غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٣

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي

غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٣

المؤلف:

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي


المحقق: السيد علي عاشور
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٥٣

لأبي طالب قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع» (١).

الحديث الرابع : محمد بن العباس بن ماهياد الثقة في تفسيره قال : حدّثنا عبد الله بن زيد عن إسماعيل بن إسحاق الراشدي وعلي بن محمد بن مخلد الدهان عن الحسن بن علي بن عفان قال : حدّثنا أبو زكريا يحيى بن هاشم الشمساوي عن محمد بن عبد الله بن علي بن أبي رافع مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن أبيه عن جده أبي رافع قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جمع بني عبد المطلب في الشعب ، وهم يومئذ ولد عبد المطلب لصلبه وأولاده أربعون رجلا ، فصنع لهم رجل شاة ثم ثرد لهم ثردة وصب عليها ذلك المرق واللحم ، ثم قدمها إليهم فأكلوا منها حتى تضلعوا ، ثم سقاهم عسا واحدا من لبن فشربوا كلهم من ذلك العسّ حتى رووا منه.

فقال أبو لهب : والله إن منّا لنفرا يأكل أحدهم الجفنة ولا تكاد تشبعه ويشرب الظرف من النبيذ فما يرويه ، وان ابن أبي كبشة دعانا فجمعنا على رجل شاة وعس من شراب فشبعنا وروينا منها إن هذا لهو السحر المبين ، قال ثم دعاهم فقال لهم : «إن الله عزوجل قد أمرني أن انذر عشيرتي الأقربين ورهطي المخلصين وأنتم عشيرتي الأقربون ورهطي المخلصون ، وإن الله لم يبعث نبيا إلّا جعل له من أهله أخا ووارثا ووزيرا ووصيا ، فايكم يقوم يبايعني على إنّه أخي ووزيري ووارثي دون أهلي ووصيي وخليفتي في أهلي ويكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي»؟ فسكت القوم ، فقال : «والله ليقومنّ قائمكم أو ليكونن في غيركم ثم لتندمنّ» قال : فقام عليعليه‌السلام وهم ينظرون إليه كلهم ، فبايعه وأجابه إلى ما دعاه إليه ، فقال له : «ادن منّي» فدنا منه فقال له : «افتح فاك» ففتحه فنفث فيه من ريقه وتفل بين كتفيه وبين ثدييه ، فقال أبو لهب : لبئس ما جزيت به ابن عمك أجابك لما دعوته إليه فملأت فاه ووجهه بزاقا ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «بل ملأته علما وحلما وفقها» (٢).

الحديث الخامس : علي بن إبراهيم في تفسيره وهو منسوب إلى الصادق عليه‌السلام قال : «قال ورهطك منهم المخلصين» وقال : قال : «نزلت بمكة فجمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بني هاشم وهم أربعون رجلا كل واحد منهم يأكل الجذع ويشرب القربة ، فاتخذ لهم طعاما يسيرا بسحب ما امكن فأكلوا حتى شبعوا فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من يكون وصيي ووزيري وخليفتي ، فقال لهم أبو لهب: جزما سحركم محمد فتفرقوا ، فلما كان اليوم الثاني أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ففعل بهم مثل ذلك ، ثمّ سقاهم اللبن حتى رووا ، فقال لهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أيكم يكون وصيي ووزيري وخليفتي. فقال أبو لهب :

__________________

(١) أمالي الطوسي : ٥٨١ / مجلس ٢٤ / ح ١١.

(٢) بحار الأنوار : ٣٤ / ٢٤٩ ح ٤٣.

٢٨١

جزما سحركم محمد فتفرقوا ، فلما كان اليوم الثالث أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ففعل بهم مثل ذلك ثم سقاهم اللبن فقال لهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أيكم يكون وصيي ووزيري ومنجز عداتي ويقضي ديني؟ فقال علي عليه‌السلام وكان أصغرهم سنا وأحمشهم ساقا وأقلهم مالا ، فقال : أنا يا رسول الله فقال رسول الله : أنت هو» (١).

الحديث السادس : محمد بن العباس عن محمد بن الحسين الخثعمي عن عباد بن يعقوب عن الحسن بن حماد عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : عزوجل : «ورهطك منهم المخلصين» قال : «عليّ وحمزة وجعفر والحسن والحسين وآل محمد صلوات الله عليهم خاصة»(٢).

الحديث السابع : أبو علي الطبرسي في تفسيره (مجمع البيان) في تفسير الآية قال عند الخاص والعام في الخبر المأثور عن البراء ابن عازب أنه قال : لما نزلت هذه الآية جمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بني عبد المطلب وهم يومئذ أربعون رجلا الرجل منهم يأكل المسنّة (٣) ويشرب العسّ ، فأمر عليا عليه‌السلام برجل شاة فأدمها (٤) ثم قال لهم : «ادنوا بسم الله» فدنا القوم عشرة عشرة فأكلوا حتى صدروا ، ثم دعا بقعب (٥) من لبن فجرع منه جرعة ثم قال لهم : «اشربوا» فشربوا حتى رووا ، فبدرهم أبو لهب فقال : هذا ما سحركم به الرجل ، فمكث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يتكلم ، فدعاهم من الغد على مثل ذلك من الطعام والشراب ، ثم أنذرهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : «يا بني عبد المطلب إني أنا النذير إليكم من الله عزوجل والبشير فاسلموا وأطيعوني تهتدوا» ثم قال : «من يؤاخيني ويوازرني على هذا الأمر ويكون وليي ووصيي بعدي وخليفتي في أهلي ويقضي ديني؟» فسكت القوم ، فأعادها ثلاثا كل ذلك يسكت القوم ، ويقول علي عليه‌السلام : «أنا» فقاللهفيالمرة الثالثة : «أنت هو» فقام القوم وهم يقولون لأبي طالب : أطع ابنك فقد أمر عليك. أورده الثعلبي في تفسيره ، وقال في قراءة عبد الله بن مسعود «وأنذر عشيرتك الأقربين ورهطك منهم المخلصين» وروى ذلك عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، هذا بلفظه انتهى كلام الطبرسي(٦).

