المحصّل

محمّد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي البكري [ فخر الدين الرازي ]

المحصّل

المؤلف:

محمّد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي البكري [ فخر الدين الرازي ]


المحقق: دكتور حسين أتاي
الموضوع : الفلسفة والمنطق
الناشر: مكتبة دار التراث
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٨

لاحتمال أنه تخلف الحكم هناك لقيام مانع لا يطلع عليه أحد.

احتجوا بأن العلم الضرورى حاصل بقبح الظلم والكذب وحسن الانعام. ولا يجوز اسناده إلى الشرع لحصوله لمن لا يقول بالشرع.

والجواب ان أردت به العلم الضرورى بحصول الملائمة والمنافرة الطبيعية ، فذلك مما لا يأباه أحد وان أردت به غيره فممنوع.

مسئلة :

لا يجب على الله تعالى شيء عندنا البتة خلافا للمعتزلة. فانهم يوجبون اللطف والعوض والثواب والأصلح فى الدين والبغداديون خاصة يوجبون العقاب ويوجبون الأصلح فى الدنيا.

لنا أن الحكم لا يثبت إلا بالشرع ولا حاكم على الشرع ، فلا يجب عليه شيء. ولأن اللطف هو الّذي يفيد ترجيح الداعية بحيث لا ينتهى

__________________

١ ـ انه تخلف : ت ج ف ق ك ل لب ي ، ان تخلف : ا ، ان يتخلف : م ، هناك : هناك عن المقتضى : ف ، مانع : ت ج ل ي ، مانع خفي : ق ك لب م ، مانع حقيقي : ف.

٥ ـ فذلك .. اخذ : ق : ا ت ج ف ق ل لب ، فذاك مما لا ناباه : ك م ي ، غيره ممنوع : ت ج ف ك ، غيره فمنوع : ي ، غيره فهو ممنوع : ق ، غير ممنوع ا ل ، غيره فممنوع وبالله التوفيق. لب.

٧ ـ تعالى : ت ج ، شيء عندنا البتة : ت ج البتة : ك ت ج ك ل ، شيء البتة عندنا : ف ي ، عندنا شيء البتة : لب ا ق لب ، شيء : م.

٨ ـ اللطف : ت ج ل م ي ، اللطف والاصلح في الدين : ق ، الاصلح في الدين واللطف : ك لب ، والثواب : تقدم على العوض في : ل ، والاصلح في الدين : ت ج ف.

٩ ـ خاصة : ت ج ف ق لب ي : ك ل م ، يوجبون (٢) : ا ت ج ف ق لب ي ، ك ل م.

١٠ ـ حاكم : حكم ، ا لب.

١١ ـ يفيد : يوجب : ي ، لا ينتهى : ينتهى : ف ل.

٤٨١

إلى حد الإلجاء. فالداعية الواصلة إلى ذلك الحد شيء ممكن الوجود فى نفسه. والله تعالى قادر على جميع الممكنات فوجب أن يكون الله تعالى قادرا على ايجاد تلك الداعية المنتهية إلى ذلك الحد من غير تلك الواسطة.

وأما العوض فلو كان واجبا لكان دفع الألم دفعا لتلك المنافع العظيمة ، فكان يجب أن يقبح دفع الألم عن الغير ، كما قبح المنع من القصد.

وأما الثواب فلله تعالى من النعم على العبد ما يحسن معه التكليف بهذا القدر من الطاعات ، فوجب أن لا يوجب الطاعة الثواب كما فى الشاهد.

وأما الأصلح فى الدنيا فغير واجب ، لأن الأصلح للكافر الفقير أن لا يخلق ، حتى لا يكون معذبا فى الدارين. والأصلح أن يخلق العباد فى الجنة وأن يغنيهم بالمشتهيات الحسنة عن القبيحة ، وأما

__________________

١ ـ الاتجاه : الايجاب : ف.

٢ ـ على جميع : كل : ق لب ي الممكنات : ت جف ق ك ل لب ي ، على الممكنات : م : ا.

٣ ـ فوجب .. قادرا : ت ج ق ك ل لب م ي : ا ف.

٤ ـ على ايجاد .. الحد : ف.

٥ ـ واما : ت ج ف ق ك ل لب ي ، اما : م.

٦ ـ فكان : ا ت ج ف ق ك لب ل ، وكان : م ي ، من : عن : ف.

٧ ـ القصد : ا ت ج ص ف ق لب ، الفصد : ل م ، القصد والحجامة : ك ، الفصل : ي.

٨ ـ و : ل ، على : ا ت ج ف ق ك لب ل ، في : م.

٩ ـ يوجب : يوجد : ف ، الطاعة : ت ج ل ، الطاعات : م ، للطاعة : ك ، للطاعة والثواب : ق.

١١ ـ الفقير : والفقير : ف.

١٢ ـ يخلق : يخلقه : ف ، لا (٢) : ي.

١٣ ـ العباد : ف ج ل ، عباده : ق ك لب م ، العبد : ي ، الجهاد : ت ، في الجنة : ل ، بالمشهيات : المسبهات : ل.

٤٨٢

العقاب فلأن العذاب حقه وليس له فى استيفائه نفع ولا فى إسقاطه ضرر ، فيحسن إسقاطه كما فى الشاهد.

مسئلة :

لا يجوز أن يفعل الله تعالى شيئا لغرض خلافا للمعتزلة ، ولأكثر الفقهاء.

لنا أن كل من كان كذلك ، كان مستكملا بفعل ذلك الشيء والمستكمل بغيره ناقص لذاته. ولأن كل غرض يفرض ، فهو من الممكنات ، فيكون الله تعالى قادرا على ايجاده ابتداء ، فيكون توسط ذلك الفعل عبثا.

لا يقال لا يمكن تحصيله الا بتلك الواسطة. لأنا نقول الّذي يصلح أن يكون غرضا ليس إلا ايصال اللذة إلى العبد وهو مقدور الله تعالى من غير شيء من الوسائط.

