غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٣

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي

غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٣

المؤلف:

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي


المحقق: السيد علي عاشور
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٥٣

الحديث الثامن عشر : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن عبد الله بن محمد بن مهدي قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرّحمن بن عقدة قال : حدّثنا يعقوب بن يوسف بن زياد قال : حدّثنا أبو غسان قال : حدّثنا مسعود بن سعد عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) قال : «نحن الناس» (٨).

الحديث التاسع عشر : محمد بن مسعود العياشي في تفسيره بإسناده عن بريد بن معاوية قال : كنت عند أبي جعفر عليه‌السلام فسألته عن قول الله : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) قال : فكان جوابه أن قال : «(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ) (٩) فلان وفلان (وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هؤُلاءِ أَهْدى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً) [يقول :] الأئمة الضالة والدعاة إلى النار هؤلاء أهدى من آل محمد وأوليائهم سبيلا (أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ) (١٠) يعني الإمامة والخلافة (فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً) نحن الناس الذين عنى الله. والنقير : النقطة التي رأيت في وسط النواة (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) نحن المحسودون على ما آتانا الله من الإمامة دون خلق الله جميعا (فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) يقول : فجعلنا منهم الرسل والأنبياء والأئمة فكيف يقرون بذلك في آل إبراهيم وتنكرونه في آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله؟! (فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً) إلى قوله (وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلاً) قال : قلت : قوله في آل إبراهيم (وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) ما الملك العظيم؟ قال : «أن جعل منهم أئمة من أطاعهم أطاع والله ومن عصاهم عصى الله فهو الملك العظيم» (١١).

الحديث العشرون : العياشي هذا بإسناده عن بريد العجلي عن أبي جعفر عليه‌السلام سواء وزاد فيه «أن تحكموا بالعدل إذا ظهرتم ، أن تحكموا بالعدل إذا بدت في أيديكم» (١٢).

الحديث الحادي والعشرون : العياشي بإسناده عن أبي الصباح الكناني قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «يا أبا الصباح نحن قوم فرض الله طاعتنا ، لنا الأنفال ولنا صفو المال ، ونحن الراسخون في العلم ونحن المحسودون الذين قال الله في كتابه : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ)» (١٣).

__________________

(٨) أمالي الشيخ الطوسي : ٢٧٢ / ح ٥١١ / مجلس ١٠ / ح ٤٩.

(٩) النساء : ٥١.

(١٠) النساء : ٥٣.

(١١) تفسير العياشي : ١ / ٢٤٦ ح ١٥٣.

(١٢) المصدر السابق : ح ١٥٤.

(١٣) المصدر السابق : ح ١٥٥.

١٢١

الحديث الثاني والعشرون : العياشي بإسناده عن يونس ظبيان قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام «بينما موسى بن عمران يناجي ربّه ويكلّمه إذ رأى رجلا تحت ظل عرش الله فقال : يا رب من هذا الذي قد أظله عرشك؟ فقال : يا موسى هذا ممن لم يحسد الناس على ما أتاهم الله من فضله» (١).

الحديث الثالث والعشرون : العياشي بإسناده عن أبي سعيد المؤدب عن ابن عباس في قوله: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) قال : «نحن الناس [وفضله النبوة]».

الحديث الرابع والعشرون : العياشي بإسناده عن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفر عليه‌السلام : «(مُلْكاً عَظِيماً) أن جعل فيهم أئمة من أطاعهم أطاع الله ومن عصاهم عصى الله ، فهذا ملك عظيم (وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً)» عنه في رواية أخرى قال : «الطاعة المفروضة» (٢).

الحديث الخامس والعشرون : العياشي بإسناده عن حمران عنه (فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ) قال : «النبوة» ، [قلت :] والحكمة»؟ قال : «الفهم والقضاء» [قلت:](مُلْكاً عَظِيماً)؟ قال : «الطاعة» (٣).

الحديث السادس والعشرون : العياشي بإسناده عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه‌السلام (فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ) قال : «فهو النبوة ، والحكمة فهم الحكماء من الأنبياء من الصفوة، وأما الملك العظيم فهم الأئمة الهداة من الصفوة» (٤).

الحديث السابع والعشرون : العياشي بإسناده عن داود بن فرقد قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام وعنده إسماعيل ابنه عليه‌السلام يقول : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) الآية قال : «فقال الملك العظيم افتراض الطاعة (فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ)» قال عبد الله : هو ، فقلت : استغفر الله ، فقال لي إسماعيل : لم يا داود؟ قلت : لأني كثيرا قرأتها (فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ) قال : فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : «إنما هو فمن هؤلاء ـ ولد إبراهيم ـ من آمن بهذا ومنهم من صدّ عنه» (٥).

الحديث الثامن والعشرون : سليم بن قيس الهلالي في كتابه عن أمير المؤمنين عليه‌السلام في حديث يخاطب فيه معاوية قال : لعمري يا معاوية لو ترحمت عليك وعلى طلحة والزبير ما كان ترحمي عليكم واستغفاري لكم [ليحق باطلا بل يجعل الله ترحمي عليكم واستغفاري] لعنة عليكم وعذابا ، وما أنت وطلحة والزبير بأعظم (٦) جرما ولا أصغر ذنبا ولا أهون بدعا وضلالة ممن

__________________

(١) المصدر السابق : ح ١٥٦.

(٢) المصدر السابق : ح ١٥٨ ـ ١٥٩.

(٣) المصدر السابق : ح ١٦٠.

(٤) المصدر السابق : ح ١٦١.

(٥) المصدر السابق : ح ١٦٢.

(٦) في المصدر : بأحقر.

١٢٢

استوثقا (١) لك ولصاحبك الذي تطلب بدمه وهما ووطّئا لكما ظلمنا أهل البيت وحملاكما على رقابنا فإن الله عزوجل يقول : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هؤُلاءِ أَهْدى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً) إلى آخر الآيات ، فنحن الناس ونحن المحسودون وقوله (وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) فالملك العظيم أن جعل فيهم أئمة من أطاعهم أطاع الله ومن عصاهم عصى الله ، فلم قد أقروا بذلك في آل إبراهيم وينكرونه في آل محمد؟! يا معاوية إن تكفر بها أنت وصويحبك ومن قبلك من الطغاة من أهل اليمن والشام والأعراب ، أعراب ربيعة ومضر وجفاة الناس فقد وكل الله بها قوما ليسوا بها بكافرين» (٢).

