تراثنا ـ العددان [ 87 و 88 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العددان [ 87 و 88 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٩٨

ثم يذكر اختلاف الفقهاء في تعريف البيع فينقل عن المبسوط ، والتذكرة ما عرف البيع به.

ثم يقول : في هذا التعريف مسامحة ، ثمّ يؤيّد هذه المسامحة بالقول : وحيث إنّ في هذا التعريف مسامحة واضحة ، عدل آخرون إلى تعريفه : بالإيجاب والقبول الدالّين على الانتقال.

بعد ذلك يستشكل على هذا التعريف ، ويقول : إنّ البيع لمّا كان من مقولة المعنى دون اللفظ المجرّد أو بشرط قصد المعنى ، عدل جامع المقاصد عن تعريفه ، وقال : إنّ البيع هو نقل العين بالصيغة المخصوصة. ثمّ يورد على تعريف جامع المقاصد : بأنّ النقل بالصيغة أيضاً لا يعقل إنشاؤه بالصيغة.

هذا بالإضافة إلى أنّ النقل ليس مرادفاً للبيع ، ولذا صرّح في التذكرة بأنّ إيجاب البيع لا يقع بلفظ «نقلتُ» وجعل النقل من الكنايات. ولا يندفع الإشكال الوارد على تعريف صاحب جامع المقاصد بأنّ المراد من البيع نفس النقل الذي هو مدلول الصيغة ، لأنّه إن أُريد بالصيغة خصوص «بعتُ» ؛ لزم الدور. وإن أُريد بها ما يشمل «ملكتُ» ؛ وجب الاقتصار على مجرّد التمليك والنقل.

والأولى في تعريف البيع أن يقال : إنّ البيع إنشاء تمليك عين بمال. ولا يرد على هذا التعريف شيء من الإيرادات الواردة على التعريف السابق.

ثمّ يقول : نعم ، يبقى على هذا التعريف أُمور منها ومنها ومنها ... مع ذكر الجواب على كلّ واحد من هذه الأُمور.

بعد ذلك يعرض حقيقة المصالحة في الجواب عن الإشكال الخامس

١٢١

الوارد على تعريفه البيع ، بأنّه إنشاء تمليك عين بمال.

ثمّ يذكر الفرق بين المصالحة والتمليك : بأنّ طلب المصالحة من الخصم لا يكون إقراراً له ، بخلاف طلب التمليك من الخصم فإنّه إقرار له.

وأخيراً يعرض ما أفاده الشيخ كاشف الغطاء في موارد استعمالات البيع بالمعنى الذي آمن به الشيخ الأنصاري فأنهاها إلى ثلاثة. ثمّ يأخذ في الإشكال على تلك الموارد المستعمل فيها لفظ البيع واحداً بعد الآخر.

ثانياً : في مورد «الغيبة» المسألة الرابعة عشر يقول : إنّها حرام بالأدلّة الأربعة فيذكرها. ثمّ يشرح الغيبة إعلالاً ، فيقول : إنّه اسم مصدر لإغتاب ، والمصدر : الاغتياب ، وبالفتح مصدر غاب. ثم يذكر ما ورد عن أهل اللغة في تعريف الغيبة ، وما أفاده الفقهاء في تحديدها وتعريفها. ويقارن بين التعريفين ، فيذكر الأخبار الواردة في تعريفها. ثمّ يتناول موضوع النـزاع بين الفقهاء حول الغيبة : فهل هي الغيبة المجرّدة عن قصد الانتقاص ، أم لا بدّ في حرمتها من قصد الانتقاص؟ وهل أنّ المراد من العيب : العيب الجلي ، أم العيب الخفي؟ وهل أنّ المحرَّم كليهما ، أم الخفي منهما؟ وهل أنّ المراد من الذكر في تعريف الغيبة هو الذكر باللسان كما هو المنصرف منه ، أو مطلق الذكر؟ وبعد أن يشرح تلك الموارد يستقرّ رأيه على أنّ المراد مطلق الذكر ؛ فيؤيّد مختاره بالأخبار والأدلّة.

ثمّ يأخذ في كفّارة الغيبة الماحية لأثرها ، وهو العقاب الأُخروي فيسهب في الكلام فيها. ويذكر موارد جواز الغيبة واستثنائها.

ثالثاً : في أوائل باب الخيارات عند ذكر العمومات الدالّة على أنّ الأصل هو اللزوم ، قال : منها قوله تعالى : (... أَوْفُوا بِالْعُقُودِ)(١) ، ثمّ

__________________

(١) سورة المائدة ٥ : ١.

١٢٢

قال : دلّ على وجوب الوفاء بكلّ عقد. والمراد بالعقد مطلق العهد ـ كما فسّر به في صحيحة ابن سنان المروية في تفسير علي بن إبراهيم ـ أو ما يسمّى عقداً لغةً وعرفاً. والمراد بوجوب الوفاء : العمل بما اقتضاه العقد في نفسه بحسب الدلالة اللفظية نظير الوفاء بالنذر. فإذا دلّ العقد ـ مثلاً ـ على تمليك العاقد ماله من غيره ، وجب العمل بما يقتضيه التمليك من ترتيب آثار ملكية ذلك الغير له. فأخذه من يده بغير رضاه ، والتصرّف فيه كذلك نقض لمقتضى ذلك العهد ، فهو حرام. فإذا حرم بإطلاق الآية جميع ما يكون نقضاً لمضمون العقد ـ ومنها التصرّفات الواقعة بعد فسخ المتصرّف من دون رضى صاحبه ـ كان هذا ملازماً مساوياً للزوم العقد(١).

