غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٦

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي

غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٦

المؤلف:

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي


المحقق: السيد علي عاشور
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٥٨

سدّها ثمّ قرأ (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) وقال رجل : دع لي كوّة تكون في المسجد فأبى وترك باب علي صلوات الله عليه وآله مفتوحا وكان يدخل ويخرج منه وهو جنب (١).

الثاني والعشرون : الحمويني هذا بإسناده قال الحافظ أبو نعيم ، أخبرنا عمر بن أحمد ، أنبأنا عبد الله بن أبي داود ، أنبأنا يحيى بن حازم العسكري ، أنبأنا بشر بن مهران ، أنبأنا شريك عن عثمان ابن المغيرة عن زيد بن وهب عن عبد الله بن مسعود قال : انتهى إلينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات ليلة ونحن في المسجد وجماعة من الصحابة بعد ما صلّينا العشاء فقال : يا هذه الجماعة قالوا : يا رسول الله قعدنا نتحدّث منّا من يريد الصلاة ومنّا من ينام فقال : إنّ مسجدي لا ينام فيه انصرفوا إلى منازلكم ، ومن أراد الصلاة فليصلّ في منزله راشدا ومن لم يستطع فلينم ، فإنّ صلاة السرّ تضعف على صلاة العلانية قال : فقمنا فتفرّقنا وفينا عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام فقام معنا قال : فأخذ بيد عليّ عليه‌السلام فقال : أمّا أنت فإنّه يحلّ لك في مسجدي ما يحلّ لي ويحرم عليك ما يحرم عليّ ، فقال له حمزة بن عبد المطّلب : يا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنا عمّك فأنا أقرب إليك من عليّ فقال : صدقت يا عمّ إنّه والله ما هو منّي إنّما هو عن اللهعزوجل(٢).

الثالث والعشرون : الحمويني هذا قال : أنبأني السيّد بهاء الدين أبو محمد الحسن بن الشريف مردود بن الحسن بن يحيى الأسود الحسني العلوي التبريزي فيما كتب إليّ منها ، وأخبرني الشيخ ناصر الدين عمر بن محمد بن عبد المنعم بن عمر القواس الدمشقي فيها إجازة قالا ، أخبرنا القاضي جمال الدين المؤيّد بن عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل إجازة ، قال : أخبرنا محمد بن الفضل الصاعدي ، أنبأنا أبو بكر أحمد البيهقي قال ، أخبرنا الشريف أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه‌الله قال : أنبأنا أبو عبد الله محمد بن مسعود بن حمويه النسوي قال : أنبأنا أبو الأحوص العكبري قال : أنبأنا ابن نفيل قال : أنبأنا مسكين قال : أنبأنا شعبة عن ابن بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عبّاس أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أمر بالأبواب كلّها أن تسدّ إلّا باب عليّ (٣).

الرابع والعشرون : الحمويني هذا قال : أنبأني عبد الله بن أحمد عن عبد الرّحمن بن عبد السميع عن شاذان بن جبرئيل قراءة عليه عن محمّد بن عبد العزيز عن محمد بن أحمد بن علي النطنزي قال : أنبأني أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن أبي منصور الصيرفي قال : أنبأني أبو أحمد عبد

__________________

(١) فرائد السمطين : ١ / ٢٠٥ / ب ٤١ / ح ١٦٠.

(٢) فرائد السمطين : ١ / ٢٠٦ / ب ٤١ / ح ١٦١.

(٣) فرائد السمطين : ١ / ٢٠٧ / ب ٤١ / ح ١٦٢.

٢٤١

الواحد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن سلمة قال : أنبأني أبو أحمد بن عبد الله بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم قال أنبأني جدّي إسحاق بن إبراهيم قال : أنبأني أحمد بن منيع قال : أنبأني أبو أحمد الزّهري قال : أنبأني هشام بن سعد عن عمرو بن أسيد عن ابن عمر قال : لقد اعطي عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ثلاثا لئن تكون لي واحدة أحبّ إليّ من حمر النعم : زوّجه فاطمة وولدت منه ، وأعطاه الراية يوم خيبر ، وسدّ أبواب المسجد إلّا باب عليّ (١).

الخامس والعشرون : الحمويني هذا قال : حديث روى سدّ الأبواب نحو ثلاثين رجلا من الصحابة أغربها حديث عبد الله بن عبّاس ، أخبرنا تميم بن عليّ بن أحمد الخطيب قال : أنبأني أبو طاهر عبد الرحيم قال : أنبأني أبو الشيخ قال : أنبأني أبو يعلى قال : أنبأني أبو يحيى الحماني قال : أنبأني أبو عوانة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : سدّوا أبواب المسجد كلّها إلّا باب عليّ (٢).

السادس والعشرون : الحمويني قال : أخبرني الإمام مجد الدين أبو الحسن محمد بن يحيى بن الحسين بن عبد الكريم بقراءتي عليه أو إجازة منه قال : حدّثنا المؤيّد بن محمّد بن علي إجازة قال : أنبأني جدّي لامّي أبي العبّاس محمد بن العبّاس العصاري سماعا عليه قال : أنبأني أبو إسحاق القاضي أبو سعيد بن محمد بن سعيد الفرخزادي سماعا عليه قال : أنبأني أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي قال : أنبأني أبو فنجويه ابن شيبة الحضرمي ، أنبأني يحيى بن حمزة التمّار قال : سمعت عطاء بن مسلم يذكر عن إسماعيل بن اميّة عن جسرة عن أمّ سلمة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ألا إنّ مسجدي حرام على كلّ حائض من النساء وعلى كلّ جنب من الرجال إلّا على محمّد وأهل بيته علي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم (٣).

السابع والعشرون : صاحب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة قال : حدّث عبد الكريم بن روح عن عبّاد بن صهيب عن سعد بن أوس عن يحيى عن شريك بن عبد الله قال : رأيت أمير المؤمنين عليه‌السلام ذات يوم وهو قائم وأصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جلوس وهو يقول لهم : أنشدكم الذي لا أعظم منه أفيكم أخ لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله غيري؟ قالوا : لا ، قال : أنشدكم الله فيكم من آمن بالله ورسوله قبلي؟ فقالوا : لا ، قال : أنشدكم الله أفيكم أحد صلّى القبلتين وبايع البيعتين قبلي؟ قالوا : لا ، قال : فأنشدكم الله أفيكم من له عمّ كعمّي حمزة أسد الله وأسد رسوله وسيّد الشهداء وغسيل الملائكة؟

__________________

(١) فرائد السمطين : ١ / ٢٠٧ / ب ٤١ / ح ١٦٣.

(٢) فرائد السمطين : ١ / ٢٠٨ / ب ٤١ / ح ١٦٤.

(٣) المناقب ٢٩٩ / ح ٢٩٦.

٢٤٢

قالوا : لا ، قال : فأنشدكم الله أفيكم أحد له زوجة تشبه زوجتي سليلة المصطفى وينعة العلى ومريم الكبرى وفاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين ، قالوا : لا ، قال : فأنشدكم الله أفيكم أحد له ولد يشبه ولدي الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنّة ، فقالوا : لا ، فقال : أنشدكم الله أفيكم أحد غمض عينيّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله غيري ، قالوا : لا ، قال : أنشدكم الله هل فيكم أحد أقرب محتدا من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله غيري؟ قالوا : لا.

قال : فأنشدكم الله هل فيكم أحد فدى رسول الله بنفسه ونام على فراشه وبذل مهجته دونه غيري؟ قالوا : لا ، قال : فأنشدكم الله أفيكم أحد جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن شماله غيري؟ قالوا : لا ، قال : فأنشدكم الله هل فيكم أحد أمر الله بمودّته حيث قال : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) غيري؟ قالوا : لا ، قال : فأنشدكم الله هل فيكم من طهّره الله تعالى في كتابه حيث قال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) غيري وأهل بيتي؟ قالوا : لا ، قال : فأنشدكم الله هل فيكم أحد أخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بيده يوم غدير خمّ وقال : من كنت مولاه فعليّ مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاده غيري؟ قالوا : لا ، قال : فأنشدكم الله هل فيكم أحد كان يأخذ ثلاثة أسهم : سهم القرابة وسهم الخاصّة وسهم الهجرة غيري؟ قالوا : لا ، قال : فأنشدكم بالله هل فيكم من أمر الله رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله بفتح بابه حين سدّت الأبواب غيري حتّى قام عمّي وقال : يا رسول الله أمرت بسدّ أبوابنا وفتحت باب عليّ فقال : والله ما أسكنت عليّا ، بل الله أسكنه وأخرجكم؟ فقالوا : صدقت فقال : اللهم أشهد وكفى بك شهيدا.

