النّهاية - ج ٥

مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري [ ابن الأثير ]

النّهاية - ج ٥

المؤلف:

مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري [ ابن الأثير ]


المحقق: محمود محمد الطناجي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة اسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٤
الصفحات: ٤٩٨

(نجر) ـ فيه «أنه كفّن فى ثلاثة أثواب نَجْرَانِيَّة» هى منسوبة إلى نَجْرَانَ ، وهو موضع معروف بين الحجاز والشام واليمن.

ومنه الحديث «قدم عليه نصارى نجران».

وفى حديث عليّ «واختلف النَّجْرُ ، وتشتّت الأمر» النَّجْرُ : الطّبع ، والأصل ، والسّوق الشديد.

(س) ومنه حديث النّجاشى «لمّا دخل عليه عمرو بن العاص والوفد ، قال لهم : نَجِّرُوا» أى سوقوا الكلام. قال أبو موسى : والمشهور بالخاء. وسيجىء.

(نجز) (ه) فى حديث الصّرف «إلّا نَاجِزاً بِنَاجِزٍ» أى حاضرا بحاضر. يقال : نَجَزَ يَنْجُزُ نَجْزاً ، إذا حصل وحضر. وأَنْجَزَ وعده ، إذا أحضره. والْمُنَاجَزَةُ فى الحرب : المبارزة.

(ه) ومنه حديث عائشة «قالت لابن السائب : ثلاث تدعهنّ ، أو لَأُنَاجِزَنَّكَ» أى لأقاتلنّك وأخاصمنّك.

(نجش) [ه] فيه «أنه نهى عن النَّجْشُ فى البيع» هو أن يمدح السّلعة لينفقها ويروّجها ، أو (١) يزيد فى ثمنها وهو لا يريد شراءها ، ليقع غيره فيها. (٢) والأصل فيه : تنفير الوحش من مكان إلى مكان.

(ه) ومنه الحديث الآخر «لا تَنَاجَشُوا» هو تفاعل ، من النّجش. وقد تكرر فى الحديث.

(س) وفى حديث ابن المسيّب «لا تطلع الشمس حتى يَنْجُشَهَا ثلاثمائة وستّون ملكا» أى يستثيرها.

وفى حديث أبى هريرة «قال : إنّ النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم لقيه فى بعض طرق المدينة

__________________

(١) فى الهروى : «ويزيد».

(٢) قبل هذا فى الهروى : «وقال غيره [غير أبى بكر] : النّجش : تنفير الناس عن الشيء إلى غيره».

٢١

وهو جنب ، قال : فَانْتَجَشْتُ منه» قد اختلف فى ضبطها ، فروى بالجيم والشين المعجمة ، من النَّجْشِ : الإسراع. وقد نَجَشَ يَنْجُشُ نَجْشاً.

وروى «فانخنست منه واختنست» بالخاء المعجمة والسين المهملة من الخنوس : التّأخّر والاختفاء. يقال : خنس ، وانخنس ، واختنس.

(س) وفيه ذكر «النّجاشىّ» فى غير موضع. وهو اسم ملك الحبشة وغيره ، والياء مشدّدة. وقيل : الصواب تخفيفها.

(نجع) ـ في حديث عليّ «دخل عليه المقداد بالسّقيا ، وهو يَنْجَعُ بكرات له دقيقا وخبطا» أى يعلفها. يقال : نَجَعْتُ الإبل : أى علفتها النَّجُوعُ والنَّجِيع ، وهو أن يخلط العلف من الخبط والدّقيق بالماء ، ثم تسقاه الإبل.

(ه) ومنه حديث أبىّ ، وسئل عن النّبيذ فقال : «عليك باللّبن الذى نُجِعْتَ به» أى سقيته فى الصّغر ، وغذيت به. ويقال : نَجَعَ فيه الدّواء ونَجَّعَ وأَنْجَعَ ، إذا نفعه وعمل فيه. وقيل : لا يقال فيه : أَنْجَعَ.

(س) وفى حديث بديل «هذه هوازن تَنَجَّعَتْ أرضنا» التَّنَجُعُ والِانْتِجَاعُ والنُّجْعَةُ : طلب الكلإ ومساقط الغيث. وانْتَجَعَ فلان فلانا : طلب معروفه.

ومنه حديث عليّ «ليست بدار نُجْعَةٍ».

(نجف) [ه] فيه «فيقول : أى ربّ ، قدّمنى إلى باب الجنة فأكون تحت نِجَافِ الجنة» قيل : هو أسكفّة الباب. وقال الأزهرى : هو (١) درونده ، يعنى أعلاه.

(ه) وفى حديث عائشة «أنّ حسّان بن ثابت دخل عليها فأكرمته ونَجَفَتْهُ» أى رفعت منه. والنَّجَفَة : شبه التّلّ.

(ه) وفى حديث عمرو بن العاص «أنه جلس على مِنْجَافِ السفينة» قيل : هو سكّانها (٢) الذى تعدّل به ، سمّى به لارتفاعه.

__________________

(١) مكان هذا فى الهروى : «هو أعلى الباب».

(٢) انظر ص ٣٦٣ من الجزء الرابع.

٢٢

قال الخطابى : لم أسمع فيه شيئا أعتمده.

(نجل) ـ فى صفة الصحابة «معه قوم صدورهم أَنَاجِيلُهُمْ» هى جمع إِنْجِيل ، وهو اسم كتاب الله المنزّل على عيسى عليه‌السلام. وهو اسم عبرانىّ ، أو سريانىّ. وقيل : هو عربىّ.

يريد أنهم يقرأون كتاب الله عن ظهر قلوبهم ، ويجمعونه فى صدورهم حفظا. وكان أهل الكتاب إنما يقرأون كتبهم من الصّحف. ولا يكاد أحدهم يجمعها حفظا إلا القليل.

وفى رواية «وأناجيلهم فى صدورهم» أى أنّ كتبهم محفوظة فيها.

[ه] وفى حديث عائشة «وكان واديها يجرى نَجْلاً» أى نزّا ، وهو الماء القليل ، تعنى وادى المدينة. ويجمع على أَنْجَال.

ومنه حديث الحارث بن كلدة «قال لعمر : البلاد الوبيئة ذات الأنجال والبعوض» أى النُّزُوز والبقّ.

(س) وفى حديث الزبير «عينين نَجْلَاوَيْنِ» يقال : عين نَجْلَاءُ : أى واسعة.

