تراثنا ـ العددان [ 85 و 86 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العددان [ 85 و 86 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤١٤

إنَّا إلى الله راجعونَ على

سَهْوِ اللّيالي وَغَفْلةِ النُّوَبِ

غدا عليٌّ ورُبَّ مُنْقَلَب

أشأمَ قَدْ عادَ غيرَ مُنْقَلبِ

فاغترَّهُ السّيفُ وَهْوَ خادِمُهُ

متى يُهِبْ في الوَغَى به يُجِبِ (١)

أودى ولو مَدّ عَيْنَهُ أسَدَ

الغاب لناجى السَّرحانَ في هَرَبِ (٢)

يا طُولَ حُزْني ولَوْعَتي وتبا

ريحي ، ويا حَسْرَتي ويا كُرَبِي

لِهَولِ يَوْم تَقَلَّصَ العِلْمُ والدِّينُ

بِثَغْرَيْهِما عَنِ الشَّنَبِ (٣)

ذَلِكَ يَومٌ لَمْ تَرْمِ جائحَةٌ

بِمِثْلِهِ المُصْطَفى وَلَمْ تُصِبِ (٤)

يَومٌ أصَابَ الضُّحى بِظُلْمَتِهِ

وَقَنَّعَ الشّمسَ من دُجَى الغُهَبِ (٥)

وغادَرَ المعولاتِ مِنْ هَاشمِ

الخَيرِ حَيارى مَهْتُوكَةَ الحُجُبِ

بعد تلك الأبيات الرثائية المفجعة ، ينقلنا ديك الجنِّ إلى الحوادث التي ألمّت بأمير المؤمنين عليه‌السلام ، وتآمر القوم بعد استشهاد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ؛ فأقصوا وصيّه من الخلافة ؛ فهذا عمر بن الخطّاب قد أظهر لهاشم عداوته ، واجتمع الزمان مع القوم في خناقه ومعاندته لآل الرسول عليهم‌السلام حتّى صرعهم بين قتل وسبي ، وفي هذا المعنى إشارة صريحة في الأبيات السابقة.

ثمّ تجد في البيت : (فاغترّهُ السيفُ وهو خادمه ...) إشارة على مصرع الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام بسيف الغدر والخيانة ، إذْ أقدم ابن ملجم المرادي في تحقيق مأربه ، فاستلّ سيفه ؛ ليغتال أمير العلم والمعرفة والبيان

__________________

(١) اغترّه : غافله.

(٢) السّرحان : الذئب.

(٣) الشّنب : الأسنان.

(٤) جائحة : بليّة.

(٥) غهب : غيهب : ظلمة.

١٨١

علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

فيا عجباً من السيف الذي كان خادماً مطيعاً لأمر مولاه وإذا يسقط مولاه صريعاً في محرابه ، هذا البطل الضرغام الذي كانت تهابه الأسود والسباع ...!

ثمّ يتحسّر الشاعر على مصرع سيّده أمير المؤمنين عليه‌السلام ويشتدّ جزعه ، إنّه يوم تذهل فيه العقول ، ويخرس كلّ منطيق ، حتّى بدى الفجر مظلماً مسودّاً ؛ لهول المصاب ، واختفت الشمس بقناع الليل الحالك في ظلامه.

تَمْرِي عُيُوناً على أبِي حَسَن

مَحْفوفةً بالكُلومِ والنّدَبِ (١)

تَغْمُرُ رَبْعَ الهُمومِ أعيُنُها

بالدَّمعِ حُزْناً لِرَبْعِها الخَرِبِ

تَئِنُّ والنَّفْسُ تَسْتَدِيرُ بِها

رَحَىً مِن المَوْتِ مَرّةَ القطبِ (٢)

لَهْفِي لِذاك الرّواءِ أم ذلِكَ

الرأي ، وتِلكَ الأنباءِ والخطبِ (٣)

يا سَيّدَ الأوصياءِ والعاليَ

الحجّةِ والمُرْتَضَى وذا الرُتَبِ

إنْ يَسْرِ جَيشٌ الهُمُومِ مِنْكَ إلى

شَمْسِ مِنىً والمَقامِ والحُجُبِ (٤)

فَرُبّمَا تَقْعَصُ الكُماةَ بأقـ

ـدَامِكَ قَعْصاً يُجثي على الرُّكَبِ (٥)

ورُبَّ مُقْوَرَّة مُلَمْلَمَة

في عارِض للحمامِ مُنْسَكِبِ (٦)

__________________

(١) تمري عيوناً : تمسحها لترسل دمعاً. الكلوم : الجراح. النَّدب : آثار الجراح الباقية على الجلد.

(٢) تستدير : تدور. القطب : حديدة تدور عليها الرّحى.

(٣) الرّواء : حسن المنظر. الخطب : الخطوب : الأمور العظيمة المكروهة.

(٤) منى : بلدة قرب مكّة ينزلها الحجّاج أيام الحج ؛ لاداء بعض المناسك.

(٥) تقعصه : تقتله مكانه. الكماة جمع كميّ : الشجاع المقدام.

(٦) مقوّرة : ضامرة. ململمة : مجتمعة. الحِمام : الموت.