__________________

(١) في البحار : أسسا.

(٢) كتاب سليم بن قيس : ٣٠٥ ـ ٣٠٦ والحديث طويل هذا وسطه.

١٢٣

الباب الثاني والستون

في أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي أمير المؤمنين عليه‌السلام دعوة إبراهيم عليه‌السلام

في قوله تعالى (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)

لأنهما لم يسجدا لصنم قط

من طريق العامة وفيه حديثان

الحديث الأول : أبو الحسن الفقيه ابن المغازلي الشافعي قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد ابن موسى الغندجاني قال : أخبرنا أبو الفتح هلال بن أحمد الحفار قال : حدّثنا إسماعيل بن علي ابن رزين قال : حدثني أبي وإسحاق بن إبراهيم الدّبري قالا : حدّثنا عبد الرزاق قال : حدّثنا أبي عن مينا مولى عبد الرّحمن بن عوف عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا دعوة أبي إبراهيم» قلنا : يا رسول الله وكيف صرت دعوة أبيك إبراهيم؟ قال : «أوحى الله عزوجل إلى إبراهيم (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً) فاستخفّ إبراهيم الفرح قال : يا رب ومن ذرّيتي أئمة مثلي فأوحى الله عزوجل إليه أن يا إبراهيم إني لأعطيك عهدا لا أفي لك به قال : يا رب ما العهد الذي لا تفي لي به؟ قال : لا أعطيك لظالم من ذريتك عهدا قال إبراهيم عندها : واجنبني وبني أن نعبد الأصنام رب إنهنّ أضللن كثيرا من الناس فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : فانتهت الدعوة إلي وإلى علي لم يسجد أحد منا لصنم قط فاتخذني الله نبيّا واتخذ عليّا وصيا» (١).

الحديث الثاني : الواحدي في تفسير قوله تعالى : (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) قال في تفسير ذلك : لا ينال عهدي الظالمين أعلمه أن في ذرّيته الظالم ، قال : وقال السدي : (عَهْدِي) نبوي ـ يعني لا ينال ما عهدت إليك من النبوة والإمامة في الذين من كان ظالما من ولدك قال : وقال الفراء : لا يكون للناس إمام مشرك (٢).

__________________

(١) مناقب ابن المغازلي : ١٧٧ / ح ٣٢٢.

(٢) الدر المنثور : ١ / ١٧٢ وراجع تفسير الطبري : ١ / ٧٥٦ ، وتفسير فتح القدير : ١ / ١٤٠.

١٢٤

الباب الثالث والستون

في أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين والأئمة عليهم‌السلام هم دعوة إبراهيم عليه‌السلام

في قوله تعالى (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)

من طريق الخاصة وفيه ثلاثة عشر حديثا

الحديث الأول : الشيخ أبو جعفر الطوسي في أماليه عن الحفّار قال : حدّثنا إسماعيل قال: حدّثنا أبي وإسحاق بن إبراهيم الدبري قال : حدّثنا عبد الرزاق قال : حدّثنا أبي عن مينا مولى عبد الرّحمن بن عوف عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا دعوة أبي إبراهيم» قلنا : يا رسول الله وكيف صرت دعوة أبيك إبراهيم؟ قال : «أوحى الله عزوجل إلى إبراهيم إني جاعلك للناس إماما فاستخف إبراهيم الفرح فقال : يا ربّ ومن ذريتي أئمة مثلي فأوحى الله عزوجل إليه أن يا إبراهيم إني لا أعطيك عهدا لا أفي لك به ، قال : يا رب ما العهد الذي لا تفي لي به ، قال : لا أعطيك لظالم من ذريتك ، قال : يا رب ومن الظالم من ولدي الذي لا ينال عهدك قال : من سجد لصنم من دوني لا اجعله إماما أبدا ولا يصح أن يكون إماما قال : إبراهيم واجنبني وبني أن نعبد الأصنام رب انهنّ اضللن كثيرا من الناس ، قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : فانتهت الدعوة إليّ وإلى أخي علي لم يسجد أحد منّا لصنم قط فاتخذني الله نبيا وعليّا وصيّا» (١).

الحديث الثاني : ابن بابويه قال : حدّثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقّاق رضي الله عنه قال : حدّثنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي قال : جعفر بن محمد بن مالك الكوفي الفزاري قال : حدّثنا محمد ابن الحسين بن زيد الزيّات قال : حدّثنا محمد بن زياد الأزدي عن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد عليه‌السلام قال : سألته عن قول الله عزوجل : (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ) (٢) ما هذه الكلمات قال : هي التي تلقاها آدم من ربّه فتاب عليه وهو أنّه قال : يا رب اسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت عليّ فتاب الله عليه إنّه هو التواب الرحيم».

فقلت له : يا ابن رسول الله فما يعني بقوله : (فَأَتَمَّهُنَ) قال : «يعني اتمهنّ إلى القائمعليه‌السلام اثنا عشر إماما تسعة من ولد الحسين» وقول إبراهيم عليه‌السلام (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) «من حرف تبعيض يعلم أن من

__________________

(١) أمالي الطوسي : ٣٧٨ / مجلس ١٣ / ح ٦٢.

(٢) البقرة : ١٢٤.

١٢٥

الذرية من يستحق الإمامة ومنهم من لا يستحقها هذا من جملة المسلمين وذلك أنه يستحيل أن يدعو إبراهيم بالإمامة للكافر أو للمسلم الذي ليس بمعصوم فصحّ أن باب التبعيض وقع على خواص المؤمنين ، والخواص إنما صاروا خواصا بالبعد من الكفر ثم من اجتنب الكبائر صار من جملة الخواص اخصّ ثم المعصوم هو الخاص الأخص ، ولو كان للتخصيص صورة أربى عليه لجعل ذلك من أوصاف الإمام وقد سمّا الله عزوجل عيسى من ذرية إبراهيم وكان ابن بنته من بعد ولما صحّ أن ابن البنت ذرية ودعا إبراهيم لذريته بالامامة وجب على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله الاقتداء به في وضع الإمامة في المعصومين من ذريته حذو النعل بالنعل بعد ما أوحى الله عزوجل إليه وحكم عليه بقوله : (ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً) (١) الآية ولو خالف ذلك لكان داخلا في قوله : (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ) (٢) جل نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن ذلك وقال اللهعزوجل : (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ) (٣) وهذا النبي والذين آمنوا وأمير المؤمنينعليه‌السلام أبو ذرية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ووضع الإمام فيه ووضعها في ذرية المعصومين بعد وقوله عزوجل : (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) (٤) يعني بذلك أن الإمامة لا تصلح لمن قد عبد وثنا أو صنما أو اشرك بالله طرفة عين ، وإن اسلم بعد ذلك والظلم وضع الشيء في غير موضعه وأعظم الظلم الشرك قال عزوجل : (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) (٥).