(ه) وفى حديث الزّهرى «كان له كلبة صائدة (١) يطلب لها الفحولة ، يطلب نجلها» أى ولدها.

وفيه «من نَجَلَ الناس نجلوه» أى من عابهم وسبّهم وقطع أعراضهم بالشّتم ، كما يقطع الْمِنْجَلُ الحشيش.

قال الأزهرى : قاله اللّيث بالحاء المهملة ، وهو تصحيف.

(س) ومنه الحديث «وتتّخذ السيوف مَنَاجِلَ» أراد أنّ الناس يتركون الجهاد ، ويشتغلون بالحرث والزّراعة. والميم زائدة.

(نجم) [ه] فيه «هذا إبّان نُجُومِهِ» أى وقت ظهوره ، يعنى النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

__________________

(١) فى الأصل ، وا ، واللسان : «كلب صائد يطلب لها» وفى تاج العروس : «كلب صائد تطلب له الفحولة ، يطلب نجلها ، أى ولدها» وما أثبت من الهروى.

٢٣

يقال : نَجَمَ النّبتُ يَنْجُمُ ، إذا طلع. وكلّ ما طلع وظهر فقد نجم. وقد خصّ بالنّجم منه ما لا يقوم على ساق ، كما خصّ القائم على الساق منه بالشّجر.

ومنه حديث جرير «بين نخلة وضالة ونَجْمَةٍ وأثلة» النَّجْمَةُ : أخصّ من النّجم ، وكأنها واحدته ، كنبتة ونبت.

ومنه حديث حذيفة «سراج من النار يظهر فى أكتافهم حتى يَنْجُمَ فى صدورهم» أى ينفذ ويخرج من صدورهم.

(س) وفيه «إذا طلع النّجم ارتفعت العاهة».

وفى رواية «ما طلع النّجم وفى الأرض من العاهة شيء».

وفى رواية أخرى «ما طلع النّجم قطّ وفى الأرض عاهة إلا رفعت». النَّجْمُ فى الأصل : اسم لكل واحد من كواكب السماء ، وجمعه : نُجُومٌ ، وهو بالثّريّا أخضّ ، جعلوه علما لها ، فإذا أطلق فإنما يراد به هى ، وهى المرادة فى هذا الحديث.

وأراد بطلوعها طلوعها عند الصبح ، وذلك فى العشر الأوسط من أيّار ، وسقوطها مع الصبح فى العشر الأوسط من تشرين الآخر.

والعرب تزعم أنّ بين طلوعها وغروبها أمراضا ووباء ، وعاهات فى الناس والإبل والثّمار.

ومدّة مغيبها بحيث لا تبصر فى الليل نيّف وخمسون ليلة ؛ لأنها تخفى بقربها من الشمس قبلها وبعدها ، فإذا بعدت عنها ظهرت فى الشّرق وقت الصبح.

قال الحربى : إنما أراد بهذا الحديث أرض الحجاز ، لأنّ فى أيّار يقع الحصاد بها وتدرك الثّمار ، وحينئذ تباع ؛ لأنها قد أمن عليها من العاهة.

قال القتيبى : وأحسب أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أراد عاهة الثمار خاصّة.

وفى حديث سعد «والله لا أزيدك على أربعة آلاف مُنَجَّمَة» تَنْجِيمُ الدّين : هو أن يقرّر عطاؤه فى أوقات معلومة متتابعة ، مشاهرة أو مساناة.

ومنه «تنجيم المكاتب ، ونجوم الكتابة» وأصله أن العرب كانت تجعل مطالع منازل

٢٤

القمر ومساقطها مواقيت لحلول ديونها وغيرها ، فتقول : إذا طلع النّجم حلّ عليك مالى : أى الثّريّا ، وكذلك باقى المنازل.

(نجا) ـ فيه «وأنا النّذير العريان فالنّجاءَ النَّجَاءَ» أى انْجُوا بأنفسكم. وهو مصدر منصوب بفعل مضمر : أى انجوا النّجاء ، وتكراره للتأكيد. وقد تكرر فى الحديث.

والنَّجَاءُ : السّرعة. يقال : نَجَا يَنْجُو نَجَاءً ، إذا أسرع. ونجا من الأمر ، إذا خلص ، وأَنْجَاهُ غيره.

(س) وفيه «إنما يأخذ الذئب القاصية والشاذّة والنَّاجِيَة» أى السّريعة. هكذا روى عن الحربى بالجيم.

[ه] ومنه الحديث «أتوك على قلص نَوَاجٍ» أى مسرعات. الواحدة : ناجية.

[ه] ومنه الحديث «إذا سافرتم فى الجدب فَاسْتَنْجُوا» أى أسرعوا السّير. ويقال للقوم إذا انهزموا : قد استنجوا.

(ه) ومنه حديث لقمان «وآخرنا إذا اسْتَنْجَيْنَا» أى هو حاميتنا ، يدفع عنا إذا انهزمنا.

وفى حديث الدعاء «اللهم بمحمّد نبيّك وبموسى نَجِيِّكَ» هو المناجى المخاطب للإنسان والمحدّث له. يقال : نَاجَاهُ يُنَاجِيهِ مُنَاجَاةً ، فهو مُنَاجٍ. والنَّجِىُ : فعيل منه. وقد تَنَاجَيَا مُنَاجَاةً وانْتِجَاءً.

ومنه الحديث «لا يَتَنَاجَى اثنان دون الثالث».

وفى رواية «لا يَنْتَجِى اثنان دون صاحبهما» أى لا يتسارران منفردين عنه ؛ لأن ذلك يسوؤه.

ومنه حديث عليّ «دعاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم الطائف ، فَانْتَجَاهُ ، فقال الناس : لقد طال نجواه ، فقال : ما انْتَجَيْتُهُ ، ولكنّ الله انتجاه» أى إنّ الله أمرنى أن أُنَاجِيهِ.

ومنه حديث ابن عمر «قيل له : ما سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى النّجوى؟»

٢٥

يريد مناجاة الله تعالى للعبد يوم القيامة. والنّجوى : اسم يقام مقام المصدر.

ومنه حديث الشّعبى «إذا عظمت الحلقة فهى بذاء ونِجَاءٌ» أى مناجاة. يعنى يكثر فيها ذلك.

