غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٦

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي

غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٦

المؤلف:

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي


المحقق: السيد علي عاشور
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٥٨

أبو النجيب سعد بن عبد الله بن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي ـ فيما كتب إليّ من همدان ـ أخبرنا الحافظ أبو عليّ بن الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد بأصبهان ـ فيما اذن لي في الرواية عنه ـ أخبرني الشيخ الأديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة : أخبرني الإمام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني حدّثني الإمام شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبيد الله الهمداني.

الرابع : وأخبرنا بهذا الحديث عاليا الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الأصبهاني في كتابه إليّ من أصبهان في سنة ثمان وثمانين وأربعمائة عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه ، حدّثني سليمان بن أحمد بن عليّ بن سعيد الرازي حدثني محمد بن حميد ، حدّثني زافر بن سليمان بن الحارث بن محمد بن أبي الطفيل عامر بن واثلة في حديث احتجاج أمير المؤمنين عليه‌السلام على أهل الشورى من مناقبه وفضائله وهم يصدّقونه فيما ذكر ، فكان فيما قال : أمنكم أحد ردّت عليه الشمس بعد غروبها حتّى صلّى صلاة العصر غيري؟

قالوا : لا (١).

الخامس : موفق بن أحمد أيضا قال : أخبرني جمال الدين أبو ذر أحمد بن محمد أخبرني والدي قاضي القضاة شهاب الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عليّ بن بندار أخبرنا والدي الإمام أبو ذر أحمد بن عليّ بن بندار أخبرنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن مالك المالكي القصّار ، حدّثنا أبو بكر محمد بن عليّ الآملي الأصبهاني حدّثنا أبو القاسم هشام بن محمد بن قرة الرعيني بمصر حدّثنا الإمام أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلمة بن سلامة الازدي المعروف بالطّحاوي أخبرنا أبو أميّة حدّثنا عبيد الله بن موسى العبيسي ، حدّثنا الفضيل بن مرزوق عن إبراهيم بن الحسن بن فاطمة بنت الحسين عن أسماء بنت عميس قالت : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوحى إليه ورأسه في حجر عليّ فلم يصل العصر حتّى غربت الشمس ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : صلّيت يا عليّ؟

فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهمّ إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليهم الشمس ، قالت أسماء فرأيتها وقد غربت ثمّ رأيتها وقد طلعت بعد ما غربت (٢).

السادس : الموفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أبي جعفر الطحاوي هذا أخبرنا عليّ بن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة حدّثنا أحمد بن صالح حدّثنا ابن أبي فديك أخبرني محمد بن موسى عن عون بن محمد عن أمه أم جعفر عن أسماء بنت عميس : أن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله صلّى الظهر

__________________

(١) المناقب : ٣١٣ / ح ٣١٤.

(٢) المناقب : ٣٠٦ / ح ٣٠١.

٢٠١

بالصهباء ثمّ أرسل عليّا في حاجة فرجع وقد صلّى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله العصر ، فلمّا عاد ولم يلحق الصلاة فوضع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله رأسه في حجر عليّ فلم يتحرك عليّ حتّى غابت الشمس ، فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليّ صليت العصر؟

قال : لا ، قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهمّ إنّ عبدك عليّا أحتسب بنفسه على نبيك فردّ عليه شرفها فقالت أسماء : فطلعت الشمس حتّى وقفت على الجبال وعلى الأرض ، ثمّ قام عليّ فتوضأ ثمّ صلّى العصر ، ثمّ غابت الشمس ، وذلك بصهباء في غزاة خيبر (١).

السابع : موفق بن أحمد قال : ذكر الإمام محمد بن أحمد بن عليّ بن الحسن بن شاذان حدّثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف بن بابويه الأصبهاني بنيسابور عن حامد بن محمد الهروي عن عليّ بن محمد بن عيسى عن محمد بن عكاشة عن محمد بن الحسين عن محمد بن سلمة عن خصيف عن مجاهد قال : قيل لابن عباس : ما تقول في عليّ ـ كرّم الله وجهه ـ فقال : ذكرت والله أحد الثقلين سبق بالشهادتين وصلّى القبلتين وبايع البيعتين وهو أبو السبطين الحسن والحسين ، وردّت عليه الشمس مرّتين من بعد ما غابت عن القبلتين ، وجرّد السيف تارتين وهو صاحب الكرّتين فمثله في الامّة مثل ذي القرنين ذلك مولاي عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام (٢).

الثامن : إبراهيم بن محمد الحمويني ـ من علماء العامّة ـ قال : أنبأني الشيخ شرف الدين أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن أحمد بن محمد بن الحسن بن عساكر بروايته عن أم المؤيد بنت أبي القاسم بن الحسن ـ إجازة ـ قال : أنبأنا أبو القاسم بن طاهر العدل ـ إجازة ـ وأخبرنا الشيخ عبد الحافظ بن بدران بقراءتي عليه بنابلس ، أنبأنا القاضي عبد الصمد بن محمد بن الفضل الأنصاري إجازة ، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الفضل العزاوي قال : أنبأنا الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين أنبأنا الإمام الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله البيّع قال : أنبأنا أبو زكريا القشيري ، أنبأنا أبو عمرو أحمد ابن نصر ، أنبأنا عباد بن يعقوب الرواجني ، أنبأنا عليّ بن هاشم بن البريد عن عبد الرّحمن بن عبد الله بن دينار عن عليّ بن حسن بن حسن بن فاطمة بنت عليّ أمير المؤمنين صلوات الله عليهم عن أسماء بنت عميس : أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان في حجر عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام فكره أن يحرّكه حتّى غابت الشمس ولم يصلّ العصر ، فدعا رسول الله أن يردّ عليه الشمس فاقبلت الشمس لها خوار حتّى ارتفعت على قدر ما كان في وقت العصر ، قال : فصلى ثمّ رجعت (٣).

__________________

(١) المناقب : ٣٠٦ / ح ٣٠٢.

(٢) المناقب : ٣٢٩ / ح ٣٤٩.

(٣) فرائد السمطين : ١ / ١٨٣ / ب ٣٧ / ح ١٤٦.

٢٠٢

الباب الثاني والتسعون

في ردّ الشمس إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام

من طريق الخاصة وفيه سبعة عشر حديثا

الأوّل : الشيخ المفيد في أماليه قال : أخبرني أبو عبد الله محمد بن عمران المرزباني قال : حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عيسى المكي قال : حدّثنا الشيخ الصالح أبو عبد الرّحمن عبد الله بن أحمد (١) بن حنبل قال : أخبرت عن عبد الرّحمن بن شريك عن أبيه قال : حدّثنا عروة بن عبد الله بن قشير الجعفي قال : دخلت على فاطمة عليها‌السلام بنت عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام وهي عجوز كبيرة وفي عنقها خرز وفي يدها مسكتان فقالت : يكره للنساء أن يتشبهن بالرجال ، ثمّ قالت : حدّثتني أسماء بنت عميس قالت : أوحى الله إلى نبيه محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله فتغشّاه الوحي فستره عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام بثوبه حتّى غابت الشمس فلمّا سري عنه عليه‌السلام قال : يا عليّ [ما] صلّيت العصر؟

قال : لا يا رسول الله شغلت عنها بك ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهمّ رد (٢) الشمس إلى عليّ بن أبي طالب ، وقد كانت غابت فرجعت حتّى بلغت [الشمس] حجرتي ونصف المسجد (٣).

