غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٣

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي

غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٣

المؤلف:

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي


المحقق: السيد علي عاشور
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٥٣

الباب الثامن والأربعون

النعيم ولاية رسول الله وأمير المؤمنين وبنيه الأئمة عليهم‌السلام

في قوله تعالى (لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) (١)

من طريق العامة وفيه ثلاثة أحاديث

الحديث الأول : أبو نعيم الحافظ أحمد بن عبد الله بإسناده يرفعه إلى جعفر بن محمد في قوله تعالى : (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) [النعيم] ولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام (٢).

الحديث الثاني : الشيخ المفيد رواه من طريق العامة بإسناده إلى محمد بن السائب عن الكلبي قال : لما قدم الصادق عليه‌السلام العراق ونزل الحيرة فدخل عليه أبو حنيفة وسأله عن مسائل وكان مما سأله أن قال له : جعلت فداك ما الأمر بالمعروف؟ فقال عليه‌السلام : «المعروف يا أبا حنيفة المعروف في أهل السماء المعروف في أهل الأرض ، ذاك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام» قال : جعلت فداك فما المنكر؟ قال : «اللذان ظلماه حقه وابتزاه أمره وحملا الناس على كتفه؟ قال : ألا ما هو أن ترى الرجل على معاصي الله فتنهاه عنها؟ فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : ليس ذلك أمرا بالمعروف ولا نهيا عن المنكر إنما ذاك خير قدّمه ، قال أبو حنيفة : أخبرني جعلت فداك عن قول الله عزوجل : (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) قال : فما هو عندك يا أبا حنيفة؟ قال: الآمن في السرب وصحة البدن والقوت الحاضر ، فقال : يا أبا حنيفة لئن وقفك الله وأوقفك يوم القيامة حتى يسألك عن أكلة أكلتها وشربة شربتها ليطولن وقوفك ، قال : فما النعيم جعلت فداك؟

قال : النعيم نحن الذين أنقذ الله الناس بنا من الضلالة وبصّرهم بنا عن العمي ، وعلّمهم بنا من الجهل ، قال : جعلت فداك فكيف كان القرآن جديدا أبدا؟ قال : لأنه لم يجعل لزمان دون زمان فتخلقه الأيام ، ولو كان كذلك لفنى القرآن قبل فناء العالم (٣).

الحديث الثالث : ابن شهرآشوب عن التنوير في معاني التفسير عن الباقر والصادق عليهما‌السلام: (النَّعِيمِ) ولاية أمير المؤمنين (٤).

__________________

(١) التكاثر : ٨.

(٢) ينابيع المودة : ١ / ٣٣٢ ح ٥ عن أبي نعيم ، وشواهد التنزيل ، ٢ / ٤٧٧.

(٣) تأويل الآيات : ٢ / ٨٥٣ ح ٨ ، والبحار : ١٠ / ٢٠٨ ح ١٠.

(٤) مناقب آل أبي طالب : ٢ / ٤.

٨١

الباب التاسع والأربعون

النعيم ولاية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين وبنيه الأئمة عليهم‌السلام

في قوله تعالى (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) (١)

من طريق الخاصة وفيه ثلاثة عشر حديثا

الحديث الأول : الشيخ الطوسي في أماليه قال : أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله ابن محمد بن مهدي قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرّحمن بن عقدة الحافظ قال : حدّثنا جعفر بن علي بن نجيح الكندي قال : حدثنا حسن بن حسين قال : حدثنا أبو حفص الصائغ قال : أبو العباس ـ هو عمر بن راشد ـ وأبو سليمان عن جعفر بن محمد عليهما‌السلام في قوله : (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) قال : «نحن من النعيم» وفي قوله : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً) قال : «نحن الحبل» (٢).

الحديث الثاني : علي بن إبراهيم في تفسيره قال : أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن سلمة بن عطا عن جميل عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قلت قوله : (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) قال : «تسأل هذه الأمة عما أنعم الله عليهم برسول الله ثم أهل بيته [المعصومينعليهم‌السلام(٣).

الحديث الثالث : محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن أبي سعيد عن أبي حمزة قال : كنا عند أبي عبد الله جماعة فدعا بطعام ما لنا عهد بمثله لذاذة وطيبا وأوتينا بتمر ننظر فيه إلى وجوهنا من صفائه وحسنه فقال رجل : (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) الذي تنعمتم فيه عند ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام: «إن الله عزوجل أكرم وأجل أن يطعمكم طعاما فيسوغكموه ثم يسألكم عنه ، ولكن يسألكم عما أنعم عليكم بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وآل محمد عليهم‌السلام» (٤).

الحديث الرابع : ابن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن القاسم ابن محمد الجوهري عن الحرث بن جرير عن سدير الصيرفي عن أبي خالد الكابلي قال :

__________________

(١) التكاثر : ٨.

(٢) أمالي الطوسي : ٢٧٢ / مجلس ١٠ / ح ٤٨.

(٣) تفسير القمي : ٢ / ١٤٤٠.

(٤) الكافي : ٦ / ٢٨٠ ح ٣.

٨٢

دخلت على أبي جعفر عليه‌السلام فدعا بالغذاء فأكلت منه طعاما ما أكلت طعاما قط أنظف منه ولا أطيب فلما فرغنا من الطعام قال : «يا أبا خالد كيف رأيت طعامك؟ أو قال : طعامنا؟ قلت : جعلت فداك ما رأيت أطيب منه ولا أنظف قط ولكني ذكرت الآية التي ذكرت في كتاب الله عزوجل (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) فقال أبو جعفر : «لا إنما يسألكم عمّا أنتم عليه من الحق»(١).

