نظرة في كتاب البداية والنهاية

المؤلف:

العلامة الأميني


الموضوع : العقائد والكلام
الطبعة: ٠
الصفحات: ١٣٦

يرى الضوء والنور ويسمع الصوت ، وثماني سنين يوحى إليه (١) وأمير المؤمنين كان معه من أوَّل يومه يرى ما يراه (ص) ويسمع ما يسمع إلّا أنَّه ليس بنبيّ (٢).

فإن تعجب فعجب قول الذهبي في تلخيص المستدرك ٣ / ١١٢. إنَّ النبيَّ من أوَّل ما اوحي إليه آمن به خديجة ، وابو بكر ، وبلال وزيد مع عليّ قبله بساعات أو بعده بساعات ، وعبدوا الله مع نبيِّه. فأين السبع سنين؟!.

(قال الأميني): هذه السنين السبع ، ولكن أين تلك الساعات المزعومة عند الذهبي؟

ومَن ذا الذي يقولها؟

ومتى خُلق قائلها؟

وأين هو؟

وأيُّ مصدر ينصُّ عليها؟

وأيُّ راوٍ رواها؟

بل نتنازل معه ونرضى بقصّيص يقصّها ، غير ما في علبة مفكّرة الذهبي ، أو عيبة أو هامة ، ومتى كان ابو بكر من تلك الطبقة؟ وقد

__________________

(١) طبقات ابن سعد : ٢٠٩ ط مصر. (المؤلف رحمه‌الله)

(٢) تقدّم ذلك في خطبة الإمام علي ، رواها الشريف الرضي في نهج البلاغة : ٣٠١ ، تقدمت : ص ٥٣ هامش (١).

٨١

مرَّ في صحيحة الطبري ص ٢٤٠ (١) : أنَّه أسلم بعد أكثر من خمسين رجلاً. فكأنَّ الرَّجل قرويٌّ من البعداء عن تاريخ الإسلام ، أو أنّه عارف به غير أنَّه يروقه الإفك والزور.

وأمّا تسع سنين : فيمكن أن يُراد منها سنتا الفترة والسنين السبع من البعثة إلى فرض الصَّلوات المكتوبة.

والمبنيُّ في هذه كلّها على التقريب لا على الدقَّة والتحقيق كما هو المطّرد في المحاورات ، فالكلُّ صحيحٌ لا خلاف بينها ولا تعارض هناك.

[ما نزل في عليٍّ من الآي]

٥ ـ ذكر في ج ٧ ص ٣٥٧ حديث تصدُّق أمير المؤمنين خاتمه في الصّلاة وهو راكعٌ ، ونزول آية : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا). الآية. من طريق ابي سعيد الأشجّ الذي أسلفناه ص ١٥٧ ، ثمَّ أردفه بقوله : وهذا لا يصحُّ بوجهٍ من الوجوه لضعف أسانيده ، ولم ينزل في عليّ شيءٌ من القرآن بخصوصيَّته.

__________________

(١) صحيحة محمد بن سعد بن ابي وقاص ، أخرجها الطبري في التاريخ ٢ / ٦٠. تقدمت في ص ٥٣ من هذه الرسالة.

٨٢

وكلّ ما يريدونه (١) في قوله تعالى : «(إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ.)

وقوله : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً.)

وقوله : «(أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ.)

وغير ذلك من الآيات ، والأحاديث الواردة في أنَّها نزلت في علي لا يصحُّ شيءٌ منها.

ج ـ كبُرتْ كلمة تخرج من أفواههم إن يقولوا إلّا كذباً ، كيف يحكم الرجل بعدم صحَّة نزول آية «(إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ) في علي عليه‌السلام ، ويستدلُّ بضعف أسانيده وهو بنفسه يرويه في تفسيره ٢ / ٧١ من طريق ابن مردويه عن الكلبي ويقول : قال : هذا إسنادٌ لا يُقدح به.

ونحن أوقفناك ص ١٥٧ (٢) : على أنَّ حديث ابي سعيد الأشجّ الذي ذكره صحيحٌ رجاله ثقاتٌ.

ثمَّ إن كان ما ورد في هذه الآيات وغيرها من الآيات الكريمة

__________________

(١) كذا في النسخة. ولعلهُ : يروونهُ. (المؤلف رحمه‌الله)

(٢) سند الحديث الذي أورده ابو سعيد الاشج في تفسيره كالتالي : عن ابي نعيم فضل بن دكين عن موسى بن قيس الحضرمي عن سلمة بن كهل. والطريق صحيحٌ رجالهُ كلهم ثقات. (المؤلف رحمه‌الله)

٨٣

المتكثِّرة من نزولها في مولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام ، أنَّها مؤوّلة به ، أو أنَّه عليه‌السلام أحد المصاديق الظاهرة لعمومها كما حسبه المغفَّل ممّا لا يصحُّ شيءٌ منها.

