موسوعة الأذان بين الأصالة والتحريف - ج ١

السيد علي الشهرستاني

موسوعة الأذان بين الأصالة والتحريف - ج ١

المؤلف:

السيد علي الشهرستاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة المؤمل الثقافية
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٠

الحسن بن جعفر بن مدرار ، حدّثنا عمي طاهر بن مدرار ، حدّثنا عبدالله بن سنان ، عن جعفر بن محمّد ، قال : كان عليّ بن الحسين يقول في أذانه : حيّ على خير العمل ، ويقول : هو الأذان الأوّل.

* محمّد بن مسلم عن جعفر عن عليّ بن الحسين عليهما‌السلام

فيما أجاز لي جعفر بن محمّد بن حاجب ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، حدّثني الحسن بن جعفر بن مدرار ، حدّثنا العلاء بن رزين ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي عبدالله ، قال : كان عليّ بن الحسين يقول في أذانه : حيّ على خير العمل.

* محمّد بن عبدالله بن عليّ بن الحسين عن جعفر.

فيما أجاز لي جعفر بن محمّد بن حاجب ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، أخبرني جعفر بن محمّد بن عمر قراءةً ، حدّثني عبدالله بن جميل ، حدّثني عبدالله بن محمّد ـ يعني ابن عبدالله بن عليّ بن الحسين ـ عن أبيه ، عن جعفر ابن محمّد ، قال : كان عليّ بن الحسين يقول في أذانه : حيّ على خير العمل.

* أبو العبّاس بن الفضل بن عبدالملك السقّاف عن جعفر بن محمّد.

فيما أجاز لي جعفر بن محمّد بن حاجب ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، حدّثنا الحسن بن القاسم ، حدّثنا عبدالله بن صالح ، حدّثني داود بن حصين ، عن أبي العباس ، عن أبي عبدالله ، قال : كان عليّ بن الحسين يقول في الأذان : حيّ على خير العمل.

* أبو مريم عبدالغفّار بن القاسم الأنصاري عن جعفر بن محمّد.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم قراءةً ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن هارون في كتابه ، حدّثنا محمّد بن القاسم بن زكريا ، حدّثنا حسن بن عبدالواحد ، حدّثنا حسن بن سعيد ، حدّثنا أبي ، حدّثنا أبو مريم ، حدّثنا جعفر ابن محمّد ، عن عليّ بن

٢٤١

الحسين : أنه كان يقول إذا أذّن : حيّ على الفلاح ، حيّ على خير العمل ، ويجعل في آخر أذانه وإِقامته «الله أكبر الله أكبر لا إله إلّا الله».

* عبدالله بن محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب عن أبي جعفر عن عليّ بن الحسين.

حدّثنا عبدالله بن مخالد بن بشر البجلي ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، حدّثنا أحمد بن يحيى بن المنذر الحجري ، حدّثنا أبو الطاهر أحمد بن عيسى ، حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن عليّ بن الحسين وأبي جعفر : أنّهما كانا يؤذّنان : حيّ على خير العمل.

* أبو الجارود زياد بن المنذر عن أبي جعفر عن عليّ بن الحسين.

أخبرنا أبو الطيب محمّد بن الحسين بن النحّاس قراءةً ، حدّثنا عليّ بن العباس ، حدّثنا بكّار (١) ، حدّثنا نصر بن مزاحم ، عن زياد بن المنذر ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ، قال : سمعت أبي عليَّ بن الحسين يؤذّن : «حيّ على الفلاح حيّ على خير العمل» في الأذان والإِقامة.

حدّثنا أحمد بن زيد بن بشّار ، حدّثنا الحسن بن محمّد الرفّا ، حدّثنا جعفر ابن محمّد الأزدي ، حدّثنا محمّد بن جميل ، حدّثنا نصر : بنحوه.

حدّثنا محمّد بن عبدالله ومحمّد بن الحسين بن غزال ، قالا : حدّثنا (٢) الحسين بن محمّد [بن] (٣) الفرزدق ، حدّثنا جعفر بن عبدالله المحمّدي ، حدّثنا محمّد بن صلة (١)

__________________

(١) الاعتصام ١ : ٢٨٦ وفيه : بكار بن أحمد بن أحمد ، حدّثنا علي بن أبي حنيفة ومخول ابن إبراهيم قالا : حدّثنا محمد بن بكر عن زياد بن المنذر قال : سمعت أبا جعفر يقول كان أبي علي بن الحسين عليه‌السلام يقول إذا أذن : حيّ على الفلاح ، حيّ على خير العمل ، قال : وكانت من الأذان ، وكان عمر لما خاف أن يتثبط الناس عن الجهاد ويتكلوا ؛ امرهم فكفوا عنها.

(٢) في الإعتصام ١ : ٣٠٤ : اخبرنا.

(٣) الزيادة من الاعتصام ١ : ٣٠٥.

٢٤٢

الطحّان ، حدّثنا محمّد بن بكر الأرحبي وعكرمة بن يزيد الأحمسي ، عن أبي الجارود ، قال : سمعت أبا جعفر يقول : كان أبي عليّ ابن الحسين (٢) إذا قال : «حيّ على الفلاح» قال : «حيّ على خير العمل» ، قال : وكانت في الأذان الأوّل ، وكان عمر لما خاف أن يَتَثبَّطَ الناس عن الجهاد ويتّكلوا على الصلاة أمرهم أن يكفوا عنها (٣).

