غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٦

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي

غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٦

المؤلف:

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي


المحقق: السيد علي عاشور
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٥٨

الحسن عليه‌السلام : أخبروني فهل تحرم الصدقة على الآل؟ قالوا : نعم ، قال : أفتحرم على الامّة؟ قالوا : لا ، قال : هذا فرق بين الآل والامّة ، ويحكم أين يذهب بكم؟ أضربتم عن الذكر صفحا أم أنتم قوم مسرفون؟ أما علمتم أنّه وقعت الوراثة والطهارة على المصطفين المهتدين دون سائرهم؟ قالوا : ومن أين يا أبا الحسن؟ فقال عليه‌السلام : من قول الله تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَإِبْراهِيمَ وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ) فصارت وراثة النبوّة والكتاب للمهتدين دون الفاسقين ، أما علمتم أنّ نوحا عليه‌السلام حين سأل ربه تعالى ذكره فقال : (رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ) وذلك أنّ الله وعده أن ينجيه وأهله فقال له ربّه عزوجل : (يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ) فقال المأمون : هل فضّل الله العترة على سائر الناس؟ فقال أبو الحسن عليه‌السلام : إنّ الله تعالى أبان فضل العترة على سائر الناس في محكم كتابه ، فقال له المأمون : أين ذلك من كتاب الله تعالى؟ فقال له الرضا عليه‌السلام في قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ) وقال عزوجل : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) ثمّ ردّ المخاطبة في إثر هذا إلى سائر المؤمنين فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) يعني الذين قرنهم بالكتاب والحكمة وحسدوا عليها فقوله تعالى : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) يعني الطاعة للمصطفين ، فالملك هاهنا الطاعة ، قالت العلماء : هل فسّر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب؟

فقال الرضا عليه‌السلام : فسّر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثني عشر موضعا ، ثمّ ذكرعليه‌السلام المواضع بعدها من القرآن إلى أن قال : وأمّا الرابعة فإخراجه الناس صلى‌الله‌عليه‌وآله من مسجده ما خلا العترة حتّى تكلّم الناس في ذلك وتكلّم العبّاس فقال : يا رسول الله تركت عليّا وأخرجتنا؟ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : وما أنا تركته وأخرجتكم ولكنّ الله تركه وأخرجكم وفي هذا تبيان لقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ عليه‌السلام : أنت منّي بمنزلة هارون من موسى. قالت العلماء : وأين هذا من القرآن؟ قال عليه‌السلام : أوجدكم في ذلك قرآنا أقرأه عليكم؟ قالوا : هات ، قال : قول الله تعالى : (وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً) ففي هذه الآية منزلة هارون من موسى ، وفيها أيضا منزلة عليّ من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ومع هذا دليل ظاهر في قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حين قال : ألا إنّ هذا المسجد لا يحلّ إلّا لمحمّد وآله ، فقالت العلماء : يا أبا الحسن وهذا البيان لا يوجد إلّا عندكم معشر أهل بيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ،

٢٦١

قال : ومن ينكر لنا ذلك ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد الحكمة فليأتها من بابها. ففيما أوضحنا وشرحنا من الفضل والشرف والتقدمة والاصطفاء والطهارة ما لا ينكره إلّا معاند ولله تعالى الحمد على ذلك (١).

الثامن : الشيخ المفيد في أماليه أبو عبد الله محمد بن محمّد بن النعمان الحارثي قال : أخبرني أبو الحسن علي بن خالد المراغي قال : حدّثنا أبو القاسم الحسن بن علي الكوفي قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن مروان الغزّال قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا عبيد بن خنيس العبدي قال : حدّثنا صباح بن يحيى المزني عن عبد الله بن شريك عن الحارث بن ثعلبة قال : قدم رجلان يريدان مكّة والمدينة في الهلال أو قبل الهلال فوجدا الناس ناهضين إلى الحجّ قال : فخرجنا معهم فإذا نحن بركب فيهم رجل كأنّه أميرهم فانتبذ منهم فقال : كأنّكما عراقيان؟ فقلنا : نحن عراقيان ، قال : كونا كوفيين ، قلنا : نحن كوفيان قال : ممّن أنتما؟ قلنا : من بني كنانة ، قال : من أي بني كنانة؟ قلنا من بني مالك بن كنانة قال : رحب على رحب وقرب على قرب أنشدكما بكلّ كتاب منزل ونبي مرسل أسمعتما عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام يسبّني أو يقول إنّه معادي أو مقاتلي؟

قلنا : من أنت؟ قال : أنا سعد بن أبي وقّاص قلنا : لا ، ولكن سمعناه يقول : اتقوا فتنة الخنيس كثير ، ولكن سمعتماه يضئ باسمي؟ قالا : لا ، قال : الله أكبر ، الله أكبر قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين إن أنا قاتلته بعد أربع سمعتهنّ من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ألا لئن يكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها أعمّر فيها عمر نوح ، قلنا : سمّهنّ قال : ما ذكرتهن إلّا وأنا اريد أن أسميهن : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أبا بكر ببراءة لينبذ إلى المشركين فلمّا سار ليلة أو بعض ليلة بعث لعليّ بن أبي طالب نحوه فقال: اقبض براءة منه واردده إليّ ، فمضى إليه أمير المؤمنين عليه‌السلام فقبض براءة منه وردّه إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلمّا مثل بين يديه بكى فقال : يا رسول الله أحدث فيّ شيء أم نزل فيّ قرآن؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لم ينزل فيك قرآن ولكنّ جبرئيل عليه‌السلام جاءني عن الله عزوجل فقال : لا يؤدّي عنك إلّا أنت أو رجل منك ، وعلي منّي وأنا من عليّ ، ولا يؤدّي عنّي إلّا علي ، قلنا له : وما الثانية؟ قال : كنّا في مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وآل عليّ وآل أبي بكر وآل عمر وأعمامه قال : فنودي فينا ليلا اخرجوا من المسجد إلّا آل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وآل عليّ قال : فخرجنا نجرّ قلاعنا فلمّا أصبحنا أتاه عمّه حمزة فقال : يا رسول الله أخرجتنا وأسكنت هذا الغلام ونحن عمومتك ومشيخة أهلك؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما أنا أخرجتكم ولا أنا أسكنته ولكنّ الله عزوجل أمرني بذلك قلنا له : فما الثالثة؟ قال : بعث رسول

__________________

(١) عيون أخبار الرضا : ٢ / ٢٠٧ ـ ٢١١ / باب ٢٣ / ح ١.

٢٦٢

الله صلى‌الله‌عليه‌وآله برايته إلى خيبر مع أبي بكر فردّها ، فبعثها مع عمر فردّها فغضب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : لأعطينّ الراية غدا رجلا يحبّه الله ورسوله ، كرّارا غير فرّار لا يرجع حتّى يفتح الله على يديه قال : فلمّا أصبحنا جثونا على الرّكب فلم نره يدعو أحدا منّا ثمّ نادى : أين عليّ بن أي طالب؟ فجيء به وهو أرمد فتفل في عينيه وأعطاه الراية ففتح الله على يديه.

