مع الدكتور السّالوس في آية التطهير

السيّد علي الحسيني الميلاني

مع الدكتور السّالوس في آية التطهير

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الطبعة: ٠
الصفحات: ١٣٢

وحرّم مالك الرواية عنه.

وأعرض عنه مسلم بن الحجّاج.

وقال محمّد بن سعد : ليس يُحتجّ بحديثه.

٤ ـ ترك الناس جنازته :

ولهذه الأُمور وغيرها ترك الناس جنازته ؛ قيل : فما حمله أحد ، حتّى اكتروا له أربعة رجال من السودان.

ترجمة مقاتل :

ومقاتل حاله كحال عكرمة ، فقد أدرجه كلٌّ من : الدار قطني ، والعقيلي ، وابن الجوزي ، والذهبي في (الضعفاء) ... وتكفينا كلمة الذهبي : «أجمعوا على تركه» (١).

ترجمة ابن السائب :

وعزا ابن الجوزي القول باختصاص الآية بالأزواج إلى «ابن السائب» وهو : «محمّد بن السائب الكلبي». لكنّ القرطبي نسب اليه القول باختصاصها بالخمسة الأطهار ، كما سيأتي في عبارته ... وهذا هو الصحيح.

وستقف على ترجمة الكلبي ضمن الكلام على ترجمة عطيّة العوفي.

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ٧ / ٢٠١.

٢١

ترجمة الضّحاك :

وأمّا القول الآخر فقد عزاه ابن الجوزي إلى الضحّاك بن مزاحم فقط :

وهذا الرجل أدرجه ابن الجوزي نفسه كالعقيلي في (الضعفاء) وتبعهما الذهبي فأدرجه في «المغني في الضعفاء» ... ونفوا أنْ يكون لقي ابن عبّاس ، بل ذكر بعضهم أنّه لم يشافه أحداً من أصحاب رسول الله ، وعن يحيى بن سعيد : كان الضحّاك عندنا ضعيفاً.

قالوا : وكانت أُمّه حاملاً به سنتين! (١).

إذن ... فالأصل في القول باختصاص الآية بأزواج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو «عكرمة» وقد عرفناه ، وعرفنا «ابن السائب» و «مقاتل» معه.

والأصل في القول بأنها نازلة في الخمسة الطاهرة والأزواج ـ كما ذكر ابن الجوزي ـ هو «الضحّاك» وقد عرفناه ... لكن سترى في روايات السيوطي ، أنّ الضحّاك حدّث عن النبيّ أنّه كان يقول : «نحن أهل بيتٍ طهّرهم الله ، نحن شجرة النبوّة وموضع الرسالة و...» ومن المعلوم أنّ الأزواج لسن من شجرة النبوّة ... وهذا ممّا يورث الشكّ في أصل وجود قائلٍ بهذا القول بين القدماء ، وأنّه قول التجأ اليه بعض علماء القوم في القرون المتأخّرة ، لإخراج الآية عن الاختصاص بالخمسة الطّاهرة!!

أمّا الأزواج أنفسهنَّ ... وأعلام الصحابة ... فيقولون باختصاصها بالخمسة.

__________________

(١) تهذيب الكمال ١٣ / ٢٩١ ، ميزان الاعتدال ٢ / ٣٢٥ ، المغني في الضعفاء ١ / ٣١٢.

٢٢

فظهر ما في قول الدكتور : «يرى إخواننا الشيعة الجعفرية الاثنا عشريّة ...» من الإشكال ... فإنّ الشيعة الجعفرية الاثني عشرية تستدل هنا ـ بالاضافة إلى أدلّتها الخاصّة ـ بالأحاديث الواردة في كتب السنّة بالطرق الصحيحة عن الأزواج والصحابة عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما سنرى.

ومما ذكرنا يظهر ما في قوله بعد ذلك : «وبالرجوع إلى كتاب الله تعالى نجد قوله (قالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) (١) وهذا خطاب لامرأة إبراهيم عليه‌السلام. وقوله تعالى : (فَلَمَّا قَضى مُوسَى الْأَجَلَ وَسارَ بِأَهْلِهِ ...) (٢) ومعلوم أن موسى سار بزوجته ابنة شعيب عليهم‌السلام. وقوله سبحانه : (وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ ناصِحُونَ* فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ) (٣) وقوله عزوجل ...