الثامن : عن إبراهيم الأوسي من كتابه عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : «لما نزلت سورة الشعراء في أخرها آية الانذار (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) أمرني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : «يا علي اطبخ ولو كراع شاة ولو صاع من طعام وقعب من لبن واعمد إلى قريش» قال : فدعوتهم واجتمعوا أربعين بطلا

__________________

(١) تفسير القمي : ٢ / ١٢٤.

(٢) بحار الأنوار : ٢٥ / ٢١٣ ح ١.

(٣) المسنّة : ما بلغت الاربعة أشهر.

(٤) أي خلطه بالإدام وهو الخبز.

(٥) القعب : القدح الضخم.

(٦) مجمع البيان : ٧ / ٣٥٦ ـ ٣٥٧.

٢٨٢

بزيادة ، وكان فيهم أبو طالب وحمزة والعباس فحضّرت ما أمرني به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله معمولا فوضعته بين أيديهم فضحكوا استهزاء ، فأدخل إصبعه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بأربعة جوانب الجفنة.

فقال : كلوا أو قولوا : بسم الله الرّحمن الرحيم ، قال أبو جهل : يا محمد ما نأكل. فهل أحد منا ما يأكل الشاة مع أربعة أصواع من الطعام ، قال : كل وأرني في أكلك ، فأكلوا حتى تملوا ، وأيم الله ما نرى أثر أكل أحدهم ولا نقص الزاد ، فصاح بهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كلوا ، فقالوا : أو من يقدر على أكثر من هذا ، فقال : ارفعه يا علي ، فرفعته ، فدنا منهم محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : يا قوم اعلموا أن الله ربي وربكم ، فصاح أبو لهب وقال : قوموا إن محمدا سحركم ، فقاموا ومضوا فاستبقهم علي بن أبي طالب عليه‌السلام وأراد أن يبطش بهم ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يا علي أدن مني ، فتركهم ودنا منه فقال له : أمرنا بالإنذار لا بذا (١) الفقار لأنّ له وقتا ، ولكن اعمل لنا من الطعام ما عملت ، وادع لي من دعيت ، فلما أتى غدا فعلت بالأمس ما فعلت ، فلما اجتمعوا وأكلوا كما أكلوا ، قال لهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما أعلم شابا من العرب جاء قومه بأفضل ما جئتكم به من أمر الدنيا والآخرة ، قيل : فقال أبو جهل : قد شغلنا أمر محمد فلو قابلتموه برجل مثله يعرف السحر والكهانة لكان أشرحنا ، فعد كلامه عتبة بن ربيعة ، وقال : والله إني بصير بما ذكرته وقال : والله لم لا تباحثه ، قال : حاشا إن كان به ما ذكرت ، فقال له : يا محمد أنت خير أم هاشم ، أنت خير من عبد المطلب أنت خير أم عبد الله؟ أنت خير أم علي بن أبي طالب؟ دامغ الجبابرة قاصم أصلاب أكبرهم ، فلم تضل آباءنا وتشتم آلهتنا ، فإن كنت تريد الرئاسة عقدنا لك ألويتها وكن رئيسا لنا ما بطنت ، وإن كان بك الباه زوجناك عشرة نسوة من أكبرنا ، وإن كنت تريد المال جمعنا لك من أموالنا ما يغنيك أنت وعقبك من بعدك ، فما تقول؟ فقال : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ حم تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا ...) إلى آية (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ) فأمسك عتبة على فيه ورجع ناشده بالله اسكت ، فسكت وقام ومضى ، فقام من كان حاضرا خلفه فلم يلحقوه ، فدخل ولم يخرج أبدا ، وعدوه قريش فقال أبو جهل : قوموا بنا إليه ، فدخلوا وجلسوا ، قال أبو جهل : يا عتبة محمد سحرك ، فقام قائما على قدميه ، وقال : يا لكع الرجال ، والله لو لم تكن ببيتي لقتلتك شر قتلة ، يا ويلك قلت : محمد ساحر كاهن شاعر ، سرنا إليه سمعناه تكلم بكلام من رب السماء فحلفته وامسك ، وقد سميتموه الصادق الأمين هل رأيتم منه كذبة؟ ولكني لو تركته يتمم ما قرأ لحل بكم الذهاب والعذاب» (٢).

__________________

(١) في الأصل : بذات.

(٢) لم نجده في المصادر بهذه الالفاظ نعم روي قريب منه في مناقب أهل البيت للشيرواني : ١٠٤ ـ ١٠٥ ، وكنز.

٢٨٣

الباب السابع عشر

قوله تعالى (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ ...) (١)

من طريق العامة وفيه حديث واحد

الثعلبي في تفسيره في هذه الآية قال : عنى بذلك قرابة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم قال الثعلبي : روى عن السدي عن أبي الديلمي قال : قال علي بن الحسين عليه‌السلام لرجل من أهل الشام «اقرأت القرآن» قال : نعم ، قال «فما قرأت في بني إسرائيل (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ)؟ قال : وإنكم القرابة التي أمر الله تعالى أن يؤتى حقه قال : «نعم» (٢).

الباب الثامن عشر

في قوله (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ ...)