الحديث الخامس : ابن بابويه قال : حدّثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال : حدّثنا محمد بن يحيى الصولي قال : حدّثنا أبو ذكوان القاسم بن إسماعيل بسر من رأى (٢) سنة خمس وثمانين قال : حدثني إبراهيم بن العباس الصّولي الكاتب بالأهواز سنة سبع وعشرين ومائتين قال : كنا يوما بين يدي علي بن موسى الرضا عليه‌السلام فقال : «ليس في الدنيا نعيم حقيقي فقال له بعض الفقهاء ممن بحضرته قول الله عزوجل : (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) أما هذا النعيم في الدنيا وهو الماء البارد فقال له الرضا عليه‌السلام وعلا صوته : كذا فسرتموه أنتم وجعلتموه على ضروب ، فقالت طائفة : هو البارد من الماء وقال غيرهم : هو الطعام الطيّب ، وقال آخرون : هو النوم الطيب ولقد حدثني أبي عن أبيه أبي عبد الله عليه‌السلام أن أقوالكم هذه ذكرت عنده في قوله تعالى : (لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) فغضب وقال : إن الله تعالى لا يسأل عباده عمّا تفضل عليهم به ولا يمنن بذلك عليهم والامتنان مستقبح من المخلوقين فكيف يضاف إلى الخالق عزوجل ما لا يرضى به للمخلوقين؟! ولكن النعيم حبّنا أهل البيت وموالاتنا يسأل الله عنه بعد التوحيد والنبوة لأن العبد إذا وفّى بذلك أداه إلى نعيم الجنة الذي لا يزول ولقد حدثني بذلك أبي عن محمد بن علي عن أبيه عن الحسين بن علي عن أبيه عليه‌السلام أنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا علي إنّ أول ما يسأل عنه العبد بعد موته شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأنك ولي المؤمنين بما جعله الله وجعلته لك فمن أقرّ بذلك وكان معتقده صار إلى النعيم الذي لا زوال له» فقال لي أبو ذكوان بعد أن حدثني بهذا الحديث متبدئا من غير سؤال : حدثتك به لجهات : منها لقصدك لي من البصرة ، ومنها أن عمّك أفادنيه ، ومنها أني كنت مشغولا باللغة والأشعار ولا أعوّل على غيرهما فرأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في النوم والناس يسلّمون عليه ويجيبهم فسلمت فما ردّ فقلت أنا من أمتك يا رسول الله فقال لي : «بلى ولكن من حدث الناس بحديث النعيم الذي سمعته من إبراهيم».

قال الصّولي وهذا حديث قد رواه الناس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلّا أنه ليس فيه ذكر النعيم والآية وتفسيرها ، إنما رووا أن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة الشهادة والنبوة وموالاة علي بن أبي

__________________

(١) الكافي : ٦ / ٢٨٠ ح ٥.

(٢) في المصدر : بيراف.

٨٣

طالب عليه‌السلام (١).

الحديث السادس : محمد بن العباس بن ماهيار في تفسيره فيما نزل في أهل البيت عليهم‌السلام في القرآن وهو ثقة قال : حدّثنا علي بن أحمد بن حاتم عن حسن بن عبد الواحد عن القاسم بن الضحّاك عن أبي حفص الصائغ عن الإمام جعفر بن محمد عليه‌السلام أنه قال : (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) والله ما هو الطعام والشراب ولكن ولايتنا أهل البيت» (٢).

الحديث السابع : محمد بن العباس هذا قال : حدّثنا أحمد بن محمد الورّاق عن جعفر بن علي ابن نجيح عن حسن بن حسين عن أبي حفص الصائغ عن جعفر بن محمد عليه‌السلام في قولهعزوجل : (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) قال : «نحن النعيم» (٣).

الحديث الثامن : محمد بن العباس قال : حدّثنا أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد بن خالد عن عمر بن عبد العزيز عن عبد الله بن نجيح اليماني قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام ما معنى قوله عزوجل (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ)؟ قال : «النعيم الذي أنعم الله به عليكم من ولايتنا وحب محمد وآل محمد» (٤).

الحديث التاسع : محمد بن العباس قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد عن الحسن بن القاسم عن محمد بن عبد الله بن صالح عن مفضل بن صالح عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن علي عليه‌السلام أنه قال : (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) قال : «نحن النعيم» (٥).

الحديث العاشر : محمد بن العباس عن أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن أبي عمير عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام في قوله عزوجل : (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) قال : «نحن نعيم المؤمن وعلقم الكافر» (٦).

الحديث الحادي عشر : محمد بن العباس قال : حدّثنا علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن إسماعيل بن بشار عن علي بن عبد الله بن غالب عن أبي خالد الكابلي قال : دخلت على محمد بن علي عليهما‌السلام فقدّم طعاما لم آكل أطيب منه فقال لي : «يا أبا خلاد كيف رأيت طعامنا؟

قلت جعلت فداك ما أطيبه غير أني ذكرت آية في كتاب الله فنغصت (٧) فقال : «وما هي؟» قلت :

__________________

(١) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ١ / ١٣٦ / ح ٨.

(٢) تأويل الآيات : ٢ / ٨٥٠ ح ١.

(٣) تأويل الآيات : ٢ / ٨٥٠ ح ٣.

(٤) المصدر السابق : ح ٤.

(٥) المصدر السابق : ح ٦.

(٦) المصدر السابق : ح ٥.

(٧) في المصدر : فنغصته.

٨٤

(ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) فقال : «والله لا تسأل عن هذا الطعام أبدا» ثم ضحك حتى افتر ضاحكا وبدت أضراسه وقال : «أتدري ما النعيم»؟ قلت : لا ، قال : «نحن النعيم [الذي تسألون عنه]» (١).

