غاية المرام وحجّة الخصام - ج ١

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي

غاية المرام وحجّة الخصام - ج ١

المؤلف:

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي


المحقق: السيد علي عاشور
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٤٧

ومآثره ، وليس ذلك في قوة البشر (١).

الأربعون : ما رواه ابن شهرآشوب من طريق العامة في كتاب المناقب ، قال : وفي تفسير مجاهد قال : ما كان في القرآن : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) فإن لعلي عليه‌السلام سابقة ذلك الآية لأنه سبقهم إلى الإسلام فسماه الله في تسع وثمانين موضعا أمير المؤمنين وسيد المخاطبين إلى يوم الدين (٢).

ثم قال الخبر الذي يتضمن الامر بالتسليم على أمير المؤمنين متواتر ، الشيعة تنقله وهو أحد الالفاظ في النص الجلي ، ورواه أكثر العامة من طرق مختلفة فلم نجد أحدا من رواتهم طعن فيها أو من علمائهم دفعها.

قوله عليه‌السلام : «سلموا على علي بإمرة المؤمنين» روى ذلك علماؤهم كالمنقريّ بإسناده إلى عمران عن بريدة الاسلمى.

وروى يوسف بن كليب المسعودي بإسناده عن أبي داود (٣) السبيعي.

وروى عباد بن يعقوب الاسدي بإسناده عن أبي داود (٤) السبيعي ، عن أبي بريدة أنه دخل أبو بكر على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : «اذهب وسلم على أمير المؤمنين» فقال : يا رسول الله وأنت حي قال : «نعم وأنا حي» ، ثم جاء عمر فقال له مثل ذلك ، وفي رواية السبيعي أنه قال عمر : ومن أمير المؤمنين؟

قال : «علي بن أبي طالب» قال : عن الله (٥) وأمر رسوله قال : نعم (٦).

إبراهيم الثقفي عن عبد الله بن جبلة الكناني ، عن ذريح المحاربي ، عن الثمالي عن الصادق عليه‌السلام ان بريدة كان غائبا بالشام فقدم وقد بايع الناس أبا بكر فأتاه في مجلسه فقال : «يا أبا بكر هل نسيت تسليمنا على عليّ بإمرة المؤمنين واجبة من الله ورسوله»؟

قال : يا بريدة إنك غبت وشهدنا وإن الله يحدث الامر بعد الامر ، ولم يكن الله ليجمع لهذا البيت (٧) النبوة والملك (٨).

__________________

(١) كشف الغمة : ١ / ٣٤٨.

(٢) مناقب آل أبي طالب : ٣ / ٥٣.

(٣) في المصدر : عن داود عن بريدة.

(٤) في المصدر : عن داود.

(٥) في المصدر : عن أمر الله.

(٦) مناقب آل أبي طالب : ٣ / ٥٣.

(٧) في المخطوطة : والمصدر : يجمع لأهل هذا البيت.

(٨) مناقب آبي أبي طالب : ٣ / ٥٣.

٨١

الثقفي والسري بن عبد الله باسنادهما : ان عمران بن الحصين ، وأبا بريدة قالا لأبي بكر : قد كنت أنت يومئذ فيمن سلم على عليّ بامرة المؤمنين فهل تذكر ذلك اليوم أم نسيته؟ قال : بل اذكره فقال بريدة فهل ينبغي لاحد من المسلمين ان يتأمر على أمير المؤمنين؟ فقال عمر إن النبوة والإمامة لا تجتمع في بيت واحد فقال له بريدة : قال الله تعالى : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) (١) فقد جمع النبوة والملك(٢).

الحادي والأربعون : من طريق العامة ما رواه في كتاب الفردوس لابن شيرويه يرفعه إلى حذيفة اليماني قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لو يعلم الناس متى سمي عليّ أمير المؤمنين ما أنكروا فضله ، سمي أمير المؤمنين وآدم بين الروح والجسد فقوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى) (٣) فقالت الملائكة بلى فقال الله تبارك وتعالى انا ربكم ومحمد نبيكم وعلي وليكم وأميركم» (٤).

الثاني والأربعون : موفق ابن أحمد قال : أخبرنا أبو منصور شهردار بن شيرويه هذا فيما كتب إليّ من همدان ، أخبرنا عبدوس هذا كتابة ، عن الشريف أبي طالب الفضل بن محمد بن طاهر الجعفري باصبهان ، عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك الاصبهاني ، حدثني محمد بن عبد الله بن الحسين ، حدثني علي بن الحسين بن إسماعيل ، حدثني محمد بن الوليد العقيلي ، حدثني قثم بن أبي قتادة الحراني ، حدّثنا وكيع عن خالد النوا ، عن الأصبغ بن نباتة قال : لما اصيب زيد ابن صوحان يوم الجمل اتاه عليّ عليه‌السلام وبه رمق فوقف عليه [أمير المؤمنين علي بن أبي طالب] (٥) وهو لما به فقال : «رحمك الله يا زيد ، فو الله ما عرفتك (٦) إلا خفيف المئونة كثير المعونة»

__________________

(١) النساء ٥٤.

(٢) في المصدر والبحار : فقد جمع الله لهم النبوة والملك ، قال : فغضب عمر وما زلنا نعرف في وجهه الغضب حتى مات. وأنشد بريدة الأسلمي :

أمر النبي معاشرا هم اسوة

ولهازم أن يدخلوا ويسلموا

تسليم من هو عالم مستيقن

أن الوصي هو الإمام القائم

مناقب آل أبي طالب : ٣ / ٥٣ ـ ٥٤ ، البحار : ٣٧ / ٣٠٩ ـ ٣١٠ بلفظ اطول.

(٣) الاعراف : ١٧٢.

(٤) رواه المجلسي في البحار : ٣٧ / ٣١١ و ٣٣٣ ، عن أبي جعفر عليه‌السلام باختلاف يسير.

(٥) ما بين المعقوفتين غير موجود في المصدر.

(٦) في المصدر : ما عرفناك.

٨٢

قال : فرفع إليه رأسه وقال : وأنت مولاي يرحمك الله ، فو الله ما عرفتك إلا بالله عالما وبآياته عارفا ، والله ما قاتلت معك من جهل ولكني سمعت حذيفة بن اليمان يقول سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: «عليّ أمير البررة وقاتل الفجرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله ، ألا وإن الحق معه ويتبعه، ألا فميلوا معه» (١).

__________________

(١) مناقب الخوارزمي : ١١١.

