غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٣

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي

غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٣

المؤلف:

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي


المحقق: السيد علي عاشور
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٥٣

وزوج ابنته وأبو ولده أنا سيد الوصيين ووصي سيد النبيين ، وأنا الحجة العظمى والآية الكبرى والمثل الأعلى وباب النبي المصطفى أنا العروة الوثقى وكلمة التقوى وأمين الله جل ذكره على أهل الدنيا» (١).

الحديث الرابع : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن علي قال : حدّثنا عمّي محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن ثابت بن أبي صفية عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «معاشر الناس من أحسن من الله قيلا واصدق من الله حديثا معاشر الناس إن ربكم جلّ جلاله أمرني أن اقيم لكم عليا علما وإماما وخليفة ووصيا وإن اتخذه أخا ووزيرا معاشر الناس إن عليا باب الهدى بعدي والدّاعي إلى ربّي وهو صالح المؤمنين (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صالِحاً وَقالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) معاشر الناس إن عليا منّي ولده ولدي وهو زوج حبيبتي ، أمره أمري ونهيه نهيي ، معاشر الناس عليكم بطاعته واجتناب معصيته فإن طاعته طاعتي ومعصيته معصيتي ، معاشر الناس إن عليا صديق هذه الأمة وفاروقها ومحدثها إنه هارونها ويوشعها وآصفها وشمعونها إنه باب حطّتها وسفينة نجاتها إنه طالوتها وذو قرنيها ، معاشر الناس إنه محنة الورى والحجة العظمى والآية الكبرى وإمام أهل الدنيا والعروة الوثقى معاشر الناس ، إن عليا مع الحق ، والحق معه ، وعلى لسانه معاشر الناس إن عليا قسيم النار لا يدخل ولي له ولا ينجو منها عدوّ له ، إنه قسيم الجنة لا يدخلها عدوّ له ولا يتزحزح عنها ولي له ، معاشر أصحابي قد نصحت لكم وبلّغتكم رسالة ربي ولكن لا تحبون الناصحين أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم» (٢).

الحديث الخامس : ابن بابويه بإسناده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «الأئمة من ولد الحسين من اطاعهم فقد اطاع الله ومن عصاهم فقد عصى الله هم العروة الوثقى وهم الوسيلة إلى الله تعالى» (٣).

الحديث السادس : ابن بابويه بإسناده قال رسول الله : «من أحب أن يستمسك بالعروة الوثقى فليتمسك بحب علي وأهل بيته» (٤).

الحديث السابع : الحسين بن جبير في نخب المناقب بإسناده إلى الرضا عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: «من أحب أن يتمسك بالعروة الوثقى فليتمسك بحب علي بن أبي طالب»(٥).

الحديث الثامن : سعد بن عبد الله القمي في (بصائر الدرجات) عن أحمد وعبد الله ابني محمد

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٩٢ / مجلس ١٠ / ح ٧.

(٢) أمالي الصدوق : ٨٣ / مجلس ٨ / ح ٤.

(٣) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ١ / ٦٣ / ح ٢١٧.

(٤) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ١ / ٦٣ / ح ٢١٦.

(٥) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ١ / ٦٣ ح ٢١٦.

٤١

ابن عيسى ومحمد بن الحسين بن الخطاب ويعقوب بن يزيد ومحمد بن عيسى بن عبيد عن الحسن بن محبوب عن إسحاق بن غالب عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه قال في خطبة طويلة له : «مضى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وخلف في أمته كتاب الله ووصيه علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه‌السلام وإمام المتقين وحبل الله المتين وعروته الوثقى التي لا انفصام لها وعهده المؤكد صاحبان مؤتلفان يشهد كل واحد منهما لصاحبه بالتصديق ينطق بالإمام عن الله عزوجل في الكتاب بما أوجب الله فيه على العباد من طاعة الله وطاعة الإمام وولايته ، وواجب حقه الذي أراد الله من استكمال دينه واظهار أمره والاحتجاج بحجته والاستضاء بنوره في معادن أهل صفوته ومصطفى أهل خيرته ، فأوضح الله به الهدى (١) من أهل بيت نبيّنا صلى‌الله‌عليه‌وآله عن دينه ، وأبلج بهم عن منهاج سبيله ووضح (٢) بهم عن باطن ينابيع علمه ، فمن عرف من أمة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله واجب حق إمامته وجد طعم حلاوة إيمانه وعلم فضل طلاوة إسلامه ؛ لأن الله عزوجل ورسوله نصب الإمام علما لخلقه وحجة على أهل عالمه ألبسه تاج الوقار وغشّاه [من] نور الجبّار يمد بسبب إلى السماء لا ينقطع موادّه (٣) ولا ينال ما عند الله إلّا بجهة اسبابه (٤) ، ولا يقبل الله معرفة العباد إلا بمعرفته ، هو عالم بما يرد عليه من ملبسات الوحي ومعمّيات (٥) السنن ومشتبهات الفتن ، ولم يكن الله ليضلهم بعد إذ هداهم حتى يبيّن لهم ما يتقون وتكون الحجة من الله على العباد بالغة» (٦).

وروى هذا الحديث محمد بن يعقوب في (الكافي) بزيادة ونقصان هكذا عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن إسحاق بن غالب عن أبي عبد الله عليه‌السلام في خطبة له يذكر فيها حال الأئمة عليهم‌السلام وصفاتهم : «إن الله عزوجل أوضح بأئمة الهدى من أهل بيت نبيّنا عن دينه وأبلج بهم عن سبيل منهاجه ، ومنح بهم ـ في نسخة : وفتح بهم ـ عن باطن ينابيع علمه ، فمن عرف من أمة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وأحب حق إمامته وجد طعم حلاوة إيمانه وعلم فضل طلاوة إسلامه ، لأن الله تبارك وتعالى نصب الإمام علما لخلقه وجعله حجة على أهل موادّه وعالمه ، ألبسه الله تاج الوقار وغشّاه من نور الجبار يمدّ بسبب إلى السماء لا ينقطع عنه موادّه ، ولا ينال ما عند الله إلّا بجهة أسبابه ، ولا يقبل الله أعمال العباد إلّا بمعرفته ، فهو عالم بما يرد عليه من ملتبسات الدجى ومعميات السنن ومشتبهات الفتن ، فلم يزل الله تبارك وتعالى يختارهم لخلقه من ولد الحسين عليه‌السلام من عقب كل إمام يصطفيهم لذلك ويجتبيهم ويرضى بهم لخلقه

__________________

(١) في المصدر : قد ذخر الله بأئمة الهدى.