احتجوا بأن ما يفعل إلا لغرض فهو عبث والعبث على الحكيم غير جائز.

__________________

١ ـ العقاب : ك لب ي ، العذاب : ص ، العقوبة : ق م ، العفو : ا ت ج ف.

١ ، ٢ ـ استيفائه نفع ولا في اسبقاطه ضرر : اسقاطه ضرر ولا في استيفائه منفعة : ك.

٢ ـ فيحسن : ت ج ف ق ك م ي ، فحسن : لب ، فتحسين : ا ، فلحسن : ل.

٤ ـ يفعل : يقول : ت ، تعالى : م ، شيئا : ف.

٦ ـ بفعل : بقول : ت.

٧ ـ ولان : فلان : ج ، لان : ت.

٩ ـ توسط : ت ق ك ل ي ، توسيط : ج لب م.

١٠ ـ يمكن : يكن : ا.

١١ ـ غرضا : ا ت ج ف ق ك لب ل ي ، لغرضنا : م.

١٢ ـ الله : لله : ف ي.

١٣ ـ بان : ان : لب ، الا : ت ف ، لا : ج ق ك ل لب م ي.

٤٨٣

قلنا ان أردت بالعبث الفعل الخالى عن الغرض فهو استدلال بالشيء على نفسه وان أردت به غيره فبينه.

مسئلة :

قالت المعتزلة علة حسن التكليف التعريض لاستحقاق النعم فإن التفضيل بالنعم قبيح. وهذا عندنا باطل. لأنه بناء على الحسن والقبح والوجوب على الله تعالى. وبعد تسليمه فلا نسلم أن التفضيل بالنعم قبيح ممن يستحيل عليه النفع والضر. وبتقدير تسليمه ، فاستحقاق النعم لا يتوقف على التكليف بالأفعال الشاقة بدليل أن التلفظ بكلمة الشهادة أسهل من الجهاد والصوم ، مع أن النعيم المستحق به أعظم. فلو كان المقصود استحقاق النعيم لكان من الواجب أن يزيد الله تعالى فى قوتنا ثم يكلفنا ما لا يشق علينا ليحصل الاستحقاق من غير المشقة.

__________________

١ ـ الفعل : ق ، فهو : ت ج ل ، فهذا : ك م.

٢ ـ وان : فان : ك ، به : ج ق ك.

٣ ـ قالت : قال : ت علة : ا ، التعويض .. النعم : ت ج ل ، التعويض .. التعظيم : لب م ، التعويض التعويض : ف ، التعوض : ك ي ف .. الثواب : ف ق ك ي.

٥ ـ التفضيل : ا ت ، التفضل : ج ف ق ك لب ل م ي ، بالنعم : ت ج ف ك ل ي ، بالتعظيم : ق لب م ، على : على عين : ت.

٦ ـ تعالى : ف ، فلا : ل م ، ولا : ت ، لا : ج ق ، التفضيل : ا ت ، التفضل : ج ف ق ك ل لب م ي.

٧ ـ بالنعم : ت ج ف ك ل ي ، بالتعظيم : ق لب م ، ممن : ا ت ج ف ق ك ل لب ي ، محال : م.

٨ ـ النعم : ت ج ك ل ، النعيم : ف ي ، التعظيم : قق لب م ، الشاقة : السابقة : ا.

٩ ـ النعيم : ت ج ف ل ي ، النعم : ك ، التعظيم : ا ق لب ، : م.

١٠ ـ النعيم : ت ج ف ل ي ، النعم : ك ، التعظيم : ق لب م. تعالى : ق ، ما : ا ت ج ف ق ك ل ي ، بما : لب م ، علينا : ا ت ج ف ق ك ل لب ي ، عليها : م ، ليحصل لنا : ق.

٤٨٤

احتج نفاة التكليف بأمور أحدها : أنه إذا كان الكل بخلقه وإرادته ففيم التكليف؟ والمعتزلة وان أنكروها فقد اعترفوا بالعلم. فما كان معلوم الوجود فهو واجب الوقوع. وما كان معلوم العدم فهو ممتنع الوقوع ففيم التكليف.

وثانيها : أن التكليف إن كان عند استواء الداعيتين فهو محال. لأن فى هذه الحالة الفعل ممتنع. وإن كان عند الرجحان فالراجح واجب ، والمرجوح ممتنع ففيم التكليف؟.

وثالثها : أن التكليف بالفعل : اما أن يقع حال حضور الفعل أو قبله. والأول محال لأن إيجاد الموجود محال. ودفعه حال وجوده محال والثانى أيضا باطل لأن كونه فاعلا للشىء لا معنى له ، إلا حصول المقدور عن القدرة فعلى هذا يستحيل أن يكون هو فاعلا فى الحال لفعل لا يوجد فى الحال. فلم يكن هو مأمورا فى الحال بشيء أصلا

__________________

١ ـ احتج : واحتج : ق ك ، احدها : ا : ا.

٢ ـ ففيم : ت ج ك ، ففيما : م ، فيم : ل ، انكروها : ت ج ف ل لب ي ، انكروها : ق ك م.

٣ ـ فما : مما : ت ، الوجود : الموجود : ت.

٤ ـ الوقوع : ا ت ج ف ك ل لب ي ، الوجود : ق م ، فغيم : ت ج ل ، ففيما : ف ق ك ي ، فيم : لب.

٥ ـ ثانيها : ت ق ك ل م ، الثاني : ج ، ب : ا ، ان : وهو ان : م ، الداعيتين : ت ج ل ، الداعيين : ك م ، الداعية : ق.

٧ ـ ففيم : ت ج ف ق ك ل ، فيم : لب ، ففيما : م.

٨ ـ ثالثها : الثالث : ج ، ج : ا ، بالفعل : ف ، حضور : ت ج ف ق ل ي ، حصول : ك م ، الحصول : لب ، الفعل : لب.

