المحصّل

محمّد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي البكري [ فخر الدين الرازي ]

المحصّل

المؤلف:

محمّد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي البكري [ فخر الدين الرازي ]


المحقق: دكتور حسين أتاي
الموضوع : الفلسفة والمنطق
الناشر: مكتبة دار التراث
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٨

اشْتَرَوُا الْحَياةَ الدُّنْيا» ، (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ).

الثالث : الآيات الدالة على أن أفعال الله تعالى منزهة عن أن تكون مثل أفعال المخلوقين من التفاوت والاختلاف ، والظلم.

أما التفاوت ، فكقوله تعالى : «ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ» «الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ». والكفر والظلم ليس بحسن. وقوله تعالى : (وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ). والكفر ليس بحق وقوله : (إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ) ، «وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ» «وَما ظَلَمْناهُمْ» ، (لا ظُلْمَ الْيَوْمَ) ، (وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً).

الرابع : الآيات الدالة على ذم العباد على الكفر ، والمعاصى كقوله تعالى : (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ) والإنكار والتوبيخ مع العجز عنه محال. وعندكم أنه تعالى خلق الكفر فى الكافر وأراد منه ، وهو

__________________

الا مثلها ، سورة طه : ١٢٧ فان له معيشة ضنكا ، ق فقط.

١ ـ سورة البقرة : ٨٦ بالاخره : ف ق ك ي ، سورة آل عمران : ٩٠ ، وان : في ف ، : لب.

٢ ـ الثالث : ج : ا.

٣ ـ مثل : ف ، المخلوقين : العباد : ك ، الظلم : ا ت جف ق ك ل لب ي ، العلم : م.

٤ ـ اما التفاوت : ف ، فكفولة : ت ج ف ق ك ل لب ي ، فلقوله : م ، سورة الملك : ٣.

٥ ـ سورة السجدة : ٢٢ ثم هدى : ل والظلم : ت ج ف ك ل ي ، ق لب م.

٦ ـ تعالى و : ك لب ، و : ت ج ف ق ل ي ، م ، السماء ف لب ي ت ج ل ، السماوات : ق ك م سورة الاحقاف : ٢.

٧ ـ سورة النساء : ٢٢.

٨ ـ سورة فصلت : ٤٦ ، سورة هود : ١٠١ ، سورة المؤمن : ١٧.

٩ ـ سورة النساء : ٤٩.

١٠ ـ الرابع : ا ، كقوله : ج ك ل م ، بقوله : ت.

١١ ـ كيف : وكيف : ف ، سورة البقرة : ٢٨.

١٢ ـ اراد : ا ت ج ف ق ك ل لب ، ارادة : م ي.

٤٦١

لا يقدر على غيره فكيف يوبخه عليه.

واحتجوا فى هذا الباب بقوله تعالى : (وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى) وهو إنكار بلفظ الاستفهام. ومعلوم أن رجلا لو حبس آخر فى بيت بحيث لا يمكنه الخروج عنه ثم يقول له : منعك من التصرف فى حوائجى ، كان ذلك منه مستقبحا. وكذا قوله تعالى : (وَما ذا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللهِ). وقوله لإبليس : (ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ) وقول موسى عليه‌السلام لأخيه : (ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا) وقوله تعالى : (فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) ، (فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ) ، (عَفَا اللهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ) ، (لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ).

__________________

١ ـ احتجوا : في ك.

٢ ـ سورة الاسراء : ٩٤ ، اذ : اذا : في ف معلوم : معلوما.

٣ ـ حبس : حبسه : لب ، حلبس : ا ، آخر في بيت : ت ج ، ادخر في بيته : لب ، اخر من بيت : ق م ، يمكنه : ت ج لب م ي ، يمكن : ا ، عنه : ا ت ج ف ق ك ل لب ي ، منه له : ت ج ق ل م ، ف ك لب ي.

٤ ـ من : عن : في ي ، في حوائجي : ت ج ق ل لب م ، في ك ، ف ، في جوانب الحي : ك : ي ، منه مستقبحا : ت ج ك ل لب م ، منه مستقما : ي ، مستقبحا منه : ف ، وكذا : ت ق ل م ، وكذلك : ك.

٦ ـ تعالى : ق ك م ، ت ج ف ل لب ي سورة النساء بالله : لب م ، لابليس : ك.

٧ ـ سورة ص ٧٥ لما خلقت : ق عليه السلام : ا ت ج ك ل ب : ق م ، لاخيه هارون : ك ي ، عليهما السلام : ق ، لاخيه لب.

٨ ـ قوله فما لهم لا يؤمنون تقدم على قول موسى في : ف اذ : ج ك ل لب م ، اذا : ت ف ، ضلوا : ضلوا : ف ، سورة طه : ٩٣ ، قوله تعالى : ت ق ل ، قولهم تعالى : ج الاسقاق : ٢٠.

٩ ـ سورة المدثر : ٤٩ ، سورة التوبة : ٤٣.

١٠ ـ سورة التحريم : ا ، لك : لك تبتغى : ا فقط.

٤٦٢

وكيف يجوز أن يقول لم تفعل مع أنه ما فعله.

وقوله : «لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ» «لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ».

وقال الصاحب بن عباد فى فصل له فى هذا المعنى كيف يأمر بالإيمان ولم يرده. وينهى عن الكفر وأراده ، ويعاقب على الباطل ، وقدره وكيف يصرفه عن الإيمان ، ثم يقول : (فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) ويخلق فيهم الإفك ثم يقول : (فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) وأنشأ فيهم الكفر ثم يقول (لِمَ تَكْفُرُونَ) وخلق فيهم لبس الحق بالباطل ثم يقول (لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ) وصدهم عن السبيل ثم يقول (لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) وحال بينهم وبين الإيمان ، ثم قال (وَما ذا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللهِ) وذهب بهم عن الرشد ثم قال (فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ) وأضلهم فى الدين ، حتى أعرضوا. ثم قال (فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ).