٨٣

الباب التاسع

في أنه عليه‌السلام أمير المؤمنين وسيد المسلمين

والإمام والحجة والخليفة والوصي

من طريق الخاصة وفيه ثمانية وثلاثون حديثا

الأول : ابن بابويه في أماليه قال : حدّثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال : حدّثنا فرات ابن إبراهيم بن فرات الكوفي قال : حدّثنا محمد بن ظهير قال : حدّثنا عبد الله بن الفضل الهاشمي ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي وهو اليوم الذي أمرني الله تعالى ذكره فيه بنصب أخي علي بن أبي طالب علما لامتي يهتدون به من بعدي ، وهو اليوم الذي أكمل فيه الدين واتم على أمتي فيه النعمة ورضي لهم الإسلام دينا» ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «معاشر الناس عليّ مني وأنا من عليّ خلق من طينتي وهو إمام الخلق بعدي يبين لهم ما اختلفوا فيه من سنتي ، وهو أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين ويعسوب المؤمنين ، وخير الوصيين ، وزوج سيدة نساء العالمين ، وأبو الأئمة المهديين ، معاشر الناس من أحب عليا أحببته ، ومن أبغض عليا أبغضته ، ومن وصل عليا وصلته ، ومن قطع عليا قطعته ، ومن جفا عليا جفوته ، ومن والى عليا واليته ، ومن عادى عليا عاديته ، معاشر الناس أنا مدينة الحكمة وعلي بابها ولن تؤتي المدينة إلا من قبل الباب ، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغض عليا ، معاشر الناس والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية ما نصبت عليا علما لامتي في الأرض حتى نوه الله باسمه في سماواته وأوجب ولايته على جميع ملائكته» (١).

الثاني : ابن بابويه قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور قال : حدّثنا الحسين ابن محمد بن عامر ، عن عمه عبد الله بن عامر ، عن ابن أبي عمير عن حمزة بن حمران ، عن أبيه ، عن أبي حمزة عن علي بن الحسين ، عن أبيه عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنه جاء إليه رجل فقال له يا أبا الحسن إنك تدعى أمير المؤمنين فمن أمّرك عليهم؟ قال : «الله جل جلاله أمرني عليهم» ، فجاء الرجل إلى

__________________

(١) أمالي الصدوق : ١١١.

٨٤

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا رسول الله أيصدق عليّ فيما يقول : إن الله أمره على خلقه؟ فغضب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : «ان عليا أمير المؤمنين بولاية من الله عزوجل عقدها له فوق عرشه وأشهد على ذلك ملائكته ، إن عليا خليفة الله وحجة الله ، وإنه لإمام المسلمين طاعته مقرونة بطاعة الله ، ومعصيته مقرونة بمعصية الله فمن جهله فقد جهلني ، ومن عرفه فقد عرفني ، ومن أنكر إمامته فقد أنكر نبوتي ومن جحد إمرته فقد جحد رسالتي ، ومن دفع فضله فقد تنقصني ، ومن قاتله فقد قاتلني ، ومن سبه فقد سبني ، لأنه مني خلق من طينتي ، وهو زوج فاطمة ابنتي وأبو ولدي الحسن والحسين» ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين حجج الله على خلقه ، أعداؤنا أعداء الله ، وأولياؤنا أولياء الله» (١).

الثالث : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن علي (٢) بن موسى قال : حدّثنا محمد بن جعفر أبو الحسين الاسدي قال : حدّثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال : حدّثنا جعفر بن أحمد بن محمد التميمي، عن أبيه قال : حدّثنا عبد الملك بن عمير الشيباني ، عن أبيه ، عن جده ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا سيد الأنبياء والمرسلين وأفضل من الملائكة المقربين وأوصيائي سادة أوصياء النبيين(٣) ، وذريتي أفضل ذريات النبيين والمرسلين (٤) ، وابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين ، والطاهرات من أزواجي امهات المؤمنين ، وأمتي خير أمة أخرجت للناس ، وأنا أكثر النبيين تبعا يوم القيامة ولي حوض عرضه ما بين صنعاء وبصرى فيه الاباريق عدد نجوم السماء وخليفتي على الحوض يومئذ خليفتي في الدنيا» قيل : ومن ذاك يا رسول الله؟ قال : «إمام المسلمين وأمير المؤمنين ومولاهم بعدي علي بن أبي طالب يسقي منه أوليائه ، ويذود عنه أعدائه كما يذود أحدكم الغريبة من الابل عن الماء» ثم قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : «من أحب عليا وأطاعه في دار الدنيا ورد عليّ حوضي غدا وكان معي في درجتي في الجنة ومن أبغض عليا في دار الدنيا وعصاه لم أره ولم يرني يوم القيامة واختلج دوني ، واخذ به ذات الشمال إلى النار» (٥).

الرابع : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن أحمد السناني رضي الله عنه قال : حدّثنا محمد بن أبي

__________________

(١) أمالي الصدوق : ١١٦.

(٢) في المصدر : علي بن أحمد.

(٣) في المصدر : النبيين والمرسلين.

(٤) في المصدر : وأصحابي الذين سلكوا منهاجي أفضل أصحاب النبيين والمرسلين.

(٥) أمالي الصدوق : ٢٦٤.

٨٥

عبد الله الأسدي الكوفي قال : حدّثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد ، عن علي ابن سالم ، عن أبيه ، عن سعد بن طريف ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي : «يا علي أنت إمام المسلمين ، وأمير المؤمنين ، وقائد الغر المحجلين ، وحجة الله بعدي على الخلق أجمعين ، وسيد الوصيين ، ووصي سيد النبيين ، يا علي إنه لما عرج بي إلى السماء السابعة ومنها إلى سدرة المنتهى ومنها إلى حجب النور وأكرمني ربي جل جلاله بمناجاته قال لي : يا محمد قلت : لبيك ربي وسعديك تباركت وتعاليت قال : إن عليا إمام أوليائي ونور لمن أطاعني ، وهو الكلمة التي الزمتها المتقين ، من أطاعه اطاعني ، ومن عصاه عصاني ، فبشره بذلك» فقال علي عليه‌السلام : «يا رسول الله بلغ من قدري حتى أني اذكر هناك»؟ فقال : «نعم (١) فاشكر ربك» فخر عليّ ساجدا شكرا لله على ما أنعم به عليه فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «ارفع رأسك يا عليّ فإن الله قد باهى به ملائكته»(٢).

الخامس : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن هارون الفاميّ رضي الله عنه قال : حدّثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري (٣) عن أبيه ، عن أيوب بن نوح ، عن ابن أبي عمير (٤) عن أبان الأحمر ، عن سعد الكناني ، عن الاصبغ بن نباتة ، عن عبد الله بن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٥) : «يا علي أنت خليفتي على أمتي في حياتي وبعد موتي ، وأنت مني كشيث من آدم ، وكسام من نوح ، وكإسماعيل من إبراهيم ، وكيوشع من موسى ، وكشمعون من عيسى.

يا علي أنت وصيي ، ووارثي ، وغاسل جثتي ، وأنت الذي تواريني في حفرتي ، وتؤدي ديني ، وتنجز عداتي.

يا علي أنت أمير المؤمنين وإمام المسلمين ، وقائد الغر المحجلين ، ويعسوب المتقين.

يا علي أنت زوج سيدة النساء فاطمة ابنتي ، وأبو سبطي الحسن والحسين.

يا علي إن الله تبارك وتعالى جعل ذرية كل نبي من صلبه وجعل ذريتي من صلبك.