وكذلك لا يصلح للإمامة من قد ارتكب من المحارم شيئا صغيرا كان أو كبيرا ، وإن تاب منه بعد ذلك وكذلك لا يقيم الحد من في جنبه حدّ ، فإذا لا يكون الإمام إلّا معصوما ولا تعلم عصمته إلّا بنص الله عزوجل عليه عل لسان نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله لأن العصمة ليست في ظاهر الخلقة فترى كالسواد والبياض وما اشبه ذلك فهي مغيبة لا تعرف إلا بتعريف علام الغيوب عزوجل» (٦).

الحديث الثالث : محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن أبي يحيى الواسطي عن هشام بن سالم ودرست بن أبي منصور قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «قد كان إبراهيم نبيّا وليس بإمام حتى قال الله (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) فقال الله : (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) من عبد صنما أو وثنا لا يكون إماما» (٧).

__________________

(١) النحل : ١٢٣.

(٢) البقرة : ١٣٠.

(٣) آل عمران : ٦٨.

(٤) البقرة : ١٢٤.

(٥) لقمان : ١٣.

(٦) معاني الأخبار : ١٢٦ / ح ١ واختصر المصنف.

(٧) الكافي : ١ / ١٧٥ ـ ١٧٦ ح ١ باب طبقات الأنبياء والحديث طويل.

١٢٦

الحديث الرابع : ابن يعقوب عن محمد بن الحسن عن من ذكره عن محمد بن خالد عن محمد ابن سنان عن زيد الشحام قال : سمعت أبا عبد الله يقول : «إن الله تبارك وتعالى أتخذ إبراهيم عليه‌السلام عبدا قبل أن يتخذه نبيّا ، وإن الله أتخذه نبيّا قبل أن يتخذه رسولا ، وإن الله أتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا ، وإن لله أتخذه خليلا قبل أن يتخذه إماما (١) فلما جمع له الأشياء قال (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً) قال : فمن عظمها في عين إبراهيم (قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) قال: (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) قال : لا يكون السفيه إمام التقي» (٢).

الحديث الخامس : ابن يعقوب عن علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسين عن إسحاق بن عبد العزيز أبي السفاتج عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سمعته يقول : إن الله اتخذ إبراهيم عليه‌السلام عبدا قبل أن يتخذه نبيّا ، وأتخذه نبيّا قبل أن يتخذه رسولا ، وأتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا وأتخذه خليلا قبل أن يتخذه إماما ، فلما جمع له هذه الأشياء وقبض يده قال له: يا إبراهيم إني جاعلك للناس إماما ، فمن عظمها في عين إبراهيم قال : يا رب ومن ذريتي قال : لا ينال عهدي الظالمين» (٣).

الحديث السادس : ابن بابويه قال : حدّثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قدس‌سره قال : حدّثنا أبو أحمد القاسم بن محمد بن علي الهاروني قال : حدّثنا أبو حامد عمران بن موسى عن إبراهيم عن الحسن بن القاسم الرقام قال : حدثني القاسم بن مسلم عن أخيه عبد العزيز بن مسلم قال : كنّا مع الرضا عليه‌السلام بمرو فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في بدء مقدمنا فأداروا أمر الإمامة وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها فدخلت على سيدي عليه‌السلام فأعلمته خوضان الناس في ذلك فتبسّم عليه‌السلام ثم قال : «يا عبد العزيز جهل القوم وخدعوا عن أديانهم إن الله عزوجل لم يقبض نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى أكمل لهم الدين وأنزل عليه القرآن فيه تفصيل كل شيء بين فيه الحلال والحرام والحدود والأحكام وجميع ما تحتاج إليه الناس كملا فقال عزوجل : (ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ) (٤) فأنزل في حجة الوداع وهو آخر عمره صلى‌الله‌عليه‌وآله (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) فأمر الإمامة من تمام الدين ولم يمضىعليه‌السلام حتى بين لأمته معالم دينهم واوضح لهم سبيلهم وتركهم على قصد الحق وأقام لهم عليّاعليه‌السلام علما وإماما وما ترك شيئا تحتاج إليه الأمة إلّا بيّنه فمن زعم أن الله عزوجل لم يكمل دينه فقد ردّ كتاب الله ، ومن ردّ كتاب الله

__________________

(١) في المصدر : يجعله.

(٢) الكافي : ١ / ١٧٥ ح ٢.

(٣) المصدر السابق : ح ٤.

(٤) الأنعام : ٣٨.

١٢٧

فهو كافر هل تعرفون قدر الإمامة ومحلها من الأمة فيجوز فيها اختيارهم؟ إن الإمامة أجل قدرا وأعظم شأنا وأعلى مكانا وأمنع جانبا وأبعد غورا من أن يبلغها الناس بعقولهم أو ينالوها بآرائهم أو يقيموا إماما باختيارهم إن الإمامة خصّ بها إبراهيم الخليل بعد النبوة والخلة مرتبة ثالثة وفضيلة شرّفه بها وأشاد بها ذكره فقال عزوجل : (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً) فقال الخليل عليه‌السلام سرورا بها : (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) قال الله تبارك وتعالى : (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة فصارت في الصفوة عليهم‌السلام» (١).

