المحصّل

محمّد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي البكري [ فخر الدين الرازي ]

المحصّل

المؤلف:

محمّد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي البكري [ فخر الدين الرازي ]


المحقق: دكتور حسين أتاي
الموضوع : الفلسفة والمنطق
الناشر: مكتبة دار التراث
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٨

المقدمة الثالثة

فى الدليل وأقسامه

وفيها أربع مسائل :

مسئلة : ا (١) :

الدليل هو الّذي يلزم من العلم به العلم بوجود المدلول. والامارة هى التى يلزم من العلم بها ظن وجود المدلول. وكل واحد منهما إما أن يكون عقليا محضا أو سمعيا محضا أو مركبا منهما.

اما العقلى ، فلا بد وأن يكون بحيث يلزم من وجوده وجود المدلول. فاللزوم حاصل لا محالة من هذا الطرف ، فان لم يحصل من الطرف الآخر فهو الاستدلال بالمشروط على الشرط ، كالاستدلال بالعلم على الحياة. وان حصل من الطرف الآخر ، فهو الاستدلال بالعلة المعينة على المعلول المعين ، وبالمعلول المعين على العلة المطلقة أو المعينة ، ان ثبت التساوى بدليل منفصل ، أو بأحد المعلولين على الآخر ،

__________________

٣ ـ وفيها اربع مسائل : ت ق ، وفيه اربع مسائل : ا ي. ـ : ف ك لب م.

٤ ـ مسئلة ا : ت ، مسئلة : نسخ.

٦ ـ هي التي : ا ج ت ل ف ق لب ، التي : ك ، هو الذي : م ي ، بها : ت ك لب م ي ، به : ف ، وكل : ت ج ف ك لب م ، فكل : ي.

٨ ـ العقلي : ت ج ف ق ك م ، العقل : ي ، وان : ت ف ج ق ك م ، من ان : ا ي ، بحيث : ت ج م ، بحال : ف ق ك ي.

١٢ ـ بالمعلول : ا ج ت ف ق ك ي ، المعلول : م ، او : ك فقط ، المطلقة بعد المعينة في : ت.

١٣ ـ الآخر : ا ج ت ، الثاني : ف ق ك لب م ي.

١٤١

وهو مركب من الأولين أو بأحد المتلازمين على الآخر كالمضافين.

أما السمعى المحض ، فمحال ، لأن خبر الغير ما لم يعرف صدقه لم يفد. واما المركب فظاهر.

مسئلة ب (٢) :

الدليل اللفظى لا يفيد اليقين الا عند تيقن أمور عشرة :

عصمة رواة مفردات تلك الألفاظ وصحة اعرابها ، وتصريفها ، وعدم الاشتراك ، والمجاز ، والتخصيص بالأشخاص ، والأزمنة ، وعدم الاضمار ، والتقديم ، والتأخير. وعدم المعارض العقلى الّذي لو كان لرجح. اذ ترجيح النقل على العقل يقتضي القدح فى العقل المستلزم للقدح فى النقل ، لافتقاره إليه واذا كان المنتج ظنيا فما ظنك بالنتيجة؟

مسئلة : ج (٣) :

__________________

١ ـ الاولين : ت ج ق ك لب م ي ، الاوليين : ف ، كالمضافين : ت ج ق ل ك ، كالمتضايعين : لب م ي ، كالمتنافيين : ف.

٢ ـ يعرف صدقة : ت ج ك لب ل ي ، يعلم صدقة : ف ، يعرف بالعقل صدقة : م ، يعرف صدقة بالعقل : ق.

٤ ـ مسئلة ب : ت ، مسئلة : نسخ اخرى.

٥ ـ تيقن : ق ج م ، يقين : ت ، معين : ل ، ـ : ك.

٦ ـ صحة : ف ك ي ، ـ : ت ج ق لب م.

٧ ـ المجار : ا ت ج ف ق ك لب ي ، المجاز والنقل : م.

٨ ـ التقديم والتاخير والنسخ : ي والنقل : ج : ا ت ج ف ق ك ل لب ي ، التاخير والتقديم والنسخ : م.

٩ ـ لرجح : ا ت ج ق ك م ي ، لترجح : ف لب ، اذ : ا ت ج ق ك ي. عليه اذ : ف م ترجيح : نسخ ج ، ترجح : ت ل ، النقل : ت ج ف ق ك ل لب م ، العقل : ي.

١٠ ـ ظنك ت ج ف ق ك م ي ، قولك : ي.

١١ ـ بافتتيجة : ت ج ف ق ك لب م ، بالمنتج : ي ل.

١٢ ـ مسئلة ج : ت ، مسئلة : نسخ.

١٤٢

النقليات بأسرها مستندة الى صدق الرسول فكل ما يتوقف العلم بصدق الرسول على العلم به لا يمكن اثباته بالنقل ، والا لزم الدور. واما الّذي لا يكون كذلك ، فكل ما كان جزما بوقوع ما لا يجب عقلا وقوعه كان الطريق إليه النقل ، وهو اما العام كالعاديات ، أو الخاص كالكتاب والسنة والخارج عن القسمين يمكن اثباته فى الجملة بالعقل والنقل معا.

مسئلة د (٤) :

اذا استدللنا بشيء على شيء ، فاما أن يكون أحدهما أخص من الثانى أو لا يكون.

ولأول على قسمين لأنه إما أن يستدل بالعام على الخاص ، وهو القياس فى عرف المنطقيين ، وإما بالعكس وهو الاستقراء.

وأما الثانى فلا يمكن الاستدلال بأحدهما على الآخر ، الا اذا اندرجا تحت وصف مشترك بينهما ، فيستدل بثبوت الحكم فى احدى

__________________

١ ـ باسرها : ا ج ف ق ك ل لب ي ، كلها : ت ، بالرها : م ، الرسول : ت ج ف م ، عليه السلام : ق ك ، صلى الله عليه وسلم : ي ل. فكل : ت ج ف ق ي ، وكل : ا ك ل.