قلنا له : فما الرابعة؟ قال : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خرج غازيا إلى تبوك واستخلف عليّا على الناس فحسدته قريش وقالوا : إنّما خلفه لكراهية صحبته قال : فانطلق في إثره حتّى لحقه فأخذ بغرز ناقته ثمّ قال : إنّي لتابعك قال : فما شأنك؟ فبكى وقال : إنّ قريشا تزعم أنّك إنّما خلفتني لبغضك لي وكراهيتك صحبتي قال : فأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مناديه فنادى في الناس ثمّ قال : أيّها الناس أفيكم أحد إلّا وله من أهله خاصّة؟ قالوا : أجل ، قال فإن عليّ بن أبي طالب خاصّة أهلي وحبيبي إلى قلبي ، ثمّ أقبل على أمير المؤمنين ثمّ قال : أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي؟ فقال عليّعليه‌السلام: رضيت عن الله ورسوله ، ثمّ قال سعد هذه الرابعة إن شئتما أحدثكما بخامسة ، قلنا : قد شئنا ذلك قال: كنّا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في حجّة الوداع فلمّا عاد نزل غدير خمّ وأمر مناديه فنادى في الناس : من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله(١).

التاسع : الشيخ الطوسي في مجالسه قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال : حدّثنا الحسن بن علي بن زكريا العاصمي قال : حدّثنا أحمد بن عبيد الله الفداني (٢) قال : حدّثنا الربيع بن سيّار قال : حدّثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذرّ رضى الله عنه أنّ عليّا عليه‌السلام وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرّحمن بن عوف وسعد بن أبي وقّاص أمرهم عمر بن الخطّاب أن يدخلوا بيتا ويغلقوا عليهم بابه ويتشاوروا في أمرهم وأجّلهم ثلاثة أيّام فإن توافق خمسة على قول واحد وأبى رجل منهم قتل ذلك الرجل ، وإن توافق أربعة وأبى اثنان قتل الاثنان ، فلمّا توافقوا جميعا على رأي واحد قال لهم عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام : إنّي أحبّ أن تسمعوا منّي ما أقول لكم فإن يكن حقّا فاقبلوه وإن يكن باطلا فانكروه قالوا : قل ، وساق الحديث يذكر فضائله وسوابقه والنصّ عليه من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهم في كلّ ما ذكره يصدّقونه إلى أن قال عليه‌السلام : أتعلمون أنّه أمر بسدّ أبوابكم وفتح بابي فقلتم في ذلك فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله: ما أنا سددت أبوابكم ولا أنا فتحت بابه بل الله سدّ أبوابكم وفتح بابه؟ قالوا : نعم (٣).

__________________

(١) أمالي الشيخ المفيد ٥٥ / ح ٢. بحار الأنوار : ٤٠ / ٣٩ / ح ٧٥.

(٢) في المصدر : العدلي.

(٣) أمالي الطوسي ٥٤٥ / مجلس ٢٠ / ح ٤.

٢٦٣

العاشر : الشيخ في مجالسه قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال : حدّثنا حسن بن محمد بن شعبة الأنصاري ومحمد بن جعفر رميس الهبيري بالقصر وعليّ بن محمد بن الحسن بن كاس النخعي بالرملة وأحمد بن محمد بن سعيد الهمذاني قالوا : حدّثنا أحمد بن يحيى عن زكريا الأزدي الصوفي قال : حدّثنا عمرو بن حمّاد بن طلحة القناد قال : حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الأزدي عن معروف بن خربوذ وزياد بن المنذر وسعيد بن محمد الأسدي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني قال : لمّا احتضر عمر بن الخطّاب جعلها شورى بين ستّة : عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام وعثمان وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وعبد الرّحمن بن عوف وعبد الله بن عمر فيمن يشاور ولا يولّى ، قال أبو الطفيل : فلمّا اجتمعوا أجلسوني على الباب أردّ عنهم الناس فقال عليّ عليه‌السلام : إنّكم قد اجتمعتم لما اجتمعتم له فانصتوا فأتكلّم فإن قلت حقّا صدّقوني وإن قلت باطلا ردّوا عليّ ولا تهابوني ، إنّما أنا رجل كأحدكم ثمّ أنشدهم بالله في فضائله والنصوص عليه من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهم يصدّقونه فيما قاله وقال عليه‌السلام في ذلك ، فأنشدكم بالله هل فيكم أحد ترك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بابه مفتوحا يحلّ له ما يحلّ لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ويحرم عليه ما يحرم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟

قالوا : اللهم لا (١).

الحادي عشر : الشيخ في مجالسه قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال : حدّثنا عبد الرّحمن ابن محمد بن عبد الله العزرمي عن أبيه عن عمّار أبي اليقظان عن أبي عمر زادان قال : لمّا ودّع الحسن بن عليّ عليه‌السلام معاوية صعد معاوية المنبر وجمع الناس فخطبهم وقال : إنّ الحسن بن علي رآني للخلافة أهلا ، ولم ير نفسه لها أهلا وكان الحسن عليه‌السلام أسفل منه بمرقاة فلمّا فرغ من كلامه قام الحسن فحمد الله تعالى بما هو أهله ثمّ ذكر المباهلة فقال : فجاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من الأنفس بأبي ومن الأبناء بي وبأخي ومن النساء بامّي وكنّا أهله ونحن آله وهو منّا ونحن منه ، ولمّا نزلت آية التطهير جمعنا رسول الله في كساء لامّ سلمة (رض) خيبري ثمّ قال : اللهمّ هؤلاء أهل بيتي وعترتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا ، فلم يكن أحد يجنب في المسجد ويولد له فيه إلّا النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وأبي تكرمة من الله تعالى لنا وتفضيلا منه لنا ، وقد رأيتم مكان منزلنا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمر بسدّ الأبواب فسدّها وترك بابنا فقيل له في ذلك فقال : أمّا إنّي لم أسدّها وافتح بابه ولكنّ الله عزوجل أمرني أن أسدّها وأفتح بابه. وإنّ معاوية زعم لكم أنّي رأيته للخلافة أهلا ولم أر نفسي لها أهلا فكذب معاوية ، نحن أولى الناس بالناس في كتاب الله وعلى لسان نبيّه ولم نزل أهل البيت مظلومين

__________________

(١) أمالي الطوسي ٥٥٤ / مجلس ٢٠ / ح ٥.