من طريق الخاصة وفيه أحد عشر حديثا

الحديث الأول : محمد بن يعقوب عن علي بن محمد بن عبد الله عن بعض أصحابنا اظنه السياري عن علي بن أسباط قال : لما ورد أبو الحسن عليه‌السلام على المهدي رآه يرد المظالم فقال : «يا أمير المؤمنين ما بال مظلمتنا لا ترد»؟ فقال : وما ذاك يا أبا الحسن قال : «إن الله تبارك وتعالى لما فتح على نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله فدك وما والاها لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب فأنزل الله على نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) فلم يدر رسول الله من هم فراجع في ذلك جبرائيل ، وراجع جبرائيل ربه فأوحى الله إليه أن ادفع فدك إلى فاطمة عليها‌السلام فدعاها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال لها : يا فاطمة إن الله أمرني أن ادفع إليك فدك فقالت : قد قبلت يا رسول الله من الله ومنك ، فلم يزل وكلاؤها فيها حياة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فلما ولي أبو بكر اخرج منها وكلاءها فاتته فسألته أن يردها عليها فقال: ائتيني بأسود أو أحمر يشهد لك بذلك فأتت بأمير المؤمنين عليه‌السلام وأمّ أيمن ، فشهدوا لها فكتب لها بترك التعرض فخرجت والكتاب معها فلقاها عمر فقال : ما هذا معك يا بنت محمد؟ قالت : كتاب كتبه إليّ ابن أبي قحافة قال : أرينيه ، فأبت فانتزعه من يدها ونظر فيه ثم تفل فيه ومحاه وخرقه وقال لها : هذا لم

__________________

العمال : ١٣ / ١٣٣ ح ٣٦٤١٩.

(١) الاسراء : ٢٦.

(٢) العمدة : ٢٨ ، والبحار : ٢٣ / ٢٥٢ ح ٣١ كلاهما عن الثعلبي.

٢٨٤

يوجف عليه أبوك بخيل ولا ركاب فضعي الحبال في رقابنا.

فقال له المهدي : يا أبا الحسن حدها لي فقال : «حدّ منها جبل أحد ، وحد منها عريش مصر ، وحد منها سيف البحر ، وحد منها دومة الجندل» فقال : كل هذا؟ قال : «نعم يا أمير المؤمنين هذا كله ، إن هذا كله مما لم يوجف على أهله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بخيل ولا ركاب» فقال : كثير وانظر فيه. (١)

الحديث الثاني : ابن بابويه قال : حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب وجعفر بن محمد ابن مسرور رضي الله عنه عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن الريان بن الصلت عن الرضا عليه‌السلام قال : قول الله تعالى : (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ...) «وهذه خصوصية خصهم الله العزيز الجبار بها واصطفاهم على الأمة فلما نزلت هذه الآية على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ادعوا لي فاطمة فدعيت له فقال : يا فاطمة قالت : لبيك يا رسول الله فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله هذه فدك وهي مما لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب وهي لي خاصة دون المسلمين فقد جعلتها لك لما أمرني الله تعالى به ، فخذيها لك ولولدك» (٢).

الحديث الثالث : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن ابراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى البصري قال : حدّثنا محمد بن زكريا قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن يزيد قال : حدثني أبو نعيم قال : حدثني صاحب عبد الله بن زياد عن علي بن الحسين عليهما‌السلام أنّه قال لرجل من أهل الشام : «أما قرأت (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ...) قال : بلى قال : «فنحن هم» (٣).

الحديث الرابع : العياشي بإسناده في تفسيره عن عبد الرّحمن عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : لما أنزل الله تعالى (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ ...) قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا جبرئيل قد عرفت المسكين فمن ذوي القربى؟ قال : هم أقاربك فدعا حسنا وحسينا وفاطمة فقال : إن ربي أمرني أن أعطيكم مما افاء عليّ قال : اعطيتكم فدك» (٤).

الحديث الخامس : العياشي بإسناده عن أبان بن تغلب قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أعطى فاطمة فدكا؟ قال : كان وقفها فأنزل الله (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ...) فأعطاها رسول الله حقها قلت : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أعطاها قال : «بل الله أعطاها» (٥).

الحديث السادس : العياشي بإسناده عن أبان بن تغلب قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام أكان رسول

__________________

(١) الكافي : ١ / ٥٤٣ ح ٥.

(٢) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ٢ / ٢١١ ح ١.

(٣) أمالي الصدوق : ٢٣٠ / ح ٢٤٢.

(٤) تفسير العياشي : ٢ / ٢٨٧ ح ٤٦.

(٥) تفسير العياشي : ٢ / ٢٨٧ ح ٤٧.

٢٨٥

الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أعطى فاطمة فدكا قال : «كان لها من الله» (١).

الحديث السابع : العياشي بإسناده عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «أتت فاطمة أبا بكر تريد فدكا فقال : هاتي أسود أو أحمر يشهد بذلك قال : فأتت بام أيمن فقال لها : بما تشهدين؟ قالت : أشهد أن جبرائيل أتى محمدا فقال : فإن الله يقول : (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ...) فلم يدر محمد من هم ، فقال : يا جبرائيل سل ربك من هم؟ فقال : فاطمة ذو القربى فأعطاها فدكا فزعموا أن عمر محى الصحيفة وقد كان كتبها أبو بكر» (٢).

الحديث الثامن : العياشي بإسناده عن عطية العوفي قال : لما فتح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خيبر وافاء الله عليه فدكا وأنزل الله عليه (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ...) قال : «يا فاطمة لك فدك»(٣).

الحديث التاسع : العياشي بإسناده عن عبد الرّحمن بن فلح كتب المامون إلى عبيد الله بن موسى العبسي يسأله عن قصة فدك فكتب إليه عبيد الله بن موسى بهذا الحديث (٤).

الحديث العاشر : العياشي بإسناده عن الفضل بن مرزوق عن عطية أن المامون رد فدكا على ولد فاطمة عليها‌السلام (٥).

الحديث الحادي عشر : العياشي بإسناده عن أبي الطفيل عن علي عليه‌السلام قال يوم الشورى : أفيكم أحد تم نوره من السماء ، وحين قال (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ ...) قالوا : لا. (٦)

__________________

(١) تفسير العياشي : ٢ / ٢٨٧ ح ٤٨.

(٢) تفسير العياشي : ٢ / ٢٨٧ ح ٤٩.

(٣) تفسير العياشي : ٢ / ٢٨٧ ح ٥٠.

(٤) تفسير العياشي : ٢ / ٢٨٧ ح ٥١.

(٥) تفسير العياشي : ٢ / ٢٨٧ ح ٥١.

(٦) تفسير العياشي : ٢ / ٢٨٨ ح ٥٢.