٩ ـ الموجود : الموجودات : ل ، ودفعه : رفعه : ق ك لب م ي ا .. محال : ت ج ق ك ل لب م ي : ف.

١٠ ـ باطل : ت ج ف ل ي ، محال : ق ك لب م ، حصول : ج ك م ، الحصول : ل ، حضور : ت.

١١ ـ عن : من : ا ، فعلى هذا يستحيل : ت ج ف ق ل لب ي ، فيستحيل : ك م ، هو : ت ج ف ق ل لب ي ، ك م.

١١ ، ١٢ ـ في الحال لفعل : للفعل في الحال : لب.

١٢ ـ هو مامورا في الحال : ت ج ، مامورا في الحال : ف ،

٤٨٥

بل يكون ذلك اعلاما بأنه سيصير فى الزمان الثانى مأمورا به.

فإن قلت كونه فاعلا للفعل أمر زائد على حصول الفعل عن القدرة.

قلت فذلك الزائد اما أن يكون مقدورا للمكلف أو لا يكون مقدورا له فإن كان مقدورا له. فاما أن يؤمر بايقاعه حال وجوده أو قبله ويعود المحذور المذكور. وان لم يكن مقدورا له استحال أن يكون مأمورا به.

ورابعها : أن الأمر بالفعل الشاق ان لم يكن لغرض ، فهو عبث وهو غير جائز على الحكيم. وان كان لغرض يستحيل عوده إلى من يستحيل عليه النفع والضر. ويستحيل عوده إلى العبد لأن ذلك

__________________

مامورا : ا ، هو في الحال مامورا : لب م ، في ذلك الحال مامورا : ك بشيء : لشيء : ا.

١ ـ يسصير : لب ، به : ت ج ف ق ك ل لب ، باموراته : ا.

٢ ـ امر زائد : امرا زائدا : ك ، حصول : ا ت ج ف ق ك ل لب ي ، صدور : م.

٤ ـ فذلك : ك.

٥ ـ معدورا له : ت ج ل ي ، مقدورا : ي ، ق ك لب م ، فان كان مقدورا له : ي ، بايقاعة : ت ج ف ق لب ي ، بارتفاعه : ك م.

٥ ، ٦ ـ فاما ان ... لم يكن مدورا له : ل.

٦ ـ الذكور : ا ، له : ت ج ف ق لب ي : ك م.

٨ ـ ورابعها : ت ف ق ك لب ل م ي ، الرابع : ج ، ود : ا. عبث : ا ت ج ف ق ك ل لب ، عيب : ف م.

٩ ـ وهو : ت ج ك لب م ، و : ف ل ي ، لغرض : ا ت ج ف ق ك ل لب ي : م ، يستحيل : ت ج ل ، ويستحيل : ا ف ، فيستحيل : ق ك لب م ي.

٩ ، ١٠ ـ عودة ... ويستحيل : ل.

١٠ ـ التفع : ف ، الضر : الضرر : ف لب.

٤٨٦

النفع اما فى العاجل أو فى الآجل.

والأول باطل لأن الإنسان يتأذى به فى الحال. والثانى محال لأن ذلك الغرض ليس إلا وصول اللذة إليه والله تعالى قادر عليه ابتداء فيكون توسط التكليف عبثا. والجواب عن الكل انه مبنى على طلب اللمية ، وهو باطل. لأنه ليس يجب فى كل شيء أن يكون معللا. وإلا لكانت علية تلك العلة معللة بعلة أخرى ، ولزم التسلسل. بل لا بد من الانتهاء إلى ما لا يكون معللا البتة. وأولى الأمور بذلك أفعال الله تعالى وأحكامه. فكل شيء صنعه لا علة لصنعه. والله تعالى أعلم.

__________________

١ ـ في العاجل او في الاجل : ا ج ق لب ، لعاجل او لاجل : ت م ، للعاجل وللاجل او الاجل : ي : ف ي ، في العاجل والاجل : ك.

٢ ـ محال : ا ت ج ف ق ك ل لب ي ، باطل : م.

٣ ـ وصول : ت ج ف ل ي ، حصول : ق ك لب م ، اليه : ج ، فيه : ت : ك ل م ، الله : ا ت ج ف ق لب ل م ، انه : ك م ، تعالى : ج.

٤ ـ توسط : ت ق ل ، توسيط : ج م ك.

٤ ، ٥ ـ فيكون ... اللمية : ف.

٦ ـ معللة : ا ، ولزم : فلزم : لب.

٧ ـ ما : اما ان : ا.

٨ ـ فكل وكل : م .. ولا ولا : ا ت ج ل ، لا : ي : ا ت ف ق ك لب ل م ي ، فعلة كل شيء صنعة ولا علة لصيغة : ت.

٩ ـ والله تعالى : ل اعلم : ج ل ، وبالله التوفيق : ت لب ، : ت ف ك م ي.

٤٨٧

القسم الرابع

الكلام فى الأسماء

اسم كل شيء اما أن يدل على ماهيته ، أو على جزء ماهيته ، أو على الأمر الخارج عن ماهيته ، أو على ما يتركب عنهما. والخارج اما أن يكون صفة حقيقية أو اضافية أو سلبية أو ما يتركب عنها وهل يجوز أن يكون لماهية الله تعالى اسم أم لا؟ فإن قلنا ماهية الله تعالى معلومة للبشر جاز ، وإلا فلا. وأما الاسم الدال على جزء ماهية الله تعالى فذلك محال ، لامتناع التركب فى حقيقة ذات الله تعالى. وأما سائر الأقسام فجائزة. ولما كانت السلوب والاضافات بسيطة ، ومركبة غير متناهية ، لا جرم جاز وجود أسماء لا نهاية لها متناسبة. والله أعلم.

__________________

٢ ـ الكلام : ا ج ل.

٣ ـ اما ان : ا.

٤ ـ الامر الخارج : ت ج ق ك ل م ي ، ما هو خارج : ف ، امر خارج : لب ، عنهما : ف ق ل م ، عنها : ت ج ك لب ي.