٢ ـ الرسول : ا عليه الصلاة والسلام : ل.

٣ ـ و : ا ج ت ف ق ك ي ، ـ : م. جزما : ت ج ف ل ق ك ، خيرا : ا م. يوقوع : بوقع : ل. مالا : ا ج ت ف ل ق ك. بما لا : م.

٤ ـ النقل : ا ج ت ف ، ليس الا ذلك : ك ي ل : ق ك م ل ي. وهو : ا ت ج ل ف م ، ـ : ق ك ي. كالعاديات : ت ج ف ق لب ل م ي ، كالعادات : ك.

٥ ـ كالكتاب : ا ت ف ك م ، كالايات : ي.

٥ ، ٦ ـ في الجملة ـ : ا فقط.

٦ ـ بالعقل والنقل معا : ت ق ك م ي ، بالنقل والعقل : ف ، بالعقل والنقل : ج.

٧ ـ مسئلة د : ت ، مسئلة : نسخ اخرى ، ـ : ل.

١١ ـ اما : ا ت ف ج ق ل ك لب ي ، او : م.

١٤٣

الصورتين على ان المناط ، هو المشترك ، ثم يستدل بذلك على ثبوته فى الصورة الأخرى ، وهو القياس فى عرف الفقهاء (*) وهو بالحقيقة مركب من القسمين الأولين ثم القياس بالمعنى الأول على خمسة أقسام :

أحدها : أن يحكم بلزوم شيء لشيء فيلزم من وجود الملزوم وجود اللازم ، ومن عدم اللازم عدم الملزوم تحقيقا للزوم. ولا يلزم من عدم الملزوم عدم اللازم ولا من وجود اللازم وجود الملزوم تصحيحا للعموم.

وثانيها : التقسيم المنحصر الى قسمين فانه يلزم من رفع أيهما. كان ثبوت الآخر ، ومن اثبات أيهما كان ارتفاع الاخر.

وثالثها : اذا حكمنا بثبوت الألف (ا) لكل ما ثبت له الباء (ب)

__________________

١ ـ تم ـ : ف فقط.

(*) الاقسام اربعة ونقول : اما ان يستدل بنبوت الحكم في كل افراد العام على نبوته في كل افراد الخاص او بالعكس او ليستدل بثبوت الحكم في كل افراد احد متساويين على ثبوته في كل افرد الاخر ويستدل بثبوت الحكم في بعض الافراد على نبوته في البعض الاخر. والابول القياس والثاني الاستقراء والثالث قياس المساواة والرابع التمثيل. الكاتب القزويني. المفصل شرح المحصل ٢٦ ـ ١.

٢ ـ بالحقيقة : ا ت ج ق ل لب ، على الحقيقة : ك ي ، في الحقيقة : ف م.

٣ ـ قسمين : ف فقط.

٥ ـ الحكم : ا ت ك ، بحكم : ف لب ي ، نحكم : ق م.

٩ ـ الى : ت ك ج ل لب م ، على : ق ، بين : ف. رفع : ا ت ف ج ق ك لب ي ، دفع : م.

١٠ ـ ابيات : ت ج ف ق ل ك لب ي ، نبوت : م ، ارتفاع : ت ج ل ف ق ي ، رفع : ا ك لب.

١١ ـ الباء : ت ف ج ق ك م ي ، ب : ا.

١٤٤

أو بانتفاء الألف (ا) عن كل ما ثبت له الباء (ب) ثم رأينا الباء (ب) ثابتا لكل الجيم (ج) أو لبعضه ، حكمنا بثبوت الألف (ا) أو بانتفائه لكل الجيم (ج) أو لبعضه.

ورابعها : اذا حكمنا بأن الألف (ا) ثابت للباء (ب) ، مسلوب عن الجيم (ج) فان كان وقت السلب والايجاب واحدا ، كفى ذلك فى مباينة الطرفين. فأما اذا لم يتعين الوقت ، لم ينتج الا عند اعتبار الدوام فى أحد الطرفين لأن دوام أحد النقيضين يوجب كذب الآخر ، كيف كان.

وخامسها : اذا حصل وصفان فى محل واحد ، فقد التقيا فيه اما فى الخارج عنه فربما يحصل ذلك الالتقاء ، وربما لا يحصل. فلا جرم ،

__________________

١ ـ الالف : ت ف ج ق ك ي ، ا : ا ، الباء (٢) : ت ف ج ق ك م ي ، ب : ا.

٢ ـ الجيم : ت ف ق ج م ي ل ، ج : ا. لبعضه : ا ت ق ك لب ج ل م ي ، بعضه : ف ، الالف : ت ف ج ق ك ل م ي ، : ا.

٢ ، ٣ ـ او بانتفاله انتفائه : ق لكل الجيم ج : ا او لبعضه : ا ت ج ل ف ق ك لب ، ـ : م.

٤ ـ بان الالف ثابت : ف ق ك لب ل ي ، بلن ا ثابت : ا ، ان الالف ثابت : ت ج ، بالالف ثابتا : م.

٤ ، ٥ ـ مسلوب عن الجيم ، ج : ا : ا ت ج ف ل ق ك لب ، مسلوت عن الجيم : ي ، ومسلوبا عن الجيم : م.

٥ ـ فان : ت ج م ، وان : ك.

٦ ـ فاما اذا لم يتعين بعين : ف ق ك م : ت ج ف ق ك لب ، فان لم بتعين : ي ، فان لم يعين : ل ، ينتج : ت ج ق ك لب م ي ، يصح : ف ، اعتبار : نسخ ، اعتقاد : ت.

٧ ـ احد (١) : ا ت ج ل ف ق ك لب ي ، احدى : م ، لان : ت ف ق ك لب م ، اذ : ي ، احد (٢) : ت ج ل ك ، احدى : م. النفيضين : ت ج ف ل ق ك لب ي ، الفضبتين : م ، كذب : ا ت ج ف ك ق ل لب ي ، ـ : م.