الحديث الثاني عشر : أبو علي الطبرسي في مجمع البيان قال : روى العياشي بإسناده في حديث طويل قال : سأل أبو حنيفة أبا عبد الله عليه‌السلام عن هذه الآية فقال له : «ما النعيم عندك يا نعمان»؟ قال : القوت من الطعام والماء البارد ، فقال : «لئن أوقفك الله يوم القيامة بين يديه حتى يسألك عن أكلة أكلتها أو شربة شربتها ليطولن وقوفك بين يديه» قال : فما النعيم جعلت فداك؟ قال : نحن أهل البيت النعيم الذي أنعم الله به على العباد ، بنا ائتلفوا بعد أن كانوا مختلفين، وبنا ألّف الله بين قلوبهم وجعلهم إخوانا بعد أن كانوا أعداء ، وبنا هداهم الله إلى الإسلام، وهي النعمة التي لا تنقطع ، والله سائلهم عن حق النعيم الذي أنعم الله به عليهم وهو النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وعترته» (٢).

الحديث الثالث عشر : ابن شهرآشوب عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى : (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) «يعني الأمن والصحة وولاية علي بن أبي طالب عليه‌السلام» (٣).

__________________

(١) تأويل الآيات : ٢ / ٨٥٢ ح ٧.

(٢) مجمع البيان : ١٠ / ٤٣٣.

(٣) مناقب آل أبي طالب : ٢ / ٤.

٨٥

الباب الخمسون

في أن ولاية علي عليه‌السلام وولاية أهل البيت مسئولون عنها العباد يوم القيامة

في قوله تعالى (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) (١)

من طريق العامة وفيه ثمانية أحاديث

الحديث الأول : من كتاب الفردوس لابن شيرويه الديلمي في قافية الواو بإسناده قال : عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله «(وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) (٢) عن ولاية علي بن أبي طالب».

الحديث الثاني : أبو المؤيد موفّق بن أحمد من أكابر علماء العامة قال : وروى أبو الأحوص عن ابن إسحاق في قوله تعالى : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) يعني عن ولاية علي رضي الله عنه(٣).

الحديث الثالث : إبراهيم بن محمد الحمويني من أكابر علماء العامة في كتاب فرائد السمطين قال : أخبرنا أبو إبراهيم بن أبي القاسم الصوفي أنبأنا محمد بن محمد بنى يعقوب الحافظ أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عفر أنبأنا أحمد بن الغرات أنبأنا عبد الحميد الحماني بإسناده عن قيس بن عطية عن أبي سعيد عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في قوله عزوجل : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) قال : «عن ولاية علي بن أبي طالب والمعنى أنهم يسألون هل والوه حق الموالاة كما أوصاهم به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله» وروى عن علي صلوات الله عليه «جعلت الموالاة أصلا من أصول الدين».

ثم قال الحمويني : أخبرنا جعفر بن محمد العلوي حدّثنا محمد بن عبد الله بن محمد بن البيّع أخبرني محمد بن علي بن دحيم الشيباني حدثنا أحمد بن حازم حدّثنا عاصم يوسف اليربوعي عن سفيان بن إبراهيم الحريري عن أبي صادق قال : قال علي صلوات الله عليه : «أصول الإسلام ثلاثة لا ينفع واحدة منهم دون صاحبتها الصلاة والزكاة والموالاة».

ونقل : أيضا حديثا مسندا عن أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي بعد روايته حديث : «من كنت مولاه فعلي مولاه» هذه الرواية التي اثبتها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي مسئول عنها يوم القيامة(٤).

__________________

(١) الصافات : ٢٤.

(٢) الصافات : ٢٤.

(٣) المناقب : ٢٧٥ / ح ٢٥٦.

(٤) فرائد المطين : ١ / ٧٨ / ب ١٤ / ح ٤٧ ـ ٤٨ ـ ٤٩ ـ ٤٦.

٨٦

قال : مؤلف هذا الكتاب العجب كل العجب من العامة كيف تروي ذلك وتثبته عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وتعمل بخلافه إن هذا إلّا خسران مبين.

الحديث الرابع : أبو نعيم الاصفهاني صاحب حلية الأولياء بإسناده عن الشعبي عن ابن عباس رضي الله عنه في معنى الآية قال : عن ولاية علي بن أبي طالب (١).

الحديث الخامس : الحبري في كتاب عن ابن عباس مثل روايته المتقدمة (٢).

الحديث السادس : ابن شهرآشوب من طريق العامة وغيرهم عن محمد بن إسحاق والشعبي والأعمش وسعيد بن جبير وابن عباس وأبو نعيم الأصفهاني والحاكم الحسكاني والنطنزي وجماعة أهل البيت عليهم‌السلام (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) عن ولاية أهل البيت وحب أهل البيت (٣).

الحديث السابع : الشيرازي في كتابه عن أبي معاوية الضرير عن الأعمش عن مسلم النظير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : إذا كان يوم القيامة أمر الله مالكا أن يسعر النيران السبع وأمر رضوان أن يزخرف الجنان الثمانية ويقول : يا ميكائيل مدّ الصراط على متن جهنم ، ويقول : يا جبرائيل انصب ميزان العدل تحت العرش ، وينادي : يا محمد قرّب أمتك للحساب ، ثم يأمر الله تعالى أن يعقد على الصراط سبع قناطر طول كل قنطرة سبعة عشر ألف فرسخ وعلى كل قنطرة سبعون ألف ملك قيام فيسألون هذه الأمة نساؤهم ورجالهم على القنطرة الأولى عن ولاية أمير المؤمنين وحب أهل بيت محمد ، فمن أتى به جاز على القنطرة الأولى كالبرق الخاطف ، ومن لم يحب أهل بيت نبيه سقط على أمّ رأسه في قعر جهنم ، ولو كان معه من أعمال البرّ عمل سبعين صديقا ، وعلى القنطرة الثانية يسألون عن الصلاة ، وعلى الثالثة يسألون عن الزكاة ، وعلى الرابعة عن الصيام ، وعلى الخامسة عن الحج ، وعلى السادسة عن الجهاد ، وعلى السابعة عن العدل فمن أتى بشيء من ذلك جاز على الصراط كالبرق الخاطف ومن لم يأت عذّب وذلك قوله تعالى: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) يعني معاشر الملائكة قفوهم يعني العباد على القنطرة الأولى عن ولاية علي وحب أهل البيت عليهم‌السلام (٤).