٢٦٤

منذ قبض الله نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله فالله بيننا وبين من ظلمنا حقّنا وتوثب على رقابنا وحمل الناس علينا ومنعنا سهمنا من الفيء ومنع أمّنا ما جعل لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأقسم بالله لو أنّ الناس بايعوا أبي حين فارقهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لأعطتهم السماء قطرها والأرض بركتها ، وما طمعت فيها يا معاوية فلمّا خرجت من معدنها تنازعتها قريش بينها فطمعت فيها الطلقاء وأبناء الطلقاء أنت وأصحابك وقد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما ولّت أمّة أمرها رجلا وفيهم من هو أعلم منه إلّا لم يزل أمرهم يذهب سفالا حتّى يرجع إلى ما تركوا ، فقد تركت بنو إسرائيل هارون وهم يعلمون أنّه خليفة موسى فيهم واتّبعوا السامريّ ، وقد تركت هذه الامّة أبي وبايعوا غيره وقد سمعوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا النبوّة ، وقد رأوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نصب أبي يوم غدير خمّ وأمرهم أن يبلّغ الشاهد منهم الغائب ، وقد هرب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من قومه وهو يدعوهم إلى الله تعالى حتّى دخل الغار ولو وجد أعوانا ما هرب ، وقد كفّ أبي يده حين ناشدهم واستغاث فلم يغث فجعل الله هارون في سعة حين استضعفوه وكادوا يقتلونه وجعل الله النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في سعة حين دخل الغار ولم يجد أعوانا وكذلك أبي وأنا في سعة من الله حين خذلتنا هذه الامّة وبايعوك يا معاوية وإنّما هي السنن والأمثال يتبع بعضها بعضا. أيّها الناس انّكم لو التمستم ما بين المشرق والمغرب أن تجدوا رجلا ولده نبي غيري وأخي لم تجدوا وانّي قد بايعت هذا وإن أدري لعلّه فتنة لكم ومتاع إلى حين (١).

الثاني عشر : الشيخ في مجالسه قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال : حدّثني أبو العبّاس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرّحمن الهمداني بالكوفة قال : حدّثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس الأشعري قال : حدّثنا عليّ بن حسّان الواسطي قال : حدّثنا عبد الرّحمن بن كثير عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عليهم‌السلام قال : لمّا أجمع الحسن بن علي عليهما‌السلام على صلح معاوية خرج حتّى لقيه فلمّا اجتمعا قام معاوية خطيبا فصعد المنبر وأمر الحسن عليه‌السلام أن يقوم أسفل منه بدرجة ثمّ تكلّم معاوية فقال : أيّها الناس هذا الحسن بن علي وابن فاطمة رآنا للخلافة أهلا ولم ير نفسه لها أهلا وقد أتانا ليبايع طوعا ثمّ قال : قم يا حسن فقام الحسن عليه‌السلام فخطب فقال : الحمد لله المستحمد بالآلاء وتتابع النعماء وصارف الشدائد والبلاء عند الفهماء وغير الفهماء المذعنين من عباده لامتناعه بجلاله وكبريائه وعلوّه من لحوق الأوهام ببقائه المرتفع عن كنه ضنانة المخلوقين من أن تحيط بمكنون غيبه رويات عقول الرأيين وأشهد أنّ لا إله إلّا الله وحده

__________________

(١) أمالي الطوسي ٥٥٩ / مجلس ٢٠ / ح ٩. بحار الأنوار : ٤٤ / ٦٢ / ح ١٢.

٢٦٥

في ربوبيّته ووحدانيّته صمدا لا شريك له فردا لا ظهير له وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله اصطفاه وانتجبه وارتضاه وبعثه داعيا إلى الحقّ وسراجا منيرا ، وللعباد ممّا يخافون نذيرا ولما يأملون بشيرا ، فنصح للامّة وصدع بالرسالة وأبان لهم درجات العمالة شهادة عليها أمات وأحشر وبها في الاجلة أقرب وأجبر وأقول : معشر الخلائق فاسمعوا ولكم أفئدة وأسماع فعوا ، إنّا أهل بيت أكرمنا الله بالإسلام واختارنا واصطفانا واجتبانا فأذهب عنّا الرجس وطهّرنا تطهيرا ، والرجس هو الشكّ فلا نشكّ في الله الحقّ ودينه أبدا وطهّرنا من كلّ أفن وغيّة مخلصين إلى آدم ، نعمة منه لم تفترق الناس قط فرقتين إلّا جعلنا الله في خيرهما فأدّت الامور وأفضت الدهور إلى أن بعث الله محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله للنبوّة واختاره للرسالة وأنزل عليه كتابا ثم أمره بالدعاء إلى الله عزوجل فكان أبي عليه‌السلام أول من استجاب لله تعالى ولرسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأول من آمن وصدق الله ورسوله ، وقد قال الله تعالى في كتابه المنزل على نبيّه المرسل (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) فرسول الله على بيّنة من ربّه وأبي الذي يتلوه وهو شاهد.

وقد قال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حين أمره أن يسير إلى مكة والموسم ببراءة : سربها يا علي فإنّي أمرت أن لا يسير بها إلّا أنا أو رجل منّي ، وأنت هو ، فعليّ من رسول الله ورسوله الله صلى‌الله‌عليه‌وآله منه وقال له النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله حين قضى بينه وبين أخيه جعفر بن أبي طالب ومولاه زيد بن حارثة في ابنه حمزة : أمّا أنت يا عليّ فمنّي وأنا منك وأنت وليّ كلّ مؤمن من بعدي ، فصدق أبي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سابقا ووقاه بنفسه ثمّ لم يزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في كلّ موطن يقدّمه ولكلّ شديدة يرسله ثقة منه به وطمأنينة إليه لعلمه بنصيحة الله ورسوله ، وأنه أقرب المقربين من الله ورسوله وقد قال الله عزوجل (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) فكان أبي سابق السابقين إلى الله عزوجل وإلى رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأقرب الأقربين وقد قال الله تعالى: (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً) فأبي كان أوّلهم إسلاما وإيمانا وأوّلهم إلى الله ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله هجرة ولحوقا وأوّلهم على وجده ووسعه نفقة قال سبحانه : (وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) فالناس من جميع الامم ليستغفروا له بسبقه إيّاهم إلى الإيمان ونبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وذلك أنّه لم يسبقه إلى الإيمان به أحد وقد قال الله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ) فهو سابق جميع السابقين فكما أنّ الله عزوجل فضّل السابقين على المتخلفين والمتأخّرين فكذلك فضّل سابق السابقين على السابقين وقد قال الله عزوجل : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ

٢٦٦

وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) فهو المجاهد في سبيل الله حقّا وفيه نزلت هذه الآية وكان ممّن استجاب لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عمّه حمزة وجعفر بن عمّه فقتلا شهيدين رضي الله عنهما في قتلى كثيرين معهما من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فجعل الله تعالى حمزة سيد الشهداء من بينهم ، وجعل لجعفر جناحين يطير بهما مع الملائكة كيف يشاء من بينهم وذلك لمكانهما من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ومنزلتهما وقرابتهما منه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكذلك جعل الله تعالى لنساء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله للمحسنة منهن أجرين ، وللمسيئة منهن وزرين ضعفين لمكانهن من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وجعل الصلاة في مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بألف صلاة في سائر المساجد إلّا المسجد الحرام ومسجد إبراهيم خليله عليه‌السلام بمكة وذلك لمكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من ربّه ، وفرض الله عزوجل الصلاة على نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله على كافّة المؤمنين ، فقالوا : يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كيف الصلاة عليك؟