إلى غير ذلك من الآيات الكريمة التي تبيّن أن الاستعمال القرآني لا يمنع أنْ يكون المراد ب (أهل البيت) في الآية الكريمة نساء النبيّ ...

واحتجّ طائفة من العلماء على أنّ (الآل) هم (الأزواج) و (الذرّية) بما روي عن الرسول صلّى الله عليه [وآله] وسلّم عند ما سئل : كيف نصلّي عليك؟ فقال : قولوا : اللهم صلِّ على محمّد وعلى أزواجه وذرّيته كما صلّيت على آل إبراهيم ...

__________________

(١) سورة هود : ٧٣.

(٢) سورة القصص : ٢٩.

(٣) سورة القصص : ١٢.

٢٣

وكذلك بما روي عنه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنه قال : من سرّه أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلّى علينا أهل البيت فليقل : اللهم صلِّ على محمّد النبي وأزواجه امّهات المؤمنين وذرّيته وأهل بيته ، كما صلّيت على آل ابراهيم ، انك حميد مجيد».

فإنّا نقول :

إنّ هذا الذي ذكره كلّه خارج عن البحث ـ بغضّ النظر عمّا هنالك من المناقشة (١) ـ لأنّ الكلام في المراد من «أهل البيت» في نصوص «آية التطهير» ومن هنا يقول الطبري بتفسير الآية : «واختلف أهل التأويل في الذين عُنوا بقوله : (أهل البيت) ...» وقال ابن الجوزي : «وفي المراد ب (أهل البيت) هاهنا ثلاثة أقوال».

وكأنّ الدكتور ملتفت إلى أن ما ذكره إلى الآن لا ربط له بما نحن فيه ، ولذا يقول :

«ولكنْ سواء أشملتهنَّ الآية الكريمة أم لم تشملهن ، فإنّ تخصيص المراد بالخمسة لا يكون إلّا إذا بيّن الرسول صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ذلك. فلننظر ـ إذن ـ في الأخبار».

__________________

(١) ومن ذلك أن في المسند ٦ / ٢٩٦ : أنّه صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعد أن عليهم الكساء وضع يده عليهم ثمّ قال : «اللهم إنّ هؤلاء آل محمّد فاجعل صلواتك وبركاتك على محمّد وعلى آل محمّد إنك حميد مجيد» وسيأتي نصّه الكامل.

٢٤

أقول :

ليته قال هذا من أوّل الأمر! بل كان ينبغي له ـ وقد نسب القول بالاختصاص بالخمسة إلى الشيعة الإمامية الجعفرية فحسب ـ أن يورد أدلّتهم بالتفصيل عن كتبهم ويتكلَّم عليها ، لا أن يكتفي بالإحالة إليها :

إذن ... فالمهم تحديد المراد من «أهل البيت» في هذه الآية المباركة من بيان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلى الجميع أن يقبلوا ذلك «ويسلّموا تسليماً» ...

من الصّحابة الرواة لحديث الكساء :

ولقد بيّن وعيّن عليه الصلاة والسلام المراد ، قولاً وفعلاً ، في حديث الكساء ، وجاء ذلك في رواية كبار الائمة وأعلام الحديث ، عن عشراتٍ من الصحابة ، منهم :

١ ـ الامام أبو محمّد الحسن السبط الاكبر عليه‌السلام.

٢ ـ عائشة بنت أبي بكر.

٣ ـ أُمّ سلمة زوجة رسول الله.

٤ ـ عبد الله بن العبّاس.

٥ ـ سعد بن أبي وقّاص.

٦ ـ أبو الدرداء.

٧ ـ أنس بن مالك.

٨ ـ أبو سعيد الخدري.

٩ ـ واثلة بن الأسقع.

٢٥

١٠ ـ جابر بن عبد الله الأنصاري.

١١ ـ زيد بن أرقم.

١٢ ـ عمر بن أبي سلمة.

١٣ ـ ثوبان مولى رسول الله.

١٤ ـ أبو الحمراء.

١٥ ـ معقل بن يسار.