الحديث الثامن : أبو الحسن بن شاذان عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «اذا كان يوم القيامة أمر الله ملكين يقعدان على الصراط فلا يجوز أحد إلّا ببراءة من أمير

__________________

(١) ينابيع المودة : ١ / ٣٣٤ ، وشواهد التنزيل : ٢ / ١٦٣.

(٢) تفسير الجري : ح ٤٠ ، وتفسير فرات : ١٣١.

(٣) مناقب آل أبي طالب : ٢ / ٤.

(٤) مناقب آل أبي طالب : ٢ / ٣ ـ ٤.

٨٧

المؤمنين ، ومن لم يكن عنده (١) براءة من أمير المؤمنين [أمر الله تعالى الملكين الموكلين على الجواز أن يوقفاه ويسألاه فلما عجز عن جوابهما فيكباه على منخريه] (٢) ـ أكبّه الله على منخره ـ في النار وذلك قوله تعالى : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ)» قلت : فداك أبي وأمي يا رسول الله ما معنى براءة أمير المؤمنين؟ قال : «مكتوب [بالنور الساطع] لا إله إلا الله محمد رسول الله وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب وصي (٣) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله» (٤).

__________________

(١) في المصدر : له.

(٢) زيادة من المصدر.

(٣) في المصدر : ولي الله.

(٤) مائة منقبة : ٣٧ المنقبة ١٦.

٨٨

الباب الحادي والخمسون

في أن ولاية علي وولاية أهل البيت عليهم‌السلام وحبهم مسئول عنها العباد يوم القيامة

في قوله تعالى (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ)

من طريق الخاصة وفيه ستة أحاديث

الحديث الأول : ابن بابويه قال : حدّثنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقّاق رضي الله عنه قال : حدّثنا محمد بن أبي عبد الله قال : حدّثنا سهل بن زياد الآدمي عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال : حدثني سيدي علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم‌السلام قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن أبا بكر منّي لبمنزلة السمع ، وان عمر منّي لبمنزلة البصر ، وإن عثمان منّي لبمنزلة الفؤاد فقال فلما كان من الغد دخلت عليه وعنده أمير المؤمنين وأبو بكر وعمر وعثمان فقلت له : يا أبت سمعتك تقول في أصحابك هؤلاء قولا فما هو فقال عليه‌السلام : نعم وأشار إليهم فقال هم السمع والبصر والفؤاد وسيسألون عن ولاية وصيّي هذا وأشار إلى علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، ثم قال : إن الله عزوجل يقول : (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً) (١) ثم قال عليه‌السلام : وعزة ربي إن جميع أمتي لموقوفون يوم القيامة ومسئولون عن ولايته وذلك قول الله : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) (٢)

الحديث الثاني : ابن بابويه عن محمد بن عمر الحافظ الجعاني قال : حدثني عبد الله بن محمد ابن سعيد بن زياد من أصل كتاب أبيه قال : حدّثنا حفص بن عمر العمري قال : حدّثنا عصام بن طليق عن أبي هارون عن أبي سعيد عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : في قول الله عزوجل (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) قال : «عن ولاية علي ما صنعوا في أمره وقد اعلمهم الله عزوجل أنّه الخليفة بعد رسوله» (٣).

الحديث الثالث : الشيخ الطوسي في أماليه عن أبي محمد الفحّام قال : حدّثنا أبو الفضل محمد ابن هاشم الهاشمي صاحب الصلاة بسر من رأى قال : حدّثنا أبي هاشم بن القاسم قال : حدّثنا محمد بن زكريا ابن عبد الله الجوهري البصري عن عبد الله بن المثنى عن ثمامة بن عبد الله بن أنس

__________________

(١) الإسراء : ٣٦.

(٢) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ٢ / ٢٨٠ / ح ٨٦.

(٣) معاني الأخبار : ٦٧ / ح ٧.

٨٩

ابن مالك عن أبيه عن جدّه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على جهنم لم يجز عليه إلّا من معه جواز فيه ولاية علي بن أبي طالب وذلك قوله تعالى : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) يعني عن ولاية علي بن أبي طالب عليه‌السلام» (١).

الحديث الرابع : محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسيره فيما نزل في أهل البيتعليهم‌السلام عن صالح بن أحمد عن أبي مقاتل عن حسين بن حسن عن حسين بن نصر بن مزاحم عن القاسم بن الغفار عن أبي الأحوص عن مغيرة عن الشعبي عن ابن عباس في قول الله عزوجل : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) عن ولاية علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٢).

الحديث الخامس : الشيخ الطوسي في مصباح الأنوار بإسناده عن عبد الله بن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إذا كان يوم القيامة اقف أنا وعلي على الصراط بيد كل واحد منّا سيف، فلا يمر أحد من خلق الله إلّا سألناه عن ولاية علي عليه‌السلام فمن معه شيء منها نجى وإلّا ضربنا عنقه والقيناه في النار ثم تلا : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ) (٣).