يا علي من أحبك ووالاك أحببته وواليته ، ومن أبغضك وعاداك أبغضته وعاديته لانك مني وأنا منك.

يا علي إن الله طهرنا واصطفانا ولم يلتق لنا أبوان على سفاح قط من لدن آدم فلا يحبنا إلا من

__________________

(١) في المصدر : نعم يا علي.

(٢) أمالي الصدوق : ٢٦٦.

(٣) في المصدر : جعفر بن جامع الحميري.

(٤) في المصدر : محمد بن أبي عمير.

(٥) في المصدر : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي.

٨٦

طابت ولادته.

يا علي ابشر بالشهادة فانك مظلوم بعدي ومقتول» ، فقال علي : «يا رسول الله وذلك في سلامة من ديني»؟ قال : «في سلامة من دينك.

يا علي إنك لن تضل ولن تزل ، ولولاك لم يعرف حزب الله بعدي» (١).

السادس : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال : حدّثنا علي بن الحسين السعدآبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود زياد بن المنذر ، عن القاسم بن الوليد ، عن شيخ من ثمالة قال : دخلت على امرأة من تميم عجوزة كبيرة وهي تحدث الناس فقلت لها : يرحمك الله حدثيني في بعض فضائل أمير المؤمنين علي عليه‌السلام قالت : احدثك وهذا شيخ كما ترى نائم بين يدي فقلت لها : ومن هذا؟ قالت : أبو الحمراء خادم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فجلست إليه فلما سمع حسي استوى جالسا فقال : مه؟ فقلت : رحمك الله حدثني بما رأيت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يصنعه (٢) بعلي فإن الله يسألك عنه فقال : على الخبير وقعت.

أما ما رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يصنعه بعلي عليه‌السلام فإنه قال لي ذات يوم : «يا أبا الحمراء انطلق فادع لي مائة من العرب ، وخمسين رجلا من العجم ، وثلاثين رجلا من القبط وعشرين رجلا من الحبشة» فأتيت بهم فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فصف العرب ثم صف العجم خلف العرب ثم صف القبط خلف العجم وصف الحبشة خلف القبط ثم قام : «فحمد الله وأثنى عليه ومجد الله بتمجيد لم يسمع الخلائق بمثله ثم قال : معشر العرب والعجم والقبط والحبشة أقررتم بشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله»؟ فقالوا : نعم فقال : «اللهم اشهد» حتى قالها ثلاثا فقال في الثلاثة : «أقررتم بشهادة أن لا إله إلّا الله وأني رسول الله (٣) وأن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وولي المؤمنين (٤) من بعدي»؟ قالوا : اللهم نعم ، قال : «اللهم اشهد» حتى قالها ثلاثا ، ثم قال لعلي : «يا أبا الحسن انطلق فأتني بصحيفة ودواة» فدفعها إلى علي بن أبي طالب وقال : «اكتب» قال : «وما اكتب»؟ قال : (٥) «بسم الله الرّحمن الرحيم هذا ما أقرت به العرب والعجم والقبط والحبشة اقروا بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وان علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وولي أمرهم من بعدي» ثم ختم الصحيفة ودفعها إلى علي فما رأيتها إلى الساعة.

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٣٢٨ ـ ٣٢٩.

(٢) في المصدر : يصنع.

(٣) في المصدر : وأني محمد عبده ورسوله.

(٤) في المصدر : وولي أمرهم.

(٥) في المصدر : قال : اكتب.

٨٧

فقلت رحمك الله زدني؟ فقال : نعم خرج علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم عرفة وهو آخذ بيد عليعليه‌السلام فقال : «يا معشر الخلائق إن الله تبارك وتعالى باهى بكم في هذا اليوم ليغفر لكم عامة ، ثم التفت إلى علي فقال له : وغفر الله لك يا علي خاصة ، ثم قال عليه‌السلام : يا علي ادن مني فدنا منه فقال : إنّ السعيد حق السعيد من أحبك وأطاعك ، وإن الشقي كل الشقي من عاداك وأبغضك (١).

يا علي كذب من زعم أنه يحبني ويبغضك ، يا علي من حاربك فقد حاربني ومن حاربني فقد حارب الله. يا علي من أبغضك فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله وأتعس الله جده وأدخله نار جهنم» (٢).

السابع : ابن بابويه قال : حدّثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال : حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال : حدّثنا محمد بن ظهير قال : حدّثنا الحسن (٣) بن علي العبدي المعروف بابن القاري ، عن (٤) محمد بن عبد الواحد الواسطي عن (٥) محمد بن ربيعة ، عن إبراهيم ابن يزيد (٦) ، عن عمرو بن دينار ، عن طاوس ، عن ابن عباس قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو على المنبر يقول : «وقد بلغه عن أناس من قريش إنكار تسميته لعلي أمير المؤمنين» ـ فقال : «معاشر الناس ، إن الله عزوجل بعثني إليكم رسولا وأمرني أن استخلف عليكم عليا أمير المؤمنين (٧) ألا فمن كنت نبيه فإن عليا أميره تأمير امره الله عزوجل عليكم وأمرني أن اعلمكم ذلك لتسمعوا وتطيعوا (٨) إذا امركم تأتمرون ، وإذا نهاكم عن امر تنتهون. ألا فلا يتأمرن أحد منكم على علي في حياتي ولا بعد وفاتي فإن الله تبارك وتعالى أمره عليكم وسماه أمير المؤمنين ولم يسم أحدا من قبله بهذا الاسم وقد ابلغتكم ما ارسلت به إليكم في علي ، فمن أطاعني فيه فقد أطاع الله ومن عصاني فيه فقد عصى الله عزوجل ولا حجة له عند الله عزوجل ، وكان مصيره إلى ما قال الله عزوجل في كتابه : ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها» (٩).

الثامن : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رحمه‌الله قال : حدّثنا أبي ، عن يعقوب ابن يزيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن سيف بن عميرة ، عن الأشعث بن سوار ، عن الأحنف بن

__________________

(١) في المصدر : ونصب لك وأبغضك.

(٢) أمالي الصدوق : ٣٤١ ـ ٣٤٣.

(٣) في المصدر : الحسين.

(٤) في المصدر : قال : حدّثنا.

(٥) في المصدر : قال : حدّثنا.

(٦) في المصدر : بريد.

(٧) في المصدر : عليا أميرا.

(٨) في المصدر : لتسمعوا له وتطيعوا.

(٩) النساء : ٤ ، والحديث في أمالي الصدوق : ٣٦٥.

٨٨

قيس ، عن أبي ذر الغفاري رحمه‌الله قال : كنا ذات يوم عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في مسجد قبا ونحن نفر من أصحابه إذ قال : «معاشر أصحابي يدخل عليكم من هذا الباب رجل هو أمير المؤمنين ، وإمام المسلمين فنظروا (١) وكنت فيمن نظر فإذا نحن بعلي بن أبي طالب قد طلع فقام النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فاستقبله وعانقه وقبل ما بين عينيه وجاء به حتى أجلسه إلى جانبه ، ثم أقبل علينا بوجهه الكريم فقال : هذا إمامكم من بعدي طاعته طاعتي ومعصيته معصيتي وطاعتي طاعة الله ومعصيتي معصية الله عزوجل» (٢).