(س) وفى حديث بئر بضاعة «تلقى فيها المحائض وما يُنْجِى الناس» أى يلقونه من العذرة. يقال منه : أَنْجَى يُنْجِى ، إذا ألقى نَجْوَهُ ، ونَجَا وأَنْجَى ، إذا قضى حاجته منه. والِاسْتِنْجَاءُ : استخراج النَّجْوِ من البطن.

وقيل : هو إزالته عن بدنه بالغسل والمسح.

وقيل : هو من نَجَوْتُ الشجرة وأَنْجَيْتُهَا ، إذا قطعتها. كأنه قطع الأذى عن نفسه.

وقيل : هو من النَّجْوَةِ ، وهو ما ارتفع من الأرض. كأنه يطلبها ليجلس تحتها.

(س) ومنه حديث عمرو بن العاص «قيل له فى مرضه : كيف تجدك؟ قال : أجد نَجْوِى أكثر من رزئى» أى ما يخرج منى أكثر ممّا يدخل.

وفى حديث ابن سلام «وإنى لفى عذق أُنْجِى منه رطبا» أى النّقط. وفى رواية «أَسْتَنْجِى منه» بمعناه.

(نجه) (١)) (ه) فى حديث عمر «بعد ما نَجَهَهَا» أى ردّها وانتهرها. يقال : نَجَهْتُ الرجل نَجْهاً ، إذا استقبلته بما يكفّه عنك.

(باب النون مع الحاء)

(نحب) (ه) فيه «طلحة ممّن (قَضى نَحْبَهُ)»! النَّحْبُ : النّذر ، كأنه ألزم نفسه أن يصدق أعداء الله فى الحرب فوفى به.

وقيل : النَّحْبُ : الموت ، كأنه يلزم نفسه أن يقاتل حتى يموت.

__________________

(١) وضعت هذه المادة فى الأصل قبل مادة نجا وقد وضعتها هنا ، كما وضعت فى ا ، والنسخة ٥١٧ ، والهروى ، والدر النثير. وهو الصحيح ؛ لأن نجا أصلها نجو والواو مقدمة على الهاء فى ترتيب المصنّف.

٢٦

(ه) وفيه «لو علم الناس ما فى الصفّ الأوّل لاقتتلوا عليه ، وما تقدّموا إلا بِنُحْبَةٍ» أى بقرعة. والْمُنَاحَبَةُ : المخاطرة والمراهنة.

ومنه حديث أبى بكر «فى مُنَاحَبَةِ (الم غُلِبَتِ الرُّومُ)» أى مراهنته لقريش ، بين الروم والفرس.

(ه) ومنه حديث طلحة «قال لابن عباس : هل لك أن أُنَاحِبَكَ وترفع النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم» أى أفاخرك وأحاكمك ، وترفع ذكر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من بيننا ، فلا تفتخر بقرابتك منه ، يعنى أنه لا يقصر عنه فيما عدا ذلك من المفاخر.

(س) وفى حديث ابن عمر «لمّا نعى إليه حجر غلبه النَّحِيبُ» النَّحْبُ والنَّحِيبُ والِانْتِحَابُ : البكاء بصوت طويل ومدّ.

(س) ومنه حديث الأسود بن المطلّب «هل أحلّ النّحب؟» أى أحلّ البكاء.

وحديث مجاهد «فَنَحَبَ نَحْبَةً هاج ما ثمّ من البقل».

وحديث عليّ «فهل دفعت الأقارب ، أو نفعت النَّواحِبُ؟» أى البواكى ، جمع نَاحِبَة.

(نحر) ـ فى حديث الهجرة «أتانا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى نَحْرِ الظَّهِيرَةِ» هو حين تبلغ الشمس منتهاها من الارتفاع ، كأنها وصلت إلى النَّحْرِ ، وهو أعلى الصّدر.

ومنه حديث الإفك «حتى أتينا الجيش فى نحر الظّهيرة».

(س) وفى حديث وابصة «أتانى ابن مسعود فى نحر الظّهيرة ، فقلت : أيّة ساعة زيارة؟» وقد تكررت فى الحديث.

(س) وفي حديث عليّ «أنه خرج وقد بكّروا بصلاة الضّحى ، فقال : نَحَرُوهَا نحرهم الله» أى صلّوها فى أوّل وقتها ، من نَحْرِ الشهر ، وهو أوّله.

وقوله «نَحَرَهُمُ الله» يحتمل أن يكون دعاء لهم : أى بكّرهم الله بالخير ، كما بكّروا بالصلاة فى أوّل وقتها. ويحتمل أن يكون دعاء عليهم بالنّحر والذّبح ، لأنهم غيّروا وقتها.

وفى حديثه الآخر «حتى تدعق الخيول فى نواحر أرضهم» أى فى متقابلاتها. يقال : منازل بنى فلان تَتَنَاحَرُ : أى تتقابل.

٢٧

وفى حديث حذيفة «وكّلت الفتنة بثلاثة : بالحادّ النِّحْرِيرِ» هو الفطن البصير بكل شيء.

(نحز) (س) فى حديث داود عليه‌السلام «لمّا رفع رأسه من السجود ما كان فى وجهه نُحَازَةٌ» أى قطعة من اللحم ، كأنه من النَّحْزِ ، وهو الدّقّ والنّخس ، والْمِنْحَازُ : الهاون (١).

ومنه المثل :

* دقّك بالمنحاز حبّ الفلفل (٢) *

(نحس) (س) فى حديث بدر «فجعل يَتَنَحَّسُ الأخبار» أى يتتبّع. يقال : تَنَحَّسْتُ الأخبار ، إذا تتبّعتها بالاستخبار.

وفى رواية : «يتحسّب ويتحسّس» والكلّ بمعنى.

(نحص) (ه) فيه «أنه ذكر قتلى أحد ، فقال : يا ليتنى غودرت مع أصحاب نُحْصِ الجبل» النُّحْصُ بالضم (٣) : أصل الجبل وسفحه ، تمنّى أن يكون استشهد معهم يوم أُحُد.