حدّثنا أحمد بن عليّ العطار ومحمّد بن الحسن (٤) بن غزال قراءةً عليهما ، قالا : حدّثنا عليّ بن أحمد بن عمرو ، حدّثنا محمّد بن منصور ، حدّثني أحمد ابن عيسى ، عن محمّد بن بكر ، عن أبي الجارود ، قال : سمعت أبا جعفر يقول : كان عليّ بن الحسين إذا قال : «حيّ على الفلاح» [حيّ على الفلاح] ، قال : «حيّ على خير العمل» [حيّ على خير العمل] (٥) ، وكانت في الأذان فأمرهم عمر أن يكفّوا عنها مخافة أن يتثبّط الناس عن الجهاد ويتّكلوا على الصلاة.

حدّثنا أحمد بن زيد بن بشّار ، حدّثنا الحسن بن محمّد الرفّاء المقري ، حدّثنا جعفر بن محمّد الأزدي (٦) ، حدّثنا محمّد بن جميل ، حدّثنا محمّد بن جبلة ، عن محمّد بن بكر ، عن أبي الجارود ، قال : سمعت أبا جعفر يقول : كان أبي عليّ بن الحسين إِذا قال : «حيّ على الفلاح ، حيّ على الفلاح» ، قال : «حيّ على خير العمل ، حيّ على خير العمل» ، قال : وكانت في الأذان ، وكان عمر لمّا خاف أن يتثبّط الناس عن الجهاد ، ويتّكلوا على الصلاة ، أمرهم يكفّوا عنها.

__________________

(١) في الاعتصام : جيلة.

(٢) في الاعتصام : أبي الجارود قال : سمعت أبا جعفر يقول كان أبي عليّ بن الحسين ...

(٣) الاعتصام ١ : ٢٨٧ ، ٣٠٥.

(٤) في الاعتصام ١ : ٢٨٦ : حسين.

(٥) الزيادة من الاعتصام ١ : ٢٨١ وبدل : ان يكفوا عنها (فكفوا عنها).

(٦) في الاعتصام ١ : ٣٠٥ : الاودي.

٢٤٣

حدّثنا حسين بن محمّد البجلـي ، حدّثنا محمّد بن [مسـلم] (١) بن محمّد بن مسلم التميمي ، حدّثنا جعفر بن محمّد الأزدي (٢) ، حدّثنا محمّد بن جمـيل : بمثله.

١٦ ـ أبو أمامة بن سهل بن حُنيف (ت ١٠٠ ه‍)

ذكر المحبّ الطبري ـ إمام الشافعية في عصره ـ في كتابه المسمّى بـ (إحكام الأحكام) ما لفظه : ذكر الحيعلة بحيّ على خير العمل عن صدقة بن يسار عن أبي أمامة بن سهل بن حُنيف أنّه كان إذا أذّن قال : «حيّ على خير العمل». أخرجه سعيد بن منصور (٣).

وروى الحافظ العلوي من طريق صدقة بن يسار ، قال : كنت فيما بين مكّة [والمدينة] فصحبت رجلاً ـ صحبته سـائر يومي لم أدر مَن هو ـ فإذا هو أبـو أمامـة بن سهل بن حنـيف ، فسـمعته يـؤذّن في أذانـه «حـيّ على خـير العـمل» (٤).

وفي الاعتصام بحبل الله ، عن الأذان للعلوي : حدّثنا محمّد ، أخبرنا محمّد ابن أبي العبّاس من كتابه ، قال : حدّثنا محمّد بن القاسم ، حدّثنا حسن بن محمّد ، حدّثنا حرب بن حسن المحاربي ، حدّثنا سفيان بن عيينة ، عن صدق ابن يسار المكي ، قال : صحبت ذات يوم أبا امامة بن سهل بن حنيف ، قال : فقال سائر القوم ابن بدري ، قال : فحضرت الصلاة : فسمعته يقول في اذانه : حيّ على خير العمل ، خير على خير العمل (٥).

__________________

(١) لا توجد هذه الزيادة في الاعتصام ١ : ٣٠٥.

(٢) في الاعتصام ١ : ٣٠٥ : الاودي.

(٣) الاعتصام بحبل الله ١ : ٣٠٩ ، ٣١١ ، الروض النضير ١ : ٥٤١ ، دلائل الصدق ٣ : ١٠٠.

(٤) الأذان بحيّ على خير العمل ، للحافظ العلوي : ٥٥ بثلاثة طرق ، وصفحه ١١٢ بتحقيق عزّان. والاعتصام بحبل الله ١ : ٢٩٥.

(٥) الاعتصام ١ : ٢٩٥.

٢٤٤

وروى البيهقي : أنّ ذكر «حيّ على خير العمل» في الأذان رُوي عن أبي أمامة [ابن سهل بن حنيف] (١).

وقد مرَّ عليك كلام علاء الدين المتـقي في كتاب التلويـح في شرح الجامع الصحيح : وأمّا «حيّ على خـير العمل» فذكر ابن حزم أنّه قد صـحّ عن ابن عمـر وأبي أمامة بن سهل بن حنـيف أنّهـم كانوا يقـولون في أذانهـم «حيَّ على خـير العـمل».

وما أضافه صاحب التلويح على قوله هذا : وكان عليّ بن الحسين يقولها (٢).

وكلام ابن حزم : قد صح عن ابن عمر وأبي أمامة بن سهل بن حنيف أنّهم كانوا يقولون في أذانهم «حيّ على خير العمل» (٣).

١٧ ـ محمّد بن عليّ الباقر (ت ١١٤ ه‍)

روى الحافظ العلوي بسنده عن أحمد بن عيسى ، عن محمّد بن بكر ، عن أبي الجارود ، قال : سمعت أبا جعفر [الباقر] قال : كان أبي عليّ بن الحسين إذا قال : «حيّ على الفلاح حيّ على الفلاح» قال : «حيّ على خير العمل حيّ على خير العمل» ، قال : وكانت في الأذان فأمرهم عمر أن يكفّوا عنها مخافة أن يَثَّبَّط الناس عن الجهاد ويتّكلوا على الصلاة (٤).