فمن واجب الباحث أن يشطب على هذه التفاسير المعتمدة عليها ، والصحاح ، والمسانيد ، ومدوَّنات الحديث المعتبرة بقلمٍ عريض يمحو ما سطروه فيها ، وما تكون عندئذ قيمة هاتيك الكتب المشحونة بما لا يصحّ؟!

وما غناء هؤلاء العلماء الذين يعتمدون على الأباطيل؟! وهم يقضون أعمارهم في جمعها ، ويدَّخرونها للُامَّة لتعمل بها وتخبت إلى مفادها ، وإذا ذهبت هذه ضحيَّة هوى ابن كثير فأيُّ كتاب يحقُّ أن يكون مرجعاً لرُوّاد العلم ، ومؤملاً يقصده الباحث؟!.

نعم : هذه الكتب هي المصدر والموئل لا غيرها ، وابن كثير نفسه لا يرد إلّا إليها ، ولا يصدر إلّا منها ، في كلِّ مورد إلّا في باب فضائل أمير المؤمنين فعندها تغلي مراجل حقده فيؤمّها بلسانٍ بذيّ وقلم جريء.

ونحن قد أوقفناك على مصادر نزول هذه الآيات الكريمة في كتابنا هذا ٢ / ٥٢ ـ ٥٥ و ٣ / ١٠٦ ـ ١١١ و ١٥٦ ـ ١٦٣ ، وسنوقفك على حقِّ القول في قوله تعالى : «(إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ

٨٤

هادٍ) ، فإلى الملتقى (١).

__________________

(١) وإليك تلخيص وتهذيب ما مرَّ ويأتي :

قوله تعالى «أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون» السجدة : ١٨.

اخرج الطبري في تفسيره ٢١ / ٦٨ باسناده عن عطاء بن يسار : إنها نزلت في علي (رض) والوليد بن عقبة بن ابي معيط فيما شجر بينهما.

انظر : الرياض النضرة ٢ / ٢٠٦ ، ذخائر العقبى : ٨٨ ، مناقب الخوارزمي : ٨٨ ، كفاية الطالب : ٥٥ ، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ١٣ / ٤٦ ، الدر المنثور للسيوطي ٤ / ١٧٨ ، وقال : أخرج ابو الفرج في الاغاني ، والواحدي وابن عدي ، وابن مردويه ، والخطيب ، وابن عساكر من طرق عن ابن عباس ، شرح نهج البلاغة ١ / ٣٩٤ ، ٢ / ١٠٣ وحكى عن شيخه : انهُ من المعلوم الذي لا ريب فيه لاشتهار الخبر به واطباق الناس عليه. (المؤلف رحمه‌الله)

قوله تعالى : «ومن الناس من يشري نفسه» البقرة : ٢٠٧.

روى الثعلبي في تفسيره عن المحدث النيسابوري : انها نزلت في علي ليلة المبيت على الفراش .. (ونقل الحادثة باكملها) ، ونقلها عنهُ الغزالي في احياء العلوم ٣ / ٢٣٨.

ورواه ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة : ٣٣ ، وابن الجوزي في التذكرة : ٢١ ، تاريخ الطبري ٢ / ١٠١ ، تاريخ بغداد ١٣ / ١٩١ ، الكامل في التاريخ ٢ / ٤٢ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٣٩ ، الطبقات الكبرى لابن سعد ١ / ٢٢٨ ، سيرة ابن هشام ٢ / ٢٩١ ، العقد الفريد ٣ / ٢٩٠ ، تاريخ ابي الفداء ١ / ١٢٦ ، مناقب الخوارزمي : ٧٥ ، الامتاع : ٣٩ ، السيرة الحلبية ٢ / ٢٩. (المؤلف رحمه‌الله)

ورواه أحمد بن حنبل في الفضائل : ٢١٢ ح ٢٩١ ، وفي المسند ١ / ٣٣١ عن يحيى بن حماد عن ابي عوانة عن ابي بكر بن محمد عن عمرو بن ميمون. والحافظ الطبراني في المعجم الكبير في مسند ابن عباس عن إبراهيم بن هاشم عن كثير بن يحيى ...

٨٥

__________________

واخرجه النسائي في الخصائص ص ٤٩ عن محمد بن المثنى عن ابي عوانة بالاسناد المتقدم عن أحمد.

واخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٣٢ من طريق القطيعي عن أحمد وقال : وهذا حديث صحيح الاسناد ، واورده الذهبي في التلخيص وحكم بصحة اسناده ..

وانظر أيضاً ينابيع المودة للقندوزي ١ / ٩٠. كفاية الطالب للكنجي : ٢٣٩ ، ٢٤٣ ، ٢٤٤.

قوله تعالى : «هو الذي ايدك بنصره وبالمؤمنين» الانفال : ٦٢.

