملي

هو شيخ الفقهاء وأستاذ الحكماء ورئيس الأدباء محمد بن الحسين المعروف ببهاء الدين العاملي ، ساح ثلاثين سنة وأتاه ربه كل حسنة.

قال صاحب أعلام العرب ما نصه : بهاء الدين محمد بن عز الدين الحسين بن عبد الصمد الحارثي الهمداني العاملي صاحب التصانيف والتحقيقات وأحد جهابذة العلم وعباقرته ونوابغ العلم وأفذاذه في العلوم والفنون.

ولد ببعلبك سنة ٩٥٣ هـ وانتقل به أبوه الى فارس وأخذ عن والده وغيره من علماء كثيرين حتى أذعن له كل مناظر ومنابذ فلما اشتد كاهله وصفت من العلم مناهله ولي بها مشيخة الاسلام ثم رغب في السياحة ومحالفة الأسفار فحج وزار قبر النبي (ص) وقضى نحو ثلاثين سنة في الأسفار : واجتمع في أثناء ذلك بكثير من أهل الفضل والعلم ، ومن البلاد التي جابها مصر وألّف بها كتاب الكشكول المشهور ، وكان مدة إقامته بمصر يجتمع بالعلامة محمد بن أبي الحسن البكري وكان البكري يبالغ في تعظيم البهائي فقال له البهائي مرة : يا مولانا أنا درويش فقير كيف تعظمنا هذا التعظيم؟ » فأجابه البكري : شممت منك رائحة الفضل .. ثم قدم القدس فكان فيها مبخلاً مقدراً ودرس هناك ثم سار الى دمشق ونزل هناك واجتمع به الحافظ الحسيني الكربلائي القزويني نزيل دمشق صاحب الروضات والحسن البوريني العلامة الكبير وقد طار البوريني إعجاباً به وإكباراً له بعد أن عرفه وكان يسمع به وذهب الى حلب وهناك توارد عليه أهل جبل عامل أفواجا أفواجا وذلك في زمن السلطان مراد بن سليم وهو في كل ذلك متكتم متنكّر يحاول إخفاء أمره ثم خرج من حلب مسرعاً واستقرّ أخيراً في اصفهان في حاشية الشاه عباس

٩٥

وغالت الدولة في قيمته في عهد الشاه فكان لا يفارق السلطان سفراً وحضراً وقصدته علماء الامصار وكانت له دار مشيّدة البناء رحبة الفِناء يلجأ إليها الأيتام والفقراء فيقوم بالانفاق عليهم مع تمسّك من التقى بالعروة الوثقى وهو في كل ذلك يرجو أن يعود الى سياحته فلم تسمح له الايام حتى توفي سنة ١٠٣١ في ١٢ شوال بأصفهان ونقل الى طوس فدفن بها في داره قريباً من الحضرة الرضوية.

قال المحبي في الخلاصة : « ... وهو أحق من كل حقيق بذكر أخباره ونشر مزاياه واتحاف العالم بفضائله وبدائعه وكان أمة مستقلة في الأخذ بأطراف العلوم والتضلّع بدقائق الفنون وما أظن الزمان سمح بمثله ولا جاد بندّه. » وقد ألّف مؤلفات جليلة في التفسير والحديث والفقه وأصول الدين والفلك والحساب واللغة وغيرها ومؤلفات بالعشرات في سائر أنواع العلوم والفنون ، ومن هذه المؤلفات.

١ ـ الكشكول : وهو كتاب مشهور طبع في مصر وايران مراراً ويعدّ من الكتب المهمة فيما احتواه من نبذ في علوم مختلفة حتى الهندسة والجبر والنجوم والطب والاحصاء وفيه شذرات من التاريخ والشعر والأمثال والعلوم الاسلامية والابحاث الفلسفية والتصوف وعلم الكلام وما وراء الطبيعة وغير ذلك وقد طبع أخيراً في مصر ـ دار احياء الكتب العربية للحلبي بتحقيق طاهر أحمد الزاوي سنة ١٣٨٠ / ١٩٦١ في مجلدين الاول في ٤٦٤ ص والثاني في ٥٠٢ ص عدا الفهارس. ثم في بيروت بمطابع الوطن ـ دون تاريخ ـ في خمسة أجزاء بمجلد واحد محذوفة منه الاشعار والعبارات الفارسية!!