وتلك النماذج أظهرت لنا قوّة استدلال الشيخ الأنصاري ، وسعة تفريعات مسائله ، وشمولية المواضيع التي بحثها لجميع الحجج الشرعية والعقلية.

١٤ ـ مدرسة القرن الرابع عشر الهجري

وتميّزت هذه المدرسة بنضوجها الفقهي ، وثراء استدلالها العقلي والشرعي ، ومن فقهائها :

١ ـ الشيخ رضا الهمداني (ت ١٣٢٦ هـ) ، وله كتاب مصباح الفقيه في شرح شرائع الإسلام ، خرج منه كتاب الصلاة ، الطهارة ، الخمس ، الزكاة.

٢ ـ المحقّق الخراساني ، المعروف بالآخوند (ت ١٣٢٩ هـ) ، وله

__________________

(١) المكاسب : ٢١٥ القسم الثالث.

١٢٣

رسالة في الفقه ، اللمعات النيّرة ، والقطرات والشذرات ، وتعليقة على المكاسب للشيخ الأنصاري.

ولا شكّ أنّ نشاطه الأُصولي كان قد طغى على نشاطه الفقهي. فليس له في الفقه أثر يقابل كتاب كفاية الأُصول.

٣ ـ السيّد محمّد كاظم الطباطبائي اليزدي (ت ١٣٣٧ هـ) ، تصدّى للإنجليز أثناء هجومهم على العراق ، واستشهد ولده السيّد محمّد الطباطبائي في ذلك. له كتاب العروة الوثقى ، وهو موسوعة فقهية دقيقة ، تشتمل على العبادات والمعاملات ، وفروع عباداتها أكثر من فروع معاملاتها.

٤ ـ الشيخ عبد الكريم الحائري (ت ١٣٥٥ هـ) ، مؤسّس الحوزة العلمية في قم المشرّفة. له كتاب الصلاة في الفقه مطبوع ، ورسائل في صلاة الجمعة ، والمواريث ، والنكاح ، والرضاع ، وحاشية فتوائية على العروة الوثقى.

٥ ـ الميرزا حسين النائيني (ت ١٣٥٥ هـ) ، له في الفقه رسالة لا ضرر ، ووسيلة النجاة. وكان من الفقهاء الكبار الذين وقفوا إلى جانب الدولة العثمانية في حربها ضدّ الانجليز. ألف كتاب تنبيه الأمّة وتنـزيه الملّة في الدفاع عن الحكومة الإسلامية ورفض الاستبداد. لم يعرف له أثر مكتوب بقلمه سوى كتاب تنبيه الأُمّة وتنزيه الملّة ، وما عداه تقريرات بأقلام تلامذته منها : فوائد الأصول للشيخ محمّد علي الكاظمي ، وأجود التقريرات للسيد الخوئي وهما في الأصول ، ومنية الطالب في شرح المكاسب للشيخ موسى النجفي ، وهو في الفقه.

إمّا رسالته العملية وسيلة النجاة ، فتكشف عن عمق أفكاره الفقهية ،

١٢٤

وقابليته على ضغط العبارات. ونعرض هنا نموذجاً لما ورد فيها :

«في الاحتياط. وفيه مسائل : الأُولى : حقيقة الاحتياط في كلّ مسألة هي الأخذ بالأوثق والمتيقّن في تلك المسألة. فإن كان متيقّناً بالنسبة إلى جميع محتملاتها ولم يعارضه احتياط آخر من جهة أُخرى كان حقيقياً حينئذ وموجباً للقطع بإصابة الواقع. ولو كان متيقّناً بالنسبة إلى بعضها كأقوال أهل العصر مثلاً ، أو العدة المعلومة أعلميّة أحدهم ، أو كان معارضاً باحتياط آخر ولكنّه كان أولى بالرعاية منه كالتطهّر بالمستعمل في رفع الحدث الأكبر عند الانحصار ونحو ذلك كان حينئذ إضافياً يوجب القطع بالخروج عن عهدة التكليف دون إصابة الواقع ...»(١).

٦ ـ محمّد حسين الأصفهاني (ت ١٣٦١ هـ) ، وله رسائل فقهية ثلاث ، هي : صلاة الجماعة ، وصلاة المسافر ، والإجارة ، طبعت تحت عنوان : بحوث في الفقه. وتلحظ في بحوث الشيخ الأصفهاني اللمسات الفلسفية في التعبير والتحليل.

ففي كتاب الإجارة ـ «في جواز إجارة المستأجر المشترط عليه الاستيفاء بنفسه» نلحظ النصّ التالي. فهو بعد أن يذكر بأنّ كلّ تصرّف مناف للحقّ باطل ، يبيّن بأنّ الحقّ إمّا يتعلّق بالعين كحقّ الشفعة وحقّ الرهانة ، وإمّا يتعلّق ، بغير العين بل بفعل وترك ، كحقِّ ترك الفسخ ، وحقِّ ترك الإجارة من الغير ، ثمّ يقول : «وإمّا الحقّ المتعلّق بفعل أو ترك فهو على قسمين :

أحدهما : ما يكون نسبة التصرّف المعاملي إلى مورد الحقّ نسبة

__________________

(١) وسيلة النجاة : الصفحة ج.