الثامن والعشرون : موفق بن أحمد بإسناده عن أبي ذرّ في حديث مناشدة أهل الشورى قال لهمعليه‌السلام : أتعلمون أنّ أحدكم كان يدخل المسجد جنبا غيري؟ قالوا : اللهمّ لا (١).

التاسع والعشرون : موفق بن أحمد بإسناده عن أبي ذرّ في حديث المناشدة أيضا قال عليه‌السلام : فأنشدكم الله هل تعلمون أنّ أبواب المسجد سدّها وترك بابي؟ قالوا : اللهم نعم (٢).

__________________

(١) المناقب ٢٩٩ / ح ٢٩٦.

(٢) فرائد السمطين : ٢ / ٢٩ / ب ٦ / ح ٣٦٨.

٢٤٣

صحة وتواتر حديث سد الأبواب

أجمع الحفاظ على صحة حديث سد الأبواب في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب إلا من كان في قلبه بغض له عليه‌السلام من أجل قتل أجداده في بدر وأحد.

وكما علمت مفصلا فقد روي عن أكثر من بضع وعشرين طريقا عن أجلاء الصحابة أكثرها حسان وبعضها صحاح ، وجلّ رواتها ثقاة كما ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني (١).

* وقد صرح السيوطي وغيره بتواتره (٢).

* وقال في القول المسدد : هو حديث مشهور له طرق متعددة كل طريق منها على انفراده لا تقصر عن رتبه الحسن ومجموعها مما يقطع بصحته.

وقال : فهذه الطرق المتظاهرة من روايات الثقات تدل على أن الحديث صحيح دلالة قوية (٣).

وقال : هذه الاحاديث تقوي بعضها بعضا وكل طريق منها صالحة للاحتجاج فضلا عن مجموعها ... وقد اخطأ [ابن الجوزي] في ذلك خطأ شنيعا فانه سلك ردّ الاحاديث الصحيحة بتوهمه المعارضة مع أن الجمع بين القصتين ممكن (٤).

وقال في أجوبته على المصابيح : وقد ورد من طرق كثيرة صحيحة أن النبي لما أمر بسد الأبواب الشارعة في المسجد إلا باب علي ، فشق على بعض الصحابة ، فأجابهم بعذره في ذلك (٥).

* وقال الجويني : وحديث سد الأبواب رواه نحو من ثلاثين رجلا من الصحابة (٦).

* وقال سبط ابن الجوزي : حديث سد الأبواب إلا باب علي اخرجه احمد والترمذي ورجاله ثقاة ويؤيده

__________________

(١) ـ القول المسدد : ١٧ ـ ٢٠ ، وفتح الباري : ٧ / ١٢ ـ ١١ ط. مصر و ٧ / ١٨ ح ٣٦٥٤ ط. دار الكتب العلمية.

(٢) ـ اتحاف ذوي الفضائل : ١٦٧ ح ٢١٣ ، ونظم المتناثر : ٢٠٣ ح ٢٢٩.

(٣) ـ القول المسدد : ١٧ ـ ١٨ ـ ٢١ ط. حيدرآباد سنة ١٣١٩ ه‍ الطبعة الاولى ، و ١٤٠٠ ه‍ الطبعة الثالثة ، وفتح الملك العلي عنه : ٦١.

(٤) ـ وفاء الوفاء : ٢ / ٤٧٦ الباب الرابع الفصل ١٢ ، وفتح الباري : ٧ / ١٢ ط. مصر و ٧ / ١٨ ح ٣٦٥٤ ط. دار الكتب العلمية.

(٥) ـ أجوبة الحافظ ابن حجر العسقلاني عن أحاديث المصابيح المطبوع بذيل مشكاة المصابيح : ٣ / ١٧٩٠.

(٦) ـ فرائد السمطين : ١ / ٢٠٨ ح ١٦٣ باب ٤١ من السمط الاول.

٢٤٤

قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك» ، كما في رواية أبو سعيد الموثقة (١).

ـ وعلى سبيل المثال : رواية زيد ابن ارقم (٢) رجالها رجال الصحيح إلا أبي عبد الله ميمون وقد وثقه غير واحد وصحح له الترمذي حديثا غير هذا (٣) ، وأخرجه الحاكم وصححه (٤).

وكذا رواية ابن عمر (٥) رجالها رجال الصحيح كما رواها الهيثمي عن أحمد وأبو يعلى والسمهودي في الوفاء (٦).

ورواه أحمد ورجاله ثقاة وليس فيه هشام بن سعد (٧).

والرواية الثانية لابن عمر رجالها رجال الصحيح إلا العلاء وهو ثقة وثقه ابن معين وغيره (٨).

وتقدم رواية لابن عمر صححها النسائي وأحمد باسناد حسن (٩).

ورواية عمر صححها الحاكم كما تقدم.

ورواية زيد وابن عباس (١٠) صححهما الحاكم واقرهما الذهبي (١١).

ورواية ابن عباس الاخرى حسنها الكنجي وقال ابن حجر والهيثمي رجاله ثقاة (١٢).

__________________

(١) ـ تذكرة الخواص : ٤٦ الباب الثاني.

(٢) ـ المسند : ٤ / ٣٦٩ ط. م و ٥ / ٤٩٦ ح ١٨٨٠١ ط. ب ، والحاوي للفتاوى : ٢ / ٥٧ رسالة شد الاثواب في سد الأبواب.

(٣) ـ القول المسدد : ١٩ ط. حيدرآباد سنة ١٣١٩ ه‍ الطبعة الاولى ، و ١٤٠٠ ه‍ الطبعة الثالثة ، ووفاء الوفاء : ٢ / ٤٧٤ فقد فصله ، والفوائد المجموعة : ٣٦٦ مناقب علي ح ٥٥ ، مجمع الزوائد : ٩ / ١١٤ ط. مصر ١٣٥٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد : ٩ / ١٤٩ ح ١٤٦٧١ كتاب المناقب.

(٤) ـ الحاوي للفتاوى : ٢ / ٥٧ رسالة شد الاثواب في سد الأبواب.

(٥) ـ المسند : ٢ / ٢٦ ط. م

(٦) ـ مجمع الزوائد : ٩ / ١٢٠ ط. مصر ١٣٥٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد : ٩ / ١٦٠ ح ١٤٦٩٨ كتاب المناقب ، ووفاء الوفاء : ٢ / ٤٧٥.

(٧) ـ الفوائد المجموعة : ٣٦٦ مناقب علي ح ٥٥.

(٨) ـ القول المسدد : ٢٠ ط. حيدرآباد سنة ١٣١٩ ه‍ الطبعة الاولى ، و ١٤٠٠ ه‍ الطبعة الثالثة

(٩) ـ فتح الباري : ٧ / ١١ ـ ١٢ ط. مصر و ٧ / ١٧ ح ٣٦٥٤ ط. دار الكتب العلمية.

(١٠) ـ رواه الطبراني وأحمد والترمذي والنسائي راجع الحاوي للفتاوى : ٢ / ٥٧ رسالة شد الاثواب في سد الأبواب ، وسوف تأتي مصادره.

(١١) ـ المستدرك : ٣ / ١٢٥ ـ ١٣٤ باب مناقب علي ، واسنى المناقب : ٦٩.

(١٢) ـ وفاء الوفاء : ٢ / ٤٧٥ ، والقول المسدد : ١٧ ـ ٢٠ ، وفتح الباري : ٧ / ١٢ ـ ١١ ط. مصر و ٧ / ١٨ ح ٣٦٥٤ ط.

دار الكتب العلمية ، ومجمع الزوائد : ٩ / ١٢٠ ط. مصر ١٣٥٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد : ٩ / ١٥٩ ح ١٤٦٩٦ كتاب المناقب.