الحديث السابع : محمد بن مسعود العياشي في تفسيره رواه باسانيد عن صفوان الجمّال قال: كنّا بمكة فجرى الحديث في قول الله : (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَ) (٢) قال: أتمهنّ بمحمد وعلي والأئمة من ولد علي عليهم‌السلام في قول الله (ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (٣) ثم قال : (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) قال : يا رب ويكون من ذريتي ظالم ، قال : نعم فلان وفلان وفلان ومن اتبعهم. قال: يا رب فعجل لمحمد وعلي ما وعدتني فيهما وعجّل نصرك لهما وإليه أشار بقوله (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْناهُ فِي الدُّنْيا ، وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) فالملة الإمامة فلما أسكن ذريته بمكة قال : (رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ) إلى قوله (الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ) (٤) فاستثنى من آمن خوفا أن يقول له : لا كما قال له في الدعوة الأولى قال : ومن ذريتي ، قال : لا ينال عهدي الظالمين ، فلما قال الله : (وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلى عَذابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) قال : يا رب ومن الذي متعتهم؟ قال : الذين كفروا بآياتي فلان وفلان وفلان» (٥).

الحديث الثامن : العياشي بإسناده عن حريز عن من ذكره عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله الله: (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) أي لا يكون إماما ظالما» (٦).

الحديث التاسع : العياشي بإسناده عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله: (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً) قال : «فقال : لو علم الله أن اسما أفضل منه لسمانا به» (٧).

الحديث العاشر : سعد بن عبد الله القمي في بصائر الدرجات عن أحمد بن محمد بن عيسى

__________________

(١) كمال الدين : ٦٧٥ / ٣١. معاني الأخبار : ٩٦ / ح ٢.

(٢) البقرة : ١٢٤.

(٣) آل عمران : ٣٤.

(٤) البقرة : ١٢٦.

(٥) المصدر السابق : ٥٨ / ح ٨٨.

(٦) المصدر السابق : ح ٨٩.

(٧) المصدر السابق : ح ٩٠.

١٢٨

ومحمد بن عبد الجبار عن محمد بن خالد البرقي عن فضالة بن أيوب عن عبد الحميد بن نصر قال: قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «ينكرون الإمام المفروض الطاعة ويجحدونه ، والله ما في الأرض منزلة عند الله أعظم منزلة من مفترض الطاعة ، لقد كان إبراهيم دهرا ينزل عليه الوحي (١) [من الله وما كان مفترض الطاعة] حتى بدا لله أن يكرمه ويعظمه فقال : (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً) فعرف إبراهيم عليه‌السلام ما فيها من الفضل فقال : (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) أي واجعل ذلك في ذريتي ، قال الله عزوجل : (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) قال أبو عبد الله عليه‌السلام «إنما هي في ذريتك لا يكون في غيرهم» (٢).

الحديث الحادي عشر : الشيخ المفيد في أماليه عن أبي الحسين الأسدي عن أبي الحسين صالح ابن أبي حماد الرازي يرفعه قال : سمعت أبا عبد الله الصادق عليه‌السلام يقول : «إن الله أتخذ إبراهيم عبدا قبل أن يتخذه نبيا ، وإن الله أتخذه نبيّا قبل أن يتخذه رسولا ، وإن الله أتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا ، وإن الله أتخذه خليلا قبل أن يتخذه إماما ، فلما جمع له الأشياء قال : (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً) قال : فمن عظمها في عين إبراهيم عليه‌السلام قال : (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) قال : لا يكون السفيه إمام التقي» (٣).

الحديث الثاني عشر : الشيخ المفيد عن أبي محمد الحسن بن حمزة الحسيني عن محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبي يحيى الواسطي عن هشام بن سالم ودرست بن أبي منصور عنهم عليهم‌السلام في حديث قال : «كان إبراهيم نبيّا وليس بإمام حتى قال الله تبارك وتعالى : (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً) قال : (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) فقال الله تبارك وتعالى : (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) من عبد صنما أو وثنا أو مثالا لا يكون إماما (٤).

الحديث الثالث عشر : العياشي بإسناده عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال سمعته يقول : «إن الله أتخذ إبراهيم عبدا قبل أن يتخذه نبيّا ، وأتخذه نبيّا قبل أن يتخذه رسولا ، واتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا ، وإن الله أتخذ إبراهيم خليلا قبل أن يتخذه إماما فلما جمع له الأشياء وقبض يده قال له : يا إبراهيم (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً) فمن عظمها في عين إبراهيم عليه‌السلام قال : يا رب (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) (٥).

__________________

(١) في المصدر : الامر.

(٢) بصائر الدرجات : ٥٢٩ / ح ١٢ / باب ١٨ / باب النوادر في الائمة.

(٣) لا يوجد في الأمالي نعم هو يعينه في الاختصاص : ٢٢.

(٤) المصدر السابق والحديث طويل.

(٥) لم نجده في العياشي ، راجع البحار : ٢٥ / ٢٠٦ ح ١٩ ، وتفسير الثقلين : ١ / ١٢١ ح ٣٤٣.

١٢٩

الباب الرابع والستون

في معنى قوله تعالى (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ)

من طريق العامة وفيه ثلاثة أحاديث

الحديث الأول : يوسف القطان في تفسيره عن شعبة عن قتادة عن ابن عباس في قوله تعالى: (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) قال : إذا كان يوم القيامة دعا الله عزوجل أئمة الهدى ومصابيح الدّجى وأعلام التقى أمير المؤمنين والحسن والحسين ثم يقال لهم : جوزوا [على] الصراط أنتم وشيعتكم وادخلوا الجنة بغير حساب ، ثم يدعو أئمة الفسق ، وإن والله يزيد منهم فيقال له : خذ بيد شيعتك وامضوا إلى النار بغير حساب (١).

الحديث الثاني : الثعلبي في تفسيره قال : حدّثنا أبو القسام يعقوب بن أحمد الأرغياني قا : حدّثنا أبو بكر محمد بن عبد الله العمّاني قال : حدّثنا أبو القاسم محمد بن عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي قال : حدثني أبي قال : حدثني علي بن موسى الرضا حدثني أبي موسى بن جعفر حدثني أبي جعفر بن محمد حدثني أبي محمد بن علي حدثني أبي علي بن الحسين حدثني أبي الحسين بن علي حدثني أبي علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : في قولهعزوجل: (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) قال : «كل قوم يدعون بإمام زمانهم وكتاب ربّهم وسنّة نبيّهم» (٢).

الحديث الثالث : أبو علي الطبرسي في مجمع البيان قال : روى الخاص والعام عن الرضا علي ابن موسى الرضا عليه‌السلام بالأسانيد الصحيحة أنه روى عن آبائه عليهم‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: «فيه يدعى كل أناس بإمام زمانهم وكتاب ربّهم وسنة نبيّهم» (٣).