(٢) في المصدر : وفتح.

(٣) في المصدر : موارده.

(٤) في المصدر : بجهد أسباب سبيله.

(٥) في المصدر : مصيبات.

(٦) بصائر الدرجات : ٤٣٣ ح ٢ باب ١٧.

٤٢

ويرتضيهم ، كل ما مضى منهم إمام نصب لخلقه من عقبه إماما علما بيّنا وهاديا نيرا وإماما قيما وحجة عالما ، أئمة من الله يهدون بالحق وبه يعدلون حجج الله ودعاته ورعاته على خلقه يدين بهداهم (١) العباد وتستهل بنورهم البلاد وينموا ببركتهم التلاد ، جعلهم الله حياة للأنام ومصابيح للظلام ومفاتيح للكلام ودعائم للإسلام جرت بذلك فيهم مقادير الله على محتومها.

فالإمام هو المنتجب المرتضى والهادي المنتجى والقائم المرتجى اصطفاه الله بذلك واصطنعه على عينه في الذر حين ذراه وفي البرية حين برأه ، ظلا قبل خلق نسمة عن يمين عرشه محبوا بالحكمة في علم الغيب عنده ، اختاره بعلمه وانتجبه لطهره ، بقية من آدم عليه‌السلام وخيرة من ذرية نوح ومصطفى من آل إبراهيم ، وسلالة من إسماعيل صفوة من عترة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، لم يزل مرعيا بعين الله يحفظه ويكلؤه بستره ، مطرودا عنه حبائل إبليس وجنوده مدفوعا عنه وقوب الغواسق (٢) ونفوث كل فاسق ، مصروفا عنه قوارف السوء مبرءا من العاهات ، محجوبا عن الآفات معصوما من الزلات مصونا عن الفواحش كلها ، معروفا بالحلم والبرّ في بقاعه (٣) منسوبا إلى العفاف والعلم والفضل عند انتهائه ، مسندا إليه أمره والده صامتا عن النطق في حياته ، فإذا انقطعت مدة والده إلى أن انتهت به مقادير الله إلى مشيئته وجاءت الإرادة من الله فيه إلى محبته وبلغ منتهى مدة والدهعليه‌السلام فمضى وصار أمر الله إليه من بعده ، وقلّده دينه وجعله الحجة على عباده وقيّمه في بلاده وأيّده بروحه وأتاه علمه وأنبأه أفضل (٤) بيانه ، واستودعه سره وانتدبه لعظيم أمره وأنبأه فضل بيان علمه ونصبه علما لخلقه وجعله حجة على أهل عالمه وضياء لأهل دينه والقيّم على عباده.

رضي الله به إماما لهم استودعه سره واستحفظه علمه واستخبأه حكمته واسترعاه لدينه وانتدبه لعظيم أمره وأحيا به مناهج سبيله وفرائضه وحدوده ، فقام بالعدل عند تحير أهل الجهل وتحيير أهل الجدل ، بالنور الساطع والشفاء النافع بالحق الأبلج والبيان اللائح من كل مخرج على طريق المنهج الذي مضى عليه الصادقون من آبائه عليهم‌السلام فليس يجهل حق هذا العالم إلّا شقي ، ولا يجحده إلّا غوي ، ولا يصد عنه إلّا جري على الله جلّ وعلا» (٥).

__________________

(١) في المصدر : بهديهم.

(٢) الغاسق : الليل المظلم ، والوقوب : الدخول.

(٣) في المصدر : يفاعه : واليفاع أول السنة.

(٤) في المصدر : فصل.

(٥) الكافي : ١ / ٢٠٥ ـ ٢٠٣ ح ٢.

٤٣

الباب الأربعون

في أن الصراط المستقيم محمد وأهل بيته صلى الله عليهم

من طريق العامة وفيه ثلاثة أحاديث

الحديث الأول : إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة بإسناده إلى أبي جعفر ابن بابويه قال : نبأنا أبي قال : نبأنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن العباس بن معروف عن عبد الله بن عبد الرّحمن البصري عن أبي المعزى حميد بن المثنى العجلي عن أبي بصير عن خيثمة الجعفي عن أبي جعفر عليه‌السلام قال سمعته يقول : «نحن جنب الله ونحن صفوته ونحن خيرته نحن مستودع مواريث الأنبياء ونحن أمناء الله عزوجل ، ونحن حجة الله ونحن أركان الإيمان ونحن دعائم الإسلام ونحن من رحمة الله على خلقه ، ونحن بنا يفتح الله وبنا يختم ونحن أئمة الهدى ونحن مصابيح الدجى ، ونحن منار الهدى ونحن السابقون ونحن الآخرون ، ونحن العلم المرفوع للخلق من تمسّك بنا لحق ومن تأخر عنا غرق ونحن قادة الغرّ المحجلين ، ونحن خير الله ونحن الطريق الواضح والصراط المستقيم إلى الله ونحن من نعمة الله عزوجل على خلقه ونحن المنهاج ، ونحن معدن النبوة ونحن موضع الرسالة ونحن الذين مختلف الملائكة ، ونحن السراج لمن استضاء بنا ونحن السبيل لمن اقتدى بنا ونحن الهداة إلى الجنة ، ونحن عرى الإسلام ونحن الجسور والقناطر من مضى عليها لم يسبق ومن تخلف عنها محق ، ونحن السّنام الأعظم ونحن بنا ينزل الله عزوجل الرحمة وبنا يسقون الغيث ونحن الذين بنا يصرف عنكم العذاب فمن عرفنا وابصرنا وعرف حقّنا ويأخذ بأمرنا فهو منّا وإلينا» (١).