الخامس : الآيات التى ذكر الله تعالى فيها تخيير العباد فى أفعالهم

__________________

٨ ، ٩ (٤٦٢) ـ فما لهم عن التذكرة معرضين تقدم على فما لهم لا يؤمنون في : ا ك.

٢ ـ سورة آل عمران : ٧١ ، تلبسون .. تصدون : ا ج ق ك لب ف ي ، يلبسون .. يصدون : ت م ، يلبسون .. تصدون : ل تصدون تقدم على تلبسون في : ق.

٣ ـ سورة آل عمران : ٩٩.

٤ ـ الصاحب : ت ج ق ك ل لب م ي ، صاحب بن عباد : ف.

٦ ـ سورة الزمر : ٦.

٧ ـ تؤفكون : ي ، سورة الانعام : ٩٥.

٨ ـ بقول (٢) : قال : ك م.

٨ ، ٩ ـ ثم يقول لم تلبسون الحق بالباطل : ت.

٩ ـ وصدهم : فصدهم : ي ، يقول : قال : م فقط.

١١ ـ بالله : ت ج ل م ، بالله واليوم الاخر : ك : ف ق لب ي ، فاين : ا ت ج ك لب ي ، فانى : م ي.

١١ ، ١٢ ـ ثم قال (١) .. ثم قال (٢) : ل.

١٤ ـ الخامس : ه : ا ذكر : ذكرها : ق ، ذكره : ف ، فيها

٤٦٣

وتعليقها بمشيئتهم.

فمنها قوله تعالى «فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ» «اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ» «اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ» «لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ» «فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ» «فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً» «فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ مَآباً».

وقد أنكر الله تعالى على من نفى المشيئة عن نفسه ، وأضافها إلى الله تعالى فقال : «سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شاءَ اللهُ ما أَشْرَكْنا» «وَقالُوا لَوْ شاءَ الرَّحْمنُ ما عَبَدْناهُمْ».

السادس : الآيات التى فيها أمر العباد بالأفعال والمسارعة إليها قبل فواتها كقوله :

«وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ» «سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ» «أَجِيبُوا داعِيَ اللهِ وَآمِنُوا بِهِ» «اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ» «يا أَيُّهَا

__________________

ك ف ج ق لب ، فيها تخير : ل ، فيه تخيير : ا ، في معرض الاصاد والتوبيخ وفيها تخيير : ق ك ي ، فيها كسر : م.

١ ـ وانها فيها قوله : ت ج ف ق ل لب م ، كقوله : ي ، فمن ذلك تعالى : ا فقط ، سورة الكهف : ٢٩.

٢ ـ سورة فصلت : ٤٠ ، سورة التوبة : ١٠٥.

٣ ـ سورة المدثر : ٣٧ شاء (١) : ف ، سورة المدثر : ٥٥ فلم : ا.

٤ ـ سورة الانسان : ٢٩ : سورة النبا : ٣٩.

٥ ـ على : ا ، واغافها : او اضفتها : ا.

٦ ـ فقال : ل ، سورة الانعام : ١٤٨ ، ولا اباؤنا : ا ي.

٧ ـ سورة الزخرف : ٢٠.

٨ ـ السادس و : ا ، اليها : ف.

٩ ـ اينما : وفاتها : ف.

١٠ ـ ت ج ، سورة آل عمران : ١٣٣ ، من ربكم : ك ، ولا بد انهم : ٢١ : ت ج ق ل ك هامش.

١٣ ـ سورة الاحقاف : ٣١ ، سورة الانفال : ٢٤.

٤٦٤

الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ» «فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ» «وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ» «وَأَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ»

قالوا وكيف يصح الأمر بالطاعة والمسارعة إليها مع كون المأمور ممنوعا عاجزا عن الإتيان به وكما يستحيل أن يقال للمقعد العاجز الزمن قم ، ولمن يرمى من شاهق جبل احفظ نفسك ، فكذا هاهنا.

السابع : الآيات التى حث الله تعالى فيها على الاستعانة به كقوله تعالى «إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ» «فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ» ، «اسْتَعِينُوا بِاللهِ».

فإذا كان الله تعالى خالق الكفر والمعاصى ، فكيف يستعان به. وأيضا يلزم بطلان الالطاف والدواعى لأنه تعالى إذا كان هو الخالق

__________________

١ ـ واعبدوا ربكم : ف ، سورة الحج : ٧٧ ، سورة النساء ١٧٠.

٢ ـ من ربكم : ف ، سورة الزمر : ٦٥ ، سورة الزمر : ٥٤.

٣ ـ يصح : يصلح : ف.

٤ ـ به : بها : م فقط. العاجز : ا فقط.

٤ ، ٥ ـ للمقعد الزمن : للزمن والمقعد : ل.

٥ ـ جبل : ت ج ي ، الجبل : ا ف ق ل لب ، ك م.

فكذا ههنا : ا ت ج ل ف ك ي ، فكذا هذا : لب ، يستحيل هذا : ق م.

٦ ـ السابع : ز : ا ، تعالى : ك ت ج ، به : ت ج ل ، ك م.

٧ ـ تعالى : ت ج ك ل ق ، سورة الفاتحة : ٥ ، واستعذ : في م ي.

٨ ـ سورة النحل : ٩٨ ، سورة الاعراف : ١٢٨ بالصبر : في م ، البقرة : ١٥٣.

٩ ـ فاذا : ت ج ف ك ل م ي ، واذا : ق لب ، الله تعالى : ف ق ك ل لب ، الله : ت ج ي ، خالق : خلق : ك ، فكيف ... به : كيف .. بها : ف.

١٠ ـ والدواعي : م فقط.