١٨٢

فَلَلْتَ أرجاءَها وَجَحْفَلَها

بذي صِقال كوامِضِ الشُّهُبِ (١)

أو أسْمرِ الصَّدْرِ أصفَر أزرقِ

الرّأسِ وإنْ كانَ أحْمَرَ الحَلَبِ (٢)

أوْدى عليٌّ صلّى على روحِهِ

الله صَلاةً طَويلَةَ الدّأبِ

وكُلُّ نفس لِحَيْنِها سَببٌ

يَسْري إليهَا كهيئَةِ اللَّعِبِ (٣)

الناسُ بالغيبِ يَرْجُمُونَ وما

خِلْتُهُمُ يَرْجُمونَ عن كَثَبِ (٤)

وفي غد فاعْلَمَنْ لِقاؤهُمُ

فإنَّهُمْ يَرْقُبونَ ، فارتَقِبِ

بمصرع الإِمام علي عليه‌السلام نزفت عيون الهاشميّات دماً ، فهي مكلومة إلى الأبد ، وأمّا ديارهنّ فقد أصابها البلى ، واعتراها الخراب والدمار ، وإنّ دار أبي حسن هي مهوى الدموع وهي دار الهموم والأحزان ، وأمّا العقائل من المخدّرات ، فقد لازمن الحزن ـ وهو سرمدي لهنّ ـ ونفسهن توّاقة للموت بعد الإمام علي عليه‌السلام ، وهكذا رحى الموت يستدير بهنّ إذ لا خير في البقاء بعد أبي الحسن.

وبعد ذلك يتحسّر ديك الجنّ مرّة بعد مرّة على فقدان أمير المؤمنين عليه‌السلام ، أمير العدل والجمال والعقل والمعرفة ، ويعدّد مناقبه ومآثره في الحرب والسلم ، ثمّ يختم قصيدته بالصلاة على أمير المؤمنين عليه‌السلام.

وممّا قاله في رثاء الإمام الحسين عليه‌السلام :

جَاؤوا برأسِكَ يا بنَ بنتِ محمّـد

مُتَرَمِّلاً بِدِمائهِ تَرمِيلاً

وكأنَّما بِكَ يا بن بنتِ محمّـد

قَتَلُوا جِهاراً عامِدينَ رَسُولا

__________________

(١) فللت : هزمت.

(٢) الحَلَب : اللبن ، هنا يقصد الدم.

(٣) حَيْن : هلاك ، مرت.

(٤) يرجمون : يتكلّمون بالظنّ. كثب : قرب.

١٨٣

قَتَلوكَ عطشاناً ولمّا يرقبوا

في قتلِكَ التنزيل والتّأويلا

ويكبّرون بأن قُتِلْتَ وإنّما

قَتلَوا بك التكبير والتّهليلا

نقضوا الكتابَ المستبين وأبرموا

ما ليس مرضيّاً ولا مقبولا (١)

ربّما نسبت هذه الأبيات لخالد بن معدان الطائي (٢) كما أنّ البعض نسبها لابن سنان الخفاجي ، قيل : إنّ خالداً ـ وهو من فضلاء التابعين ـ لمّا شاهد رأس الإِمام الحسين عليه‌السلام بالشام أخفى نفسه شهراً من جميع أصحابه ، فلمّا وجدوه بعد إذ فقدوه ، سألوه عن سبب ذلك ، فقال : ألا ترون ما نزل بنا ، ثمّ أنشأ يقول الأبيات.

وقد نسبها ابن شهر آشوب في المناقب إلى خالد ؛ إذ أنّه بقي إلى ما بعد قتل الإِمام الحسين عليه‌السلام.

وأمّا المجلسي ، فإنّه ينقل عن بعض كتب المناقب القديمة أنّ خالد بن معدان كان يومئذ بالشام ، فإنّه روى عن تلك الكتب بإسناده عن البيهقي ، عن علي بن محمّـد بن الأديب يذكر بإسناد له : إنّ رأس الإِمام الحسين عليه‌السلام لمّا صلب بالشام اختفى خالد بن معدان ، ـ هو أفضل التابعين ـ عن أصحابه فطلبوه شهراً حتّى وجدوه ، فسألوه عن عزلته ، فقال : أما ترون ما نزل بنا ، ثمّ انشأ يقول :

__________________

(١) الديوان : ١٨٦ ، اعيان الشيعة : ٣٨ / ٣٠ و ٢٩ / ١٤٠ ، أدب الطف : ١ / ٢٨٨.

(٢) أقول : إنّ خالد بن معدان الطائي من فضلاء التابعين ، أرسله عبـد الله بن عباس أيام ولايته من قبل أمير المؤمنين عليه‌السلام على البصرة بجند من أهل البصرة إلى الأهواز ، ممدّاً به معقل بن قيس الرياحي أمير الجيش المحارب بأمر علي عليه‌السلام للناجي الخارجي بالأهواز ، وكتب إليه معه : وجّهت إليك خالد بن معدان الطائي مع رجال من المسلمين ، وهو من أهل الدين والصلاح والنجدة ، فاعرف ذلك له إن شاء الله. انظر كتاب الغارات ١ / ٣٥٢.

١٨٤

* جاؤا برأسك يا بن بنت محمّـد *

الأبيات ...

قال : وقد نسب إلى خالد بن معدان في رثاء الإِمام الحسين عليه‌السلام قالها حين مجيء السبايا والرؤوس إلى الشام ...

قال السيّد شبّر : ويبعد أن يكون هو الطائي هذا ؛ لأنّه يكون قد بلغ المائة أو تجاوزها ، ولو كان كذلك لذكر ، ويمكن كونه الكلاعي الشامي الحمصي المتوفّى سنة ١٠٣ هـ أو أكثر (١).