الحديث الثاني : الثعلبي في تفسيره في تفسير قوله تعالى : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) قال مسلم ابن حيان : سمعت أبا بريدة يقول : صراط محمد وآله (٢).

الحديث الثالث : تفسير وكيع بن الجراح عن سفيان الثوري عن السدّي عن اسباط ومجاهد عن عبد الله بن عباس في قوله : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) قال : قولو معاشر العباد ارشدنا إلى حب محمد وآل بيته (٣).

__________________

(١) فرائد السمطين : ٢ / ٢٥٣ / ب ٤٨ / ح ٥٢٣.

(٢) مناقب آل أبي طالب الثعلبي وابن شاهين : ٢ / ٢٧١ ، ونهج الإيمان لابن جبر : ٥٤٠.

(٣) المصدر السابق.

٤٤

الباب الحادي والأربعون

في أن الصراط المستقيم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين والأئمة عليهم‌السلام

من طريق الخاصة وفيه أربعة وعشرون حديثا

الحديث الأول : علي بن إبراهيم في تفسيره قال : حدثني أبي عن حماد عن أبي عبد الله صلوات الله عليه في قوله : (الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) قال : «هو أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ ومعرفته والدليل على أنه أمير المؤمنين من قوله : (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ)» (١).

الحديث الثاني : ابن بابويه قال : حدّثنا أبي رحمة الله قال : حدّثنا محمد بن أحمد بن علي بن الصلت عن عبد الله بن الصلت عن يونس بن عبد الرّحمن [عمن ذكره] عن عبد الله الحلبي عن أبي عبد الله قال : «الصراط المستقيم أمير المؤمنين» (٢).

الحديث الثالث : محمد بن الحسن الصفّار عن عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن علي ابن اسباط عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال. سألته عن قول الله تبارك وتعالى : (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ) : قال : «هو والله علي هو والله الميزان والصراط» (٣).

الحديث الرابع : محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن النضر بن سويد (٤) عن خالد بن حماد ومحمد بن الفضيل عن الثمالي عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : «أوحى الله إلى نبيّه (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) إنك على ولاية علي وعلي هو الصراط» (٥).

الحديث الخامس : محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين عن الضر بن سويد عن خالد بن حماد ومحمد بن الفضيل عن الثمالي عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله (٦).

الحديث السادس : علي بن إبراهيم قال : حدّثنا جعفر بن أحمد قال : حدّثنا عبد الكريم بن

__________________

(١) تفسير القمي : ١ / ٢٨.

(٢) معاني الأخبار : ٣٢ ح ٢ ، باب معنى الصراط.

(٣) البصائر : ٩٩ ح ٩ باب النوادر.

(٤) في المصدر : شعيب وفي البصائر سويد.

(٥) الكافي : ١ / ٤١٧ ح ٢٤.

(٦) البصائر : ٩١ ح ٧ باب ٧.

٤٥

عبد الرحيم عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه‌السلام قال: «أوحى الله إلى نبيّه (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ) في علي إنك على صراط مستقيم أي إنك على ولاية علي وعلي هو الصراط المستقيم» (١).

الحديث السابع : محمد بن الحسن الصفّار عن عبد الله بن عامر عن أبي عبد الله البرقي عن الحسن بن عثمان عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : (إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) «إنّك لتأمر بولاية علي وتدعو إليها وعلي هو الصراط المستقيم»(٢).

الحديث الثامن : علي بن إبراهيم قال : حدّثنا جعفر بن أحمد قال : حدّثنا محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله عزوجل لنبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) يعني «إنك لتأمر بولاية علي أمير المؤمنين وتدعو لها ، وعلي هو الصراط المستقيم (صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض) يعني عليا أنه جعله خازنا على ما في السماوات وما في الأرض من شيء وائتمنه عليه (ألا إلى الله تصير الأمور) (٣).

الحديث التاسع : محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه‌السلام قال : قلت : (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (٤) قال : «إن الله ضرب مثلا من حاد عن ولاية علي كمن يمشي على وجهه لا يهتدي لأمره وجعل من تبعه سويا على صراط مستقيم ، والصراط المستقيم أمير المؤمنين» (٥).

الحديث العاشر : علي بن إبراهيم قال : حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن النضر بن سويد عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) قال : «الطريق ومعرفة الإمام» (٦).

الحديث الحادي عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال : حدّثنا عبد الرّحمن بن محمد الحسيني قال : حدّثنا أبو جعفر أحمد بن عيسى بن أبي مريم العجلي قال : حدّثنا محمد بن أحمد بن عبد الله بن زياد العرزمي قال : حدّثنا علي بن حاتم المنقري عن المفضل ابن عمر قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن الصراط قال : «هو الطريق إلى معرفة الله عزوجل وهما

__________________

(١) تفسير القمي : ٢ / ٢٨٦.

(٢) بصائر الدرجات : ٩٨ ح ٥ باب النوادر في الولاية.

(٣) تفسير القمي : ٢ / ٢٨٠.

(٤) المنافقون : ٣.

(٥) الكافي : ١ / ٤٣٣ ح ٩١.

(٦) تفسير القمي : ١ / ٢٨.

٤٦

صراطان : صراط في الدنيا ، وصراط في الآخرة ، فأما الصراط في الدنيا فهو الإمام المفترض الطاعة من عرفه في الدنيا واقتدى بهداه مرّ على الصراط الذي هو جسر جهنم في الآخرة ومن لم يعرفه في الدنيا زلت قدمه عن صراط في الآخرة فتردّى في نار جهنم» (١).

الحديث ثاني عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال : حدثني ثابت الثمالي عن سيد العابدين علي بن الحسين صلوات الله عليهما قال : «ليس بين الله وبين حجته حجاب ولا لله دون حجته ستر ، نحن أبواب الله ونحن الصراط المستقيم ، ونحن عيبة علمه ونحن تراجمة وحيه ونحن أركان توحيده ونحن موضع سرّه» (٢).

الحديث الثالث عشر : العياشي في تفسيره بإسناده عن داود بن فرقد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : «(اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) يعني أمير المؤمنين صلوات الله عليه» (٣).