الثاني : الشيخ في مجالسه قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال : حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريا العاصمي قال : حدّثنا أحمد بن عبيد الله العدلي قال : حدّثنا الربيع بن يسار قال : حدّثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذر رضي الله عنه في حديث الشورى ومناشدة عليّ عليه‌السلام في مناقبه واحتجاجه عليهم ويعترفون بصحتها ، فكان فيما احتج عليهم قال عليه‌السلام : فهل فيكم أحد ردت عليه الشمس بعد ما غربت أو كادت حتّى صلّى العصر في وقتها غيري؟

قالوا : لا (٤).

الثالث : محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن موسى بن جعفر عن عمرو بن سعيد عن الحسين بن صدقة عن عمّار بن موسى قال : دخلت أنا وأبو عبد الله عليه‌السلام مسجد

__________________

(١) في المصدر : محمد.

(٢) في المصدر : أردد.

(٣) أمالي المفيد : ٩٤ المجلس ١١ ح ٣.

(٤) أمالي الطوسي : ٥٤٨ ح ١١٦٨ المجلس ٢٠ ح ٤.

٢٠٣

الفضيخ فقال : يا عمّار ترى هذه الوهدة (١) قلت : نعم ، قال : كانت امرأة جعفر التي خلّف عليها أمير المؤمنين عليه‌السلام قاعدة في هذا الموضع ومعها ابناها من جعفر فبكت فقال لها ابناها : ما يبكيك يا أمه؟

قالت : بكيت لأمير المؤمنين عليه‌السلام ، فقالا لها : تبكين لأمير المؤمنين عليه‌السلام ولا تبكين لأبينا؟

قالت : ليس هذا هكذا ، ولكن ذكرت حديثا حدّثني به أمير المؤمنين عليه‌السلام في هذا الموضع فأبكاني ، قالا : وما هو؟

قالت : كنت أنا وأمير المؤمنين في هذا المسجد ، فقال : ترين هذه الوهدة.

قلت : نعم ، قال : كنت أنا ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قاعدين فيها إذ وضع رأسه في حجري ثمّ خفق حتّى غط وحضرت صلاة العصر وكرهت أن أحرّك رأسه عن فخذي فأكون قد آذيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى ذهب الوقت وفاتت فانتبه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا عليّ صلّيت؟

قلت : لا ، قال : ولم ذلك؟

قلت : كرهت أن أوذيك ، قال : فقام واستقبل القبلة ومد يديه كلتيهما وقال : اللهمّ ردّ الشمس إلى وقتها حتّى يصلّي عليّ ، فرجعت الشمس إلى وقت العصر حتّى صلّيت العصر ثمّ انقضّت انقضاض الكواكب (٢).

الرابع : السيد المرتضى في «عيون المعجزات» قال : روي أن الشمس ردّت على أمير المؤمنينعليه‌السلام في حياة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بمكة وقد كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله موعوكا فوضع رأسه في حجر أمير المؤمنين عليه‌السلام [وحضر] وقت صلاة العصر فلم يبرح من مكانه وموضعه حتّى استيقظ فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهمّ إن عليّا عليه‌السلام كان في طاعتك فرد عليه الشمس ليصلي العصر ، فردها الله عليه بيضاء [نقيّة] حتّى صلّى ثمّ غربت (٣).

الخامس : صاحب «ثاقب المناقب» قال : ولقد رجعت له الشمس ـ يعني أمير المؤمنين عليه‌السلام ـ في عهد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله نام عشية ورأسه في حجر عليّ ـ صلوات الله عليهما ـ ولم يكن عليّ صلّى العصر وقد دنت المغرب فقال له : يا عليّ أصلّيت العصر؟

قال : لا ، قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهمّ إن عليّا كان في طاعة رسولك فاردد عليه الشمس ، فعادت

__________________

(١) الوهدة : الأرض المنخفضة أو الهوة من الأرض.

(٢) الكافي : ٤ / ٥٦٢ ح ٧ باب إتيان المشاهد وقبور الشهداء.

(٣) عيون المعجزات : ٢ ط. النجف وطبع باسم غير المرتضى : حسين بن عبد الوهاب من معاصريه.

٢٠٤

[الشمس] إلى موضعها وقت العصر (١).

السادس : ابن شهرآشوب في كتاب «المناقب» قال : روت أم سلمة وأسماء بنت عميس وجابر الأنصاري وأبو ذر وابن عباس والخدري وأبو هريرة والصادق عليه‌السلام أن رسول الله صلّى بكراع الغميم فلمّا سلّم نزل عليه الوحي وجاء عليّ عليه‌السلام وهو على تلك الحال فأسنده إلى ظهره فلم يزل بتلك (٢) الحال حتّى غابت الشمس والقرآن ينزل على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فلمّا تم الوحي قال : يا عليّ صليت؟

قال : لا ، وقصّ عليه ، فقال : ادع الله ليردّ علينا (٣) الشمس ، فسأل عليّ (٤) فردت عليه الشمس بيضاء نقية (٥).

السابع : ابن شهرآشوب قال : في رواية الطحاوي أن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : اللهمّ إن عليّا كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد [عليه] الشمس ، فردّت ، فقام عليّ فصلّى ، فلمّا فرغ من صلاته وقعت الشمس وبدت الكواكب (٦).

الثامن : ابن شهرآشوب قال في رواية أبي بكر بن مهرويه قالت أسماء : أما والله لقد سمعنا لها عند غروبها صريرا كصرير المنشار في الخشب ، وقالت : ذلك بالصهباء في غزوة خيبر ، وروي أنه عليه‌السلام صلّى إيماء فلمّا ردّت الشمس أعاد [الصلاة بأمر رسول الله] فأمر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله حسان أن ينشد في (٧) ذلك فأنشأ :

لا يقبل التوبة من تائب

إلّا بحب ابن أبي طالب

أخي رسول الله بل صهره

والصهر لا يعدل بالصاحب

يا قوم من مثل عليّ وقد

ردّت عليه الشمس من غائب (٨)

التاسع : أبو عليّ الطبرسي في كتاب «أعلام الورى» والشيخ المفيد في إرشاده عن أم سلمة وأسماء بنت عميس وجابر بن عبد الله وأبو سعيد الخدري في جماعة من الصحابة أن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله كان ذات يوم في منزله وعليّ بين يديه إذ جاءه جبرائيل يناجيه عن الله عزوجل ، فلمّا تغشّاه الوحي توسّد فخذ أمير المؤمنين عليه‌السلام فلم يرفع رأسه عنه حتّى غابت الشمس [فاضطر أمير

__________________

(١) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٣١٤ ط. دار الفكر ، والثاقب في المناقب : ٢٥٤ ح ٢٢٠ الفصل ٦ ح ٢.

(٢) في المصدر : على تلك.

(٣) في المصدر : عليك.

(٤) في المصدر : فسأل الله.