١٠ ـ عنه : م ل ف ، منه : ق ، ـ : ت ج ك ، فرنما : ت ف ق ج

١٤٥

كان اللازم منه هو الحكم الجزئى وتفاصيل هذه المناهج مذكورة فى كتبنا المنطقية. وبالله التوفيق.

__________________

ك لب م ي ، ربما : ا.

١ ـ هو : ت ف ج ق ل ك لب م ي. ـ : ا ، تفاصيل : ا ت ف ج ق ل ك لب م ، تفصيل : ي ، المناهج مذكورة : ا ت ج ف ل ق ك لب ي ، المناهج مذكور : م.

٢ ـ وبالله التوفيق : ت ق : ، والله اعلم : ج ـ : نسخ ل م.

١٤٦

الركن الثانى

فى تقسيم المعلومات

المعلوم إما ان يكون موجودا أو معدوما فهنا ثلاث مسائل :

المسألة الأولى فى أحكام الموجودات :

(ا) تصور الوجود والعدم بديهى ، لأن ذلك التصديق موقوف على هذين التصورين وما يتوقف عليه البديهى أولى أن يكون كذلك ولأن علمى بالوجود جزء من علمى بأنى موجود واذا كان العلم المركب بديهيا كان العلم بمفرداته كذلك.

(ب) ذهب جمهور الفلاسفة والمعتزلة وجمع منا الى أن الوجود وصف مشترك فيه بين الموجودات. والأقرب أنه ليس كذلك.

لنا أنه لو كان كذلك ، لكان مغايرا للماهية ، فيكون الوجود قائما

__________________

٢ ـ او معدوما : ت ج ف ق ل م ، واما ان يكون معدوما : ك هامش : اولا موجودا ، فهنا : ت ج ف لب م ي ، وههنا : ا ، فههنا : ق ل ك.

٤ ـ المسئلة : نسخ ، ـ : ت ، الموجود فا : ت ، الموجود ا : ف ل لب ي ، الوجود ا : ق ، الموجودات : ا ج ك م.

٥ ـ موقوف : ا ج ت ، متوقف : ف ق ك ل لب ي ، يتوقف : م.

٧ ـ علمى (١ ، ٢) : ف ق ك ل لب ي ، العلم : ت م. باني : ا ت ج ف ق ك لب ي ، بانه : م.

٩ ـ ب : ا ت ف ق ل ك لب ي ، الثانية : م ، الثاني : ج. المعتزلة : نسخ ، المعتزلة خدللهم الله : ت ، الى : نسخ ، على : ت.

١٠ ـ بين : نسخ ، بين سائر : ت.

١٤٧

بما ليس بموجود. وتجويزه يفضى الى الشك فى وجود الأجسام.

احتجوا بأن المقابل للنفى واحد ، والا لبطل الحصر العقلى ، فيجب أن يكون الاثبات الّذي هو المقابل للنفى واحدا ، ولأنه يمكن تقسيم الموجود الى الواجب والممكن. ومورد التقسيم مشترك بين القسمين.

ولأنا اذا علمنا وجود الشيء فلا يتغير ذلك الاعتقاد بتغير اعتقاد كونه جوهرا أو عرضا وذلك يقتضي أن يكون الوجود أمرا مشتركا بينهما.

والجواب عن الأول : ان مقابل ارتفاع كل ماهية تحقق تلك الماهية ولا واسطة بين هذين القسمين. وهذا لا يدل على ثبوت أمر عام.

وعن الثانى أن مورد التقسيم بالوجوب والامكان هو الماهية. والمعنى به أن بقاء تلك الماهية إما أن يكون واجبا ، أو لا يكون.

__________________

١ ـ الاجسام : نسخ ، الاجسام وهو عين السفسطة : لب.

٢ ـ المقابل للتقي : ا ت ف ج ق ك لب ل ي ، مقابل النقي : م ، لبطل : ا ت ج لب م ، بطل : ف ق ك ي.

٣ ـ فيجب : ت ق م ، فوجب : ك. المقابل للتقى : ا ت ج ف ق ل ك لب ي ، مقابل النفي : م.

٦ ـ اذا : ت ق ك لب م ي ، اذ : ف ، الشيء : ا ت ج ك ، شيء : ف ق م ي ، بتغير .. بتغير : ت ج ف ك لب م ، بتعين : بتعين : ي ، الاعتقاد ـ : ف فقط.

٧ ـ ان يكون : ا ق ي ، ام مشترك : ف ك لب ل م ، مشتركا : ت.

٨ ـ بينهما : ت ج ف م ، فيه : ق ، ـ : ل.

٩ ـ مقابل ارتفاع : ا ت ج ف ق ك لب ، تقابل ارتفاع : ي ، ارتفاع مقابل : م. تحقق : ا ت ج ق ، محقق : ك ل ، يحقق : ف لب م ي.

١٠ ـ لا بدل : ا ت ج ف ق ك لب ل ي ، بدل : م.

١٣ ـ به : ا ت ج ل ك لب ي ، ـ : ف ق م. بقاء : ت ق ج ل

١٤٨

وعن الثالث : أنه يقتضي أن يكون للوجود وجود آخر ، ويلزم التسلسل.

المسألة الثانية :

المعدوم اما أن يكون ممتنع الثبوت أو ممكن الثبوت المعدوم اما أن يكون ممتنع الثبوت ، ولا نزاع فى انه نفى محض ، واما أن يكون ممكن الثبوت وهو عندنا ، وعند أبى الهذيل ، وابى الحسين البصرى من المعتزلة ، نفى محض ، خلافا للباقين من المعتزلة ومحل الخلاف أنهم زعموا أن وجود السواد زائد على كونه سوادا. ثم زعموا أنه يجوز خلو تلك الماهية عن صفة الوجود.