من الأئمّة الرواة لحديث الكساء :

ونكتفي بذِكر أشهر المشاهير منهم :

١ ـ أحمد بن حنبل ، المتوفّى سنة ٢٤١.

٢ ـ عبد بن حميد الكشّي ، المتوفّى سنة ٢٤٩.

٣ ـ مسلم بن الحجّاج ، صاحب الصحيح ، المتوفّى سنة ٢٦١.

٤ ـ أبو حاتم محمّد بن إدريس الرازي ، المتوفّى سنة ٢٧٧.

٥ ـ أحمد بن عبد الخالق البزّار ، المتوفّى سنة ٢٩٢.

٦ ـ محمّد بن عيسى الترمذي ، المتوفّى سنة ٢٩٧.

٧ ـ أحمد بن شعيب النسائي ، المتوفّى سنة ٣٠٣.

٨ ـ أبو عبد الله محمّد بن عليّ الحكيم الترمذي ، المتوفّى سنة.

٩ ـ أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري ، المتوفّى سنة ٣١٠.

١٠ ـ عبد الرحمن بن محمّد بن إدريس الرازي ، الشهير بابن أبي حاتم ، المتوفّى سنة ٣٢٧.

١١ ـ سليمان بن أحمد الطبراني ، المتوفّى سنة ٣٦٠.

٢٦

١٢ ـ أبو عبد الله الحاكم النيسابوري ، المتوفّى سنة ٤٠٥.

١٣ ـ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني ، المتوفّى سنة ٤٣٠.

١٤ ـ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، المتوفّى سنة ٤٥٨.

١٥ ـ أبو بكر أحمد بن عليّ ، المعروف بالخطيب البغدادي ، المتوفّى سنة ٤٦٣.

١٦ ـ أبو السعادات المبارك بن محمّد ، المعروف بابن الأثير ، المتوفّى سنة ٦٠٦.

١٧ ـ شمس الدين محمّد بن أحمد الذهبي ، المتوفّى سنة ٧٤٨.

١٨ ـ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ، المتوفّى سنة ٩١١.

وستقف على أسامي غير هؤلاء من الرواة لهذا الحديث الشريف عند ما نورد نصوص طائفةٍ من الأحاديث.

فلننظر ـ إذن ـ في الأخبار ...

ولنا مع الدكتور موقفان :

الأوّل : إنّه اقتصر في بحثه على أحاديث الطبري في تفسيره ، وجعل يناقش في أسانيدها ، وأغفل الأحاديث الكثيرة الواردة في الصّحاح والسّنن والمسانيد ، مع أنّ مقتضى القاعدة والإنصاف هو الرجوع إلى تلك الكتب في مثل هذا البحث والتحقيق في أسانيدها وفقهها ، لا إغفالها وكأنها غير موجودة ، عدا رواية أو روايتين.

الموقف الثاني : إنّه ناقش في أسانيد تفسير الطبري ، فهل إنّه ذكر جميع الأسانيد الموجودة فيه؟ وهل إن مناقشاته في الأسانيد صحيحة؟

فلنذكر ـ إذن ـ طائفةً من ألفاظ الحديث في الصحاح وغيرها :

٢٧

من ألفاظ الحديث

في الصحاح والمسانيد وغيرها

وهذه نبذة من ألفاظ الحديث بأسانيدها (١) :

ففي المسند : «حدّثنا عبد الله ، حدّثني أبي ، حدثنا عبد الله بن نمير ، قال : حدثنا بعد الملك ـ يعني ابن أبي سليمان ـ ، عن عطاء بن أبي رباح ، قال : حدّثني من سمع أُمّ سلمة تذكر أنّ النبي كان في بيتها ، فأتته فاطمة ببرمة فيها خزيرة ، فدخلت بها عليه ، فقال لها : ادعي زوجك وابنيك.

قالت : فجاء عليٌّ والحسين والحسن ، فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة ، وهو على منامة له على دكّان تحته كساء خيبري.

__________________

(١) نعم ، هذه نبذة من الروايات ، إذ لم نورد كلّ ما في المسند أو المستدرك أو غيرهما ولا ما في كثير من المصادر المعتبرة في التفسير والحديث وتراجم الصحابة وغيرها.