__________________

(١) سنن البيهقي ١ : ٤٢٥. وانظر فتح الباري لابن رجب ٣ : ٤١٧ عنه.

(٢) انظر : دلائل الصدق ٣ : ١٠٠ ، والاعتصام بحبل الله ١ : ٣١١ ، والمحلى ٣ : ١٦٠.

(٣) المحلى ٣ : ١٦٠.

(٤) انظر : كتاب الأذان بحيّ على خير العمل : ٢٢ ، وبتحقيق عزّان : ١١٤ الحديث ١١٣ وفيه الحَيعَلَتين مرّة مرّة ، وفي ص ٢١ عن زياد بن المنذر ، ورأب الصدع للمرادي ١ : ١٩٦ الحديث ٢٣٥.

٢٤٥

وفي الاعتصام عن الأذان للحافظ : أخبرنا أبو الطيب محمّد بن الحسين التملي قراءة ، حدّثنا عليّ بن العبّاس البجلي ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الحسين الزهري ، وبكار بن أحمد ، قالا : حدّثنا حسن بن حسين ، عن خالد بن إسماعيل المخزومي ، عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام ، قال : كان أبي إذا أذن بالصلاة قال : حيّ على الفلاح ، حيّ على الفلاح ، حيّ على خير العمل ، حيّ على خير العمل ، ثمّ يقول : يا بني هذا النداء الاوّل (١).

وروى الحافظ العلوي عن الباقر من اثنين وعشرين طريقاً ، منها من طريق جابر الجعفي عن أبي جعفر ، قال : أذاني وأذان آبائي النـبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وعليّ ، والحسـن ، والحسين ، وعليّ بن الحسـين ـ «حيّ على خير العمل حيّ على خير العمل» (٢).

وروى الإمام محمّد بن منصور المرادي المقري ، عن محمّد بن جميل ، عن نصر بن مزاحم ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر ، أنّه كان يقول «حيّ على خير العمل» في الأذان والإقامة (٣).

وقد مر عليك سابقاً ما أخرجه الشيخ الطوسي في التهذيب والاستبصار عن ابن أُذينة ، عن زرارة والفضيل بن يسار ، عن الإمام الباقر تحت عنوان «أهل البيت وبدء الاذان».

__________________

(١) الاعتصام بحبل الله ١ : ٣٠٦.

(٢) كتاب الأذان بحيّ على خير العمل : ٥٤ ، وبتحقيق عزّان : ١٣١ ـ ١٣٦.

(٣) رأب الصدع ١ : ١٩٧ الحديث ٢٣٨. وانظر : الأذان بحيّ على خير العمل ، للحافظ العلوي : ٧٨ ـ ٨٢ ، وبتحقيق عزّان : ١٣٢ الحديث ١٦٠.

٢٤٦

١٨ ـ زيد بن عليّ (ت ١٢١ ه‍)

روى الحافظ العلوي من طريق طيبة بن حيان ، قال : كان زيد بن عليّ يأمر المؤذّن أن يقول في الأذان «حيّ على خير العمل».

ومن طريق يزيد بن معاوية بن إسحاق ، قال : كنا بجبّانة سالم وقد أَمِنَّا أهلَ الشام ، فأمر زيد بن عليّ معاويةَ بن إسحاق ؛ فقال : أذِّن بـ «حيّ على خير العمل» (١).

وروى زيد بن عليّ ، عن أبيه عليّ بن الحسين ، أنّه كان يقول في أذانه : «حيّ على خير العمل حيّ على خير العمل» (٢).

قال الحافظ أبو عبدالله محمّد بن عليّ بن الحسن بن عليّ في كتاب «الأذان بحيّ على خير العمل» : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن زيد بن بشارة قراءةً ، قال : حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد ، حدّثنا الحسن بن محمّد الأوسي ، حدّثنا أحمد بن يزيد بن رشد ، حدّثنا أبو معمر سعيد بن جنتم (٣) ، قال : سمعت زيد ابن عليّ يقول : إن عمر نحَّى من النداء في الأذان : «حيّ على خير العمل» وقد أبلغت العلماء أنّها كان يُؤَذَّن بها رسول الله حتّى قبضه الله عزّ وجلّ إليه ، وكان يؤذَّن بها لأبي بكر حتّى مات ، وطرفاً من ولاية عمر حتّى نهى عنها (٤).

__________________

(١) كتاب الأذان بحيّ على خير العمل ، بتحقيق عزّان : ٣٧ الحديث ١٧٢ و ١٧٣.

(٢) مسند الإمام زيد : ٨٣.

(٣) ما في المتن هو طبق نسخة الفضيل ، أما في تحقيق عزّان : حدّثنا أحمد بن زيد بن بشار البيسائي ، حدّثنا الحسن بن محمد بن سعيد الرَّفاء ، حدّثنا محمد بن الحسن بن عبدالحميد بن محسن الأوسي ، حدّثنا أحمد بن رشد ، حدّثنا أبو معمر سعيد بن خثيم قال ...

(٤) الأذان بحيّ على خير العمل ، للحافظ العلوي : ٨٣ وبتحقيق عزّان : ١٣٨ وانظر : مسند الإمام زيد : ٩٣ ثمّ اخرج هذا الخبر برجاله ومعناه ، وفي أمالي أحمد بن عيسى : فأمرني أن أقول : «حيّ على خير العمل».

٢٤٧

١٩ ـ يحيى بن زيد بن عليّ (ت ١٢٥ ه‍)

قال الحافظ العلوي ، أخبرنا محمّد بن الحسين النحاس قراءة ، حدّثنا عليّ بن العبّاس البجلي ، حدّثنا بكار بن أحمد الهمداني ، حدّثنا مخول بن إبراهيم ، عن محمّد بن بكر الأرحـبي ، عن زياد ابن المـنذر ، قال : حدّثـني حسـان ، قال : أذَّنـت ليحـيى بن زيد بخراسـان فأمرني أن أقول «حيّ على خير العمل حيّ على خير العمل» (١).