٢٤٥

ورواية سعد بن مالك رواها أحمد باسناد حسن (١).

ورواية سعد الاخرى رواها أحمد والنسائي باسناد قوي (٢).

وروايته الثالثة عند الطبراني رجالها ثقات (٣).

ورواية زيد ابن أرقم أخرجها أحمد والحاكم والنسائي ورجالها ثقات (٤).

ورواية ابن عباس أخرجها أحمد والنسائي ورجالهما ثقات (٥).

* أقول : اضافة الى ما تقدم من نصوص وما تقدم مفصلا في المصادر فقد تلقى الحفاظ هذا الحديث بالقبول ورواه من طرق متعددة وأليك نموذج من ذلك :

أخرجه أحمد في مسنده عن سعد ابن مالك وابن عمر وزيد ، والنسائي عن زيد وسعد ابن أبي وقاص وابن عباس وابن عمر بسند صحيح ، وأبو نعيم عن ابن عباس وبريدة الاسلمي وابن مسعود وعلي وسعد ، والخطيب عن جابر ، والحاكم عن زيد ، وضياء الدين في الاحاديث المختارة عن زيد ، والترمذي عن ابن عباس ، والكلاباذي في المعاني عن ابن عباس وابن عمر ، والطبراني عن ابن عباس وسعد وجابر بن سمرة ، والبخاري في التاريخ عن ابن سمرة ، والعقيلي عن أنس ، والبزار عن علي (٦).

الاحتجاجات بحديث سد الأبواب

ومما يؤيد صحة هذا التواتر احتجاج أمير المؤمنين فيه أن في حياة أبي بكر او في الشورى ، وكذا احتجاجات ابن عباس وبعض الصحابة به (٧).

__________________

(١) ـ مجمع الزوائد : ٩ / ١١٥ ط. مصر ١٣٥٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد : ٩ / ١٤٩ ح ١٤٦٧٢ كتاب المناقب

(٢) ـ فتح الباري : ٧ / ١١ ـ ١٢ ط. مصر و ٧ / ١٧ ح ٣٦٥٤ ط. دار الكتب العلمية.

(٣) ـ فتح الباري : ٧ / ١١ ـ ١٢ ط. مصر و ٧ / ١٧ ح ٣٦٥٤ ط. دار الكتب العلمية.

(٤) ـ فتح الباري : ٧ / ١١ ـ ١٢ ط. مصر و ٧ / ١٧ ح ٣٦٥٤ ط. دار الكتب العلمية.

(٥) ـ فتح الباري : ٧ / ١١ ـ ١٢ ط. مصر و ٧ / ١٧ ـ ١٨ ح ٣٦٥٤ ط. دار الكتب العلمية.

(٦) ـ أقول ما ذكرته عن الحفاظ مأخوذا فقط من اللآلي المصنوعة : ١ / ٣٤٦ الى ٣٥١ مناقب الخلفاء الاربعة ، والّا فنفس الحفاظ لهم روايات أخرى من طرق عدة تأتي في تفصيل المصادر في الهوامش.

(٧) ـ مجمع الزوائد : ٩ / ١٢٠ ط. مصر ١٣٥٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد : ٩ / ١٥٩ ح ١٤٦٩٦ كتاب المناقب ، وفضائل الصحابة لاحمد : ٢ / ٦٨٤ ح ١١٦٨ مناقب على ، والمعجم الكبير : ١٢ / ٧٨ ح ١٢٥٩٣ و ١٢٥٩٤ ترجمة ابن عباس ما روي عمرو بن ميمون عنه ، ومستدرك الصحيحين : ٣ / ١٣٢ ـ ١٢٥ وصححه ـ

٢٤٦

ـ قال عليه‌السلام في منزله لابي بكر : «فأنشدك الله أنت الذي أمرك رسول الله بفتح بابه في مسجده عند ما أمر بسد أبواب جميع أهل بيته وأصحابه وأحلّ لك فيه ما أحلّ الله له أم أنا؟».

قال : بل أنت (١).

وتقدم في مطلع النصوص احتجاج علي عليه‌السلام به يوم الشورى ، وأول يوم بويع فيه ، ويأتي احتجاج ابن عمر به.

وقال يوم الشورى : «أفيكم أحد يطهره كتاب الله غيري حين سد رسول الله أبواب المهاجرين جميعا وفتح بابي» (٢). فقالوا : لا.

احتجاج الامام الحسين عليه‌السلام

أخرجه سليم بن قيس من مناشدة الامام الحسين للصحابة والتابعين في مكة المكرّمة قبل خروجه الى كربلاء قال :

«أنشدكم الله هل تعلمون أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله اشترى موضع مسجده ومنازله فابتناه ثم ابتنى عشرة منازل تسعة له وجعل عاشرها في وسطها لأبي ، ثم سد كل باب شارع الى المسجد غير بابه ، فتكلم في ذلك من تكلم فقال : ما أنا سددت أبوابكم وفتحت بابه ولكن الله أمرني» (٣).

* احتجاج عمر ـ وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وابن عساكر عن عمر بن الخطاب قال : لقد اعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال لئن تكون لي خصلة منها أحب إلي من أن أعطي حمر النعم.

__________________

ـ ووافقه الذهبي ، وترجمة علي من تاريخ دمشق : ١ / ٢٠٦ ح ٢٥٠ ـ ٢٥١ و ٣ / ١١٦ ح ١١٤٠ ، ومسند احمد : ١ / ٣٣١ ط. م و ٥٤٥ ط. ب ورجاله رجال الصحيح إلا أبي بلج وهو ثقة فيه لين على ما قال الهيثمي في مجمع الزوائد ، ومناقب الخوارزمي : ١٢٧ ح ١٤٠ الفصل ١٢ ، وخصائص النسائي : ٥٨ ـ ٤٢ ، والاحتجاج : ١ / ٧٨ ـ ١٢٨ والرياض النضرة : ٣ / ١٧٤ ، وكتاب الاربعين للخزاعي : ٦٢ ح ٢٠ ، وأنساب الاشراف : ٢ / ٣٥٥ ، والرياض النضرة : ٣ / ١٧٤ ، ووفاة الزهراء : ٦٧.

(١) ـ الاحتجاج : ١ / ١٢٨ ذيل احتجاجات الامير على أبي بكر ، وعبد الرزاق في المصنف ذكر الحديث الذي جرى بينهما في المنزل ولكنه اختصر المناقب التي عددها الامام على أبي بكر واكتفى بقوله : «ثم ذكر قرابته من رسول الله وحقهم فلم يزل يذكر ذلك حتى بكى أبو بكر» المصنف : ٥ / ٤٧٣ ح ٩٧٧٤ خصومة علي والعباس.

(٢) ـ بناء المقال الفاطمية : ٤١٢ مناشدة علي يوم الشورى.

(٣) ـ كتاب سليم : ٢٠٨.

٢٤٧

قيل : وما هنّ يا أمير المؤمنين؟ قال : تزوجه فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وسكناه المسجد مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يحل له فيه ما يحل له ، [سد الأبواب الّا بابه] والراية [الحربة] يوم خيبر ـ هذا حديث صحيح الاسناد (١).

وكذا رواه القندوزي عن احمد (٢) والجزري عن الحاكم (٣).

* احتجاج ابن عمر

قال : كنا نقول في زمن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : رسول الله خير الناس ثم أبو بكر ثم عمر ، ولقد أوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال لئن تكون لي واحدة منهن أحب الي من حمر النعم : زوّجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ابنته وولدت له ، وسد الأبواب إلّا بابه في المسجد ، واعطائه الراية يوم خيبر» (٤).

فعند عمر وابنه كما أن علي زوج فاطمة الزهراء دون غيره ، فكذلك فتح بابه في المسجد له دون غيره.

* احتجاج سعد : أخرجه الشاشي قال سعد لمروان لما سب عليا : أخبرك بأربع سبق لعلي من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا ينبغي أحد منا ينتحلهن ، دخل علينا رسول الله المسجد ونحن رقود فينا أبو بكر وعمر فجعل يوقضنا رجلا رجلا ويقول : «لا ترقدوا في المسجد ارقدوا في بيوتكم» حتى انتهى الى علي فقال: «يا علي أما أنت فنم فانه يحل لك فيه ما يحل لي» (٥).