فقال : قولوا : اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد ، فحقّ على كلّ مسلم أن يصلّي علينا مع الصلاة على النبيّ فريضة واجبة ، وأحلّ الله خمس الغنيمة لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأوجبها له في كتابه فأوجب لنا من ذلك ما أوجب له ، وحرّم عليه الصدقة وحرّمها علينا منه فأدخلنا فله الحمد فيما أدخل فيه نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأخرجنا ونزهنا ممّا أخرجه منه ونزهه عنه كرامة أكرمنا الله عزوجل بها وفضيلة فضّلنا بها على سائر العباد فقال الله تعالى لمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله حين جحده كفرة أهل الكتاب وحاجّوه (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ) فأخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من الأنفس معه أبي ومن البنين أنا وأخي ومن النساء فاطمة أمّي ومن الناس جميعا ، فنحن أهله ولحمه ودمه ونفسه ونحن منه وهو منّا وقد قال الله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) فلمّا نزلت آية التطهير جمعنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنا وأخي وأمّي وأبي فجعلنا ونفسه في كساء لامّ سلمة خيبري وذلك في حجرتها وفي يومها فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وهؤلاء أهلي وعترتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا ، فقالت أمّ سلمة (رض) : أنا أدخل معهم يا رسول الله؟

فقال لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يرحمك الله أنت على خير وإلى خير ، وما أرضاني عنك ولكنّها خاصّة لي ولهم ، ثمّ مكث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد ذلك بقيّة عمره حتّى قبضه الله إليه يأتينا في كلّ يوم عند طلوع الفجر فيقول : الصلاة يرحمكم الله إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيرا وأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بسدّ الأبواب الشارعة في مسجده غير بابنا فكلّموه في ذلك فقال : أما إنّي لم أسدّ أبوابكم ولم أفتح باب عليّ من تلقاء نفسي ولكنّي اتّبع ما يوحى إليّ وإنّ الله أمر بسدّها

٢٦٧

وفتح بابه ، ولم يكن من بعد ذلك أحد تصيبه جنابة في مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ويولد فيه غيرنا الأولاد غير رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأبي عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام تكرمة من الله تعالى لنا وتفضّلا اختصّنا به على جميع الناس ، وهذا باب أبي قرين باب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في مسجده ومنزلنا بين منازل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وذلك أنّ الله أمر نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يبني مسجده فبنى فيه عشرة أبيات تسعة لنبيّه وأزواجه وعاشرها وهو متوسّطها لأبي ، فها هو بسبيل مقيم والبيت هو المسجد المطهّر وهو الذي قال الله تعالى : أهل البيت فنحن أهل البيت ونحن الذين أذهب الله عنّا الرجس وطهّرنا تطهيرا.

أيّها الناس إنّي لو قمت حولا فحولا أذكر الذي أعطانا الله عزوجل وخصّنا به من الفضل في كتابه وعلى لسان نبيّه لم أحصه ، وأنا ابن النذير البشير والسراج المنير الذي جعله الله رحمة للعالمين وأبي عليّ وليّ المؤمنين وشبيه هارون ، وإنّ معاوية بن صخر زعم أنّي رأيته للخلافة أهلا ولم أر نفسي لها أهلا فكذّب معاوية ، وأيم الله لإنّا أولى الناس بالناس في كتاب الله وعلى لسان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله غير إنّا لم نزل أهل البيت مخيفين مظلومين مضطهدين منذ قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فالله بيننا وبين من ظلمنا حقّنا ونزل على رقابنا وحمل الناس على أكتافنا ومنعنا سهمنا في كتاب الله من الفيء والغنائم ، ومنع أمّنا فاطمة إرثها من أبيها ، إنّا لا نسمّي أحدا ولكن أقسم بالله قسما تاليا لو أنّ الناس سمعوا قول الله عزوجل ورسوله لأعطتهم السماء قطرها والأرض بركتها ولما اختلف في هذه الامّة سيفان ، ولأكلوها خضراء خضرة إلى يوم القيامة واذا وما طمعت فيها يا معاوية ولكنّها لمّا اخرجت سالفا من معدنها وزحزحت عن قواعدها تنازعتها قريش بينها وترامتها كترامي الكرة حتّى طمعت فيها أنت يا معاوية وأصحابك من بعدك.

وقد قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما ولّت أمّة أمرها رجلا قط وفيهم من هو أعلم منه إلّا لم يزل أمرهم يذهب سفالا حتّى يرجعوا إلى ما تركوا ، وقد تركت بنو إسرائيل وكانوا أصحاب موسى عليه‌السلام هارون أخاه وخليفته ووزيره وعكفوا على العجل وأطاعوا فيه سامريهم وهم يعلمون أنّه خليفة موسى ، وقد سمعت هذه الامّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول ذلك لأبي عليه‌السلام إنّه منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي ، وقد رأوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حين نصبه لهم بغدير خم وسمعوه ونادى له بالولاية ثمّ أمرهم أن يبلغ الشاهد منهم الغائب ، وقد خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حذارا من قومه إلى الغار لما أجمعوا على أن يمكروا به وهو يدعوهم لمّا لم يجد عليهم أعوانا ولو وجد عليهم أعوانا لجاهدهم ، وقد كفّ أبي يده وناشدهم واستغاث أصحابه فلم يغث ولم ينصر ولو وجد أعوانا ما أجابهم ، وقد جعل في سعة كما جعل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في سعة ، وقد خذلتني الامّة وبايعتك يا ابن حرب ولو وجدت عليك

٢٦٨

أعوانا يخلصون ما بايعتك وقد جعل الله عزوجل هارون في سعة حين استضعفه قومه وعادوه كذلك أنا وأبي في سعة من الله حين تركتنا الامّة وتابعت غيرنا ولم نجد عليهم أعوانا وإنّما هي السنن والأمثال تتبع بعضها بعضا.

أيّها الناس إنّكم لو التمستم بين المشرق والمغرب رجلا جدّه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأبوه وصيّ رسول الله لم تجدوا غيري وغير أخي فاتّقوا الله ولا تضلّوا بعد البيان ، فكيف بكم؟ وأنّى ذلك منكم؟ ألا وإنّي قد تابعت هذا ـ وأشار بيده إلى معاوية ـ وأنا أدري لعلّه فتنة لكم ومتاع إلى حين. أيّها الناس إنّه لا يعاب أحد بترك حقّه وإنّما يعاب أن يأخذ ما ليس له ، وكلّ صواب نافع وكل خطأ ضارّ لأهله وقد كانت القضية ففهمها سليمان فنفعت سليمان ولم تضرّ داود ، وأمّا القرابة فقد نفعت المشرك وهي والله للمؤمن أنفع ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعمّه أبي طالب وهو في الموت : قل : لا إله إلّا الله أشفع لك بها يوم القيامة ، ولم يكن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول له ويعد إلّا ما يكون منه على يقين وليس ذلك لأحد من الناس كلّهم غير شيخنا أعني أبا طالب يقول الله عزوجل : (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً).

أيّها الناس اسمعوا وعوا واتقوا الله وراجعوا وهيهات منكم الرجعة إلى الحقّ وقد صارعكم النكوص وخامركم الطغيان والجحود ، أنلزمكموها وأنتم لها كارهون والسلام على من اتّبع الهدى.

قال : فقال معاوية : والله ما نزل الحسن حتّى أظلمت عليّ الأرض وهممت أن أبطش به ثمّ علمت أنّ الإغضاء أقرب إلى العافية (١).