التاسع : ابن بابويه قال : حدّثنا أبي رضى الله عنه قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا أحمد بن محمد ابن خالد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على منبره يا علي : «إن الله عزوجل وهب لك حب المساكين والمستضعفين في الأرض فرضيت بهم إخوانا ورضوا بك إماما فطوبى لمن أحبك وصدق عليك ، وويل لمن أبغضك وكذب عليك ، يا علي أنت أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين ، يا علي شيعتك المنتجبون ، ولو لا أنت وشيعتك ما قام لله عزوجل دين ، ولو لا من في الأرض منكم لما أنزلت السماء قطرها ، يا علي لك كنز في الجنة وأنت ذو قرنيها ، وشيعتك تعرف بحزب الله عزوجل» (٣).

العاشر ـ ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضى الله عنه قال : حدّثنا أحمد بن محمد الهمداني قال : أخبرنا المنذر بن محمد قال : حدّثنا جعفر بن سليمان عن عبد الله بن الفضل عن سعد بن طريف ، عن الاصبغ بن نباتة قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام في بعض خطبه : «أيها الناس اسمعوا قولي واعقلوه عني فإن الفراق قريب ، أنا إمام البررة (٤) ووصي خير الخليقة ، وزوج سيدة نساء هذه الأمة ، وأبو العترة الطاهرة الهادية (٥) ، أنا أخو رسول الله ووصيه ووليه ووزيره وصاحبه وصفيه وحبيبه وخليله ، أنا أمير المؤمنين ، وقائد الغر المحجلين ، وسيد الوصيين ، حربي حرب الله ، وسلمي سلم الله ، وطاعتي طاعة الله ، وولايتي ولاية الله ، وشيعتي أولياء الله وأنصاري أنصار الله ، والذي خلقني ولم أك شيئا لقد علم المستحفظون من أصحاب رسول الله محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ان الناكثين والقاسطين والمارقين ملعونون على لسان النبي الأمي وقد خاب من افترى» (٦).

__________________

(١) في المصدر : قال : فنظروا.

(٢) أمالي الصدوق : ٤٨٤.

(٣) أمالي الصدوق : ٥٠٢.

(٤) في المصدر : البرية.

(٥) في المصدر : الأئمة الهادية.

(٦) أمالي الصدوق : ٥٤٢.

٨٩

الحادي عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن علي ماجيلويه رضى الله عنه قال : حدّثنا محمد بن يحيى العطار قال : حدثني سهل بن زياد ، عن محمد بن الوليد قال : سمعت يونس بن يعقوب يقول عن سنان بن طريف ، عن أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام قال : قال : «إنّا أوّل أهل بيت نوه الله بأسمائنا ، إنّه لمّا خلق الله السماوات والأرض أمر مناديا فنادى اشهد أن لا إله إلا الله ثلاثا ، أشهد ان محمدا رسول الله ثلاثا ، أشهد ان عليا أمير المؤمنين حقا ثلاثا» (١).

الثاني عشر : الشيخ الطوسي في أماليه قال أبو محمد الفحام قال : حدثني عمي عمرو بن يحيى الفحام قال : حدثني أبو الحسن إسحاق بن عبدوس قال : حدثني محمد بن نهار بن عمار التيمي قال : حدّثنا عيسى بن مهران قال : حدّثنا محول بن إبراهيم قال : حدّثنا الفضل بن الزبير عن أبي داود السبيعي ، عن عمر بن حصيب ـ أخي بريدة ابن حصيب ـ قال : بينا أنا وأخي بريدة عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ دخل أبو بكر فسلم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : «انطلق فسلم على أمير المؤمنين» فقال : يا رسول الله ؛ ومن أمير المؤمنين؟ قال : «علي بن أبي طالب». قال : عن أمر الله ورسوله؟ قال : «نعم».

ثم دخل عمر فسلم فقال : «انطلق فسلم على أمير المؤمنين» ، فقال : يا رسول الله ومن أمير المؤمنين؟ قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «علي بن أبي طالب» قال : عن أمر الله وأمر رسوله؟ قال : «نعم» (٢).

الثالث عشر : الشيخ أيضا قال : أبو محمد الفحام حدثني عمي قال : حدثني إسحاق بن عبدوس قال : حدثني محمد بن نهار بن عمار قال : حدّثنا زكريا بن يحيى عن جابر ، عن إسحاق بن عبد الله بن الحرث (٣) عن أبيه عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال : أتيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وعنده أبو بكر وعمر ، فجلست بينه وبين عائشة فقالت لي عائشة : ما وجدت إلا فخذي أو فخذ رسول الله. فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : «مه ، يا عائشة لا تؤذيني في عليّ فإنه أخي في الدنيا وأخي في الآخرة ، وهو أمير المؤمنين، يجلسه (٤) الله يوم القيامة على الصراط فيدخل أوليائه الجنة وأعدائه النار» (٥).

الرابع عشر : الشيخ أيضا قال : أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مهدي قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرّحمن بن عقدة الحافظ قال :

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٥٤٠ ـ ٥٤١.

(٢) أمالي الطوسي : ١ / ٢٩٥.

(٣) في المصدر : الحارث.

(٤) في المصدر : يجعله.

(٥) أمالي الطوسي : ١ / ٢٩٦.

٩٠

حدّثنا محمد بن أحمد بن الحسين (١) قال : حدّثنا خزيمة بن هامان المروزي (٢) قال : حدّثنا عيسى ابن يونس ، عن الاعمش ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يأتي على الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكب إلا نحن أربعة» ، فقال له العباس بن عبد المطلب عمه : فداك أبي وأمي من هؤلاء الأربعة؟ قال : «أنا على البراق ، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرها قومه ، وعمي حمزة أسد الله وأسد رسوله على ناقتي العضباء ، وأخي علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة مدبجة الجنبين عليه حلتان خضراوتان من كسوة الرّحمن ، على رأسه تاج من نور لذلك التاج سبعون ركنا على كل ركن ياقوتة حمراء تضيء للراكب مسيرة ثلاثة أيام ، وبيده لواء الحمد ينادي لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فيقول الخلائق : من هذا ، ملك مقرب ، أو نبي مرسل ، أو حامل عرش؟ فينادي مناد من بطن العرش ليس بملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، ولا حامل عرش ، هذا علي بن أبي طالب وصي رسول رب العالمين وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين في جنّات النعيم» (٣).