اخرجه ابن عساكر في تاريخه عن ابي هريرة : انها نزلت في علي وحده. ورواه باسناده الكنجي الشافعي في الكفاية : ٢٣٤ ، والسيوطي في الدر المنثور ٣ / ١٩٩ ، والقندوزي في ينابيع المودة : ١ / ٩٣ بالاسناد المتقدم. (المؤلف رحمه‌الله)

انظر ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق ٢ / ٤١٩.

قوله تعالى : «يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين» الانفال ٦٤.

اخرج الحافظ ابو نعيم في فضائل الصحابة بإسناده : انها نزلت في علي وهو المعني بقوله «المؤمنين». (المؤلف رحمه‌الله)

قوله تعالى : «من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا» الأحزاب : ٢٣.

اخرج الخطيب الخوارزمي في المناقب : ١٨٨ ، والكنجي في الكفاية : ١٢٢ نقلاً عن الطبري وغيره من المفسرين ، قال : نزل قوله «فمنهم من قضى نحبه» في حمزة وأصحابه كانوا عاهدوا ان لا يولوا الادبار فجاهدوا مقبلين حتى

٨٦

__________________

قتلوا «ومنهم من ينتظر» علي بن ابي طالب مضى على الجهاد ولم يبدل ولم يغير

واخرجه ايضاً ابن حجر في الصواعق المحرقة : ٨٠. المؤلف رحمه‌الله

قوله تعالى : «إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون» المائدة : ٥٥.

أخرج ابو اسحاق الثعلبي في تفسيره باسناده عن ابي ذر الغفاري (ثمّ ذكر قصة نزول الآية في علي عليه‌السلام) وأخرج هذه الاثارة ونزول الآية فيها جمع كثير من أئمة التفسير والحديث : منهم الطبري في تفسيره ٦ / ١٦٥ من طريق ابن عباس ، وعتبة بن ابي حكيم ، ومجاهد ، والواحدي في اسباب النزول : ١٤٨ ، والخازن في تفسيره ١ / ٤٩٦ ، وابو البركات في تفسيره ١ / ٤٩٦ ، وابن الصباغ في الفصول المهمة : ١٢٣ ، وابن طلحة في مطالب السئول : ٣١٠ ، وابن الجوزي في التذكرة : ٩ ، والكنجي في الكفاية : ١٠٦ ، والخوارزمي في المناقب : ١٧٨ ، والحموي في الفرائد ب ١٤ ، ب ٣٩ ، ب ٤٠ ، والقاضي اللايجي في المواقف ٣ / ٢٧٦ ، والطبري في الرياض ٢ / ٢٢٧ ، وابن كثير في البداية ٧ / ٣٥٧. (المؤلف رحمه‌الله)

ونزول الآية في علي عليه‌السلام رواها عطاء عن ابن عباس ، وهو المروي عن ابي ذرّ ، وانس بن مالك ، وعمّار ، وجابر ، وسلمة بن كهل ، وابي رافع ، وعمرو بن العاص ، وعلي ، والحسين ، والباقر ، والصادق ، وبقية أئمة أهل البيت.

واتفق على نقلها أئمة التفسير والحديث كمجاهد ، والسدّي ، والنسائي ، والطبري ، والطبراني ، واوردها الفقهاء في الفعل الكثير في الصلاة واستدلوا بالآية وحديثها هذا على إن الفعل القليل لا يبطل الصلاة ، وان صدقة التطوع تسمى زكاة ، وعدّوها من آيات الاحكام كما فعل الجصاص في احكامه ، وذلك ينم عن اتفاقهم على صحة الحديث.

٨٧

__________________

قوله تعالى : «ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً» مريم : ٩٦.

اخرج الثعلبي في تفسيره باسناده عن البراء بن عازب. انها نزلت في علي (رض) ورواه ابن الجوزي في التذكرة : ١٠ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٢٥ ، مناقب الخوارزمي : ١٨٨ ، كفاية الطالب : ١٢١ ، الرياض النضرة ٢ / ٢٠٧ ، فرائد السمطين ب ١٤ ، الدر المنثور ٤ / ٢٨٧. (المؤلف رحمه‌الله)

قوله تعالى : «ام حسب الذين اجترحوا السيئات ان نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات» الجاثية : ٢١.

قال السبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص : ١١ : قال السدي عن ابن عباس : نزلت هذه الآية في علي (رض) يوم بدر.

ويقرب من ذلك في كفاية الكنجي : ١٢٠ (المؤلف رحمه‌الله)

انظر مناقب الخوارزمي : ٢٧٥ ح ٢٥٧ شواهد التنزيل ٢ / ١٦٨.

قوله تعالى : «ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية» ، البينة : ٧.