٥ ـ سلبية او حقيقية او اضافية : في ك ، او ما يتركب : تكرر في ق.

٥ ، ٦ ـ والخارج فالخارج : ف ... عنها عنهما : ف ك : ت ج ف ق ك لب ل م ي : ا.

٦ ـ ام : او : ك.

٧ ـ ماهية الله تعالى : ا ف ق ك لب ل ي ، ماهيته تعالى ت ج ا : ت ج م.

٨ ـ ماهية الله تعالى : ج : ت ج ف ل ي ، الماهية : ق ك لب م ، التركب : التركيب : ق ك ل.

١٠ ـ ومركبة : مركبة : ف ، جاز : ت ج ل ك ، يجوز : م.

١١ ـ متناسبة والله اعلم : ج : ت ج ل ق ، وان كاتب ق ، مناسبة : لب متباينة وبالله التوفيق : ق ك لب ، متباينة : م ي.

٤٨٨

الركن الرابع

من هذا الكتاب فى السمعيات وهو مرتب على أقسام :

القسم الأول

فى النبوات

مسئلة :

المعجز أمر خارق للعادة مقرون بالتحدى ، مع عدم المعارضة وإنما قلنا : أمر لأن المعجز قد يكون إتيانا بغير المعتاد وقد يكون منعا من المعتاد وإنما قلنا أنه خارق للعادة ليتميز به المدعى عن غيره. وإنما قلنا أنه مقرون بالتحدى لئلا يتخذ الكاذب معجز من مضى حجة لنفسه وليتميز عن الإرهاص والكرامات. وإنما قلنا أنه مع عدم المعارضة ليتميز عن السحر والشعبذة.

مسئلة :

محمد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خلافا لليهود ، والنصارى ،

__________________

٢ ـ من هذا الكتاب : ت ج ك م ي ، هذا من الكتاب : ل ، من هذا الباب : لب ، من الكتاب : ق ، ف.

٣ ـ القسم : ت ج ق ك ل ، سنذكره : ا ، م.

٦ ـ للعادة : للعادات : ق ققط.

٧ ـ امر : انه امر : ك ، اثيانا بغير : ج ق ك ل م ي ، اثباتا لغير : ف ، اثباتا لغير : لب ، اتيانا ب : ت.

٨ ـ من عن : ق ق المعتاد : ت ج ف ق ل لب م ي ، للمعتاد : ك ، انه : ك ، غيره : ت ج ك ل م ، غير المدعي : ق.

٩ ـ انه : ا ، معجز : ا ت ج ف ك ل لب ي ، معجزة : ق م ، من : عن : ف.

١٠ ـ ليتميز : ا ت ج ف ق ك ل لب ي ،يتميز : م ، انه : ا.

١٢ ـ صلى الله عليه وعلى آله : لب وسلم : ت ف ك لب ، عليه من التحايا ما جاوز مدى النهاية : ج : ق ل م ي.

٤٨٩

والمجوس وجماعة من الدهرية.

لنا وجوه ثلاثة : الأول وعليه التعويل إنه ادعى النبوة وظهر المعجز على يده وكل من كان كذلك فهو نبى ورسول وإنما قلنا إنه ادعى النبوة للتواتر. وإنما قلنا إنه ظهر المعجز على يده لثلاثة أوجه :

أحدها : انه أتى بالقرآن والقرآن معجز. اما إنه أتى بالقرآن ولم يأت به غيره فبالتواتر. وأما إنه معجز فلأنه تحدى الفصحاء لمعارضته وهم عجزوا عنها وذلك يدل على كونه معجزا.

وثانيها : إنه نقل عنه معجزات كثيرة نحو اشباع الخلق الكثير من الطعام القليل ، ونبوع الماء من بين أصابعه ومكالمة الحيوانات العجم

__________________

١ ـ من : ف ي.

٢ ـ وجوه ثلاثة : ا ت ج ف ق ك ل ي ، وجوه : م : لب الاول : ا : ا ، احدها : ج ، وعليه التمويل : تقدمت على النبوة : م ، وسقطت : في : ا لب.

٢ ، ٣ ـ ظهر المعجر على يده عليه : م : ق ك ل م ، ظهر : لب ظهرت المعجزة على يده : ف لب ي ، اظهر المعجزة على يده : في ج ، عليه : في ت ، عليها المعجزة : ل متن : ت جل.

٣ ـ كذلك : ف ، فهو نبي ورسول : ت : ت ف ، فهو سول : ج ، كان نبيا ورسولا : ق ل : ق ك ل م ، و(٢) : ك.

٣ ، ٤ ـ وانما .. للتواتر : ف.

٤ ـ للتواتر : ا ت ق ك ، بالتواتر : ج ل لب ، فللتواتر : م ي. انه : ل ف لب ي ، ظهرت ظهر : لب ق ك م المعجز المعجزة : ف لب ي ل : ت ف ق ك ل لب م ي ، اظهرت المعجزة : لثلاثة اوجه : ت ج ف ك ل لب ي ، فلثلاثة اوجه : م ، لوجوه ثلاثة : ق.

٥ ـ انه (١) : ف.

٦ ـ فبالتواتر : فللتواتر : ق.

٧ ـ لمعارضته وهم ... عنها : ا ت ج ف ق ك ل لب ي ، ممعارضته فعجروا عنه : م.

٨ ـ ثانيها : ب : ا ، كثيرة نحو : ت ج ق ك ل لب ي ، كثيرة عنها : م ، نحو : ق.

٩ ـ الحيوانات : الحيوان : م فقط.

٤٩٠

وكل واحد منها وأن لم يبلغ مبلغ التواتر ، لكن التواتر يدل على صحة واحد منها. وأى واحد منها صح حصل الغرض.

وثالثها : أنه أخبر عن الغيوب والإخبار عن الغيب معجز.