وقال : ابن شهر أشوب في كتاب المناقب قال : روى الخاص والعام عن الرضا عليه‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «يدعى كل أناس بإمام زمانهم وكتاب ربّهم وسنّة نبيّهم» (٤).

__________________

(١) مناقب آل أبي طالب : ٢ / ٢٦٣.

(٢) العمدة عن الثعلبي المخطوط : ٣٥٢ / ح ٦٧٧.

(٣) مجمع البيان : ٦ / ٢٧٥.

(٤) مناقب آل أبي طالب : ٢ / ٢٦٣.

١٣٠

الباب الخامس والستون

في معنى قوله تعالى (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ)

من طريق الخاصة وفيه أربعة وعشرون حديثا

الحديث الأول : علي بن إبراهيم في تفسيره قال : أخبرنا أحمد بن إدريس قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن ربعي بن عبد الله عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) قال : «يجيء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في فرقة وعلي عليه‌السلام في فرقة والحسن في فرقة والحسين في فرقة وكل من مات في ظهراني قوم جاءوا معه» (١).

الحديث الثاني : محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن غالب عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : «لما نزلت هذه الآية (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) قال المسلمون : يا رسول الله ألست إمام الناس كلهم أجمعين؟ قال : فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا رسول الله إلى الناس أجمعين ، ولكن سيكون من بعدي أئمة على الناس من الله من أهل بيتي يقومون في الناس فيكذبون ويظلمهم أئمة الكفر والضلال وأشياعهم ، فمن والاهم واتّبعهم وصدقهم فهو منّي ومعي وسيلقاني ، ألا ومن ظلمهم وكذبهم فليس منّي ولا معي وأنا منه بريء» (٢).

رواه : محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن غالب عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله (٣).

ورواه : أيضا أحمد بن محمد بن خالد البرقي في كتاب المحاسن عن ابن محبوب عن عبد الله ابن غالب عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله (٤).

الحديث الثالث : أحمد بن محمد بن خالد البرقي في كتاب المحاسن عن أبيه عن النضر بن

__________________

(١) تفسير القمي : ٢ / ٢٢.

(٢) الكافي : ١ / ٢١٥ ح ١ باب الأئمة في كتاب الله.

(٣) البصائر : ٥٣ / ح ١ / باب ١٦ فيه معرفة ائمة الهدى.

(٤) المحاسن : ١٥٥ / ح ٨٤.

١٣١

سويد عن ابن مسكان عن يعقوب بن شعيب قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) فقال : ندعوا كل قرن من هذه الأمة بإمامهم ، قلت : فيجيء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في قرنه وعلي عليه‌السلام في قرنه والحسن عليه‌السلام في قرنه والحسين عليه‌السلام في قرنه ، وكلّ إمام في قرنه الذي هلك بين أظهرهم؟ قال : «نعم» (١).

الحديث الرابع : ابن بابويه في معاني الأخبار قال : حدّثنا أبو الحسن محمد بن علي بن الشاه الفقيه المروزي بمروالرود في داره قال : حدّثنا أبو بكر محمد بن عبد الله النيسابوري قال : حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر بن سلمان الطائي بالبصرة قال : حدثني أبي في سنة ستين ومائتين قال : حدثني علي بن موسى الرضا عليه‌السلام سنة أربع وتسعين ومائة.

وحدثنا : أبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوري بنيسابور. قال : حدثنا أبو إسحاق إبراهيم ابن مروان بن محمد الخوري قال : حدثنا جعفر بن محمد بن زياد الفقيه الخوري بنيسابور قال : حدثنا أحمد بن عبد الله الهروي الشيباني عن الرضا علي بن موسى الرضا عليه‌السلام.

وحدّثنا : أبو عبد الله الحسين بن محمد الأشناني الرازي العدل ببلخ قال : حدّثنا علي بن محمد ابن مهرويه القزويني عن داود بن سليمان الفرّاء عن علي بن موسى عليه‌السلام قال : «حدثني أبي عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : في قوله تعالى : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) قال : يدعى كل قوم بإمام زمانهم وكتاب ربّهم وسنة نبيّهم» (٢).

الحديث الخامس : محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد ابن جمهور عن صفوان بن يحيى عن محمد بن مروان عن الفضيل بن يسار قال : سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله تبارك وتعالى : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) فقال : «يا فضيل اعرف إمامك فإنّك إذا عرفت إمامك لم يضرّك تقدم هذا الأمر أو تأخر ، ومن عرف إمامه ثم مات قبل أن يقوم صاحب هذا الأمر كان بمنزلة من كان قاعدا في عسكره ، لا بل بمنزلة من قعد تحت لوائه» قال : وقال بعض أصحابه بمنزلة من استشهد مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله» (٣).

الحديث السادس : ابن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن عبد الرّحمن عن حماد عن عبد الأعلى قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : «السمع والطاعة أبواب

__________________

(١) المحاسن : ١٤٤ / ح ٤٣.

(٢) ذكر الصدوق هذه الأسانيد الثلاثة في عيون الأخبار : ١ / ٢٨ ح ٤ ولكنه لم يذكر الحديث هذا.

(٣) الكافي : ١ / ٣٧١ ح ٢.

١٣٢

الخير ، السامع المطيع لا حجة عليه ، والسامع العاصي لا حجه له ، وإمام المسلمين تمّت حجته واحتجاجه يوم يلقى الله عزوجل ثم قال : يقول الله تبارك وتعالى : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ)» (١).

الحديث السابع : ابن يعقوب عن علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسين بن شمعون عن عبد الله بن عبد الرّحمن عن عبد الله بن القاسم البطل عن عبد الله بن سنان قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ)؟

قال : «إمامهم الذي بين أظهرهم وهو قائم أهل زمانه» (٢).

الحديث الثامن : ابن يعقوب عن علي بن محمد عن سهل بن زياد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن عمر بن أبان قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : «اعرف العلامة إذا عرفته لم يضرّك تقدم هذا الأمر أو تأخر ، إن الله عزوجل يقول (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) فمن عرف إمامه كان كمن كان في فسطاط المنتظر عليه‌السلام» (٣).