الحديث الرابع عشر : الشيخ محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسيره قال : حدّثنا علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد عن علي بن هلال عن الحسن بن وهب عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله عزوجل (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ) قال : «في علي بن أبي طالب» (٤).

الحديث الخامس عشر : علي بن إبراهيم قال أخبرنا الحسن بن علي عن أبيه عن الحسين بن سعيد عن محمد بن سنان عن أبي خالد القماط عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : (هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) قال : «نحن السبيل فمن أبى فهذه السبيل [فقد كفر]» (٥).

الحديث السادس عشر : العياشي بإسناده عن بريد العجلي عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) قال : تدري ما يعني ب (صِراطِي مُسْتَقِيماً) قلت : لا ، قال : «ولاية علي والأوصياء» قال : «وتدري ما يعني (فَاتَّبِعُوهُ)؟ قلت : لا ، قال : «يعني عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ـ قال ـ وتدري ما يعني (وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ)؟ قلت : لا ، قال : «ولاية فلان وفلان والله» قال : وتدري ما يعني (فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ)؟ قلت : لا ، قال : «يعني سبيل علي عليه‌السلام» (٦).

__________________

(١) معاني الأخبار : ٣٢ / ح ١.

(٢) معاني الأخبار : ٣٥ / ح ٥.

(٣) تفسير العياشي : ١ / ٢٤ ح ٢٥.

(٤) تأويل الآيات : ٢ / ٥٦٠ ح ٢١.

(٥) تفسير القمي : ١ / ٢٢١.

(٦) تفسير العياشي : ١ / ٣٨٤ ح ١٢٥.

٤٧

الحديث السابع عشر : العياشي بإسناده عن سعد عن أبي جعفر عليه‌السلام (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ) قال : «آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله الصراط الذي دلّ عليه» (١).

الحديث الثامن عشر : ابن الفارسي في (الروضة) قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : (أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) قال : «سألت الله أن يجعلها لعلي ففعل» (٢).

الحديث التاسع عشر : شرف الدين النجفي في (تأويل الآيات الباهرة في العترة الطاهرة) قال : تأويله ما ذكره علي بن إبراهيم في تفسيره قال : حدثني أبي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه‌السلام (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ) قال : «طريق الإمامة فاتّبعوه (وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ) أي طرقا غيرها (ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (٣).

ثم قال شرف الدين : وذكر علي بن يوسف بن جبر في كتاب (نهج الإيمان) قال : «الصراط المستقيم» هو علي بن أبي طالب في هذه الآية لما رواه إبراهيم الثقفي في كتابه بإسناده إلى أبي بريدة الأسلمي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) قال : «سألت الله أن يجعلها لعلي ففعل» (٤).

قلت : وروى ابن شهرآشوب هذا الحديث في كتاب (المناقب) عن إبراهيم الثقفي بإسناده عن أبي بريدة الأسلمي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الحديث بعينه (٥).

الحديث العشرون : ابن شهرآشوب عن ابن عباس كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يحكم وعلي بين يديه مقابله ورجل عن يمينه ورجل عن شماله فقال عليه‌السلام : «اليمين والشمال مضلة والطريق المستوي الجادة» ثم أشار بيده (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ) الآية (٦).

الحديث الحادي والعشرون : عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بينما (٧) أصحابه عنده إذ قال وأشار بيده إلى عليّ : (هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ) الآية [فقال النبي : كفاك يا عدوي] (٨)

الحديث الثاني والعشرون : علي بن إبراهيم قال : حدّثنا جعفر بن أحمد قال : حدّثنا عبد الكريم ابن عبد الرحيم عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفرعليه‌السلام نزلت هاتان الآيتان هكذا قول الله : (حَتَّى إِذا جاءَنا) يعني فلانا وفلانا يقول احدهما لصاحبه حين

__________________

(١) المصدر السابق : ح ١٢٦.

(٢) روضة الواعظين : ١٠٦.

(٣) تأويل الآيات : ١ / ١٦٧ ح ٩.

(٤) المصدر السابق : ح ١٠ ، ونهج الإيمان لابن جبر : ٥٣٩.

(٥) مناقب آل أبي طالب : ٢ / ٢٧٠.

(٦) المصدر السابق : ٢٧١.

(٧) في المصدر : هيأ.

(٨) مناقب آل أبي طالب : ٢ / ٢٧١.

٤٨

يراه : يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين فقال الله لنبيّه : قل لفلان وفلان واتباعهما لن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم آل محمد حقهم إنكم في العذاب مشتركون ثم قال الله لنبيّه (أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كانَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ، فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) يعني من فلان وفلان واتباعهما ثم أوحى الله إلى نبيّه (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ) في علي (إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) يعني إنك على ولاية علي وهو علي الصراط المستقيم» (١).

الحديث الثالث والعشرون : ابن بابويه قال : حدّثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال: حدّثنا فرات بن إبراهيم الكوفي قال : حدثني محمد بن الحسن بن إبراهيم قال : حدّثنا ألوان بن محمد قال : حدّثنا حنان بن سدير عن جعفر بن محمد عليه‌السلام قال : قول الله عزوجل في الحمد (صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) «يعني محمدا وذريّته صلوات الله عليهم» (٢).

الحديث الرابع والعشرون : محمد بن الحسن الصفّار في (بصائر الدرجات) عن عبد الله بن عامر عن العباس بن معروف وعبد الله بن عبد الرّحمن البصري عن أبي المعزى عن أبي بصير عن أبي خيثمة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سمعته يقول : «نحن جنب الله وصفوته ونحن خيرته ونحن مستودع مواريث الأنبياء ، ونحن أمناء الله ونحن حجة الله ونحن أركان الإيمان ونحن دعائم الإسلام ونحن من رحمة الله على خلقه ، ونحن الذين بنا يفتح [الله] وبنا يختم ، ونحن أئمة الهدى ونحن مصابيح الدجى ، ونحن منار الهدى ونحن السّباقون (٣) ونحن الآخرون ، ونحن العلم المرفوع للخلق من تمسّك بنا لحق ومن تخلف عنها غرق ، ونحن قادة الغر المحجلين ونحن خيرة الله ونحن الطريق والصراط المستقيم إلى الله ، ونحن نعمة الله على خلقه ونحن المنهاج ونحن معدن النبوة ونحن موضع الرسالة ونحن الذين إلينا مختلف الملائكة ونحن السراج لمن استضاء بنا ، ونحن السبيل لمن اقتدى بنا ونحن الهداة إلى الجنة ونحن عز الإسلام ونحن المحسودون ونحن القناطر (٤) من مضى عليها لم يسبق(٥) ومن تخلف عنها محق ، ونحن السنام الأعظم ونحن الذين بنا تنزل الرحمة وبنا تسقون الغيث ونحن الذين بنا يصرف عنكم العذاب ، فمن عرفنا ونصرنا وعرف حقّنا وأخذ بأمرنا فهو منّا وإلينا».