أخبرنا أبو عبدالله أحمد بن عليّ بن العطار المقري ومحمّد بن الحسين بن غزال قراءةً عليهما ، قالا : حدّثنا عليّ بن أحمد بن عمرو الجنبي ، حدّثنا محمّد بن منصور المقري ، حدّثني أحمد بن عيسى ، عن محمّد بن بكر ، عن أبي الجارود ، عن حسان ، قال : أذّنت ليحيى بن زيد بخراسان فأمرني أن أقول : «حيّ على خير العمل حيّ على خير العمل».

أخبرنا عليّ بن محمّد بن بنان ، حدّثنا أبو القاسم الحسن بن محمّد الرفّا ، حدّثنا جعفر بن محمّد الحسني ، حدّثنا عيسى بن مهران ، حدّثنا مخول ، حدّثنا صباح المزني ، قال : أذّن رجل كان مع يحيى بن زيد بخراسان ، قال : ما زال مؤذّنهم ينادي بـ «حيّ على خير العمل» حتّى قتل (٢).

__________________

(١) الأذان بحيّ على خير العمل ، للحافظ العلوي : ٨٦ وبتحقيق عزّان : ١٤٤ وانظر : أمالي أحمد بن عيسى ١ : ١٩٧ الحديث ٢٣٦ ، وعنه في الاعتصام بحبل الله ١ : ٢٨١ ، وانظر الايضاح للقاضي نعمان : ١٠٩ كذلك ، وللإمام المهدي محمد بن المطهّر الزيدي في المنهاج الجلي إسناد آخر لهذه الروايات فراجع.

(٢) انظر : كتاب الأذان بحيّ على خير العمل : ٨٧.

٢٤٨

٢٠ ـ محمّد بن زيد بن عليّ (لم نقف على وفاته)

قال الحافظ العلوي : حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم ، أخبرنا محمّد بن أبي العبّاس الورّاق في كتابه إليّ ، قال : حدّثنا محمّد بن قاسم بن وهيب ، عن أحمد بن مفضل ، عن محمّد بن زيد بن عليّ ، [قال : تقول] في الأذان مرتين : الله أكبر الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلّا الله أشهد أن لا إله إلّا الله ، أشهد أن محمّداً رسول الله أشهد أن محمّداً رسول الله ، حيّ على الصلاة حيّ على الصلاة ، حيّ على الفلاح حيّ على الفلاح ، حيّ على خير العمل حيّ على خير العـمل ، الله أكبر الله أكـبر ، لا إلـه إلّا الله.

حدّثنا عليّ بن محمّد بن بنان الشيباني ، أخبرنا عليّ بن الحسين بن يعقوب الهمداني ، حدّثني عليّ بن العبّاس ، حدّثنا قاسم بن وهيب ، حدّثنا أحمد بن مفضل ، قال : سألت محمّد بن زيد بن عليّ عن الأذان ، فقال : مرّتين مرّتين الله أكبر الله أكبر فذكر مثل ما قبله (١).

٢١ ـ محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب (ت ١٣٥ ه‍)

روى الحافظ العلوي ، عن محمّد بن الحسين بن النخاس قراءة ، حدّثنا عليّ ابن العباس ، حدّثنا بكار بن أحمد ، حدّثنا إسماعيل بن أبان ، عن غياث بن إبراهيم ، عن عبدالله بن محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب ، عن أبيه : أنّه كان يقول في أذانه : «حيّ على خير العمل» (٢).

وجاء في كتاب الاعتصام بحبل الله : وفي شرح التجر يد قال : والدليل على

__________________

(١) الأذان بحيّ على خيرالعمل ، للحافظ العلوي : ٨٨ ، وبتحقيق عزّان : ١٤٦ ح ١٨٤ و ١٨٥.

(٢) الاذان بحيّ على خير العمل ، للحافظ العلوي : ٨٤ ، وصفحه ١٣٨ بتحقيق عزّان.

٢٤٩

صحة ما أخبرنا به أبو العبّاس الحسني رضي الله عنه ، قال : أخبرنا عليّ بن الحسين الظاهري ، قال : حدّثنا محمّد بن محمّد بن عبدالعزيز ، قال : حدّثنا عباد ابن يعقـوب ، قال : أخبرنا عيسى بن عبد الله بن محمّـد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب قال : حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن جده عليّ : قال : سمعت رسول الله يقول : (إنّ خير أعمالكم الصلاة) وأمر بلالاً أن يؤذّن بحي على خير العمل (١).

قال الحافظ العلوي : أخبرنا أبي رضي الله عنه ، حدّثنا أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن المحدد العطار ، حدّثنا أبي ، حدّثنا الحسن بن يحيى العلوي ، حدّثنا أبو الطاهر أحمد بن عيسى بن عبدالله ، عن الحسين بن زيد ، قال : رأيـت محمّـد ابن عمـر بن علـيّ بن أبـي طالـب يـؤذّن بحـيّ على خـير العـمل (٢).

٢٢ ـ إبراهيم بن عبدالله بن الحسن (ت ١٤٥ ه‍)

قال الحافظ العلوي : حدّثنا عبدالله بن محمّد بن هشام ، وأبو القاسم ميمون ابن عليّ المقري ، قالا : أخبرنا إسحاق بن محمّد المقري ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك ، قال : حدّثنا عبّاد بن يعقوب ، حدّثنا سالم الخزّاز ، قال : كان إبراهيم بن عبدالله بن الحسن يأمر أصحابه إذا كانوا في البادية يزيدون في الأذان «حيّ على خير العمل» (٣).