الحديث التاسع : العياشي في تفسيره بإسناده عن الفضيل قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) فقال : «يجيء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في قومه وعليعليه‌السلام في قومه والحسن عليه‌السلام في قومه والحسين عليه‌السلام في قومه وكل من مات بين ظهراني إمام جاء معه» (٤).

الحديث العاشر : العياشي بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام «إنه إذا كان يوم القيامة يدعى كلّ بإمامه الذي مات في عصره ، فإن اثبته أعطى كتابه بيمينه لقوله : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) فمن أوتي كتابه بيمينه فاولئك يقرءون كتابهم ، واليمين اثبات الإمام لأنه كتاب يقرأه لأن الله يقول : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ) ... الآية والكتاب الإمام ، فمن نبذه وراء ظهره كان كما قال (فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ) ومن أنكره كان من أصحاب الشمال الذين قال الله : (ما أَصْحابُ الشِّمالِ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ) ... (٥) إلى آخر الآية (٦).

الحديث الحادي عشر : العياشي بإسناده عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما‌السلام قال : سألته عن قوله : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) قال : «من كان يأتمون به في الدنيا ويؤتى الشمس والقمر

__________________

(١) الكافي : ١ / ١٩٠ ح ١٧.

(٢) الكافي : ١ / ٥٣٧ ح ٣.

(٣) الكافي : ١ / ٣٧٢ ح ٧.

(٤) تفسير العياشي : ٢ / ٣٠٢ ح ١١٤.

(٥) الواقعة : ٤١ ـ ٤٣.

(٦) المصدر السابق : ح ١١٥.

١٣٣

فيقذفان في جهنم ومن يعبدهما» (١).

الحديث الثاني عشر : العياشي عن جعفر بن أحمد بن الفضل بن شاذان أنه وجد مكتوبا بخطّ أبيه مثله (٢).

عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول أمير المؤمنين عليه‌السلام : «الإسلام [قد] بدأ غريبا وسيعود غريبا كما كان فطوبى للغرباء».

فقال : يا أبا محمد استأنف الداعي منا دعاء جديدا كما دعا إليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله» فأخذت بفخذه فقلت : أشهد أنك إمامي ، فقال : «أما إنه سيدعى كلّ أناس بإمامهم. وأصحاب الشمس بالشمس وأصحاب القمر بالقمر وأصحاب النار بالنار وأصحاب الحجارة بالحجارة» (٣).

الحديث الثالث عشر : العياشي بإسناده عن عمار الساباطي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «لا تترك الأرض بغير إمام يحل حلال الله ويحرم حرامه وهو قول الله : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) ، ثم قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية فمدّوا أعناقهم وفتحوا أعينهم» ، فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : «ليست الجاهلية الجهلاء» فلما خرجنا من عنده فقال لنا سليمان : هو والله الجاهلية الجهلاء ، ولكن لما رآكم مددتم أعناقكم وفتحتم اعينكم قال لكم كذلك (٤).

الحديث الرابع عشر : العياشي بإسناده عن بشير الدّهان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : أنتم والله على دين الله ثم تلا : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) ثم قال : «علي إمامنا ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إمامنا ، كم من إمام يجيء يوم القيامة يلعن أصحابه ويلعنونه ، ونحن ذرية محمد وأمّنا فاطمة صلوات الله عليهم أجمعين» (٥).

الحديث الخامس عشر : العياشي بإسناده عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام لما نزلت هذه الآية (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) قال المسلمون : يا رسول الله أولست إمام المسلمين أجمعين؟ قال : فقال : «أنا رسول الله إلى الناس أجمعين ولكن سيكون بعدي أئمة على الناس من الله من أهل بيتي يقومون في الناس فيكذبون ويظلمون ، ألا فمن تولاهم فهو مني ومعي وسيلقاني ، ألا ومن ظلمهم أو أعان على ظلمهم وكذبهم فليس مني ولا معي وأنا منه بريء» وزاد في رواية أخرى مثله «ويظلمهم أئمة الكفر والضلال وأشياعهم» (٦).

__________________

(١) المصدر السابق : ح ١١٦.

(٢) المصدر السابق : ح ١١٧.

(٣) المصدر السابق : ح ١١٨.

(٤) المصدر السابق : ح ١١٩.

(٥) المصدر السابق : ح ١٢٠.

(٦) المصدر السابق : ح ١٢١.

١٣٤

الحديث السادس عشر : العياشي بإسناده قال : سمعت أبا عبد الله يقول : «السمع والطاعة أبواب الجنة ، السامع المطيع لا حجة عليه وإمام المسلمين تمت حجته واحتجاجه يوم يلقى الله لقول الله (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ)» (١).

الحديث السابع عشر : العياشي بإسناده عن بشير عن أبي عبد الله عليه‌السلام : أنه كان يقول : «ما بين أحدكم وبين أن يغتبط إلى أن تبلغ نفسه هاهنا» وأشار باصبعيه إلى حنجرته قال : ثم تلا (٢) آيات من الكتاب قل (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ) ثم قال : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) فرسول الله إمامكم ، وكم من إمام يجيء يوم القيامة يجيء يلعن أصحابه ويلعنونه»(٣).

الحديث الثامن عشر : العياشي بإسناده عن محمد عن أحدهما عليه‌السلام أنه سئل عن قوله : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) فقال : «ما كانوا يأتمون به في الدنيا ويؤتى بالشمس والقمر فيغرقان (٤) في جهنم وما كان يعبدهما» (٥).

الحديث التاسع عشر : العياشي بإسناده عن إسماعيل بن همام قال : قال الرضا عليه‌السلام : في قول الله (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) قال : «إذا كان يوم القيامة قال الله : أليس عدل من ربكم أن يولوا كل قوم من تولّوا؟ قالوا : بلى قال : فيقول : تميّزوا فيتميزوا» (٦).

الحديث العشرون : العياشي بإسناده عن محمد بن حمران عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «إن كنتم تريدون أن تكونوا معنا يوم القيامة لا يلعن بعض بعضا ، فاتقوا الله وأطيعوا فإن الله يقول (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ)» (٧).

الحديث الحادي والعشرون : عن الصادق عليه‌السلام : «ألا تحمدون الله إنّه إذا كان يوم القيامة يدعى كل قوم إلى من يتولونه وفزعنا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وفزعتم أنتم إلينا» (٨).