الحديث السادس : تفسير الإمام أبي محمد العسكري عليه‌السلام في قوله تعالى (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِما أَنْزَلَ اللهُ قالُوا نُؤْمِنُ بِما أُنْزِلَ عَلَيْنا وَيَكْفُرُونَ بِما وَراءَهُ وَهُوَ الْحَقُ) (٤) قال العسكريعليه‌السلام : «وإذا قيل لهؤلاء اليهود الذين تقدم ذكرهم : (آمِنُوا بِما أَنْزَلَ اللهُ) على محمد من القرآن المشتمل على الحلال والحرام والفرائض والأحكام (قالُوا : نُؤْمِنُ بِما أُنْزِلَ عَلَيْنا) وهو التوراة (وَيَكْفُرُونَ بِما وَراءَهُ) يعني ما سواه ولا يؤمنون به (وَهُوَ الْحَقُ) والذي يقول هؤلاء اليهود. إنّه وراءه هو الحق ؛ لأنه هو الناسخ والمنسوخ الذي قدمه الله عزوجل ، قال الله تعالى: (فَلِمَ) كنتم (تَقْتُلُونَ) (٥) لم كان يقتل أسلافكم يقتلون (أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين) بالتوراة أي ليس التوراة الآمرة بقتل الأنبياء ، فإذا كنتم تقتلون الأنبياء فما آمنتم بما أنزل عليكم من التوراة ؛ لأن فيها تحريم قتل الأنبياء كذلك إذا لم تؤمنوا بمحمد وبما أنزل عليه هو القرآن هو الآمر بالإيمان وأنتم ما آمنتم بعد بالتوراة ؛ لأن الله تعالى أخذ عليهم الإيمان بهما ، ولا يقبل الإيمان بأحدهما إلّا مع الإيمان بالآخر ، لذلك فرض الله الإيمان بولاية علي بن أبي طالب عليه‌السلام كما فرض الله الإيمان بمحمد فمن قال : آمنت بنبوة محمد وكفرت بولاية علي بن أبي طالبعليه‌السلام، فما آمن بنبوة محمد ، إن الله تعالى

__________________

(١) أمالي الطوسي : ٢٩٠ / مجلس ١١ / ح ١١.

(٢) تأويل الآيات : ٢ / ٤٩٣ ح ١.

(٣) الصافات : ٢٤.

(٤) البقرة : ٩١.

(٥) البقرة : ٩١.

٩٠

إذا بعث الخلائق يوم القيامة نادى منادي ربّنا نداء تعريف الخلائق في إيمانهم وكفرهم فقال : الله أكبر الله أكبر ، ومناد آخر ينادي : معاشر الخلائق ساعدوه على هذه المقالة ، فأما الدهرية والمعطّلة فيخرسون عن ذلك ولا تنطق ألسنتهم ويقولها سائر الناس [من الخلائق فيمتاز الدهرية والمعطلة عن سائر الناس بالخرس].

ثم يقول المنادي : اشهد أن لا إله إلا الله ، فيقول الخلائق كلهم ذلك إلا من كان يشرك بالله تعالى من المجوس والنصارى وعبدة الأوثان فإنهم يخرسون فيبينون بذلك من سائر الخلق ، ثم يقول المنادي : اشهد أن محمدا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيقولها المسلمون اجمعون وتخرس عنها اليهود والنصارى وسائر المشركين ، ثم ينادي مناد آخر من عرصات القيامة ألا فسوقوهم إلى الجنة لشهادتهم لمحمد بالنبوة ، فإذا النداء من قبل الله تعالى : لا بل قفوهم إنّهم مسئولون ، يقول [الملائكة] الذين قالوا سوقوهم لشهادتهم بالنبوة : لما ذا يقفون يا ربّنا؟ فإذا النداء من قبل الله تعالى : (وقوفهم إنّهم مسئولون) عن ولاية علي بن أبي طالب وآل محمد ، يا عبادي وإمائي إني أمرتهم مع الشهادة لمحمد شهادة أخرى ، فإذا جاءوا بها يعطوا (١) ثوابهم واكرموا مآبهم ، وإن لم يأتوا بها لم تنفعهم الشهادة لمحمد بالنبوّة ولا لي بالربوبية ، فمن جاء بها فهو من الفائزين ، ومن لم يأت بها فهو من الهالكين ، فقال : فمنهم من يقول : [قد] كنت لعلي بالولاية شاهدا ولآل محمد محبا وهو في ذلك كاذب يظن أن كذبه ينجيه فيقال لهم : سوف نستشهد على ذلك عليّاعليه‌السلام فتشهد أنت يا أبا الحسن ، فتقول : الجنة لأوليائي شاهدة ، فمن كان منهم صادقا خرجت إليه رياح الجنة ونسيمها فاحتملته فاوردته علالي الجنة وغرفها وأحلته دار المقامة من فضل ربّه لا يمسهم فيها نصب ولا يمسهم فيها لغوب ، ومن كان منهم كاذبا جاءته سموم النار وحميها وظلّها الذي هو ثلاث شعب لا ظليل ولا يغني من اللهب ، فتحمله فترفعه في الهواء وتورده نار جهنم.

ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : فلذلك أنت قسيم الجنة والنار تقول لها : هذا لي وهذا لك»(٢).

__________________

(١) فعظموا.

(٢) تفسير الإمام العسكري : ٤٠٦ ح ٢٧٥ ـ ٢٧٦.

٩١

الباب الثاني والخمسون

في أن العبد يسأل يوم القيامة عن أربع منها حب أهل البيت عليهم‌السلام

من طريق العامة وفيه أربعة أحاديث

الحديث الأوّل : الفقيه أبو الحسن علي بن محمد الشافعي المعروف ب (ابن المغازلي الواسطي) عن القاضي أبي الفرج أحمد بن علي بن جعفر بن محمد بن المعلى الحافظ قال : حدّثنا أبو الطيب ابن الفرخ حدّثنا الهيثم بن خلف حدثني أحمد بن محمد بن يزيد حدثني جعفر بن الحسن الأشقر حدّثنا هشيم عن أبي هاشم يعني الرمّاني عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما افناه ، وعن جسده فيما أبلاه ، وعن ماله فيما انفقه ومن أين اكتسبه ، وعن حبنا أهل البيت عليهم‌السلام» (١).