الخامس عشر : الشيخ أيضا قال أبو محمد الفحام حدثني المنصوري قال : حدثني عم أبي أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى المنصوري قال : حدّثنا الإمام علي بن محمد قال : حدثني أبو محمد بن علي قال : حدثني أبي علي بن موسى الرضا قال : حدثني أبي موسى بن جعفر قال : حدثني أبي جعفر بن محمد قال : حدثني أبي محمد بن علي قال : حدثني أبي علي بن الحسين قال : حدثني أبي الحسين بن علي قال : حدثني أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لما اسري بي إلى السماء كنت من ربي كقاب قوسين أو ادنى ، فاوحى إلي ربي ما أوحى ثم قال : يا محمد اقرأ علي بن أبي طالب أمير المؤمنين السلام ، فما سميت بهذا احدا قبله ولا اسمي بهذا أحدا بعده» (٤).

السادس عشر : الشيخ أيضا قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة قال : أخبرنا محمد بن هارون الهاشمي قراءة عليه ، قال : أخبرنا محمد بن مالك بن الأبرد النخعيّ قال : حدّثنا محمد بن فضيل بن غزوان (٥) الضبيّ قال : حدّثنا غالب الجهني ،

__________________

(١) في المصدر : الحسن.

(٢) في المصدر : ماهان المروزي.

(٣) أمالي الطوسي : ١ / ٣٠١.

(٤) أمالي الطوسي : ١ / ٣٠١.

(٥) في المخطوطة : مروان.

٩١

عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لما اسري بي إلى السماء (١) ثم إلى سدرة المنتهى أوقفت بين يدي ربي عزوجل فقال لي: يا محمد فقلت : لبيك ربي وسعديك قال : قد بلوت خلقي فأيهم وجدت اطوع لك؟ قال : فقلت: رب عليّا قال : صدقت يا محمد فهل اتخذت لنفسك خليفة يؤدي عنك ، ويعلّم عبادي من كتابي ما لا يعلمون؟ قال : قلت : اختر لي فإن خيرتك خير لي قال : قد اخترت لك عليا فاتخذه لنفسك خليفة ووصيا ونحلته (٢) علمي وحلمي وهو أمير المؤمنين حقا ، لم يقلها أحد قبله ولا أحد بعده.

يا محمد علي راية الهدى ، وإمام من اطاعني ، ونور أوليائي ، وهو الكلمة التي الزمتها المتقين ، من أحبه فقد أحبني ، ومن أبغضه فقد أبغضني ، فبشره بذلك يا محمد.

فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله رب قد بشرته فقال علي : أنا عبد الله وفي قبضته إن يعذبني فبذنوبي لم يظلمني شيئا وإن يتم لي ما وعدني فالله أولى بي. فقال : اللهم اجل قلبه واجعل ربيعه الإيمان (٣) قال : قد فعلت ذلك به يا محمد غير أني مختصه بشيء من البلاء لم أختص به أحدا من أوليائي. قال : قلت رب أخي وصاحبي. قال : إنه قد سبق في علمي أنه مبتلى به ، ولو لا عليّ لم يعرف أوليائي (٤) ولا أولياء رسلي».

قال محمد بن مالك : فلقيت نصر بن مزاحم المنقريّ فحدثني عن غالب الجهني ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لما اسري بي إلى السماء ، ثم من السماء إلى السماء ، ثم إلى سدرة المنتهى» ـ وذكر الحديث بطوله (٥).

وروي هذا الحديث الشيخ الثقة محمد بن العباس بن ماهيار في تفسير القرآن فيما نزل في أهل البيت عليهم‌السلام بالسند والمتن (٦).

السابع عشر : محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن داود العجلي ، عن زرارة ، عن حمران ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : «إن الله تبارك وتعالى حيث خلق الخلق خلق ماء عذبا وماء مالحا اجاجا ، فامتزج الماءان فأخذ طينا من أديم الأرض فعركه

__________________

(١) في المصدر : اسرى بي الى السماء ، ثم من السماء الى السماء.

(٢) في المصدر : فاني قد نحلته.

(٣) في المصدر : الإيمان بك.

(٤) في المصدر : لم يعرف حزبي ولا أوليائي.

(٥) أمالي الطوسي : ١ / ٣٥٣ ـ ٣٥٤.

(٦) فرائد السمطين : ١ / ٢٦٨ / ح ٢١٠ ، مناقب الخوارزمي : ٣٠٣.

٩٢

عركا (١) شديدا ، فقال لأصحاب اليمين وهم كالذر يدبون : إلى الجنة بسلام ، وقال لأصحاب الشمال: إلى النار ولا أبالي ، ثم قال : ألست بربكم؟ قالوا : (بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ) (٢).

ثم أخذ الميثاق على النبيين ، فقال : ألست بربكم؟ وأن هذا محمد رسولي ، وأن هذا علي أمير المؤمنين؟ قالوا : بلى فثبت لهم النبوة ، وأخذ الميثاق على أولي العزم أنني ربكم ومحمد رسولي ، وعلي أمير المؤمنين وأوصياؤه من بعده ولاة أمري ، وخزان علمي عليهم‌السلام وأن المهدي أنتصر به لديني واظهر به دولتي وأنتقم به من أعدائي واعبد به طوعا وكرها».

قالوا : أقررنا يا رب وشهدنا ولم يجحد آدم ولم يقر فثبتت العزيمة لهؤلاء الخمسة في المهدي ، ولم يكن لآدم عزم على الإقرار به وهو قوله عزوجل : (وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) (٣) قال : إنما يعني (٤) فترك.

ثم أمر نارا فاججت فقال لأصحاب الشمال : ادخولها ، فهابوها ، وقال لأصحاب اليمين : ادخلوها فدخلوها فكانت عليهم بردا وسلاما ، فقال أصحاب الشمال يا رب أقلنا ، فقال : قد أقلتكم اذهبوا فادخلوها ، فهابوها ، فثم ثبتت الطاعة والولاية والمعصية (٥).

الثامن عشر : محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير، عن أبي الربيع القزاز ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قلت له : لم سمي أمير المؤمنين؟ قال : «الله سماه ، وهكذا أنزل في كتابه : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ) (٦) وأن محمدا رسولي ، وان عليا أمير المؤمنين» (٧).

التاسع عشر : علي بن إبراهيم في تفسيره قال : حدثني أبي ، عن النضر بن سويد ، عن الحلبي(٨) عن ابن سنان قال : قال أبو عبد الله : أول من سبق إلى بلى (٩) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وذلك أنه كان أقرب الخلق إلى الله تبارك وتعالى ، وكان بالمكان الذي قال له جبرائيل عليه‌السلام لما اسري به إلى السماء : تقدم يا محمد فقد وطئت موطئا لم يطأه أحد قبلك لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ، ولو لا أن روحه ونفسه

__________________

(١) عرك : أي دلك.

(٢) الاعراف : ١٧٢.

(٣) طه : ١١٥.

(٤) في المصدر : إنما هو.

(٥) اصول الكافي : ٢ / ٨.

(٦) الاعراف : ١٧٢.

(٧) اصول الكافي : ١ / ٤١٢.

(٨) في المصدر : يحيى الحلبي.