واحتج على معاوية به لترك القتال معه (٦).

واحتج به أيضا على الحارث بن مالك (٧).

__________________

(١) ـ مستدرك الصحيحين : ٣ / ١٢٥ كتاب المعرفة ، باب مناقب علي والموافقة لطبعة بيروت ، والمصنف لابن أبي شيبة : ٦ / ٣٧٢ ح ٣٢٠٩٠ كتاب الفضائل ـ فضائل علي وما بين المعقودين منه ، وتاريخ دمشق : ١٨ / ١٣٨ رقم الترجمة ٢١٧٧.

(٢) ـ ينابيع المودة : ١ / ٢١٠ ط. اسلامبول ١٣٠١ ه‍ و ٢٤٨ ط. النجف الباب ٥٦.

(٣) ـ اسمى المناقب : ٦٨ ح ٢٢.

(٤) ـ مسند أحمد : ٢ / ١٠٤ ح ٤٧٨٢ ط. ب و ٢٦ ط. م ، ومسند أبي يعلى : ٩ / ٤٥٣ ح ٥٦٠١ مسند ابن عمر ، وذخائر العقبى : ٧٧ مع حذف المطلع ، واسد الغابة : ٣ / ٢١٤ ترجمة أبي بكر وفضائله ، وترجمة علي من تاريخ دمشق : ١ / ٢٤٣ ح ٢٨٣ ، وفرائد السمطين : ١ / ٢٠٨ الباب ٤١.

(٥) ـ مسند الشاشي : ١ / ١٤٦ ح ٨٢ مسند سعد ـ بقية حديث ابراهيم بن سعد.

(٦) ـ مناقب الكوفي : ١ / ٥٠٨ ح ٤٢٤

(٧) ـ مسند الشاشي : ١ / ١٢٦ ح ٦٣ مسند سعد ـ الحارث بن مالك عن سعد.

٢٤٨

* احتجاج سلمان المحمدي

وذلك يوم السقيفة حيث قال : يا أيها الناس ... ألا إن عليا عنده علم المنايا وعلم الوصايا وفصل الخطاب على منهاج هارون بن عمران ؛ اذ يقول محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «يا علي أنت وليي ووصيي وخليفتي في أهلي بمنزلة هارون من موسى» (١).

* ولأم سلمة احتجاج في الحديث على أبي بكر (٢).

دلالة حديث سد الأبواب

ونحن انما جئنا بحديث سد الأبواب لاثبات نص الافعال الصادرة من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تجاه أمير المؤمنين وحده.

ولكن القوم ومن باب الجني على انفسهم ، افادوا أن حديث سد الأبواب يدل على الخلافة :

قال ابن حبان معللا : إذا المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وسلم حسم عن الناس كلهم اطماعهم في أن يكونوا خلفاء بعده غير أبي بكر بقوله : «سدوا عني كل خوخة في المسجد» (٣).

قال الخطابي وابن بطال : في هذا الحديث اشارة قوية الى استحقاق أبي بكر للخلافة ولا سيما وقد ثبت أن ذلك كان في آخر حياة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٤).

وقال المقريزي : فكان امر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بابقاء خوخة أبي بكر في المسجد مع منع الناس كلهم من ذلك ؛ اشارة ودليل على خلافته بعد رسول الله وان ذلك من رسول الله تنبيها للناس بأن أبو بكر يصير امام المسلمين ويخرج من بيته الى المسجد كما كان رسول الله يخرج ، ذكره ابن بطال (٥).

وقال الحافظ بن رجب الحنبلي : «سدوا هذه الأبواب الشارعة في المسجد الّا باب أبي بكر» وفي هذا اشارة الى أن أبا بكر هو الامام بعده ، فان الامام يحتاج الى سكنى المسجد والاستطراق فيه بخلاف غيره (٦).

وقال الحافظ ابن حجر : وقد ادعى بعضهم أن الباب كناية عن الخلافة (٧) والأمر بالسد كناية عن طلبها ، كأنه

__________________

(١) ـ مناقب الكوفي : ١ / ٤١٤ ح ٣٢٧.

(٢) ـ وفاة الزهراء : ٩٣.

(٣) ـ الاحسان بترتيب صحيح ابن حبان : ٩ / ٥ ذيل ح ٦٨٢١ كتاب المناقب.

(٤) ـ وفاء الوفاء : ٢ / ٤٧٢ الباب ٤ الفصل ١٢.

(٥) ـ النزاع والتخاصم : ٦٩.

(٦) ـ لطائف المعارف : ١٠٧ المجلس الثالث في ذكر وفاة رسول الله.

(٧) ـ لعله يشير الى ابن كثير راجع البداية والنهاية : ٧ / ٣٤٣.

٢٤٩

قال : لا يطلبن احد الخلافة إلا أبا بكر فانه لا حرج عليه في طلبها والى هذا جنح ابن حبان (١).

وقال : وفي ذلك اشارة الى استخلاف أبي بكر لانه يحتاج الى المسجد كثيرا دون غيره (٢).

ثم إن القوم يشيرون بذلك الى احاديث سد الأبواب النازلة في أبي بكر وهي مروية في فضائل أبي بكر في جل كتبهم.

ولذا حاولوا الجمع بين هذه الاحاديث لصحتها جميعا عندهم.

ـ قال الحافظ ابن حجر : ومحصل الجمع أن الأمر بسد الأبواب وقع مرتين ، ففي الاولى استثنى عليا لما ذكره من كون بابه كان الى المسجد ولم يكن له غيره ، وفي الاخرى استثنى أبا بكر.

ولكن لا يتم ذلك إلا بأن يحمل ما في قصة علي على الباب الحقيقي وما في قصة أبي بكر على الباب المجازي ، والمراد به الخوخة كما صرح به في بعض طرقه ، وكانهم لما امروا بسد الأبواب سدوها واحدثوا خوخا يستقربون الدخول الى المسجد منها فامروا بعد ذلك بسدها.

ـ وبها جمع بينهما الطحاوي في مشكل الآثار والكلاباذي في معاني الاخبار (٣).

ـ وقال العيني في العمدة : إن حديث سد الأبواب كان آخر حياة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الوقت الذي أمرهم أن لا يؤمهم الا أبو بكر (٤).

* قولنا في دلالة الحديث : أما على رأي ابن حجر والعسقلاني والطحاوي والكلاباذي ومن وافق قولهم كالسمهودي وغيره القائلين بصحة حديث الأبواب في علي على الحقيقة وفي أبي بكر على المجاز ، فهم عندهم الحديث يدل على خلافة علي عليه‌السلام بالحقيقة وعلى خلافة أبي بكر بالمجاز!.

ذلك أن الخطابي وابن بطال وابن حبان والمقريزي وغيرهم أفادوا دلالة الحديث على الخلافة ودعواها. وهذا جمع بين القولين.

__________________

(١) ـ وفاء الوفاء : ٢ / ٤٧٣.

(٢) ـ القول المسدد : ٢٢ ط. حيدرآباد سنة ١٣١٩ ه‍ الطبعة الاولى ، و ١٤٠٠ ه‍ الطبعة الثالثة.

(٣) ـ وفاء الوفاء : ٢ / ٤٧٦ ـ ٤٧٧ الفصل ١٢ من الباب الرابع عن فتح الباري : ٧ / ١٢ ـ ٢٠ ط. مصر و ٧ / ١٨ ح ٣٦٥٤ ط. دار الكتب العلمية ، والقول المسدد : ١٧ ـ ١٨ ط. حيدرآباد سنة ١٣١٩ ه‍ الطبعة الاولى ، و ١٤٠٠ ه‍ الطبعة الثالثة ، ونزل الابرار للبدخشاني : ٧٥ الباب الاول.

(٤) ـ عمدة القارئ : ٧ / ٥٩٢ عنه الغدير : ٣ / ٢١٥.