٤٦٥

لأفعال العباد فأى نفع يحصل للعبد من اللطف الّذي يفعله الله تعالى ، لكن الالطاف حاصلة لقوله تعالى :

«أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ». «وَلَوْ لا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً» ، «وَلَوْ بَسَطَ اللهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ» «فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ» «إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ». الثامن : الآيات الدالة على اعتراف الأنبياء بذنوبهم ، وإضافتها إلى أنفسهم. كقوله تعالى حكاية عن آدم عليه‌السلام.

(رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا) وعن يونس عليه‌السلام : (سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ). وعن موسى عليه‌السلام (رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي) وقال يعقوب عليه‌السلام لأولاده (بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ). وقال يوسف عليه‌السلام «مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطانُ بَيْنِي وَبَيْنَ

__________________

١ ـ اللطف : لطف : م فقط ، تعالى : ف.

٢ ـ لقوله : يقوله : ق.

٣ ـ سورة التوبة : ١٢٦.

٣ ، ٤ ـ ولولا ان يكون : ا ت ج ف ق ك ل لب ي ، ولو جعلنا : م.

٤ ـ سورة الزخرف : ٣٣ ، لعبادة : ك م لبغوا في الارض ، ك : ت ج ل ، سورة الشورى : ٢٧.

٥ ـ سورة آل عمران : ١٥٩ ولو كنت فظا غليظ القلب الآية : ك ، سورة العنكبوت : ٤٥.

٦ ـ الثامن : ج : ا ، واضافتها : واضافتهم : ق م فقط.

٧ ـ تعالى : ف ، عليه السلام : ا ف ك لب ، صلوات الله عليه : لب ، ت ج ق ل م ي.

٨ ـ سورة الاعراف : ٢٣ ، عليه السلام : ا ف ك لب : ت ج ق ل م ي.

٩ ـ سورة الانبياء : ٨٧ ، عليه السلام : ا ف ك لب : ت ج ق ل م ي ، سورة القصص : ١٦.

١٠ ـ عليه السلام : ف ك لب ، : ت ج ق ل م ي ، سورة يوسف : ١٨ ، امرا : ق.

١٠ ، ١١ ـ لاولاده .. يوسف عليه السلام : ف.

١١ ـ يوسف عليه السلام : ا ك لب : ا ت ج ق ل لب ي ، : ق لب م.

٤٦٦

إِخْوَتِي» وقال نوح عليه‌السلام (رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْئَلَكَ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ).

قالوا فهذه الآيات دالة على اعتراف الأنبياء عليهم‌السلام بكونهم فاعلين لأفعالهم.

التاسع : الآيات الدالة على اعتراف الكفار والعصاة بأن كفرهم ومعاصيهم كانت منهم كقوله تعالى :

(وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ) ، إلى قوله : (أَنَحْنُ صَدَدْناكُمْ عَنِ الْهُدى بَعْدَ إِذْ جاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ) وقوله : (ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ) ، (كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها) إلى قوله (فَكَذَّبْنا وَقُلْنا) وقوله : (أُولئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتابِ) إلى قوله : «فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ

__________________

١ ـ سورة يوسف : ١٠٠ ، عليه السلام : ف ك لب ، ت ج ق ل م.

٢ ـ سورة هود : ٤٧.

٣ ـ عليهم السلام : ا ف ك ، ت ج ل لب م ي ، بذنوبهم و : ي.

٤ ـ بكونهم فاعلين : ت ج ف ق ل لب م ي ، بذنوبهم وانهم فاعلون : ك.

٥ ـ التاسع : ط : ا.

٦ ـ كقوله : ت ج ق ل م ، لقوله : ف ك ي ، قوله : لب.

٧ ـ نرى ، نرى : في م فقط ، انحن : نحن : في ت ج ف لب م ي.

٨ ـ سورة سبا : ٣١ ، ٣٢ ، وقوله : وقلنا : ي.

٩ ـ سورة المدثر : ٤٢ ، ٤٣.

١٠ ـ سورة الملك : ٨ ، ٩ ، سالتهم خزانتها الم يانكم تدير : ا ، سالهم خزنتها : ك م ي : ت ج ف ق ل لب ، فكذبنا وقلنا : ما نزل الله من شيء : ق فقط ، وقوله : ا ك ، ينالهم : ما لهم : لب ، لهم : ف الى قوله : ق.

١١ ـ نصيبهم : ت ج ف ق ك ل ي ، نصيب : لب م ، العذاب : العقاب : ق.

٤٦٧

تَكْسِبُونَ».

العاشر : الآيات التى ذكر الله تعالى فيها ما يوجد منهم فى الآخرة من التحسر على الكفر والمعصية ، وطلب الرجعة كقوله تعالى :

(وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيها رَبَّنا أَخْرِجْنا) الآية وقوله تعالى : (قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً) ، (وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ) ، (أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) فهذه جملة استدلالاتهم بالكتاب العزيز الّذي (لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ).

ولا يقال الكلام عليه من وجهين الأول ان هذه الآيات معارضة بالآيات الدالة على أن جميع الأفعال بقضاء الله وقدره كقوله تعالى :

__________________

١ ـ يكسبون : ت ، سورة الاعراف : ٣٦ ٣٩.

٢ ـ ذكر : ذكرها : ت ل ، فيها ذكر : ك ، فيها : ف ك ، منهم : فيهم : م فقط.

٣ ـ التحمير : التحسير : ا ل ، الرجعة : الرجوع : ك.

٤ ـ تعالى : ك لب م : ا ف.

٥ ـ ربنا اخرجنا : ا سورة فاطر : ٤٧ ، الاية : ق ك م ي ، منها الاية : لب ، منها : ت : ج ل ف ، نعمل صالحا : ك وقوله : ل ، تعالى : ك لب م : ت ج ل ي.

٦ ـ قال : ف ل ، سورة المؤمنون : ٩٩ ، ١٠٠ فيما تركت : ك.