وإنما قلنا أن من ادعى النبوة وظهر المعجز على يده كان رسولا لأن الرجل إذا قام فى المحفل العظيم وقال إنى رسول هذا الملك إليكم. ثم قال يا أيها الملك ان كنت صادقا فى مقالتى ، فخالف عادتك وقم عن مكانك فمتى قام الملك اضطر الحاضرون إلى صدقه. فكذا هاهنا.

الطريق الثانى فى إثبات نبوته عليه‌السلام ، الاستدلال باخلاقه وأفعاله وأحكامه وسيره. فإن كل واحد منها. وان كان لا يدل على النبوة لكن مجموعها مما يعلم قطعا أنه لا يحصل إلا للأنبياء. وهذه طريقة اختارها الجاحظ وارتضاها الغزالى فى كتاب المنقذ.

الطريق الثالث : اخبار الأنبياء المتقدمين فى كتبهم السماوية عن

__________________

٢ ـ منها صخ : صح منها : ا ، منها ومتى صح : لب.

٣ ـ الغيوب : الغيب : م ، الغيب معجز : الغيوب معجزا : ا.

٤ ـ ظهر : ك ج م ، اظهر : ت ل ، المعجز على يده : ك ، على يده المعجزة المعجز : ف : ف ق ي ، عليه المعجز المعجزة : ج ل : ت ج ل ، رسولا : ا ت ج ف ق ك ل لب ي ، نبيا : م.

٥ ـ وقال : ت ج ل ك ، فقال : م.

٦ ـ في مقالتي : ا ت ج ف ق ك ل لب ي ، فيما قلت : م.

٧ ـ مكانك : مقامك : ق لب ، الحاضرون : الحاضر : ا ، هها ا ت ج ف ق ك ل لب ي ،هنا : م.

٨ ـ الثاني : ب : ا ، في : ا ت ج ف ق ك ل لب ي ، م ، نبوته : النبوة لنبينا : ك.

٩ ـ بافعاله واخلاقه : ق ، منها : ك.

١١ ـ للانبياء : للانبياء عليهم السلام : ق ، طريقة : الطريقة : ا ، الجاحظ : الحافظ : ي ، ارتضاها .. رحمه الله ق للب كتاب : ت ج ف ق ك ل لب ي ، ارتضى بها .. كتابه : م.

١٢ ـ المنفد : المنقد من الضلال : ل ج هامش.

١٣ ـ الطريق : ا ت ف ق ل لب ي ، ج ك م ، الثالث : ج

٤٩١

نبوته عليه‌السلام فهذه مجامع أدلة نبوته عليه‌السلام والاستقصاء فيها مذكور فى المطولات.

فإن قيل لا نسلم أنه ظهر المعجز على يده قوله فى الوجه الأول أن القرآن ظهر على يده وهو معجز.

قلنا الاستقصاء فى الأسئلة والأجوبة على هذا الوجه مذكور فى كتاب النهاية. قوله فى الوجه الثانى : أشبع الخلق الكثير من الطعام القليل.

قلنا هذه الأشياء لو وجدت لنقلت نقلا متواترا لأنها أمور عجيبة والدواعى متوفرة على نقل العجائب. فلما لم تنقل نقلا متواترا ، علمنا أنها ليست صحيحة. سلمنا سلامتها عن هذا الطعن ولكن لا نزاع فى أنها لم تنقل نقلا متواترا ، بل إنما نقلت على سبيل الآحاد ورواية الآحاد لا تفيد العلم.

قوله : مجموع رواة المعجزات بلغوا حد التواتر وذلك يدل على

__________________

ا ، المتقدمين : المتقدمين عليهم السلام : ق.

١ ـ عليه السلام : ا ، فهذه : ا ت ف ق ك لب ي ، فهذا : ج م ، ادلة نبوته : الادلة في نبوته : ق.

٣ ـ ظهر المعجز : ظهرت المعجزة : ج ، ان : ت ج ف ق ك ل ي ، انه : لب ، م.

١ ـ هو : ت ج ف ق ك ل م ي ، القرآن ا : لب.

٥ ـ على هذا الوجه : ف ي.

٦ ـ كتاب : ك.

٨ ـ لنقلت : ت ج ف ل لب ي ، لنقلت الينا : ق ك م ، لانها : الا انها : ف.

٩ ـ متوفرة .. العجائب : ا ت ج ف ق ك ل لب ي ، على نقلها متوفرة : م.

١٠ ـ هذا : ا ت ج ف ق ك ل لب ي : م ، و : ت ج ف ل ي : ق ك لب م.

١١ ـ نقلا : ت ج ل ك ، الينا نقلا : م.

١٣ ـ رواة المعجزات المعجزة : ف ي : ت ج ف ق لب ل

٤٩٢

صحة واحد منها. وأيها صح حصل الغرض.

قلنا لا نسلم أن رواة الغرائب التى يمكن الاستدلال بها على الرسالة بلغوا حد التواتر فإنه ليس كل ما يذكر فى كتب دلائل النبوة مما يصح الاستدلال القطعى به على الرسالة. إنما الّذي يصح الاستدلال به على ذلك أمور قليلة ، نحو نبوع الماء من بين أصابعه وأمثاله. ولا نسلم أن رواة أمثال هذه الأشياء بلغوا إلى حد التواتر.

قوله فى الوجه الثالث : أخبر عن الغيب.

قلنا أخبر عن الغيب على وجه يخالف العادة أو يوافقها.

الأول ممنوع والثانى مسلم.

بيانه ان العادة جارية بأن الرؤساء إذا حاولوا ترغيب الرعية فى محاربة خصومهم وعدوهم بأن اليد لهم والدولة راجعة إليهم.

__________________

ي ، الرواة : ك م.

١ ـ ايها : انها : ا ف.

٢ ـ ان : ت ج ف ق ك ل لب ي : م.

٣ ـ حد : عدد : ف ي ، كل ما : كلما : ك ، كب : ا ت ج ف ق ك ل ، كتاب م.

٤ ـ القطعي به : ا ف ت ك ل ، به قطعا : ف ي ، به من طريق القطع : م ، به : ج ، القطع به : لب.