ومن روائع شعر ديك الجنّ قصيدته الرائية في رثاء الإِمام الحسين عليه‌السلام وأخوته وبني عمومته من آل جعفر وعقيل ...

وهي مشهورة ، ويذكر الشاعر مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام في آخرها :

ما أنتِ منّي ولا رَبْعاك لي وَطَرُ

الهَمُّ أمْلَكُ بي والشَّوقُ والفِكَرُ

وراعها أنّ دمعي فاضَ منتثراً

لا أوْ تَرى كَبِدي للحُزنِ تنتثرُ

أينَ الحُسَيْنُ وقَتلى من بَني حَسَن

وجَعْفَر وعَقِيل غالهم غَمِرُ

قَتلى يَحِنُّ إليها البَيْتُ والحَجَرُ

شوقاً ، وتَبْكِيهُمُ الآياتُ والسُّوَرُ

ماتَ الحُسَينُ بأيد في مغائظها

طولٌ عليه وفي إشفاقِها قِصَرُ (٢)

لا دَرَّ دَرُّ الأعادي عِنْدَما وَتَرُوا

ودرَّ دَرُّكِ ما تَحْوِينَ يا حُفَرُ (٣)

لَمَّا رأوا طُرُقاتِ الصَّبر مُعْرِضَةً

إلى لقاء ولقيا رَحْمَة صَبَرُوا

__________________

(١) أدب الطف : ١ / ٢٩٠.

(٢) مغائظ : من الغيض.

(٣) لا درَ دَرُّ الأعادي : أي لا كثُر خيرهم والأصل هو دعاء : (لله درّه) ، أي لله : ما خرج منه من خير ن ودرّ الحليب : كثر ودرّت الدنيا على أهلها : كثر خيرها. وُتِروا : ظلموا ، أصيب بظلم.

١٨٥

قالوا لأنفُسِهِمْ : يا حبّذا نَهَلٌ

محمّـد وعليٌّ بَعْدَهُ صَدَرُ (١)

رِدُوا هَنِيئاً مَريئاً آل فَاطِمَة

حَوْضَ الرّدَى فارتَضوا بالقَتْلِ واصطَبِروا

الحَوضُ حَوْضُهُمُ ، والجدُّ جَدُّهُمُ

وَعِنْدَ ربِّهِمُ في خَلْقِهِ غِيَرُ

أبكِيكُمُ يا بَني التَّقوى وأُعوِلُكُمْ

وأَشْرَبُ الصَّبرَ وهو الصّابُ والصَّبرُ (٢)

أبكِيْكُمُ يا بَني بِنْتِ الرّسُولِ ولا

عَفَتْ مَحَلّكُمُ الأنواءُ والمَطَرُ (٣)

مالي فَراغٌ إلى عُثمانَ أندُبُهُ

ولا شَجَاني أبُو بَكْرِ ولا عُمَرُ

لَكُم عَدِيٌّ وتَيْمٌ ، بل أزِيدُكُمُ

أمَيَّةً ، ولنا الأعلامُ والغُرَرُ

في كِلِّ يَوم لقلبي مِنْ تَذَكُّرِهم

تَغْرِيبةٌ وَلِدَمْعِي مِنْهُمُ سَفَرُ (٤)

مَوْتاً وَقَتْلاً بِهامات مُفَلّقة

مِنْ هاشِم غابَ عَنها النَّصرُ والظَّفَرُ (٥)

كَفى بأنّ أنَاةَ الله واقِعَةٌ

يَوْماً ، ولله في هذا الوَرَى نَظَرُ (٦)

أنسى عليّاً وتَفنيدَ الغُواةِ له

وفي غَد يُعْرَفُ الأفّاكُ والأشِرُ (٧)

مَنْ ذا الذي كَلَّمَتْهُ البِيدُ والشَّجرُ؟

وسَلّمَ التُرْبُ إذ ناداهُ والحَجَرُ (٨)؟

حتى إذا أَبْصَرَ الأحْياءُ مِن يَمَن

بُرْهانَهُ آمَنُوا مِنْ بَعْدِما كَفَروا

__________________

(١) النهل : الشُرب ، أي : الإقدام على الموت جهاداً في سبيل الله ، إذ من قبلهم صدر عنها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين عليه‌السلام فنهلوا من كؤوسها.

(٢) الصاب : شجر مرّ ، وكانت العرب تشبّه الصبر به ، كما أنّ هناك نباتاً يسمى بالصبر مرّ كالحنظل.

(٣) عفت : اندرست ، محت.

(٤) تغريبة : من الغربة ، وربما أراد بها الحزن والاعتصار.

(٥) هامات مفلّقة : رؤوس مجروحة من شدة الضرب فهي مشققة.

(٦) أناة : الحلم. الورى : الناس.

(٧) تفنيد : تكذيب. الأفّاك : الكاذب. الأشر : الأثيم ، الشرير.

(٨) البيد : مفردها بيداء : الصحراء.

