غاية المرام وحجّة الخصام - ج ١

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي

غاية المرام وحجّة الخصام - ج ١

المؤلف:

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي


المحقق: السيد علي عاشور
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٤٧

مولاه». فشهد له قوم وأمسك زيد بن أرقم فلم يشهد ، وكان يعلمها ، فدعا علي عليه‌السلام عليه بذهاب البصر فعمي ، فكان يحدث بالحديث (١) بعد ما كف بصره (٢).

الثامن والثمانون : ابن المغازلي الشافعي في كتاب المناقب بإسناده إلى الوليد ابن صالح عن ابن امرأة زيد بن أرقم قال : (٣) أقبل نبي الله في حجة الوداع (٤) حتى نزل بغدير الجحفة ، بين مكة والمدينة ، فأمر بالدوحات فقمّ ما تحتهن من شوك ثم نادى : الصلاة جامعة! فخرجنا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في يوم شديد الحرّ وإن منّا لمن يضع رداءه على راسه وبعضه تحت قدميه من شدة الحر (٥) انتهينا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فصلى بنا الظهر ثم انصرف إلينا فقال ... ـ ثم ذكر تحميده لله تعالى وتوحيده وشهادته برسالته ثم قال : (٦) ـ «أيها الناس (٧) إنه لم يكن لنبي من العمر إلا نصف ما عمر من قبله ، وإن عيسى ابن مريم لبث في قومه أربعين سنة ، وإني قد أشرعت في العشرين ، إلا وإني يوشك أن أفارقكم ألا وإني مسئول وأنتم مسئولون فهل بلغتكم؟ فما أنتم قائلون؟

فقام من كل ناحية من القوم مجيب يقول : نشهد أنك عبد الله ورسوله ، قد بلغت رسالته وجاهدت في سبيله ، وصدعت بأمره ، وعبدته حتى أتاك اليقين ، جزاك الله عنّا خير ما جزى نبيا عن امته.

ثم ذكر تفصيل ما بلغ إليهم من الوحدانية والرسالة والجنة والنار وكتاب الله ثم قال (٨) :

ألا وإنّي فرطكم ، وأنتم تبعي ، توشكون أن تردوا عليّ الحوض ، فاسألكم عن ثقليّ (٩) كيف خلفتموني فيهما ، قال : فاعيل علينا ما ندري ما الثقلان ، حتى قال رجل من المهاجرين فقال : بأبي

__________________

(١) في المصدر : يحدث الناس بالحديث.

(٢) شرح نهج البلاغة : ١ / ٣٦٢.

(٣) كذا ورد السند في المصدر : أخبرنا أبو يعلي علي بن عبيد الله بن العلاف البزار إذنا قال : أخبرنا عبد السلام بن عبد الملك بن حبيب البزار قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن عثمان قال : حدّثنا محمد بن بكر بن عبد الرزاق ، حدّثنا أبو حاتم مغيرة بن محمد المهلبي قال : حدثني مسلم بن إبراهيم ، حدّثنا نوح بن قيس الحداني ، حدّثنا الوليد بن صالح عن ابن امرأة زيد بن ارقم قالت ..

(٤) في المصدر : من مكة في حجة الوداع.

(٥) في المصدر : من شدة الرمضاء حتى انتهينا.

(٦) كذا اللفظ في المصدر : ثم قال : الحمد لله نحمده ونستعينه ، ونؤمن به ، ونتوكل عليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، الذي لا هادي لمن أضل ، ولا مضل لمن هدى ، وأشهد أن لا إله إلّا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله.

(٧) في المصدر : أما بعد : أيها الناس فإنه.

(٨) في المصدر : فقال : ألستم تشهدون أن لا إله إلّا الله لا شريك له؟ وأن محمدا عبده ورسوله؟ وأن الجنة حق ، وأن النار حق ، وتؤمنون بالكتاب كله؟ قالوا : بلى ، قال : فاني أشهد أن قد صدقتكم وصدقتموني ، ألا واني فرطكم.

(٩) في المصدر : فأسألكم حين تلقوني عن ثقلي.