حدّثنا الحسين بن محمّد بن الحسن المقري ، حدّثنا عليّ بن الحسين بن يعقوب الهمداني ، حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن وهيب القرشي ، حدّثنا عباد عن سالم ، قال :

__________________

(١) العتصام ١ : ٢٨١ عن شرح التجريد.

(٢) الأذان بحيّ على خير العمل ، للحافظ العلوي : ٨٤ ، وصفحه ١٣٨ الحديث ١٧٥ بتحقيق عزّان.

(٣) الأذان بحيّ على خير العمل ، للحافظ العلوي : ٨٨ ، وبتحقيق عزّان : ١٤٧ ح ١٨٦.

٢٥٠

كان إبراهيم بن عبدالله يأمرهم إذا كانوا في البادية أن يزيدوا في الأذان «حيّ على خير العمل» (١).

٢٣ ـ جعفر بن محمّد الصادق (ت ١٤٨ ه‍)

روى الحافظ العلوي من طريق معاوية بن عمّار ، قال : سمعت جعفر بن محمّد يقول في الأذان «حيّ على خير العمل» (٢).

وفي الاعتصام بحبل الله عن كتاب الأذان : أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن زيد ابن بشار ، وعليّ بن محمّد الشيباني ، قالا : حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد ابن مسلم ، حدّثنا عليّ بن العبّاس وعليّ بن سلامة ، حدّثنا بكار بن أحمد ، حدّثنا نصر بن مزاحم ، عن الثقة إبراهيم بن أبي يحيى ، عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام كان يقول لكل صلاة : حيّ على الفلاح ، حيّ على خير العمل (٣).

ومن طريق عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله ، قال : سألته عن الأذان ، فذكره وقال فيه «حيّ على الفلاح حيّ على الفلاح» «حيّ على خير العمل حيّ على خير العمل» (٤).

__________________

(١) الأذان بحيّ على خير العمل ، للحافظ العلوي : ٨٩ ، وبتحقيق عزّان : ١٤٧ ح ١٨٧.

(٢) كتاب الأذان بحيّ على خير العمل : ٨٥.

(٣) الاعتصام بحبل الله ١ : ٢٩٣.

(٤) كتاب الأذان بحيّ على خير العمل : ٨٥. وبتحقيق عزّان : ١٤١ ، ثمّ قال الحافظ العلوي : وقد روى حذيث الأذان عن جعفى بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عليه السلام حماعةُ قد تقدّم أحاديثهم في باب عليّ بن الحسين. فاستغنينا عن إعادتها هنا ، منهم : هاني بن إسماعيل المدني ، ومحمد بن عبد الله بن علي بن الحسين ، وعبد الله بن محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب ، وأبو مريم الأنصاري ، زمندل بن علي العثربي ، ويحيى بن العليّ الرازي ، وغياث بن إبراهيم ، وسفيان بن السمط ، وعبدالله بن بكير ، وعمرو بن جميع ، وحصين بن مخارق ، وعبد الله بن سنان ، ومحمد بن المسلم ، وأبواالعباس ، وخالد بن إسماعيل المخزومي.

٢٥١

وقد روى هذا الخبر الشيخ الطوسي بإسناده عن النضر ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله [الصادق] في التهذيب (١) والاستبصار (٢).

وعن الحسين بن سعيد ، عن فضالة ، عن حماد بن عثمان ، عن إسحاق بن عمار ، عن المعلى بن خنيس ، قال : سمعتُ أبا عبدالله يؤذّن فقال : الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلّا الله أشهد أن لا إله إلّا الله ، أشهد أنّ محمّداً رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أشهد أنّ محمّداً رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، حيّ على الصلاة حيّ على الصلاة ، حيّ على الفلاح حيّ على الفلاح ، حيّ على خير العمل حيّ على خير العمل ، الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلّا الله لا إله إلّا الله (٣).

وعن فضاله ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي بكر الحضرمي وكليب الأسدي ؛ جميعاً عن أبي عبدالله أنّه حكى لهما الأذان وفيه : «حيّ على خير العمل حيّ على خير العمل» (٤).

٢٤ ـ الحسين بن عليّ صاحب فَخّ (ت ١٦٩ ه‍)

كان الحسين يؤذن بها ويأمر أصحابه بالتأذين بها ، قال الحافظ العلوي : أخبرنا محمّد بن الحسين بن النحّاس قراءة ، حدّثنا عليّ بن العبّاس البجلي ، حدّثنا بكّار ،

__________________

ورواه عن حاتم بن إسماعيل عن جعفر عن أبيه عن جدّه جماعةٌ من الثقات منهم : حسن بن حسين المغربي ، ومخول بن إبراهيم ، وأبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي ، وإبراهيم بن محمد بن ميمون ، ومحمد بن عبيد النحّاس ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، وعبدالرحمن بن أبي حمّاد ، وإسماعيل بن أبان ، وجندل بن والف [والق] الثعلبي ، وجعفر بن محمد السدوسي ، وموسى بن داود وقتيبة بن سعيد.

(١) التهذيب ٢ : ٥٩ ح ٢٠٩.

(٢) الاستبصار ١ : ٣٠٥ ح ١١٣٣.

(٣) الاستبصار ١ : ٣٠٦ ح ١١٣٦. وانظر : التهذيب ٢ : ٦١ ح ٢١٢.

(٤) انظر : التهذيب ٢ : ٦٠ ح ٢١١ ، والاستبصار ١ : ٣٠٦ ح ١١٣٥.

٢٥٢

حدّثنا عنترة بن حسين العصافي ، قال : كان حسين بن عليّ صاحب فَخّ يقول في أذانه «حيّ على خير العمل» (١).