٢٨٦

الباب التاسع عشر

في قوله تعالى (ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى) (١)

من طريق العامة وفيه حديث واحد

الثعلبي في تفسيره في تفسير هذه الآية قال : قال ابن عباس رضي الله عنه : وهي قريظة والنضير وهما بالمدينة وفدك وهي من المدينة على ثلاثة أميال وخيبر وقرى عرسه وينبع جعلها الله تعالى لرسوله يحكم فيها ما أراد واختلفوا فيها فقال أناس : هلا قسمها؟ فأنزل الله سبحانه وتعالى هذه الآية (ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى) قرابة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقوله تعالى (مِنْ أَهْلِ الْقُرى) يعني : من أموال كفار أهل القرى ، واختلف الفقهاء في وجه استحقاقهم سهمهم من المال الفيء والغنيمة ، فقال قوم : أنهم يستحقون ذلك بالقرابة ولا تعتبر فيهم الحاجة وعدم الحاجة ، وإليه ذهب الشافعي وأصحابه ، وقال آخرون : إنهم يستحقون ذلك بالحاجة لا بالقرابة.

وإليه ذهب أبو حنيفة وأصحابه ، فإذا قسم ذلك فضل الذكور على الإناث كالحكم في الميراث فيكون للذكر سهمان وللأنثى سهم.

وقال محمد بن الحسن يسوى بينهم ولا يفضل الذكور على الإناث (٢).

قال يحيى بن الحسن صاحب (العمدة) : الأقوى ما ذهب إليه الشافعي وهو الصحيح ، ويشهد بصحته ظاهر الكتاب العزيز لقوله تعالى : (وَلِذِي الْقُرْبى) فأوجب لهم سهما معلوما ، ولم يفرق بين من كان له حاجة وغير ذي حاجة ، ومن ذهب إلى أنهم يستحقون ذلك بالحاجة لا بالقرابة فمخالف لظاهر الكتاب العزيز ؛ لأنه لو كان الاستحقاق لمجرد الحاجة لقد كان يوجد في غيرهم من هو أحوج منهم ، واذا وجد من هو أحوج منهم وكان مجرد الاستحقاق حاصلا فيه ، وهو وجود الحاجة دون القربى كان أحق به ، وهذا خلاف ورود النص في لفظ الآية لأن لفظ الآية متضمن لفظ (الْقُرْبى) ولفظ (الْقُرْبى) حاصل فيهم لا في غيرهم ، وقوله : يقسم بينهم قسمة الميراث للذكر مثل حظ الأنثيين مخالف أيضا لظاهر الكتاب العزيز ، وعلى كلا الوجهين فهو مستحق لهم من جانب الميراث أولا للفظ القرآن انه لهم ، لأنهم أولو القربى ، والثاني لموافقة أبي حنيفة على قسمته للذكر مثل حظ الأنثيين ، وإذا ثبت ذلك لم يبق إلّا وجوب الميراث لهمعليهم‌السلام ولا حجة لمن دفعهم عنه انتهى كلامه (٣).

__________________

(١) الحشر : ٧.

(٢) العمدة : ٥٥ / ٥٦ عن الثعلبي.

(٣) العمدة : ٥٦ / ذيل ح ٥٦.

٢٨٧

الباب العشرون

في قوله تعالى (ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى ...)

من طريق الخاصة وفيه خمسة أحاديث

الحديث الأول : محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن إبراهيم ابن عمر اليماني عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس قال : سمعت أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول : «نحن والله الذين عنى الله بذي القربى الذين قرنهم الله بنفسه وبنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : (ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ) منّا خاصة ، ولم يجعل لنا سهما في الصدقة أكرم الله نبيه وأكرمنا أن يطعمنا أوساخ ما في أيدي الناس» (١).

الحديث الثاني : الشيخ في (التهذيب) بإسناده عن علي بن الحسن بن فضال عن محمد بن علي عن أبي جميلة قال : وحدثني محمد بن الحسن عن أبيه عن أبي جميلة عن محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : (ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ) من أهل القرى (فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ وَلكِنَّ اللهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ) قال : «الفيء من كان من أموال لم يكن فيها هراقة دم أو قتل ، والانفال مثل ذلك هو بمنزلته» (٢).

الحديث الثالث : الشيخ بإسناده عن علي بن الحسن عن السندي بن محمد عن علاء عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سمعته يقول «الفيء والأنفال ما كان من أرض لم يكن فيها هراقة من الدماء ، وقوم صولحوا وأعطوا بأيديهم ، وما كان من أرض خربة أو بطون أودية فهو كله من الفيء فهذا لله ولرسوله ، فما كان لله فهو لرسوله يضعه حيث شاء ، وهو للإمام بعد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله : وقوله (وَما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ) قال : ألا ترى هو هذا وأما قوله : (ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى ...) فهذا بمنزلة المغنم كان أبي عليه‌السلام يقول : ذلك وليس لنا فيه غير سهمين سهم الرسول وسهم القربى ثم نحن شركاء الناس فيما بقي» (٣).

الحديث الرابع : محمد بن العباس الثقة في تفسيره قال : حدّثنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن

__________________

(١) الكافي : ١ / ٥٣٩ ح ١.

(٢) تهذيب الأحكام : ٤ / ١٣٣ / ح ٥.

(٣) تهذيب الأحكام : ٤ / ١٣٤ / ح ١٠.

٢٨٨

محمد بن عيسى عن علي بن حديد ومحمد بن إسماعيل بن بزيع وجميعا عن منصور بن حازم عن يزيد بن علي عليه‌السلام قال : قلت له جعلت فداك قول الله عزوجل (ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى ...) قال : «القربى هي والله قرابتنا» (١).

الحديث الخامس : محمد بن العباس قال : حدّثنا أحمد بن هودة عن إسحاق بن إبراهيم عن عبد الله بن حماد عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول اللهعزوجل : (ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ) فقال أبو جعفر عليه‌السلام : «هذه الآية نزلت فينا خاصة فما كان لله وللرسول فهو لنا ونحن ذوو القربى ونحن المساكين لا تذهب مسكنتنا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أبدا ونحن ابناء السبيل فلا يعرف سبيل الله إلّا بنا والأمر كله لنا» (٢).