__________________

(١) فى الأصل : «الهاون» بواو واحدة مضمومة ، وفى ا : «الهاوون» بواوين. وأثبته بواو مفتوحة من اللسان. قال صاحب المصباح : «والهاون : الذى يدقّ فيه. قيل : بفتح الواو ، والأصل : هاوون ، على فاعول ، لأنه يجمع على هواوين ، لكنهم كرهوا اجتماع واوين ، فحذفوا الثانية ، فبقى هاون ، بالضم ، وليس فى الكلام فاعل ، بالضم ولامه واو ، ففقد النظير مع ثقل الضمة على الواو ، ففتحت طلبا للتخفيف. وقال ابن فارس : عربى ، كأنه من الهون. وقيل : معرّب. وأورده الفارابى فى باب فاعول ، على الأصل». وانظر معجم مقاييس اللغة ٦ / ٢١ ، والمعرب ص ٣٤٦. والجمهرة ٣ / ١٨٣ ، ٥٠٢.

(٢) هكذا فى الأصل ، وا ، واللسان. وفى أمثال الميدانى ١ / ١٧٨ : «القلقل» وكذلك جاء فى اللسان ، مادة قلقل قال : «والعامة تقول : حبّ الفلفل. قال الأصمعى : وهو تصحيف ، إنما هو بالقاف ، وهو أصلب ما يكون من الحبوب. حكاه أبو عبيد. قال ابن برّى : الذى ذكره سيبويه ورواه : حبّ الفلفل ، بالفاء قال : وكذلك رواه على بن حمزة».

(٣) هذا شرح أبى عبيد ، كما ذكر الهروى.

٢٨

(نحض) ـ فى حديث الزكاة «فأعمد إلى شاة ممتلئة شحما ونَحْضاً» النَّحْضُ : اللحم ورجل نَحِيضٌ : كثير اللحم.

ومنه قصيد كعب :

* عيرانة قذفت بالنّحض (١) عن عرض *

أى رميت باللحم.

(نحل) ـ فيه «ما نَحَلَ والد ولدا من نُحْلٍ أفضل من أدب حسن» النُّحْلُ : العطيّة والهبة ابتداء من غير عوض ولا استحقاق. يقال : نَحَلَهُ يَنْحَلُهُ نُحْلاً بالضم. والنُّحْلَةُ بالكسر : العطيّة.

ومنه حديث النّعمان بن بشير «أنّ أبا ، نَحَلَهُ نُحْلاً».

وحديث أبى هريرة «إذا بلغ بنو العاص ثلاثين كان مال الله نحلا» أراد يصير الفىء عطاء من غير استحقاق ، على الإيثار والتخصيص. وقد تكرر فى الحديث.

(س) وفى حديث أم معبد «لم تعبه نحلة» أى دقّة وهزال. وقد نَحِلَ جسمه نُحُولاً. والنُّحْلُ : الاسم.

قال القتيبى : لم أسمع بالنّحل فى غير هذا الموضع إلا فى العطيّة.

وفى حديث قتادة بن النّعمان «كان بشير بن أبيرق يقول الشّعر ، ويهجو به أصحاب النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ويَنْحَلُهُ بعض العرب» أى ينسبه إليهم ، من النِّحْلَةِ : وهى النّسبة بالباطل.

(س) وفى حديث ابن عمر «مثل المؤمن مثل النَّحْلَةُ» المشهور فى الرواية بالخاء المعجمة. وهى واحدة النخيل.

وروى بالحاء المهملة ، يريد نَحْلَة العسل. ووجه المشابهة بينهما حذق النّحل وفطنته ، وقلّة أذاه وحقارته ومنفعته ، وقنوعه وسعيه فى الليل ، وتنزّهه عن الأقذار ، وطيب أكله ، وأنه لا يأكل من كسب غيره ، ونُحُولُهُ وطاعته لأميره ، وأنّ للنّحل آفات تقطعه عن عمله. منها الظّلمة والغيم ،

__________________

(١) فى شرح ديوانه ص ١٢ : «فى اللّحم» وفى الأصل : «غيرانة» بمعجمة ، خطأ.

٢٩

والريح والدخان ، والماء والنار. وكذلك المؤمن له آفات تفتّره عن عمله : ظلمة الغفلة ، وغيم الشكّ ، وريح الفتنة ، ودخان الحرام ، وماء السّعة ، ونار الهوى.

(نحم) (ه) فيه «دخلت الجنة فسمعت نَحْمَةً من نُعَيْمٍ» أى صوتا. والنَّحِيمُ : صوت يخرج من الجوف. ورجل نَحِمٌ ، وبها سمّى نعيم النَّحَّامِ (١).

(نحا) (ه) فى حديث حرام بن ملحان «فَانْتَحَى له عامر بن الطّفيل فقتله» أى عرض له وقصده. يقال : نَحَا وأَنْحَى وانْتَحَى.

ومنه الحديث «فانتحاه ربيعة» أى اعتمده بالكلام وقصده.

ومنه حديث الخضر عليه‌السلام «وتَنَحَّى له» أى اعتمد خرق السفينة.

وحديث عائشة «فلم أنشب حتى أَنْحَيْتُ عليها» هكذا جاء فى رواية. والمشهور بالثاء المثلثة والخاء المعجمة والنون.

(ه) ومنه حديث ابن عمر «أنه رأى رجلا يتنحّى فى سجوده ، فقال : لا تشيننّ صورتك» أى يعتمد على جبهته وأنفه ، حتى يؤثّر فيهما.

(س) ومنه حديث الحسن «قد تنحّى فى برنسه ، وقام الليل فى حندسه» أى تعمّد للعبادة ، وتوجّه لها ، وصار فى ناحيتها ، أو تجنّب الناس وصار فى ناحية منهم.

(س) وفيه «يأتينى أَنْحَاءٌ من الملائكة» أى ضروب منهم ، واحدهم : نحو. يعنى أن الملائكة كانوا يزورونه ، سوى جبريل عليه‌السلام.

(باب النون مع الخاء)

(نخب) ـ فيه «ما أصاب المؤمن من مكروه فهو كفّارة لخطاياه ، حتى نُخْبَةِ النّملة» النُّخْبَةُ (٢) : العضّة والقرصة. يقال : نَخَبَتِ النملةُ تَنْخُبُ ، إذا عضّت. والنَّخْبُ : خرق الجلد.

__________________

(١) هو نعيم بن عبد الله بن أسيد بن عوف. الاستيعاب ص ١٥٠٧.

(٢) ضبطت فى الهروى بفتح النون ، ضبط قلم.

٣٠

(ه) ومنه حديث أبىّ «لا يصيب المؤمن مصيبة (١) ذعرة ولا عثرة قدم ، ولا اختلاج عرق ، ولا نُخْبَةُ نملة إلّا بذنب ، وما يعفو الله أكثر».