(٩) في المصدر : سبق من الرسل الى بلى.

٩٣

كانت من ذلك المكان لما قدر أن يبلغه فكان من الله عزوجل كما قال الله تعالى : (قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى) (١) أي بل أدنى ، فلما خرج الأمر من الله وقع إلى أوليائه عليهم‌السلام فقال الصادق عليه‌السلام : «كان ذلك (٢) مأخوذا عليهم لله بالربوبية ، ولرسوله بالنبوة ، ولأمير المؤمنين والأئمة بالإمامة. فقال ألست بربكم ومحمد نبيكم ، وعلي إمامكم ، والأئمة الهادين أئمتكم ، فقالوا : بلى فقال الله تعالى : (شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ) أي لئلا يقولوا يوم القيامة (إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ) فاول ما أخذ اللهعزوجل الميثاق على الأنبياء بالربوبية وهو قوله : (وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ) (٣)» فذكر جملة من الأنبياء ثم أبرز أفضلهم بالاسامي فقال : (وَمِنْكَ) (٤) يا محمد ، فقدم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لأنه أفضلهم : (وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ) (٥) فهؤلاء الخمسة أفضل الأنبياء ورسول الله أفضلهم ، ثم أخذ بعد ذلك ميثاق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على الأنبياء بالأيمان به ، وعلى أن ينصروا أمير المؤمنين فقال : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ) (٦) يعني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : (لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ) (٧) يعني أمير المؤمنين تخبروا اممكم بخبره وخبر وليه من الأئمة (٨).

العشرون : علي بن إبراهيم قال : حدثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الله ابن مسكان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

وعن أبي بصير عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : (لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ) قال : «قال ما بعث الله نبيا من لدن آدم فهلم جرا إلا ويرجع إلى الدنيا فيقاتل وينصر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين ثم أخذ أيضا ميثاق الأنبياء على رسوله فقال : قل يا محمد : (آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَما أُوتِيَ مُوسى وَعِيسى وَما أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)» (٩).

الحادي والعشرون : محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن موسى ، عن علي بن حسان ، عن عبد الرّحمن بن كثير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله

__________________

(١) النجم : ٩.

(٢) في المصدر : كان الميثاق.

(٣) الاحزاب : ٨.

(٤) الاحزاب : ٨.

(٥) الاحزاب : ٨.

(٦) آل عمران : ٧٦.

(٧) آل عمران : ٧٦.

(٨) تفسير القمي : ٢٢٩ ، البحار : ٥ / ٢٣٦.

(٩) البقرة : ١٣١ ، والحديث ذكره القمي في تفسيره ص ٢٣٠ ، والمجلسي في البحار : ٥ / ٢٣٧.

٩٤

عزوجل : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) إلى آخر الآية قال : «أخرج الله من ظهر آدم ذريته إلى يوم القيامة فخرجوا كالذر فعرفهم نفسه ولو لا ذلك لم يعرف أحد ربه ثم قال : ألست بربكم قالوا : بلى وان محمدا رسول الله وعليا أمير المؤمنين» (١).

الثاني والعشرون : محمد بن مسعود العياشي في تفسيره بإسناده عن جابر قال : قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : متى سمي أمير المؤمنين؟ قال : قال : «والله نزلت (٢) هذه الآية على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم وان محمدا رسول الله [نبيكم] وأن عليا أمير المؤمنين ، فسماه الله ، والله ، أمير المؤمنين» (٣).

الثالث والعشرون : العياشي بإسناده عن جابر قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : «يا جابر لو يعلم الجهال متى سمي أمير المؤمنين علي لم ينكروا حقه» ، قال : قلت جعلت فداك متى سمي؟ فقال لي : قوله : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ) إلى : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ) وان محمدا [نبيكم] رسول الله (٤) ، وأن عليا أمير المؤمنين قال : ثم قال لي يا جابر : «هكذا والله جاء بها محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله» (٥).

الرابع والعشرون : العياشي في تفسيره بإسناده عن سلام بن المستنير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال: «لقد تسموا باسم ما سمى الله به أحدا إلا علي بن أبي طالب وما جاء تأويله» قلت : جعلت فداك متى يجيء تأويله؟ قال : «إذا جاء جمع الله جماعة النبيين والمؤمنين حتى ينصروه وهو قول الله : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ) إلى قوله : (وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ) فيومئذ يدفع رأية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله اللواء إلى علي بن أبي طالب فيكون أمير الخلائق كلهم أجمعين ويكون الخلائق كلهم تحت لوائه ويكون هو أميرهم فهذا تأويله» (٦).

الخامس والعشرون : الشيخ المفيد في أماليه قال : حدّثنا أبو الحسن محمد بن المظفر الوراق قال : حدّثنا أبو بكر محمد بن أبي الثلج قال : أخبرني الحسين بن أيوب من كتابه ، عن محمد بن غالب ، عن علي بن الحسين ، عن عبد الله بن جبلة عن ذريح المحاربي ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن

__________________

(١) في المصدر : وان هذا محمد رسولي وعلي أمير المؤمنين خليفتي وأميني. بصائر الدرجات : ٢ / ٧١ ، البحار : ٥ / ٢٥٠.

(٢) في تفسير البرهان : لما نزلت.

(٣) تفسير العياشي : ٢ / ٤١.

(٤) في البحار : وان محمدا رسولي.

(٥) تفسير العياشي : ٢ / ٤١ ، تفسير البرهان : ٢ / ٥١.

(٦) تفسير العياشي : ١ / ١٨١.

٩٥

أبي جعفر محمد بن علي عليهما‌السلام ، عن أبيه ، عن جده قال : إن الله جلّ جلاله بعث جبرائيل إلى محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ان يشهد لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام بالولاية في حياته ويسميه بامرة المؤمنين قبل وفاته ، فدعا نبي الله بسبعة رهط (١) فقال إنما دعوتكم لتكونوا شهداء الله في الأرض اقمتم أم تركتم (٢) ثم قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا أبا بكر قم فسلّم على علي بإمرة المؤمنين» ، فقال أعن أمر الله ورسوله؟ قال : «نعم» فقام فسلم عليه بامرة المؤمنين ، ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا عمر قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين» ، فقال : أعن أمر الله ورسوله تسميه أمير المؤمنين ، قال : «نعم» ، فقام فسلم عليه ، ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله للمقداد بن أسود الكندي : «قلم فسلم على علي بامرة المؤمنين» فقام فسلم عليه ولم يقل مثل ما قال الرجلان من قبله ، ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله لأبي ذر الغفاري : «قم فسلم على علي بامرة المؤمنين» ، فقام فسلم عليه ، ثم قالصلى‌الله‌عليه‌وآله لعمار بن ياسر : «قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين» فقام فسلم ، ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله لعبد الله ابن مسعود : «قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين» فقام فسلم ، ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله لبريدة : «قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين» (٣) ـ وكان بريدة أصغر القوم سنا ـ فقام فسلم ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنما دعوتكم لتكونوا شهداء الله أقمتم أم تركتم» (٤).