اخرج الطبري في تفسيره ٣٠ / ١٧١ باسناده عن ابي الجارود عن محمد بن علي «اولئك هم خير البرية» قال : قال النبي (ص) انت يا علي وشيعتك.

وروى الخوارزمي في مناقبه : ٢٦٦ عن جابر ... وكان اصحاب النبي (ص) إذا أقبل عليٌ قالوا : قد جاء خير البرية.

وقال السيوطي في الدر المنثور ٦ / ٣٧٩ : اخرج ابن عساكر ، عن جابر بن عبد الله قال : ... فكان اصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .. (المؤلف رحمه‌الله)

وانظر ايضاً : الفصول المهمة : ١٢٣ شواهد التنزيل للحسكاني ٢ / ٣٥٦. كفاية الطالب : ٢٤٥ ، تاريخ بغداد ٣ / ١٩٢ ، تهذيب التهذيب ٩ / ٤١٩.

٨٨

__________________

قوله تعالى : «والعصر ان الانسان لفي خسر إلّا الذين آمنوا وعملوا الصالحات» سورة العصر.

قال جلال الدين السيوطي في الدر المنثور ٦ / ٣٩٢ : اخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله تعالى : «والعصر ان الإنسان لفي خسر» : يعني ابا جهل وابن هشام. «إلّا الذين آمنوا وعملوا الصالحات» ذكر علياً وسلمان. (المؤلف رحمه‌الله)

قوله تعالى : «ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً ...» الانسان : ٨.

روى ابو جعفر الاسكافي (متوفى ٢٤٠) في رسالته راداً على الجاحظ ... وهو الذى اطعم الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً ، ونزلت فيه وفي زوجه ، وابنيه سورة كاملة من القرآن. ورواها ايضاً الترمذي في نوادر الاصول : ٦٤ ، والطبري في سبب نزول «هل اتى» كما في الكفاية : ٢٠١ ، وابن عبد ربه في العقد الفريد ٣ / ٤٢ ـ ٤٧ ، والحاكم النيسابوري في مناقب فاطمة عليها‌السلام ، وابن مردويه في تفسيره كما حكى عنه ، وقال الآلوسي في روح المعاني بعد نقله عنه : والخبر مشهور ، وابو اسحاق الثعلبي في الكشف والبيان ، والواحدي النيسابوري في تفسيره البسيط ، واسباب النزول : ٣٣١ ، والحميدي في فوائده ، والزمخشري في الكشاف ٢ / ٥١١ ، والخوارزمي في المناقب : ١٨٠ ، والرازي في تفسيره ٨ / ٢٧٦ ، وابن طلحة في مطالب السئول : ٣١ ، والبيضاوي في تفسيره ٢ / ٥٧١ ، والطبري في الرياض النضرة ٢ / ٢٠٧ ، ٢٢٧ ، وابو حمزة الازدي في بهجة النفوس ٤ / ٢٢٥ ، والنسفي في تفسيره كما في هامش الخازن ٤ / ٤٥٨ ، واللايجي في المواقف ٣ / ٢٧٨ ، وابن حجر في الاصابة ٤ / ٣٨٧ ، والسيوطي في الدر المنثور ٦ / ٢٩٩ ، وابو السعود في تفسيره كما في هامش تفسير الرازي ٨ / ٣١٨ ، والبروسي في روح البيان

٨٩

[حديث البراءة]

٦ ـ ذكر في ج ٧ ص ٣٥٦ عن الإمام أحمد ، عن وكيع ، عن إسرائيل ، عن ابي إسحاق ، عن زيد بن

__________________

١٠ / ٢٦٨ ، والشوكاني في فتح القدير ٥ / ٣٣٨ ، ومحمد سليمان محفوظ في اعجب ما رأيت ١ / ١٠ ، والشبلنجي في نور الابصار : ١٢ ـ ١٤ ، ومحمود القراغولي في جوهرة الكلام : ٥٦. (المؤلف رحمه‌الله)

والاتفاق واقع بين المفسرين ان سورة «هل اتى» نزلت في القصة المعروفة التي مرض فيها الحسن والحسين. فنذر الإمام علي إن برئ حبيباي لأصومن ثلاثة أيام. وخلال الثلاث ايام وقبل الإفطار كان يطرق الباب المسكين واليتيم والأسير. وكانوا يعطونه افطارهم ويكتفون بالقراح .. انظر شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني ٢ / ٢٩٨ فقد اخرج الحديث بطرقه الكثيرة.

قوله تعالى : «انما انت منذر ولكل قوم هاد» الرعد : ٧.

لم اجد تخريجة للآية في القسم المطبوع من الغدير.