لنا أن وجود السواد عين كونه سوادا على ما مر ، فيمتنع أن يكون السواد سوادا عند عدم الوجود ولأن الذوات المعدومة مشتركة فى الثبوت المقابل للانتفاء المحض ومتباينة بخصوصياتها النوعية وما به الاشتراك غير ما به الامتياز فثبوت تلك الذوات زائد على ماهياتها المخصوصة ، فهى حال ما فرضناها خالية عن صفة الثبوت ،

__________________

لب م ، يقال : ف ك ي. واجبا : ت ج م ، واجبة : ق ي ل.

١ ـ ويلزم : ت ج ق ك لب م ي ، فيلزم : ا ، ولزم : ف.

٤ ـ المعدوم : ا ت ج ف ق ك لب ل ي ، في المعدوم المعدوم : م.

٥ ـ وهو : نسخ ، وهذا : ك ، ابي هذبل : تاخر في : ل بعد البصرى.

٦ ـ نفى : نسخ ، انه نفي : ف. للباقين من المعتزلة : ت ج ف ق ك ل لب م ، للمتعزلة : ي.

٧ ـ زائد : ت ج ف ق ك ل لب م ، زائدا : ي.

٨ ـ عن : ا ت ج ف ق ك لب ل ي ، من : م.

١٠ ـ السواد : ا ، ـ : نسخ ج ل. عند : ا ت ف ج ق ل ك لب ي ، من : م ، الدوات : ا ت ج ف ق لب ل ي ، الذات : ك ، السوادية : م.

١١ ـ بخصوصياتها : ا ف ق ك ل لب ، لخصوصياتها : ي ، بخصوصيتها : م ، بماهياتها : ت ج.

١٣ ـ خالية : ت ج ق م ، عاربة : ف ك لب ي ، عارية خالية : ا.

١٤٩

موصوفة بها ، هذا خلف.

ولأن عدد الذوات المعدومة قابل للزيادة والنقصان فيكون متناهيا ، والخصم لا يقول به.

ولأن الذات أزلية فلا تكون مقدورة والوجود حال عندهم ، فلا يكون مقدورا عندهم واذا لم يقع الذات ولا الوجود بالفاعل كانت الذات الموجودة غنية عن الفاعل.

ولأن السواد المعدوم اما أن يكون واحدا أو كثيرا فان كان واحدا فالوحدة إن كانت لازمة للماهية امتنع زوالها ، فوجب أن لا يتعدد فى الوجود ، وان لم تكن لازمة ، فليفرض ارتفاعها ، لأن كل ما كان ممكنا لا يلزم من فرض ارتفاعه محال ، واذا زالت الوحدة حصل التعدد ، والتعدد لا يتحقق الا اذا تباين الشيئان بالهوية.

ثم ما به التباين ان كان من لوازم الماهية وكل شيئين مختلفان بالماهية ، هذا خلف وان لم يكن من لوازمها كان الشيء حال عدمه

__________________

عرية : ل.

١ ـ موصوفة : ت ج ق ل م ، موصوف : ك.

٢ ـ المعدومة : ا ت ج ف ل ق ك لب ي ، المعدودة : م.

٤ ـ الذات : ا ت ك ، الذوات : ف م ج ي ا. عندهم ـ : ي ومنسطوب عليه في : ا.

٥ ـ مقدورا : ا ق ك لب م ، مقدور : ي ، مقدورة : ف ، عندهم ـ : ت فقط.

٦ ـ الذات : ا ج ل ك ق لب م ، الذوات : ف ق ي.

٩ ـ فليفرض : ت ج ف ك ل لب ي ، فتفرض : ا ، فلتنفرض : ق ، فمفرض : م.

١٠ ـ واذا : ت ج ف ق ي ل ، فاذا : ك لب م.

١١ ـ التعدد : ا ت ج ف ق ك لب ل ي ، هو : م.

١٢ ـ وكل : ا ت ج ق ، فكل : ج ف ك لب ل م. مختلفان : ت ج ف ل ي ، فهما مختلفان : ق ك لب م.

١٥٠

موردا للصفات المتزايلة ، ولو جاز ذلك لجاز أن يكون محل هذه الحركات والسكنات المتعاقبة معدوما محضا. وذلك عين السفسطة.

احتجوا بأمرين :

أحدهما : أن المعدوم متميز وكل متميز ثابت فالمعدوم ثابت ، اما أن المعدوم متميز فبيانه من ثلاثة أوجه :

أحدها : أن المعدوم معلوم ، وكل معلوم متميز. اما أن المعدوم معلوم ، فلأن طلوع الشمس غدا معلوم الآن وهو معدوم ، والحركة التى يمكننى أن أفعلها كالحركة الى اليمين والشمال ، والتى لا يمكننى أن أفعلها كالطيران الى السماء معلومة ، مع أنها معدومة. واما أن المعلوم متميز فلانى أميز بين الحركة التى أقدر عليها ،

__________________

١ ـ جار : ت ج فقط. محل : ت ج ق م ، محال : ك ، هذه ا ج ت ف ق ، ـ : ك لب ل م ي.

٢ ـ معدوما : ا ف ق ج ك لب ل ي. عدما : م. ذلك : ت ق م ، هذا : ك.

٤ ـ احتجوا : ت ف ق لب ج م ، واحتجوا : ا ي.

٥ ـ احدهما : ف ق ، الاول : ل لب ي ، ا : ا ، الحجة الاولى : ف ك م ، الاولى ج ، ان : ت ج ق ك لب ي ، ـ : ا ف م.

٥ ، ٦ ـ اما ان المعدوم من : ا ، اما ان المعدوم متميز فمن : ي ، اما ان المعدوم متميز فبيانه في : لب فلثلاثة اوجه : ل لب فالمعدوم ثابت : ق بيان الاول من : ت ج ف ك م.