(٥) مناقب آل أبي طالب : ٢ / ١٤٤.

(٦) مناقب آل أبي طالب : ٢ / ١٤٤.

(٧) في المصدر : وسئل الصاحب أن ينشد.

(٨) المصدر السابق ، وللحديث فيه صلة.

٢٠٥

المؤمنين عليه‌السلام لذلك] (١) وصلّى صلاة العصر جالسا بالإيماء ، فلمّا أفاق النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال له : ادع الله ليرد عليك الشمس ، فإن الله يجيبك لطاعتك الله ورسوله ، فسأل الله عزوجل أمير المؤمنين في ردّ الشمس فردّت عليه حتّى صارت في موضعها من السماء وقت العصر ، فصلّى أمير المؤمنين عليه‌السلام الصلاة في وقتها ثمّ غربت ، قالت أسماء بنت عميس : أما والله لقد سمعنا لها عند غروبها كصرير المنشار في الخشب (٢).

العاشر : ابن بابويه في كتاب الخصال قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدّثنا عبد الرّحمن بن محمد الحسني قال : حدّثنا أبو جعفر محمد بن حفص الخثعمي قال : حدّثنا الحسن بن عبد الواحد قال : حدّثني أحمد بن التغلبي قال : حدّثني محمد بن عبد الحميد قال : حدّثني حفص ابن منصور العطّار ، وقال : حدّثنا أبو سعيد الورّاق عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده صلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث مناشدة عليّ عليه‌السلام أبا بكر لما بايعه الناس قال صلى‌الله‌عليه‌وآله في عدّة خصال له يذكرها له ومناقب يحتج بها عليه ويقول له أبو بكر : بل أنت ، فكان فيما قال له عليه‌السلام : فانشدتك بالله أنت الذي ردّت له الشمس لوقت صلاته فصلّاها ثمّ توارت أم أنا؟

قال : بل أنت (٣).

الحادي عشر : السيد المرتضى في «عيون المعجزات» قال : حدّثنا أبو الحسين أحمد بن الحسين العطّار قال : حدّثنا أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني صاحب كتاب «الكافي» قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم عن الحسن بن محبوب عن الحسن بن رزين القلّاء عن الفضيل بن يسار عن الباقر عن أبيه عن جده الحسين بن عليّ صلوات الله عليهم قال : لما رجع أمير المؤمنين عليه الصلاة من قتال أهل النهروان أخذ على النهروانات وأعمال العراق ولم يكن يومئذ بنيت بغداد ، فلمّا وافى ناحية براثا صلّى بالناس الظهر ورحلوا ودخلوا في أرض بابل وقد وجبت صلاة العصر ، فصاح المسلمون : يا أمير المؤمنينعليه‌السلام هذا وقت العصر قد دخل.

فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : هذه أرض مخسوف بها وقد خسف الله بها ثلاثا وعليه تمام الرابعة ولا يحل لوصي أن يصلّي فيها فمن أراد منكم أن يصلّي فليصل ، فقال المنافقون : نعم هو لا يصلّي ويقتل من يصلّي ، يعنون أهل النهروان ، قال جويرية بن مسهر العبدي : فتبعته في مائة فارس وقلت :

__________________

(١) عن الارشاد.

(٢) اعلام الورى : ١ / ٣٥٠ ، والارشاد : ١ / ٣٤٦.

(٣) الخصال : ٥٥٠ ح ٣٠ احتجاجه على أبي بكر ٤٣ خصلة من أبواب الأربعين.

٢٠٦

والله لا أصلّي أو يصلّي هو ولأقلّدنّه (١) صلاتي اليوم ، قال : وسار أمير المؤمنين صلوات الله عليه إلى أن قطع أرض بابل وتدلّت الشمس للغروب ثمّ غابت واحمرّ الافق قال : فالتفت إليّ أمير المؤمنين عليه‌السلام وقال: يا جويرية هات الماء فقدّمت إليه الأداوة فتوضّأ ثمّ قال : أذّن يا جويرية.

فقلت : يا أمير المؤمنين ما وجب العشاء بعد ، فقال عليه‌السلام : أذّن للعصر ، فقلت في نفسي : أذّن للعصر وقد غربت الشمس ولكن عليّ الطاعة ، فأذّنت فقال لي : أقم ففعلت وإذ أنا في الإقامة إذ تحرّكت شفتاه بكلام كأنّه منطق الخطاطيف لم أفهم ما هو ، فرجعت الشمس بصرير عظيم حتّى وقفت في مركزها من العصر ، فقام عليه‌السلام وكبّر وصلّى وصلّينا وراءه فلمّا فرغ من صلاته وقعت كأنّها سراج في طست وغابت واشتبكت النجوم فالتفت وقال : أذّن أذان العشاء يا ضعيف اليقين (٢).

الثاني عشر : ابن بابويه فيمن لا يحضره فقيه عن أبيه ومحمّد بن الحسن رضي الله عنهما قالا : حدّثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن أحمد بن عبد الله القروي عن الحسين بن المختار القلانسي عن أبي بصير عن عبد الواحد بن المختار الأنصاري وعن أمّ المقدام الثقفية عن جويرية بن مسهر قال : أقبلنا مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب من قتل الخوارج حتّى إذا قطعنا أرض بابل حضرت صلاة العصر ، فنزل أمير المؤمنين عليه‌السلام ونزل الناس فقال علي عليه‌السلام : أيّها الناس إنّ هذه أرض ملعونة قد عذبت في الدّهر ثلاث مرّات ، وفي خبر أنّها مرّتين وهي تتوقّع الثالثة ، وهي إحدى المؤتفكات ، وهي أوّل أرض عبد فيها وثن ، وإنّه لا يحلّ لنبيّ ولا وصيّ نبيّ أن يصلّي فيها فمن أراد منكم أن يصلّي فليصلّ ، فمال الناس عن جنبي الطريق يصلّون فركب هو بغلة رسول الله ومضى.

قال جويرية : فقلت : والله لأتبعنّ أمير المؤمنين عليه‌السلام ولأقلّدنه صلاتي اليوم ، فمضيت خلفه فو الله ما جزنا جسر سورى حتّى غابت الشمس فشككت فالتفت إليّ وقال : يا جويرية أشككت؟

فقلت : نعم يا أمير المؤمنين فنزل عن ناحية فتوضّأ ثمّ قام فنطق بكلام لا أحسنه إلّا كأنّه بالعبراني، ثمّ نادى : الصلاة فنظرت والله إلى الشمس قد خرجت من بين جبلين لها صرير ، فصلّى العصر وصلّيت معه فلمّا فرغنا من صلاتنا عاد الليل كما كان فالتفت إليّ فقال : يا جويرية بن مسهر إنّ اللهعزوجل يقول : (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) وإنّي سألت الله عزوجل باسمه العظيم فردّ عليّ

__________________

(١) في المصدر : لا قلدته.

(٢) عيون المعجزات : ٢ ط. النجف ، ومدينة المعاجز : ١ / ١٩٥.

٢٠٧

الشمس. وروي أنّ جويرية لمّا رأى ذلك قال : وصيّ نبيّ وربّ الكعبة (١).