١٢٥

الشيءِ إلى نقيضه. كالإجارة بالإضافة إلى تركها المشروط على المستأجر ، وكالفسخ بالإضافة إلى تركه المشروط على المشتري مثلاً.

وثانيهما : ما يكون نسبة التصرّف المعاملي إلى مورد الحقّ نسبة الضدّ إلى ضدّه ، كالبيع بالنسبة إلى العتق المشروط على المشتري.

فإن كان من قبيل الأوّل فلا يعقل أن يكون الحقّ مانعاً عن نفوذ التصرّف المعاملي ، وذلك لأن متعلّق الالتزام إمّا ترك إنشاء الإجارة فقط أو ترك الإجارة بالحمل الشايع.

فإن كان الأوّل فلا محالة تتحقّق المخالفة للشرط بمجرّد الإنشاء فيسقط الحقّ فلا مانع من تأثير الإنشاء ، وتستحيل مانعية الحقّ عن وجود الإنشاء الذي التزم بتركه.

وإن كان الثاني فمن المسلّم في محلّه والمحقّق عند أهله أنّ القدرة على متعلّق الشرط شرط صحّته ، فلا بدّ من أن يكون ترك الإجارة بالحمل الشايع مقدوراً عليه في ظرف العمل بالالتزام وأداء الحقّ. وإذا كان الترك مقدوراً عليه كان الفعل مقدوراً عليه لاستواء نسبة القدرة إليهما ...»(١).

والصبغة الفلسفية في التحليل واضحة ، كذكر النقيض والضدّية والحمل الشايع والشرط والإنشاء والمانعية ونحوها ، ولا تحتاج إلى عرض إضافي.

٧ ـ السيّد أبو الحسن الأصفهاني (ت ١٣٦٥ هـ) ، عُرف بحسن إدارة الحوزة العلمية بعد أُستاذه الآخوند الخراساني ، له رسالة عملية في الفقه.

٨ ـ الشيخ محمّد حسين آل كاشف الغطاء (ت ١٣٧٣ هـ) ، وكتابه

__________________

(١) بحوث في الفقه : ١١٧ كتاب الاجارة.

١٢٦

الموسوم بـ : تحرير المجلة حيث أضاف رأي الفقه الإمامي إلى مجلّة الأحكام العدلية. وتلك المجلّة كانت مجموعة من فتاوى فقهية في الأحوال الشخصية على المذهب الحنفي ، صدرت عام ١٨٦٩ م عن حكومة الدولة العثمانية. وكانت موادّها القانونية ملزمة في تركيا وغيرها من بلدان الدولة العثمانية عدا مصر.

٩ ـ السيّد حسين البروجردي (ت ١٣٨٠ هـ) ، أشرف على تأليف جامع أحاديث الشيعة ، الذي أراد له أن يكون محوراً للبحث الفقهي بدلاً عن وسائل الشيعة ، وذلك لأنّه كان يؤمن بأنّ في وسائل الشيعة من خصائص سلبية كالتكرار والتقطيع والفضول ممّا لا تنسجم مع متطلّبات البحث الفقهي.

١٠ ـ السيّد محسن الحكيم (ت ١٣٩٠ هـ) ، وكتابه الفقهي مستمسك العروة الوثقى في أربعة عشر مجلّداً ، وهو شرح استدلالي لكتاب العروة الوثقى للسيّد كاظم اليزدي (ت ١٣٣٧ هـ) ، ويتميّز المستمسك بدقّة علمية من خلال الاعتماد على أُصول المذهب والروايات الصحيحة سنداً والمتينة متناً.

خذ على سبيل المثال تعليقه على مسألة صلاة الصبي قبل البلوغ ثمّ بلغ في أثناء الوقت فالأقوى كفايتها : «لما عرفتَ من أنّ عموم حديث (رفع القلم عن الصبي حتّى يحتلم)(١) بمناسبة وروده في مقام الامتنان ، إنّما يرفع التكليف والإلزام. لأنّه الذي في رفعه الامتنان لا غير. فيكون فعل الصبي كفعل البالغ من جميع الجهات إلاّ من حيث الإلزام. فإنّه غير ملزم به وإن

__________________

(١) الوسائل ١/٤٥ ح ١١.

١٢٧

كان واجداً لملاك الإلزام كفعل البالغ. فإذا جاء به الصبي في حال صباه فقد حصل الغرض وسقط الأمر ، فلا مجال للامتثال ثانياً. وكذا الحال فيما لو بلغ في أثناء الصلاة»(١).

والمحصّل : إنّ مدرسة القرن الرابع عشر الهجري أضافت للفقه الشيعي الإمامي الكثير من الأفكار الخاصّة بالتكليف الشرعي في زماننا. وكان عمقها العقلي والفلسفي متميّزاً ورائداً في حقله.

١٥ ـ مدرسة القرن الخامس عشر الهجري

هذه المدرسة معاصرة. وفيها من عمق الاستدلال والبحث عن الحجّية ما لا يخفى. ونأمل أن نعرض آراء روّادها في كتاب آخر بإذنه تعالى ، ومن فقهائها :

١ ـ السيّد الشهيد محمّد باقر الصدر (ت ١٤٠٠ هـ) ، له شرح على العروة الوثقى ، والفتاوى الواضحة.