الحديث الثاني والعشرون : الراوندي في الخرائج عن أبي هاشم عن أبي محمد العسكريعليه‌السلام وقد سأله عن قوله تعالى : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ) قال عليه‌السلام : «كلهم من آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، الظالم لنفسه الذي لا يقرّ بالإمام

__________________

(١) المصدر السابق : ح ١٢٢.

(٢) في المصدر : تأول.

(٣) المصدر السابق : ح ١٢٣.

(٤) في المصدر : فتقذفان.

(٥) المصدر السابق : ح ١٢٤.

(٦) المصدر السابق : ح ١٢٥.

(٧) المصدر السابق : ح ١٢٦.

(٨) مناقب آل أبي طالب : ٢ / ٢٦٤.

١٣٥

والمقتصد العارف بالامام والسابق بالخيرات بإذن الله الإمام» فجعلت أفكر في نفسي عظم ما أعطى الله آل محمد وبكيت ، فنظر إليّ فقال : «الأمر أعظم مما حدثت به في نفسك من عظم شأن آل محمد فاحمد الله أن جعلك متمسكا بحبلهم ، تدعى يوم القيامة إذا دعي كل أناس بإمامهم إنك لعلى خير» (١).

الحديث الثالث والعشرون : المفيد في الاختصاص عن المعلى بن محمد البصري عن بسطام ابن مرة عن إسحاق بن حسان عن الهيثم بن واقد عن علي بن الحسن العبدي عن سعد بن الطريف عن الأصبغ بن نباتة قال : أمرنا أمير المؤمنين عليه‌السلام بالمسير إلى المدائن من الكوفة فسرنا يوم الأحد فتخلف عمرو بن حريث في سبعة نفر فخرجوا إلى مكان في الحيرة يسمى (الخورنق) فقالوا : نتنزّه فإذا كان يوم الأربعاء خرجنا فلحقنا عليا عليه‌السلام قبل أن يجمع ، فبينما هم يتغدون إذ خرج عليهم ضب فصادوه فأخذ عمرو بن حريث فنصب كفّه فقال : بايعوا هذا أمير المؤمنين فبايعه السبعة وعمرو ثامنهم وارتحلوا ليلة الأربعاء فقدّموا المدائن يوم الجمعة وأمير المؤمنين يخطب ولم يفارق بعضهم بعضا كانوا جميعا حتى نزلوا على باب المسجد نظر إليهم أمير المؤمنين فقال : «أيها الناس أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أسرّ إلي ألف حديث في كل حديث ألف باب كلّ باب ألف مفتاح ، وإني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) وإني أقسم لكم بالله ليبعثن يوم القيامة ثمانية نفر بإمامهم وهو ضب ولو شئت أن اسميهم فعلت» ، قال : فلو رأيت عمرو بن الحريث سقط كما تسقط السعفة رعبا (٢).

الحديث الرابع والعشرون : علي بن إبراهيم في تفسيره في معنى الآية قال : قال : «يوم القيامة يناديهم مناد ليقم أبو بكر وشيعته وعمر وشيعته وعثمان وشيعته وعلي وشيعته» (٣).

وتفسير علي بن إبراهيم منسوب إلى الصادق عليه‌السلام.

__________________

(١) الخرائج والجرائح : ٢ / ٦٨٧ ح ٩ ذكر العسكري.

(٢) في المصدر : وجيبا وهو الاضطراب ، الاختصاص : ٢٨٤.

(٣) تفسير القمي : ٢ / ٢٣ ، وفي المصدر ذكر الأول والثاني والثالث بلفظ : فلان.

١٣٦

الباب السادس والستون

في قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله «أهل بيتي أمان لأهل الأرض»

من طريق العامة وفيه خمسة أحاديث

الحديث الأول : في مسند أحمد بن حنبل عبد الله أحمد بن حنبل عن أبيه قال : وفيما كتب إلينا محمد بن علي الحضرمي يذكر أن يوسف بن نفيس حدثهم قال : حدّثنا عبد الملك بن هارون عن عنترة عن أبيه عن جده عن علي عليه‌السلام قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : النجوم أمان لأهل السماء إذا ذهبت النجوم ذهبوا ، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض» (١).

الحديث الثاني : إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة قال : حدّثنا الإمام الأطهر قطب الدين المرتضى بن محمود بن محمد بن محمد الحسني إجازة في شهور سنة احدى وسبعين وستمائة بهمدان قال : أنبأنا والدي قدس‌سره وأخبرنا الإمام مجد الدين أبو الحسن محمد بن يحيى بن الحسين الكرخي بقراءتي عليه ظاهر قرية قهود وهي التي تدعى (نقور قلعة) قال : أنبأنا جدّي لأمّي مجد الدين أبو محمد عبد الرّحمن بن الإمام مجد الدين أبي القاسم عبد الله بن حيدر القزويني أنبأنا شيخ الإسلام جمال السنة معين الدين أبو عبد الله محمد بن حمويه الحمويني قال : أنبأنا جمال الإسلام أبو المحاسن علي بن الفضل الفارمذي قال : أنبأنا والدي شيخ الإسلام أبو علي الفضل بن علي محمد الفارمذي قال : أنبأنا الإمام أبو القاسم عبد الله بن علي شيخ وقته المشار إليه في الطريقة ومتقدم أهل الإسلام والشريعة قال : أنبأنا أبو زيد عبد الرّحمن بن محمد بن أحمد يوم الثلاثاء السابع من شوال سنة ست وأربعمائة نبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم نبأنا محمد ابن سنان القزاز نبأنا بهلول بن موزن ، حدثنا موسى بن عبيدة نبأنا إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآلهقال : «النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأمتي»(٢).

الحديث الثالث : إبراهيم بن محمد الحمويني قال الواحدي رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن ابن أبي فضل عن أبي حيان عن يزيد بن حيان انبأني السيد الإمام جمال الدين أحمد بن موسى بن طاوس الحسني ـ قدّس الله أرواحهم ـ والسيد النسّابة جمال الدين عبد الحميد بن فخار

__________________

(١) فضائل الصحابة لأحمد : ٢ / ٦٧١ ح ١١٤٥.

(٢) فرائد السمطين : ٢ / ٢٤١ / ب ٤٧ / ح ٥١٥.