الحديث الثاني : إبراهيم بن محمد الحمويني المتقدم قال : أنبأني السيد النسّابة زين الدين مسند النقابة جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد الموسوي ـ رحمة الله عليهم ـ فيما أهداه لي قال : انبأني والدي النقيب قدس‌سره قال : أخبرني أبو القاسم علي بن علي بن منصور الحاري إجازة وأخبرني الشيخ أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحنبلي قالا : أنبأنا أبو القاسم ذاكر بن كامل الخفّاف قال : أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك بن الحسين الخلال سماعا قال : أنبأنا الشيخ الزكي أبو أحمد بن حمزه عن فضالة بن محمد الهروي بهراة قال : أنبأنا الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد ابن عبد الله بن يزداد بن علي بن عبد الله الرازي ثم البخاري ببخارى وقرأ عليه في داره فأقرأه في صفر سنة سبع وتسعين وثلاثمائة قال : نبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن مهرويه القزويني بقزوين قال : نبأنا داود بن سليمان يوسف بن أحمد الغازي قال : حدثني علي بن موسى الرضا عليه‌السلام : «قال : حدثني أبي موسى ابن جعفر عليه‌السلام عن أبيه جعفر بن محمد عليه‌السلام عن أبيه محمد بن علي عليه‌السلام عن أبيه علي بن الحسين عليه‌السلام عن أبيه الحسين بن علي عليه‌السلام عن أبيه علي بن أبي طالب عليه وعليهم صلوات الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا كان يوم القيامة لم تزل قدما عبد حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفي ما ذا أنفقه ، وعن حبّنا أهل

__________________

(١) مناقب ابن المغازلي : ٩٣ / ح ١٥٧.

٩٢

البيت» (١).

الحديث الثالث : ابن شهرآشوب من طريق العامة عن الثعلبي في تفسيره عن مجاهد عن ابن عباس وأبي القاسم القشيري [في تفسيره] عن الحاكم الحافظ بإسناده عن أبي برزة وابن بطه في إبانته بإسناده عن أبي سعيد الخدري كلهم عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «لا يزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربعة : عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن حبّنا أهل البيت» (٢).

الحديث الرابع : صدر الأئمة عند المخالفين أبو المؤيد موفق بن أحمد في كتاب فضائل عليعليه‌السلام قال : انبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني ، قال : أخبرنا شجاع بن المظفر بن شجاع العدل حدّثنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري حدّثنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ الكوفي حدّثنا المنذر بن محمد بن المنذر القابوسي حدثني أبي حدثني عمّي الحسين بن سعيد بن أبي الجهم عن أبان بن تغلب عن نفيع بن الحرث حدثني أبو برزة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ونحن جلوس ذات يوم : «والذي نفسي بيده لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأله الله تبارك وتعالى عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وعن جسده فيما أبلاه ، وعن ماله فما اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن حبّنا أهل البيت» فقال له عمر بن الخطاب : فما آية حبّكم من بعدك فوضع يده على رأس علي رحمه‌الله وهو إلى جانبه وقال: «إن حبّي من بعدي حبّ هذا» (٣).

__________________

(١) فرائد السمطين : ٢ / ٣٠١ / ب ٦١ / ح ٥٥٧.

(٢) مناقب آل أبي طالب : ٢ / ٤.

(٣) المناقب : ٧٦ / ح ٥٩.

٩٣

الباب الثالث والخمسون

في أن العبد يسأل يوم القيامة عن أربع منها حب أهل البيت عليهم‌السلام وولايتهم

من طريق الخاصة وفيه خمس أحاديث

الحديث الأول : الشيخ في أماليه قال : أخبرني محمد بن محمد يعني المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه قال : حدثني أبي عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه‌السلام قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تزل (١) قدم عبد مؤمن يوم القيامة من بين يدي الله عزوجل حتى يسأل عن أربع خصال : عمرك فيما افنيته ، وجسدك فيما أبليته ، ومالك من أين اكتسبته وأين وضعته، وعن حبّنا أهل البيت فقال رجل من القوم : وما علامة حبّكم يا رسول الله؟ فقال : محبة هذا ووضع يده على رأس علي بن أبي طالب عليه‌السلام» (٢).

الحديث الثاني : ابن بابويه بإسناده عن إسحاق بن موسى بن جعفر قال : حدثني أبي موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه أمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب عليه‌السلام قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : شبابه فيما أبلاه ، وعمره فيما أفناه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن حبّنا أهل البيت» (٣).

الحديث الثالث : شرف الدين النجفي فيما نزل في العترة عن ابن عباس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّه قال : «لا تزول قدم العبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن علمه ما ذا عمل به وعن حبّنا أهل البيت» (٤).

الحديث الرابع : ابن بابويه بإسناده عن رقية بنت إسحاق بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أمها عن آبائها قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال : عن عمره فيما أفناه وشبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين

__________________

(١) في المصدر : تزال.

(٢) أمالي الطوسي : ١٢٤ / مجلس ٥ / ح ٦.

(٣) الخصال : ٢٥٣ / ح ١٢٥.

(٤) تأويل الآيات : ٢ / ٤٩٣ ح ٣.

٩٤

اكتسبه وفيما انفقه ، وعن حبّنا أهل البيت» (١).

الحديث الخامس : الشيخ في أماليه بإسناده عن عبد الله بن عباس قال : قلت يا رسول الله أوصني؟

فقال : «عليك بمودّة علي بن أبي طالب والذي بعثني بالحق نبيّا لا يقبل الله من عبد حسنة حتى يسأله عن حبّ علي بن أبي طالب عليه‌السلام وهو تعالى أعلم فإن جاء بولايته قبل عمله على ما كان منه ، وإن لم يأت بولايته لم يسأله عن شيء ثم أمر به إلى النار» (٢).

__________________

(١) الخصال : ٢٥٣ / ١٢٥.

(٢) أمالي الطوسي : ١٠٤ / مجلس ٤ / ح ١٥.