__________________

(١) بحار الأنوار : ٢٣ / ٢٥٨ ح ٦.

(٢) بحار الأنوار : ٢٣ / ٢٥٨ ح ٧.

٢٨٩

الباب الحادي والعشرين

في قوله تعالى (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ)

من طريق العامة وفيه حديثان

الحديث الأول : الفقيه أبو الحسن ابن المغازلي الشافعي في كتاب الفضائل في معنى الآية قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن الطيب الواسطي اذنا قال : حدّثنا أبو القاسم الصفار قال : حدّثنا عمر بن أحمد بن هارون قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي قال : حدّثنا يعقوب ابن يوسف قال : حدّثنا أبو غسان قال : حدّثنا مسعود بن سعد عن جابر عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه‌السلام في قوله تعالى : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) قال : «نحن الناس والله» (١).

الحديث الثاني : ابن شهرآشوب عن أبي الفتوح الرازي بما ذكره عبد الله المرزباني عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) نزلت في رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وفي علي عليه‌السلام قال : وحدثني أبو علي الطبرسي في (مجمع البيان) المراد بالناس النبي وآله وقال أبو جعفر عليه‌السلام : «المراد بالفضل فيه النبوة ، وفي علي الإمامة» (٢).

الباب الثاني والعشرون

في قوله تعالى (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ)

من طريق الخاصة وفيه خمسة أحاديث

الحديث الأول : محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد بن عامر الأشعري عن معلي بن محمد قال : حدثني الحسن بن علي الوشاء عن أحمد بن عائد عن ابن اذينة عن بريد العجلي قال: سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) فكان جوابه : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هؤُلاءِ أَهْدى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً) يقولون لأئمة الضلالة والدعاة إلى النار : هؤلاء أهدى من آل محمد

__________________

(١) مناقب ابن المغازلي : ١٧٣ / ح ٣١٤.

(٢) مناقب آل أبي طالب : ٣ / ١٥.

٢٩٠

سبيلا (أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ) يعني : الإمامة والخلافة فإذا (لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً) نحن الناس الذين عنى الله ، والنقير النقطة التي في وسط النواة (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) نحن الناس المحسودون على ما أتانا الله من الإمامة دون خلق الله أجمعين (فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) يقول : جعلنا منهم الرسل والأنبياء والأئمة فكيف يقرون به في آل إبراهيم وينكرونه في آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله (فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ ناراً كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ إِنَّ اللهَ كانَ عَزِيزاً حَكِيماً)» (١).

الحديث الثاني : ابن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن فضيل عن أبي الحسن عليه‌السلام في قوله تبارك وتعالى : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) قال : «نحن المحسودون» (٢).

الحديث الثالث : ابن يعقوب عن معلي بن محمد عن الوشاء عن حماد بن عثمان عن أبي الصباح قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) فقال : «يا أبا الصباح نحن والله الناس المحسودون» (٣).

الحديث الرابع : ابن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن بريد العجلي عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) «جعل منهم الرسل والأنبياء والأئمة فكيف يقرون في آل إبراهيم وينكرونه في آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله» قال : قلت : (وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) قال : «الملك العظيم أن جعل فيهم أئمة من أطاعهم أطاع الله ومن عصاهم عصى الله فهو الملك العظيم» (٤).

الحديث الخامس : ابن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن بعض أصحابنا عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول اللهعزوجل : (وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً ...) قال : «الطاعة المفروضة» وهذا الباب قد تقدم بزيادة كثيرة في المقصد الأول وكذا سابقه (٥).

__________________

(١) الكافي : ١ / ٢٠٥ ح ١.

(٢) الكافي : ١ / ٢٠٦ ح ٢.

(٣) الكافي : ١ / ٢٠٦ ح ٤.

(٤) الكافي : ١ / ٢٠٦ ح ٥.

(٥) الكافي : ١ / ١٨٦ ح ٤.

٢٩١

الباب الثالث والعشرون

في قوله تعالى (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى)

من طريق العامة وفيه حديثان

الحديث الأول : ابن الفقيه المغازلي الشافعي في كتاب (الفضائل) قال : أخبرنا أحمد بن محمد ابن عبد الوهاب إجازة أن أبا أحمد عمر بن عبد الله شوذب أخبرهم حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق حدّثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام قال : حدّثنا محمد بن الصباح الدولائى قال : حدّثنا الحكم ابن ظهير عن السدى في قوله تعالى : (وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً) قال : المودة في آل محمد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

وفي قوله (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى) قال : رضى محمد أن يدخل أهل بيته الجنة(١).

الحديث الثاني : إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة قال : أخبرني أحمد بن إبراهيم عن عبد الرّحمن بن عبد السميع إجازة عن شاذان القمى قرأ عليه عن محمد بن عبد العزيز عن محمد بن أحمد بن علي قال : أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسين الحداد قال : نبأنا أبو نعيم قال : نبّأنا أبو بكر بن البراء قال : نبّأنا محمد بن أحمد الكاتب قال : نبّأنا عيسى بن مهران قال : نبأنا حفص بن عمر قال : نبّأنا الحكم بن ظهير عن أبي الزناد عن زيد بن علي في قولهعزوجل: (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى) فقال : إن من رضى رسول الله أن يدخل أهل بيته وذريته في الجنة (٢).

__________________

(١) مناقب ابن المغازلي : ١٩٥ / ح ٣٦٠.

(٢) درر السمطين : ٢ / ٢٩٥ / ب ٦١ / ح ٥٥٣.

٢٩٢

الباب الرابع والعشرون

في قوله تعالى (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى)

من طريق الخاصة وفيه حديث واحد

محمد بن العباس عن أحمد بن محمد النوفلي عن أحمد بن محمد الكاتب عن عيسى بن مهران بإسناده إلى زيد بن علي عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى) قال : إنّ رضا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إدخال أهل بيته وشيعتهم الجنة ، وكيف لا ، وإنما خلقت الجنة لهم (١) والنار لأعدائهم ، فعلى أعدائهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين (٢).