الثالث عشر : الشيخ في مجالسه قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال : حدّثنا محمد بن هارون بن حميد بن المجدّر قال : حدّثنا محمد بن حميد الرازي قال : حدّثنا جرير عن أبي شعيب بن إسحاق (٢) عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال : كنت عند معاوية وقد نزل بذي طوى فجاءه سعد بن أبي وقّاص وسلّم عليه فقال معاوية : يا أهل الشام هذا سعد وهو صديق لعليّ قال : فطأطأ القوم رءوسهم وسبّوا عليّا عليه‌السلام فبكى سعد فقال له معاوية : ما الذي أبكاك؟

قال : ولم لا أبكي لرجل من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يسبّ عندك ولا أستطيع أن أغيّر ، وقد كان

__________________

(١) أمالي الطوسي ٥٦١ / مجلس ٢١ / ح ١. بحار الأنوار : ١٠ / ١٣٩ / ح ٥.

(٢) في المصدر : أشعث بن اسحاق.

٢٦٩

فيه خصال لأن أكون في واحدة منهنّ أحبّ من الدنيا وما فيها : أحدها : إنّ رجلا كان باليمن فجاءه عليّ بن أبي طالب فقال : لأشكونّك إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقدم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فسأله عن عليّعليه‌السلام فثنى عليه فقال : أنشدك الله الذي أنزل عليّ الكتاب واختصّني بالرسالة أعن سخط تقول ما تقول في عليّ عليه‌السلام؟ قال : نعم يا رسول الله قال : ألا تعلم أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟

قال : بلى ، قال : فمن كنت مولاه فعليّ مولاه ، والثانية : أنّه بعث يوم خيبر عمر بن الخطّاب إلى القتال فهزم وأصحابه فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : لأعطينّ الراية غدا إنسانا يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله فقعد المسلمون وعليّ عليه‌السلام أرمد فدعاه فقال : خذ الراية فقال : يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إنّ عيني كما ترى فتفل فيها فقام فأخذ الراية ثمّ مضى بها حتّى فتح الله عليه ، والثالثة : خلّفه في بعض مغازيه فقال عليّ : يا رسول الله خلّفتني مع النساء والصبيان فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي؟

والرابعة : سدّ الأبواب في المسجد إلّا باب عليّ. والخامسة : نزلت هذه الآية (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) فدعا النبيّ عليّا وحسنا وحسينا وفاطمة عليهم‌السلام فقال : اللهمّ هؤلاء أهلي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا (١).

الرابع عشر : الشيخ في مجالسه قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال : حدّثنا محمد بن عبد الله بن جويرية الجندي سابوري من أصل كتابه قال : حدّثنا عليّ بن منصور الترجماني قال : أخبرنا الحسن بن عنبسة النهشلي قال : حدّثنا شريك بن عبد الله النخعي القاضي عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون الأزدي أنّه ذكر عنده عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام فقال : إنّ قوما ينالون منه أولئك هم وقود النار ، ولقد سمعت عدة من أصحاب محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله منهم حذيفة بن اليمان وكعب بن عجرة يقول كلّ رجل منهم: لقد أعطي عليّ ما لم يعطه بشر ، هو زوج فاطمة سيّدة نساء الأوّلين والآخرين فمن رأى مثلها أو سمع أنّه تزوّج بمثلها أحد في الأوّلين والآخرين؟ وهو أبو الحسن والحسين سيّدي شباب أهل الجنّة من الأوّلين والآخرين فمن له أيّها الناس مثلهما؟ ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حموه وهو وصيّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في أهله وأزواجه، وسدّ الأبواب التي في المسجد كلّها غير بابه وهو صاحب الراية يوم خيبر وتفل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يومئذ في عينيه وهو أرمد فما اشتكى منها من بعد ولا وجد حرّا ولا قرّا بعد يومه ذلك ، وهو صاحب يوم غدير خمّ إذ نوّه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله باسمه وألزم أمّته ولايته وعرّفهم بخطره وبيّن لهم مكانه فقا : أيّها الناس من أولى بكم منكم بأنفسكم؟

__________________

(١) أمالي الطوسي ٥٩٩ / مجلس ٢١ / ح ١٧.

٢٧٠

قالوا : الله ورسوله قال : فمن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه ، وهو صاحب العباء ومن أذهب الله عزوجل عنه الرجس وطهّره تطهيرا ، وهو صاحب الطائر حين قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهم ايتني بأحبّ خلقك إليك وإليّ ، فجاء عليّ عليه‌السلام فأكل معه وهو صاحب سورة براءة حين نزل بها جبرئيل عليه‌السلام على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد سار أبو بكر بالسورة فقال له : يا محمّد إنّه لا يبلّغها إلّا أنت أو عليّ ، إنّه منك وأنت منه فكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله منه في حياته وبعد وفاته ، وهو عيبة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ومن قال له النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا مدينة العلم وعليّ بابها فمن أراد العلم فليأت المدينة من بابها كما أمر الله (وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها) وهو مفرّج الكرب عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في الحروب وهو أوّل من آمن برسول الله وصدّقه واتبعه وهو أوّل من صلّى ، فمن أعظم فرية على الله وعلى رسوله ممّن قاس به أحد أو شبه به بشرا (١).

الخامس عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال : حدّثنا عبد الرّحمن بن محمد الحسني قال : حدّثنا أبو جعفر محمد بن حفص الخثعمي قال : حدّثنا الحسن بن عبد الواحد قال : حدّثني أحمد بن التغلبي قال : حدّثني محمد بن عبد الحميد قال : حدّثني حفص بن منصور العطّار قال : حدّثنا أبو سعيد الورّاق عن أبيه عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليه‌السلام وذكر حديث مناشدة أمير المؤمنين عليه‌السلام أبا بكر واحتجاجه عليه بالنصوص الواردة له الدالّة على إمامته عليه‌السلام من فضائله وسوابقه من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وفي كلّ ذلك يصدّقه أبو بكر فكان فيما قال عليه‌السلام قال : فأنشدك بالله أنت الذي أمر رسول الله بفتح بابه في مسجده حين أمر بسدّ جميع أبواب أصحابه وأهل بيته وأحلّ له فيه ما أحلّه الله له أم أنا؟ قال : بل أنت (٢).

__________________

(١) أمالي الطوسي ٥٥٩ / مجلس ٢٠ / ح ٨.

(٢) الخصال ٥٥٢ / ح ٣٠.

٢٧١

الباب الحادي والمائة

حديث الصدّيقون ثلاثة وأفضلهم عليّ عليه‌السلام وهو الصدّيق الأكبر

من طريق العامّة وفيه ستّة عشر حديثا

الأوّل : من مسند أحمد بن حنبل روى عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا ابن نمير وأبو أحمد الزبيري قالا : حدّثنا العلاء بن صالح عن المنهال بن عمرو عن عبّاد بن عبد الله قال : سمعت عليّا عليه‌السلام يقول : أنا عبد الله وأخو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال ابن نمير في حديثه : وأنا الصدّيق الأكبر لا يقولها بعد إلّا ـ قال أبو أحمد : ـ لا يقولها بعدي إلّا كاذب مفتر ، ولقد صلّيت قبل الناس بسبع سنين (١).