٢ ـ السيّد الموسوي الخميني (ت ١٤٠٩ هـ).

٣ ـ السيّد أبو القاسم الخوئي (ت ١٤١٣ هـ).

٤ ـ السيّد محمّد رضا الكلبايكاني (ت ١٤١٤ هـ).

٥ ـ الشيخ محمّد علي الأراكي (ت ١٤١٥ هـ).

وفقهاء آخرون أثروا المكتبة الفقهية الشيعية بآثارهم العلمية المتميّزة ، تغمّدهم الله تعالى برحمته ، وحفظ الأحياء منهم بتسديده وعنايته.

والحمد لله ربّ العالمين.

__________________

(١) مستمسك العروة الوثقى ٥ / ١٧١.

١٢٨

مصادر البحث

١ ـ القرآن المجيد.

٢ ـ أحكام القرآن ، لأبي بكر ، أحمد بن علي الرازي الجصاص (ت ٣٧٠ هـ). الأوقاف الاسلامية ـ استانبول ١٣٣٥ هـ.

٣ ـ أحكام النساء ، لأبي عبد الله ، محمّد بن محمّد بن النعمان ، المعروف بالشيخ المفيد (ت ٤١٣ هـ). نسخة خطية ـ مكتبة آية الله المرعشي النجفي ـ قم المشرفة رقم ٢٤٣ ـ ١.

٤ ـ الاختصاص ، المنسوب إلى محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي ، المعروف بالشيخ المفيد (ت ٤١٣ هـ). تحقيق : علي أكبر الغفاري. مؤسسة النشر الإسلامي ـ قم المشرفة ١٤١٤ هـ.

٥ ـ الإعلام بما اتفقت عليه الإمامية من الأحكام ، للشيخ المفيد (ت ٤١٣ هـ). دار المفيد ـ بيروت ١٤١٤ هـ.

٦ ـ إعلام الورى بأعلام الهدى ، لأبي علي ، الفضل بن الحسن الطبرسي (ت ٥٤٨ هـ). المطبعة الحيدرية ـ النجف الأشرف ١٣٩٠ هـ.

٧ ـ الأمالي ، للشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان (ت ٤١٣ هـ). دار المفيد ـ بيروت ١٤١٤ هـ.

٨ ـ بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار ، لمحمّد باقر المجلسي (ت ١١١٠ هـ). مؤسّسة الوفاء ـ بيروت ١٩٨٣ م.

٩ ـ بحوث في الفقه (رسائل فقهية ثلاث في صلاة الجماعة ، وصلاة المسافر ، والإجارة) ، لمحمّد حسين الاصفهاني (ت ١٣٦١ هـ). جامعة المدرسين ـ قم المشرفة.

١٠ ـ بصائر الدرجات في فضائل آل محمّد عليهم‌السلام ، لمحمّد بن الحسن الصفار. تصحيح الميرزا محسن كوجه باغي. منشورات الأعلمي ـ طهران ١٤٠٤ هـ.

تاريخ الكوفة

١١ ـ تحرير الأحكام. أبي منصور الحسن بن يوسف المطهر ، المعروف بالعلاّمة الحلّي (ت ٧٢٦ هـ). مؤسسة آل البيت عليهم‌السلام ـ قم المشرفة.

١٢٩

١٢ ـ تحف العقول عن آل الرسول عليهم‌السلام لابن شعبة الحرّاني. تحقيق : علي أكبر الغفّاري. مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين ـ قم ١٤٠٤ هـ.

١٣ ـ تذكرة الفقهاء. للحسن بن يوسف بن علي بن مطهّر ، المعروف بالعلاّمة الحلي (ت ٧٢٦ هـ). تحقيق وطبع مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام ـ قم المشرفة ١٤١٤ هـ.

١٤ ـ تنقيح المقال في علم الرجال. لعبد الله المامقاني (ت ١٣٥١ هـ). تحقيق محيي الدين المامقاني. مؤسسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ـ قم المشرفة ١٤٢٣ هـ.

١٥ ـ تنوير الحوالك في شرح موطأ مالك. لجلال الدين السيوطي (ت ٩١١ هـ). تحقيق : محمّد عبد العزيز الخالدي. دار الكتب العلمية ـ بيروت ١٤١٨ هـ.

١٦ ـ تهذيب الأحكام في شرح المقنعة للشيخ المفيد. للشيخ أبي جعفر ، محمّد ابن الحسن الطوسي (ت ٤٦٠ هـ). دار الكتب الإسلامية ـ طهران.

١٧ ـ الجمل والعقود ، لمحمّد بن الحسن الطوسي (ت ٤٦٠ هـ). ضمن الرسائل العشرة. مكتبة آية الله المرعشي ـ قم المشرفة.

١٨ ـ جواهر الفقه ، للقاضي عبد العزيز الطرابلسي ، المعروف بابن البراج (ت ٤٨١ هـ). جماعة المدرسين ـ قم المشرفة ١٤١١ هـ.

١٩ ـ جواهر الكلام في شرح شرائع الاسلام. لمحمّد حسن النجفي (ت ١٢٦٦ هـ). تحقيق : محمود القوجاني. الكتب الإسلامية ـ طهران ، بدون تاريخ.