٢٥٠

ـ وأما جمع الحافظ ابن حجر والطحاوي والقاضي المالكي والكلاباذي ومن قال بقولهم (١) فيرده امور :

* الأمر الاول : أن النبي في بادئ الأمر لم يامر فقط بسد الأبواب بل امر بسد كل ثقب في المسجد من باب وخوخة او ما ينظر منه او كوة ، بل ومثل ثقب الإبرة كما تقدم في رواية عمر وبن سهل وجابر بن سمرة وبريدة وعلي.

فالروايات مصرحة بهذا المنع فلا معنى للاستثناء ، إلا على القول بمعصية أجلاء الصحابة في أمره ، مع قوله في بعض طرقه : «سدوا قبل أن ينزل العذاب».

خاصة أن القول بتكرار القصة دعوى لا دليل عليها في الروايات سوى تاييد قول البكرية في وضعهم لحديث سد الأبواب إلا باب أبي بكر.

* الأمر الثاني : أن هذا الجمع إن أريد منه أن الرسول سد الأبواب إلا باب علي ، ثم سد الخوخات إلا خوخة ابي بكر فانه ينافي الكثير من الروايات المصرحة ـ والتي منها رواية البخاري في الصحيح ـ بان الرسول استثنى باب أبي بكر لا خوخته ، التي رويت عن أبي سعيد وأيوب بن بشير ومعاوية وأنس وعائشة ويحيى بن سعد وحكيم بن عمير وأبي الحويرث.

وفي المقابل الروايات المعبرة بالخوخة ليست الّا رواية ابن عمر وابن عباس (٢).

هذا بناء على أن المراد من الخوخة الكوة لا الباب كما فهمه القاضي المالكي في أحكامه والكلاباذي في معانيه والطحاوي في المشكل.

* وقال السيوطي : قد ثبت بالأحاديث السابقة وقرر العلماء أن أبا بكر لم يؤذن له في فتح الباب، بل أمر بسد بابه ، وإنما أذن له في خوخة صغيرة وهي المراد من حديث البخاري (٣).

على أنه في ذلك الازمان لم يكن متعارف سوى الأبواب والنوافذ ولا ثالث.

ويشهد له ما تقدم في الاحاديث من طمع الصحابة ببقاء كوة أو مقدار الابرة وما شابهه ، ولا قائل منهم ببقاء الخوخة اما لعدم الفرق بينها وبين الباب ، واما لعدم وجودها أصلا ، فسد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله الأبواب والنوافذ والكوة وما

__________________

(١) ـ راجع الحاوي للفتاوى للسيوطي : ٢ / ٥٩ رسالة شد الاثواب بسد الأبواب.

(٢) ـ يراجع الحاوي للفتاوى للسيوطي : ٢ / ٥٤ ـ ٥٥ ـ ٥٦ ـ ٧٢ رسالة شد الاثواب بسد الأبواب ، واللآلي المصنوعة : ١ / ٣٥٢ مناقب الخلفاء الاربعة.

(٣) ـ الحاوي للفتاوى للسيوطي : ٢ / ٨٠ ذيل رسالة شد الاثواب بسد الأبواب.

٢٥١

شابه ذلك جميعا ، فكيف يصح بعدها أمرهم بسد الخوخات أو النوافذ ، وهل هو الّا تحصيل للحاصل!!

هذا مع أنه منافي لما روي أن الرسول سد كل الخوخات الّا خوخة علي (١).

* وإن أريد منه أن الخوخة شبيه الباب أو نفسه ـ كما هو نص أكثر الروايات كما تقدم ـ ، فهذا ما منع منه رسول الله أولا ، وهو المرور والدخول من الدور الى المسجد والروايات مصرحة بذلك.

فلا معنى للاستثناء مرة أخرى لابي بكر مع عدم وجود المستثنى منه ؛ اذ المفروض أن الصحابة جميعا التزموا بالأمر وسدوا الأبواب والذي منهم أبو بكر كما تقدم التصريح به ، فلا معنى للحديث مع الاستثناء ، نعم لو وضع البكرية الحديث بنحو : «يا أبا بكر افتح بابك المغلق دون الصحابة» لكان له وجه ، لعدم تنافيه مع أحاديث سد الأبواب من الاول ، اذ يقال أنه النبي في اخر عمره فتح باب أبي بكر الذي كان مسدودا ، ولكن يد التزوير كانت ناقصة!!.

نعم يبتلى بأنه يعارض بقاء باب علي مفتوحا مع أن المتفق عليه بقاء بابه مفتوحا بعد وفاة النبي ، اذ النبي لم يستثني من الصحابة ـ في أحاديث فتح باب أبي بكر ـ باب علي.

بل أصل أحاديث الباب في أبي بكر لا تصح لانها لم تستثني باب علي المفتوح.

على أن الهدف من السد هو إلغاء المرور لمن ليس أهلا له لا مجرد اغلاق الأبواب.

نقل المقريزي في كتابه إمتاع الاسماع : «سدوا هذه الأبواب الشوارع الى المسجد الّا باب أبي بكر .. ، فقال عمر دعني يا رسول الله أفتح كوة أنظر أليك تخرج الى الصلاة!.

فقال : لا (٢).

فلاحظ أولا : أن المأمور به سدّ نفس الأبواب لا الكوّة.

وثانيا : من هذا الحديث يعلم أن الرسول لم يأمرهم بسد شيء قبل ذلك لأن عمر كان بابه مفتوح، وكذلك بقية الصحابة.

وهذا دليل على عدم امكان الجمع ، ثم على بطلان أحاديث السد في حق الخليفة الاول ، وأنه من وضع البكرية كما قال ابن أبي الحديد ، أو بخصوصيته لعلي كما قال الجصّاص.

* الأمر الثالث : أن علة سد الأبواب ـ والتي صرح الرسول في كثير من طرقها بان الله هو الذي سد أبوابكم

__________________

(١) ـ لسان العرب : ٣ / ١٤ باب الخاء مادة خوخ ، ونظم درر السمطين : ١٠٨ ط. مطبعة القضاء بمصر عنه احقاق الحق.

(٢) ـ اسماع الامتاع : ١ / ٥٤٥ ـ وفاة الرسول ـ ذيل الكتاب.

٢٥٢

وفتح باب علي او اخرجكم وادخله ـ هي طهارة علي واهل بيته ونجاسة غيره ، كما صرحت بذلك رواية أمير المؤمنين واحتجاجه يوم الشورى ، ورواية ابن زبالة عن رجل من اصحاب الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكذلك رواية أنس وابن عباس والهلالي التي نصّ بها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه دعا الله أن يطهر مسجده بعلي وبذريته من بعده كما فعل موسى عليه‌السلام ، ويأتي أن البزار أخرجه عن علي عليه‌السلام (١).

ـ ويؤيده بل هو نصّ فيه ، ما أخرجه الطبراني عن ابن عباس والبزار عن محمد ابن علي الباقر بسند جيد من التعبير بالخروج من المسجد لا بعنوان سد الأبواب (٢).

وعليه فلا معنى لاستثناء باب او خوخة أبي بكر ، لأن أبي بكر كعمر وعثمان والعباس وحمزة من هذه الناحية ، أعني ناحية عدم الطهارة ، الّا أن يقال أن أبا بكر طهر في اخر حياته! ولو كان لا بدّ من الاستثناء لاستثنى خوخة لعميه.

ويؤيده ما روي عن ابن عباس وغيره كما تقدم أن علي كان يمر بالمسجد وهو جنب.

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «سألت ربي أن يطهر مسجدي بك وبذريتك». أخرجه البزار (٣).

بل هناك كثير من الروايات صرحت بانه لا يحل لغير النبي وعلي الجماع وعرك النساء في المسجد ، كما اخرجها ابن مردويه ، والترمذي وحسنه ، والنووي وقال : حسنه الترمذي لشواهد ، والبيهقي في السنن ، وابن منيع في مسنده عن جابر ، وابن أبي شيبة في مسنده عن أم سلمة ، وأبي يعلى في مسنده والقاضي اسماعيل في أحكام القرآن عن ابن حنطب ، وأبي يعلى في المسند عن أبي سعيد ، وابن عساكر في التاريخ من طرق (٤).