وروى أبو الفرج الاصفهاني خبر (صاحب فخ) مع الوالي العمري ، وفيه : ان الحسين بن عليّ (صاحب فخ) ويحيى بن عبدالله بن الحسن «قتل سنة ١٧٥ هـ في حبس الرشيد».

وسليمان بن عبدالله بن الحسن «قتل بفخ سنة ١٦٩ هـ».

وإدريس بن عبدالله بن الحسن «ت ١٧٧ هـ بالمغرب».

وعبدالله بن الحسن الافطس «قتل ما بين ١٧٠ ـ ١٧٨ هـ».

وإبراهيم بن إسماعيل طباطبا.

وعمر بن الحسن بن عليّ بن الحسن بن الحسين بن الحسن.

وعبدالله بن إسـحاق بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن عليّ «قتل بفخ ١٦٩ هـ».

وعبد الله بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب.

وجّهوا إلى فتيان من فتيانهم ومواليهم فاجتمعوا .. سته وعشرين رجلاً من ولد عليّ ، وعشرة من الحاج ، ونفر من الموالي ، فكانوا جميعاً وراء التأذين العلني بحيّ على خير العمل (٢).

وسيأتي مزيد كلام عنه وما فعله بالوالي العمري بعد قليل (٣).

__________________

(١) الأذان بحيّ على خير العمل ، للحافظ العلوي : ٨٩ ، وبتحقيق عزّان : ١٤٨ ح ١٨٨.

(٢) انظر : مفصل الخبر في الفصل الرابع (حيّ على خير العمل تأر يخها العقائدي والسياسي) ومقاتل الطالبيين : ٤٤٣ / ٤٤٧.

(٣) في الفصل الرابع «حيّ على خير العمل ، تاريخها السياسي والعقائدي».

٢٥٣

٢٥ ـ موسى بن جعفر الكاظم (ت ١٨٣ ه‍)

سيأتي بعد قليل (١) ما رواه الصدوق عنه في العلل عنه عليه‌السلام وأنّه أجاب محمّد بن أبي عمير عن العلة الظاهرة والباطنة لـ «حيّ على خير العمل».

٢٦ ـ عليّ بن موسى الرضا (ت ٢٠٣ ه‍)

روى الصدوق بإسناده عن الفضل بن شاذان فيما ذكره من العلل عن الرِّضا عليه‌السلام في الأذان بالخصوص ، وقال فيما قال : ... وإنّما هو نداء إلى الصلاة في وسط الأذان ودعاء إلى الفلاح وإلى خير العمل ، وجعل ختم الكلام باسمه كما فتح باسمه (٢).

وروى في العلل وفي عيون أخبار الرضا بأسانيد أخرى قوله «وإنّما هو نداء إلى الصلاة ، فجعل النداء إلى الصلاة في وسط الأذان ، فقدَّم قبلها أربعاً : التكبيرتين والشهادتين ، وأخّر بعدها أربعاً يدعو إلى الفلاح حثّاً على البرّ والصلاة ، ثمّ دعا إلى خير العمل مرغباً فيها وفي عملها وفي أدائها ، ثمّ نادى بالتكبير والتهليل ليتم (٣) ...».

٢٧ ـ عليّ بن جعفر بن محمّد بن عليّ (ت ٢١٠ ه‍)

قال الحافظ العلوي : حدّثنا أبي رضي الله عنه ، حدّثنا محمّد بن جعفر المُقري ، حدّثنا محمّد بن الحسين الأسناني (٤) ، حدّثنا أحمد بن جناب ، عن عليّ بن جعفر بن محمّد ، قال : قال في الأذان : «حيّ على خير العمل ، حيّ على خير العمل» (٥).

__________________

(١) في الفصل الثالث «حيّ على خير العمل ، دعوة للولاية وبيان لاسباب حذفها».

(٢) من لا يحضره الفقيه ١ : ٣٠٠ ح ٩١٤ ، علل الشرائع ١ : ٢٥٩.

(٣) علل الشرائع ١ : ٢٥٩ / الباب ١٨٢. والنصّ عنه ، عيون أخبار الرضا ٢ : ١٠٤. علة تشريع الأذان.

(٤) في تحقيق عزّان : الاشناني.

(٥) الأذان بحيّ على خير العمل ، للحافظ العلوي : ٨٩ ، وبتحقيق عزّان : ١٤٩.

٢٥٤

٢٨ ـ أحمد بن عيسى (ت ٢٤٧ ه‍)

قال الحافظ العلوي : أخبرنا أبو عبدالله أحمد بن عليّ العطّار البجلي ، ومحمّد بن عليّ بن الحسين بن غزال الحارثي قراءةً عليهـما ، قالا : حدّثـنا علي ابن أحمد بن عمرو الحسـني (١) ، حدّثـنا محمّد بن منصور المقري ، قال : سألت أحمد بن عيسـى ، قلـت : إِذا أذّنـت تقـول : «حيّ على خير العمل حـيّ على خير العـمل»؟ قال : نعـم.

قلت : في الأذان والإقامة.

قال : نعم ولكنّي أخفيها (٢).

واخرى : قلت لأحمد بن عيسى ، تقول إذا أذنت «حيّ على خير العمل»؟

قال : نعم.

قلت : في الأذان والإقامة؟

قال : نعم (٣).

٢٩ ـ الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد بن عليّ (ت ٢٦٠ ه‍)

قال الحافظ العلوي : أخبرنا أبو عبدالله أحمد بن عليّ بن الحسن الهذلي قراءةً ، حدّثنا عليّ بن أحمد بن عمرو الحسني ، حدّثنا الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد بن عليّ ، قال : أجمع آل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على أن يقولوا في الأذان والإِقامة : «حيّ على

__________________

(١) في تحقيق عزّان : الجبان.