الثالث عشر : السيّد الرضيّ في الخصائص قال : روى محمّد بن الحسين بن سعيد عن أحمد بن عبد الله عن الحسين بن المختار عن أبي بصير عن عبد الواحد بن المختار الأنصاري عن أبي المقدام الثقفي قال : قال لي جويرية بن مسهر قطعنا مع أمير المؤمنين عليه‌السلام جسر الصّراة في وقت العصر فقال : إنّ هذه أرض معذّبة لا ينبغي لنبيّ ولا وصيّ أن يصلّي فيها فمن أراد منكم أن يصلّي فليصلّ قال : فتفرّق الناس يصلّون يمنة ويسرة وقلت أنا : لأقلدن هذا الرجل ديني ولا اصلّي حتّى يصلّي قال : فسرنا وجعلت الشمس تستقل قال : وجعل يدخلني من ذلك أمر عظيم حتّى وجبت الشمس وقطعت الأرض قال : فقال : يا جويرية أذّن ، فقلت : أذّن وقد غابت الشمس؟ قال : فأذّنت ثمّ قال لي : أقم فأقمت فلمّا قلت قد قامت الصلاة رأيت شفتيه تتحرّكان وسمعت كلاما كأنّه كلام العبرانية قال : فرجعت الشمس حتّى صارت في مثل وقتها في العصر فصلّى ، فلمّا انصرف هوت إلى مكانها واشتبكت النجوم.

وفي حديث آخر عن جويرية بن مسهر أنّه قال : فلمّا انقضت صلاتنا سمعت الشمس وهي تنحط ولها صرير كصرير رحى البزر حتّى غابت وأنارت قال : فقلت : أنا أشهد أنّك وصيّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : يا جويرية أما سمعت الله يقول : (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ)؟

فقلت : بلى ، فقال : إنّي سألت ربّي باسمه العظيم فردّها عليّ (٢).

الرابع عشر : محمد بن العبّاس بن ماهيار الثقة في تفسير القرآن فيما نزل في أهل البيتعليهم‌السلام عن أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن عبد الله بن يحيى عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصير عن أبي المقدام عن جويرية بن مسهر قال : أقبلنا مع أمير المؤمنين بعد قتل الخوارج حتّى إذا صرنا في أرض بابل حضرت صلاة العصر ، فنزل أمير المؤمنين عليه‌السلام فنزلت الناس فقال أمير المؤمنين : أيّها الناس إنّ هذه أرض ملعونة قد عذّبت من الدّهر ثلاث مرّات وهي إحدى المؤتفكات وهي أوّل أرض عبد عليها وثن ، وإنّه لا يحلّ لنبيّ ولا وصيّ نبيّ أن يصلّي بها فأمر الناس فمالوا إلى جنبي الطريق يصلّون وركب بغلة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فمضى عليها ، فقال جويرية : فقلت : والله لأتبعن أمير المؤمنين ولأقلّدنه صلاتي اليوم فمضيت خلفه فو الله ما جزنا جسر سورى حتّى غابت الشمس قال : فسببته أو هممت أن أسبّه قال : فالتفت إليّ وقال : جويرية ،

__________________

(١) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٠٤ / ح ٦١١.

(٢) خصائص الأئمة ٥٧.

٢٠٨

قلت : نعم يا أمير المؤمنين قال : فنزل ناحية فتوضّأ ثمّ قام فنطق الكلام لا أحسبه إلّا بالعبرانية ثمّ نادى بالصلاة فنظرت والله إلى الشمس قد خرجت من بين جبلين لها صرير فصلّى العصر فصلّيت معه ، فلمّا فرغنا من صلاتنا عاد الليل كما كان فالتفت إليّ فقال : يا جويرية إنّ الله تبارك وتعالى يقول : (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) وإنّي سألت الله سبحانه باسمه الأعظم فردّ عليّ الشمس (١).

الخامس عشر : ثاقب المناقب عن داود بن كثير الرّقي عن جويرية بن مسهر قال : لمّا رجعنا من قتال أهل النهروان مررنا ببابل فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : إنّ هذه أرض معذّبة قد عذّبت مرّتين، وقد هلك فيها مائة ألف ومائتان فلا يصلّي فيها نبيّ ولا وصيّ نبيّ فمن أراد منكم فليصلّ العصر، قال جويرية : فقلت والله لأقلّدنّ الليلة ديني وأمانتي قال : فسرنا إلى أن غابت الشمس واشتبكت النجوم ودخل وقت العشاء الآخرة ، فلمّا خرجنا من أرض بابل نزل صلوات الله عليه عن البغلة ثمّ نفض التراب عن حوافرها ثمّ قال لي : يا جويرية انفض التراب عن حوافر دابّتك قال : ففعلت ، ثمّ قال لي : يا جويرية أذّن للعصر قال : فقلت : ثكلتك أمّك يا جويرية ذهب النهار وهذا الليل ، وأذّنت للعصر فرجعت الشمس فسمعت لها صريرا كصرير البكرة حتّى عادت إلى موضعها للعصر بيضاء نقيّة قال : فصلّى أمير المؤمنين صلوات الله عليه ثمّ قال : أذّن للمغرب يا جويرية فأذّنت فرأيت الشمس راجعة كالفرس الجواد ثمّ صلّيت المغرب ثمّ قال : أذّن للعشاء الآخرة ثمّ قلت : وصيّ محمّد وربّ الكعبة ثلاث مرّات ، لقد ضلّ وهلك وكفر من خالفك (٢).

السادس عشر : أبو علي الطبرسي في كتاب اعلام الورى ، والمفيد في إرشاده رويا أنّه لما أراد أن يعبر الفرات ببابل اشتغل كثير من الصحابة بتعبير دوابّهم ورحالهم وصلّى عليه‌السلام بنفسه في طائفة معه العصر، فلم يفرغ الناس من عبورهم حتّى غربت الشمس ففاتت الصلاة كثيرا منهم وفات الجمهور فضل الاجتماع معه فتكلّموا في ذلك ، فلمّا سمع كلامهم فيه سأل الله تعالى عزّ اسمه ردّ الشمس عليه لتجتمع كافّة الصحابة على صلاة العصر في وقتها ، فأجابه الله تعالى إلى ردّها عليه وكانت في الأفق على الحال التي تكون عليها وقت العصر ، فلمّا سلّم بالقوم غابت ، فسمع لها وجيب شديد هال الناس ذلك وأكثروا من التسبيح والتهليل والاستغفار ، والحمد لله على نعمته التي ظهرت فيهم وسار خبر ذلك في الآفاق وانتشر ذكره في الناس (٣).

__________________

(١) نقله عنه المجلسي في البحار : ٣٣ / ٤٤٠ / ح ٦٤٧.

(٢) الثاقب في المناقب ٢٥٣ / فصل ٦ / ح ١.

(٣) الإرشاد : ١ / ٣٤٦. إعلام الورى : ١ / ٣٥١.