١٨٦

أَمْ مَنْ حَوَى قَصَبات السَّبقِ دُونَهُمُ

يَوْمَ القليبِ وفي أعْناقِهم زوَرُ (١)

أَمْ مَنْ رَسا يَوْمَ أُحْد ثَابِتاً قَدَماً

وفي حُنَين وسَلْع بَعْدَما عَثَروا (٢)

أمْ مَنْ غَدا داحياً بابَ القُموص لَهُمْ

وفاتِحاً خيبراً مِنْ بَعْدِ ما كُسِروا (٣)

أَليْسَ قامَ رسول الله يخطُبُهمْ

وقال : مولاكُمُ ذا أيُّها البَشَرُ

أضَبْعَ غَيْرِ عليٍّ كان رافِعَه

محمّـد الخيرِ أمْ لا تَعْقِلُ الحُمُرُ (٤)

وقال من مرثية في الإِمام الحسين عليه‌السلام (٥) :

أصْبَحْتُ مُلقى في الفِراشِ سَقِيما

أَجِدُ النَّسيمَ مِنَ السّقام سَموما (٦)

ماء من العَبَراتِ حَرَّى أرضُهُ

لو كان مِنْ مَطَر لكَانَ هَزِيما (٧)

وبلابِلٌ لو أنّهُنَّ مآكِلٌ

لم تُخْطِىء الغِسلِينَ والزَّقُوما (٨)

__________________

(١) يوم القليب : يوم معركة بدر ، والقليب : البئر الذي قذفت فيه قتلى قريش.

(٢) رسا : ثبت ، رسخ. سلع : اسم جبل ، وفي البيت إشارة إلى المعارك التي دارت بين المسلمين وقريش ، وهي : معركة أُحد وحنين ومن قبل معركة بدر ، وكلّها تشهد بمواقف أمير المؤمنين عليه‌السلام وشجاعته.

(٣) داحياً ـ من الدحي ـ : الإزالة. وهنا أراد الشاعر قلع باب خيبر إذ قلعها أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وفي ذلك يقول ابن أبي الحديد المعتزلي :

يا قالع الباب التي عن هزّها

عجزت أكفٌ أربعون وأربعُ

القموص : جبل بخيبر عليه حصن أبي الحقيق اليهودي.

(٤) الضبع : العضد ، أو الاُبط أو ما بينهما. وفي البيتين الأخيرين إشارة إلى بيعة يوم الغدير.

(٥) انظر : ديوان ديك الجن : ٦٠ ، وديوان ديك الجن تحقيق (مهنّا) : ١٥٥.

(٦) يتوجّع الشاعر ، ولشدة ألمه اصبح طريح الفراش ، لا يجد الهناء حتى في الهواء العليل ، فليس النسيم إلا من ريح السموم.

(٧) مطر هزيم : لا ينقطع.

(٨) بلابل : وساوس. الغسلين : ما انغسل من لحوم أهل النار ودمائهم. الزقوم : شجر له ثمر مرّ.

١٨٧

وَكَرىً يُرَوّعُنِي سَرَى لو أنّه

ظِلٌّ لكانَ الحَرَّ واليَحْمُوما (١)

مَرَّتْ بِقَلْبي ذِكْرَياتُ بَنِي الهُدى

فَنَسِيتُ مِنْهَا الرَّوْحَ والتّهويما (٢)

وَنَظَرْتُ سِبطَ محمّـد في كَربلا

فَرْداً يُعاني حُزْنَهُ المَكْظوما

تَنْحو أضالِعَهُ سيُوفُ أُمَيَّة

فتراهُم الصّمصُوَم فالصّمصوما (٣)

فالجِسمُ أضحى في الصّعِيدِ موزّعاً

والرّأسُ أمسى في الصِعاد كَريما (٤)

يُطْلِعُنا الشاعر في هذه الأبيات على صورة من أحاسيسه الصادقة تجاه أرض البطولات التي أضحت الأجساد فيها مبضّعة بسيوف الطغاة.

لقد أصبح الشاعر ديك الجنّ ـ لهول تلك المصائب ـ طريح الفراش ، مريضاً يتلوّى من الألم ، فلم يجد للحياة من لذّة أو طعم حلو المذاق ، بل وحتّى النسيم من الهواء إذا مرّ به فلا يجد له اُنساً بل كأنّه ريح السموم.

ثمّ يصف الشاعر حزنه وما انطوت عليه نفسه ، فأمّا عيونه فالدموع تنحدر غزيرة على خدّيه الملتهبين ، ولو كان دمعه مطراً ، لما كان له انقطاع.

أمّا وساوسه لو كانت مألوفة تؤكل لكانت أشدّ مرارة وقذارة من غسالة أهل النار وصديدهم ، وأشدّ مرارة من شجر الزقّوم.

ثمّ يتذكّر الشاعر ما جرى لأبناء عليّ عليه‌السلام ، وما حلّ بهم فيقول : نسيت راحتي ونومي ، ثمّ نظرت سبط النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في كربلاء وحيداً مثخناً

__________________

(١) كرى : نعاس. اليحموم : الدخان الأسود.

(٢) الرّوح : الرحمة ، الاستراحة. التّهويم : هزّ الرأس من النعاس.

(٣) تنحو : تقصد. الصمصوم : ربما كانت بمعنى الماضي في الأمر ، المصمّم.

(٤) الصعيد : التراب. الصعاد : الرماح.

١٨٨

بالجروح يتألّم من حزنه المكتوم ، وسيوف أعدائه وقاتليه تضرب أضالعه الشريفة ، وجميعهم مصمّم على قتله ، حتّى فصلوا رأسه عن جسده الطاهر ، فالرأس منه فوق الرماح ، وجسده أشلاء موزّعة على التراب.