الثاني : عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثنا محمد قال : حدّثنا الحسن بن عبد الرّحمن الأنصاري قال : حدّثنا عمرو بن جميع عن أبي ليلى عن أخيه عيسى بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الصدّيقون ثلاثة حبيب بن موسى النجّار وهو مؤمن آل يس ، وحزقيل مؤمن آل فرعون ، وعليّ بن أبي طالب الثالث هو أفضلهم (٢).

الثالث : عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : وفيما كتب إلينا عبد الله بن غنّام الكوفي يذكر أنّ الحسن ابن عبد الرّحمن بن أبي ليلى المكفوف حدّثهم قال ، أخبرنا عمرو بن جميع البصري عن عيسى بن عبد الرّحمن عن عبد الرّحمن عن أبيه أبي ليلى قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الصدّيقون ثلاثة : حبيب مؤمن آل يس الذي قال : (يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ) وحزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال (أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ) وعليّ بن أبي طالب وهو أفضلهم (٣).

الرابع : من الجزء الثاني من أجزاء اثنين من كتاب الفردوس وهو نصف الكتاب من تصنيف ابن شيرويه الديلمي في باب الصاد عن داود بن بلال قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الصدّيقون ثلاثة : حبيب النجّار مؤمن آل يس ، وحزقيل مؤمن آل فرعون ، وعليّ بن أبي طالب هو أفضلهم (٤).

الخامس : الثعلبي في تفسير قوله تعالى : (السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) قال : روى عبيد الله بن محمد

__________________

(١) فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٥٨٦ / ح ٩٩٣.

(٢) فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٦٢٧ / ح ١٠٧٢.

(٣) فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٦٥٥ / ح ١١١٧.

(٤) نقله عنه ابن البطريق في العمدة ٢٢١ / ح ٣٤٩.

٢٧٢

عن العلاء عن المنهال بن عمرو عن عبّاد بن عبد الله قال : سمعت عليّا عليه‌السلام يقول : أنا عبد الله وأخي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأنا الصدّيق الأكبر ، لا يقولها بعدي إلّا مفتر ، صلّيت قبل الناس سبع سنين (١).

السادس : مناقب المغازلي الفقيه الشافعي قال : أخبرنا أبو الحسين عليّ بن عمر بن عبد الله بن شوذب سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شبيب القطيعي قال : حدّثنا محمد بن يونس أبو العبّاس الكديمي قال : حدّثنا الحسن بن عبد الرّحمن الأنصاري، حدّثنا عمرو بن جميع عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أخيه عيسى ابن عبد الرّحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الصدّيقون ثلاثة : حبيب بن موسى النجّار مؤمن آل يس ، وحزقيل مؤمن آل فرعون ، وعليّ بن أبي طالب عليه‌السلام وهو أفضلهم (٢).

السابع : ابن المغازلي أيضا قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهّاب اذنا قال : أخبرنا عمر بن عبد الله بن شوذب قال : حدّثنا محمد بن سمعان العدل الواسطي الحافظ قال : حدّثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة وأحمد بن عمار بن خالد قالا : حدّثنا الحسن بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى قال : حدّثنا عمرو بن جميع البصري عن محمد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى عن أخيه عن أبي عيسى ابن عبد الرّحمن عن أبيه عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : الصدّيقون ثلاثة : حبيب النجّار مؤمن آل يس الذي قال : (يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ) وحزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال (أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ) وعليّ ابن أبي طالب وهو أفضلهم (٣).

الثامن : موفق بن أحمد من رجال العامّة قال : أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ سيّد الحفّاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي الهمذاني فيما كتب إليّ من همدان إجازة عن الشريف أبي طالب المفضّل بن محمد بن طاهر الجعفري باصبهان عن الحافظ أبي بكر محمد بن موسى بن مردويه بن فورك الاصبهاني قال : حدّثني جدّي ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن السري بن يحيى ، حدّثنا محمد بن عثمان بن سعيد ، حدثنا الحسن بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن أبي ليلى قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الصدّيقون ثلاثة : حبيب النجّار مؤمن آل يس ، وحزقيل مؤمن آل فرعون ، وعليّ بن أبي طالب الثالث وهو أفضلهم (٤).

التاسع : أبو نعيم الاصفهاني بإسناده عن ابن أبي ليلى قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الصدّيقون ثلاثة : حبيب النجّار مؤمن آل يس وحزقيل مؤمن آل فرعون ويروى خزقيل وعليّ بن أبي طالب وهو

__________________

(١) تفسير الثعلبي مخطوط.

(٢) مناقب ابن المغازلي / ١٦١ / ح ٢٩٣.

(٣) مناقب ابن المغازلي / ١٦١ / ح ٢٩٤.

(٤) المناقب ٣١٠ / ح ٣٠٧.

٢٧٣

أفضلهم.

العاشر : أبو نعيم أيضا بإسناده عن عبّاد بن عبد الله قال : سمعت عليّا عليه‌السلام يقول : أنا الصدّيق الأكبر لا يقولها بعدي إلّا كذّاب ، صلّيت قبل الناس سبع سنين.

الحادي عشر : موفّق بن أحمد قال : أخبرنا الإمام سيّد الحفّاظ شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إلي من همدان ، أخبرنا محمود بن إسماعيل ، أخبرنا أحمد بن فاذشاه ، أخبرنا الطبراني عن الحسين بن اسحاق التستري عن الحسين بن أبي السرّي العسقلاني عن حسين الأشقر عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : السّبق ثلاثة : فالسابق إلى موسى يوشع بن نون ، والسابق إلى عيسى صاحب يس ، والسابق إلى محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله عليّ ابن أبي طالب(١).

الثاني عشر : موفّق بن أحمد قال : ذكر الإمام محمد بن أحمد بن علي بن شاذان قال : حدّثني أحمد بن محمد بن موسى عن عروة عن محمد بن عثمان المعدل عن محمد بن عبد الملك عن يزيد بن هارون عن حمّاد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في المنام فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أنس ما حملك على أن لا تؤدّي ما سمعت منّي في حقّ عليّ بن أبي طالب حتّى أدركتك العقوبة؟ ولو لا استغفار علي لك ما شممت رائحة الجنّة أبدا ولكن أبشر في بقيّة عمرك أنّ أولياء عليّ وذريّته ومحبّيهم السابقون الأوّلون إلى الجنّة وهم جيران أولياء الله ، وأولياء الله حمزة وجعفر والحسن والحسين ، وأمّا عليّ فهو الصدّيق الأكبر لا يخشى يوم القيامة من أحبّه (٢).

الثالث عشر : الثعلبي في تفسيره بالاسناد عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال : سبّاق الامم ثلاثة لم يكفروا بالله طرفة عين : عليّ بن أبي طالب وصاحب يس ومؤمن آل فرعون فهم الصدّيقون وعليّ أفضلهم (٣).

الرابع عشر : صاحب الأربعين رواه بإسناده عن مجاهد عن ابن عبّاس وفضائل أحمد وكشف الثعلبي.

الخامس عشر : ابن شهرآشوب عن عليّ بن الجعد [عن شعبة عن قتادة] عن الحسن عن ابن عبّاس في قوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ) قال : صدّيق هذه الامّة عليّ بن أبي طالب هو الصدّيق الأكبر والفاروق الأعظم ثمّ قال : (وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ) قال ابن

__________________

(١) المناقب ٥٥ / ح ٢٠.