٢٠ ـ حرمة ذبائح أهل الكتاب. للشيخ البهائي (ت ١٠٣١ هـ). تحقيق السيد زهير الأعرجي. الأعلمي ـ بيروت ١٩٩٠ م.

٢١ ـ حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ، لأبي نعيم الأصفهاني. دار الكتاب العربي في ١٠ مجلدات ـ بيروت ، بدون تاريخ.

٢٢ ـ خاتمة المستدرك. للميرزا النوري (ت ١٣٢٠ هـ). تحقيق ونشر : مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ـ قم ١٤١٦ هـ.

٢٣ ـ الخصال ، لأبي جعفر ، محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ،

١٣٠

المعروف بالشيخ الصدوق (ت ٣٨١ هـ). تحقيق : علي أكبر الغفاري. الأعلمي ـ بيروت ١٤١٠ هـ.

٢٤ ـ الخلاف في الأحكام. لأبي جعفر ، محمّد بن الحسن الطوسي (ت ٤٦٠ هـ). المطبعة العلمية ـ طهران ، بدون تاريخ.

٢٥ ـ الدروس الشرعية في فقه الإمامية ، لمحمّد بن مكي العاملي ، المعروف بالشهيد الأول (ت ٧٨٦ هـ). طبعة حجرية. صادقي ـ قم المشرفة ، بدون تاريخ.

٢٦ ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، للشيخ آغا بزرك الطهراني (ت ١٣٨٩ هـ). دار الأضواء ـ بيروت ١٤٠٣ هـ.

٢٧ ـ ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة ، لمحمّد بن مكي العاملي ، المعروف بالشهيد الأول (ت ٧٨٦ هـ). طبعة حجرية ، طهران ١٢٧١ هـ.

٢٨ ـ رجال الكشي (اختيار معرفة الرجال) ، لأبي جعفر ، محمّد بن الحسن الطوسي (ت ٤٦٠ هـ). تحقيق : ميرداماد الأسترآبادي ، السيّد مهدي الرجائي. مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ـ قم.

٢٩ ـ رجال النجاشي ، لأحمد بن علي النجاشي (ت ٤٥٠ هـ). جماعة المدرسين ـ قم المشرفة ١٤٠٧ هـ.

٣٠ ـ روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات ، لمحمّد باقر بن السيد زين العابدين الخوانساري (ت ١٣١٣ هـ). فرغ من تأليفه سنة ١٢٨٦ هـ ، وطبع في ثمانية أجزاء في إيران.

٣١ ـ الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية ، لزين الدين الجبعي العاملي ، المعروف بالشهيد الثاني (ت ٩٦٥ هـ). تصحيح السيد محمّد كلانتر. نشر دار العالم الاسلامي ـ بيروت.

٣٢ ـ رياض المسائل ، للسيد علي بن محمّد علي الطباطبائي (ت ١٢٣١ هـ). تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ـ قم المشرفة ١٤١٨ هـ.

٣٣ ـ زبدة البيان في أحكام القرآن ، لأحمد بن محمّد ، المعروف بالمقدَّس الأردبيلي (ت ٩٩٣ هـ). المكتبة المرتضوية ـ طهران.

٣٤ ـ السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي ، لمحمّد بن منصور العجلي ، المشهور بابن

١٣١

أدريس الحلّي (ت ٥٩٨ هـ). طبعة حجرية ، إيران ١٢٧٠ هـ.

٣٥ ـ سنن النسائي ، لأحمد بن شُعيب. تصحيح عبد الوارث محمّد علي. دار الكتب العلمية ـ بيروت ١٤١٦ هـ.

٣٦ ـ شرح نهج البلاغة ، لعز الدين بن هبة الله بن أبي الحديد (ت ٦٥٥ هـ). تحقيق : محمّد أبو الفضل إبراهيم البابي الحلبي ـ القاهرة ١٩٥٩ م.

٣٧ ـ الصحاح (تاج اللغة وصحاح العربية). لإسماعيل بن حمّاد الجوهري (ت ٤٠٠ هـ). دار العلم للملايين ـ بيروت ١٤٠٧ هـ.

٣٨ ـ صحيح البخاري ، لمحمّد بن إسماعيل البخاري (ت ٢٥٦ هـ). عالم الكتب ـ بيروت ١٤٠٦ هـ.

٣٩ ـ الطبقات الكبرى ، لمحمّد بن سعد ، كاتب الواقدي (ت ٢٣٠ هـ). طبعة ليدن سنة ١٣٢٢ هـ.

٤٠ ـ عناوين الأُصول. للسيّد مير عبد الفتاح الحسيني المراغي (ت ١٢٥٠ هـ). طبعة جماعة المدرسين ـ قم المشرفة ١٤١٧ هـ.

٤١ ـ غنية النـزوع إلى علمي الأصول والفروع ، لمحمّد بن حمزة الحسيني الحلبي المعروف بابن زهرة (ت ٥٨٥ هـ). ضمن كتاب (الجوامع الفقهية) طبعة حجرية. مكتبة آية الله المرعشي النجفي ـ قم المشرفة ١٤٠٤ هـ.

٤٢ ـ فتح الباري بشرح صحيح البخاري ، لأحمد بن علي العسقلاني ، المعروف بابن حجر (ت ٨٥٢ هـ). دار المعرفة ـ لبنان.