__________________

(١) ويؤيده ما روي في ذلك :

لولاك ما خلقت الافلاك

عن سليمان بن عساكر في حديث قدسي : «لقد خلقت الدنيا واهلها لأعرفهم كرامتك ومنزلتك عندي ، ولولاك ما خلقت الدنيا» (لوامع انوار الكوكب الدري : ١ / ١٥).

وعن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث : «انا وانت من شجرة واحدة ولولانا لم يخلق الله الجنة ولا النار ولا الأنبياء ولا الملائكة» (بحار الأنوار : ٢٦ / ٣٤٩ ح ٢٣ ، والهداية الكبرى : ١٠١).

* أقول : أحاديث «لولاك ما خلقت الافلاك ـ فلو لا محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ما خلقت آدم ولا الجنة ولا النار» ونحوهما ، مروي عند الخاصة والعامة بطرق متكثرة (الخصائص الكبرى : ١ / ٧ باب خصوصيته بكتب اسمه على العرش ، وإلزام الناصب : ١ / ٤٠ الثمرة الخامسة ، وعيون اخبار الرضا : ١ / ٢٠٥ باب ٢٦ ح ٢٢ ، ولوامع انوار الكوكب الدري : ١ / ١٥ ، والفتاوى الحديثية : ١٣٤ ، ومناقب الخوارزمي : ٣١٨ ، ومقتل الخوارزمي : ١ / ١٥ ، والفردوس بمأثور الخطاب : ١ / ٧٧ ح ٨٠٣١ ، وجامع الأحاديث : ١ / ٧٧ ح ٣٦٩ ، وكنز العمال : ١١ / ٤٣١ ح ٣٢٠٢٥ ، وفصص الأنبياء : ٢٥ ، والمستدرك : ٢ / ٦١٥ ، وإرشاد القلوب : ٢ / ٤١٤ ، والأنوار النعمانية : ١ / ٢٤٣ ، واثبات الوصية : ٧٧).

لولاكم ما استدارت الأكر

ولا استنارت شمس ولا قمر

ولا تدلى غصن ولا ثمر

ولا تندى ورق ولا خضر

ولا سرى بارق ولا مطر (مشارق أنوار اليقين : ٢٤٦ ـ ٢٤٧).

(٢) بحار الأنوار : ١٦ / ١٤٢ ح ١٠.

٢٩٣

الباب الخامس والعشرون

في قوله تعالى (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ

فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ) (١)

من طريق العامة وفيه حديث واحد

محمد بن الصباح الزعفراني عن المزني عن الشافعي عن مالك بن حميد عن أنس قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في قوله تعالى : (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ) : «إن فوق الصراط عقبة كئودا طولها ثلاثة آلاف عام ألف عام هبوط وألف عام شوك وحسك وعقارب وحيات وألف عام صعود أنا أول من يقطع تلك العقبة وثاني من يقطع تلك العقبة علي بن أبي طالب» وقال بعد كلام «لا يقطعها في غير مشقة إلّا محمد وأهل بيته» الخبر (٢).

الباب السادس والعشرون

في قوله تعالى (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ)

من طريق الخاصة وفيه أحد عشر حديثا

الحديث الأول : محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن يونس قال : أخبرني من رفعه إلى أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ) يعني بقوله (فَكُّ رَقَبَةٍ) «ولاية أمير المؤمنين فإن ذلك فك رقبة» (٣).

الحديث الثاني : ابن يعقوب عن علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قلت له : جعلت فداك (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ) قال : «من أكرمه الله بولايتنا فقد جاز العقبة ، ونحن تلك العقبة التي من اقتحمها نجا» قال : فسكت فقال لي : «هل أفيدك حرفا خير لك من الدنيا وما فيها؟» قلت : بلى جعلت فداك قال : قوله : (فَكُّ رَقَبَةٍ) ثم

__________________

(١) البلد : ١١ ـ ١٤.

(٢) مناقب آل أبي طالب : ٢ / ٦.

(٣) الكافي : ١ / ٤٢٢ ح ٤٩.

٢٩٤

قال : «الناس كلهم عبيد النار غيرك وأصحابك فإن الله فك رقابهم من النار بولايتنا أهل البيت»(١).

الحديث الثالث : ابن بابويه في كتاب (بشارات الشيعة) عن أبيه قال : حدثني سعد بن عبد الله قال : حدثني عباد بن سليمان عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قلت : جعلت فداك (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ) وذكر الحديث السابق بعنيه (٢).

الحديث الرابع : علي بن إبراهيم في تفسيره قال : حدّثنا جعفر بن محمد قال : حدّثنا عبد الله ابن موسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله : (فَكُّ رَقَبَةٍ) قال : «بنا تفك الرقاب وبمعرفتنا ، ونحن المطعمون في يوم الجوع وهو المسغبة» (٣).

الحديث الخامس : محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسيره عن الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يونس بن يعقوب عن يونس بن زهير عن أبان قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن هذه الآية (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ) قال : «يا أبان هل بلغك من أحد فيها شيء؟» فقلت لا فقال : «نحن العقبة فلا يصعد إلينا إلّا من كان منّا» ثم قال : «يا أبا ألا أزيدك فيها حرفا خيرا لك من الدنيا وما فيها»؟ قلت : بلى قال : «فك رقبة الناس مماليك النار كلهم غيرك وغير أصحابك ففكهم الله منها» قلت : بما فكنا منها؟ قال : «بولايتكم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام» (٤).

الحديث السادس : محمد بن العباس عن أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن محمد بن عمر عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى : (فَكُّ رَقَبَةٍ) قال : «الناس كلهم عبيد النار إلّا من دخل في طاعتنا وولايتنا فقد فك رقبته من النار والعقبة ولايتنا» (٥).