__________________

(١) تفسير القمي : ٢ / ٢٨٦.

(٢) معاني الأخبار : ٣٦ / ح ٧.

(٣) في المصدر : السابقون.

(٤) في المصدر : الجسور القناطر.

(٥) في المصدر : سبق.

٤٩

الباب الثاني والأربعون

في قوله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)

يعني محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله وآل محمد عليهم‌السلام

من طريق العامة وفيه سبعة أحاديث

الحديث الأول : صدر الأئمة عند المخالفين اخطب خوارزم أبو المؤيد موفق بن أحمد من أعيان علماء العامة في كتاب (الفضائل) قال : انبأني أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الحافظ الهمداني إجازة قال : أخبرنا الحسن بن أحمد المنقري أخ أحمد بن عبد الله الحافظ أخبرنا محمد بن أحمد بن علي بن مخلد أخ محمد ابن عثمان أخ إبراهيم بن محمد بن ميمون حدّثنا محمد بن مروان عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) قال : هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه (١).

الحديث الثاني : موفق بن أحمد هذا قال : انبأني أبو العلاء الحسن بن أحمد هذا أخبرنا الحسن ابن أحمد المنقري أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ اخ محمد بن أحمد بن علي بن مخلّد أخ محمد ابن عثمان حدّثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون حدّثنا محمد بن مروان عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنه قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) قال : «هو علي بن أبي طالب عليه‌السلام» (٢).

قلت : رواه موفق مكرر أو كرره لاختلاف بعض رواته.

الحديث الثالث : إبراهيم بن محمد الحمويني من اعيان علماء العامة قال : أخبرنا الإمام مجد الدين محمد بن يحيى بن الحسين بن عبد الكريم الكرجي بقراءتي عليه في داره بمدينة قزوين في شهور سنة سبع وسبعين وستمائة قلت له : أخبركم الإمام رضي الدين المؤيد بن محمد بن علي الطوسي إجازة؟ قال : نعم ، قال : قال : أنبأنا جدي لأمي أبو العباس محمد بن العباس العصاري المعروف بعباسة بسماعي عليه قال : أنبأنا القاضي أبو سعيد محمد بن سعيد الفرخزادي النوقاني قال : أنبأنا الأستاذ أبو إسحاق أحمد بن محمد الثعلبي قال : قال أخبرني عبد الله بن محمد بن

__________________

(١) المناقب : ٢٨٠ / ح ٢٧٣.

(٢) المناقب : ٢٨٠ / ح ٢٧٣.

٥٠

عبد الله ، نبأنا محمد بن عثمان بن الحسن ، نبأنا محمد بن الحسين بن صالح ، نبأنا علي بن جعفر بن موسى ، نبأنا جندل بن والق ، نبأنا محمد بن عمر المازني حدّثنا الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في هذه الآية (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) قال : «مع علي بن أبي طالب عليه‌السلام وأصحابه» (١).

الحديث الرابع : أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصفهاني في كتابه بإسناده عن ابن عباس قدس‌سره في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) قال : هو علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٢).

الحديث الخامس : أبو نعيم هذا عن جعفر بن محمد في قوله عزوجل : (اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) قال : «محمد وعلي عليهما‌السلام» (٣).

الحديث السادس : ابن شهرآشوب من طريق العامة من تفسير أبي يوسف يعقوب بن سفيان حدّثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) قال : أمر الله الصحابة أن يخافوا الله ثم قال : (وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) يعني مع محمد وأهل بيته (٤).

الحديث السابع : ابن شهرآشوب أيضا من طريق العامة من كتاب (شرف المصطفى) عن الحركوشي والكشف عن الثعلبي قالا : روى الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي عليه‌السلام في هذه الآية قال : «محمد وآله عليهم‌السلام» (٥).

__________________

(١) فرائد السمطين : ١ / ٣٦٩ / ب ٦٨ / ح ٢٩٩.

(٢) الدر المنثور : ٣ / ٢٩٠ ، وتاريخ دمشق : ٤٢ / ٣٦١ ط. دار الفكر.

(٣) كشف الغمة : ٢ / ٣٧٥ ، وما نزل في القرآن في علي لابي نعيم : ١٠٤.

(٤) مناقب آل أبي طالب : ٢ / ٢٨٨.

(٥) المصدر السابق وفيه : محمد وعلي.

٥١

الباب الثالث والأربعون

في قوله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)

يعني النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمة صلوات الله عليهم

من طريق الخاصة وفيه عشرة أحاديث

الحديث الأول : محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أحمد بن حامد عن ابن اذينة عن بريد بن معاوية العجلي قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) قال : «إيانا عنى» (١).

وروى : هذا الحديث محمد بن الحسن الصفار في (بصائر الدرجات) بعين السند والمتن(٢).

الحديث الثاني : محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : سألته عن قول الله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) قال : «الصادقون هم الأئمة والصديقون بطاعتهم» (٣).

الحديث الثالث : محمد بن الحسن الصفار عن الحسين بن محمد بن معلى بن محمد عن الحسن عن أحمد بن بن محمد : قال : سألت الرضا عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) قال : «الصادقين الأئمة الصديقون بطاعتهم» (٤).