٢٨

قالت : وأنا أُصلّي في الحجرة ، فأنزل الله عزوجل هذه الآية : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً.)

قالت : فأخذ فضل الكساء فغشّاهم به ، ثمّ أخرج يده فألوى بها إلى السماء ثمّ قال : اللهمّ هؤلاء أهل بيتي وخاصّتي فأذهِب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.

قالت : فأدخلت رأسي البيت فقلت : وأنا معكم يا رسول الله؟

قال : إنّكِ إلى خير ، إنّكِ إلى خير.

قال معبد الملك : وحدّثني أبو ليلى عن أُمّ سلمة مثل حديث عطاء سواء.

قال عبد الملك : وحدّثني داود بن أبي عوف الجحّاف ، عن (١) حوشب ، عن أُمّ سلمة بمثله سواء» (٢).

وفي المسند : «حدّثنا عبد الله ، حدّثني أبي ، حدثنا عفّان ، حدثنا حمّاد بن سلمة ، قال : حدثنا عليّ بن زيد ، عن شهر بن حوشب ، عن امّ سلمة : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لفاطمة : ائتيني بزوجك وابنيك ؛ فجاءت بهم ، فألقى عليهم كساءً فدكيّاً.

قال : ثمّ وضع يده عليهم ثمّ قال : اللهمّ إنّ هؤلاء آل محمّد ، فاجعل صلواتك وبركاتك على محمّد وعلى آل محمّد إنّك حميد مجيد.

قالت أُمّ سلمة : فرفعت الكساء لأدخل معهم ، فجذبه من يدي وقال : إنَّكِ على خير» (٣).

__________________

(١) كذا.

(٢) مسند أحمد ٦ / ٢٩٢.

(٣) مسند أحمد ٦ / ٣٢٣.

٢٩

وفي المسند : «حدّثنا عبد الله ، حدّثني أبي ، حدثنا يحيى بن حمّاد ، حدثنا أبو عوانة ، حدثنا أبو بلج ، حدثنا عمرو بن ميمون ، قال : إنّي لجالس إلى ابن عبّاس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يا ابن عبّاس ، إمّا أن تقوم معنا وإمّا أنْ تخلونا هؤلاء.

قال : فقال ابن عبّاس : بل أقوم معكم.

قال : وهو يومئذٍ صحيح قبل أنْ يعمى. قال : فانتدوا فتحدّثوا ، فلا ندري ما قالوا.

قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول : أُفٍّ وتفّ ، وقعوا في رجلٍ له عشر ، وقعوا في رجلٍ قال له النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فذكر مناقب لعليٍّ ، منها ـ : «وأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثوبه فوضعه على عليٍّ وفاطمة وحسن وحسين فقال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (١)).

وفي صحيح مسلم : «حدّثنا أبو بكر ابن أبي شيبة ومحمّد بن عبد الله بن نمير ـ واللفظ لأبي بكر ـ ، قالا : حدّثنا محمّد بن بشر ، عن زكريّا ، عن مصعب ابن شيبة ، عن صفية بنت شيبة ، قالت : قالت عائشة : خرج النبيّ غداةً وعليه مرط مرجّل من شعر أسود ، فجاء الحسن بن عليّ فأدخله ، ثمّ جاء الحسين فدخل معه ، ثمّ جاءت فاطمة فأدخلها ، ثمّ جاء عليٌّ فأدخله ، ثمّ قال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (٢)).

وفي صحيح الترمذي : «حدّثنا قتيبة ، حدّثنا محمّد بن سليمان ابن

__________________

(١) مسند أحمد ١ / ٣٣٠.

(٢) صحيح مسلم ٧ / ١٣٠.

٣٠

الأصبهاني ، عن يحيى بن عبيد ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن عمر بن أبي سلمة ـ ربيب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ قال : لمّا نزلت هذه الآية على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) في بيت أُمّ سلمة ، فدعا فاطمة وحسناً وحسيناً فجلّلهم بكساء ، وعلي خلف ظهره ، فجلّلهم بكساء ثمّ قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً. قالت أُمّ سلمة : وأنا معهم يا نبي الله؟ قال : أنت على مكانك. وأنت على خير.