٩٥

الباب الرابع والخمسون

في أنّه لا يجوز العبد على الصراط يوم القيامة

ولا يدخل الجنة إلّا بجواز من أمير المؤمنين عليه‌السلام بولايته وولاية أهل بيته

من طريق العامة وفيه عشر أحاديث

الحديث الأول : أبو المؤيد موفّق بن أحمد من أعيان العامة في كتاب فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام قال : ذكر الإمام محمد بن علي بن أحمد بن شاذان قال : أخبرني محمد بن حماد التستري عن محمد بن أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الله الأصبهاني عن أبيه عن هشيم عن يونس عن عبيد عن الحسن البصري عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إذا كان يوم القيامة قعد علي بن أبي طالب عليه‌السلام على الفردوس وهو جبل قد علا على الجنة وفوق عرش رب العالمين ومن سفحه متفجر أنهار الجنة ويتفرق في الجنان وهو جالس على كرسي من نور يجري من بين يديه التسنيم لا يجوز أحد الصراط إلّا ومعه براءة بولايته وولاية أهل بيته يشرف على الجنة فيدخل محبيه الجنة ومبغضيه النار» (١).

الحديث الثاني : موفق بن أحمد هذا أيضا قال : انبأني الحافظ الحسن أحمد المقري أخبرنا أحمد بن عبد الله حدّثنا أبو العباس أحمد بن علي بن محمد المرمي حدّثنا أبي حدّثنا إسماعيل ابن موسى حدّثنا محمد بن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن ابن عباس قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «إذا كان يوم القيامة أقام الله عزوجل جبرائيل ومحمدا عليهما‌السلام على الصراط فلا يجوزه أحد إلّا من كان معه براءة من علي كرم الله وجهه» (٢).

الحديث الثالث : أبو الحسن علي بن محمد الخطيب الشافعي المعروف ب (ابن المغازلي) في كتاب مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب اذنا عن القاضي أبي الفرج أحمد بن علي قال : حدّثنا أبو غانم سهل بن إسماعيل بن بلبل قال : حدّثنا أبو القاسم الطائي قال : حدّثنا محمد بن زكريا الغلابي ، حدّثنا العباس بن بكار عن عبد الله بن المثنى عن عمّه ثمامة بن عبد الله بن أنس عن أبيه [عن جده] قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إذا كان يوم القيامة ونصب

__________________

(١) المناقب : ٧١ / ح ٤٨.

(٢) المناقب : ٣١٩ / ح ٣٢٤.

٩٦

الميزان (١) على شفير جهنم لم يجز عليه إلّا من كان معه كتاب ولاية علي بن أبي طالب عليه‌السلام»(٢).

الحديث الرابع : ابن المغازلي أيضا في كتابه من عدة طرق بأسانيد مختلفة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والمعنى متقارب فيها أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «اذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على شفير جهنم لم يمر عليه إلّا من معه كتاب ولاية علي بن أبي طالب» (٣).

وفي بعض رواياتهم من عدة طرق بأسانيدها إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله «لم يجز على الصراط إلّا من معه جواز من علي بن أبي طالب» (٤).

الحديث الخامس : ابن المغازلي أيضا قال أخبرنا أبو محمد بن أحمد بن موسى الغندجاني قال : أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد الحفار قال : حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الرّحمن بن عبيد الله بن يزيد بن ورقاء الخزاعي قال : حدّثنا علي بن الحسين السعدي قال : حدّثنا إسماعيل بن موسى السدي قال : حدّثنا يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «علي يوم القيامة على الحوض لا يدخل الجنة إلّا من جاء بجواز من علي بن أبي طالب عليه‌السلام».

وروي : «أن جبرائيل يجلس على باب الجنة ولا يدخلها إلا من معه براءة من عليعليه‌السلام»(٥).

الحديث السادس : أبو شيرويه من أعيان علماء العامة من كتاب الفردوس في باب الحاء بالإسناد قال عن عمر بن الخطاب : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «حب علي براءة من النار» (٦).

الحديث السابع : أبو الحسن الفقيه محمد بن أحمد بن شاذان المتقدم من طريق العامة يرفعه الى أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إذا كان يوم القيامة أمر الله ملكين يقعدان على الصراط فلا يجوز أحد إلّا ببراءة أمير المؤمنين ومن لم تكن له براءة أمير المؤمنين أكبّه الله على منخريه في النار وذلك قوله تعالى : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) (٧) قلت : فداك أبي وأمي يا رسول الله ما معنى براءة أمير المؤمنين؟ قال : «مكتوب [بالنور الساطع] لا إله إلّا الله محمد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين علي ابن أبي طالب وصي (٨) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله» (٩).

__________________

(١) في المصدر : الصراط.

(٢) مناقب ابن المغازلي : ٢١٢ ، والعمدة عنه : ٣٦٩ / ح ٧٢٦.

(٣) مناقب ابن المغازلي : ١٥٩ / ح ٢٨٩.

(٤) ذخائر العقبى : ٧١ ، وينابيع المودة : ١ / ٣٣٨.

(٥) مناقب ابن المغازلي : ٩٣ / ح ١٥٧ وكذلك في الصفحة ٩٩ / ح ١٧٢.

(٦) الفردوسي : ٢ / ١٤٢ ح ٢٧٢٣ وفي طبعة ح ٢٥٤٥.

(٧) الصافات : ٢٤.

(٨) في المصدر : ولي الله.

(٩) مائة منقبة : ٣٧ المنقبة ١٦.

٩٧

الحديث الثامن : ابن شهرآشوب في كتاب الفضائل من طريق العامة عن أنس عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس قال : قلت للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله للنار جواز؟ قال : «نعم» قلت : وما هو؟ قال : «حب علي ابن أبي طالب عليه‌السلام» (١٠).