٧ ـ احدها : ف ك ج لب م ، اولها : ت ق ي ، ا : ا

٨ ـ معلوم (١) : نسخ ، فمعلوم : ت ، فلان : ت ج ق لب ل م ي ، لان : ف ، فان : ك ، الان معلوم : ك فقط.

٩ ـ الشمال : نسخ ، اليسار : ت ج.

١٠ ـ ان افعلها : ـ ا فقط. الى : ت ف ق ك م ، في : ا ي. معلومه مع : ت ج ق م ، معلوم مع : ف ل ، معلوم : ك ي.

١١ ـ ان ـ : ت فقط. فلاني : ت ف ق ك لب م ، فانى : ي.

١٥١

والتى لا أقدر عليها وأميز بين طلوع الشمس من مشرقها ومن مغربها. وكذلك أحكم على احدى الحركتين بأنها توجد غدا ، وعلى الأخرى بأنها لا توجد ، ولا معنى للتميز الا ذلك.

وثانيها : أعلم انى قادر على الحركة يمنة ويسرة ، وغير قادر على خلق السماء والأرض وهذا الامتياز حاصل قبل دخول هذه الأشياء فى الوجود. فلولا تميز بعض هذه المعدومات عن البعض ، والا لاستحال أن يقال انه يصح منى فعل هذا ولا يصح منى فعل ذلك.

وثالثها : أن الواحد منا قد يريد شيئا ويكره شيئا آخر. وان كان المراد والمكروه بعد معدومين. ولو لا امتياز المراد عن المكروه قبل الوجود ، والا لاستحال أن يكون أحدهما مرادا والآخر مكروها ، فثبت بهذه الوجوه الثلاثة ان المعدومات متمايزة واما أن كل متميز ثابت فلأنا لا نعنى بالثابت الا كون هذه الماهيات فى أنفسها متحققة متعينة.

__________________

١ ـ واميز بين ... لا اقدر عليها : تكرر في : ي.

١ ، ٢ ـ مشرقها ومن مغربها : ت ل ق ، مشرقها ومغربها : ا ي ، مشرقها او مغربها : ك ، مشرقها وبين طلوعها من مغربها : لب ، مغربها ومن مشرقها : م ، مشرقها وبين عدم طلوعها من مغربها : ج.

٢ ـ وكذلك : نسخ ، ولذلك : ت ك.

٤ ـ وثانيها : ت ج ق ك لب ل ي ، ت : ا ، ثانيها : ف م ، اعلم : ت ج فقط ، قادر (١) : ت ج ف ق ك ل لب م ، اقدر : ي.

٦ ـ البعض : ت م ي ، بعض : ف ج ق ل ك لب.

٨ ـ وثالثها : ت ف ج ق ل ك لب م ي ، ج : ا ، قد ـ : ا فقط.

٩ ـ فلولا : ف فقط.

١٠ ـ لاستحال : نسخ ، لاستحلال : ل.

١١ ـ الثلاثة : ـ : لب ل ي فقط. المعدوم : ف فقط. متمايزة : ت ج ، متميزة : ك ق ل ي ، متميز : ف ، الممكنة متميزة : م.

١٢ ـ فلانا : ت ف ق لب م ي ، لانا : ا ، فانا : ك.

١٣ ـ متعينة ومتحققة : ف ق ل ك م ي ، متحققة متعينة : ا ت

١٥٢

ومن المعلوم بالضرورة أن امتياز هذه الماهية عن تلك ، لا يحصل إلا بعد تحقق هذه الماهية وتحقق تلك الأخرى فعلمنا أن هذه الماهيات متحققة حال العدم.

وثانيها : أن المعدوم الممكن متميز عن الممتنع ، ولا يجوز أن يكون الامتناع وصفا ثبوتيا ، وإلا لكان الموصوف به ثابتا ، فيكون الممتنع الثبوت واجبا ، هذا خلف وإذا لم يكن الامتناع وصفا ثبوتيا ، كان الامكان ثبوتيا ضرورة لأنه لا بدّ فى المتناقضين من كون أحدهما ثبوتيا ، والموصوف بالوصف الثبوتى ثابت. فالمعدوم الممكن ثابت.

والجواب عن الأول انا لا نسلم أن كل معدوم ثابت ، والّذي احتجوا به ، فهو معارض بأمور أربعة :

__________________

ج ، معينة ومتحققة : لب.

١ ـ الماهية : م ق ت ل ج ، الماهيات في النفسها : ك ، تلك : ا ت ف ج لب ي ، تلك الماهية : ك ق م.

٢ ـ تحقق ـ : ت ج فقط ، الاخرى : ت ج ف ك لب ق م ي ، الماهية : ا ، ـ : ل ، الماهيات : ت ف ج ك ق ل لب ، الماهيات : ي.

٤ ـ وثانيها : ت ج ، الحجة الثانية ان : ف ك لب م ي ، ب : ا ، عن : ف ت ك ج ل لب ق م ، من : ي.

٥ ـ له : ت ف ج ك ل لب م ي ، ـ : الممتنع : ت ك ق م ل ي ، ممتنع : ا ف ج.

٦ ـ واجبا : ج ت ، النبوت : ف ل ، اذا : ت ج م ، لما : ف ك ل ق لب ي ، وصفا : لب ق ي ل ، ـ : ت ف ك ج م.

٧ ـ الانه : م ، انه : ت ف ج ك ل لب ق ي ، في : ف ت ج ك لب م ي ل ، من : ا ، المتناقضين : ي ف م ج ، المتنافيين : لب ي ق ل ، المتنافين : ك ، من : ف ج ت ك ل لب ق م ، عن : ي.

٨ ـ ثبوتيا : ا ت ف ق ك ل لب ج ي ، ثبوتيا والاخر سلبيا : م ، الممكن : ف ت ك ق لب م ي ، للممكن : ا.