منها : ما أخرجه ابن عساكر وابن أبي شيبة في مسنده عن أمّ سلمة قالت : خرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من بيته حتى انتهى الى صرح المسجد فنادى بأعلى صوته : «انه لا يحل المسجد لجنب ولا لحائض إلا لمحمد وازواجه وعلي وفاطمة بنت محمد ألا هل بيّنت لكم الأسماء أن تضلوا» (٥).

__________________

(١) ـ وفاء الوفاء : ٢ / ٤٧٨ ـ ٤٧٩ ـ الفصل ١٢ من الباب الرابع.

(٢) ـ مجمع الزوائد : ٩ / ١١٥ ط. مصر ١٣٥٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد : ٩ / ١٥١ ح ١٤٦٧٧ ـ ١٤٦٧٨ كتاب المناقب

(٣) ـ مسند البزار : ٢ / ١٤٤ ح ٥٠٦.

(٤) ـ ترجمة علي من تاريخ دمشق : ١ / ٢٩٢ ح ٣٣١ رواه من طرق ، واللآلي المصنوعة : ١ / ٣٥٠ ـ ٣٥٣ مناقب الخلفاء الاربعة ، والفوائد المجموعة : ٣٦٦ ـ ٣٦٧ مناقب علي ح ٥٦ ، ومناقب آل أبي طالب : ٢ / ١٩٤ فصل في الجوار ، والسنن الكبرى : ٢ / ٤٤٢ باب الجنب يمر في المسجد ، وج ٧ / ٦٥ باب دخول المسجد جنبا ، ومسند أبي يعلى : ٢ / ٣١١ ح ١٠٤٢ مسند أبي سعد وبالهامش (أخرجه الترمذي وقال حسن غريب).

(٥) ـ ترجمة علي من تاريخ دمشق : ١ / ٢٩٤ ح ٣٣٣ ، واللآلي المصنوعة : ١ / ٣٥٣ مناقب الخلفاء الاربعة عن ابن ـ

٢٥٣

وأخرجه البيهقي بلفظ : «ألا لا يحل المسجد لجنب وحائض إلّا لرسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين» (١).

وأخرج ابن راهويه في مسنده والبيهقي في السنن عن عائشة : «وجهوا هذه البيوت عن المسجد فاني لا أحل المسجد لحائض وجنب الّا لمحمد وآل محمد» (٢).

وأخرج البزار عن علي قال : أخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيدي فقال : «إن موسى سأل ربه أن يطهّر [يظهر] مسجدي بهارون وأني سألت ربي أن يطهر مسجدي بك وبذريتك».

ثم أرسل الى أبي بكر أن سدّ بابك ، فاسترجع!.

ثم قال سمع وطاعة ، ثم أرسل الى عمر ...» (٣).

واستشهد ابن عباس وعلي كما تقدم بحديث سد الأبواب لحلية دخول المسجد لعلي ولطهارته كما طهر هارون.

وكذا الرواية عن ابن عمر وعلي وأبي رافع المصرحة بذلك (٤).

وتقدم كلام سبط ابن الجوزي في تاييد حديث سد الأبواب برواية حرمة الدخول المسجد لغير علي ، وكذا فعل الحافظ ابن حجر في القول المسدد (٥).

* وأما ما تقدم أن علة فتح باب أبي بكر هي احتياجه كخليفة الى الدخول والخروج للمسجد ؛ فمردودة بما تقدم من أن العلة الطهارة.

على أنه كان لا بدّ من فتح باب لعمر وعثمان لخلافتهما ولو عند توسعة المسجد ، والتي مدتها أطول من

__________________

ـ أبي شيبة.

(١) ـ السنن الكبرى : ٧ / ٦٥ باب دخول المسجد جنبا ، واللآلي المصنوعة : ١ / ٣٥٤ مناقب الخلفاء الاربعة ..

(٢) ـ السنن الكبرى : ٢ / ٤٤٢ باب الجنب يمر في المسجد ، ومسند اسحاق ابن راهويه : ٣ / ١٠٣٢ ح ١٧٨٣ من مسند عائشة.

(٣) ـ وفاء الوفاء : ٢ / ٤٧٧ ، ومجمع الزوائد : ٩ / ١١٥ ط. مصر ١٣٥٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد : ٩ / ١٤٩ ح ١٤٦٧٣ كتاب المناقب عن البزار برقم ٢٥٥٢ ، وكنز العمال : ٦ / ٤٠٨ ط. دكن ١٣١٢ ، ومنتخب الكنز : ٥ / ٥٥. وما بين المعقودين من المجمع.

(٤) ـ مجمع الزوائد : ٩ / ١١٥ ط. مصر ١٣٥٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد : ٩ / ١٤٩ ح ١٤٦٧٢ كتاب المناقب ، وبحار الانوار : ٣٩ / ٣٣ باب ٧٢ ، ومناقب آل أبي طالب : ٢ / ١٩٤ فصل في الجوار.

(٥) ـ القول المسدد : ٢١ ط. حيدرآباد سنة ١٣١٩ ه‍ الطبعة الاولى ، و ١٤٠٠ ه‍ الطبعة الثالثة

٢٥٤

خلافة الاول فالحاجة أكثر.

بل حتى في خلافته كان دخول عمر للمسجد أكثر ، وقد تقدم قول البعض لابي بكر : «أنت الخليفة أم هو؟!.

فقال أبو بكر : بل هو ولو شاء كان».

قال البوصيري بعد الحديث : رجاله ثقات (١).

هذا مضافا الى أن العلماء صرحوا أن المعيار في فتح باب أبي بكر هو اجازة النبي ، قال السيوطي: لو بقيت دار أبي بكر واتفق هدمها واعادتها أعيدت بتلك الخوخة كما كانت بلا مرية ، فلا تجوز الزيادة فيها بالتوسعة ولا جعلها في موضع أخر من المسجد ؛ اقتصارا على ما ورد الاذن من الشارع الواقف فيه(٢).

* الأمر الرابع : ما ورد من بعض الطرق المتقدمة أن النبي سد كل خوخة الّا خوخة علي عليه‌السلام وهو لا يدع للجمع مجال.

وفي بعضها مصرح بان النبي امر بسد باب أبي بكر بالاسم لا خوخته ، كما تقدم في رواية أمير المؤمنين وكذا رواية ابن زبالة (٣).

* الأمر الخامس : ما تقدم في احتجاج علي وبعض الصحابة بالحديث وانه لم يفتح غير بابه مع سد كل الأبواب ، ولم يعترض أحد عليه وأن أبا بكر كان له بابا كما كان لك.

والتي منها على نفس أبي بكر ، فلو صحة أحاديث أبي بكر لقال له : فتح النبي بابي كما فتح بابك؟! * الأمر السادس : أنه على رأي ابن حبان والخطابي وابن بطال القائلين بدلالة الحديث على الخلافة يستحيل الجمع إلّا على القول بتعدد الخليفة!.

* الأمر السابع : أن بعض الروايات التي تقول أن العباس او حمزة اعترضا على رسول الله في ذلك نحو ما روى عن الهلالي : «يا رسول الله اخرجت عمك واسكنت ابن عمك» (٤) ، فكان الاولى من العباس الاعتراض على ترك باب أبي بكر لا الاعتراض على باب علي المطهر بآية التطهير والذي بيته في المسجد.

وان كان بعد استشهاد حمزة لاعترض العباس.

__________________

(١) ـ شرح النهج : ٣ / ١٠٨ ط. مصر الاولى ، والدر المنثور : ٣ / ٢٥٢ ذيل قوله «انما الصدقات للفقراء) من سورة التوبة ، وكنز العمال : ٢ / ١٨٩ ط. دكن ١٣١٢ ، والمطالب العالية : ٢ / ٢١٩ ح ٢٠٧٣ باب الوزراء ورد الوزير امر الامير ، ويراجع هامش المطالب العالية أيضا.

(٢) ـ الحاوي للفتاوى للسيوطي : ٢ / ٨٠ ذيل رسالة شد الاثواب بسد الأبواب.

(٣) ـ وفاء الوفاء : ٢ / ٤٧٧.

(٤) ـ وفاء الوفاء : ٢ / ٤٧٧.

٢٥٥

ومن ذلك يعلم بطلان اصل حديث سد الأبواب إلّا باب أبو بكر كما صرح بذلك ابن أبي الحديد قال : إن سد الأبواب كان لعلي فقلّبته البكرية الى أبي بكر (١).