السادس والعشرون : سليم بن قيس الهلالي في كتابه قال عمر لأبي بكر : أرسل إلى علي فليبايع فانا لسنا في شيء حتى يبايع ولو قد بايع أمناه ، فأرسل إليه أبو بكر أجب خليفة رسول الله فأتاه الرسول فقال له ذلك فقال له علي عليه‌السلام : «ما أسرع ما كذبتم على رسول الله إنه ليعلم والذين حوله (٥) أن الله ورسوله لم يستخلفا غيري» فذهب الرسول فأخبره بما قال له ، فقال اذهب فقل له أجب أمير المؤمنين أبا بكر فأتاه فأخبره بذلك (٦) ، فقال له علي عليه‌السلام : «سبحان الله ما والله طال العهد فينسى والله إنه ليعلم أن هذا الاسم لا يصلح إلا لي ولقد أمره رسول الله وهو سابع سبعة فسلموا علي بإمرة المؤمنين فاستفهم هو وصاحبه (٧) من بين السبعة فقالا أمن الله ورسوله فقال لهما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حقا من الله ورسوله ، إنه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وصاحب لواء الغر المحجلين

__________________

(١) في المصدر : تسعة رهط.

أقول : المذكور في الحديث اسم ثمانية من الاصحاب وهذا لا يطابق مع ما ورد في المتن ، كما لا ينطبق مع ما ذكر في المصدر ، والظاهر سقط اسم واحد من الرواة. وقد روى المجلسي في البحار : ٣٧ / ٣١١ حديثا بهذا المعنى من طريق زيد بن الجهم عن أبي عبد الله عليه‌السلام وفيه اسم تسعة من الصحابة فراجع.

(٢) في المصدر : كتمتم.

(٣) في المصدر : قم فسلم على أمير المؤمنين.

(٤) أمالي المفيد : ١٠ ـ ١١.

(٥) في المصدر : ويعلم الذين حوله.

(٦) في المصدر : فأخبره بما قال.

(٧) في المصدر : وصاحبه عمر.

٩٦

يقعده الله عزوجل يوم القيامة على الصراط فيدخل أوليائه الجنة وأعدائه النار ، فانطلق الرسول فأخبره بما قال فسكتوا عنه يومهم ذلك» (١).

السابع والعشرون : المفيد في إرشاده عن بريدة بن حصيب الأسلمي وهو مشهور معروف بين العلماء بأسانيد يطول شرحها قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أمرني وأنا سابع سبعة فيهم أبو بكر وعمر وطلحة والزبير فقال : سلموا على علي بإمرة المؤمنين فسلمنا عليه بذلك ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حي بين أظهرنا» (٢).

الثامن والعشرون : محمد بن يعقوب ، عن علي بن الحسن ، عن منصور ، عن حريز بن عبد الله، عن الفضيل ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى : (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (٣) «يعني والله عليا والأوصياء من ولده ، ثم تلا هذه الآية : (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ) (٤) أمير المؤمنين ، يا فضيل لم يتسم بهذا الاسم غير علي عليه‌السلام إلا مفتر كذاب إلى يوم القيامة» (٥).

التاسع والعشرون : محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسيره قال : حدّثنا حميد بن زياد (٦) ، عن الحسن بن محمد ، عن صالح بن خالد (٧) ، عن منصور بن جرير عن فضيل بن يسار ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : «تلا هذه الآية : (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) قال : أتدرون ما رأوا؟ رأوا والله عليا مع رسول الله : (وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ) أي تسمون به أمير المؤمنين ،

__________________

(١) سليم بن قيس ص ٨٢.

(٢) الارشاد : ٢٠ ـ ٢١.

(٣) الملك : ٢٢.

(٤) الملك : ٢٨.

(٥) أخرجه الكليني في روضة الكافي ص ٢٨٨ بهذا اللفظ :

علي بن محمد ، عن علي بن الحسن ، عن منصور ، عن حريز بن عبد الله ، عن الفضيل قال : دخلت مع أبي جعفر عليه‌السلام المسجد الحرام وهو متكئ عليّ فنظر الى الناس ونحن على باب بني شيبة فقال : يا فضيل هكذا كان يطوفون في الجاهلية لا يعرفون حقا ولا يدينون دينا ، يا فضيل انظر إليهم مكبين على وجوههم لعنهم الله من خلق مسخور بهم مكبين على وجوههم ، ثم تلا هذه الآية : (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) يعني والله عليا عليه‌السلام والأوصياء عليهم‌السلام ، ثم تلا هذه الآية : (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ) أمير المؤمنين عليه‌السلام. يا فضيل لم يتسم بهذا الاسم غير علي عليه‌السلام إلا مفتر كذاب الى يوم البأس هذا. الحديث.

(٦) في البحار : الحسن بن زياد.

(٧) في البحار : عن صالح بن خالد وعبيس بن هشام.

٩٧

يا فضيل لا يسمى به أحد غير أمير المؤمنين إلا مفتر كذاب إلى يوم القيامة» (١).

الثلاثون : ابن شهرآشوب في المناقب قال : سئل الباقر عليه‌السلام عن قوله تعالى : (فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ) (٢) فقال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لما اسري بي إلى السماء الرابعة أذن جبرائيل وأقام وجمع النبيين والصديقين والشهداء والملائكة ، ثم تقدمت وصليت بهم ، فلما انصرفت قال لي جبرائيل : قل لهم بم تشهدون؟ قالوا نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وأن عليا أمير المؤمنين»(٣).

الحادي والثلاثون : في روضة الفضائل ، عن ابن عباس قال : أقبل علي بن أبي طالب فقالوا : يا رسول الله صلى الله عليك وآلك جاء أمير المؤمنين فقال : «إن عليا سمي أمير المؤمنين قبلي» ، قيل : قبلك يا رسول الله؟ قال : «وقبل عيسى وموسى» ، فقالوا : وقبل عيسى وموسى؟ قال : «وقبل سليمان وداود ، ولم يزل حتى عدد الأنبياء كلهم إلى آدم عليه‌السلام ، ثم قال : إنه لما خلق الله آدم طينا خلق بين عينيه درة تسبح الله وتقدسه ، فقال الله عزوجل : لا لأسكننّك رجلا أجعله أمير الخلق أجمعين ، فلما خلق الله علي بن أبي طالب أسكن الدرة فيه فسمي أمير المؤمنين قبل خلق آدم» (٤).

الثاني والثلاثون : ابن شهرآشوب في الفضائل ، عن الأعمش ، عن الاسدي ، عن ابن عباس أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لأم سلمة رضي الله عنها : «اسمعي واشهدي هذا علي أمير المؤمنين وسيد المسلمين»(٥).

__________________

(١) في البحار : يا فضيل لم يسم بها والله بعد على أمير المؤمنين إلا مفتر كذاب الى يوم الناس هذا. راجع البحار ج ٣٧ / ٣١٨.

(٢) يونس : ٩٤.