٢٠٩

السابع عشر : ابن شهرآشوب في كتاب المناقب عن كتاب ابن بابويه وأبي القاسم البستي والقاضي أبي عمرو بن أحمد عن جابر وأنس أنّ جماعة نقصوا عليّا عليه‌السلام عند عمر فقال سلمان : أو ما تذكر يا عمر اليوم الذي كنت وأبو بكر وأنا وأبو ذرّ عند رسول الله وبسط لنا شملة وأجلس كلّ واحد منّا على طرف وأخذ بيد عليّ وأجلسه وسطها ثمّ قال : قم يا أبا بكر وسلّم على عليّ بالإمامة وخلافة المسلمين وهكذا كلّ واحد منّا ثم قال : يا عليّ سلّم على هذا النور ـ يعني الشمس ـ فقال أمير المؤمنين: أيتها الآية المشرقة السلام عليك فأجابت القرصة وارتعدت وقالت : وعليك السلام يا وليّ الله ووصيّ رسوله (١).

وسيأتي الحديث به بتمامه إن شاء الله تعالى في الباب السادس والتسعين من باب تكليم الشمس عليّا عليه‌السلام والسلام عليه من طريق الخاصّة وهو الحديث الرابع.

__________________

(١) مناقب آل أبي طالب : ٢ / ١٦١.

٢١٠

الباب الثالث والتسعون

في تكليم الشمس عليّا أمير المؤمنين عليه‌السلام وسلامها عليه

من طريق العامّة وفيه ثلاثة أحاديث

الأوّل : صدر الأئمّة عند المخالفين موفق بن أحمد الخوارزمي الخطيب في كتاب فضائل أمير المؤمنين قال : أنبأني سيّد الحفّاظ أبو منصور بن شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إليّ من همذان ، أخبرنا عبدوس بن عبدوس الهمداني كتابة ، حدّثنا الشيخ أبو الفرج حمّد بن سهل حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن إبراهيم بن تركان ، حدّثنا زكريا بن هاني أبو القاسم ببغداد ، حدثنا محمد بن زكريا الغلابي، حدّثنا الحسن بن موسى بن محمد بن عباد الجزار ، حدّثنا عبد الرّحمن بن القاسم الهمداني ، حدّثنا أبو حاتم محمد بن محمد الطالقاني أبو مسلم عن الخالص الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عن الناصح عليّ بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، عن الثقة محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عن الرضا عليّ بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عن الأمين موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن الصادق جعفر ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن الباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب عن الزكي زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن البرّ الحسين بن علي بن أبي طالب عن المرتضى أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليهم‌السلام عن المصطفى محمّد الأمين سيّد المرسلين الأوّلين والآخرين صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال لعليّ بن أبي طالب رضى الله عنه : يا أبا الحسن كلّم الشمس فانّها تكلّمك ، قال عليّ رضى الله عنه : السلام عليك أيها العبد المطيع لله تعالى ، فقالت الشمس : وعليك السلام يا أمير المؤمنين وإمام المتّقين وقائد الغرّ المحجّلين، يا علي أنت وشيعتك في الجنّة ، يا علي أوّل من تنشق الأرض عنه محمّد ثمّ أنت وأوّل من يحبى محمّد ثمّ أنت وأوّل من يكسى محمّد ثمّ أنت ، قال : فانكبّ عليّ ساجدا وعيناه تذرفان بالدموع فانكبّ عليه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله

٢١١

وقال : يا أخي وحبيبي ارفع رأسك فقد باهى الله بك أهل سبع سماوات (١).

الثاني : إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان العامّة قال : أنبأني العدل عليّ بن أنجب بن عبد الله عن الإمام ناصر بن أبي المكارم المطرزي عن الإمام أخطب خوارزم الموفّق بن أحمد المكّي إجازة ، حدّثنا وأنبأني العدل صفيّ الدين بن المليحاني البزاز عن الشيخ موفق الدين داود بن معمر القرشي إجازة قالا : ابنا شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي إجازة قال : أنبأني الشيخ أبو الفرج حمد بن سهل ، نبّأنا أبو العبّاس أحمد بن إبراهيم بن بركان ، نبّأنا محمد بن زكريا الغلابي ، نبّأنا الحسن بن موسى بن محمد بن عبّاد الخزّاز ، نبّأنا عبد الرّحمن بن القاسم الهمداني ، نبّأنا أبو حاتم محمد بن محمد الطالقاني أبو مسلم عن الخالص الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين عن الناصح عليّ بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم عن الثقة محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات لله عليهم عن الرضا علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين عن الأمين الكاظم موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين عن الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين عن الباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن الزكي زين العابدين علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين عن البرّ الحسين بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام عن المرتضى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه وأولاده أجمعين عن المصطفى محمّد الأمين سيّد الأوّلين والآخرين صلّى الله عليه وعليهم أجمعين قال لعليّ بن أبي طالب رضى الله عنه : يا أبا الحسن كلّم الشمس فانّها تكلّمك ، قال عليّ عليه‌السلام : السلام عليك أيّها العبد المطيع لله ولرسوله فقالت الشمس : وعليك السلام يا أمير المؤمنين وإمام المتّقين وقائد الغرّ المحجّلين ، يا علي أنت وشيعتك في الجنّة ، يا علي أوّل من تنشق عنه الأرض محمّد ثمّ أنت ، وأوّل من يحيى محمد ثمّ أنت وأوّل من يكسى محمّد ثمّ أنت ، فسجد عليّ عليه‌السلام لله تعالى وعيناه تذرفان بالدموع فانكبّ عليه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا أخي وحبيبي ارفع رأسك فقد باهى الله بك أهل سبع سماوات (٢).

وهذا الحديث هو الأوّل وذكرناهما حديثين لاختلاف السند.

__________________

(١) المناقب ١١٣ / ح ١٢٣.

(٢) فرائد السمطين : ١ / ١٨٤ / ب ٣٨ / ح ١٤٧.

٢١٢

الثالث : محمد بن علي بن شهرآشوب في كتاب الفضائل من طريق العامّة والخاصّة رواه عن ابن شيرويه الديلمي وعبدوس الهمداني والخطيب الخوارزمي من كتبهم ، وأجازني جدي المكنّى شهرآشوب من كتب أصحابنا عن ابن قولويه والكشي والعبدكي ومحمد الفتال واللفظ له عن سلمان وأبي ذرّ وابن عبّاس وعلي بن أبي طالب عليه‌السلام أنّه لمّا فتح الله مكّة وانتهينا إلى هوازن قال النبيّ عليه‌السلام : يا علي قم فانظر إلى كرامتك على الله تعالى ، كلّم الشمس إذا طلعت فقام عليّ وقال : السلام عليك أيّتها العبد الذائب في طاعة ربّه ، فأجابته الشمس وهي تقول : وعليك السلام يا أخا رسول الله ووصيّه وحجّته على خلقه ، وانكبّ عليّ ساجدا شكرا لله تعالى وأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله برأسه يقيمه ويمسح وجهه ويقول : قم حبيبي فقد أبكيت أهل السماء من بكائك وباهى الله بك حملة العرش ثمّ قال : الحمد لله الذي فضّلني على سائر الأنبياء وأيّدني بوصيّي سيّد الأوصياء ثمّ قرأ (وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً) الآية(١).

__________________

(١) مناقب آل أبي طالب : ٢ / ١٤٩.