الحديث الرابع : الشيخ الطوسي في أماليه قال : أخبرنا أبو عمر ـ يعني ابن مهدي ـ قال : أخبرنا أحمد ـ يعني بن عقدة ـ قال : حدّثنا يعقوب بن يوسف بن زياد قال : حدّثنا حسين بن حماد عن أبيه عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) قال : «مع علي بن أبي طالب عليه‌السلام» (٥).

الحديث الخامس : محمد بن الحسن الشيباني في (نهج البيان) في معنى الآية قال : روى عن أبي

__________________

(١) الكافي : ١ / ٢٠٨ ح ١.

(٢) البصائر : ٥١ / ح ١ / باب ١٤.

(٣) الكافي : ١ / ٢٠٨ ح ٢.

(٤) البصائر : ٥١ / ح ٢ / باب ١٤.

(٥) أمالي الطوسي : ٢٥٥ / ح ٤٦١ / مجلس ٩ / ح ٥٣.

٥٢

جعفر وأبي عبد الله عليهما‌السلام : إن الصادقين هاهنا هم الأئمة الطاهرون من آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله» قال : وروى أيضا «أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله سئل عن (الصادقين) هاهنا فقال : هم علي وفاطمة وحسن وحسين وذريّتهم الطاهرون إلى يوم القيامة» (١).

الحديث السادس : أبو علي الطبرسي في (مجمع البيان) قال : روى عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله (وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) قال : مع آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله (٢).

الحديث السابع : سليم بن قيس الهلالي في كتابه في حديث المناشدة قال أمير المؤمنين : «فأنشدكم الله أتعلمون أن الله عزوجل أنزل (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)؟ فقال سلمان : يا رسول الله أعامة هي أم خاصة؟ قال : أما المأمورون فالعامة مع المؤمنين (٣) أمروا بذلك ، وأما الصادقون فخاصة لأخي علي والأوصياء من بعده إلى يوم القيامة»(٤).

الحديث الثامن : العياشي بإسناده في تفسيره عن أبي حمزة الثمالي قال : قال أبو جعفرعليه‌السلام : «يا أبا حمزة إنما يعبد الله من عرف الله وأما من لم يعرف الله كأنما يعبد غيره هكذا ضال».

قلت : أصلحك الله وما معرفة الله؟ قال : تصدق الله وتصدق محمد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في موالاة علي والائتمام به وبأئمة الهدى من بعده والبراءة إلى الله من عدوّهم وكذلك عرفان الله».

قال : قلت : أصلحك الله أي شيء إذا عملته أنا استكملت حقيقة الإيمان؟

قال : «توالي أولياء الله وتعادي أعداء الله وتكون مع الصادقين كما امرك الله» قال : قلت : ومن أولياء الله ومن أعداء الله؟ فقال : «أولياء محمد رسول الله وعلي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ، ثم انتهى الأمر إلينا ثم ابني جعفر وأومأ إلى جعفر وهو جالس ، فمن والى هؤلاء فقد والى أولياء الله وكان مع الصادقين كما أمر الله».

قلت : ومن أعداء الله أصلحك الله؟

قال : «الأوثان الأربعة» قال : قلت : من هم؟ قال : «أبو الفصيل ورمع ونعثل (٥) ومعاوية (٦) ومن دان بدينهم ، فمن عادى هؤلاء فقد عادى أعداء الله» (٧).

__________________

(١) البرهان : ٢ / ١٧٠ ح ٧ ـ ١٥ عنه.

(٢) مجمع البيان : ٥ / ١٤٠.

(٣) في المصدر : فعامة المؤمنين.

(٤) سليم بن قيس : ٢٠٠ والحديث طويل.

(٥) في بعض المصادر ذكرت الأسماء : يغوث ويعوق ونسر وهبل وما أثبتناه موافق للمصدر والبحار.

(٦) أبو الفصيل كنية أبو بكر في الجاهلية ، ورمع : مقلوبة من عمر ، ونعثل اسم شخص طويل اللحية للإشارة لعثمان.

(٧) تفسير العياشي : ٢ / ١١٦ ح ١٥٥.

٥٣

الحديث التاسع : العياشي بإسناده قال : روى المعلى بن خنيس عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله (كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [قال :] «بطاعتهم» (١).

الحديث العاشر : العياشي بإسناده عن هشام بن عجلان قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : أسألك عن شيء لا أسأل عنه أحدا بعدك ، أسألك عن الإيمان الذي لا يسع الناس جهله قال : «شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقرار بما جاء من عند الله ، واقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم شهر رمضان ، والولاية لنا والبراءة من عدوّنا وتكون مع الصديقين» (٢).

__________________

(١) تفسير العياشي : ٢ / ١١٧ ح ١٥٦.

(٢) المصدر السابق : ح ١٥٧.

٥٤

الباب الرابع والأربعون

في أن ولاية رسول الله وولاية أمير المؤمنين بعث الله عليها النبيين عليهم‌السلام

في قوله تعالى (وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا)

من طريق العامة وفيه ثلاثة أحاديث

الحديث الأول : إبراهيم بن محمد الحمويني من اعيان علماء العامة قال : انبأني الشيخ الحافظ شهردار بن شيرويه بن شهر دارا الديلمي إجازة قال : أنبأنا أحمد بن خلف حدّثنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله البيع حدّثنا محمد بن المظفر حدّثنا عبد الله بن محمد بن غزوان حدّثنا علي بن جابر حدّثنا محمد بن خالد الحافظ بن عبد الله حدّثنا محمد بن الفضيل حدّثنا محمد بن سوقة عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أتاني ملك فقال : يا محمد (وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا) قال : قلت على ما بعثوا قال : على ولايتك وولاية علي بن أبي طالب» (١).

الحديث الثاني : أبو نعيم المحدث الأصفهاني في (حلية الأولياء) في تفسير قوله تعالى : (وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا) ليلة أسري به جمع الله بينه وبين الأنبياء قال : سلهم يا محمد على ما ذا بعثتم؟

قالوا : بعثنا على شهادة إلا إله إلا الله والاقرار بنبوتك والولاية لعلي عليه‌السلام» (٢).