الحديث السابع : محمد بن العباس قال : حدّثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد الطبري بإسناده عن محمد بن فضيل عن أبان بن تغلب قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ) فضرب بيده على صدره وقال : «نحن العقبة التي من اقتحمها نجا» ثم سكت ثم قال : «ألا افيدك كلمة خير لك من الدنيا وما فيها» وذكر الحديث الذي تقدم (٦).

الحديث الثامن : محمد بن العباس عن محمد بن القاسم عن عبيد بن كثير عن إبراهيم بن إسحاق عن محمد بن فضيل عن أبان بن تغلب عن الإمام جعفر بن محمد عليه‌السلام في قوله عزوجل

__________________

(١) الكافي : ١ / ٤٣٠ ح ٨٨.

(٢) فضائل الشيعة للصدوق : ٢٥ / ح ١٩.

(٣) تفسير القمي : ٢ / ٤٢٣.

(٤) بحار الأنوار : ٢٤ / ٢٨١ ح ٢.

(٥) بحار الأنوار : ٢٤ / ٢٨١ ح ٣.

(٦) بحار الأنوار : ٢٤ / ٢٨١ ح ٤.

٢٩٥

(فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ) قال : «نحن العقبة ومن اقتحمها نجا وبنا فك الله رقابكم من النار»(١).

الحديث التاسع : روى عن الباقر عليه‌السلام أنه قال : «نحن العقبة التي من اقتحمها نجا ثم سكت ثم قال لي ألا أزيدك كلمة هي خير لك من الدنيا وما فيها قوله تعالى فك رقبة الناس كلهم عبيد النار ما خلا نحن وشيعتنا فك الله رقابهم من النار» (٢).

الحديث العاشر : علي بن إبراهيم في تفسيره قال : قوله : (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ) قال : قال : «العقبة الأئمة من صعدها فك رقبته من النار» قال : «لا يقيه من التراب شيء» (٣).

الحديث الحادي عشر : علي بن إبراهيم قال : خبرنا أحمد بن إدريس قال : حدّثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن إسماعيل بن عباد عن الحسين بن أبي يعقوب عن بعض أصحابه عن أبي جعفر عليه‌السلام : «(أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ) يعني يقتل في قتله بنت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله (يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً) يعني الذي جهز به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في جيش العسرة (أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ) قال : فساد كان في نفسه (أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ) يعني رسول الله (وَلِساناً) يعني أمير المؤمنين (وَشَفَتَيْنِ) يعني الحسن والحسين (وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ) إلى ولايتهما (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ) يقول : ما اعلمك وكل شيء في القرآن وما ادراك فهو ما اعلمك و (يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ) يعني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والمقربة قرباه (أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ) يعني أمير المؤمنين متربا بالعلم» (٤).

__________________

(١) بحار الأنوار : ٢٤ / ٢٨٢ ح ٥.

(٢) بحار الأنوار : ٢٤ / ٢٨١ ح ٤.

(٣) تفسير القمي : ٢ / ٤٢٣.

(٤) تفسير القمي : ٢ / ٤٢٣.

٢٩٦

الباب السابع والعشرون

في قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) (١)

من طريق العامة وفيه أحد عشر حديثا

الحديث الأول : ابن شهرآشوب من طريق المخالفين عن أبي بكر الهذلي عن الشعبي أن رجلا أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا رسول الله علمني شيئا ينفعني الله به قال : «عليك بالمعروف فإنه ينفعك في عاجل دنياك واخرتك» إذا قبل علي عليه‌السلام فقال : يا رسول الله فاطمة تدعوك قال: «نعم» فقال الرجل من هذا يا رسول الله قال : «هذا من الذين أنزل الله فيهم (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)» (٢).

الحديث الثاني : ابن شهرآشوب أيضا عن ابن عباس وأبي برزة وابن شراحيل والباقر عليه‌السلام قال : «قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي مبتدئا : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) أنت وشيعتك وميعادي وميعادكم الحوض إذا حشر الناس جئت أنت وشيعتك غرا محجلين» (٣).

الحديث الثالث : إبراهيم الأصفهاني فيما نزل في القرآن في علي عليه‌السلام بالإسناد عن شريك بن عبد الله عن أبي إسحاق عن الحارث قال علي عليه‌السلام : نحن أهل بيت لا نقاس بالناس» فقام رجل فأتى ابن عباس فأخبره بذلك فقال : صدق علي ، أو ليس النبي لا يقاس بالناس ، وقد نزل في علي عليه‌السلام : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) (٤).

الحديث الرابع : أبو بكر الشيرازي في كتاب (نزول القرآن في شأن أمير المؤمنين عليه‌السلام) في حديث مالك بن أنس عن حميد عن أنس بن مالك قال : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) نزلت في علي صدق أول الناس برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) تمسكوا بأداء الفرائض (أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) يعني عليا أفضل الخليقة بعد النبي إلى آخر السورة (٥).

الحديث الخامس : الأعمش عن عطية عن الخدري وروى الخطيب الخوارزمي عن جابر أنّه لما

__________________

(١) البينة : ٧.

(٢) مناقب آل أبي طالب : ٢ / ٢٦٦.

(٣) مناقب آل أبي طالب : ٢ / ٢٦٦.

(٤) مناقب آل أبي طالب : ٢ / ٢٦٧.

(٥) مناقب آل أبي طالب : ٢ / ٢٦٧.

٢٩٧

نزلت هذه الآية قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : «علي خير البرية» وفي رواية جابر كان أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا أقبل علي قالوا : جاء خير البرية (١).

الحديث السادس : أبو المؤيد موفق بن أحمد في كتاب (المناقب) قال : أخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهر دار الديلي فيما كتب لي من همدان حدّثنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني إجازة عن الشريف أبي طالب الفضل بن محمد بن طاهر الجعفري رضي الله عنه بداره بأصبهان في سكة الخوز ، أخبرنا الشيخ الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى ابن مردويه بن فورك الأصبهاني حدّثنا أحمد بن محمد بن السري أخبرنا المنذر بن محمد بن المنذر حدثني أبي حدثني عمي الحسين بن سعيد عن أبيه عن إسماعيل بن زياد البزاز عن إبراهيم ابن مهاجر حدّثنا يزيد بن شراحيل الأنصاري كاتب علي قال : سمعت عليا ـ كرم الله وجهه ـ يقول : «حدثني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأنا مسنده إلى صدري فقال أي علي ألم تسمع قول الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) أنت وشيعتك وموعدي وموعدكم الحوض إذا جثت الأمم للحساب تدعون غرا محجلين» (٢).