ذكره الزمخشرى مرفوعا. ورواه بالخاء والجيم. وكذلك ذكره أبو موسى فيهما. وقد تقدّم.

(س) وفى حديث عليّ ، وقيل عمر «وخرجنا فى النّخبة» النُّخْبَة بالضم : المنتخبون من الناس المنتقون. والِانْتِخَابُ : الاختيار والانتقاء.

ومنه حديث ابن الأكوع «انْتَخِبْ من القوم مائة رجل».

(س) وفى حديث أبى الدّرداء «بئس العون على الدين قلب نَخِيبٌ ، وبطن رغيب» النَّخِيبُ : الجبان الذى لا فؤاد له. وقيل : الفاسد الفعل.

(س) وفى حديث الزبير «أقبلت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من ليّة فاستقبل نَخْباً ببصره» هو اسم موضع هناك.

(نخت) (س) فى حديث أبىّ «ولا نَخْتَة نملة إلا بذنب» هكذا جاء فى رواية. والنَّخْت والنّتف واحد. يريد به قرصة نملة.

ويروى بالباء الموحدة وبالجيم. وقد تقدّما.

(نخخ) (ه) فيه «ليس فى النُّخَّةِ صدقة» هى الرّقيق. وقيل : الحمير. وقيل : البقر العوامل. وتفتح نونها وتضمّ. وقيل : هى كل دابّة استعملت. وقيل : البقر العوامل بالضم ، وغيرها بالفتح.

وقال الفرّاء : النُّخَّة أن يأخذ المصدّق دينارا بعد فراغه من الصدقة.

ومنه حديث عليّ «أنه بعث إلى عثمان (٢) بصحيفة فيها : لا تأخذنّ من الزّخّة ولا النّخّة شيئا».

__________________

(١) هكذا ضبط بالتنوين فى ا ، والهروى ، واللسان. وضبط فى الفائق ٣ / ٧٥ بالضم مخففا مع الإضافة.

(٢) هو عثمان بن حنيف ، كما سبق فى مادة زخخ

٣١

(نخر) (س) فيه «أنه أخذ بِنُخْرَةِ الصبىّ» أى بأنفه. ونُخْرَتَا الأنف : ثقباه والنَّخَرَةُ بالتحريك : مقدّم الأنف. والْمَنْخِرُ والْمَنْخِرَانِ أيضا : ثقبا الأنف.

ومنه حديث الزّبرقان «الأفيطس النَّخَرَةِ ، الذى (١) كأنه يطّلع فى حجره».

(ه) وحديث عمر ، وقيل عليّ «أنه أتى بسكران فى شهر رمضان ، فقال : للمنخرين» أى كبّه الله لمنخريه. ومثله قولهم فى الدعاء : لليدين وللفم.

(س) وفى حديث ابن عباس «لمّا خلق الله إبليس نَخَرَ» النَّخِيرُ : صوت الأنف.

(ه) وفى حديث عمرو بن العاص «ركب بغلة شمط وجهها هرما ، فقيل له : أتركب هذه وأنت على أكرم ناخرة بمصر؟» النَّاخِرَةُ (٢) : الخيل ، واحدها : نَاخِرٌ. وقيل : الحمير ؛ للصّوت الذى يخرج من أنوفها. وأهل مصر يكثرون ركوبها أكثر من ركوب البغال (٣).

(ه) وفى حديث النّجاشىّ «لمّا دخل عليه عمرو والوفد معه ، قال لهم : نَخِّرُوا» أى تكلّموا. كذا فسّر فى الحديث. ولعله إن كان عربيا (٤) مأخوذ من النَّخِيرِ : الصّوت. ويروى بالجيم ، وقد تقدم.

ومنه حديثه أيضا «فَتَنَاخَرَتْ بطارقته» أى تكلّمت ، وكأنه كلام مع غضب ونفور.

(نخس) (ه) فيه «أنّ قادما قدم عليه فسأله عن خصب البلاد ، فحدّثه أنّ سحابة وقعت فاخضرّ لها الأرض ، وفيها غدر تَنَاخَسُ» أى يصبّ بعضها فى بعض. وأصل النَّخْسِ : الدّفع والحركة.

__________________

(١) فى اللسان : «للذى كان يطلع فى حجره».

(٢) هذا شرح المبرّد ، كما ذكر الهروى.

(٣) زاد الهروى : «وقال غيره [غير المبرد] : يريد بقوله : وأنت على أكرم ناخرة : أى ولك منها أكرم ناخرة. ويقولون : إن عليه عكرة من مال : أى إن له عكرة. والأصل فيها أنها تروح عليه. وفى بعض الحديث : أفضل الأعمال الصلاة على وقتها. يريد لوقتها». وفى اللسان : «وقيل : ناجرة ، بالجيم».

(٤) أفاد فى الدر النثير أنه بالحبشية. قال : «ومعناه : تكلّموا».

٣٢

(س) وفى حديث جابر «أنه نَخَسَ بعيره بمحجن».

ومنه الحديث «ما من مولود إلّا نخسه الشيطان حين يولد إلّا مريم وابنها».

وقد تكرر ذكر «النّخس» فى الحديث.

(نخش) [ه] وفى حديث عائشة «كان لنا جيران من الأنصار يمنحوننا شيئا من ألبانهم ، وشيئا من شعير نَنْخُشُهُ» أى نقشره ونعزل عنه قشره. ومنه نُخِشَ الرجل ، إذا هزل. كأن لحمه أخذ عنه.

(نخص) ـ فى صفته صلى‌الله‌عليه‌وسلم «كان مَنْخُوصَ الكعبين» الرواية «منهوس» بالسين المهملة.

قال الزمخشرى : وروى (١) «منهوش ومنخوص. والثلاثة فى معنى المعروق» وانْتَخَصَ لحمه إذا ذهب. ونَخَصَ الرجلُ ، إذا هزل. قاله الجوهرى. وهو بالصاد المهملة.

(نخع) (ه) فيه «إنّ أَنْخَعَ الأسماء عند الله أن يتسمّى الرجل ملك الأملاك» أى أقتلها لصاحبها ، وأهلكها له. والنَّخْعُ : أشدّ القتل ، حتى يبلغ الذّبح النُّخَاعَ (٢) ، وهو الخيط الأبيض الذى فى فقار الظّهر. ويقال له : خيط الرّقبة.

ويروى «أخنع» وقد تقدّم.