٤٣ ـ الفصول المهمة في أصول الأئمة ، للحرّ العاملي (ت ١١٠٤ هـ). تحقيق : محمّد بن محمّد الحسين القائيني. مؤسّسة (معارف إسلامي إمام رضا عليه‌السلام) ـ قم ١٤١٨ هـ.

٤٤ ـ الفوائد الرجالية ، للسيّد بحر العلوم (ت ١٢١٢ هـ). تحقيق : محمّد صادق بحر العلوم ، وحسين بحر العلوم. مكتبة الصادق ـ طهران ١٤٠٥ هـ.

٤٥ ـ الفهرست ، لأبي جعفر ، محمّد بن الحسن الطوسي (ت ٤٦٠ هـ). المكتبة المرتضوية ـ النجف الأشرف ، بدون تاريخ.

٤٦ ـ الفهرست. لأبي الفرج ، محمّد بن اسحاق النديم الكاتب الورّاق البغدادي

١٣٢

(ت ٣٨٥ هـ). مطبعة جامعة طهران ١٣٩١ هـ.

٤٧ ـ الكافي في الفروع والأُصول ، للشيخ أبي جعفر ، محمّد بن يعقوب الكليني (ت ٣٢٩ هـ). دار الكتب الإسلامية ـ طهران.

٤٨ ـ كنـز العرفان في فقه القرآن ، للفاضل المقداد بن عبد الله السيوري (ت ٨٢٦ هـ). المرتضوية ـ طهران ، بدون تاريخ.

٤٩ ـ كنـز العمال من سنن الأقوال والأفعال ، لعلاء الدين المتقي الهندي (ت ٩٧٥ هـ). الطبعة الثانية. جمعية دائرة المعارف العثمانية ـ حيدر آباد ١٣٦٩ هـ.

٥٠ ـ لسان العرب ، لابن منظور ، محمّد بن مكرّم. مطبعة الجوائب ـ مصر ١٣٠٠ هـ.

٥١ ـ المبسوط في فقه الإمامية ، لأبي جعفر ، محمّد بن الحسن الطوسي (ت ٤٦٠ هـ). المرتضوية ـ طهران ، بدون تاريخ.

٥٢ ـ مجمع البيان في تفسير القرآن ، لأبي عليّ ، الفضل بن الحسن الطبرسي (ت ٥٤٨ هـ). مطبعة العرفان ـ صيدا ١٣٣٣ هـ.

٥٣ ـ مجمع الفائدة والبرهان في شرح إرشاد الأذهان ، لأحمد بن محمّد ، المعروف بالمقدَّس الأردبيلي (ت ٩٩٣ هـ). جماعة المدرسينـ قم المشرفة ، بدون تاريخ.

٥٤ ـ المراسم العلوية في الأحكام النبوية ، لأبي يعلى حمزة بن عبد العزيز الديلمي ، الملقب بـ : (سلاّر) (ت ٤٤٨ هـ). ضمن كتاب (الجوامع الفقهية). طبعة حجرية. آية الله المرعشي ـ قم المشرفة ١٤٠٤ هـ.

٥٥ ـ المستدرك على الصحيحين ، لأبي عبد الله الحاكم النيسابوري (ت ٤٠٥ هـ). دار المعرفة ـ بيروت ، بدون تاريخ.

٥٦ ـ مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل ، للميرزا حسين النوري الطبرسي (ت ١٣٢٠ هـ). تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ـ قم المشرفة ١٤٠٨ هـ.

٥٧ ـ مستمسك العروة الوثقى ، للسيّد محسن الحكيم (ت ١٣٩٠ هـ). مطبعة

١٣٣

الآداب ـ النجف الاشرف ١٣٨٩ هـ.

٥٨ ـ مستند الشيعة في أحكام الشريعة ، لأحمد بن محمّد مهدي النراقي (ت ١٢٤٥ هـ). تحقيق وطبع مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام ـ قم المشرفة.

٥٩ ـ المعتبر في شرح المختصر ، لنجم الدين جعفر بن الحسن ، المعروف بالمحقّق الحلّي (ت ٦٧٦ هـ). سيد الشهداء ـ قم المشرفة ، بدون تاريخ.

٦٠ ـ المقنع ، لأبي جعفر ، محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي ، المعروف بالشيخ الصدوق (ت ٣٨١ هـ). ضمن كتاب (الجوامع الفقهية). طبعة حجرية. مكتبة آية الله المرعشي ـ قم المشرفة ١٤٠٤ هـ.

٦١ ـ المقنعة ، لأبي عبد الله ، محمّد بن محمّد بن النعمان ، المعروف بالشيخ المفيد (ت ٤١٣ هـ). جماعة المدرسين ـ قم المشرفة ١٤١٠ هـ.

٦٢ ـ المكاسب ، للشيخ مرتضى الأنصاري (ت ١٢٨١ هـ). خط طاهر خوشنويس. تبريز. طبعة حجرية ١٣٧٥ هـ.

٦٣ ـ منتهى الطلب ، لأبي منصور ، الحسن بن يوسف المطهّر ، المعروف بالعلاّمة الحلّي (ت ٧٢٦ هـ). طبعة حجرية ـ قم المشرفة ، بدون تاريخ.

٦٤ ـ من لا يحضره الفقيه ، لمحمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي ، المعروف بالشيخ الصدوق (ت ٣٨١ هـ). الأعلمي ـ بيروت ١٤٠٨ هـ.