قال الطبري في تفسيره ١٣ / ٧٢ : حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي عن الحسن بن الحسين الانصاري عن معاذ بن مسلم عن الهروي. عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : لما نزلت «انما انت منذر ولكل قوم هاد» وضع (ص) يده على صدره فقال انا المنذر ولكل قوم هاد وأومأ بيده إلى منكب علي فقال أنت الهادي يا علي بك يهتدي المهتدون بعدي ، وانظر شواهد التنزيل ١ / ٢٩٣ ، فرائد السمطين ب ٢٨.

وللوقوف على مزيد تفصيل في ذلك يراجع المصنفات في اسباب نزول الآيات وعلى الخصوص الآيات النازلة بحق أهل البيت ومنها ما وضعه المؤلف (ره) في ذلك واسماه العترة الطاهرة في الكتاب العزيز ، وانظر أيضاً شواهد التنزيل للحسكاني.

٩٠

يُثيع ، عن ابي بكر : حديث البراءة ، ثمَّ أردفه بقوله : وفيه نكارةٌ من جهة أمره بردِّ الصدِّيق فإنَّ الصدّيق لم يرجع بل كان هو أمير الحجّ ...

ج ـ اقرأ واضحك من هذا الاجتهاد البارد في مقابل النصّ الثابت الصحيح المجمع على صحَّته.

وسيوافيك الحديث بطرقه المتكثِّرة (١).

__________________

(١) ولم اعثر على هذه الاحالة في القسم المطبوع من الغدير.

روى أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة ٢ / ٦٤٠ ، وفي مسنده ١ / ٣ ، ٣ / ٢١٢ ، ٢٨٣. قال : حدثني وكيع ، قال : حدثني إسرائيل. عن زيد بن يثيع عن ابي بكر : ان النبي (ص) بعثه ببراءة إلى أهل مكة : «لا يحج العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ولا يدخل الجنة إلّا نفس مسلمة ، ومن كان بينه وبين رسول الله مدّة فأجله إلى مدته ، والله بريء من المشركين ورسوله».

قال : فسار بها ثلاثاً ثمّ قال لعلي : «الحقه فردّ عليّ ابا بكر وبلغها انت» ، قال ففعل.

فلما قدم على النبي ابو بكر بكى. وقال : يا رسول الله أحدث في شيء؟

قال : «لا ، ولكن امرت ان لا يبلغها إلّا أنا أو رجل مني».

وروى ابن ابي شيبة الحديث في المصنف ١٢ / ٨٤ ح ١٢١٨٤ عن حماد بن سلمة عن سماك عن أنس بن مالك.

وروى ايضاً بالاسنادين الخوارزمي في المناقب : ١٦٥ ح ١٩٦ ، ١٩٧ ، تفسير الطبري ١٠ / ٤٦ ، والحسكاني في شواهد التنزيل ١ / ٢٣٣.

ورواه عن ابن عباس الترمذي في الجامع ٥ / ٢٧٥ ح ٣٠٩٠ ، ٣٠٩١.

وطرق الحديث بالاسانيد المختلفة نقلها الحاكم الحسكاني في شواهد

٩١

[حديث ... لا تقع في علي]

٧ ـ ذكر في ج ٧ ص ٣٤٣ من طريق الإمام أحمد عن ابن نُمير ، عن الأجلح الكندي ، عن عبد الله بن بُريدة حديثاً فيه : فقال رسول الله (ص) : «لا تقع في علي فإنَّه منّي وأنا منه وهو وليّكم بعدي». ثمَّ أردفه بقوله : هذه اللفظة منكرةٌ ، والأجلح شيعيٌّ ، ومثله لا يُقبل إذا تفرَّد بمثلها.

وقد تابعه فيها من هو أضعف منه والله أعلم.

والمحفوظ في هذا : أحمد بن وكيع ، عن الأعمش ، عن سعد بن عُبيدة ، عن عبد الله بن بُريدة ، عن أبيه قال : قال رسول الله (ص) : «مَن كنت مولاه فعليٌّ وليّه».

ج ـ هل يرى عربيٌّ غير أمويّ في هذه اللفظة نُكراً؟! وهو ذلك القول العربيُّ المبين السهل الممتنع ، أو هل يرى عربيٌّ ـ لم يُشبهُ عوامل العصبيَّة ـ في معناه شيئاً منكراً؟ وهو ذلك المعنى الصحيح الثابت الصادر عن مصدر الوحي بأسانيد صحيحة ، المدعوم بما في

__________________

التنزيل ١ / ٢٣١ ـ ٢٤٣ نحيلك إليه خوف الاطالة.

وبعد ثبوت النص مع اعتراف ابن كثير بثبوته لا معنى لهذه النكارة النابعة عن اجتهاده في مقابل النص الثابت.

٩٢

معناه من الأحاديث الكثيرة الصِّحاح (١).