٩ ـ انا : ك ل ق ي لب ، ـ : ت ف ج م ، لا نسلم ان : ت ف ك م ق ي ، لا نسلم : لب ل ، معدوم : ت ج ق م ، معلوم : ك ي ل.

١٠ ـ به عليه : ف ق ي : ات ج ف ق ك لب ، عليه : م ، فهو : لب ل م ي ، ـ : ت ف ج ق ك.

١٥٣

أولها : أنا نحكم على شريك الله تعالى بالامتناع. فلو لا أن نتصوره ونميزه عما عداه وإلا لاستحال الحكم عليه بالامتناع ، لأن ما لا يتصور لا يمكن الحكم عليه.

وثانيها : أنا نتصور بحرا من زئبق وجبلا من ياقوت ، ونحكم بامتياز بعض هذه المتخيلات عن بعض ، مع أنها غير ثابتة فى العدم لأن الجبل من الياقوت عبارة عن أجسام قامت بها أعراض وعندكم ماهيات الجواهر والأعراض ، وإن كانت ثابتة فى العدم ، لكن الجواهر غير موصوفة بالأعراض حال العدم ، فلا يمكن تقرير ماهية الجبل ، من حيث إنه جبل حال العدم.

__________________

١ ـ اولها : نسخ ، ا : ا ، تحكم على : ت ج ق ، نتصور : ف ل ك لب ي. الله : ت ج ف ق م ، الباري : لب ل ي ، لله سبحانه و : ك ، ولحكم عليه بالامتناع : ي ل ، بالامتناع : ت ج ف ق م ، ـ : ك لب. فلولا : ا ت ق ، ولولا : ق ك ل لب م ي ، فلولا انا : ج ف ، ان : ت ، انا : نسخ ج ف.

٢ ـ نتصوره متميزا : م ، نتصوره فنميزه : ا ، تصور تميزه : ي ، بتصوره ونميزه : ق ك لب ف ، يتصور ونميزه : ت ، نصوره ونميزه : ل ، والا : ا ف ك لب ي ق ، ـ : م ، لان : ف ج ك ق م ل ، بان : ي ، ان : ت.

٤ ـ وثانيهما : ت ف ج ك ل ق لب م ي ، ب : ا ، نتصور : ك لب ق م ل ي ، نتخيل : ت ف ج.

٥ ـ المتخيلات .. انها : ت ج ف ل ك ، المخيلات .. انها : ل ق م ج ، المستحيلات .. البعض ... انه : ي ، ثابتة : ت ف ق م ، ثابت : ا ي.

٦ ـ الجبل ... الياقوت ت ف ج ك ق م ، جبلا ... ياقوت : ي ، بها : ت م ، به : ق ، اعراض : ت م ق ، الاعراض : ك.

٨ ـ فلا : ت ف ك لب ق م ، ولا : ي ، تقرير : ت م ق ، تقرر : ف ج ك لب ي ، تقدير : ل ، ماهية : ف ج ل ق ك لب ت م ي ، ماهيات : ا ، انجل : ت ف ق م ، جبل : ك ي ل ، جبل : ت ج ك ق لب م ي ، نصل : ف.

١٥٤

وثالثها : أنا نتصور وجودات هذه الماهيات قبل دخولها فى الوجود ونحكم بامتياز بعض تلك الوجودات عن بعض فأتى كما أعقل امتياز ماهية الحركة يمنة عن ماهية الحركة يسرة قبل دخولهما فى الوجود. كذلك اعقل امتياز وجود احدى الحركتين عن وجود الأخرى ، قبل دخولهما فى الوجود.

فلو اقتضى العلم بامتياز الماهيات تحققها فى العدم ، لاقتضى العلم بامتياز هذه الوجودات تحققها فى العدم. وذلك باطل بالاتفاق. ولأن الوجود مناقض للعدم ، والجمع بينهما محال.

ورابعها : انا نعقل ماهية التركيب والتأليف قبل دخولهما فى الوجود وهذه الماهية يمتنع تقررها فى العدم ، لأن التأليف عبارة عن اجتماع الأجزاء ، وتماسها على وجه مخصوص. وذلك لا يتقرر حال العدم بالاتفاق.

وإذا كان كذلك ، استحال أن يتقرر ماهية التأليف والتركيب

__________________

١ ـ وثالثها : ت ف ج ك لب م ي ، ج : ا ، الماهيات : ت ك لب م ق ج ل ي ، الماهية : ف.

٢ ـ ونحكم : ت ف ق ك لب م ، فنحكم : ا ، عن : ا ت ف ك ج ق ، من : م ، بعض : نسخ ، البعض : ت ، فانى كما اعقل : نسخ ، فانا كما نحكم نعقل : ت.

٣ ـ دخر ايما : ت ف ق لب م ي ، دخولها : ا.

٤ ـ كذلك : ف ت ك م ق ، وكذا : ي ، اعقل : نسخ ، نعقل : ت ج امتياز وجود : ت م ق ل ج : وجود امتياز : ك.

٥ ـ دخولهما : ت ف ك ق م ي ، دخولها : ا.

٩ ـ ورابعها : ت ف ق ك م ي ، د : ا ، دخولهما : ت ك ج ، دخولها : م ق.

١٠ ـ تقررها : ت ف ج ك لب ي ق ، تقريرها : م.

١١ ـ لا يتقرر : ا ت ف ق ك لب ي ، يمتنع تقريره : م.

١٣ ـ استحال : ت ف ق ك م ي ، استحال تاليف الاجزاء وتماسها استحال : لب ، والتركيب : ا ، ـ : ت ف ج ك لب م ي ق ل.

١٥٥

حال العدم. ثم إنا نتصورها قبل وجودها ونميز بينها وبين سائر الماهيات المعلومات وكذلك نعقل المتحركية ، والساكنية قبل حصولهما مع أنهما من قبيل الأحوال ولا حصول لهما فى العدم.