٥ ـ اصابعه : الاصابع : ك.

٦ ـ الى : ق.

٨ ـ الثالث : الثالث انه : ق.

٩ ـ يوافقها : على وجه يوافق العادة : ق.

١٠ ـ الاول : ا ت ج ف ق ل لب ي ، فالاول : م ، الاول .. مسلم : ج ل م ، الاول ع والثاني م : ت ، ع م : ك.

١٢ ـ وعدوهم : ا ت ، يخبرون : ج هامش ف ك لب ل هامش ، يخبرونهم : م ، اخبروهم : ق ، وعدوهم او اعداءهم : ف.

٤٩٣

فقوله تعالى : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ) من هذا الباب.

وأيضا الرجل المعتقد فيه قد يخبر عن أمور كلية على سبيل الاجمال. فان وقع شيء من ذلك جعله حجة على صدقه ، وان لم يقع قال أنا ما عينت الوقت ، بل سيقع بعد ذلك.

فقوله تعالى : (الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ) من هذا الباب سلمنا أنه أخبر عن الغيب على سبيل التفصيل فلم قلت إنه معجز والدليل عليه أن المحدثين رووا فى كتب دلائل النبوة ان قسا وسطحيا أخبرا عن أحوال محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم مع أنهما ما كانا من الأنبياء. فعلمنا أن الكاهن قد يخبر عن الغيب وكذا المعبرون قد يخبرون عن الغيوب المفصلة بناء على الرؤيا وكذا المنجمون وأصحاب العزائم. وإذا كان كذلك لم يكن ذلك معجزا.

__________________

١ ـ منكم : ف.

٢ ـ سورة النور : ٥٥ الباب : القبيل : ق.

٣ ـ فد : ك.

٤ ـ حجة : ا ت ج ل لب ق ك : م.

٥ ـ انا : ق.

٦ ـ فقوله تعالى : ت ج ف ق ، قوله تعالى : ل لب م ، فقوله ا ، وقوله : ك ، في ادني الارض : ل، وهم من بعد غلبهم : ك ، سورة الروم : ا ، الباب : القبيل : ق.

٧ ـ الغيب : الغيوب : لب.

٨ ـ كتب : كتاب : م.

٩ ـ اخيرا : اخبر : ت صلى زز سلم : ت ج ل ، عليه ا الصلاة و : م السلام : ا ق ك لب ي.

١٠ ـ ان : ت ج ك ل ، انه ليس بمعجز فكذلك : ق ، قد (٢) ت ج ق ل لب ، ف ك م ي.

١١ ـ الغيوب : ا ت ج ف ق ك ل لب ي ، الغيب : م.

١٢ ـ لم يكن ذلك : ك معجزا : ت ج ل م ، علمنا انه ليس بمعجز : ق.

٤٩٤

ثم نقول ان كان ما ذكرتموه دالا على ظهور المعجز على يده. فمنعنا ما يدل على أنه ممتنع وبيانه وهو أنه لو جاز انخراق العادات عن مجاريها لجاز أن ينقلب الجبل ذهبا ابريزا والبحر دما عبيطا ، وأن ينقلب ما فى البيت من الأمتعة أناسا فاضلين. ومعلوم أن تجويزه يقدح فى البديهيات.

سلمنا ظهور المعجز على يده فلم قلت أن كل من كان كذلك كان رسولا.

وتقريره أن الاستدلال بظهور المعجز على الرسالة يتوقف على مقامات ثلاثة أحدها : أنه فعل الله تعالى. وثانيها أن الله تعالى فعله لأجل التصديق. وثالثها أن كل من صدقه الله تعالى فهو صادق.

أما المقام الأول ففيه النزاع من وجوه : أحدها أنا ان أثبتنا النفس الناطقة فلعل نفس النبي عليه‌السلام مخالفة بالماهية لنفس غيره فلا جرم

__________________

١ ، ٢ ـ ذكرتموه ذكرته : ا ق ك لب .. فمنعنا ما : ا ت ج ف ق ك ل لب ي ، ذكرتم : م.

٢ ـ وبيانه : ت ج ف ق ك ل لب ي ، وبيانه من وجوه احدها : م ، العادات : ت ج ق ل ، العادة : ك م.

٣ ـ عبيطا : ت ج ف ل لب م ي ، غبيطا : ا ك.

٤ ـ الامتعة : ا ت ج ف ق ل لب ، الاواني : م ، المتاع : ك اناسا : انسانا : ي.

٥ ـ بقدح : ا ت ج ف ق ك ل لب ي ، قادح : م.

٦ ـ المعجز : المعجزة : ا ق.

٨ ـ المعجدز : المعجزة : ا ك ل.

٩ ـ ثلاثة : ت ج ك ل ، ثلاث : ق م ، احدها : ت ج ف ق ك ل لب ي ، ا : ا ، الاولى : م ، انه : ان : ت ، ثانيها : ب فعله : فعلها : م فقط.

١٠ ـ ثالثها : ج ، ا ، صدقه : صدق : م فقط ، تعالى : ق.

١١ ـ المعام : اتهام : ت ، ق ، احدها : ا : ا. اثبتنا النفس : قلنا بالنفس : لب.

١٢ ـ فلعل : فعل : ي ، النبي : الذي : ا عليه السلام : ت

٤٩٥

قدر على ما لم يقدر عليه غيره. وان لم نقل بالنفس الناطقة ، فلا بد وأن يكون الإنسان عبارة عن البدن المخصوص. فلعله كان لمزاج بدنه خصوصية ، لم تحصل تلك الخصوصية لسائر الأبدان ، فلا جرم قدر على ما لم يقدر عليه غيره.

وثانيها : أن النبي عليه الصلاة والسلام لعله وجد جسما نباتيا أو حيوانيا له خاصية عجيبة مستعقبة لتلك الآثار الغريبة التى أظهرها النبي عليه‌السلام ولما لم يقع ذلك الجسم فى يد آخر لا جرم ، عجز الكل عن معارضته.