* الأمر الثامن : قال الجصّاص : فاخبر في هذا الحديث بحظر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم الاجتياز كما حظر عليهم القعود ، وما ذكر من خصوصية علي رضي الله عنه صحيح ... وانما كانت الخصوصية فيه لعلي دون غيره ... فثبت بذلك أن سائر الناس ممنوعون من دخول المسجد مجتازين وغير مجتازين (٢).

* الأمر التاسع : أنه من المسلم به وجود عمر وأبي بكر في جيش اسامة وذلك قبيل وفاة النبي الاعظم وهذا بنفسه خير دليل على :

١ ـ بطلان أصل حديث سد الأبواب في أبي بكر لانه لم يكن حاضرا عند وفاة النبي : أما قبل الوفاة بايام فالمفروض أنه في جيش اسامة والنبي لعن من تخلف عنه.

وأما قبيل الوفاة فتقدم أنه كان في منزله بالسنخ.

٢ ـ ولو سلم فلا يدل على الخلافة لأن النبي الاعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يعلم بوفاته فكيف يعقل ابعاده عن الخلافة ، ثم سد بابه الدال على الخلافة بزعمهم!؟.

مصادر حديث سد الأبواب

مناقب كوفي : ١ / ٤٧٢ عن سعد ، ونزل الابرار : ٥٠ ـ ٧١ الى ٧٣ عن عمرو بن ميمون وزيد وسعد وابن عمر الباب الاول ، وجواهر المطالب : ١ / ١٨٥ باب ٢٧ عن ابن عباس وزيد وابن عمر وعمر ، والمعجم الاوسط : ٤ / ٥٥٣ ح ٣٩٤٢ عن سعد ، وكتاب الاربعين للخزاعي : ٣٥ ح ٤ و ٦٢ عن ابن عباس وجابر ، ومجمع الزوائد : ٩ / ١١١ و ١١٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد ٩ / ١٤٨ الى ١٥١ و ١٦٠ ح ١٤٦٧١ وما بعده و ١٤٦٩٩ عن زيد بن أرقم وعبد الله الكناني وسعد بن مالك وعلي وابن عمر وجابر بن سمرة وابن عباس والصادق وعمر ، وفضائل الصحابة : ٢ / ٥٦٧ ح ٩٥٥ عن ابن عمر و ٥٨١ ح ٩٨٥ عن زيد ، والفردوس : ٢ / ٣٠٩ ح ٣٣٩٦ عن ابن عباس ، ومسند الشاشي : ١ / ١٢٦ ـ ١٤٦ ح ٦٣ ـ ٨٢ عن سعد ، ومسند أبي يعلى : ٩ / ٤٥٣ ح ٥٦٠١ ابن عمر ، ومسند شمس الاخبار : ١ / ٩٨ عن جابر والبراء ، ومسند البزار : ٤ / ٣٦ ح ١١٩٧ سعد. و ٣ / ٣٦٨ ح ١١٦٩ علي.

__________________

(١) ـ شرح النهج : ١١ / ٤٩ شرح الخطبة ٢٠٣.

(٢) ـ احكام القرآن : ٢ / ٢٤٨ عنه الغدير : ٣ / ٢١٢.

٢٥٦

و ٢ / ٣١٨ ـ ١٤٤ ح ٥٠٦ و ٧٥٠ علي ، وحلية الاولياء : ٤ / ١٥٣ ، والمقصد العلي : ٣ / ١٨٤ ح ١٣٢٧ عن سعد وابن عمر وعمر ، وتاريخ اصبهان : ٢ / ١٨١ رقم ١٤١٢ ، وتاريخ اصبهان : ١ / ٣٢٨ ، وتاريخ بغداد : ٢ / ٣٨٨ و ٣٨٩ سعد و ٧ / ٢١٤ ، والتاريخ الكبير : ١ / ٤٠٨ ح ١٣٠٤ عن أمّ سلمة وعائشة ، ولطائف المعارف : ١٠٧ والقول المسدد : ٥ ـ ١٧ ـ ٢١ ، وأمالي الشجري : ١ / ٤٢ عن علي ١٨ ـ ٢٢ وجابر ح ٢ ، ومشكاة المصابيح : ٣ / ١٧٢٣ ح ١٦٠٩٦ عن ابن عباس.

ونظم المتناثر من الحديث المتواتر : ٢٠٣ ح ٢٢٩ ، ومسند أبي يعلى : ٢ / ٦١ ح ٧٠٣ عن سعد بن أبي وقاص ، وتذكرة الخواص : ٤٦ الباب الثاني عن زيد وابن عباس وسعد بن أبي وقاص وابن عمر وجابر ، والمعجم الاوسط : ٢ / ٩٨ ح ١١٨٨ عن ابن عمر ، مناقب ابن المغازلي : ١٦٧ الى ١٧٠ ط. بيروت وط. طهران : ١١٧ ـ ٢٥٣ الى ٢٥٥ ـ ٢٦٠ ح ٣٠٣ الى ٣٠٩ ـ ١١٥ عن حذيفة وسعد بن أبي وقاص والبراء بن عازب وابن عباس ونافع ومولى ابن عمر ، ومناقب الخوارزمي : ٣٠١ ـ ٣١٥ ـ ٣٢٧ الفصل التاسع عشر و ١٢٧ الفصل ١٢ ح ١٤٠ عن ابن عباس وابو ذر عن علي وواثلة عنه وزيد ، ومنتخب كنز العمال : ٥ / ٢٩ ـ ٣٩ ـ ٥٥.

وكنوز الحقائق : ٤٣٣ ، والصواعق المحرقة : ١٩١ ، وذخائر العقبى : ٧٦ ـ ٧٧ عن زيد وابن عمر وعمر ، وخصائص النسائي : ٥٥ ـ ٥٨ ح ٣٧ عن زيد و ٤٩ عن سعد و ٤٠ عن ابن عباس ، وكفاية الطالب : ٢٠٠ ـ ٢٠٣ ـ ٢٨٦ ـ ٢٤٣ الباب ٥٠ ـ ٧٠ عن جابر وابن عباس وزيد وسعد ، ووفاء الوفاء : ٢ / ٤٧٤ الى ٤٧٩ الباب الرابع الفصل الحادي عشر عن سعد وابن عباس وزيد وابن عمر وجابر بن سمرة ومسلم الهلالي عن اخيه وعلي وسعد وبن مالك ، ومستدرك الصحيحين : ٣ / ١٢٥ ـ ١١٦ عن عمرو سعد بن مالك باب مناقب علي ، واسد الغابة : ٣ / ٢١٤ عن ابن عمر ـ ترجمة أبي بكر ـ فضائله ، وينابيع المودة : ١ / ٢١٠ ط. اسلامبول ١٣٠١ ه‍ و ٢٤٨ ط. النجف باب ٦ عن عمر وزيد ٩٩ من طرق الباب ١٧.

والحاوي للفتاوى : ٢ / ٥٧ ـ ٥٨ رسالة شد الاثواب في سد الأبواب عن زيد بن أرقم وسعد بن أبي وقاص وابن عباس وعلي وجابر بن سمرة وابن عمر.

والقول المسدد : ١٧ ـ ٣٢ عن زيد ابن ارقم ومحمد بن جعفر ، وابن عباس ، ويحي بن اسماعيل، ومصعب ابن سعد عن أبيه ، وجابر بن سمرة ، وابن عمر ، وأبي سعيد ، والمطلب ابن حنطب ، وعلي ، وترجمة علي من تاريخ دمشق : ١ / ٢٠٤ ح ٢٥٠ عن ابن عباس و ٢٣٥ ح ٢٧٨ عن سعد و ٢٤٤ ح ٢٨٣ عن ابن عمر و ٢٧٥ الى ٢٩٦ ح ٣٢٣ وما بعده عن ابن عباس وزيد والبراء وسعد وابن عمر وجابر وابي سعيد وأمّ سلمة وابي رافع.

٢٥٧

وكنز العمال : ١٣ / ١٧٥ ح ٣٦٥٢١ عن علي و ١١٠ ح ٣٦٣٥٩ عن ابن عمر و ١٣٧ ح ٣٦٤٣٢ عن جابر و ١١ / ٦١٨ ح ٣٣٠٠٤ عن زيد و ٥ / ٧٢٣ و ٧٢٦ ح ١٤٢٤٢ ـ ١٤٢٤٣ خلافة عثمان.