ومنه الحديث «ألا لا تَنْخَعُوا الذبيحة حتى تجب» أى لا تقطعوا رقبتها وتفصلوها قبل أن تسكن حركتها.

وفيه «النُّخَاعَةُ فى المسجد خطيئة» هى البزقة التى تخرج من أصل الفم ، ممّا يلى أصل النّخاع.

(نخل) (ه) فيه «لا يقبل الله من الدّعاء إلّا النَّاخِلَة» أى الْمَنْخُولَة الخالصة ، فاعلة بمعنى مفعولة ، ك (ماءٍ دافِقٍ).

[ه] ومنه الحديث «لا يقبل الله إلّا نَخَائلَ (٣) القلوب» أى النّيّات الخالصة. يقال : نَخَلْتُ له النصيحة ، إذا أخلصتها.

__________________

(١) رواية الزمخشرى بالشين المعجمة. الفائق ٣ / ١٣٧. قال «وروى : منهوس ومبخوص». بالباء بدل النون ، وهو موافق لما ذكره المصنف وشرحه فى مادة بخص

(٢) النخاع ، مثلث النون ، كما فى اللسان. قال صاحب المصباح : «الضم لغة قوم من الحجاز ، ومن العرب من يفتح ، ومنهم من يكسر».

(٣) فى الهروى «تناخيل» ـ النهاية ـ ٥

٣٣

(نخم) (س) فى حديث الحديبية «ما يَتَنَخَّمُ نُخَامَةً إلا وقعت فى يد رجل» النُّخَامَةُ : البزقة التى تخرج من أقصى الحلق ، ومن مخرج الخاء المعجمة.

ومنه حديث عليّ «أقسم لَتَنْخَمَنَّهَا أميّة من بعدى كما تلفظ النّخامة»

(س) وفى حديث الشّعبىّ : اجتمع شرب من الأنبار فغنّى نَاخِمُهُمْ :

* ألا سقّيانى (١) قبل جيش أبى بكر *

النَّاخِمُ : المغنّى. والنَّخْمُ : أجود الغِناء.

(نخا) (س) فى حديث عمر «فيه نَخْوَةٌ» أى كبر وعجب ، وأنفة وحميّة. وقد نُخِىَ وانْتُخِىَ ، كزُهِىَ وازْدُهِىَ.

(باب النون مع الدال)

(ندب) ـ فى حديث موسى عليه‌السلام «وإنّ بالحجر نَدَباً : ستة أو سبعة ، من ضربه إيّاه» النَّدَبُ ، بالتحريك : أثر الجرح إذا لم يرتفع عن الجلد ، فشبّه به أثر الضرب فى الحجر.

(ه) ومنه حديث مجاهد «أنه قرأ «سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ» فقال : ليس بالنّدب ، ولكنه صفرة الوجه والخشوع».

(ه) وفيه «انْتَدَبَ الله لمن يخرج فى سبيله» أى أجابه إلى غفرانه. يقال : نَدَبَتْهُ فَانْتَدَبَ : أى بعثته ودعوته فأجاب.

(س) وفيه «كلّ نَادِبَةٍ كاذبة إلا نادبة سعد» النَّدْبُ : أن تذكر النائحة الميّت بأحسن أوصافه وأفعاله.

(س) وفيه «كان له فرس يقال له الْمَنْدُوبُ» أى المطلوب ، وهو من النَّدَبِ : الرّهن الذى يجعل فى السباق.

وقيل : سمّى به لِنَدَبٍ كان فى جسمه. وهو أثر الجرح.

(ندج) (س) فى حديث الزبير «وقطع أُنْدُوجَ سرجه» أى لبده. قال أبو موسى : كذا وجدته بالنون. وأحسبه بالباء ، وقد تقدم.

__________________

(١) فى اللسان والفائق ٧١٣ : «ألا فاسقيانى» وفى الفائق : «قبل خيل».

٣٤

(ندح) (ه) فيه (١) «إنّ فى المعاريض لَمَنْدُوحَةً عن الكذب» أى سعة وفسحة. يقال : نَدَحْتُ الشيء ، إذا وسّعته. وإنك لفى نُدْحَةٍ ومَنْدُوحَةٍ من كذا : أى سعة. يعنى أنّ فى التعريض بالقول من الاتّساع ما يغنى الرجل عن تعمّد الكذب.

(ه) وفى حديث أم سلمة «قالت لعائشة : قد جمع القرآن ذيلك فلا تَنْدَحِيهِ» أى لا توسّعيه وتنشريه. أرادت قوله تعالى : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ).

(س) ومنه حديث الحجّاج «واد نَادِحٌ» أى واسع.

(ندد) (س) فيه «فَنَدَّ بعير منها» أى شرد وذهب على وجهه.

وفى كتابه لأكيدر «وخلع الأنداد والأصنام» الْأَنْدَادُ : جمع نِدّ ، بالكسر ، وهو مثل الشيء الذى يضادّه فى أموره ويُنَادُّهُ : أى يخالفه. ويريد بها ما كانوا يتّخذونه آلهة من دون الله.

(ندر) ـ فيه «ركب فرسا له فمرّت بشجرة ، فطار منها طائر فحادت (٢) ، فَنَدَرَ عنها على أرض غليظة» أى سقط ووقع.

ومنه حديث زواج صفيّة «فعثرت الناقة ، ونَدَرَ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ونَدَرْتَ».

(س) والحديث الآخر «أنّ رجلا عضّ يد آخر فَنَدَرَتْ ثنيّته» وفى رواية : «فَأَنْدَرَ ثنيّته».

(س) وفى حديث آخر «فضرب رأسه فَنَدَّ» وقد تكرر فى الحديث.

(ه) وفى حديث عمر «أن رجلا ندر فى مجلسه ، فأمر القوم كلّهم بالتّطهّر ؛ لئلّا يخجل الرجل» معناه أنه ضرط ، كأنها ندرت منه من غير اختيار.

(س) وفى حديث عليّ «أنه أقبل وعليه أندر ورديّة» قيل هى فوق التّبّان ودون السّراويل ، تغطّى الرّكبة ، منسوبة إلى صانع ومكان.

__________________

(١) أخرجه الهروى من حديث عمران بن حصين.

(٢) فى ا : «فمادت».

٣٥

(ندس) (ه) فى حديث أبى هريرة «دخل المسجد وهو يَنْدُسُ الأرضَ برجله» أى يضربها. والنَّدْسُ : الطّعن.