١٨٩

يك الجنّ والفخر

من شأن كلِّ أديب أو شاعر أن يفتخر بأدبه ، وشاعرنا ـ على أنّه عربي أصيل ينتمي إلى بني كلاب ـ يفتخر بهذا النسب ، كما أنّه يمدح كسرى وقيصر ؛ لأنّهما أهل حضارة عريقة ، وقد أخذ عليه النقّاد هذا اللون من المدح حتّى رموه بالشعوبية ، ياليتهم عرفوا معنى الشعوبية؟! والذي صدر إنّما لقلّة معرفة ، وعدم وضوح هذا المصطلح عند الكثير ...

بين الفخر والشعوبية

الفخر : هو مدح الإنسان نفسه أو قبيلته بما له ولها من المنزلة والفروسية والمآثر في السلم والحرب ، وهو غرض عرفته جميع العصور الأدبية ، وإذا كسدت بضاعة هذا الفنّ في صدر الإسلام فقد راجت سوقه في العهد الأُموي ، وما بعده من العصور.

وقد افتخر الشاعر بعقيدته ومذهبه في قصائده ، وأجاد في سبك معاني قصائده تلك ، وذهب يتغنّى ويفخر بأمجاده ، ولكن في قصائد أخرى يتحمّس الشاعر ؛ لينتقل إلى ربوع الشام المتاخمة للروم مهد القياصرة.

وهكذا يدفع بنفسه فيذكر الأكاسرة ؛ لما لهم من قديم حضارة وتراث ، وفي ذلك يقول مفتخراً :

إنِّي بِبَابكَ لاَوُدّي يُقَرّبني

ولا أَبي شَافِعٌ عِندي ولا نَسَبي (١)

__________________

(١) ثمار القلوب في المضاف والمنسوب : ٦٠٤ ، ديوان ديك الجن : ١٥٦ ، ديوان الشاعر تحقيق (مهنّا) : ٢٩.

١٩٠

إنْ كانَ عرفُك مَذخوراً لذي سَبَب

فاضمُمْ يَدَيْكَ عَلى حرٍّ أخي سَبَبِ (٦١)

أو كُنتَ وافقْتَهُ يَوماً على نَسَب

فاضْمُمْ يديكَ فَإنِّي لستُ بالعربي

إنِّي امْرؤٌ بازِلٌ في ذروتَيْ شَرَف

لقيصَر ولكسرى محتدي وأبي (٦٢)

حَرفٌ أمُونٌ ورأيٌ غيرُ مشترك

وصارِمٌ من سيوفِ الهندِ ذو شطبِ (٦٣)

خوَّاضُ ليل تهابُ الجنُّ لجّتَه

وينطوي جَيشُها عن جيشهِ اللَّجِبِ

ما الشَّنفَريّ وسليكٌ في مُغَيّبة

إلاّ رَضيعا لبان في حِمى أشِبِ (٦٤)

والله ربّ النبي المصطفى قَسَماً

برّاً وحقِّ منى والبيتِ ذي الحُجُبِ

والخمسةِ الغرِّ أصْحاب الكساء معاً

خير البريّة من عُجْم ومن عَرَبِ

ما شِدّة الحِرص من شأني ولا طلبي

ولا المكاسِبُ من هَمِّي ولا أرَبي

لكِن نوائِبُ نابتني وحادِثةٌ

والدَّهْرُ يَطْرُقُ بالأحْداثِ والنُّوَبِ

وليس يَعْرِفُ لي قَدْري ولا أدبي

إلاَّ امْرؤٌ كانَ ذا قَدْر وذا أدَبِ

لا يَفْتُنَنَّكَ شكري إن ظَفِرْتَ بهِ

فإنّها فُرْصَةٌ وافتْكَ من كَثَبِ

واعلَم بأنّكَ ما أَوْدَعْتَ من حَسَن

عندي ففي حَسَن أنْقى من الذَّهَب

من هنا نسب الشاعر إلى الشعوبية ، وأوّل من أشاع هذه التهمة أبو الفرج الأصفهاني فقال :

«كان شديد التشيّع والعصبية على العرب ، يقول : ما للعرب علينا

__________________

(١) العرف : الجود والمعروف من الخير. السبب : الذريعة والمودّة.

(٢) البازل : الرجل المجرّب. قيصر : لقب ملك الروم. كسرى : لقب ملك الفرس.

(٣) حرف : الناقة العظيمة. أمون : المطية المأمونة لا تعثر ولا تفتر. شطب السيف : خطوط تتراءى في متنه.

(٤) الشنفرى : شاعر جاهلي من الصعاليك والعدّائين. السلَيك بن السلكة : شاعر جاهلي من الصعاليك والعدّائين. مغيّبة : صحراء تغيّب سالكيها. أشب : ملتفّ ، كثير الشجر حتى لا يجاز فيه.

١٩١

فضل ، جمعتنا وإيّاهم ولادة إبراهيم عليه‌السلام ، وأسلمنا كما أسلموا ، ومن قتل منهم رجلاً منّا قُتِلَ به ، ولم نجد الله عزّوجلّ فضّلهم علينا إذ جمعنا الدين» (١).

وأخذت هذه الكلمات تجترّ في كتب الأدب والتراجم والمجاميع الشعرية.

فهذا ابن خلّكان يقول :

«وكان يفخر على العرب ، ويقول : ما لهم فضل علينا أسلمنا وأسلموا» (٢).