الحديث السابع : الحبري يرفعه إلى ابن عباس قال : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) في علي عليه‌السلام وشيعته (٣).

الحديث الثامن : في (كتاب شواهد التنزيل) للحاكم أبي إسحاق الحسكاني قال : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ بالإسناد المرفوع إلى يزيد بن شرحيل الأنصاري كاتب علي قال : سمعت علياعليه‌السلام يقول : «قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأنا مسنده إلى صدري فقال : يا علي ألم تسمع قول الله (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) هم شيعتك وموعدي وموعدكم الحوض إذا اجتمع الأمم للحساب تدعون غرا محجلين». (٤)

الحديث التاسع : مقاتل ابن سليمان عن الضحاك عن ابن عباس في قوله : (هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) قال : نزلت في علي وأهل بيته (٥).

الحديث العاشر : صاحب كتاب (الأربعين) وهو الثامن والعشرون من أحاديث الأربعين قال : أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن الحسن الصفار بقراءتي عليه قال : أخبرنا أبو عمر بن مهدي قال

__________________

(١) مناقب آل أبي طالب : ٢ / ٢٦٧.

(٢) المناقب : ٢٦٥ / ح ٢٤٧.

(٣) تفسير فرات عنه : ٥٨٣ ، والدر المنثور : ٦ / ٧٩ ، وشواهد التنزيل : ٢ / ٤٦٦ ح ١١٣٦.

(٤) شواهد التنزيل : ٢ / ٤٥٩ ح ١١٢٥.

(٥) شواهد التنزيل : ٢ / ٤٧٣ ح ١١٤٦.

٢٩٨

أخبرنا أبو العباس بن عقبة قال : حدثنا محمد بن أحمد القطواني قال : حدثنا إبراهيم بن جعفر بن عبد الله بن محمد بن مسلم عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال : كنّا عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فاقبل علي ابن أبي طالب عليه‌السلام فقال النبي : «قد أتاكم أخي» ثم التفت إلى الكعبة فضربها (١) بيده ثم قال : «والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة» ثم قال : «إنه أولكم إيمانا معي وأوفاكم بعهد الله وأقومكم بأمر الله وأعدلكم في الرعية وأقسمكم بالسوية وأعظمكم عند الله مزية» قال : فنزلت (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) قال فكان أصحاب محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا أقبل علي عليه‌السلام قالوا : قد جاء خير البرية (٢).

الحديث الحادي عشر : أبو نعيم الأصفهاني يرفعه إلى تميم بن جذلم عن ابن عباس رضي الله عنه قال : لما نزلت هذه الآية قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : «هم أنت وشيعتك ، تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين ويأتي عدوكم غضابا مقمحين (٣)» (٤).

__________________

(١) في الينابيع : فمسها.

(٢) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٣٧١ ط. دار الفكر.

(٣) الاقماح : رفع الرأس وغض البصر.

(٤) المعجم الأوسط : ٤ / ١٨٧ ، وكنز العمال : ١٣ / ١٥٦ ح ٣٦٤٨٣.

٢٩٩

الباب الثامن والعشرون

في قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)

من طريق الخاصة وفيه سبعة أحاديث

الحديث الأول : محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسيره عن أحمد بن الهيثم عن الحسن ابن عبد الواحد عن الحسن بن الحسين عن يحيى بن مساور عن إسماعيل بن زياد عن إبراهيم بن مهاجر عن يزيد بن شراحيل كاتب علي عليه‌السلام قال : سمعت عليا عليه‌السلام يقول : «حدثني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأنا مسنده إلى صدري وعائشة عن أذني فاصغت عائشة لتسمع ما يقول فقال : يا أخي ألم تسمع قول الله عزوجل : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) أنت وشيعتك وموعدي وموعدكم الحوض إذا جثت الأمم تدعون غرا محجلين شباعا مرويين» (١).

الحديث الثاني : محمد بن العباس عن أحمد بن هودة عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن عمرو بن شمر عن أبي مخنف عن يعقوب بن يزيد ثم أنه وجد في كتب أبيه أن علياعليه‌السلام قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) ثم التفت إليّ وقال : هم أنت يا علي وشيعتك وميعادك وميعادهم الحوض تأتون غرا محجلين متوجين» قال يعقوب : فحدثت بهذا الحديث أبا جعفر عليه‌السلام فقال : «هكذا هذا هو عندنا في كتاب علي عليه‌السلام» (٢).

الحديث الثالث : محمد بن العباس عن أحمد بن محمد الوراق عن أحمد بن إبراهيم عن الحسن بن أبي عبد الله عن مصعب بن سالم عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه‌السلام عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في مرضه الذي قبض فيه لفاطمة عليها‌السلام : «يا بنية بأبي أنت وأمي ارسلي إلى بعلك فادعيه لي» فقالت فاطمة للحسن عليه‌السلام : «انطلق إلى أبيك فقل له : إن جدي يدعوك» فانطلق إليه الحسن فدعاه فأقبل أمير المؤمنين عليه‌السلام حتى دخل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وفاطمة عنده وهي تقول : «وا كرباه لكربك يا أبتاه» فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله «لا كرب على أبيك بعد هذا اليوم يا فاطمة إن النبي لا يشق عليه الجيب ولا يخمش عليه الوجه ولا يدعى عليه بالويل ولكن

__________________

(١) بحار الأنوار : ٢٣ / ٣٨٩ ح ٩٩.

(٢) بحار الأنوار : ٢٣ / ٣٩٠ ح ١٠٠.

٣٠٠