(ندغ) (ه) فى حديث الحجّاج «كتب إلى عامله بالطائف أن أرسل إلىّ بعسل من عسل النَّدْغِ النِّدْغِ (١) والسّحاء» النَّدْغُ النِّدْغُ : السّعتر البرّىّ. وهو من مراعى النّحل.

وقيل : هو شجر أخضر ، له ثمر أبيض ، واحدته : ندغة.

(ه) ومنه حديث سليمان بن عبد الملك «دخل الطائف فوجد رائحة السّعتر ، فقال : بواديكم هذا نَدْغَةٌ».

(ندم) ـ فيه «مرحبا بالقوم غير خزايا ولا نَدَامَى» أى نادمين. فأخرجه على مذهبهم فى الإتباع لخزايا ؛ لأن النَّدَامَى جمع نَدْمَانَ ، وهو النَّدِيمُ الذى يرافقك ويشاربك.

ويقال فى النَّدَمِ : ندمان ، أيضا ، فلا يكون إتباعا لخزايا ، بل جمعا برأسه.

وقد نَدِمَ يَنْدَمُ ، نَدَامَةً ونَدَماً ، فهو نَادِمٌ وندمان.

وفى حديث عمر «إياكم ورضاع السّوء ؛ فإنه لابدّ من أن يَنْتَدِمَ (٢) يوما» أى يظهر أثره. والنَّدَمُ : الأثر ، وهو مثل النّدب. والباء والميم يتبادلان.

وذكره الزمخشرى بسكون الدال ، من النَّدْمِ : وهو الغمّ اللازم ، إذ يَنْدَمُ صاحبه ، لما يعثر عليه من سوء آثاره.

(نده) [ه] فى حديث ابن عمر «لو رأيت قاتل عمر فى الحرم ما نَدَهْتُهُ» أى ما زجرته. والنَّدْهُ : الزّجرُ بِصَهْ ومَهْ.

(ندا) [ه] فى حديث أم زرع «قريب البيت من النَّادِى» النَّادِى : مجتمع القوم وأهل المجلس ، فيقع على المجلس وأهله. تقول : إن بيته وسط الحلّة ، أو قريبا منه ؛ ليغشاه الأضياف والطّرّاق.

(س) ومنه حديث الدعاء «فإنّ جار النَّادِى يتحوّل (٣)» أى جار المجلس.

__________________

(١) بالفتح ، ويكسر ، كما فى القاموس. وبالتحريك أيضا ، كما فى اللسان.

(٢) فى الفائق ٣ / ٧٨ : «يندم».

(٣) فى الأصل : «فإن جار النادى نتحوّل» وما أثبتّ من ا ، واللسان. وهو موافق لرواية المصنف فى مادة بدو غير أن اللسان لم يضبط النون.

٣٦

ويروى بالباء الموحّدة ، من البدو ، وقد تقدم.

(س) ومنه الحديث «واجعلنى فى النّدىّ الأعلى» النَّدِىُ ، بالتشديد : النادى. أى اجعلنى مع الملأ الأعلى من الملائكة.

وفى رواية «واجعلنى فى النِّدَاءِ الأعلى». أراد نداء أهل الجنّة أهل النار «أَنْ قَدْ وَجَدْنا ما وَعَدَنا رَبُّنا حَقًّا».

ومنه حديث سريّة بنى سليم «ما كانوا ليقتلوا عامرا وبنى سليم وهم النَّدِىُ» أى القوم المجتمعون.

وفى حديث أبى سعيد «كنّا أَنْدَاءً فخرج علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم» الْأَنْدَاءُ : جمع النادى : وهم القوم المجتمعون.

وقيل : أراد كنّا أهل أنداء. فحذف المضاف.

(س) وفيه «لو أن رجلا نَدَا الناسَ إلى مرماتين أو عرق أجابوه» أى دعاهم إلى النادى. يقال : نَدَوْتُ القوم أَنْدُوهُمْ ، إذا جمعتهم فى النادى. وبه سمّيت دار النَّدْوَةِ بمكة ؛ لأنهم كانوا يجتمعون فيها ويتشاورون.

وفى حديث الدعاء «ثنتان (١) لا تردّان ، عند النِّدَاءِ وعند البأس» أى عند الأذان بالصلاة ، وعند القتال.

وفى حديث يأجوج ومأجوج «فبينما هم كذلك إذ نُودُوا نَادِيَةً : (أَتى أَمْرُ اللهِ)» يريد بالنادية دعوة واحدة ونداء واحدا ، فقلب نداءة إلى نادية ، وجعل اسم الفاعل موضع المصدر.

وفى حديث ابن عوف «وأودى سمعه إلّا نِدَايَا» أراد : إلّا نداء ، فأبدل الهمزة ياء ، تخفيفا ، وهى لغة بعض العرب.

(ه) وفى حديث الأذان «فإنّه أَنْدَى صوتا» أى أرفع وأعلى. وقيل : أحسن وأعذب. وقيل : أبعد.

(ه) وفى حديث طلحة «خرجت بفرس لى أُنَدِّيهِ (٢)» التَّنْدِيَةُ : ) أن يورد الرجل الإبل

__________________

(١) فى الأصل : «اثنتان» وما أثبتّ من : ا ، واللسان.

(٢) رواية الهروى : «لأندّيه».

(٣) هذا قول أبى عبيد ، عن الأصمعى ، كما ذكر الهروى.

٣٧

والخيل فتشرب قليلا ، ثم يردّها إلى المرعى ساعة ، ثم تعاد إلى الماء.

والتَّنْدِيَةُ أيضا : تضمير الفرس ، وإجراؤه حتى يسيل عرقه. ويقال لذلك العرق : النَّدَى. ويقال : نَدَّيْتُ الفرس والبعير تَنْدِيَةً. ونَدِىَ هو نَدْواً.

وقال القتيبى : الصواب : «أبدّيه (١)» بالباء ، أى أخرجه إلى البدو ، ولا تكون التَّنْدِيَةُ إلا للإبل.

قال الأزهرى : أخطأ القتيبى. والصواب الأول.

ومنه حديث أحد الحيّين اللّذين تنازعا فى موضع «فقال أحدهما : مسرح بهمنا ، ومخرج نسائنا ، ومُنَدَّى خيلنا» أى موضع تنديتها.