١٣٧

ابن معد الموسوي ـ رحمهما‌الله ـ بروايتهما عن السيد شمس الدين الشرف فخار بن معد بن فخار الموسوي عن شاذان بن جبرائيل القمي عن جعفر بن محمد الدوريستي عن أبيه عن محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ـ رضي الله عنهم ـ قال : حدّثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي قال: نبأنا أحمد بن عبد العزيز بن الجعد أبو بكر قال : حدّثنا عبد الرّحمن بن صالح قال : نبأنا عبيد الله ابن موسى عن موسى بن عبيدة عن إياس بن سلمة عن أبيه رفعه قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأمتي» (١).

الحديث الرابع : الحمويني هذا بهذا الإسناد إلى ابن بابويه حدّثنا محمد بن عمر قال : نبأنا أبو بكر محمد بن السّري بن سهل قال : نبأنا عباس بن الحسين قال : نبأنا عبد الملك بن هارون عن عنترة عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «النجوم أمان لأهل السماء فإذا ذهبت النجوم ذهبت السماء ، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض» (٢).

الحديث الخامس : الحمويني هذا بإسناده قال : أخبرنا أبو جعفر بن بابويه قدس‌سره قال : حدّثنا محمد ابن أحمد السمناني قال : حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطّان قال : حدّثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال : حدّثنا فضل بن الصّقر العبدي قال : حدّثنا معاوية عن سليمان بن مهران الأعمش عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه علي بن الحسين قال : «نحن أئمة المسلمين وحجج الله على العالمين وسادة المؤمنين وقادة الغرّ المحجلين وموالي المؤمنين ونحن أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء». وسيأتي إن شاء الله تتمة الحديث في الباب الآتي(٣).

__________________

(١) فرائد السمطين : ٢ / ٢٥٢ / ب ٤٨ / ح ٥٢١.

(٢) فرائد السمطين : ٢ / ٢٥٢ / ب ٤٨ / ح ٥٢٢.

(٣) فرائد السمطين : ٢ / ٤٥ / ب ٢ / ح ١١.

١٣٨

الباب السابع والستون

في قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أهل بيتي أمان لأهل الأرض»

من طريق الخاصة وفيه أربعة أحاديث

الحديث الأول : ابن بابويه في النصوص على الأئمة الاثني عشر قال : حدّثنا علي بن الحسن قال : حدّثنا أبو جعفر محمد بن الحسين البزوفري (١) قال : حدّثنا القاضي أبو إسماعيل جعفر بن الحسن البلخي قال : حدّثنا شقيق بن أحمد البلخي عن سماك عن يزيد بن اسلم عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «أهل بيتي أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء» قيل : يا رسول الله كم الأئمة بعدك من أهل بيتك؟ قال : «نعم الأئمة بعدي اثنا عشر ، تسعة من صلب الحسين أمناء معصومون ومنا مهدي هذه الأمة ألا إنهم أهل بيتي وعترتي من لحمي ودمي ، ما بال أقوام يؤذوني فيهم لا أنالهم الله شفاعتي» (٢).

الحديث الثاني : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى قال : حدّثنا مغيرة بن محمد قال : حدّثنا رجاء بن سلمة عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد الجعفي قال : قلت لأبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما‌السلام : لأي شيء يحتاج إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والإمام؟ فقال : «لبقاء العالم على صلاحه وذلك أن الله عزوجل يرفع العذاب عن أهل الأرض إذا كان فيها نبي أو إمام ، قال الله عزوجل : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ) (٣) وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : «النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأهل الأرض ، فإذا ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يكرهون ، وإذا ذهب أهل بيتي أتى أهل الأرض ما يكرهون» (٤).

الحديث الثالث : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن أحمد السناني قدس‌سره قال : حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطّان قال : حدّثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال : حدّثنا الفضل بن الصقر العبدي قال : حدّثنا أبو معاوية عن سليمان بن مهران الأعمش عن الصادق جعفر بن محمدعليه‌السلام عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين قال : «نحن أئمة المسلمين وحجج الله على العالمين

__________________

(١) في بعض نسخ المصدر : البرقوي.

(٢) كفاية الأثر : ٢٩ ما روي عن أبي سعيد الخدري.

(٣) الأنفال : ٣٣.

(٤) علل الشرائع : ١ / ١٢٣ ح ١ باب ١٠٣.

١٣٩

وسادة المؤمنين وقادة الغر المحجلين وموالي المؤمنين ، ونحن أمان أهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء ونحن الذين بنا يمسك الله السماء أن تقع على الأرض إلّا بإذنه ، وبنا يمسك الأرض أن تميد بأهلها ، وبنا ينزل الغيث ، وبنا ينشر الرحمة وتخرج بركات الأرض ، ولو لا ما في الأرض منا لساخت بأهلها» ثم قال عليه‌السلام : «ولم تخل الأرض منذ خلق الله آدم من حجة لله فيها ظاهر مشهور أو غائب مستور ، ولا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجة لله فيها ، ولو لا ذلك لم يعبد الله» قال سليمان : فقلت للصادق عليه‌السلام : كيف ينتفع الناس بالحجة الغائب المستور؟ قال : «كما ينتفعون بالشمس إذا سترها سحاب» (١).

الحديث الرابع : الشيخ في أماليه قال أخبرنا : الحفّار قال : حدّثنا إسماعيل قال : حدّثنا أبي ، حدثنا أخي دعبل قال : حدّثنا حفص بن غياث عن أبيه عن جابر وأبي موسى الأشعري وابن عباس قالوا : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأمتي ، فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء ، وإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض» (٢).

تم الجزء الأول من كتاب غاية المرام وحجة الخصام في النص على الإمام من طريق الخاص والعام على يد مؤلفه الفقير إلى الله الغني عنده هاشم بن سليمان بن إسماعيل بن عبد الجواد الحسيني البحراني في اليوم الثالث من شهر ذي الحجة الحرام سنة ١١١٥ هذا صورة خطّ المصنّف.

وقد فرغ من كتابته المحتاج إلى الله الغني أقل السادات والطلاب ابن محمد الرضوي محمد علي الخون في الثامن عشر من شهر صفر المظفر سنة ١٤٧١.

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٢٥٣ / ح ٢٧٧ / مجلس ٣٤ / ح ١٥.

(٢) أمالي الطوسي : ٣٧٩ / ح ٨١٢ / مجلس / ١٣ / ح ٦٣.

١٤٠