فثبت بهذه الوجوه أن التميز الذهنى لا يستدعى تحقق الماهيات خارج الذهن ، ثم إنك ان أردت تضييق الكلام على الخصم فقل : ما الّذي تعنى بقولك المعدوم معلوم؟ ان عنيت به ذلك القدر من الامتياز الّذي تجده فى تصور الممتنعات ، والمركبات ، والاضافيات فذلك مسلم لكنه لا يقتضي تقرر الماهيات فى العدم بالاتفاق.

وان عنيت به أمرا آخر وراء ذلك فلا بد من افادة تصوره ، ثم من اقامة الحجة عليه. فانا من وراء المنع فى المقامين.

وأما قوله المعدوم مقدور والمقدور متميز فضعيف ، لأن المقدور إما أن يكون ثابتا فى العدم ، وإما أن لا يكون فإن كان ثابتا ، لم

__________________

١ ـ وجودها .. بينها : ت م ف ج ك ي ، وجودهما .. بينهما : لب ، وجودها وبيرها بينها : ق.

٢ ـ المعلومات : ا ، ـ : ت ف ك ل م ي ق ج ، كذلك : لذلك : ت.

٣ ـ لهما : ت م ق ي ك ، لها : ف.

٤ ـ التميز : ف ق ك ج م ل ي ، التمييز : ت لب.

٥ ـ الماهيات : م ق ف ت ، الماهية : ك ي.

٦ ـ بقولك ... معلوم : ت ج ف ، يكون ... معلوما : م ق ل ك لب ، القدر : ا ت ج ف ق ك لب ي ، الضرب : م.

٧ ـ تجده : م ، نجده : ا ت ف ق ك لب ي.

٨ ـ لكنه : ج لب م ت ك ، لكنها : ف ، لكن : ي ق ، القرر الماهيات : ت ك ج ف ق م ، تقرير الماهية : ي.

٩ ـ عنيتم : ك فقط. اخر : ت ج ، ـ : ف ك لب ق م ي من : ا ، ـ : ف ق ك م ي ت.

١٠ ـ الحجة : ك ت لب م ق ي ، البرهان والحجة : ف ، فاننا فانا : ت ج ل.

١١ ـ فضعيف : ت ج ك لب ق م ي ، ضعيف : ف.

١٢ ـ واما لن : ا ، او : ت ج ف ل ق لب م.

١٥٦

يكن للقدرة فيه أثر ، لأن اثبات الثابت محال وإذا كان كذلك استحال أن يكون مقدورا. وإن لم يكن ثابتا كان ذلك اعترافا بأن المقدور غير ثابت وحينئذ لا يمكنهم الاستدلال بكونه مقدورا على كونه ثابتا.

وهذا هو الجواب عن قولهم المعدوم مراد وكل مراد ثابت.

والجواب عن الحجة الثانية أن المحكوم عليه بكونه ممكنا ، اما أن يكون ثابتا فى العدم أو لا يكون.

والأول باطل ، لأن عندكم الذوات المعدومة ، يمتنع عليها التغير. والخروج عن الذاتية. فلا يمكن جعل الإمكان صفة لها ، وان كان الثانى كان الامكان وصفا لما ليس بثابت فى العدم. وحينئذ لا يمكنكم الاستدلال بالإمكان على كون الممكن ثابتا فى العدم وبالله التوفيق.

تفصيل قول الفلاسفة والمعتزلة فى المعدومات.

زعم أبو يعقوب الشحام ، وأبو على الجبائى ، وابنه أبو هاشم. وأبو الحسين الخياط وأبو القاسم يعقوب البلخى وأبو عبد الله البصرى ، وأبو إسحاق ابن عياش ، والقاضى عبد الجبار بن أحمد

__________________

١ ـ اثر : ا ت ف ج ق لب ، تاثير البتة : م ، ـ : ل.

٢ ـ يمكنكم : ت ج فقط.

٥ ـ هذا : ت ج م ا ف ، هو : لب ، ـ : ف ق ل.

٦ ـ الثانية : ا ت ق لب ، الثالثة : م.

٨ ـ عندكم : ت م ق ل ا ، عندهم : ف ، يمتنع : نسخ ، فيستحيل : ت.

١٠ ـ يمكنكم : م ، يمكن : ا ت ج ق لب ل.

١١ ـ وبالله التوفيق : ا ت ق م ، ـ : ل ف لب ج.

١٤ ـ ابو ان : ت يعقوب : ت ف ق لب م ، ابو اسحق يعقوب : ، وابو القاسم يعقوب البلخى : ا ، ابو القاسم البخي : ت ف ج ق لب ، ـ : م.

١٥ ـ ابن احمد : ت م ق ا ف ، ـ : لب.

١٥٧

الهمدانى وتلامذته ، أن المعدومات الممكنة قبل دخولها فى الوجود ذوات ، وأعيان وحقائق. وان تأثير الفاعل ليس فى جعلها ذوات بل فى جعل تلك الذوات موجودة. واتفقوا على أن تلك الذوات متباينة بأشخاصها. واتفقوا على أن الثابت من كل نوع من تلك المعدومات عدد غير متناه.

أما الفلاسفة ، فقد اتفقوا على أن الممكنات ماهياتها غير وجوداتها. واتفقوا على أنه يجوز تعرى تلك الماهيات عن الوجود الخارجى فإنا قد نعقل المثلث وإن لم يكن له وجود فى الخارج وهل يجوز تعريها عن الوجودين معا الخارجى والذهنى.

نص ابن سينا فى المقالة الأولى من إلهيات الشفاء على أنه لا يجوز ومنهم من يجوزه واتفقوا على أن تلك الماهيات لا توصف بأنها واحدة ، أو كثيرة ، لأن المفهوم من الوحدة والكثرة مغاير للمفهوم من السواد. فإذا اعتبرنا السواد فقط ، ففى هذه الحالة لا يمكن الحكم عليه بالوحدة والكثرة ، وإلا فقد اعتبرنا مع السواد غيره وذلك يناقض قولنا إنا لم نعتبر إلا السواد ، بل الماهية لا تنفك عن الوحدة والكثرة.