غير أنّ بروكلمان نقل ما يشعر بالتفاضل فقال :

وكان يتعصّب لأهل الشام على العرب ذاهباً مذهب الشعوبية ، ومن ثمّ لم يتمّ له عزم على مغادرة وطنه (٣).

وسرى هذا الاتهام عند المعاصرين من الكتّاب ، فالدكتور محمّـد محجوب يسرد أسماء جماعة من الشعراء في قائمة الشعوبيّين ، فيذكر منهم : أبا نواس ، ودعبل الخزاعي ، والخريمي ، وأبا إسحاق المتوكّل ، وابن الرومي ... ثمّ يحشر ديك الجنّ في صفوف أُولئك ، لاصقاً به ذلك التشنيع والاتهام فيقول :

... فهؤلاء هم شعراء الشعوبية الذين استطعنا أن نستنشق نزعتهم تلك من أشعارهم ، أو الذين أشار الرواة إلى أنّهم من صميم الشعوبيّين.

على أنّ هناك شاعراً آخر من الموالي لم نجد له بيتاً واحداً يشير إلى

__________________

(١) الاغاني : ١٤.

(٢) وفيات الأعيان ٣ / ١٨٤.

(٣) انظر تاريخ الأدب العربي بروكلمان : ٢ / ٧٧.

١٩٢

شعوبيّته ، ومع ذلك فقد نصّ ابن خلّكان على عصبيّته على العرب بقوله : «وكان يفخر على العرب ...» ، ونعني به ديك الجنّ : عبـد السلام بن رغبان ... الكلبي الذي ولد بمدينة حمص ، وتوفّي في خلافة المتوكّل سنة ٢٣٥ هـ.

ثمّ ينقل كلام الجهشياري فيقول : وإذا علمنا أنّه كان متشيّعاً ، وأنّه كان ماجناً خليعاً عاكفاً على اللهو والقصف ـ كما يقول ابن خلّكان ، وهذا من مظاهر الشعوبية ـ فقد حقّ لنا بعد هذا أن ننظمه في سمط الشعوبية ، كما فعل الأُستاذ السباعي مع بشّار والخريمي وغيرهما (١).

أقول : إنّ العبارات المنسوبة لديك الجنِّ والأبيات المارّة الذكر ، ليست حجّة لأُولئك الكتّاب والأُدباء ، الذين أدرجوا الشاعر في صنف الشعوبية ، بعدما عرفت أنّ ديك الجنِّ ليس فارسيّاً ، ولا روميّاً ، ولا من الترك ، أو الهنود أو ... بل هو عربيٌّ أصيل ، وأنّه ينتمي إلى بني كلاب ، فهو تميمي كلبي حمصي.

إذن هو من قبيلة عربية ، وولاؤه عربي ، ومنشؤه وموطنه بلاد العرب ، أي : الشام التي عرفت بحضارتها منذ آلاف السنين.

ثمّ إنّ الشاعر لم يبرح وطنه إلى بلاد أخرى ، ولم يتكسّب بشعره ، ولم يدخل بلاط الحكومة ، ولم يختلط مع ساسة البلاد ووعّاظ السلاطين ... فأي عذر لهؤلاء عندما صنّفوا الشاعر في حقل الشعوبية ...؟!

__________________

(١) مظاهر الشعوبية : ٣١٤ ، وتاريخ الأدب العربي : ٣ / ٢٩٢ ، والشعوبية : ٧٤.

١٩٣

ديك الجنّ والمديح في شعره

يكاد مديح الشاعر ـ الذي هو بأيدينا يكون على قلّته ـ منحصراً في أهل البيت عليهم‌السلام ، عدا عدّة قصائد في جعفر وأخيه ابني علي الهاشمي إذْ مدحهما وهما اُمراء في السلمية ...

قال في مدح أهل البيت عليهم‌السلام (١) :

شَرَفي مَحَبَّةُ مَعْشَر

شَرُفوا بسُورةِ «هَلْ أتى؟»

وَوِلايَ فِيمَنْ فَتْكُهُ

لذوي الضَّلالةِ أخْبتا (٢)

وإذا تَكَلَّمَ في الهُدى

حَجّ الغَويَّ وأسكَتا

فَلِفَتْكِهِ وَلِهَدْيِهِ

سَمّاهُ ذُو العَرْشِ الفَتى

ثَبْتٌ إذا قَدَما سوا

هُ في المَهاوي زَلَّتا

لم يَعْبُدِ الأصنامَ قَطُّ

ولا أرابَ ، ولا عَتا (٣)

غَرَسَتْ يَدُ البَارِي لَهُ

رِبْعَ الرّشادِ فَأَنْبَتا

وأقامَهُ صِنْوا لأحمـ

ـدَ دَوْحُهُ لَنْ يُنحَتا

صِنْوانِ هَذا مُنْذِرٌ

وافى ، وذا هَاد أتى

يَهْدِي لما أوفَى بِهِ

حُكْمُ الكِتابِ وأَثْبَتا

فَهُوَ القَرِينُ لَهُ وما

افتَرَقا بصَيف أو شِتا

__________________

(١) انظر الديوان : ٤٧ وديوان ديك الجن تحقيق (مهنا) : ٥٠.

(٢) أخبت : خشع وتواضع.

(٣) أراب : صار ذا ريب. عتا : استكبر وتمرّد.