٧ ـ سورة السجدة : ١٢ ، او تقول : ا ت ك م ي ، ويقولون : ت ، يقولون : ف ، الاية وقوله او نقول : ق ، وكقوله : لب.

٨ ـ المحسنين : المؤمنين : ف ، سورة الزمر : ٥٨ ، استدلالاتهم : استدلالهم : ك.

٩ ـ ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد : ج : ج ق ك م ، ا ق ل لب ، الاية : ت.

١١ ـ ولا لا : ج ق لب م ، عليه : على هذا : ق ، الاول : ا : ا

٤٦٨

«خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ» «خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ» «وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً» «وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ» «فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ» وهو يريد الإيمان فيكون فاعلا له وإذا كان فاعلا للإيمان كان فاعلا للكفر لأنه لا قائل بالفرق.

والثانى : وهو أنا وإن نفينا كون العبد موجدا لأفعال نفسه لكنا نعترف بكونه فاعلا لها ومكتسبا لها. ثم فى الكسب قولان : أحدهما أن الله تعالى أجرى عادته بأن العبد إذا صمم العزم على الطاعة فإنه تعالى يخلقها ، ومتى صمم العزم على المعصية فإنه يخلقها وعلى هذا التقدير يكون العبد كالموجد ، وإن لم يكن موجدا. فلم لا يكفى هذا القدر فى الأمر والنهى.

وثانيها : أن ذات الفعل وان حصلت بقدرة الله تعالى ولكن كونها طاعة ومعصية صفات تحصل لها وهى واقعة بقدرة العبد ، فلم لا يكفى هذا فى صحة الأمر والنهى.

لأنا نجيب عن الأول بجواب اجمالى ذكره أبو الهذيل : وهو أن

__________________

١ ـ سورة الانعام : ١٠٢ ، سورة البقرة : ٧.

٢ ـ سورة الانعام : ١٢٥ ، وقوله : فان برد الله ان يهديه بشرح صدره للاسلام : ق سورة الصافات : ٩٦.

٣ ـ سورة البروج : ١٦.

٣ ، ٤ ـ اذا : كان .. كان : ا ت ج ف ق ك ل لب ي ، فكان : م.

٥ ـ والثاني : ت لب م ، الثاني : ج ل ي ، ب : ا ، الثاني و : ف ق ك.

٦ ـ لها (٢) : ف.

٧ ـ اذا صهم العزم : ا ت ج ق ف ك ل لب ، منى ضم عزمه : م.

٨ ـ تعالى : ا ، صهم العزم : ا ت ج ل لب ق ف ي ، ضم عزمه : م ، الطاعة .. المعصية : المعصية او الطاعة .. الطاعة : ك.

١١ ـ ثانيها : ت ك ل ، ثانيهما : ق م ، القول الثاني : ج ، لكن : لكن : ف.

١٤ ـ ابو الهذيل و : ابو الهذيل العلاف : ف.

٤٦٩

الله تعالى أنزل القرآن ليكون حجة على الكافرين لا ليكون حجة لهم. ولو كان المراد من هذه الآيات ما ذكرت من وقوع أفعال العباد بقضاء الله تعالى ، لقالت العرب للنبى عليه‌السلام كيف تأمرنا بالإيمان وقد طبع الله على قلوبنا ، وكيف تنهانا عن الكفر وقد خلقه الله تعالى فينا. وكان ذلك من أقوى القوادح فى نبوته عليه‌السلام فلما لم يكن كذلك ، علمنا أن المراد منها غير ما ذكرت. وأما الكلام التفصيلى على كل واحد من الآيات ففى المطولات.

وعن الثانى أن العبد اما أن يكون مستبدا بادخال شيء فى الوجود واما أن لا يكون فهذا نفى وإثبات ، ولا واسطة بينهما. فإن كان الأول ، فقد سلمتم قول المعتزلة. وان كان الثانى كان العبد مضطرا لأن الله تعالى إذا خلقه فى العبد حصل لا محالة. وإذا لم يخلقه استحال حصوله فيه فكان العبد مضطرا ، فتعود الاشكالات. وعند هذا التحقيق فيظهر أن الكسب اسم بلا مسمى.

__________________

١ ـ الكافرين : الكافر : ف.

٢ ـ تعالى : ت ج ل ، عليه السلام : ج ل م ، صلى الله عليه وسلم : ت ، تامرنا : تامر : ك ، يامرنا : ل.

٤ ـ تنهانا : ج ل ق ك ف م ي ، ينهانا : ا لب ، نهانا : ت ، خلقه : ت ج ف ق ك لب م ي ، خلق : ا ل.

٥ ـ الله تعالى : ف ق ك ل م ي : ت ج لب وكان : ك لب م ، فكان ت ج ف ق ل ي ، عليه السلام : ت ج ل ، عليه الصلاة والسلام : ق ، ك م ، فما : ولما : ف.

٦ ـ كذلك : ف.

٧ ـ على : عن : ي ، واحد : واحدة : ف ق ، المطولات : المطولات مذكورة : ق.

٨ ـ مستبدا : ت ج ك لب ي ، مستقلا : ف ق م ، مستندا : ا ل.

١٢ ـ يخلقه : يخلقه فيه فقد : م ، يخلقه فيه : ق ك ، فيه فكان : ا ت ج ف ق ل لب ي ، وكان : م ، فيكون : ك ، الاشكالات : الاشكال : ف ي.

١٣ ـ التحقيق فيظهر : ت ، التحقيق يظهر ظهر : ف : ف ل لب م ي ، التحقق فيظهر : ك : ا ك.

٤٧٠

قوله : العبد إذا اختار المعصية حصلت وإذا اختار الطاعة حصلت.

قلنا حصول ذلك الاختيار به أو لا به. والأول قول الخصم والثانى لا يدفع الالزام.