قال : هذا حديث غريب من حديث عطاء عن عمر بن أبي سلمة».

«حدّثنا عبد بن حميد ، حدّثنا عفان بن مسلم ، حدّثنا حماد بن سلمة ، أخبرنا علي بن زيد ، عن أنس بن مالك : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يمرّ بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر يقول : الصلاة يا أهل البيت (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً.)

قال : هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. انما نعرفه من حديث حماد ابن سلمة.

قال : وفي الباب عن : أبي الحمراء ، ومعقل بن يسار ، وأُمّ سلمة» (١).

«حدّثنا قتيبة ، حدّثنا محمّد بن سليمان ابن الأصبهاني ، عن يحيى بن عبيد ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن عمر بن أبي سلمة ـ ربيب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : نزلت هذه الآية على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ

__________________

(١) صحيح الترمذي ٥ / ٣٢٧ ـ ٣٢٨. كتاب تفسير القرآن.

٣١

لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) في بيت أُمّ سلمة ، فدعا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاطمة وحسناً وحسيناً فجلّلهم بكساءٍ وعلي خلف ظهره ، فجلّله بكساء ثمّ قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً. قالت أُمّ سلمة : وأنا معهم يا نبي الله؟ قال : أنتِ على مكانك وأنت إلى خير.

قال : وفي الباب عن : أُمّ سلمة ، ومعقل بن يسار ، وأبي الحمراء ، وأنس.

قال : وهذا حديث غريب من هذا الوجه» (١).

«حدّثنا محمود بن غيلان ، حدّثنا أبو أحمد الزبيري ، حدّثنا سفيان ، عن زبيد ، عن شهر بن حوشب ، عن أُمّ سلمة : انّ النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم جلّل على الحسن والحسين وعلي وفاطمة كساءً ثمّ قال : اللهمّ هؤلاء أهل بيتي وخاصّتي ، أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً. فقالت أُمّ سلمة : وأنا معهم يا رسول الله؟ قال : إنّك إلى خير.

قال : هذا حديث حسن ، وهو أحسن شيء روي في هذا الباب.

وفي الباب عن : عمر بن أبي سلمة ، وأنس بن مالك ، وأبي الحمراء ، ومعقل ابن يسار ، وعائشة» (٢).

وفي جامع الأُصول : «٦٦٨٩ ت ، أُمّ سلمة ـ رضي الله عنها ـ قالت : إنّ هذه الآية نزلت في بيتي : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) قالت : وأنا جالسة عند الباب فقلت : يا رسول الله ، ألست

__________________

(١) صحيح الترمذي ٥ / ٦٢١ كتاب المناقب.

(٢) صحيح الترمذي ٥ / ٦٥٦ كتاب المناقب.

٣٢

من أهل البيت؟ فقال : إنّكِ إلى خير ، أنتِ من أزواج رسول الله.

قالت : وفي البيت : رسول الله وعليٌّ وفاطمة وحسن وحسين ، فجلّلهم بكسائه وقال : اللهمّ هؤلاء أهل بيتي ، فأذهِب عنهم الرجس وطهِّرهم تطهيراً.

وفي رواية : إنّ النبيّ جلّل على الحسن والحسين وعليّ وفاطمة ، ثمّ قال : اللهمّ هؤلاء أهل بيتي وحامّتي ، أذهِب الرجس عنهم وطهِّرهم تطهيراً.

قالت أُمّ سلمة : وأنا معهم يا رسول الله؟ قال : إنّكِ إلى خير.

أخرج الترمذي الرواية الأخيرة ، والأُولى ذكرها رزين.

٦٦٩٠ ت ، عمر بن أبي سلمة ، قال : نزلت هذه الآية على النبي : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) في بيت أُمّ سلمة ، فدعا النبيّ فاطمة وحسناً وحسيناً ، فجلّلهم بكساءٍ وعليٌّ خلف ظهره ، ثمّ قال : اللهمّ هؤلاء أهل بيتي فأذهِب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.

قالت أُمّ سلمة : وأنا معهم يا نبيَّ الله؟

قال : أنتِ على مكانِكِ ، وأنتِ على خير.