٢١٣

الباب الرابع والسبعون

في تكليم الشمس عليا عليه‌السلام

من طريق الخاصة وفيه ستّة أحاديث

الأوّل : محمد بن العبّاس بن عليّ بن مروان بن ماهيار ثقة ثقة المعروف بابن الحجّام بضمّ الجيم في تفسيره ما نزل في أهل البيت من القرآن عن محمد بن سهل العطّار عن أحمد بن محمّد عن أبي زرعة عبد الله بن عبد الكريم عن قبيصة بن عقبة عن سفيان بن يحيى عن جابر بن عبد الله قال : لقيت عمّارا في بعض سكك المدينة فسألته عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأخبر أنّه في مسجده في ملأ من قومه وأنّه لما صلّى الغداة أقبل علينا فبينما نحن كذلك وقد بزغت الشمس إذ أقبل عليّ عليه‌السلام فقام إليه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وقبّل ما بين عينيه وأجلسه إلى جنبه حتّى مست ركبتاه ركبتيه ثمّ قال : يا علي قم للشمس فكلّمها فانّها تكلّمك فقام أهل المسجد فقالوا : أترى عين الشمس تكلّم عليّا؟ وقال بعضهم : لا يزال يرفع حسيسة ابن عمّه وينوّه باسمه إذ خرج عليّ عليه‌السلام فقال للشمس : كيف أصبحت يا خلق الله؟

فقالت : بخير يا أخا رسول الله ، يا أوّل يا آخر يا ظاهر يا باطن يا من هو بكلّ شيء عليم ، فرجع عليّ عليه‌السلام إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا علي تخبرني أو أخبرك؟ فقال : منك أحسن يا رسول الله ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أمّا قولها لك : يا أوّل فأنت أوّل من آمن بالله ، وقولها لك : يا آخر فأنت آخر من يعاينني على مغسلي ، وقولها : يا ظاهر فأنت أوّل من يظهر على مخزون سرّي ، وقولها : يا باطن فأنت المستبطن لعلمي ، وأمّا العليم بكلّ شيء فما أنزل الله علما من الحلال والحرام والفرائض والأحكام والتنزيل والتأويل والناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه والمشكل إلّا وأنت به عليم ، ولو لا أن تقول فيك طوائف من أمّتي ما قالت النصارى في عيسى لقلت فيك مقالا لا تمرّ بملإ إلّا أخذوا التراب من تحت قدميك يستشفون به ، قال جابر : فلمّا فرغ عمّار من حديثه أقبل سلمان فقال عمّار : وهذا سلمان كان معنا ، فحدّثني سلمان كما حدّثني عمّار (١).

الثاني : محمّد بن العبّاس هذا عن عبد العزيز بن يحيى عن محمد بن زكريا عن علي بن حكيم عن الربيع بن عبد الله عن عبد الله بن الحسن عن أبي جعفر محمد بن علي عليه‌السلام قال : بينما النبيّ ذات

__________________

(١) نقله عنه المجلسي في البحار : ٤١ / ١٨١ / ح ١٧.

٢١٤

يوم ورأسه في حجر علي عليه‌السلام إذ نام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولم يكن علي عليه‌السلام صلّى العصر فقامت الشمس تغرب فانتبه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فذكر له عليّ عليه‌السلام شأن صلاته فدعا الله فردّ الله الشمس كهيئتها ، وذكر حديث ردّ الشمس فقال له : يا عليّ قم فسلّم على الشمس وكلّمها فانّها تكلّمك فقال له : يا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فكيف أسلّم عليها؟ فقال : قل : السلام عليك يا خلق الله ، فقام عليّ عليه‌السلام وقال : السلام عليك يا خلق الله فقالت : عليك السلام يا أوّل يا آخر يا ظاهر يا باطن ، يا من ينجي محبّيه ويوبق مبغضيه فقال له النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما ردّت عليك الشمس ، فكان علي كاتما عنه فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : قل ما قالت لك الشمس ، فقال له ما قالت ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الشمس قد صدقت ، وعن أمر الله نطقت أنت أوّل المؤمنين إيمانا وأنت آخر الوصيّين ، ليس بعدي نبي ولا بعدك وصيّ ، وأنت الظاهر على أعدائك ، وأنت الباطن في العلم الظاهر عليه ولا فوقك فيه أحد ، أنت عيبة علمي وخزانة وحي ربّي وأولادك خير الأولاد ، وشيعتك هم النجباء (١).

الثالث : السيّد المرتضى في عيون المعجزات قال : حدّثني ابن عبّاس الجوهري قال : حدّثني أبو طالب عبيد الله بن محمد الأنباري قال : حدّثني أبو الحسين محمد بن زيد التستري قال : حدّثني أبو سمينة محمد بن علي الصيرفي قال : حدّثني إبراهيم بن عمر اليماني عن حمّاد بن عيسى الجهني المعروف بغريق الجحفة قال : حدّثني عمر بن اذينة عن أبان ابن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي قال : سمعت أبا ذرّ جندب بن جنادة الغفاري قال : رأيت السيّد محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد قال لأمير المؤمنين ذات ليلة : إذا كان غدا اقصد إلى جبال البقيع وقف على نشز من الأرض ، فإذا بزغت الشمس فسلّم عليها فإنّ الله تعالى قد أمرها أن تجيبك بما فيك ، فلمّا كان من الغد خرج أمير المؤمنين عليه‌السلام ومعه أبو بكر وعمر وجماعة من المهاجرين والأنصار حتّى وافى البقيع ووقف على نشز من الأرض ، فلمّا طلعت الشمس قال عليه‌السلام : السلام عليك يا خلق الله الجديد المطيع له ، فسمعوا دويّا من السماء وجواب قائل يقول : وعليك السلام يا أوّل يا آخر يا ظاهر يا باطن ، يا من هو بكلّ شيء عليم ، فلمّا سمع أبو بكر وعمر والمهاجرون والأنصار كلام الشمس صعقوا ثمّ أفاقوا بعد ساعات وقد انصرف أمير المؤمنين عن المكان ، فوافوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مع الجماعة وقالوا : أنت تقول إنّ عليّا بشر مثلنا وقد خاطبته الشمس بما خاطب البارئ به نفسه ، فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : وما سمعتموه منها؟ فقالوا : سمعناها تقول : السلام عليك يا أول ، قال : صدقت ، هو أول من آمن بي ، فقالوا : سمعناها تقول : يا آخر قال : صدقت ، هو آخر الناس عهدا بي يغسّلني ويكفنني ويدخلني قبري

__________________

(١) بحار الأنوار : ٤١ / ١٨١ / ح ١٨.

٢١٥

وقالوا : سمعنا تقول : يا ظاهر قال : صدقت ، ظهر علمي كلّه له فقالوا : سمعناها تقول : يا باطن قال : صدقت ، بطن سري كلّه ، قالوا : سمعناها تقول يا من هو بكلّ شيء عليم قال : صدقت هو عالم بالحلال والحرام والفرائض والسنن وما شاكل ذلك ، فقاموا كلّهم وقالوا : لقد وقعنا محمد في طخياء ، وخرجوا من باب المسجد (١).