(٢) الأذان بحيّ على خير العمل ، للحافظ العلوي : ٩٠ ، وبتحقيق عزّان : ١٤٩ الحديث ١٩٠ وراب الصدع ١ : ١٩٧ الرقم ٢٣٧ وانظر الايضاح للقاضي نعمان : ١٠٩ وفيه معنى قوله : (اخفيها) بمعنى التقيه لان ذلك هو السنة.

(٣) المصدر السابق.

٢٥٥

خير العمل» وأن ذلك عندهم سنّة. وقد سمعنا في الحديث أن الله سبحانه وتعالى بعث ملكاً من السماء إلى الأرض بالأذان وفيه «حيّ على خير العمل». ولم يزل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يؤذّن بحيّ على خير العمل حتّى قبضه الله ، وكان يُؤذَّن بها في زمن أبي بكر ، فلمّا ولي عمر قال : دعوا «حيّ على خير العمل» لئلاّ يشتغل الناس عن الجهاد ، فكان أوّل مَن تركها (١).

وبعد كلّ هذا نقول : لو صحّ النسخ فلماذا نرى إصرار بعض الصحابة والتابعين وكلّ أهل البيت على شرعيّتها وضرورة الإتيان بها؟

وهل يصح أن ينسخ حكم «حيّ على خير العمل» ولا يعلمه عبدالله بن عمر وعليّ بن الحسين وأبو أمامة بن سهل بن حنيف سنوات بعد رسول الله ، فلو كان ثمة نسخ لَمَا خَفِي عليهم ، وما معنى كلام الإمام عليّ بن الحسين : «هذا هو الأذان الاول»؟ أَليس المعنيّ به هو الأذان الأول قبل التحريف؟

إنّ إجماع أهل البيت وتأذين بعض الصحابه بـ «حيَّ على خير العمل» لَيؤكّد شـرعيّة الإتيان بها وعدم نسخها.

__________________

(١) الأذان بحيّ على خير العمل ، للحافظ العلوي : ٩١ ، وبتحقيق عزّان : ١٥٠ الحديث ١٩٢.

٢٥٦

القسم الثالث

إجماع العترة

مــرّ عليك سابقاً في (تأذين الصحــابة وأهل البيــت) أنّ الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلامكان يقول ويأمر مؤذّنه أن يقول : حيّ على خير العمل.

والمدقق في حديث تشريع الأذان الذي رواه الإمام عليّ عن النبيّ يقف على جزئية «حيّ على خير العمل» فيه ، إذ جاء في حاشية الدسوقي ما نصه :

(كان عليّ يزيد حيّ على خير العمل بعد حيّ على الفلاح ، وهو مذهب الشيعة الآن) (١).

ومعنى كلامه أنّه عليه‌السلام كان يأتي بأمر أعرض عنه الخلفاء ، وهو فعل أبنائه من بعده كذلك حتّى استقرّت السيرة به عند الشيعة ؛ للاعتقاد بعدم الفصل بين فعل الإمام عليّ ومذهب الشيعة الآن ، لأنّ الشيعة يستقون فقههم وأحكامهم من الإمام عليّ وأبنائه المعصومين عليهم‌السلام.

وقد روى الحافظ العلوي (أبو عبدالله) بإسناده عن عبيدة السلماني ، قال :

كان عليّ بن أبي طالب ، والحسن ، والحسين ، وعقيل بن أبي طالب ، وابن عباس ، وعبدالله بن جعفر ، ومحمّد بن الحنفية يؤذنون إلى أن فارقوا الدنيا فيقولون بـ «حيّ على خير العمل» ويقولون : لم تزل في الأذان (٢).

__________________

(١) حاشية الدسوقي ١ : ١٩٣.

(٢) الأذان بحيّ على خير العمل : ١٠٩ الحديث ١٠٧ ، الاعتصام ١ : ٢٩٤.

٢٥٧

وعنه كذلك عن الإمام الباقر عليه‌السلام قوله :

أذاني وأذان آبائي ـ عليّ ، والحسن ، والحسين ، وعليّ بن الحسين ـ حيّ على خير العمل حيّ على خير العمل (١).

وجاء في معجم الأدباء لياقوت الحموي في ترجمة عمر بن إبراهيم بن محمّد المتـوفى سنة ٥٣٩ ـ من أحـفاد الإمام زيـد الشـهيد ـ نقلاً عن السـمعانـي أنّه قـال :

وكان خشن العيش ، صابراً على الفقر ، قانعاً باليسير ، سَمِعتُه يقول : أنا زيدي المذهب ولكنّي أفتي على مذهب السلطان ـ يعني أبا حنيفة ـ إلى أن يقول السمعاني : وكنت ألازمه طول مقامي بالكوفة في الكُوَرِ الخمس ، ما سمعت منه طول ملازمتي له شيئاً في الاعتقاد أنكرته ، غير أنّي كنتُ يوماً قاعداً في باب داره وأخرج لي شذرة من مسموعاته وجعلت أفتقد فيها حديث الكوفيين فوجدت فيها جزءاً مترجماً بتصحيح الأذان بحي على خير العمل ، فأخذته لأطالعه ، فأخذه من يدي وقال : هذا لا يصلح لك ، له طالبٌ غيرك ، ثمّ قال : ينبغي للعالم أن يكون عنده كلّ شي ، فإنّ لكلّ نوع طالباً (٢).

فلو جمعت هذا النص مع الذي مر عليك من أنّ زيداً كان يأمر مؤذنه بالحيعلة الثالثة عندما يأمن أهل الشام ، وكذا من أنّ يحيى بن زيد كان يأمر أصحابه بخراسان أن يحيعلوا فما زال مؤذنهم ينادي بها ، ومثله كلام إبراهيم بن عبدالله بن الحسن وانه كان يأمر أصحابه ـ إذا كانوا بالبادية ـ أن يزيدوا في الأذان حيّ على خير العمل (٣).