الحديث الثالث : أبو الحسن الفقيه ابن شاذان من طريق العامة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لما عرج بي إلى السماء انتهى بي المسير مع جبرائيل إلى السماء الرابعة فرأيت بيتا من ياقوت أحمر فقال لي جبرائيل : يا محمد هذا البيت المعمور خلقه الله تعالى قبل خلق السماوات والأرضين بخمسين ألف عام ، قم يا محمد فصلّ إليه ، قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : وجمع الله (٣) النبيين فصفهم

__________________

(١) فرائد السمطين : ١ / ٨١ / ب ١٥ / ح ٦٢.

(٢) أخرجه الحاكم النيسابوري في معرفة علوم الحديث مسندا : ٩٦ النوع الثالث ، والعمدة : ٣٥٣ / ح ٦٨٠ ، والطرائف : ١٠١ / ح ١٤٧ عن أبي نعيم.

(٣) في المصدر : ثم أمر الله حتى اجتمع.

٥٥

جبرائيل ورائي صفّا فصلّيت بهم فلما سلمت (١) أتاني آت من عند ربي فقال لي : يا محمد ربّك يقرئك السلام ويقول لك : سل الرسل على ما ذا ارسلتم من قبلي (٢) ، فقلت : معاشر الرسل على ما ذا بعثكم ربي قبلي؟ فقالت الرسل : على ولايتك وولاية علي بن أبي طالب وهو قوله : (وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا)» (٣).

__________________

(١) في المصدر : فلما فرغت من الصلاة.

(٢) في المصدر : قبلك.

(٣) مائة منقبة : ١٥٠ المنقبة ٨٢.

٥٦

الباب الخامس والأربعون

في أن ولاية رسول الله وولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام والأئمة عليهم‌السلام

بعث الله جل جلاله عليها النبيين عليهم‌السلام في قوله (وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا)

من طريق الخاصة وفيه ستة أحاديث :

الحديث الأول : محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسيره فيما نزل في أهل البيتعليهم‌السلام عن جعفر بن محمد الحسيني عن علي بن إبراهيم القطّان عن عباد بن يعقوب عن محمد بن الفضيل عن محمد بن سويد (١) عن علقمة بن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث الإسراء : «فإذا ملك قد أتاني فقال : يا محمد سل من أرسلنا من قبلك من رسلنا على ما ذا بعثتم ، فقال لهم : معاشر الرسل والنبيين على ما ذا بعثكم الله قبلي؟ قالوا : على ولايتك يا محمد وولاية علي بن أبي طالب عليه‌السلام» (٢).

الحديث الثاني : الحسن بن أبي الحسن الديلمي بإسناده إلى محمد بن مروان قال : حدّثنا السائب بإسناده عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لما عرج بي إلى السماء انتهى بي المسير مع جبرائيل إلى السماء الرابعة فرأيت بيتا من ياقوت أحمر ، فقال لي جبرائيل : يا محمد هذا البيت المعمور خلقه الله قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف عام فصل فيه الصلاة ، وجمع إليه النبيين والمرسلين فصفهم جبرائيل صفا فصلّيت بهم ، فلما سلمت أتاني آت من عند ربي فقال: يا محمد ربّك يقرئك السلام ، ويقول لك اسأل الرسل على ما ذا أرسلتم من قبلي ، فقلت: معاشر الأنبياء والرسل على ما ذا بعثكم ربي قبلي؟ قالوا : على ولايتك وولاية علي بن أبي طالبعليه‌السلام وذلك قوله : (وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا)» (٣).

الحديث الثالث : أبو علي الطبرسي في (مجمع البيان) (٤) عن أمير المؤمنين عليه‌السلام «فهذا من براهين نبيّنا صلى‌الله‌عليه‌وآله التي أتاه الله إياها واوجب أنه الحجة على سائر خلقه ، لأنه لما ختم به الأنبياء وجعله الله رسولا إلى جميع الأمم وسائر الملل خصه بالارتقاء إلى السماء عند المعراج ، وجمع

__________________

(١) في المصدر : سوقة.

(٢) تأويل الآيات : ٢ / ٥٦٣ ح ٢٩.

(٣) البحار : ٢٦ / ٣٠٧ و ٣٦ / ١٥٥.

(٤) لم يذكره في التفسير بل ذكره في الاحتجاج.

٥٧

له يومئذ الأنبياء فعلم منهم ما ارسلوا به وحملوه من عزائم الله وآياته وبراهينه ، واقروا أجمعين بفضله وفضل الأوصياء والحجج في الأرض من بعده ، وفضل شيعة وصيّه من المؤمنين والمؤمنات الذين سلموا لأهل الفضل فضلهم ولم يستكبروا عن أمرهم وعرف من أطاعهم وعصاهم من أممهم وسائر من مضى ومن غير (١) أو تقدم أو تأخر» (٢).

الحديث الرابع : محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن علي بن يوسف عن العباس عن عامر عن أحمد بن رزق الغمشاني عن محمد بن عبد الرّحمن عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : «ولايتنا ولاية الله التي لم يبعث الله نبيّا قط إلّا بها» (٣).

الحديث الخامس : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد ـ يعني المفيد ـ قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد قال : أخبرني أبي عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن العباس بن معروف عن محمد بن سنان عن طلحة بن زيد عن جعفر بن محمد الصادقعليه‌السلام عن أبيه عن جده قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما قبض الله نبيا حتى أمر الله أن يوصي إلى أفضل عشيرته من عصبته وأمرني أن أوصي فقلت : إلى من يا رب؟ فقال : أوص يا محمد إلى ابن عمك علي بن أبي طالب ، فإني قد أثبته في الكتب السالفة وكتبت فيها أنه وصيّك وعلى ذلك أخذت ميثاق الخلائق ومواثيق انبيائي ورسلي أخذت مواثيقهم لي بالربوبية ولك يا محمد بالنبوة ولعلي بن أبي طالب عليه‌السلام بالولاية» (٤).

الحديث السادس : محمد بن الحسن الصفار في (بصائر الدرجات) عن يعقوب بن يزيد عن الحسن بن محبوب عن محمد بن فضيل عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : «ولاية علي مكتوب في جميع صحف الأنبياء ولن يبعث الله نبيّا إلّا بنبوة محمد ووصيّه علي عليهما‌السلام» (٥).