الرابع : صاحب ثاقب المناقب يرفعه إلى عبد الله بن مسعود قال : كنّا مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ دخل عليّ ابن أبي طالب عليه‌السلام فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أبا الحسن أتحبّ أن نريك كرامتك على الله؟ قال : نعم بأبي أنت وأمّي يا رسول الله ، قال : فإذا كان غدا فانطلق إلى الشمس معي فإنّها ستكلّمك بإذن الله تعالى ، قال : فماجت قريش والأنصار بأجمعهم ، فلمّا أصبح صلّى الغداة وأخذ بيد عليّ بن أبي طالب وانطلقا ثمّ جلسا ينتظران طلوع الشمس ، فلمّا طلعت قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي كلّمها فإنّها مأمورة وإنّها ستكلّمك ، فقال عليه‌السلام : السلام عليك ورحمة الله وبركاته أيّها الخلق السامع المطيع فقالت الشمس : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته يا خير الأوصياء ، لقد أعطيت في الدنيا والآخرة ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ، فقال عليّ عليه‌السلام : ما ذا أعطيت؟ فقالت : لم يؤذن لي أن أخبرك فيفتتن الناس ولكن هنيئا لك العلم والحكمة في الدنيا والآخرة ، وأما في الآخرة فأنت ممّن قال الله (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) وأنت ممّن قال الله تعالى فيه : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) فأنت المؤمن الذي خصّك الله بالايمان.

وروي أنّ الشمس كلّمته ثلاث مرّات (٢).

الخامس : ابن بابويه في أماليه قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال : حدّثنا القاسم بن عبّاس قال : حدّثنا أحمد بن يحيى الكوفي قال : حدّثنا أبو قتادة الحراني عن جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران عن زاذان عن ابن عبّاس قال : لما فتح الله عزوجل مكّة خرجنا ونحن ثمانية آلاف رجل فلمّا أمسينا صرنا عشرة آلاف من المسلمين فرفع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الهجرة وقال : لا هجرة بعد فتح مكّة ثمّ انتهينا إلى هوازن فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي بن أبي طالب : يا علي قم فانظر كرامتك على الله عزوجل كلّم الشمس إذا طلعت قال ابن عبّاس : والله ما حسدت أحدا إلّا عليّ بن أبي طلب ذلك اليوم وقلت للفضل : قم ننظر كيف يكلّم عليّ بن أبي طالب الشمس ، فلمّا طلعت الشمس قام عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام فقال : السلام عليك أيّها العبد الصالح المطيع الدائب في طاعة ربّه فأجابته الشمس وهي

__________________

(١) بحار الأنوار : ٤١ / ١٨١ / ح ١٦. كتاب سليم بن قيس ٤٥٣. عيون المعجزات ٤.

(٢) الثاقب في المناقب ٢٥٥ / ح ٣.

٢١٦

تقول : وعليك السلام يا أخا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ووصيّه وحجّة الله على خلقه قال : فانكبّ علي عليه‌السلام ساجدا شكرا لله عزوجل قال : فو الله لقد رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قام فأخذ برأس عليّ عليه‌السلام يقيمه ويمسح وجهه ويقول : قم حبيبي فقد أبكيت أهل السماء من بكائك ، وباهى الله عزوجل بك حملة عرشه (١).

السادس : الشيخ عليّ بن يونس النباطي العاملي في كتاب الصراط المستقيم قال : روى محمد ابن مسلم عن الباقر عن جابر أنّ الشمس كلّمت عليا سبع مرّات : الأول قالت : يا أمير المؤمنين اشفع لي عند ربّي لا يعذّبني ، الثاني : مرني بأن أحرق مبغضيك ، الثالث : لما قال لها ببابل ارجعي قالت : لبّيك، الرابع : قال لها : هل تعرفين لي خطيئة؟ قالت : وعزّة ربّي لو خلق الله الخلق مثلك لم يخلق النار ، الخامس : لما اختلفوا في الصلاة في عهد أبي بكر فخالفوا عليّا فقالت : الحقّ له وبيده ومعه ، وسمعها قريش ومن حضر ، السادس : لمّا جاءته بالسطل فتوضّأ وقال : من أنت؟ قالت : الشمس المضيئة ، السابع : لما دنت وفاته جاءته فسلّمت عليه وعهد إليها وعهدت إليه (٢).

__________________

(١) أمالي الصدوق ٦٨٥ / مجلس ٨٦ / ح ١٤.

(٢) الصراط المستقيم : ١ / ٢٠٤.

٢١٧

الباب الخامس والتسعون

في تكليم أصحاب الكهف عليّا عليه‌السلام

من طريق العامّة وفيه خمسة أحاديث

الأوّل : أبو الحسن الفقيه ابن المغازلي الشافعي في كتاب مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد البيع البغدادي ، قدم علينا واسطا قال : أخبرنا أبو عبد الله أحمد ابن محمد بن عبد الله بن خالد الكاتب ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن محمد بن سلم الختلي قال : حدّثنا عمر بن أحمد قال : حدّثنا الحسن بن إدريس بن أبي الربيع الجرجاني قال : حدّثنا عبد الرزاق بن همام الصنعاني قال : حدّثنا معمر عن أبان عن أنس بن مالك قال : أهدي لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بساط من بهندف فقال لي : يا أنس ابسطه فبسطته ثمّ قال : ادع العشرة فدعوتهم فلمّا دخلوا أمرهم بالجلوس على البساط ، ثمّ دعا عليا فناجاه طويلا ثمّ رجع عليّ فجلس على البساط ثمّ قال : يا ريح احملينا فحملتنا الريح قال : فإذا البساط يدف بنا دفّا ثمّ قال : يا ريح ضعينا ثمّ قال : تدرون في أيّ مكان أنتم؟ قلنا : لا قال : هذا موضع الكهف والرقيم قوموا فسلّموا على اخوانكم ، فقمنا رجل رجل فسلّما عليهم فلم يردّوا علينا ، فقام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام فقال : السلام عليكم معاشر الصدّيقين والشهداء قال : فقالوا : عليك السلام ورحمة الله وبركاته قال : فقلنا : ما بالهم ردّوا عليك ولم يردّوا علينا؟ قال : فقال : ما بالكم لم تردّوا على اخواني؟ فقالوا : انّا معاشر الصدّيقين والشهداء لا نكلّم بعد الموت إلّا نبيّا أو وصيّا ، قال : يا ريح احملينا فحملتنا يدفّ بنا دفّا ثمّ قال : يا ريح ضعينا فوضعتنا فإذا نحن بالحرّة قال : فقال علي : ندرك النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في آخر ركعة فطوينا وأتينا وإذا النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله يقرأ في آخر ركعة (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً) (١).

الثاني : الثعلبي قد ذكر خبر البساط وزاد فيه قال : فصاروا إلى رقدتهم إلى آخر الزمان عند خروج القائم المهدي عليه‌السلام يسلّم عليهم فيحييهم الله تعالى له ثمّ يرجعون إلى رقدتهم فلا يقومون إلى يوم القيامة(٢).

الثالث : مجاهد عن ابن عبّاس أنه قال : دعا النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ذات يوم فقال: يا

__________________

(١) مناقب ابن المغازلي / ١٥٥ / ح / ٢٨٠.

(٢) نقله عنه المجلسي في البحار : ٣٩ / ١٥٠.