أخرجه الترمذي.

٦٦٩١ ت ، أنس بن مالك ، إنّ رسول الله كان يمرّ بباب فاطمة إذا خرج إلى الصلاة حين نزلت هذه الآية ، قريباً من ستّة أشهر ، يقول : الصلاة أهل البيت (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً.)

أخرجه الترمذي.

٦٦٩٢ م ، عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : خرج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم

٣٣

وعليه مرط مرجَّل أسود ، فجاءه الحسن فأدخله ، ثمّ جاءه الحسين فأدخله ، ثمّ جاءت فاطمة فأدخلها ، ثمّ جاء عليٌّ فأدخله ، ثمّ قال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ) الآية.

أخرجه مسلم» (١).

وفي الخصائص : «أخبرنا محمّد بن المثنّى ، قال : أخبرنا أبو بكر الحنفي ، قال : حدّثنا بكير بن مسمار ، قال : سمعت عامر بن سعد يقول : قال معاوية لسعد بن أبي وقّاص : ما يمنعك أنْ تسبَّ ابن أبي طالب؟!

قال : لا أسبّه ما ذكرتُ ثلاثاً قالهنَّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، لأنْ يكون لي واحدة منهنَّ أحبّ إليّ من حمر النعم :

لا أسبّه ما ذكرت حين نزل الوحي عليه ، فأخذ عليّاً وابنيه وفاطمة فأدخلهم تحت ثوبه ثمّ قال : ربّ هؤلاء أهل بيتي وأهلي.

ولا أسبّه ما ذكرت حين خلّفه في غزوةٍ غزاها ...

ولا أسبّه ما ذكرت يوم خيبر ...» (٢).

وفي الخصائص : «أخبرنا قتيبة بن سعيد البلخي وهشام بن عمّار الدمشقي ، قالا : حدّثنا حاتم ، عن بكير بن مسمار ، عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص ، قال : أمر معاوية سعداً فقال : ما يمنعك أنْ تسبَّ أبا تراب؟!

فقال : أنا إن ذكرت ثلاثاً قالهنَّ رسول الله فلن أسبّه ، لأن يكون لي واحدة

__________________

(١) جامع الأُصول : ١٠ / ١٠٠ ـ ١٠١.

(٢) خصائص عليّ : ٨١ طبعة النجف الأشرف.

٣٤

منها أحبّ إليَّ من حمر النعم :

سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول له ، وخلَّفه في بعض مغازيه ...

وسمعته يقول يوم خيبر : ...

ولمّا نزلت (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) دعا رسول الله عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال : اللهمّ هؤلاء أهل بيتي» (١).

أقول :

أخرجه ابن حجر العسقلاني باللفظ الأوّل في «فتح الباري» بشرح حديث : «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون ...» فقال :

«ووقع في رواية عامر بن سعد بن أبي وقّاص عند مسلم والترمذي قال : قال معاوية لسعد : ما منعك أنْ تسبَّ أبا تراب؟!

قال : أما ما ذكرتُ ثلاثاً قالهنَّ له رسول الله فلنْ أسبّه ؛ فذكر هذا الحديث.

وقوله : لأُعطينّ الراية رجلاً يحبّه الله ورسوله.

وقوله لمّا نزلت (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ) (٢) دعا عليّاً وفاطمة والحسن والحسين ، فقال : اللهمّ هؤلاء أهل بيتي» (٣).

__________________

(١) خصائص عليّ : ٤٩.

(٢) سورة آل عمران ٣ : ٦١.

(٣) فتح الباري ـ شرح صحيح البخاري ٧ / ٦٠.

٣٥

وهذا تحريفٌ للحديث! إذ أُسقط أوّلاً : «فأدخلهم تحت ثوبه» ، ثمّ جُعلت الآية النازلة هي آية المباهلة لا آية التطهير! فتأمّل.

وفي الخصائص : أخرج حديث عمرو بن ميمون عن ابن عبّاس ، المتقدّم عن المسند (١).