(٣) روى تمام الحديث ، فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره ص ٦١ قال : حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا ، عن زرارة بن اعين قال : قلت لابي جعفر عليه‌السلام : آية في كتاب الله تشكل علي ، قال : وما هي؟ قلت : قوله: «وان كنت في شك مما نزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك» من هؤلاء الذين أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بسؤالهم؟ فقال : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لما اسري بي الى السماء فصرت في السماء الرابعة جمع الله لي النبيين والصديقين والملائكة فأذن جبرائيل وأقام الصلاة ، ثم تقدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فصلى بهم فلما انصرف قال : بم تشهدون؟ قالوا نشهد أن لا إله إلّا الله ، وأنك رسول الله ، وأن عليا أمير المؤمنين ، فهو معنى قوله : «فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك».

(٤) البحار : ٣٧ / ٣٣٧.

(٥) مناقب آل أبي طالب : ٣ / ٥٤ ، ورواه الشيخ المفيد في الارشاد ص ٢٠ مسندا.

٩٨

الثالث والثلاثون : ابن شهرآشوب عن بشير الغفاري والقاسم بن جندب وأبو الطفيل ، عن أنس ابن مالك في خبر أتيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بوضوء فقال لي : «يا أنس؟ يدخل عليك من هذا الباب الساعة أمير المؤمنين وخير الوصيين». وفي رواية إبراهيم الثقفي : وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين قال أنس : فدخل علي عليه‌السلام (١).

عن أبان بن الصلت ، عن الصادق عليه‌السلام : «سمي أمير المؤمنين إنما من ميرة العلم (٢) وذلك أن العلماء من علمه امتاروا ، ومن ميرته استعملوا» (٣).

سلمان سألت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن ذلك (٤) فقال : إنه يميرهم العلم ، يمتار منه ولا يمتار من أحد (٥).

الرابع والثلاثون : في حديث ميلاد أمير المؤمنين عليه‌السلام تقدم في الباب الرابع ، بالاسناد من مجالس الشيخ الطوسي ، عن الصادق عليه‌السلام وساق الحديث إلى أن قال : ثم دخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فلما دخل اهتز له أمير المؤمنين عليه‌السلام وضحك في وجهه وقال : «السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته» ، قال : ثم تنحنح باذن الله تعالى وقال : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ) الى آخر الآيات فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «قد أفلحوا بك» وقرأ تمام الآيات الى قوله : (أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ* الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ) (٦) فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنت والله أميرهم تميرهم من علومك فيمتارون ، وأنت والله دليلهم وبك يهتدون» (٧).

الخامس والثلاثون : ابن شهرآشوب من أمالي ابن سهل أحمد القطان ، وكافي الكليني باسنادهما الى جابر الجعفي قال : قال لي أبو جعفر عليه‌السلام : «لو علم الناس متى سمي علي أمير المؤمنين ما انكروا ولايته» قلت : رحمك الله ومتى سمي؟ قال : «إن ربك عزوجل حين أخذ من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم قال : ألست بربكم وأن محمدا رسولي

__________________

(١) هكذا ورد لفظ الحديث في المصدر : «أتيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بوضوء فقال : يا أنس يدخل عليك من هذا الباب الساعة أمير المؤمنين وسيد المسلمين. وقائد الغر المحجلين ، وخاتم الوصيين قال أنس : فدخل عليعليه‌السلام. راجع مناقب آل أبي طالب : ٣ / ٥٤.

(٢) الميرة : الطعام الذي يدخره الانسان. وامتار لنفسه : اي جمع المئونة.

(٣) مناقب آل أبي طالب : ٣ / ٥٥.

(٤) في المصدر : سأل النبي.

(٥) مناقب آل أبي طالب : ٣ / ص ٥٥.

(٦) المؤمنون : ١ ـ ٣ ، ١٢.

(٧) البحار : ٣٥ / ٣٧ ، عن أمالي الطوسي.

٩٩

وعلي أمير المؤمنين» (١).

السادس والثلاثون : ابن شهرآشوب : قال رجل للصادق عليه‌السلام : يا أمير المؤمنين فقال : «مه فإنه لا يرضى بهذه التسمية أحد إلا ابتلي ببلاء أبي جهل» (٢).

قلت بلاء أبي جهل أنه كان مخنثا لأنه يبغض النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كم رواه عز الدين ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة.

السابع والثلاثون : المنذر ، عن سكين الرحال العابد ـ وقال ابن المنذر عنه : وبلغني أنه لم يرفع رأسه إلى السماء منذ اربعين سنة ـ وقال أيضا : حدّثنا الرسان ، عن أبي داود ، عن أبي برزة (٣) قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إن الله عزوجل عهد الي في علي عهدا ، فقلت : اللهم بين لي ، فقال : اسمع ، قلت : اللهم قد سمعت ، قال : أخبر عليا أنه أمير المؤمنين ، وسيد الوصيين ، وأولى الناس بالناس والكلمة التي ألزمتها المتقين (٤).

الثامن والثلاثون : الشيخ المفيد في كتاب الاختصاص قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لما اسري بي إلى السماء فسح لي في بصري غلوة (٥) كمثال ما يرى الراكب خرق الابرة من مسيرة يوم فعهد إلي ربي في علي كلمات فقال : يا محمد قلت : لبيك ربي ، فقال : إن عليا أمير المؤمنين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين ، ويعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب الظلمة وهو الكلمة التي الزمتها المتقين ، فكانوا أحق بها وأهلها فبشره بذلك ، قال : فبشره النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بذلك ، فقال علي : يا رسول الله فاني اذكر هناك؟ فقال: نعم إنك لتذكر في الرفيع الأعلى (٦) ، فقال المنصور : ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء» (٧).

__________________

(١) مناقب آل أبي طالب : ٣ / ٥٥.

(٢) مناقب آل أبي طالب : ٣ / ص ٥٥.

(٣) هكذا جاء السند في المصدر : من كتاب عبد الله بن أحمد بن يعقوب الانباري ، عن علي بن العباس ، عن علي بن المنذر الطريفي ، عن سكين الرحال ، عن فضيل الرسان ، عن أبي داود الهمداني ، عن أبي برزة.

(٤) البحار : ٣٧ / ٣٠٦ ، عن كشف اليقين.

(٥) الغلوة : الغاية ، وهي رمية سهم أبعد ما تقدر عليه.

(٦) في أمالي الصدوق : في الرفيق الأعلى.

(٧) الاختصاص : ٥٣ ـ ٥٤ ، وذكر الصدوق في أماليه ص ٥٤٩ ـ ٥٥٠ ط النجف. بإسناده عن جعفر بن عبد الله النما ، عن عبد الجبار ، عن داود الشعيري ، عن الربيع صاحب المنصور ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في حديث طويل أن المنصور قال للصادق عليه‌السلام : حدثنى عن فضائل جدك حديثا لم تروه العامة ، فقال الصادقعليه‌السلام حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لما اسري بي. الحديث.

١٠٠