٦٥ ـ ميزان الاعتدال ، لشمس الدين محمّد بن أحمد الذهبي (ت ٧٤٨ هـ). تحقيق : عبد الفتاح أبو سنّة. دار الكتب العلمية ـ بيروت ١٤١٦ هـ.

٦٦ ـ نضد القواعد الفقهية على مذهب الامامية ، للفاضل المقداد بن عبد الله السيوري (ت ٨٢٦ هـ). مكتبة آية الله المرعشيـ قم المشرفة ١٤٠٣ هـ.

٦٧ ـ النهاية في غريب الأثر ، لمجد الدين أبي السعادات ، المبارك بن محمّد الجرزي ، ابن الأثير (ت ٦٠٦ هـ). المكتبة العلمية ـ بيروت ، بدون تاريخ.

٦٨ ـ نهج البلاغة ، جمع الشريف الرضي. شرح محمّد عبده ، دار الذخائر ـ قم ١٤١٢ هـ.

٦٩ ـ نهج البلاغة ، جمع الشريف الرضي من كلام الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، مصورة من نسخة مخطوطة نادرة من القرن الخامس الهجري ،

١٣٤

إعداد السيد محمود المرعشي. مكتبة آية الله المرعشي ـ قم المشرفة ١٤٠٦ هـ.

٧٠ ـ نهج الحق وكشف الصدق ، لجمال الدين الحسن بن يوسف بن المطهّر ، المعروف بالعلاّمة الحلّي (ت ٧٢٦ هـ). تحقيق : عين الله الحسني الأرموي. دار الهجرة ـ قم المشرفة ١٤٠٧ هـ.

٧١ ـ الوافي ، لمحمّد محسن الفيض الكاشاني (ت ١٠٩١ هـ). ايران ط حجرية ١٣٢٤ هـ.

٧٢ ـ وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة ، لمحمّد بن الحسن ، الحرّ العاملي (ت ١١٠٤ هـ). دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ١٩٨٣ م.

٧٣ ـ وسيلة النجاة ، للميرزا حسين النائيني (ت ١٣٥٥ هـ). المطبعة العلوية ـ النجف الأشرف ١٣٤٢ هـ.

١٣٥

شعـر منصور النّمـري

يقظـة بعـد غفلـة

الشيخ عبد الرسول الغفاري

بسم الله الرحمن الرحـيم

نسبه :

منصور بن الزبرقان ، وقيل : منصور بن سلمة بن الزبرقان بن شريك بن مطعم الكبش ، ينتهي نسبه إلى النَّمر بن قاسط.

وهو من ربيعة بن نزار ، وكنيته : أبو الفضل ، أو أبو القاسم. كانت ولادته في رأس العين بجزيرة ابن عمر بالشام ، كما في طبقات ابن المعتز(١).

وجاء في الأغاني : وهو من أهل الجزيرة ، وكان مسكنه بالشام(٢).

وفي معجم البلدان لياقوت : (... ويقال رأس العين مدينة كبيرة

__________________

(١) طبقات الشعراء : ٢٤٢ وأعيان الشيعة : ٤٨ / ١٠٨.

(٢) الاغاني : ١٢ / ١٧.

١٣٦

مشهورة من مدن الجزيرة بين حرّان ونصيبين ودنيسر)(١).

وكان مقدّماً عند الرشيد ، ويمتُّ إليه باُمّ العباس بن عبد المطلب ، وهي نَمرِيّة غَرَيّة ، واسمها : نُتيلة ، وكان الرشيد يُعطيه ويجزل ، وكان يُظهر له أنّه عبّاسي الرأي منافر لآل عليّ ولغيرهم(٢).

وفي ضبط كلمة النّمري ، جاء عند السمعاني في الأنساب : بفتح النون والميم وفي آخره الراء.

شاعرية النّمري :

يُعدّ النّمري من الشعراء المجيدين ، الذين لهم عناية خاصّة في شعرهم ، فهو لا يذيع ما ينظمه إلاّ بعد التنقيح والتعديل والاعتناء المتزايد.

نقل المرزباني في موشّحه : إنّ النّمري قال لأبي العتاهية(٣) ـ عندما سأله : كم تقول في اليوم من الشعر ... ثمّ ردّ عليه النّمري : نعم ، أمّا على قولك.

* ألا يا عتب الساعة الساعة *

فأنت تقول ما شئت ، ولكنّي ما أخرج القصيدة إلاّ بعد شهر حتى أمحو بيتاً وأجدد بيتاً ثم أخرجها ، وإنما الشعر عقل المرء يظهره(٤).

هذا كلام من يعتني عناية شديدة في انتخاب ألفاظه ، وانتقاء معانيه ، وهو ما يزال يجهد فكره وخياله حتى يسعف سامعيه بالجميل من الكلام ،

__________________

(١) معجم البلدان : ٣ / ١٣.

(٢) الشعر والشعراء لابن قتيبة : ٥٩٠.

(٣) ذكرنا ذلك في شعر أبي العتاهية ، انظر كتابنا (حقيقة الزهد عند أبي العتاهية).

(٤) الموشح : ٢٥٦.

١٣٧

وبالطرائف والظرائف النادرة.