وفي المستدرك : «حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب ، حدثنا العبّاس بن محمّد الدوري ، حدثنا عثمان بن عمر ، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ، حدثنا شريك بن أبي نمر ، عن عطاء بن يسار ، عن أُمّ سلمة رضي الله عنها أنّها قالت :

في بيتي نزلت هذه الآية : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) ، قالت : فأرسل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى عليّ وفاطمة والحسن والحسين رضوان الله عليهم أجمعين فقال : اللهمّ هؤلاء أهل بيتي.

قالت أُمّ سلمة : يا رسول الله ، وأنا من أهل البيت؟

قال : إنّكِ أهلي خير (٢) ، وهؤلاء أهل بيتي ، اللهمّ أهلي أحقّ.

هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه.

حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب ، أنبأ العبّاس بن الوليد بن مزيد ، أخبرني أبي ، قال : سمعت الأوزاعي يقول : حدّثني أبو عمّار ، قال : حدّثني واثلة ابن الأسقع ، قال : جئت عليّاً فلم أجده. فقالت فاطمة رضي الله عنها : انطلق إلى رسول الله يدعوه فاجلس ، فجاء مع رسول الله فدخل ودخلت معهما. قال :

__________________

(١) خصائص عليّ : ٦٢.

(٢) كذا.

٣٦

فدعا رسول الله حسناً وحسيناً فأجلس كلّ واحدٍ منهما على فخذه ، وأدنى فاطمة من حجره وزوجها ، ثمّ لفّ عليهم ثوبه وأنا شاهد ، فقال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) اللهمّ هؤلاء أهل بيتي.

هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه» (١).

وفي تلخيص المستدرك : وافق الحاكم على التصحيح (٢).

ورواه الذهبي بإسنادٍ له عن شهر بن حوشب عن أُمّ سلمة ، وفيه : «قالت : فأدخلت رأسي فقلت : يا رسول الله ، وأنا معكم؟

قال : أنتِ إلى خير ـ مرتين ـ».

ثمّ قال : «رواه الترمذي مختصراً وصحّحه من طريق الثوري ، عن زبيد ، عن شهر بن حوشب» (٣).

وفي تفسير ابن كثير :

«وقوله تعالى (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) وهذا نص في دخول أزواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في أهل البيت هاهنا ، لأنهن سبب نزول هذه الآية ، وسبب النزول داخل فيه قولاً واحداً ، إما وحده على قول أو مع غيره على الصحيح. وروى ابن جرير عن عكرمة أنه كان ينادي في السوق (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) نزلت في نساء النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم خاصة. وهكذا

__________________

(١) المستدرك على الصحيحين ٢ / ٤١٦ كتاب التفسير.

(٢) تلخيص المستدرك ٢ / ٤١٦.

(٣) سير أعلام النبلاء ١٠ / ٣٤٦.

٣٧

روى ابن أبي حاتم قال : حدّثنا علي بن حرب الموصلي ، حدّثنا زيد بن الحباب ، حدّثنا حسين بن واقد ، عن يزيد النحوي ، عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) قال : نزلت في نساء النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم خاصة ، وقال عكرمة : من شاء باهلته أنها نزلت في شأن نساء النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. فإن كان المراد أنهن كن سبب النزول دون غيرهن فصحيح ، وإن أريد أنهن المراد فقط دون غيرهن ففي هذا نظر ، فإنه قد وردت أحاديث تدل على أن المراد أعم من ذلك :

(الحديث الأول) حدّثنا الإمام أحمد ، حدّثنا عفان ، حدّثنا حماد ، أخبرنا علي بن زيد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : إن رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلّم كان يمر بباب فاطمة رضي الله عنها ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر يقول : الصلاة يا أهل البيت (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً). ورواه الترمذي عن عبد بن حميد ، عن عفان به ، وقال : حسن غريب.

(حديث آخر) قال ابن جرير : حدّثنا وكيع ، حدّثنا أبو نعيم ، حدّثنا يونس ، عن أبي إسحاق ، أخبرني أبو داود ، عن أبي الحمراء ، قال : رابطت المدينة سبعة أشهر على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا طلع الفجر جاء إلى باب علي وفاطمة رضي الله عنهما فقال : الصلاة الصلاة (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) أبو داود الأعمى هو : نفيع بن الحارث ، كذّاب.