٢١٨

علي ائتني ببساط فأتى به فبسطه ثمّ دعا بأبي بكر فأقعده على العروة الأولى ، ثمّ دعا عمر فأقعده على العروة الثانية ثمّ دعا عمّار بن ياسر فأقعده على العروة الثالثة ثمّ دعا سلمان فأقعده على العروة الرابعة ثمّ دعا علي بن أبي طالب فأقعده على وسطه ثمّ رفع يده إلى السماء فقال : اللهمّ إنّك أمرت الريح أن تطيع سليمان بن داود فأطاعت فأذن لها ترفع هذا البساط في الهواء ، فجاءت ريح غير مؤذية فرفعت البساط في الهواء فوضعته في بلاد الروم عند أصحاب الكهف الذين آمنوا بربّهم قال : فالتفت القوم بعضهم إلى بعض فقال لهم علي بن أبي طالب : ما لي أراكم بالتفات بعضكم إلى بعض؟ قالوا : يا أبا الحسن أين نحن؟ فقال : أنتم ببلاد الروم عند أصحاب الكهف الذين آمنوا بربهم فقام أبو بكر ودنا إلى باب الكهف وأصغى بإذنه طويلا فسمع من أهل الكهف همهمة شديدة فقال : السلام عليكم يا أصحاب الكهف ، أفتية آمنتم بربّكم ، فلم يجبه أحد فانصرف أبو بكر وجلس مجلسه ، فقام عمر هكذا وعمّار وسلمان على هذا الرسم ، ثمّ قام عليّ المرتضى عليه‌السلام ودنا إلى الكهف وأصغى بإذنه فسمع من أهل الكهف همهمة شديدة فقال : السلام عليكم يا أصحاب الكهف ، فتية آمنتم بربّكم فقالوا : عليك السلام يا وصيّ رسول الله ، إنّا أمرنا أن لا نجيب داعيا إلّا لنبيّ أو وصيّ نبيّ فعليك السلام ، اقرأ محمّدا منّا السلام ، فانصرف عليّ وجلس مجلسه ثمّ رفع يده إلى السماء فقال : اللهم استجب دعوة نبيّك ودعا بدعوات فجاءت ريح غير مؤذية فردّت البساط إلى المدينة حتّى وضعته بين يدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام : يا رسول الله إنّهم يقرءونك السلام ويقولون : إنّا امرنا أن لا نجيب داعيا إلّا لنبيّ أو وصيّ نبيّ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أبشر يا علي فو الذي بعثني بالحقّ نبيّا لقد فضّلك الله وكرمك على جميع الامّة (١).

الرابع : أبو القاسم علي بن موسى بن طاوس في كتاب سعد السعود نقله من طريق العامّة قال:ومن تفسير تأليف أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد القزويني من تفسير سورة الكهف بإسناده عن محمد بن أبي يعقوب الجوال الدينوري قال : حدّثني جعفر بن نصر بحمص قال : حدّثنا عبد الرزاق عن معمر عن ثابت عن أنس بن مالك قال : أهدي لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بساط من قرية يقال لها الجندب (٢) فقعد عليه عليّ عليه‌السلام وأبو بكر وعمر وعثمان والزبير وعبد الرّحمن بن عوف وسعد فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليّ قل : يا ريح احملينا فقال عليّ عليه‌السلام : يا ريح احملينا فحملتهم حتّى أتوا أصحاب الكهف فسلّم أبو بكر وعمر فلم يردّوا عليهما‌السلام ، ثمّ قام عليّ فسلّم فردّوا عليه‌السلام فقال أبو بكر : يا علي ما بالهم ردّوا عليك وما ردّوا علينا؟ فقال لهم عليّ فقالوا : إنّا لا نردّ بعد الموت إلّا على نبيّ أو وصيّ

__________________

(١) لم نجده في المصادر.

(٢) في المصدر : بهبدت.

٢١٩

نبيّ ثمّ قال عليّ : يا ريح احملينا فحملتنا ثمّ قال : يا ريح ضعينا فوضعتنا فركز برجله الأرض فتوضّأ علي وتوضّأنا ثمّ قال : يا ريح احملينا فحملتنا فوافينا المدينة والنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في صلاة الغداة وهو يقرأ (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً) فلمّا قضى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله الصلاة قال : يا علي أخبروني عن مسيركم أم تحبّون أن أخبركم قالوا : بل تخبرنا يا رسول الله ، فقال أنس : فقصّ القصّة كأنّه معنا (١).

الخامس : صاحب ثاقب المناقب من طريق العامّة قال : حدّث معمر عن الزهري عن قتادة عن أنس قال : كنّا جلوسا في المسجد عند النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد كان أهدي إليه بساط فقال : ادع عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام فدعوته ثمّ أمرني أن أدعو أبا بكر وعمر وجميع الصحابة فدعوتهم كما أمرني نبيّ الله وأمرني أن أبسط البساط فبسطته ، ثمّ أقبل على عليّ عليه‌السلام فأمره بالجلوس على البساط وأمر أبا بكر وعمر وعثمان بالجلوس مع أمير المؤمنين وجلست مع من جلس فلما استقر بنا المجلس أقبل على علي عليه‌السلام وقال : يا أبا الحسن قل : يا ريح الصبا احمليني ، والله خليفتي عليك وهو حسبي ونعم الوكيل.

قال أنس : فنادى أمير المؤمنين عليه‌السلام كما أمره النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فو الذي بعث محمّدا بالحقّ نبيّا ما كان إلّا هنيئة حتّى صرنا في الهواء ثمّ نادى : يا ريح الصبا ضعيني فإذا نحن في الأرض ، فأقبل عليّ علينا وقال : يا معاشر الناس أتدرون أين أنتم؟ وبمن قد حللتم؟ فقلنا : لا ، فقال أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام : أنتم عند أصحاب الكهف والرقيم الذين كانوا من آياتنا عجبا فمن أحبّ أن يسلّم على القوم فليقم ، فأوّل من قام أبو بكر فسلّم على القوم فلم يردوا عليه الجواب ، ثمّ قام عمر فسلّم عليهم فلم يردّوا عليه الجواب فلم يزل القوم يقومون واحدا بعد واحد ويسلّمون ولم يردوا عليهم الجواب إلى أن قام أمير المؤمنين عليه‌السلام فنادى : السلام عليكم أيّها الفتية ، فتية أهل الكهف والرقيم الذين كانوا من آياتنا عجبا فقالوا : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته أيّها الإمام وأخا سيّد الأنام محمّد ، فلمّا سمع القوم كلامهم لأمير المؤمنين قالوا : يا أبا الحسن بحقّ ابن عمك محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله سل القوم ما بالهم سلّمنا عليهم فلم يردّوا علينا السلام؟ فقالعليه‌السلام : أيّتها الفتية ما بالكم لم تردّوا السلام على أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟

قالوا : يا أبا الحسن قد امرنا أن لا نسلّم إلّا على نبيّ أو وصيّ نبي ، وأنت خير الوصيّين وابن عمّ خير النبيّين وأنت أبو الائمّة المهديّين وزوج فاطمة سيّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين

__________________

(١) سعد السعود ١١٢.

٢٢٠