وكان مُجيداً للشعر ، حتّى قالوا فيه : إنّ أمدح بيت قالته العرب قول منصور النّمري :

إنَّ المَكارِمَ والمعروفَ أوديةٌ

أحلّكَ اللهُ مِنها حَيثُ تَجْتَمِعُ

وقال فيه ابن المعتزّ ـ مشيراً إلى إحدى قصائده ـ : «... وهذه القصيدة عجيبة في المدح فصيحة وتشبيبها في الشيب لم يقل مثله أحد»(١).

وقال فيه أيضاً مادحاً : إنّه من فحولة المحدّثين(٢).

قال المرزباني في تلخيص أخبار شعراء الشيعة : كان عربيّ الألفاظ ، جيّد الشعر ، وقيل ما كسب أحد بالشعر كسبه ، مدح الخلفاء مع أنّه كان يسر التشيّع فإذا ظهر عليه أسهب بمدح بني العبّاس إلاّ أنه ظهرت أشعاره بعد موته ...(٣).

وقال الخطيب البغدادي : بسنده عن حمّاد بن إسحاق قال : كان أبي عند الفضل بن يحيى وعنده مسلم بن الوليد الأنصاري ومنصور النّمري ينشدانه. فقال : احكم بينهما. فقلت : الحكم عيب عليَّ والأمير أولى من حكم ، وقد سمع شعرهما.

قال : أقسمت عليك لما فعلت ، قلت : هما صديقان شاعران وقل من حكم بين الشعراء فسلم منهم ، ولكن إن أحبّ الأمير وصفت له شعرهما. قال : فصفه.

__________________

(١) طبقات الشعراء : ٢٤٣.

(٢) طبقات الشعراء : ٢٤٨.

(٣) أعيان الشيعة ٤٨ / ١٠٨.

١٣٨

قلت : أمّا منصور النّمري فغريب البنا ، قريب المعنى ، سهل كلامه ، صعب مرامه ، سليم المتون ، كثير العيون ، وأمّا مسلم فمزج كلام البدويّين بكلام الحضريّين ، وضمّنه المعاني اللطيفة ، والألفاظ الظريفة فله جزالة البدويّين ورقّة الحضريّين.

قال : أبيت أن تحكم فحكمت ، منصور أشعرهما(١).

صلات النّمري بالشعراء وذوي السلطان :

علاقته بالشاعر كلثوم بن عمرو العتّابي :

اتصل الشاعر بكلثوم بن عمرو العتّابي (ت ٢٢٠ هـ) ، وهو شامي ، نزل بغداد ، وقد ذكر الأصفهاني أنّه كان مؤدّباً وأُستاذاً للنَّمري ، وعلى هذا فهو تلميذ وراوية العتّابي ، وعنه أخذ(٢).

وقال ابن المعتز في طبقاته : إنّ النَّمري كان يجلّ العتّابي ويعظّمه ؛ لقناعته وديانته ؛ ولعلمه وسعة أدبه(٣) ، وقد ساعد العتّابي تلميذه النَّمري في الانتقال من الشام إلى بغداد وإيصاله إلى الرشيد(٤).

وفي رواية ثانية : إنّ النّمري كان قد مدح الفضل بن يحيى البرمكي بقصيدة ـ وهو مقيم بالجزيرة ـ فأوصلها العتّابي إليه ، واسترفده له ، وسأله استصحابه ؛ فأذن له في القدوم ، فحظي عنده(٥).

كان العتّابي هو الشاعر المجيد ذو المنزلة المرموقة عند الرشيد

__________________

(١) تاريخ بغداد ١٣ / ٦٧ ـ ٦٨.

(٢) وفيات الاعيان ٤ / ١٢٣.

(٣) طبقات الشعراء : ٢٤٢.

(٤) الأغاني ١٣ / ١٤٠.

١٣٩

والوزراء ، وقد نال منهم الهبات والنوائل ، ولمّا قدم النّمري على الرشيد واعجب بشعره وأدبه ؛ استأثره على غيره وأصبح يُضاهي العتّابي ؛ ممّا تولّدت بينهما العداوة والبغضاء.

علاقة النّمري بمروان بن أبي حفصة :

سلك شاعرنا مذهب مروان في مدح العباسيّين ، إذ فطن النَّمري إلى منزلة مروان عند الرشيد وماله من تفضيل وحفاوة وتقدير ونيل الجوائز والهبات ، والنّمري استطاع ـ بذكائه وجودة أدبه ـ أن يتقرّب إلى الرشيد ويحتلّ موقعاً جيّداً يغبطه عليه سائر الشعراء ومنهم مروان ، فلا عجب إذا كانت الهبات مصيرها نحو النّمري وحرمان ابن أبي حفصة أن تؤدّي إلى العداوة والبغضاء ، بين الشاعرين.

يقول النّمري : وألحقني الرشيد بمروان ، وأمر لي بمائة ألف درهم أمّا مروان فكان يقول : هذا الشامي ـ أي النّمري ـ وأنا حجازي أفتراه يكون أشعر منّي؟!

وفي ذلك يقول الأصفهاني : ودخله من ذلك ما يدخل مثله من الغمّ والحسد(١).

علاقته بسلم الخاسر والخريمي :

اجتمع النّمري مع سلم والخريمي عند الرشيد ، أو عند المأمون قبل خلافته. ولم نقف على تفصيل في ما يخصّ هذه العلاقة بين الشاعر

__________________

(١) الأغاني ١٢ / ١٧.

١٤٠