__________________

(١) غبر : ذهب.

(٢) الاحتجاج : ١ / ٣٧٠ ، وتفسير نور الثقلين : ٤ / ٦٠٧ ح ٦٤.

(٣) الكافي : ١ / ٤٣٧ ح ٣.

(٤) أمالي الطوسي : ١٠٤ / مجلس ٤ / ح ١٤.

(٥) البصائر : ٩٢ / ح ١ / باب ٨ من الجزء الثاني.

٥٨

الباب السادس والأربعون

في أن الأئمة الاثني عشر أركان الإيمان

ولا يقبل الله جل جلاله الأعمال من العباد إلّا بولايتهم

من طريق العامة وفيه ستة عشر حديثا

الحديث الأول : إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة بإسناده إلى أبي جعفر بن بابويه قال : نبأنا أبي قال : نبأنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن العباس بن معروف عن عبد الله بن عبد الرّحمن البصري عن أبي المعزى حميد بن المثنى العجلي عن أبي بصير عن خيثمة الجعفي عن أبي جعفر عليه‌السلام قال سمعته يقول : «نحن أمناء الله عزوجل ونحن حجة الله ونحن أركان الإيمان ونحن دعائم الإسلام» (١).

الحديث الثاني : أبو المؤيد موفق بن أحمد من اعيان علماء العامة في كتاب (الفضائل) قال : حدثني فخر القضاة نجم الدين أبي منصور محمد بن الحسين بن محمد البغدادي فيما كتب إليّ من همدان قال : أنبأنا الإمام الشريف نور الهدى أبو طالب الحسن بن محمد الزينبي قال : أخبرنا إمام الأئمة محمد بن أحمد بن شاذان قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن عبد الله الحافظ قال : حدّثنا علي ابن سنان الموصلي عن أحمد بن محمد بن صالح عن سليمان بن محمد عن زياد بن مسلم عن عبد الرّحمن بن زيد عن زيد بن جابر عن سلامة عن أبي سليمان راعي رسول الله قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «ليلة أسري بي إلى السماء قال لي الجليل جل جلاله : (آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ) فقلت : (وَالْمُؤْمِنُونَ) قال : صدقت ، قال : من خلفت في أمتك؟ قلت : خيرها ، قال : علي بن أبي طالب ، قلت : نعم يا رب ، قال : يا محمد إني اطلعت إلى الأرض اطلاعة فاخترتك منها فشققت لك اسما من أسمائي فلا أذكر في موضع إلا ذكرت معي ، فأنا المحمود وأنت محمد ، ثم اطلعت الثانية فاخترت منها عليا وشققت له اسما من أسمائي فأنا الأعلى وهو علي يا محمد إني خلقتك وعليا وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولده من نوري وعرضت ولايتكم على أهل السماوات والأرض فمن قبلها كان عندي من المؤمنين ومن جحدها كان

__________________

(١) فرائد السمطين : ٢ / ٢٥٣ / ب ٤٨ / ح ٥٢٣.

٥٩

عندي من الكافرين ، يا محمد لو أن عبدا من عبيدي عبدني حتى ينقطع أو يصير كالشن البالي ثم أتاني جاحدا لولايتكم ما غفرت له حتى يقرّ بولايتكم ، يا محمد تحب أن تراهم؟ قلت : نعم يا رب فقال : التفت عن يمين العرش فالتفت فإذا بعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى ابن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والمهدي عليه‌السلام في ضحضاح من نور قيام يصلّون وهو في وسطهم ـ يعني المهدي عليه‌السلام ـ كأنه كوكب درّي وقال : يا محمد هؤلاء الحجج وهو الثائر من عترتك وعزّتي إنّه الحجة الواجبة لأوليائي والمنتقم من أعدائي» (١).

الحديث الثالث : موفق بن أحمد هذا من كتابه قال : ابن أبي سيد الحفّاظ أبو العلاء الحسن بن أحمد قال : أخبرنا الحسن بن أحمد المنقري أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ حدّثنا محمد بن أحمد ابن الحسن حدّثنا أحمد بن الحسين بن نصر قال : حدّثنا إسماعيل بن عبيد كتابة حدّثنا الشيخ أبو طاهر الحسين بن علي بن سلمة قدس‌سره من مسند زيد بن علي قدس‌سره حدّثنا الفضل ابن العباس حدّثنا أبو عبد الله محمد بن سهل حدّثنا محمد عبد الله الباكري حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن العلاء حدّثنا أبي عن زيد بن علي بن الحسين بن أبي طالب عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال لعلي : «يا علي لو أن عبدا عبد الله عزوجل مثل ما قام نوح في قومه وكان له مثل أحد ذهبا فانفقه في سبيل الله ومد في عمره حتى حج ألف عام على قدميه ثم قتل بين الصفا والمروة مظلوما ثم لم يوالك يا علي لم يشم رائحة الجنة ولم يدخلها» (٢).

الحديث الرابع : موفق بن أحمد هذا من كتاب قال : ذكر الإمام محمد بن أحمد بن شاذان قال : أخبرنا أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري عن عبد العزيز بن عبد الله عن جعفر بن محمد عن عبد الكريم قال : حدثني فيحان العطّار أبو نصر عن أحمد بن محمد بن الوليد عن ربيع بن الجراح عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لما أن خلق الله تعالى آدم ونفخ فيه من روحه عطس آدم فقال : الحمد لله فأوحى الله تعالى إليه حمدني عبدي وعزتي وجلالي لو لا عبدان أريد أن اخلقهما في دار الدنيا ما خلقتك قال : إلهي فيكونان مني؟ قال : نعم يا آدم ارفع رأسك وانظر فرفع رأسه وإذا مكتوب على العرش لا إله إلا الله محمد رسول الله نبي الرحمة علي مقيم الحجة ومن عرف حق علي زكى وطاب ومن انكر حقه لعن وخاب اقسمت

__________________

(١) رواه عن الموفق بن أحمد ابن طاوس في الطرائف : ١٧٢ / ح ٢٧٠ ، ولم نجده في المناقب.

(٢) المناقب : ٦٨ / ح ٤٠.

٦٠