١٩٤

لكِنَّما الأعداءُ لَمْ

يَدَعُوهُ أن يَتَلفّتا

ثِقْلُ الهُدى وكتابُهُ

بَعْدَ النّبيّ تَشَتَّتا

واحَسْرَتا من غَصْبِهِ

وسُكُوتِهِ ، وَاحَسْرَتا

طالَتْ حياةُ عَدوّهِ

حَتّى مَتى؟ وإلى مَتى؟

يفتخر ديك الجنِّ بالشرف الذي ناله من خلال الانتساب إلى أهل البيت عليهم‌السلام بولائه لا بحسبه ، فإنّ محبّته لهم شرف ؛ لأنّ الله سبحانه شرّف أهل بيت نبيه بقرآن أنزله فيهم ، فمن الذكر الحكيم آيات وسور في مدحهم والثناء عليهم ، والشاعر يصرّح بتلك السورة التي نزلت في تكريم هؤلاء الأطهار وهي (سورة الدهر).

ولاء الشاعر : لمن يكافح ويجاهد من أجل إعلاء كلمة الحقّ ، ولمن يبطش بأهل الضلالة والكفر ...

ثمّ يؤكّد الشاعر على لقب أمير المؤمنين عليه‌السلام ، الذي نادى به جبرائيل عليه‌السلام في السماء في أكثر من معركة : «لا فتى إلاّ عليّ ...»

الأبيات كثيرة المعاني سهلة الألفاظ خالية من التعقيد.

١٩٥

مصادر البحث

١ ـ القرآن الكريم.

٢ ـ اتجاهات الشعر العربي في القرن الثاني الهجري ، الدكتور محمّـد مصطفى هدارة ، مكتبة الدراسات الأدبية ، دار المعارف ، القاهرة.

٣ ـ اتجاهات الغزل في القرن الثاني الهجري ، يوسف حسين بكّار ، دار الأندلس ، بيروت.

٤ ـ أخبار النساء ، ابن القيّم الجوزية؛ محمّـد بن أبي بكر ، الطبعة الأولى ، دار مكتبة الحياة ، بيروت.

٥ ـ أدب الطفّ ، جواد شبّر ، الطبعة الأولى ، بيروت ١٩٧٧ م ، وطبعة مؤسّسة البلاغ ١٤٠٩ هـ.

٦ ـ أعلام الأدب والفنّ ، أدهم الجندي ، دمشق ، ١٩٥٤ م.

٧ ـ أعيان الشيعة ، محسن الأمين العاملي ، طبع دار التعارف ، بيروت.

٨ ـ الأغاني ، أبو الفرج الأصبهاني ، دار الكتب العلمية ، بيروت ١٩٨٦ م ، وطبعة دار إحياء التراث العربي ، بيروت.

٩ ـ الإيضاح في علوم البلاغة ، القزويني ، شرح عزّ الدين التنوخي.

١٠ ـ تاريخ آداب اللغة العربية ، القزويني ، تحقيق محمّـد عبـد المنعم الخفاجي ، الطبعة الثالثة ، دار الجيل ، بيروت ١٩٩٣ م.

١١ ـ تاريخ الأدب العربي ، بروكلمان ، الطبعة الثانية ، والطبعة الثالثة ، دار الكتاب الإسلامي ، قم.

١٢ ـ تاريخ الأدب العربي ، السباعي.

١٣ ـ تاريخ دمشق ، ابن عساكر ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ٢٠٠١ م.

١٤ ـ تزيين الأسواق في أخبار العشّاق ، الطبعة الأولى ، منشورات دار حمدو ، بيروت ١٩٧٢ م.

١٥ ـ التشيّع وأثره في شعر العصر العبّاسي الأوّل ، الدكتور محسن غياض ، مطبعة النعمان ، النجف الأشرف.

١٩٦

١٦ ـ ثمار القلوب في المضاف والمنسوب ، أبو منصور الثعالبي ، دار النهضة في مصر ١٩٦٥ م.

١٧ ـ حلبة الكميت ، النواجي.

١٨ ـ حياة الحيوان ، كمال الدين الدميري ، المكتبة الإسلامية لرياض الشيخ ، وطبعة دار القاموس الحديث ، بيروت.

١٩ ـ ديوان الصبابة ، شهاب الدين أحمد المغربي ابن حجلة التلمساني ، دار حمدو بيروت ، وطبعة مصر بتحقيق محمّـد زغلول.

٢٠ ـ ديوان ديك الجنّ ، تحقيق الدكتور أحمد مطلوب ، بيروت ١٩٦٤ م.

٢١ ـ ديوان ديك الجنّ ، تحقيق عبـد الله المهنّا ، دار الفكر اللبناني ، بيروت ١٩٩٠ م.

٢٢ ـ ديوان المعاني ، أبو هلال العسكري ، دار الأضواء ، بيروت ١٩٨٩ م.

٢٣ ـ ديوان ديك الجنّ ، تحقيق الملوحي ودرويش ، حمص ، ١٩٦٠ م.

٢٤ ـ ديوان ديك الجنّ ، تحقيق انطوان محسن القوّال ، دار الكتاب العربي ، بيروت ، الطبعة الثانية ، ١٩٩٤ م.

٢٥ ـ روضة المحبّين ، ابن القيّم الجوزية ، محمّـد بن أبي بكر ، دار الكتاب ، بيروت.

٢٦ ـ زهر الأدب وثمر الألباب ، أبو إسحاق القيرواني ، دار الكتاب ، بيروت وطبعة دار الجيل ، تحقيق الدكتور زكي مبارك.