(ه) وفيه : «من لقى الله ولم يَتَنَدَّ من الدم الحرام بشيء دخل الجنّة» أى لم يصب منه شيئا ، ولم ينله منه شيء. كأنه نالته نَدَاوَةُ الدّم وبلله. يقال : ما نَدِيَنِي من فلان شيء أكرهه ، ولا نَدِيَتْ كفّى له بشيء.

وفى حديث عذاب القبر وجريدتى النخل «لن يزال يخفّف عنهما ما كان فيهما نُدُوٌّ» يريد نداوة. كذا جاء فى مسند أحمد ، وهو غريب (٢). إنما يقال : ندى الشيء فهو نَدٍ ، وأرض ندية ، وفيها نداوة.

(س) وفيه «بكر بن وائل ند» أى سخيّ. يقال : هو يتندّى على أصحابه : أى يتسخّى.

(باب النون مع الذال)

(نذر) ـ فيه «كان إذا خطب احمرّت عيناه ، وعلا صوته ، واشتدّ غضبه ، كأنه منذر جيش يقول : صبّحكم ومسّاكم» الْمُنْذِرُ : المعلم الذى يعرّف القوم بما يكون قد دهمهم ، من عدوّ أو غيره. وهو المخوّف أيضا.

__________________

(١) فى الهروى : «لأبدّيه».

(٢) انظر مسند الامام أحمد ٢ / ٤٤١ من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص.

٣٨

وأصل الْإِنْذَارِ : الإعلام. يقال : أَنْذَرْتُهُ أُنْذِرُهُ إِنْذَاراً ، إذا أعلمته ، فأنا مُنْذِرٌ ونَذِيرٌ : أى معلم ومخوّف ومحذّر. ونذرت به ، إذا علمت.

(س) ومنه الحديث «فلمّا عرف أن قد نَذِرُوا به هرب» أى علموا وأحسّوا بمكانه.

(س) ومنه الحديث «انْذَرِ القومَ» أى احْذَرْ منهم ، واستعدّ لهم ، وكن منهم على علم وحذر.

وفيه ذكر «النّذر» مكرّرا. يقال : نَذَرْتُ أَنْذِرْ ، وأَنْذُرُ نَذْراً ، إذا أوجبت على نفسك شيئا تبرّعا ؛ من عبادة ، أو صدقة ، أو غير ذلك.

وقد تكرر فى أحاديثه ذكر النّهى عنه. وهو تأكيد لأمره ، وتحذير عن التهاون به بعد إيجابه ، ولو كان معناه الزجر عنه حتى لا يفعل ، لكان فى ذلك إبطال حكمه ، وإسقاط لزوم الوفاء به ، إذ كان بالنهى يصير معصية ، فلا يلزم. وإنما وجه الحديث أنه قد أعلمهم أن ذلك أمر لا يجرّ لهم فى العاجل نفعا ، ولا يصرف عنهم ضرّا ، ولا يردّ قضاء ، فقال : لا تَنْذِرُوا ، على أنكم قد تدركون بِالنَّذْرِ شيئا لم يقدّره الله لكم ، أو تصرفون به عنكم ما جرى به القضاء عليكم ، فإذا نذرتم ولم تعتقدوا هذا ، فاخرجوا عنه بالوفاء ، فإن الذى نذرتموه لازم لكم.

(ه) وفى حديث ابن المسيّب «أن عمر وعثمان قضيا فى الملطاة بنصف نذر الموضحة» أى بنصف ما يجب فيها من الأرش والقيمة. وأهل الحجاز يسمّون الأرش نَذْراً. وأهل العراق يسمّونة أرشا.

(باب النون مع الراء)

(نرد) ـ فيه «من لعب بِالنَّرْدَشِيرِ فكأنما غمس يده فى لحم خنزير ودمه» النَّرْدُ : اسم أعجمى معرّب. وشير : بمعنى حلو (١).

(نرمق) ـ فى حديث خالد بن صفوان «إن الدّرهم يكسو النَّرْمَقَ» النَّرْمَقُ : اللَّيِّنُ.

__________________

(١) فى القاموس : «النّرد ، معرّب. وضعه أردشير بن بابك ، ولهذا يقال النّردشير».

٣٩

وهو فارسى معرّب. أصله : النَّرْمُ (١). يريد أن الدّرهم يكسو صاحبه اللَّيِّنَ من الثياب.

وجاء فى رواية «يكسر النّرمق»فإن صحّت فيريد أنه يبلغ به الأغراض البعيدة ، حتى يكسر الشيء الليّن الذى ليس من شأنه أن ينكسر ؛ لأن الكسر يخصّ الأشياء اليابسة.

باب النون مع الزاى

(نزح) (ه) فيه «نزل الحديبية وهى نَزَحٌ» النَّزَحُ ، بالتحريك : البئر التى أخذ ماؤها ، يقال : نَزَحَتِ البئرُ ، ونَزَحْتُهَا. لازم ومتعدّ.

(س) ومنه حديث ابن المسيّب «قال لقتادة : ارحل عنى ، فقد نَزَحْتَنِي» أى أنفدت ما عندى.

وفى رواية : «نزفتنى».

ومنه حديث سطيح «عبد المسيح جاء من بلد نزيح» أى بعيد. فعيل بمعنى فاعل.

(نزر) (ه) فى حديث أم معبد «لا نَزْرٌ ولا هذر» النَّزْرُ : القليل. أى ليس بقليل فيدلّ على عىّ ، ولا كثير فاسد.

(س) ومنه حديث ابن جبير «إذا كانت المرأة نَزْرَةً أو مقلاة» أى قليلة الولد. يقال : امرأة نَزْرَةٌ ونَزُورٌ.

(ه) وفى حديث عمر «أنه سأل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن شيء مرارا ، فلم يجبه ، فقال لنفسه : ثكلتك أمّك يا عمر ، نَزَرْتَ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرارا لا يجيبك» أى ألححت عليه فى المسألة إلحاحا أدّبك بسكوته عن جوابك. يقال : فلان لا يعطى حتى يُنْزَرَ : أى يلحّ عليه.

ومنه حديث عائشة «وما كان لكم أن تَنْزُرُوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على الصلاة» أى تلحّوا عليه فيها.

(نزز) (س) فى حديث الحارث بن كلدة «قال لعمر : البلاد الوبيئة ، ذات الأنجال

__________________

(١) وهو الجيّد. كما فى المعرّب ص ٣٣٣.

٤٠