وهل النكر الَّذي حسبه ابن كثير في إسناده إلى قائله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟ وهو لا يفتأ يشيد بامثال هذا الذِّكر الحكيم. أم في المقول فيه صلوات الله عليه؟ فيراه غير لائق بمثل هذه الكلمة ، إذن فما ذا يصنع ابن كثير بأمثالها المتكثِّرة التي ملأت بين المشرق والمغرب؟! وهي لا تدافع بغمز في إسناد أو بوقيعةٍ في دلالة (٢).

وهل سمعتْ اذناك من محدِّث دينيّ ردَّ ما أخرجه أئمَّة الحديث في الصِّحاح والمسانيد وفي مقدَّمها الصحيحان إذا تفرَّد به شيعيٌّ؟ وما ذنب شيعي إذا كان ثقةً عند أئمَّة الحديث؟ الأجلح فقد وثَّقه

__________________

(١) راجع حديث الغدير في الجزء الاول من كتابنا.

وفي هذا الجزء : ٢١٥ ، ٢١٦ (المؤلف رحمه‌الله) والكلام عن حديث الغدير مستوفاً في الجزء الاول كتاباً وسنةً وفي اقوال العلماء والمؤلفين وستأتي تتمة كذلك في الهامش (٢).

والجزء الثالث : ٢١٥ ، ٢١٦ تضمن إخراج المؤلف لحديث «دعوا علياً ... وهو ولي كل مؤمن من بعدي» الآتي ذكره في قصة عمران بن حصين.

(٢) ويكفي من ذلك الجمع الغفير من الآثار المتضمنة للفظة الولاية الحديث المعروف بالغدير. والذي افرد له المؤلف (ره) موسوعة طُبع منها ١١ مجلداً. أورد فيها سجلاً هجائياً بمائة وعشرة من رواة الحديث من أجلاء الصحابة رضي الله عنهم مما رووا حديث الغدير ، ابتداءً من ابي هريرة وانتهاءً بأبي مرازم يعلى بن مرّة بن وهب الثقفي ، وسجلاً آخر بالرواة التابعين لهم باحسان ، ثمّ من العلماء ، والشعراء ، والادباء ، على حسب الوفيات قرناً فقرناً. ابتداءً بابن دينار الجمعي وانتهاءً برواة الحديث في عصرنا الحاضر.

٩٣

مثل ابن معين (١).

والحديث اخرجه أحمد في المسند ٥ / ٣٥٦ بالاسناد المذكور. والترمذي باختصار ، والنسائي في الخصائص : ٢٤ ، وابن ابي شيبة كما في كنز العمال ٦ / ١٥٤ ، ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة ٢ / ١٧١ ، والحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٢٨ وغيرهم (٢).

واسناد أحمد المذكور صحيح رجاله رجال الصحيح إلّا الأجلح وهو ثقة كما سمعت.

وقول الرجل : والمحفوظ في هذا رواية أحمد ... يكشف عن قصور باعه في الحديث ، وحسبانه الحديثين واحداً لانتهاء سندهما إلى بريدة ، وإفادة كليهما الولاية ، وعدم معرفته بانَّ حديث (لا تقع) قضيةٌ في واقعه شخصيَّة لدة قصَّة عمران بن الحصين

__________________

(١) الاجلح بن عبد الله ابو حُجيَّة الكندي الكوفي :

قال الامام الذهبي في معرفة الرواة : ٥٨ : «شيعي ، مشهور ، صدوق ، روى عن الشعبي ، ووثقه ابن معين وغيره». انتهى.

وقال أحمد بن عبد الله العجلي : ثقة.

وقال ابن عدي في الكامل ١ / ٤١٩ : «أجلح بن عبد الله ، أرجو انهُ لا بأس به ، وهو عندي مستقيم الحديث».

انظر تاريخ الثقات : ٥٧. الميزان ١ / ٧٨ ، الكاشف : ١ / ٩٩. المغني ١ / ٣٢.

(٢) راجع الجامع الصحيح للترمذي ٥ / ٦٣٢ ح ٣٧١٢ ، المصنّف لابن ابي شيبة ١٢ / ٨٠ ح ١٢١٧٠.

٩٤

المذكورة ص ٢١٥ (١).

__________________

(١) وإليك قصة عمران بن حصين المتضمنة للحديث :

أخرج أحمد بن حنبل باسناد صحيح ، رجاله كلهم ثقات قال :

حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا جعفر بن سليمان عن يزيد الرشك ، عن مطرف بن عبد الله ، عن عمران بن حصين قال :

بعث رسول الله (ص) جيشاً ، واستعمل عليهم علي بن ابي طالب ، فمضى في السرية. فأصاب جارية ، فأنكروا عليه وتعاقدوا أربعة من أصحاب رسول الله (ص) إذا لقينا رسول الله (ص) أخبرناه بما صنع. وكان المسلمون إذا رجعوا من السفر بدءوا برسول الله (ص) فسلّموا عليه ثمّ انصرفوا إلى رحالهم ، فلما قدمت السرية. سلّموا على رسول الله (ص) ، فقام أحد الاربعة ، فقال : يا رسول الله ألم تر الى علي بن ابي طالب صنع كذا وكذا؟

فاعرض عنهُ رسول الله ، ثمّ قام ـ يعني الثاني ـ فقال مثل ذلك. ثمّ قام الثالث. فقال مثل مقالته ، ثمّ قام الرابع فقال مثل ما قالوا : فأقبل اليهم رسول الله (ص) والغضب في وجهه فقال : دعوا علياً ، دعوا علياً ، ان علياً مني وانا منه. وهو ولي كل مؤمن بعدي.