٢ ـ شرح ( او تعليقات ) على كتاب ( من لا يحضره الفقيه ) أحد الاصول الاربعة التي عليها معتمد الامامية : قال البهائي في مقدمة هذا الشرح : « .. هذا ما لم يعق عنه عوائق الزمان ولم تصد عن تحريره علائق

٩٦

الدهر الخوان من تعليقات حسان كأنهن اللؤلؤ والمرجان يكشف عن كتاب من لا يحضره الفقيه نقابُها .. » قال صاحب الذريعة : رأيت نسخة عصر المصنف في خزانة شيخنا الشيرازي ورأيت في النجف نسخة أخرى بخط الشيخ محمد بن علي الجزائري في ١٠٩٨ عليها صورة إجازة المجلسي للمحدث الجزائري عند السيد مصطفى بن أبي القاسم بن أحمد بن الحسين بن السيد عبد الكريم الجزائري.

٣ ـ المخلاة : وهو من قبيل الكشكول وفيه كثير من الأمثال والحكم والمواعظ والاشعار طبع بمصر سنة ١٣١٧ ومعه ( أسرار البلاغة ) منسوباً اليه وطبع في القاهرة ـ الحلبي سنة ١٣٧٧ / ١٩٥٧ ومعه أسرار البلاغة.

٤ ـ خلاصة الحساب : والهندسة وقد طبعت الخلاصة مراراً في الاستانة وكشمير ومصر وترجمت الى الفارسية وطبعت في كلكته والى الالمانية وطبعت سنة ١٨٤٣ في برلين والى الفرنسية وطبعت في رومة ١٨٦٤ وعليها شروح وتعليقات كثيرة وقد اختصر الخلاصة البهائي من كتابه الكبير ( بحر الحساب.

٥ ـ زبدة الأصول : وبهامشه حاشية عليه ، العجم ١٣٠٢ وفي سنة ١٢٦٧ طبع أيضاً بالعجم كتاب الأصول وهو مختصر وعلى زبدة الاصول جملة من الحواشي لنخبة من العلماء ومنهم البهائي نفسه فإن له حاشية كبيرة ونسختها في مكتبة سبهسالار كما في فهرسها.

٦ ـ أسرار البلاغة في الأدب طبع بمصر سنة ١٣١٧ مع المخلاة ثم سنة ١٣٧٧ هـ.

٧ ـ الحبل المتين في الحديث والفقه منه نسخة في الخزانة التيمورية والنجف وغيرهما وقد طبع في طهران سنة ١٣٢١.

٨ ـ أربعون حديثاً من طرق أهل بيت النبوة والولاية فرغ من تأليفه سنة ٩٧٧ هـ طبع حجر ايران.

٩٧

٩ ـ وسيلة الفوز والامان في مدح صاحب الزمان : قصيدة منها نسخة بخط السماوي سنة ١٣٦٢ في مكتبة الحكيم.

١٠ ـ الأنوار الإلهية : من هذا الكتاب نسخة في مكتبة راغب باستنبول كما في فهرس المكتبة.

١١ ـ الاثنا عشريات الخمس : منها نسخ متعددة على انفراد في مكتبات كثيرة ويوجد مجموع هذه الكتب بخط تلميذ البهائي الشيخ محمد هاشم بن أحمد ابن عصام الدين وعليها اجازة البهائي بخطه في رجب سنة ١٠٣٠ في الخزانة الرضوية وأخرى بخط تلميذه المجاز منه الشيخ علي بن أحمد النبطي العاملي سنة ١٠١٢ وعليها اجازة البهائي له في جمادي الاولى سنة ١٠١٢ وتوجد في المدرسة الفاضلية بالمشهد الرضوي ( الذريعة ١ / ١١٣) ومنها نسخة في مكتبة آية الله الحكيم في النجف بخط السماوي.

١٢ ـ توضيح المقاصد : رسالة صغيرة مطبوعة بايران سنة ١٣١٥ وهي في وفيات الأئمة والعلماء.

١٣ ـ حاشية على البيضاوي بخط ١٠٧٣ رأيت نسختها في مكتبة السماوي بخط محمد شفيع بن محمود بن علي وانتقلت النسخة الى مكتبة الحكيم.

١٤ ـ الحديقة الهلالية ضمن مجموعة كتب في المكتبة السابقة كتبت سنة ١٠٨٢ هـ.

١٥ ـ حاشية على القواعد بخط سنة ١٢٠٠ هـ في المكتبة السابقة.

١٦ ـ الدراية فيما يحتاج اليه أهل الرواية طبعت في ايران ضمن مجموعة. وهي مقدمة كتاب الحبل المتين.