__________________

(١) مقدمة الأذان بحيّ على خير العمل لعزّان : ١٨.

(٢) معجم الادباء ١٥ : ٢٥٩.

(٣) حيّ على خير العمل بتحقيق عزّان : ١٤٧ ح ١٨٦ و ١٨٧.

٢٥٨

وما قاله أحمد بن عيسى في جواب من سأله عن التأذين بحيّ على خير العمل؟

قال : نعم ، ولكن أُخفيها (١).

فلو جمعت هذه النصوص بعضها إلى بعض لوقفت على الظروف التي كان يعيشها الطالبيون ، وهي ظروف لم تكن مؤاتية لإبداء آرائهم ، حتّى ترى عمر بن إبراهيم رغم كونه زيدياً يفتي على مذهب السلطان ؛ لأن الفقه السائد يومئذ كان فقه أبي حنيفة ، فلا يرتضي أن يطّلع السمعاني على الجزء المصحّح بالأذان بحيّ على خير العمل ، فيأخذه منه ويقول له : «هذا لا يصلح لك ، له طالب غيرك» ثمّ يعلل سر وجود مثل هذه الكتب والأجزاء مصحّحة عنده بأنّه ينبغي «للعالم أن يكون عنده كلّ شيء ، فإن لكل نوع طالباً» لأن عمر بن إبراهيم كان يعرف السمعاني واهتماماته ، وقد أشار السمعاني نفسه إلى توجهاته الشخصية بقوله : «... وجعلت أفتقد فيها حديث الكوفيين فوجدت ...» وفي هذا كفاية لمن أراد التعرف على ملابسات التشريع وما دار بين الكوفـة والشـام والحجاز و .. من التـخالف والتضـاد.

هذا شيء عن ملابسات (حيّ على خير العمل) ، وهي تدلّ على دور الحكومة بعدم التأذين بها. والآن مع أقوال بعض العلماء عن إجماع العترة على التأذين بحيّ على خير العمل.

قال الشوكاني في نيل الأوطار : (... والتثو يب زيادة ثابتة فالقول بها لازم ، والحديث ليس فيه ذكر «حيّ على خير العمل» ، وقد ذهبت العترة إلى إثباته وأنّه بعد قول المؤذّن «حيّ على الفلاح» ، قالوا : يقول مرّتين : حيّ على خير العمل ،

__________________

(١) حيّ على خير العمل بتحقيق عزّان : ١٥٠ ح ١٩٠ واخرجه محمد بن منصور في الامالي [لابن عيسى] ١ : ١٩٤ رقم ٢٣٧ قال سألت أحمد ... الخ.

٢٥٩

ونسبه المهديّ في البحر إلى أحد قولَي الشافعي ، وهو خلاف ما في كتب الشافعيّة ، فإنّا لم نجد في شيء منها هذه المقالة (١) ، بل خلاف ما في كتب أهل البيت (٢).

قال في الانتصار : إنّ الفقهاء الأربعة لا يختلفون في ذلك ، يعني في أنّ «حيّ على خير العمل» ليس من ألفاظ الأذان ، وقد أنكر هذه الرواية الإمام عزّ الدين في شرح البحر وغيره ممّن له اطّلاع على كتب الشافعيّة.

«احتج القائلون بذلك» بما في كتب أهل البيت ـ كامالي أحمد بن عيسى ، والتجريد ، والأحكام ، وجامع آل محمّد ـ من إثبات ذلك سنداً إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

قال في الأحكام : وقد صحّ لنا أنّ «حيّ على خير العمل» كانت على عهد رسول الله يؤذّن بها ، ولم تُطرح إلّا في زمن عمر. وهكذا قال الحسن بن يحيى ؛ روي ذلك عنه في جامع آل محمّد.

__________________

(١) يؤيّد صحّة كلام المهدّي ما قاله القاسم بن محمّد بن عليّ نقلاً عن توضح المسائل للمقري «قد ذكر الروياني أنّ للشافعي قولاً مشهوراً بالقول به» ، وما قاله الشافعي عن التثو يب وأنّه لم يثبت عن ابي محذورة. ولو جمعنا هذين القولين وضممنا أحدهما إلى الآخر لاتّضح لنا ما نر يد قوله من الملازمة وعدم الفصل بين القول (بحيّ على خير العمل) وعدم القول (بالصلاة خير من النوم) ، وكذا العكس ، إذ قد ثبت عن ابن عمر تأذينه بـ (حيّ على خير العمل) وكراهيته للتثويب ، ومثله الأمر بالنسبة إلى الإمام علي ، فالقائل بشرعية «حيّ على خير العمل» لا يقبل شرعية «الصلاة خير من النوم» ، والقائل بشرعية «الصلاة خير من النوم» ينكر شرعية «حيّ على خير العمل» ، فإنكار الشافعي للتثويب يرجح المنسوب إليه من القول بـ «حيّ على خير العمل».

هذا وقد أشار الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى (المتوفى ٨٤٠ هـ) في البحر الزخار ٢ : ١٩١ إلى أنّ أخير قولي الشافعي هو القول بالحيعلة الثالثة وذلك بعد أن اشار إلى إجماع العترة بذلك فقال : (.. العترة جميعاً ، وأخير قولي الشافعي حيّ على خير العمل) ، فتامل.

(٢) هذا قصور أو تقصير من الشوكاني ، فقد عرفت إجماع العترة على التأذين بـ «حيّ على خير العمل» ، وكان ينبغي له أن يحقّق في المسألة قبل أن يقطع برأيه هذا.

٢٦٠