قوله كونه طاعة ومعصية صفات تحصل لذات الفعل بقدرة العبد.

قلنا هذا اعتراف بكون القدرة الحادثة مؤثرة وهو تسليم لقول الخصم.

والجواب : ان هذه الإشكالات واردة على المعتزلة لأن ما علم الله تعالى أنه يوجد كان واجب الوقوع. وما علم الله تعالى أنه لا يوجد كان ممتنع الوقوع. ولأنه إن لم يوجد رجحان الداعى امتنع الفعل وان وجد وجب. فكان الإشكال واردا عليهم فى هذين المقامين. ولقد كان واحد من أذكياء المعتزلة يقول : هذان السؤالان هما العدوان للاعتزال. ولو لا هما لتم الدست لنا والله أعلم.

__________________

١ ـ المعصية .. الطاعة : ت ج ف ل ، الطاعة .. المعصية : ك م.

٣ ـ اولا به : ف ، والاول : الاول : ي.

٥ ، ٦ ـ بقدرة العبد : ت ج ف ك ل لب ي ، بقدرة الله تعالى : ا ، بقدرة العبد وذات الفعل تحصل بقدرة الله تعالى : ق م.

٨ ، ٩ ـ الخصم و : ت ج ق لب ي ل و : ل ، الخصم وبالله التوفيق : ا ك ، المعتزلة و : ف : ف م.

٩ ـ الاشكالات واردة : ت ك م ، الاشكال وارد : ج ل.

١٠ ـ انه يوجد : وجوده : ا ، تعالى (٢) : ا ف ي ت ج.

١٢ ـ وان : ف ج ق ك ل لب ي ، فان : م : ت ، واردا عليهم : وارد عليهم : ت ، وارد عليه : ا ، هذين المقامين : هذا المقام : لب.

١٣ ـ واحد : واحدا : ق ف.

١٣ ـ للاعتزال : والاعتزال : ا ، لتم : تم : ت ، والله اعلم : ج ،

٤٧١

مسئلة :

إنه تعالى مريد لجميع الكائنات خلافا للمعتزلة.

لنا إنا بينا أنه تعالى خالقها وقد تقدم ان خالق الشيء مريد لوجوده. ولأنه لما علم أن الإيمان لا يوجد من الكافر ، كان وجوده من الكافر محالا ، كما ظهر ، فيكون الله تعالى عالما بكونه محالا ، والعالم بكون الشيء محالا ، لا يريده ، فيستحيل أن يريد الإيمان من الكافر.

احتجوا بأمور : أحدها : انه أمر الكافر بالإيمان والأمر يدل على الإرادة.

وثانيها : ان الطاعة موافقة الإرادة. فلو أراد الله تعالى كفر الكافر ، لكان الكافر مطيعا له بكفره.

وثالثها : إن الرضا بقضاء الله تعالى واجب. فلو كان الكفر

__________________

وبالله التوفيق : ق ك : ت لب م.

٢ ـ انه تعالى : الله تعالى : ك ، لجميع : بجيمع : ف.

٣ ـ انا : انا قد : ق ، تعالى : ت ج ل.

٤ ـ لما علم : ت ج ل ك م ، اذا علم الله تعالى : ق.

٥ ـ كما ظهر .. الله : ف .. عالما : ت .. يكونه محالا : ا : ا ت ج ف ق ل لب م : ي.

٦ ـ يريد : ريد الله تعالى : ف.

٨ ـ احتجوا بامور بوجوه : ق احدها انه ان : ك ي : ت ج ق ك ل ي ، احتج بانه : ف ، ول احتجوا بانه : لب م.

١٠ ـ ثانيها : ب : ا ، الارادة : ت ج ك لب ل م ي ، للارادة : ف ق ، تعالى : ق.

١١ ـ له بكفرة : بكفره : ي : ف.

١٢ ـ ثالثها : ج : ا ، ان : ق ، تعالى : ج ، فلو : ت ج ف ق ، ولو : ك لب م ي.

٤٧٢

بقضائه لوجب الرضا به. لكن الرضا بالكفر كفر.

والجواب عن الأول لا نسلم أن الأمر يدل على الإرادة. وسيأتى بيانه إن شاء الله تعالى فى أصول الفقه.

وعن الثانى أن الطاعة موافقة الأمر ، لا موافقة الإرادة.

وعن الثالث ان الكفر ليس نفس القضاء بل متعلق القضاء. فنحن نرضى بالقضاء لا بالمقضى.

مسئلة :

إذا حركنا جسما ، فعند المعتزلة حركة يدنا أوجبت حركة ذلك الجسم. وهو عندنا باطل وهذا هو المسألة المشهورة بالتولد.

لنا أنه إذا التصق جزء واحد بيد زيد وعمرو ، ثم جذبه أحدهما حال ما دفعه الآخر ، فليس وقوع حركته بأحدهما أولى من وقوعها بالآخر ، فاما أن يقع بهما معا ، وهو محال لأنه يلزم أن يجتمع على الأثر الواحد مؤثران مستقلان ، وهو محال على ما تقدم.

__________________

١ ـ به : ت ج ق ل م ي ، به تعالى : ف ، بقضاه الله تعالى : ك ، بالكفر : لب ، لكن : ولكن : م.

٢ ـ و(١) : ف ك ل م.

٣ ـ ان شاء الله تعالى : ك : تاخرت الى ما بعد الفقه في : ق م ، ج ف.

٤ ـ ان : م ، الامر .. الارادة : ت ج ك ل لب م ي ، للامر .. للارادة : ا ف ق.

٥ ـ عن الثالث : ف.

٨ ـ اوجبت ، ت ج ف ق م ي ، وجبت : ا.

٩ ـ عندنا : عندي : ق ، وهذا هو : ت ج ف ك لب ل ، وهذه ه ي : ق م ، وهذا هو اول : ا ، وهذه المسئلة هي : ي.