وأخرجه الحافظ ابو يعلى الموصلي عن عبد الله بن عمر القواريري والحسن بن عمر الحمري والمعلّى بن مهدي كلهم عن جعفر بن سليمان.

وأخرجه ابن ابي شيبة وابن جرير الطبري وصححه ، وابو نعيم الاصفهاني في حلية الاولياء ٦ / ٢٩٤ ، ومحب الدين الطبري في الرياض ٢ / ١٧١ ، والبغوي في المصابيح ٢ / ٢٧٥ ولم يذكر صدره وابن كثير في تاريخه ٧ / ٣٤٤ ، والسيوطي والمتقي في الكنز ٦ / ١٥٤ ، ٣٠٠ وصححه ، والبدخشي في نزل الابرار : ٢٢.

وبألفاظ اخرى :

ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ان علياً مني وانا منهُ وهو ولي كل مؤمن بعدي.

٩٥

وأمّا (مَن كنت مولاه) فهو لفظ حديث الغدير العامّ ، وليس هو محفوظ هذه القضية كما لا يخفى على النابه البصير.

[اكذوبة مفضوحة]

٨ ـ يعزو إلى الشيعة في ص ١٩٦ مشفوعاً ذلك بالتكذيب منه أنَّ منهم من زعم أنَّ الإبل البخاتي إنَّما نبتت لها الأسنمة من ذلك اليوم (يوم سبي عقائل بيت الوحي يوم كربلاء) لتستر عوراتهنّ من قُبلهن ودُبرهن.

ج ـ لا أحسب انَّ في الشيعة معتوهاً يزعم أنَّ الأسنمة الموجودة في الإبل بخاتيّها وعرابيّها منذ كُوّنت حدثت بعد واقعة

__________________

أخرجه بهذا اللفظ الترمذي في جامعه ٢ / ٢٢٢ باسناد صحيح رجاله كلهم ثقات ، وكذلك النسائي في الخصائص : ٢٣ ، والحاكم النيسابوري في المستدرك ٣ / ١١١ «من دون تكرار لفظة «ما تريدون من علي» وصححه واقرّه الذهبي ، والمحب في الرياض ٢ / ٧١ ، وابن حجر في الاصابة ٢ / ٥٠٩ وقال : اسناد قوي. (المؤلف)

انظر بالاضافة إلى المصادر المتقدمة.

الكامل لابن عدي ٢ / ٥٦٩ وقال بعد ان أورد القصة كاملة : قال : قال الشيخ وهذا الحديث يعرف بجعفر بن سليمان ، وقد أدخله ابو عبد الرحمن النسائي في صحاحه.

وعدّها البغوي في مصابيح السنة ٤ / ١٧٢ من الروايات الحسان.

٩٦

الطفّ ، الشيعة لا تقول ذلك وإنَّما يأفك بهم من أفك ، وهو يريد الوقيعة فيهم بإسناد التافهات إليهم ، ولا يعتقد الشيعيُّ أنّ حرائر النبوَّة وإن سلبن الحليّ ، والحلل ، والأزر ، والأخمرة ، مضين في السبي عراة ، واستقبلهنّ شيء من مظاهر الخزي ، فإنَّ عطف المولى لهنَّ كان يأبى ذلك كلّه.

نعم : انتابتهنّ محنٌ ، ونوائب ، وكوارث ، وشدائد ، في سبيل جهادهنَّ ، كما انتابت رجالهنَّ في سبيل جهادهم ، وكلّما ينتاب المجاهد بعين الله وفي سبيله فهي مأثرةٌ له لا مخزاة ، فإنَّهن شاركن الرِّجال في تلك النهضة المقدَّسة ، التي أسفرت عن فضيحة الأمويِّين ومكائدهم ، ونواياهم السيِّئة على الدين والمسلمين ، وإضمارهم إرجاع الملأ الدينيِّ إلى الجاهلية الأولى.