__________________

١ ـ الهمداني : ق ، ـ : ت م لب.

٢ ـ ان : نسخ ، انا : ت.

٦ ـ اما : ت م ف ، واما : ق لب.

١٠ ـ ابن سينا : ت م لب ا ف ، بو علي بن سينا : ق ، لا : ت ق لب ف ا ج ل ، ـ : م.

١٢ ـ بجوزه : ت ج ل ق لب ا ف ، لم يجوز : م.

١٣ ـ الوحدة والكثرة : ف ج ا ، الكثرة والوحدة : ق لب ، الواحدة والكثرة : ت.

١٤ ـ عليه : ق ج لب ا ت ل ، عليها : م ، و(١) : ا ت ف ق م ، او : لب.

١٥ ـ بل : ا ف ق ، بلى : ت ج لب ل ، فقط بل : م.

١٥٨

واتفقوا على أن الماهيات غير مجعولة قالوا : لأن كل ما بالغير يجب ارتفاعه عند ارتفاع ذلك الغير. فلو كان كون السواد سوادا بالغير ، لزم عند ارتفاع ذلك الغير أن لا يبقى السواد سوادا لكن القول بأن السواد لا يبقى سوادا محال ، لأن المحكوم عليه هو السواد ، والمحكوم به أنه ليس بسواد ، والمحكوم عليه لا بد من تقرره عند حصول المحكوم به ، فيلزم أن يكون سوادا ، لا محالة ، حال ما لا يكون سوادا ، وهو محال.

وأما المعتزلة فقد اتفق القائلون منهم بالذوات المعدومة على أنها بأسرها متساوية فى كونها ذوات وأن الاختلاف بينها ليس إلا بالصفات ثم اختلفوا :

فذهب الجمهور منهم إلى أنها موصوفة بصفات الأجناس. ومرادهم منها ان ذات الجوهر موصوفة بصفة الجوهرية وذات السواد موصوفة بصفة السوادية وهلم جرا وزعم ابن عياش ان تلك الذوات عارية عن جميع الصفات والصفات لا تحصل إلا زمان الوجود. ثم القائلون بالصفات زعموا ان صفات الجواهر ، إما أن تكون عائدة إلى الجملة وهى الحيية. وكل ما يكون مشروطا بها

__________________

١ ـ لان : ا ت ج ق ل لب ، ان : ف م ، كل ما : ا ت ل ق ج لب ، كل ما يجب : ف م ج هامش.

٦ ـ لا محالة : ت ف ، ـ : ق لب.

٨ ـ واما : ق لب ا ، اما : ت م ف.

٩ ـ في كونها ذوات : نسخ ، في الذاتية : ت ج ، بينها : م ، بينهما : ت.

١٢ ـ منها ـ : ت فقط. ذات الجوهر : ا ت ج ف ق لب ، ذوات الجواهر : م.

١٥ ـ ان (١) ت م ، بان : ف ، الجواهر : ت م ج لب ق ، الجوهر : ا.

١٦ ـ الحيبة : ا ت ج ف ل لب ، الحياة : م ، ـ الحبوبة : ق ، يكون : ك ف لب ا ج ق ، كان : م.

١٥٩

أو إلى الأفراد ، وهى اما فى الجواهر أو فى الأعراض. أما الجواهر فقد أثبتوا لها صفات أربعة.

أحدها : الصفة الحاصلة لها حالتى العدم والوجود وهى الجوهرية.

والثانية : الوجود وهو الصفة الحاصلة بالفاعل.

والثالثة : التحيز وهى الصفة التابعة للحدوث الصادرة عن صفة الجوهرية بشرط الوجود.

والرابعة : الحصول فى الحيز وهو الصفة المعللة بالمعنى. قالوا وليس للجوهر الفرد صفة زائدة على هذه الأربعة ، فليس له بكونه أسود وأبيض صفة. وكذا القول فى كل عرض غير مشروط بالحياة.

وأما الأعراض فالصفات العائدة إلى الجملة غير معقولة فيها.

__________________

١ ـ الجواهر : ت ف لب م ، الجوهر : ا ق.

٢ ـ اثبتوا : نسخ ، ثبتوا : ت ، لها : ت م لب ، له : ق ا ف.

٣ ـ احدها : م ف ق ت ل ، احديها : لب ج ا : ا ، لها : ا ت لب ، له : ج ق ف ، ـ : م ، العدم والوجود : ف ل ق لب م ، الوجود والعدم : ا ت ج ، هي : نسخ ، هو : ت.

٥ ـ والثانية : ت ف ق ك لب م ، الثانية : ي ، ب : ا ، و(٢) ـ : ك.

٦ ـ والثالثة : ت ف لب م ، الثانية : ق ي ، ج : ا ، وهي : ا ك ج ، وهو : ق لب ل م ي ، ـ : ت. الصفة : ا ف ج ق لب م ي ، ـ : ت ك ، التابعة : نسخ ، التابع : ت ، الصادرة : ا ف ق لب ك ي ، الصادر : ت ج ، والصادرة : م.

٨ ـ والرابعة : ت ف ك م ، الرابعة : ق لب ج ي ، د : ا ، وهو : ت ج ف ق لب ك ي ، وهي : ا ، بالمعنى : نسخ ، فالمعنى : ت.

٩ ـ الاربعة : ل ت ج ، الاربع : ق.

١٠ ـ اسود وبيض : م ل ، ابيض واسود : ق ، سوادا وبياضة : ك ، اسودا وابيضا : ت ، كذا : نسخ ، كذلك : ي.

١١ ـ فالصفات : ت ف ق لب م ، بالصفات : ي ، والصفات :

١٦٠