(حديث آخر) وقال الإمام أيضاً : حدّثنا محمد بن مصعب ، حدّثنا

٣٨

الأوزاعي ، حدّثنا شداد بن عمار ، قال : دخلت على واثلة بن الأسقع رضي الله عنه وعنده قوم فذكروا عليّاً رضي الله عنه فشتموه فشتمته معهم ، فلما قاموا قال لي : شتمت هذا الرجل؟! قلت : قد شتموه فشتمته معهم ، قال : ألا أخبرك بما رأيت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قلت : بلى ، قال : أتيت فاطمة رضي الله عنها أسألها عن علي رضي الله عنه ، فقالت : توجّه إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجلست أنتظره حتى جاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومعه علي وحسن وحسين رضي الله عنهم ، آخذ كل واحد منهما بيده ، حتى دخل فأدنى عليّاً وفاطمة رضي الله عنهما وأجلسهما بين يديه ، وأجلس حسناً وحسيناً رضي الله عنهما كل واحد منهما على فخذه ، ثمّ لفّ عليهم ثوبه ـ أو قال : كساءه ـ ثمّ تلا صلى‌الله‌عليه‌وسلم هذه الآية (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحق.

وقد رواه أبو جعفر ابن جرير عن عبد الكريم بن أبي عمير ، عن الوليد بن مسلم ، عن أبي عمرو الأوزاعي بسنده نحوه ، زاد في آخره قال واثلة رضي الله عنه فقلت : وأنا يا رسول الله صلى الله عليك من أهلك؟ قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : وأنت من أهلي. قال واثلة رضي الله عنه : وإنّها من أرجى ما أرتجي.

ثمّ رواه أيضاً عن عبد الأعلى بن واصل ، عن الفضل بن دكين ، عن عبد السلام بن حرب ، عن كلثوم المحاربي ، عن شداد بن أبي عمار ، قال : إني لجالس عند واثلة بن الأسقع رضي الله عنه إذ ذكروا عليّاً رضي الله عنه فشتموه ، فلما قاموا قال : اجلس حتى أخبرك عن هذا الذي شتموه. إني عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذ جاء علي وفاطمة وحسن وحسين رضي الله عنهم ، فألقى

٣٩

صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليهم كساء له ثمّ قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، قلت : يا رسول الله وأنا؟ قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : وأنت ؛ قال : فو الله إنها لأوثق عمل عندي.

(حديث آخر) قال الإمام أحمد : حدّثنا عبد الله بن نمير ، حدّثنا عبد الملك ابن أبي سليمان ، عن عطاء بن أبي رباح ، حدّثني من سمع أُمّ سلمة رضي الله عنها تذكر : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان في بيتها ، فأتته فاطمة رضي الله عنها ببرمة فيها خزيرة ، فدخلت عليه بها فقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم لها : ادعي زوجك وابنيك ، قالت : فجاء علي وحسن وحسين رضي الله عنهم فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة وهو يملي على منامة له ، وكان تحته صلى‌الله‌عليه‌وسلم كساء خيبري ، قالت : وأنا في الحجرة أصلي ، فأنزل الله عزوجل هذه الآية (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) قالت رضي الله عنها : فأخذ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فضل الكساء فغطّاهم به ثمّ أخرج يده فألوى بها إلى السماء ثمّ قال : اللهم هؤلاء هم أهل بيتي وخاصتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً. قالت : فأدخلت رأسي البيت فقلت : وأنا معكم يا رسول الله؟ فقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنّكِ إلى خير ، إنّكِ إلى خير. في إسناده من لم يسم وهو شيخ عطاء (١) ، بقية رجاله ثقات.

(طريق أُخرى) قال ابن جرير : حدّثنا أبو كريب ، حدّثنا مصعب بن المقدام ، حدّثنا سعيد بن زربي ، عن محمّد بن سيرين ، عن أبي هريرة ، عن أُمّ سلمة رضي الله عنها قالت : جاءت فاطمة رضي الله عنها إلى رسول الله صلّى

__________________

(١) هو : عمر بن أبي سلمة ، كما في الأسانيد الأخرى.

٤٠