وثالثها : لعل الجن والشياطين أعانوه عليه وما أعانوا عليه غيره أو الأرواح الفلكية أعانوه عليه أو الملائكة أعانوه عليه. بل هذا ظاهر. لأن الأنبياء عليهم‌السلام يحيلون أكثر الأشياء على الملائكة. ونحن إنما علمنا وجودهم وعصمتهم بقول الأنبياء عليهم‌السلام فقبل العلم بتصديقهم جوزنا وجودهم. وذلك كاف فى

__________________

ج ك ل ي ، صلعم : ف ، : ق لب م.

١ ـ ما لم : ما لا : لب ل.

٤ ـ ما لم : ما لا : ت ل.

٥ ـ ثانيها : ب : ا ، الصلاة و : م فقط.

٦ ـ حيوانيا : حيوانا : ت ق م ، مستعقبة : ت ج ف ق ك ل لب ي ، مستتبعة : م.

٧ ـ النبي : ف ي ، عليه السلام : ق م ، ولما : فلما : لب ، آخر : ت ج ف ك ل ي ، احد : ا لب ، غيره : ق.

٩ ـ ثالثها : ج : ا ، الجن : الحي : ا ، الشياطين : الشيطان : الشيطان : ك ، اعانوه : اعانوا : ي ، وما ايمانوه : واما اعانوه : ا.

٩ ، ١٠ ـ عليه غيره : ت ج ف ل ي ، غيره عليه : لب م ، غيره : ك.

١٠ ـ اعانوه عليه (١) : ا ك ق لب ، اعانوه : ت ج ف ل ي : م.

١١ ـ السلام : ا ت ج ف ق ك ل لب ي ، الصلاة والسلام : م. على : في ا.

١٢ ، ١٣ ـ عليهم السلام : ا ق ، ت ج ف ك ل لب ي.

١٣ ـ فقبل العلم : ف بتصديقهم بصدقهم : ف ق ك لب م ي : ت ج ف ق ك ل لب م ي : م.

١٣ ، (١/٤٩٧) ـ ذلك كاف في تحقق : ت ج ل ، وذلك كان في تحقق

٤٩٦

تحقق الاحتمال.

وأما المقام الثانى : ففيه النزاع من وجهين : أحدهما لا نسلم أنه خلق المعجز لأجل التصديق فإن المعجز لا شك أنه ليس نفس التصديق فلو لم يكن الغرض منه التصديق ، لم يبق للمعجز دلالة على التصديق. لا سيما وقد بينتم أن الله تعالى لا يجوز أن يكون فعله معللا بالغرض. ومما يحقق هذا أن الفعل بدون الداعى أما أن يكون جائزا واما أن لا يكون ، فإن كان جائزا لم يمكن القطع بأن الله تعالى فعل المعجز لأجل التصديق ، بل لعله فعله ، لا لأمر أصلا. وان لم يجز توقف فعلنا للقبائح على داع يخلقه الله تعالى ، فيكون الله تعالى فاعلا لما يوجب القبيح وإذا جاز ذلك من الله تعالى فلم لا يجوز أن يضل عباده. وإذا جاز ذلك

__________________

تحقيق : ا : ا م ، عدم عصمتهم وذلك كان في تحقق تحقيق : ك : ف ق ك لب ي.

٢ ـ و ـ : الثاني : ب : ا ، احدهما : ت ف ق ك ل لب م ي ، الاول : ج ، ا : ا.

٣ ـ انه : ا ف ق ك ي ، ان : ت ج لب ل ، م ، لاجل التصديق : ت ج ف ك م ي ، الفرض فضلا من عن : ق ان يكون للتصديق : ق ل لب.

٢ ،٥ ـ فان المعجز ... للمعجز للمعجزة : ل ، المعجزة : ق .. التصديق ا ت ج ف ق ك ل ي : م.

٦ ـ الله : ت ج ل ف ، افعال الله : ك م ، فعله معللا : ت ج ل ف ، معللة : ك لب م ، فعلة : ي.

٧ ـ الداعي : الدواعى : ف ، واما ان : ت ج ف ق ل لب ، واما : ي ، او : ك م.

٨ ـ يمكن : ت ج لب م ، يكن : ف ق ك ل ي ، تعالى : فعل : ي : ت ج ، المعجز : المعجزة : ق.

٩ ـ فعلنا للقبائح : ك ل لب م ، فعلنا القبائح : ق ، فجعل القبائح : ف ي ، فعله القبائح : ت ج.

١٠ ـ تعالى (١) : ي ، فيكون : فينا فيكون : ق ، تعالى : (٢) ج ، واذا : ا ت ج ك ل لب ي ، فاذا : ق م.

١١ ـ فلم لا : ج ك ل م ، وعلم انه : ت ، ان يضل : ا ت ج

٤٩٧

منه بطل الاستدلال بالمعجز على التصديق.

الثانى سلمنا أنه تعالى فعل المعجز لمقصود ، لكن لم قلت أن ذلك المقصود ليس إلا التصديق. فلعله تعالى فعله لغرض آخر وعليكم بيان الحصر ثم إنا على سبيل التبرع نذكر أمورا أخر.

أحدها : أن يفعله ليكون ابتداء عادة.

والثانى ان يكون تكرير العادة متطاولة فإن الفلك الثامن لا يستكمل الدورة إلا فى ستة وثلاثين ألف سنة. فيكون وصولها إلى أول الحمل فى مثل هذه المدة عادة لها. فلعل هذا الحادث يكون من هذا الباب.

وثالثها : أن يكون ذلك كرامة ومعجزة لنبى آخر فى طرف آخر من أطراف العالم.

ورابعها : أن يكون ذلك ارهاصا لنبى يأتى بعد ذلك ، كالأحوال

__________________

ف ق ك ل لب ي ، من افضل : م ز

١ ـ بطل : ت ج ف ك ل لب ي ، بطل اصل : م.