١٠ ـ انه : ا ، واحد : ت ج.

١٢ ـ وقوعها : وقوعهما : ف.

٤٧٣

أو لا يوجد بهما وهو المطلوب.

احتجوا بحسن الأمر ، والنهى بالفعل ، والترك.

والجواب قد تقدم والزيادة هاهنا أن الله تعالى ، لما أجرى عادته بخلق هذه الآثار فى المتأثر عقيب حصول هذه الأفعال فى المتأثر. فلم لا يكفى هذا القدر فى حسن الخطاب وبالله التوفيق.

مسئلة :

فى تفصيل قول الفلاسفة فى ترتيب الممكنات.

قالوا : ثبت أنه سبحانه وتعالى واحد محض والواحد لا يصدر عنه إلا الواحد على ما تقدم. فمعلوله شيء واحد. وهو إما أن يكون عرضا أو جوهرا. والأول باطل لأن العرض محتاج إلى الجوهر

__________________

١ ـ يوجد بهما : ت ج ف ي ، بواحد منهما : ق ك لب م.

٢ ـ بالفعل : ت ج ف ق ك ي ، بالقتل : ل لب م ، القتل : ا ، السرك : ت ج ف ق ك ي ، الكسب : لب ، السكسر : ل م لب هامش.

٢ ـ ههنا : ل ق ك لب م ، هنا وهو : ف : ت ج ف ي.

٤ ـ المناثر (١) : ا ت ج ق ك ل لب ي ، المستاثر : ف ، المباشر : م ، حصول : حضور : ي ، المتاثر (٢) : ت ق ل ك ي ، المباشر : ج ف لب فلم : ا ت ج ف ق ك لب ل ي ، صح الامر والنهى فلم : م.

٥ ـ وبالله التوفيق : لب.

٧ ، ٨ ـ في تفصيل .. قالوا قالت : ك : ت ج ف ق ك ل لب ي ، قالت الفلاسفة : م.

٨ ـ سبحانه و : ا ف ق لب ي : ا ت ج ف ق لب ي ، ك ل م ، تعالى : ك ل م : ت ج ، والواحد : ا ت ج ف ك ل لب ي ، والواحد المحض : ق ، قالوا واحد : ا ، م.

٩ ـ فمعلوله : فمعلومه : ا ، شيء : ت ف ق ك لب ي ، : ج م ، وهو اما : ج ل ك م ، انه اما : ا ، فاما : ت ل ي.

١٠ ـ عرضا او جوهرا : جوهرا او عرضا : ق ، الاول : الثاني :

٤٧٤

فلو كان المعلول الأول عرضا ، لكان علة للجوهر ، فيكون الجوهر محتاجا إليه ، وقد كان محتاجا إلى الجوهر ، ولزم الدور فهو إذا جوهر.

وهو إما متحيز أو غير متحيز. والأول محال لأن المتحيز مركب من المادة والصورة. ولا يجوز صدورهما معا عن واجب الوجود بل لا بد وأن يكون أحدهما أسبق. ولا يجوز أن يكون السابق هو المادة ، لأن المادة قابلة فلو كان المعلول الأول هو المادة لكانت فاعلة وقابلة معا ، وهو محال. ولا يجوز أن يكون السابق هو الصورة ، لأن المعلول الأول لو كان هو الصورة لكانت الصورة علة للمادة ، فتكون الصورة فى فاعليتها غنية عن المادة. وكل ما كان فى فعله غنيا عن المادة كان فى ذاته غنيا عن المادة. فلا تكون الصورة صورة هذا خلف.

فثبت أن المعلول الأول ليس بمتحيز ، ولا هيولى ، ولا صورة. فهو إذن جوهر مجرد. ولا يجوز أن تكون أفعاله بواسطة الأجسام لأن المعلول الأول يجب أن يكون علة لجميع الأجسام ، وعلة جميع الأجسام لا تكون عليتها بواسطة الأجسام فالمعلول الأول ليس بنفس

__________________

ق ، العرض .. الى : ي ، محتاج : ت ج ف ق ك لب ، يحتاج : ل م : ي.

١ ـ للجوهر : ج ك ل م ، الجوهر : ت.

٢ ـ ولزم : ت ك ل م ، فلزم : ج ، فيلزم : ق لب ، ويلزم : ي.

٥ ـ ولا : فلا : ا.

٦ ـ بل والا فقد صدر عن الواحد اكصر من الواحد بل : ق.

٧ ـ لان المادة .. هو المادة : ت.

٧ ، ٨ ـ فاعلة وقابلة : ت ف ل لب م ، قابله وفاعلة : ك ، قابلة فاعلة ، ق ، فاعلة وقليلة : ي.

١٠ ـ وكل ما : وكلما : ك.

١٥ ـ لجميع : ا ت ج ق ك ل لب ي ، بجميع : ف م.

١٦ ـ عليتها : ت ج ق ك ل م ، علتها : لب ي ، عليها : ا.

٤٧٥

فهو عقل محض. فثبت أن أول ما خلق الله تعالى العقل.

ثم نقول ان كان معلوله شيئا واحدا ، ومعلول ذلك المعلول شيئا واحدا أبدا لزم أن لا يوجد شيئان إلا وأحدهما علة للآخر ، وهو باطل. فإذن لا بد وأن يوجد شيء يكون معلوله أكثر من واحد والمعلولان لا بد وأن يستندا إلى كثرة فى العلة. ولا يجوز أن يكون الكثرة التى فيه من ذاته البسيطة ، أو من واجب الوجود ، وإلا فقد صدر عن الواحد أكثر من الواحد ، فبقى أن يكون له من ذاته شيء ، ومن واجب الوجود شيء. فاذا ضم ماله من ذاته الى ماله من غيره حصلت فيه كثرة. لكن الّذي له من ذاته الإمكان والّذي له من الأول الوجود وينبغى أن يجعل الأشرف علة للأشرف. فلا جرم جعلنا امكانه علة للفلك الأعلى ووجوده علة للعقل الثانى. ثم لا يزال يصدر على هذا الترتيب من كل عقل عقل. وذلك إلى أن ينتهى إلى العقل الفعال المدبر لعالمنا.