٢٧ ـ سير أعلام النبلاء ، محمّـد بن أحمد الذهبي ، مؤسّسة الرسالة ، الطبعة الأولى ، بيروت ١٩٨١ م.

٢٨ ـ شرح المقامات ، أحمد بن عبـد المؤمن القيسي ، الطبعة الثانية ، بولاق ، القاهرة ١٣٠٠ هـ ، وطبعة المكتبة الثقافية ، بيروت.

٢٩ ـ الشعوبية ، الدجيلي.

٣٠ ـ ظلمات الهاوية ، الشيخ النوري.

٣١ ـ العمدة في محاسن الشعر ، ابن رشيق القيرواني ، دار الجيل ، الطبعة الرابعة ، بيروت ١٩٧٢ م.

١٩٧

٣٢ ـ الغارات ، إبراهيم بن محمد الثقفي (ت ٢٨٣ هـ) ، قم ، مطبعة بهمن.

٣٣ ـ الغدير في الحديث والتاريخ والأدب ، عبـد الحسين الأميني ، مؤسّسة الأعلمي ، بيروت ، وطبعة إيران.

٣٤ ـ الغيث المسجم في شرح لامية العجم ، صلاح الدين الصفدي ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، الطبعة الأولى ، ١٩٧٥ م.

٣٥ ـ الفهرست ، ابن النديم (ت ٣٧٧ هـ) ، الطبعة الثالثة ، دانشگاه طهران.

٣٦ ـ قواعد الشعر ، أبو العباس ، أحمد بن ثعلب ، الدار المصرية اللبنانية ، القاهرة ، ١٩٩٦ م.

٣٧ ـ كتاب الغارات ، إبراهيم بن محمّـد الكوفي الثقفي (ت ٢٨٣ هـ).

٣٨ ـ الكشكول ، يوسف البحراني ، مطبعة النعمان ، النجف الأشرف ١٩٦١ م.

٣٩ ـ الكنى والألقاب ، عبّاس القمّي ، مطبعة العرفان ، صيدا ١٣٥٨ هـ والمطبعة الحيدرية ، النجف ١٣٧٦ هـ.

٤٠ ـ لسان العرب ، ابن منظور ، أدب الحوزة ، قم.

٤١ ـ المثل السائر ، ضياء الدين ابن الأثير ، دار نهضة مصر للطبع والنشر ، القاهرة.

٤٢ ـ مثير الأحزان ، ابن نما.

٤٣ ـ مجلّة المجمع العلمي العربي ، دمشق ، ج ٥ / ٤٠٥.

٤٤ ـ مجمع البحرين ، الشيخ الطريحي (ت ١٠٨٥ هـ) ، مكتب نشر الثقافة الإسلامية ، طهران.

٤٥ ـ محاضرات الأدباء ، الراغب الأصفهاني ، تحقيق د. عمر الطبّاع ، دار الأرقم ، بيروت ، ١٩٩٩ م.

٤٦ ـ المحبّ والمحبوب والمشموم والمشروب ، الريّ الرّفاء.

٤٧ ـ المختصر في أحوال البشر ، أبو الفداء؛ إسماعيل بن علي ، دار الكتب العلمية ، بيروت ١٩٩٧ م. وطبعة أولى القاهرة.

٤٨ ـ المستطرف من كلّ فنّ مستظرف ، الأبشيهي.

٤٩ ـ مظاهر الشعوبية ، الدكتور محمّـد محجوب.

٥٠ ـ نسمة السحر ، يوسف بن يحيى الصنعاني (ت ١١٢١ هـ) ، دار المؤرّخ العربي ، الطبعة الأولى ، بيروت ١٩٩٩ م.

١٩٨

٥١ ـ نشوار المحاضرة ، القاضي المحسن بن علي التنوخي ، ١٩٧١ م.

٥٢ ـ نقد الشعر ، قدامة بن جعفر ، تحقيق محمّـد عبـد المنعم ، دار الكتب العلمية ، بيروت.

٥٣ ـ نهاية الإرب ، النويري ، دار الكتب العصرية ، القاهرة ١٩٣٥ م. وطبعة أُخرى.

٥٤ ـ الوافي بالوفيات ، صلاح الدين الصفدي ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ٢٠٠٠ م.

٥٥ ـ وفيات الأعيان ، ابن خلّكان (ت ٦٨١) ، تحقيق إحسان عباس ، دار الثقافة ، بيروت ، الطبعة الثانية.

١٩٩

فهرس مخطوطات

مكتبة أميـر المؤمنين عليه‌السلام العامّـة

النجف الأشرف

(٢٠)

السـيّد عبـد العزيز الطباطبائي قدس‌سره

(١١٧٠)

صلاة الآيات

للشيخ حسن بن أمان الله العظيم آبادي الهندي الحائري.

أوّله : (الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة على سيّد المرسلين وآله الطيِّبين الطاهرين) وبعد فيقول ... أنّ هذه العجالة الأنيقة والوجيزة الرشيقة ...).

نسخة بخطّ فارسي جميل ، كتابة القرن الثالث عشر بآخر مجموعة أكثرها من رسائل المصنّف ، رقم ٤١٥.

(١١٧١)

صلاة الجماعة

للعلاّمة الفقيه المحقّق الشيخ محمّـد حسين الغروي الأصفهاني ، المتوفّى سنة ١٣٦١.

أوّله : (الحمد لله والصلاة على نبيِّه محمّـد وآله ، وبعد فهذه نبذة ممّا

٢٠٠