(٢) المناقب ٧٢ / ح ٢٠.

(٣) نقله القرطبي في تفسيره : ١٥ / ٢٠.

٢٧٤

عبّاس : وهم عليّ وحمزة وجعفر فهم صدّيقون وهم شهداء الرّسل على اممهم إنّهم قد بلّغوا الرسالة ثمّ قال: (لَهُمْ أَجْرُهُمْ) على التصديق بالنبوّة (وَنُورُهُمْ) على الصراط (١).

السادس عشر : الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي في كتابه المستخرج من تفاسير الاثني عشر في تفسير قوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ) يرفعه إلى ابن عبّاس قال : والذين آمنوا بالله ورسله إنّه واحد عليّ بن أبي طالب وحمزة ابن عبد المطلب وجعفر الطيّار أولئك هم الصدّيقون قال : صدّيق هذه الامّة عليّ بن أبي طالب وهو الصدّيق الأكبر والفاروق الأعظم.

__________________

(١) مناقب آل أبي طالب : ٢ / ٢٨٦.

٢٧٥

الباب الثاني والمائة

في الصدّيقين وأفضلهم عليّ وهو الصدّيق الأكبر

من طريق الخاصّة وفيه ثمانية أحاديث

الأوّل : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رحمه‌الله قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن جعفر بن سلمة الأهوازي عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال : حدّثنا أحمد بن عمران بن محمد بن أبي ليلى الأنصاري قال : حدّثنا الحسن بن عبد الله عن خالد بن عبد الله (١) الأنصاري عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى يرفعه قال : الصدّيقون ثلاثة : حبيب النجّار مؤمن آل ياسين الذي يقول : (يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ) ، وحزقيل مؤمن آل فرعون ، وعليّ ابن أبي طالب وهو أفضلهم (٢).

الثاني : ابن بابويه قال : أخبرني محمد بن علي بن إسماعيل قال : حدّثنا النعماني ابن أبي الدهقان البلدي قال : حدّثنا الحسين بن عبد الرّحمن قال : حدّثنا عبيد الله بن موسى عن محمد بن أبي ليلى قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الصدّيقون ثلاثة : عليّ بن أبي طالب وحبيب النجّار ومؤمن آل فرعون (٣).

الثالث : ابن بابويه قال : حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبد الوهّاب الاصبهاني قال : [حدثنا أحمد ابن الفضل بن المغيرة قال : حدّثنا أبو نصر منصور بن عبد الله بن إبراهيم الأصبهاني قال] ، حدّثنا عليّ بن عبد الله قال : حدّثنا محمد بن هارون قال : حدّثنا محمد بن المغيرة الشهرزوري قال : حدّثنا يحيى بن الحسين المدائني قال : حدّثنا ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ثلاثة لم يكفروا بالوحي طرفة عين : مؤمن آل ياسين وعليّ بن أبي طالب وآسية امرأة فرعون (٤).

الرابع : محمّد بن العبّاس بن ماهيار الثقة في تفسيره عن أحمد بن محمد عن إبراهيم بن إسحاق عن الحسن بن عبد الرّحمن يرفعه إلى عبد الرّحمن بن أبي ليلى قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الصدّيقون

__________________

(١) في المصدر : عيسى.

(٢) أمالي الصدوق ٥٦٣ / مجلس ٧٢ / ح ١٨.

(٣) الخصال ١٨٤ / ح ٢٥٤ / باب الثلاثة.

(٤) الخصال ١٧٤ / ح ٢٣٠ / باب الثلاثة.

٢٧٦

ثلاثة : حبيب النجّار وهو مؤمن آل يس ، وحزقيل مؤمن آل فرعون ، وعلي بن أبي طالب (١).

الخامس : محمد بن العبّاس عن الحسن بن علي المقري بإسناده عن رجاله مرفوعا إلى أبي أيّوب الأنصاري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الصدّيقون ثلاثة : حزقيل مؤمن آل فرعون ، وحبيب صاحب آل يس ، وعلي بن أبي طالب عليه‌السلام وهو أفضل الثلاثة (٢).

السادس : محمد بن العبّاس عن جعفر بن محمد بن مالك عن محمد بن عمر عن عبد الرّحمن ابن سليمان عن إسماعيل بن إبراهيم عن عمرو بن المفضل البصري عن عباد بن صهيب عن جعفر ابن محمد عن أبيه عن آبائه قال : هبط على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ملك له عشرون ألف رأس فوثب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ليقبّل يده فقال له الملك : مهلا يا محمّد فأنت أكرم على الله من أهل السماوات وأهل الأرضين أجمعين ، والملك يقال له محمود فإذا بين منكبيه : مكتوب لا إله إلّا الله ، محمد رسول الله ، عليّ الصدّيق الأكبر فقال له النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : حبيبي محمود منذ كم هذا مكتوب بين منكبيك؟ قال : من قبل أن يخلق الله آدم باثني عشر ألف عام (٣).

السابع : ابن بابويه قال : حدّثنا أبي ومحمّد بن الحسن رحمهما‌الله قالا : حدّثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن موسى بن القاسم البجلي عن جعفر بن محمد بن سماعة عن عبد الله بن مسكان عن الحكم بن الصلت عن أبي جعفر محمد الباقر عليهما‌السلام عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : خذوا بحجزة هذا الأنزع ـ يعني عليّا ـ فإنّه الصدّيق الأكبر وهو الفاروق يفرق بين الحقّ والباطل ، من أحبّه هداه الله ومن أبغضه أبغضه ومن تخلّف عنه محقه الله ، ومنه سبطا أمّتي الحسن والحسين وهما ابناي ، ومن الحسين أئمّة هداة أعطاهم الله علمي وفهمي فتولوهم ولا تتّخذوا وليجة من دونهم فيحلّ عليكم غضب من ربّكم ومن يحلل عليه غضب من ربّه فقد هوى ، وما الحياة الدنيا إلّا متاع الغرور (٤).

الثامن : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن علي رحمه‌الله قال : حدّثنا عمّي محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن ثابت بن أبي صفيّة عن سعيد ابن جبير عن عبد الله بن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : معاشر الناس من أحسن من الله قيلا وأصدق من الله حديثا ، معاشر الناس إنّ ربّكم جلّ جلاله أمرني أن أقيم عليا علما وإماما وخليفة ووصيّا ، وأن اتّخذه أخا ووزيرا. معاشر الناس إنّ عليا باب الهدى بعدي والداعي إلى ربّي وهو

__________________

(١) بحار الأنوار : ٣٥ / ٤١٠ / ح ٤.

(٢) بحار الأنوار : ٢٤ / ٣٨ / ح ١٢.

(٣) بحار الأنوار : ٢٤ / ٣٧ / ح ١٣ مع تفاوت يسير في أسماء المحدثين.

(٤) أمالي الصدوق ٢٨٥ / مجلس ٣٨ / ح ٧.