الحديث التاسع : إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة قال : أخبرني الشيخ الصالح عماد الدين عبد الحافظ بن بدران بن شبل المقدسي بقراءتي عليه قلت له : أخبرك القاضي جمال الدين أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري الحرستاني إجازة أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي أنبأنا شيخ السنّة أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي قال: أنبأنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الله البيع النيسابوري قال : حدثني عطية بن سعيد عبد الله بن منصور الأندلسي ابن محمد حدّثنا القاسم بن علقمة الأبهري حدّثنا عثمان بن جعفر الدينوري قال : حدّثنا إبراهيم بن عبد الله الصاعدي حدّثنا ذو النون المصري حدّثنا مالك بن أنس عن جعفر ابن محمد صلوات الله عليهم أجمعين عن علي عليه‌السلام قال : «قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة ونصب الصراط على جسر جهنم لم يجز بها أحد إلا من كانت معه براءة بولاية علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه» (١١).

__________________

(١٠) نهج الإيمان لابن جبر : ٥٠٥ ، وتاريخ بغداد : ٣ / ٣٨٠ ترجمة رقم ١٥١٩ (محمد بن فارس).

(١١) فرائد السمطين : ١ / ٢٨٩ / ب ٥٤ / ح ٢٢٨.

٩٨

الباب الخامس والخمسون

في أنه لا يجوز العبد الصراط يوم القيامة

ولا يدخل الجنة إلّا بجواز من أمير المؤمنين عليه‌السلام

من طريق الخاصة وفيه سبعة أحاديث

الحديث الأول : الشيخ في أماليه عن أبي محمد الفحام قال : حدّثنا أبو الفضل محمد بن هاشم الهاشمي صاحب الصلاة بسر من رأى قال : حدّثنا هاشم بن القاسم قال : حدّثنا محمد بن زكريا بن عبد الله الجوهري البصري عن عبد الله بن المثنى عن تمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك عن أبيه عن جده عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على جهنم لم يجز عليه إلا من معه جواز فيه ولاية علي بن أبي طالب عليه‌السلام وذلك قوله تعالى : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) يعني عن ولاية علي ابن أبي طالب عليه‌السلام» (١).

الحديث الثاني : شرف الدين النجفي في تأويل الآيات الباهرة في العترة الطاهرة قال : روى بحذف الإسناد عن محمد بن خيران قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قوله تعالى : (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ) (٢) فقال : «إذا كان يوم القيامة وقف محمد وعلي على الصراط ، فلا يجوز عليه إلّا من كان معه براءة»

قلت : وما براءة؟

قال : «ولاية علي بن أبي طالب والأئمة من ولده عليهم‌السلام ، وينادي مناد : يا محمد يا علي ألقيا في في جهنم كل كفّار بنبوتك عنيد لعلي بن أبي طالب والأئمة من ولده» (٣).

الحديث الثالث : الشيخ المفيد في أماليه بإسناده عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصير عن أبي جعفر محمد بن علي عن آبائه عليهم‌السلام قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : كيف بك يا علي إذا وقفت على شفير جهنم وقد مدّ الصراط وقيل للناس : جوزوا وقلت لجهنم : هذا لي وهذا لك ، فقال علي عليه‌السلام : يا

__________________

(١) أمالي الطوسي : ٢٩٠ / مجلس ١١ / ح ١١.

(٢) ق : ٢٤.

(٣) تأويل الآيات : ٢ / ٦١٠ ح ٥.

٩٩

رسول لله ومن أولئك؟ قال : أولئك شيعتك معك حيث كنت» (١).

الحديث الرابع : تفسير العسكري عليه‌السلام قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : معاشر الناس أحبّوا موالينا مع حبكم لنا ، هذه زيد بن حارثة وابنه أسامة من خواص موالينا فأحبّوهما ، فو الذي بعث محمدا بالحق نبيّا لينفعكم حبهما.

قالوا : وكيف ينفعنا حبّهما؟

قال : إنهما يأتيان يوم القيامة عليا ـ صلوات الله عليه وآله ـ بخلق عظيم من محبيهما أكثر من ربيعة ومضر بعدد كل واحد منهما فيقولان : يا أخا رسول الله هؤلاء أحبّونا بحب محمد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبحبّك فيكتب لهم علي عليه‌السلام جوازا على الصراط فيعبرون عليه ويردون الجنة سالمين ، وذلك أن أحدا لا يدخل الجنة من سائر أمة محمد إلّا بجواز من علي صلوات الله عليه على الصراط» (٢).

الحديث الخامس : كتاب فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام بالاسناد عن جابر بن عبد الله قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : الذي روي أنه لا يجوز أحد إلا ببراءة علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : «إنما هو من وجد في صحيفته حبّ علي وسبطيه جاز الصراط ، وإن كان مبغضا ومنقضا وقع في النار» (٣).

الحديث السادس : ابن بابويه قال : حدثني أبي رضي الله عنه قال : حدّثنا الحسين بن أحمد المالكي عن أبيه عن إبراهيم بن أبي محمود عن علي بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن عليعليه‌السلام قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي أنت المظلوم بعدي فالويل لمن ظلمك واعتدى عليك ، وطوبى لمن تبعك ولم يختر عليك يا علي أنت المقاتل بعدي فويل لمن قاتلك ، وطوبى لمن معك يا علي ، أنت الذي تنطق بكلامي وتتكلم بلساني بعدي فويل لمن ردّ عليك وطوبى لمن قبل كلامك يا علي أنت سيّد هذه الأمة بعدي وأنت إمامها وخليفتي عليها ومن فارقك فارقني يوم القيامة ، ومن معك كان معي يوم القيامة ، يا علي أنت أول من آمن بي وصدقني ، وأنت أول من أعانني على أمري وجاهد معي عدوّي ، وأنت أول من صلّى معي والناس ـ يومئذ في غفلة الجهالة.

يا علي أنت أول من تنشق عنه الأرض معي وأنت أول من يبعث معي وأنت أول من تجوز

__________________

(١) أمالي المفيد : ٣٢٨ / مجلس ٣٨ / ح ١٢.

(٢) تفسير الإمام العسكري : ٤٤١ / ح ٢٩٣.

(٣) لم نجده في المصادر بهذه الألفاظ.

١٠٠