والمعجم الكبير : ١٢ / ٧٨ ـ ١١٤ ح ١٢٥٩٤ ـ ١٢٧٢٢ ترجمة ابن عباس ما روى عنه عمرو بن ميمون و ٢ / ٢٤٦ ترجمة جابر بن سمرة ما روى ناصح عن سماك عنه ح ٢٠٣١ ، وصحيح الترمذي : ٥ / ٦٤١ ط. دار الحديث و ٢ / ٣٠١ ط. بولاق ١٢٩٢ و ١٣ / ١٧٣ ط. الصاوي بمصر عن ابن عباس ، والمسند : ٢ / ٢٦ ط. م و ١ / ٣٣١ ـ ١٧٥ ط. م عن ابن عباس وسعد بن مالك و ١ / ٢٨٥ ـ ٥٤٥ ط. ب و ٤ / ٣٦٩ ط. م و ٥ / ٤٩٦ ح ١٨٨٠١ عن زيد بن أرقم ، وارشاد القلوب : ٢ / ٢٦٠ عن أبي ذر عن علي ، وأمالي الصدوق : ٢٧٣ المجلس ٥٤ ح ٤ ـ ٨ عن زيد وابن عباس وعلي وابي عمران والرضا عن آبائه.

وترجمة علي من تاريخ دمشق : ٣ / ١١٦ ـ ١١٩ عن واثلة عن علي.

والطرائف : ١ / ٦٠ ، وكشف الحق : ٣٩٣ ، والعمدة : ٨٦ ـ ١٧٥ ـ ١٧٧ ، والفضائل الخمسة : ١ / ٢٧٨ و ٢ / ١٦٧ من طرق.

واللآلي المصنوعة للسيوطي : ١ / ١٨٢ الطبعة الاولى ـ بولاق ـ عن جسرة بنت دجاجة عن عائشة ، و ١٨١ عن المطلب بن عبد الله بن حنطب وعن انس بن مالك وعن عبد الله بن مسعود وعن الملائي عن علي.

وشرف النبي للكازروني : ٧٤ عنه احقاق الحق : ٥ / ٥٨٠ عن عدي بن ثابت ، والغدير للاميني : ٣ / ٢٠٢ الى ٢١٤ من طرق ، واسمى المناقب : ٦٩ عن عمر ، والمستدرك : ٣ / ١١٧ مناقب الامير عن سعد بن مالك. و ١٢٥ عن زيد و ١٣٤ عن ابن عباس ، وفرائد السمطين : ١ / ٢٠٥ ـ ٢٠٧ باب ٤١ عن بريدة وابن عباس وابن عمر.

٢٥٨

الباب المائة

في سدّ الأبواب من المسجد إلّا باب عليّ عليه‌السلام

من طريق الخاصّة وفيه خمسة عشر حديثا

الأوّل : ابن بابويه في أماليه قال : حدّثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي رحمه‌الله قال : حدّثنا أحمد بن موسى قال : حدّثنا خلف بن سالم قال : حدّثنا غندر قال : حدّثنا عوف عن ميمون أبي عبد الله عن زيد بن أرقم قال : كان لنفر من أصحاب رسول الله أبواب شارعة في المسجد فقال يوما : سدّوا هذه الأبواب إلّا باب عليّ ، فتكلّم الناس في ذلك فقام رسول الله فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : أمّا بعد فانّي امرت بسدّ هذه الأبواب غير باب عليّ فقال فيه قائلكم ، وإنّي والله ما سددت شيئا ولا فتحته ولكنّي امرت بشيء فاتبعته (١).

الثاني : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن معمر البغدادي قال : حدّثني الحسن بن عبد الله بن [محمد بن] علي التميمي قال : حدّثني أبي قال : حدثني سيّدي عليّ بن موسى بن جعفر عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن عليّ عن أبيه عليّ بن الحسين عن أبيه الحسين عن أبيه عليّ عليهم‌السلام قال : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله لا يحلّ لأحد أن يجنب في هذا المسجد إلّا أنا وعليّ وفاطمة والحسن والحسين ، ومن كان من أهلي فإنّهم منّي (٢).

الثالث : ابن بابويه بهذا الإسناد عن عليّ عليه‌السلام قال : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : سدّوا الأبواب الشارعة في المسجد إلّا باب عليّ (٣).

الرابع : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن أحمد بن إسحاق الدينوري قال : حدثنا أبو عبد الرّحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي بمصر قال : أخبرني محمد بن وهب قال : حدّثنا مسكين بن بكير قال : حدّثنا شعبة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عبّاس قال : أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بسدّ أبواب المسجد فسدّت إلّا باب عليّ عليه‌السلام (٤).

الخامس : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن إسحاق الدينوري قال : حدّثني محمد بن

__________________

(١) أمالي الصدوق ٤١٣ / مجلس ٥٤ / ح ٤.

(٢) أمالي الصدوق ٤١٣ / مجلس ٥٤ / ح ٥.

(٣) أمالي الصدوق ٤١٣ / مجلس ٥٤ / ح ٦.

(٤) أمالي الصدوق ٤١٤ / مجلس ٥٤ / ح ٧.

٢٥٩

سليمان الباغندي قال : حدّثنا محمد بن عمرو قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر قال : حدّثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق عن العلاء عن ابن عمر أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : سدّوا الأبواب إلى المسجد إلّا باب عليّ (١).

السادس : الشيخ الطوسي في أماليه عن الفحام قال : حدّثني عمّي قال : حدّثني الحسن بن عليّ ابن المتوكّل قال : حدّثنا عفان بن مسلم قال : حدّثنا حماد بن سلمة عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عمر قال : سألني عمر بن الخطّاب فقال لي : يا بنيّ من أخير الناس بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ قال : قلت له : من أحلّ الله له ما حرّم على الناس وحرّم عليه ما أحلّ للناس فقال : والله لقد قلت فصدقت ، حرّم على عليّ بن أبي طالب الصدقة وأحلّت للناس ، وحرّم عليهم أن يدخلوا المسجد وهم جنب وأحلّ له وغلّقت الأبواب وسدّت ولم يغلق لعليّ باب ولم يسدّ (٢).

السابع : ابن بابويه قال : حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدّب وجعفر بن محمد بن مسرور قالا : حدّثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن الريان بن الصلت قال : حضر الرضا عليه‌السلام مجلس المأمون بمرو وقد اجتمع الناس في مجلسه جماعة من [علماء] أهل العراق وخراسان فقال المأمون : أخبروني عن معنى هذه الآية (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) فقالت العلماء : أراد الله بذلك الامّة كلّها فقال المأمون : ما تقول يا أبا الحسن؟ فقال الرضا عليه‌السلام : لا أقول كما قالوا ولكنّي أقول : أراد الله عزوجل بذلك العترة الطاهرة فقال : المأمون : وكيف عنى العترة من دون الامّة؟ فقال الرضا عليه‌السلام : لأنّه لو أراد الامّة لكانت بأجمعها في الجنّة لقول الله تعالى : (فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) ثمّ جمعهم كلّهم في الجنّة فقال (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ) الآية فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم ، فقال المأمون : من العترة الطاهرة؟ قال الرضا عليه‌السلام : الذين وصفهم الله تعالى في كتابه فقال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) وهم الذين قال رسول الله : إنّي مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ألا وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما.

أيّها الناس لا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم. قالت العلماء : أخبرنا يا أبا الحسن عن العترة أهم الآل أم غير الآل؟ فقال الرضا عليه‌السلام : هم الآل ، فقالت العلماء : فهذا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يؤثر عنه أنّه قال : أمّتي آلي وهؤلاء أصحابه تقول بالخبر المستفاض الذي لا يمكن دفعه : آل محمّد أمّته فقال أبو

__________________

(١) أمالي الصدوق ٤١٤ / مجلس ٥٤ / ح ٨.

(٢) أمالي الطوسي ٢٩١ / مجلس ١١ / ح ١٢.

٢٦٠