واعلم أن هذا باطل ، لأنه بناء على أن الواحد لا يصدر عنه إلا

__________________

١ ـ فهو : فهو اذن : ج ف ، تعالى : ت ف ك لب ل ي ، ج ق م.

٢ ـ للاخر : ت ج ف ق ك ل ي ، للاخر قريبه وبعيده : لب ، لابد وان : ت ج.

٥ ـ يستندا : ج ، يستندان : ت ف ق ك لب ل م ي ، يستبدان : ا.

٦ ـ الكثرة : ا ت ج ف ق ك ل لب ي ، للكثرة : م ، او : ا ت ج ف ق ك ل لب ي ، ولا : م.

٨ ـ الواحد واحد (٢) : ق.

٩ ـ له من ذاته الامكان : ا ت ج ف ق ك ل لب ي ، ليس بالامكان : م.

١٠ ـ له من ا ت ج ف ق ك ل لب ي ، له في : م ، الاشرف علة للاشرف : ا ج ف ق ك لب ي ، الاشرف هو الوجود علة للاشرف : م ، الاشرف علة الاشرف ، ت ، الاشرف : ل ، علة : على : ي.

١١ ـ الاعلى : ت ج ل ، الاقصى : ك م ، علة (٢) : ا ك.

١٤ ـ على : عن : ت.

٤٧٦

الواحد ، وقد مر الكلام فيه .. وعلى أن الإمكان مؤثر ، وهو محال. لأنه لو كان أمرا وجوديا لكان إما واجبا ، وهو محال : أما أولا فلأنه صفة الممكن ومحتاجة إليه. وأما ثانيا فلأن واجب الوجود واحد. وان كان ممكنا لزم التسلسل. ولأنه لا بد له من علة وجودية وعلته ان كان هو واجب الوجود كان واجب الوجود علة للإمكان ، والوجود. فقد صدر عنه أثران. وان كان غيره ، فهو محال ، لأن ما عدا الواجب إما هو أو معلولاته ، ولا هو ولا معلولاته علة له.

فثبت أن الإمكان أمر عدمى فيستحيل أن يكون علة للأمر الوجودى ، ولأن الإمكانات متساوية ، فلو كان امكان العقل الأول علة لوجود ذلك ، فليكن امكان ذلك الفلك علة لوجود نفسه ، لكن امكانه له لذاته ، فإذا كان وجوده لازما لإمكانه كان واجب الوجود لذاته ، فيكون الممكن لذاته واجبا لذاته.

وأيضا الفلك الواحد فيه موجودات كثيرة لأن فيه هيولى ،

__________________

١ ـ مر : تقدم : ك.

٣ ـ الممكن ومحتاجة يحتاج : ق : ت ج ف ق لب ل م ، للممكن ومحتاج : ك م.

٤ ـ وان : ت ج ق ك ل لب م ي ، فلو : ف ، ان : ا ، ولانه : لانه : ك.

٥ ـ علته : ا ت ج ف ق ك ل لب ي ، عليته : م ،كان هو : ت ج ل ، كانت هي : م ك.

٦ ـ للامكان والوجود : ا ت ج ق ي ، للامكان والوجود : لب م ، لامكان والوجود : ف ك ل ، اثران : ج ، غيران : ت ، امران : ك م ، امرا : ل.

٧ ـ فهو محال : فمحال : ف ، ولا : اولا : ف ك.

١١ ـ فليكن : لكان : ك.

١٢ ـ له : ك ، فاذا : وذا : لب ، لامكانه : لامكان لازم له : ف لب في الهامش.

١٣ ـ وايضا : ا ت ك ل لب ي ج ، هذا خلف وايضا : ق م ، الفلك : ا ت ج ف ق ك ل ي ، فان في الفلك : لب ، في الفلك : م ،

٤٧٧

وصورة جسمية ، وصورة نوعية فلكية. وله من كل مقولة عرض. فاسناد هذه الأشياء إلى الجهة الواحدة ، وهى الإمكان اسناد الكثرة إلى الواحد ، وهو محال.

مسئلة فى شرح قولهم فى القضاء والقدر :

زعموا أن الموجود إما خير محض ، كالعقول والأفلاك ، أو الخير غالب عليه كما فى هذا العالم ، فإن المرض وإن كان كثيرا لكن الصحة أكثر. فلما امتنع عقلا ايجاد ما فى هذا العالم مبرأ عن الشرور بالكلية ، وكان ترك الخير الكثير لأجل الشر القليل شرا كثيرا ، وجب فى الحكمة ايجاده. فلا جرم ، الخير والشر مرادان لكن الخير مراد مرضى به والشر مراد بالضرورة ومكروه بالذات وهذه القاعدة قد تكلمنا عليها فى شرح الإشارات.

مسئلة :

الحسن والقبح قد يراد بهما ملائمة الطبع ، ومنافرته ، وكون

__________________

فيه : ت ج ف ق ك ل ي : لب م ، لان : لا : ف ، هيولى : الهيولى : ل ي.

١ ـ وصورة : ولا صورة : ف.

٢ ـ الجهة : العلة : ف ج في هامش ، استاد : واسناد : ا فقط.

٣ ـ الكثرة : الكثير : ف.

٤ ـ في : ق ل لب ي شرح قولهم .. وزعموا : ل ان : ت ج ف ق ل لب ي ، قالت الفلاسفة ان : ك : ك م ي.

٦ ـ عليه : فيه : م فقط.