١٧ ـ حاشية على القواعد الكلية الاصولية والفرعية لأبي عبد الله محمد ابن مكي الشهيد طبعت على هامش القواعد المطبوع في ايران سنة ١٣٠٨ هـ.

٩٨

١٨ ـ تشريح الافلاك في الهيئة وهو من الكتب المشهورة المتداولة طبع بكلناو والهند وغيرهما رتّب على مقدمة وخمسة فصول ويعتبر متناً دقيقاً في موضوعه وعليه شروح كثيرة بعضها مطبوع وربما بلغت هذه الشروح الثلاثين.

١٩ ـ التحفة الحاتمية في الاسطرلاب ألفه للوزير اعتماد الدولة حاتم حين قرأته للاسطرلاب على البهائي ورتبه على سبعين باباً ويقال له باللغة الفارسية « هفتاد باب » طبع في ايران سنة ١٣١٦ هـ.

٢٠ ـ تهذيب البيان ـ رسالة ٦٥في النحو منها عدة نسخ وطبعت ضمن مجموعة في الهند وشرحها جماعة من العلماء.

٢١ ـ الجامع العباسي : في الفقه ألفه بإسم الشاه عباس ورتبه على عشرين باباً. وفي مكتبة الحسن الصدر نسخة كتبت سنة ١٩ هـ.

٢٢ ـ الاعتقادية : فيها بيان عقائد الإمامية وتمييزهم عن سائر الفرق طبعت سنة ١٣٢٦ هـ ومنها نسخ كثيرة.

٢٣ ـ الفوائد الرجالية : منها نسخة مخطوطة في مكتبة الحكيم في النجف ضمن مجموعة بخط الشيخ محمد السماوي سنة ١٣٤١ هـ.

٢٤ ـ مشجرة الرجال : منها نسخة خطية في مكتبة الحكيم وهي في صفحة واحدة كبيرة مغلفة بالقماش كتبت الاسماء بالاسود والخطوط بالاحمر ـ دون تاريخ ـ والمحتمل أنها بخط البهائي.

٢٥ ـ الوجيزة : ـ ولعلها دراية الحديث ـ منها نسخة في مكتبات النجف وطبعت في ايران على الحجر سنة ١٣١١ وملحقة برجال العلامة الحلي ايران ١٣١٢ هـ.

٢٦ ـ الذبيحية : رسالة في حرمة ذبيحة أهل الكتاب طبعت في

٩٩

مجموعة ( كلمات المحققين ) ايران وكان قد ألف الرسالة بأمر الشاه عباس الحسيني الصفوي بعد ورود ملك الروم اليه.

٢٧ ـ شرح قصيدة البردة : منه نسخة في بعلبك عند بعض آل السيد مرتضى وهو شرح كبير. ( الذريعة ١٤ / ص ٦).

٢٨ ـ رسالة في القصر والتخيير في السفر كتبت سنة ١١٣٢ بخط ابن مهر علي محمد محفوظة في مكتبة الحكيم.

٢٩ ـ لغز في لفظ قانون بخط سنة ١١٣١ في المكتبة السابقة.

٣٠ ـ مشرق الشمسين من الكتب المهمة في الفقه طبع في طهران سنة ١٣٢١ هـ.

وللبهائي ـ عدا ذلك ـ كتب ورسائل أخرى كثيرة.

قال الشيخ محمد رضا الشبيبي في محاضرته عن الشيخ البهائي : تعدّ آثاره في الشعر والادب حوالي العشرين. وعدّ منها ( ديوان شعره ) الذي عنى بجمعه أحد أبناء الحر العاملي صاحب كتاب ( أمل الآمل ) وقد جاء في ترجمة الإمام العاملي من أمل الآمل ما نصه : له شعر حسن بالعربية والفارسية متفرق وقد جمعه ولدي محمد رضا الحر فصار ديواناً لطيفاً.

وقال الشيخ محمد رضا الشبيبي في محاضرته.

لقد استرعى نظري وأنا أتصفح مختلف الأسفار والتصانيف لتقييد ما يتصل منها بتاريخ الفلسفة الاسلامية. ان جملة من كتب الشيخ بهاء الدين العاملي رحمه‌الله حافلة بفوائد وشوارد فلسفية مضافاً الى بحوثه الاخرى في الرياضيات والفلكيات ، ولقد شارك مشاركة عجيبة في جميع العلوم والفنون المعروفة في زمانه عقلية ونقلية ووفق في التاليف فيها وفي جملتها الفقه والأصول والحديث والتفسير واللغة وعلومها والحكمة والفنون الرياضية والفلكية.

١٠٠