٢٧٧

صالح المؤمنين ، ومن أحسن قولا ممّن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين. معاشر الناس إنّ عليّا منّي ، ولده ولدي وهو زوج حبيبتي ، أمره أمري ونهيه نهيي. معاشر الناس عليكم بطاعته واجتناب معصيته فإنّ طاعته طاعتي ومعصيته معصيتي. معاشر الناس إنّ عليّا صدّيق هذه الامّة وفاروقها ومحدّثها ، إنّه هارونها ويوشعها وآصفها وشمعونها ، إنّه باب حطّتها وسفينة نجاتها ، إنّه طالوتها وذو قرنيها. معاشر الناس إنّه حجّة الورى والحجّة العظمى والآية الكبرى وإمام الهدى والعروة الوثقى. معاشر الناس [إن عليا مع الحق والحق معه وعلى لسانه. معاشر الناس] إنّ عليّا قسيم النار لا يدخل النار وليّ له ولا ينجو منها عدوّ له ، إنّه قسيم الجنّة لا يدخلها عدوّ له ولا يتزحزح منها وليّ له. معاشر أصحابي قد نصحت لكم وبلغتكم رسالة ربّي ولكن لا تحبّون الناصحين ، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم (١).

__________________

(١) أمالي الصدوق ٨٢ / مجلس ٨ / ح ٤.

٢٧٨

الباب الثالث والمائة

في قلعه الأصنام عن ظهر الكعبة

من طريق العامّة وفيه خمسة أحاديث

الأوّل : ابن المغازلي الشافعي قال : أخبرنا أبو نصر أحمد بن موسى الطحّان إجازة عن القاضي أبو الفرج أحمد بن علي بن جعفر بن المعلى الخيوطي قال : حدّثنا محمد بن الحسن الحساني قال : حدّثنا محمد بن غياث ، حدّثنا هدبة بن خالد ، حدّثنا حماد بن يزيد عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ بن أبي طالب يوم فتح مكّة : أما ترى هذا الصنم بأعلى الكعبة؟ قال : بلى يا رسول الله قال : فأحملك فتناوله قال : بل أنا أحملك يا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال عليه‌السلام : لو أنّ ربيعة ومضر جهدوا أن يحملوا منّي بضعة وأنا حيّ لما قدروا ولكن قف يا علي ، فضرب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يديه إلى ساقي عليّ فوق القرنوس ثمّ اقتلعه من الأرض بيده فرفعه حتّى تبيّن بياض إبطيه ثمّ قال لي : ما ترى يا عليّ؟ قال : أرى أنّ الله عزوجل قد شرّفني بك حتّى أنّي لو أردت أن أمسّ السماء لمسستها ، فقال له : تناول الصنم يا عليّ فتناوله عليّ فرمى به ثمّ خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من تحت عليّ وقد ترك رجليه فسقط إلى الأرض فضحك فقال له : ما أضحك يا عليّ؟ فقال: سقطت من أعلى الكعبة فما أصابني شيء ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : وكيف يصيبك شيء وإنّما حملك محمّد وأنزلك جبرائيل (١).

الثاني : موفّق بن أحمد قال : أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن عليّ بن أحمد العاصمي الخوارزمي ، أخبرنا شيخ القضاة أحمد بن إسماعيل الواعظ (٢) ، أخبرنا والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة القاضي إملاء ، حدّثنا عبد الله بن روح الفرائضي ، حدّثنا شبابة بن سوار ، حدّثنا نعيم بن حكيم حدّثنا أبو مريم عن عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه قال : انطلق بي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى أتى بي إلى الكعبة فقال لي : اجلس إلى جنب الكعبة فصعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله منكبي ثمّ قال لي : انهض ، فنهضت فلمّا رأى ضعفي تحته فقال لي: اجلس فنزل وجلس وقال لي : يا علي اصعد على منكبي فصعدت

__________________

(١) مناقب ابن المغازلي ١٤٢ / ح ٢٤٠.

(٢) في المصدر : اسماعيل بن أحمد.

٢٧٩

على منكبيه ثمّ نهض بي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلمّا نهض بي خيّل لي أن لو شئت نلت افق السماء فصعدت فوق الكعبة وتنحّى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال لي : ألق صنمهم الأكبر صنم قريش وكان من نحاس موتّدا بأوتادا من حديد إلى الأرض فقال لي : عالجه ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إيه إيه جاء الحقّ وزهق الباطل إنّ الباطل كان زهوقا ، فلم أزل أعالجه حتّى استمكنت منه فقال لي : اقذفه فقذفته فتكسّر ونزلت من فوق الكعبة فانطلقت أنا والنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله نسعى وخشينا أن يرانا أحد من قريش أو غيرهم ، قال علي : فما صعدته حتّى الساعة (١).

الثالث : ابن شهرآشوب رواه من طريق العامّة قال : ذكر أبو بكر الشيرازي في نزول القرآن في شأن أمير المؤمنين عليه‌السلام عن قتادة عن ابن المسيّب عن أبي هريرة قال : قال لي جابر بن عبد الله : دخلنا مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله مكّة وفي البيت وحوله ثلاثمائة وستّون صنما فأمر بها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فألقيت كلّها لوجوهها وكان على البيت صنم طويل يقال له هبل فنظر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى علي فقال : يا علي تركب عليّ أو أركب عليك لألقي هبل عن ظهر الكعبة ، قلت : يا رسول الله بل تركبني ، فلمّا جلس على ظهري لم أستطع حمله لثقل الرسالة فقلت : يا رسول الله أركبك ، فضحك ونزل وطأطأ لي ظهره واستويت عليه فو الذي فلق الحبّة وبرأ النسمة لو أردت أن أمسك السماء لمسكتها بيدي فألقيت هبل عن ظهر الكعبة فأنزل الله (وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ ..) (٢).

الرابع : ابن شهرآشوب رواه أيضا من طريق العامّة قال : استنابه يوم الفتح في أمر عظيم فإنّه وقف حتّى صعد على كتفه وتعلّق بسطح الكعبة وصعد وكان يقلع الأصنام بحيث يهتز حيطان البيت ثمّ يرمي بها فتنكسر. رواه أحمد بن حنبل وأبو يحيى الموصلي في مسنديهما وأبو بكر الخطيب في تاريخه والخطيب الخوارزمي في أربعينه ومحمد بن الصّباغ الزعفراني في الفضائل وأبو عبد الله الطبري في الخصائص(٣).

الخامس : كتاب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة بالاسناد عن مجاهد عن ابن عبّاس أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مرّ داخلا إلى الكعبة وإذا هو بإداوة لابن مسعود معلّقة فقال لأمير المؤمنين عليه‌السلام : يا عليّ ايتني بإداوة من تلك الأدوات فأتاه بواحدة فشرب منها وتوضّأ ثمّ نظر إلى ابن مسعود قال له : ما هذه الأخلاق التي أجدها في أدواتك؟ فقال ابن مسعود : فداك أبي وأمّي يا رسول الله ثقل علي الماء بمكّة فأخذت تميرات فمرتهن بأدواتي ليعذب الماء علي ، فقال عليه‌السلام : حلال وماء طهور ثمّ قام

__________________

(١) المناقب ١٢٣ / ح ١٣٩.

(٢) مناقب آل أبي طالب : ١ / ٣٩٨.

(٣) مناقب آل أبي طالب : ١ / ٣٩٨.

٢٨٠