٧ ـ فلما : ولما : ف ق ي ، امتنع عقلا : عقل امتناع : ي ، امتنع : ك.

٨ ـ وكان : كان : م فقط.

٩ ـ وجب : اوجبت : ك.

١٠ ـ مراد : م فقط ، به : ت ، ومكروه : ت ج ق ك ل ، مكروه : م ، بالذات : ل.

٤٧٨

الشيء صفة كمال أو نقصان. وهما بهذين المعنيين عقليان. وقد يراد بهما كون الفعل موجبا للثواب والعقاب والمدح والذم وهو بهذا المعنى شرعى عندنا خلافا للمعتزلة.

لنا وجوه : الأول أن من صور النزاع قبح تكليف ما لا يطاق. فنقول : لو كان قبيحا لما فعله الله تعالى ، وقد فعله بدليل أنه كلف الكافر بالإيمان مع علمه بأنه لا يؤمن ، وعلمه بأنه متى كان كذلك كان الإيمان منه محالا. ولأنه كلف أبا لهب بالإيمان ومن الإيمان تصديق الله تعالى فى كل ما أخبر عنه ، ومما أخبر عنه أنه لا يؤمن ، فقد كلفه بأن يؤمن وبأن لا يؤمن ، وهذا تكليف الجمع بين الضدين.

الثانى : لو قبح شيء لقبح إما من الله تعالى أو من العبد ، والقسمان باطلان. فالقول بالقبح باطل. أما إنه لا يقبح من الله

__________________

١ ـ او : ا ت ج ف ق ك ل ، و : م.

٢ ـ بهما : ت ج ق ، به : ك م ، ل ، كون الفعل موجبا : ك م ، كونه موجبا : ت ل ، كونهما موجبين ، ج ، وهو بهذا : ت ف ك ل ي ، وبهذا : ا ق ، وهذا : ل م ، وهما بهذين المعتيين : ج.

٣ ـ شرعي : شرعيان : ج ق.

٤ ـ الاول : ت ف ق ك ل م ي ، احدها : ج ، ا : ا ، صور : ج ف ق ك م ي ، صورة : ت لب ، صرورة : ل.

٧ ـ كان الايمان منه محالا : فالايمان منه محال : ف ، كان الايمان فيه محال : ل ، لانه : ت ج ف ق ك ل م ، او لانه : لب ، وانه : ي ، بالايمان : للايمان : ق.

٨ ـ في كل : ت ج ك لب م ي ، بكل : ف لب ، ومما ... لا يؤمن : ت ج ك ل م ، وما اخبر عنه انه لا يؤمن : ي لب ، انه يؤمن : ف.

٩ ـ فقد : وقد : لب ، بان : ج س ف ك ل لب م ، بانه : ا ت ، ان : ق ، وبان : ت ف ي ، بان : ا ج ق ك ل لب ، بانه : م ، هذا ، ت ج ف ك ل ي ، هو : ق لب م ، الجمع : بالجمع : ف ك لب.

١٠ ـ الثاني : ب : ا ، الثاني انه : ك ، شيء ت ج ل ، الشيء : ك م.

١١ ـ اما : ا.

٤٧٩

تعالى شيء فمتفق عليه. وأما أنه لا يقبح من العبد ، فلأن ما يصدر عن العبد صادر عنه على سبيل الاضطرار لما بينا أنه يستحيل صدور الفعل عنه ، إلا إذا أحدث الله تعالى الداعى فيه إلى ذلك الفعل ومتى أحدث الله تعالى الداعى فيه ، كان الفعل واجبا. وبالاتفاق لا يقبح من المضطر شيء.

الثالث : ان الكذب إذا تضمن تخليص نبى من ظالم لا يقال الحسن هناك التعريض ، لا الكذب.

أو يقول الكذبية تقتضى القبح لكنه قد يتخلف الأثر عن المقتضى لمانع. لأنا نجيب عن الأول : بأنه على هذا التقدير لا يبقى كذب فى العالم لأنه لا كذب إلا ومتى أضمر فيه شيء صار صدقا.

وعن الثانى أنه حينئذ لا يمكننا القطع بقبح شيء من الكذب

__________________

١ ـ تعالى شيء : ك ي ، تعالى : ت ف لب ل : ج ق م ، يصدر : ا ت ج ف ق ل لب ، صدر : ك م.

٢ ـ عنه : منه : لب : ا.

٣ ـ الا : لا : ي ، الله تعالى : ا ت ج ف ق ك ل ي ، تعالى : ل ، الله : م ، الداعي .. الفعل : ت ج ف ل ي ، الداعي الى ذلك الفعل فيه : لب ، فيه الداعي الى ذلك الفعل : ق ك م.

٤ ـ الله تعالى : ا ف ق ك ، الله : لب م ي : ت ج ل. للداعي فيه : فيه الداعي : ا ف ق ك ، الله : لب م ي : ف ، كان : ت ج ل لب ق ي ، الى ذلك الفعل : ك ، الى الفعل : ف ، اليه : م ، وبالاتفاق : ق ك ل م ، بالاتفاق و : ت ج ، بالاتفاق : ف لب ي.

٦ ـ الثالث : ج : ا ، اذا تضمن تخليص نبي من ظالم : ت ج ، قد يحسن اذا تضمن تخلص به : ل اتجاه الشيء من عن : ا ك الظالم تخليص شيء من ظالم : ف ي ، انجاء النبي عن الظالم : ق ، من ظالم : ل : ف ق ك لب م ي ل.

٨ ـ الكذبية : الكذب : ك ، لكنه ... يتخلف : لكن ... تخلف : ف.

١٠ ـ لانه لا كذب الا : ا ت ج ف ق ي ، لانه ما من كذب الا : ل ، الانه لا يكذب : ي : م ، ومنى : متى : لب ، وقد : ي ، صار : فيصير : ي.

١١ ـ شي : ق.

٤٨٠