لكن حسين الدين والهدى ، المفوَّض إليه كلاءة دين جدِّه عن عادية أعدائه ، الناظر إلى هاتيك الأحوال من أمم ، وقف هو وآله وأصحابه ونساؤه ذلك الموقف الرَّهيب ، فأنهوا إلى الجامعة الدينيَّة مقاصد القوم ، وأبصروهم المعاول الهدّامة لتدمير الشريعة في أيدي آل امية ، وإنَّ ذلك المقعي على أنقاض الخلافة الإسلاميّة لا صلة له برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولا نصيب له من الخلافة عنه ، ولم يزل عليه‌السلام ، يتلو هاتيك الصحيفة السوداء لبني صخر حتّى لفظ نفسه الأخير في مشهد يوم الطفّ ؛ وحتّى انتهى السير بنسائه وذراريه

٩٧

إلى الشام.

هنالك مجَّت نفوس آل حرب وأشياعهم ، وتعاقبت عليهم الثورات ، حتّى اكتسح الله سبحانه معرَّتهم عن أديم الأرض أيّام مروان الحمار ، ذلك بما كَسَبتْ أيديهم وما الله بظلّامٍ للعبيد. وهذا مغزى ما يُقال : من أنَّ دين الإسلام كما أنَّه محمَّديُّ الحدوث فهو حسينيُّ البقاء.

هذه حقيقة راهنةٌ مدعمةٌ بالبراهين لكن ابن كثير ونظرائه من حملة الرّوح الأمويَّة لا ينقطعون عن تحاملهم على شيعة الحسين عليه‌السلام بنسبة الأكاذيب إليهم ، وقذفهم بالقوارص.

هذه نماذج يسيرة من جنايات ابن كثير على العلم وودائع الإسلام ، وتمويهه على الحقائق ، ولا يسعنا استيعاب ما أودع في طيِّ كتابه من عُجره وبُجره ، ولو أردنا أن نسرد كلَّ ما فيه أو جلَّه من المخاريق والتافهات والإضافات المفتعلة إلى الأبرياء ، والسباب المقذع لرجال الشيعة عند ذكر تاريخهم من دون أيِّ مبرِّر ، والتحامل عليهم بما يستقبحه الوجدان والعقل السليم ، لجاء منه كتابٌ حافلٌ ، لكنّا نمرُّ عليها كراما.

(وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ

٩٨

وَساءَتْ مَصِيراً) (١).

نظرة في كلمة قارصة (٢)

لا يسعنا أن نفوه في الدفاع عن الخليفة بما قال ابن كثير في تاريخه ٥ / ٢٤٩ من أنّ فاطمة حصل لها ـ وهي امرأة من البشر ليست براجية العصمة ـ عتبٌ وتغضُّب ، ولم تكلّم الصدِّيق حتّى ماتت.

وقال في ص ٢٨٩ : وهي امرأة من بنات آدم تأسف كما يأسفون ، وليست بواجبة العصمة ، مع وجود نصّ رسول الله (ص) ومخالفة ابي بكر الصدّيق رضي الله عنهما. انتهى.

[فاطمة بضعة مني ...]

انّى لنا السرف والمجازفة في القول بمثل هذا تجاه آية التطهير في كتاب الله العزيز النازلة فيها وفي أبيها وبعلها وبنيها.

أنّى لنا بذلك وبين يدينا هتاف النبيّ الأقدس صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : فاطمة

__________________

(١) النساء : ١١٥.

(٢) الغدير ٧ / ٢٣١.

٩٩

بضعةٌ منّي فمن أغضبها أغضبني.

وفي لفظة : فاطمة بضعة منّي يؤذيني ما آذاها ، ويغضبني ما أغضبها.

وفي لفظة : فاطمة بضعةٌ منّي يقبضني ما يقبضها ، ويبسطني ما يبسطها.

وفي لفظة : فاطمة بضعةٌ منّي يؤذيني ما آذاها ، وينصبني ما أنصبها.

في تاج العروس : أي يتعبني ما أتعبها (١).

وفي لفظة : فاطمة بضعةٌ منّي يريبني ما رابها ، ويؤذيني ما آذاها.

وفي لفظة : فاطمة بضعةٌ منّي يسعفني ما يسعفها.

في تاج العروس : أي ينالني ما ينالها ، ويلمّ بي ما يلمّ بها (٢).

وفي لفظة : فاطمة شجنةٌ منّي يبسطني ما يبسطها ، ويقبضني ما يقبضها.

وفي لفظة : فاطمة مضغةٌ منّي فمن آذاها فقد آذاني.

وفي لفظة : فاطمة مضغةٌ منّي يقبضني ما قبضها ، ويبسطني ما بسطها.

وفي لفظة : فاطمة مضغةٌ منّي يسرّني ما يسرُّها.

__________________

(١) تاج العروس : مادة نصب ، ٤ / ٢٧٠ (بتحقيق عبد الحليم الطحاوي ، ١٩٦٨ م)

(٢) تاج العروس : مادة سعف ، ٢٣ / ٤٣٨.

١٠٠