٢ ـ الثاني : ب ، ا ، انه تعالى ، م ، ان : ك ، المعجز : المعجزة : ق ، لكن : ولكن : ف ق ، قلتم : في ق.

٣ ـ فلعله : ولعله : م فقط ، تعالى ك ت ج.

٤ ـ بيانه : بان : ت ، الدليل على : ل ، ثم : قلت : ي. نذكر تقدم على على سبيل في : ك.

٤ ، ٥ ـ اخر احدها : ا : ا.

٦ ـ الثاني ان يكون : ت ج ف ل ي ، ب ان يكون : ا ، ثانيها ان يكون : ك لب ، ثانيا ليكون : ق م ، تقرير : تكرر : ك.

٧ ـ الف : ا.

٨ ـ اول : ك.

١٠ ـ ثالثها : ج : ا ، يكون : لب ، ومعجزة : ت ج ، او معجزة : ف ك ي ، لولى او معجزة : ق ل لب م ، آخر (٢) : ا ف ق لب ك ي.

١٢ ـ رابعها : د : ا ، لنبي : ت ج ل ، لنبي آخر : ك م

٤٩٨

التى ظهرت على محمد عليه‌السلام قبل بعثته. وكالنور الّذي يحكى أنه كان يظهر فى جبين آبائه.

وخامسها : أن يكون ذلك امتحانا لعقول المكلفين ، كما أنزل المتشابهات امتحانا لعقولهم.

المقام الثالث سلمنا أن الله تعالى صدقه ، لكن لم قلت أن كل من صدقه الله تعالى فهو صادق فإن عندكم الله تعالى خالق الكفر والفواحش. فإذا لم يقبح ذلك من الله تعالى ، فلم لا يحسن منه أيضا تصديق الكاذب. وهذا السؤال الأخير مختص بنا دون المعتزلة.

ثم نقول : هب أنا لم نذكر شيئا من هذه الاحتمالات. فلم قلت أن كل من ظهر عليه المعجز كان رسولا ، والرجوع فيه إلى المثال ضعيف. لأنا لا نقطع فى ذلك المثال بصدق المدعى. لأنه ربما قام

__________________

١ ـ عليه السلام : ت ج ف ق ك ل لب ي ، م.

٢ ـ آبائه : ت ج ك ل لب ، ابيه : ف ق م ي.

٣ ـ خامسها : ه : ا ، ذلك : ت ج ف ق ل لب ي : ك م.

٤ ـ لعقولهم : بعقولهم : ا.

٥ ـ المقام الثالث : ت ج ك م ، والمقام الثالث : ل ، اما المقام ج : ا ، لم قلت : فلم قلت : م فقط.

٦ ـ تعالى (١) : ت ق ك ل ي ، ج م ، خالق : ا ت ج ف ق ك ل ي ، خلق : لب م.

٧ ـ ذلك تاخر الى ما بعد تعالى في : لب ، فلم لا : ت ج ف ك م ، فلم : ي ، فلا ، لب ، يحسن : يقبح : لب ، منه : ف.

٨ ـ الكاذب : الكافر : ف ، الاخير : ق ك لب م : ت ج ف ل ي.

٩ ـ هب : ههنا هب : ف ، لم نذكر : ت ج ف ق ل لب ي ، لا نذكر : ك م ، ندرك : ا.

١٠ ـ كل : ك ، عليه : ت ج ك م ، على يده : ق ل ، المعجز : المعجزة : ق ج.

٤٩٩

الملك فى ذلك الوقت لأنه حدث فى بطنه ألم أو شاهد شيئا فخاف أو تذكر أمرا فقام طلبا له.

وبالجملة فليس هنا إلا الدوران وهو أنه قام عند التماس المدعى. وما قام قبل ذلك. والدوران لا يفيد إلا الظن الضعيف. فإنه يحكى أن واحدا كان يجلس فى المسجد فكلما دخل المؤذن واذن قام ذلك الإنسان وخرج. فقال له المؤذن ما لي أراك كلما أذنت خرجت؟ فقال لا بل كلما هممت بالخروج أذنت. وهذا يدل على أن دلالة الدوران على العلية ضعيفة. ثم ان سلمنا دلالة ذلك الفعل على التصديق فلم قلت إنه فى حق الله تعالى كذلك. وستعرف أن القياس المؤيد بالجامع لا يفيد إلا الظن فكيف هذا القياس الخالى عن الجامع. فهذا هو الاعتراض على الدليل الأول على النبوة.

وأما الدليل الثانى وهو الاستدلال بمحاسن أحواله على نبوته ،

__________________

١ ـ الملك : الملك العظيم : م فقط ، لانه الما : ت ل الم : ا ت ج ف ق ك ل لب ي ، لحدوث الم في بطنه : م ، او : و : ت ، فخاف : فخافه : ق.

٢ ـ او : ان : ف ، طلبا له : ك لب م هامش ج ، طلبا : ل ، طالبا : ت ج ف ي ، طالبا له : ق.

٣ ـ هنا : ههنا : ق ك لب ، هناك : ل.

٤ ـ وما : ما : ي ، و(٢) : ا ، الضعيف : الضعيف فانه يحكي ان واحدا كان يجلس في المسجد فلما قيل ذلك والدوران لا يفيد الا الضعيف : ف.

٥ ـ المسجد : ت ج ف ي ، مسجد : ق ك لب م ، واذن : ت ج ف ق ك لب ي ، م.

٧ ـ لا بل : لانك : ت ، على : لب.

٨ ـ العيبة ضعيفة ضعيف : م : ت ج ف ق ك لب م ي ، العلة ضعيفة : ا ، ثم ونم : ي ، ان : اذا : ك ، ذلك الفعل : ا ت ج ف ق ك لب ي ، العقل : م.

٤ ، ١٠ ـ الضعيف ... الا الظن : ل.

١٠ ـ فكيف : وكيف : ي.

١١ ـ فهذا : وهذا : ت.

١٢ ـ و ـ : م.

٥٠٠