٣٠١

أنت وأمي يا نبي الله ما الثقلان؟ قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : الأكبر منهما كتاب الله عزوجل ، سبب طرفه بيد الله تعالى ، وطرف بأيديكم ، فتمسّكوا به ولا تضلوا ، والأصغر منهما عترتي.

ثم ذكر وصيته بعترته ثم قال :

فاني سألت لهما (١) اللطيف الخبير فأعطاني ، ناصرهما ناصري ، وخاذلهما خاذلي ، ووليهما وليي ، وعدوهما عدوي (٢) ألا وإنها لم تهلك أمة قبلكم حتى تدين بأهوائها ، وتظاهر على نبيها ، وتقتل من قام بالقسط منها ، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب عليه‌السلام فرفعها فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه (٣) ومن كنت وليه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاده». قالها ثلاثا. هذا آخر الخطبة (٤).

التاسع والثمانون : المالكي في الفصول المهمة قال : روى الإمام أبو الحسن الواحدي في كتابه المسمى بأسباب النزول يرفعه بسنده إلى أبي سعيد الخدري قال : نزلت هذه الآية : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) (٥) يوم غدير خم في علي بن أبي طالب.

وقوله : بغدير خم : هو بضم الخاء المعجمة وتشديد الميم مع التنوين ، اسم لغيضة على ثلاثة أميال من الجحفة ، وعندها غدير مشهور يضاف إلى الغيضة ، فيقال : غدير خم. هكذا ذكره الشيخ محي الدين النووي (٦).

أقول : خبر غدير خم قد بلغ حد التواتر من طريق العامة والخاصة ، حتى أن محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ أخرج خبر غدير خم وطرقه من خمسة وسبعين طريقا ، وأفرد له كتابا سمّاه كتاب الولاية ، وهذا الرجل عامي المذهب (٧).

__________________

(١) كذا ورد اللفظ في المصدر : والاصغر منهما عترتي ، من استقبل قبلتي ، وأجاب دعوتي! فلا تقتلوهم ، ولا تقهروهم ، ولا تقصروا عنهم ، فاني قد سألت لهم اللطيف الخبير.

(٢) في المصدر : ناصر لهما لي ناصر ، وخاذلهما لي خاذل ، ووليهما لي ولي ، وعدوهما لي عدو.

(٣) في المصدر : فهذا مولاه.

(٤) المناقب لابن المغازلي ص ١٦.

(٥) المائدة : ٦٧ و.

(٦) الفصول المهمة ص ٢٥.

(٧) قال الذهبي في طبقاته ٢ / ٢٥٤. لما بلغ (محمد بن جرير) أن ابن أبي داود تكلم في حديث غدير خم عمل كتاب الفضائل وتكلم في تصحيح الحديث ثم قال : قلت : رأيت مجلدا من طرق الحديث لابن جرير فاندهشت له ولكثرة تلك الطرق.

وقال ابن كثير في تاريخه : ١١ / ١٤٦ في ترجمة الطبري : إني رأيت له كتابا جمع فيه أحاديث غدير خم في مجلدين ضخمين ، وكتابا جمع فيه طرق حديث الطير.

٣٠٢

وذكر أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة خبر يوم الغدير وأفرد له كتابا ، وطرقه من مائة وخمسة طريق. هذا وقد تجاوز حد التواتر فلا يوجد خبر قط نقل من طرق بقدر هذه الطرق ، فيجب أن يكون أصلا متبعا ، وطريقا مهيعا.

والدليل على ما ذكرناه ـ أنه لم يوجد خبر له طرق كخبر غدير خم ـ ما حكاه السيد العلامة علي ابن موسى بن طاوس وعلي بن محمد بن شهرآشوب ذكرا عن شهرآشوب قال : سمعت أبا المعالي الجويني يتعجب ويقول : شاهدت مجلدا ببغداد في يدي صحاف فيه روايات غدير خم مكتوبا عليه المجلدة الثامنة والعشرون من طرق قوله : «من كنت مولاه فعلي مولاه» ويتلوه في المجلدة التاسعة والعشرين (١).

حكاية لطيفة : ذكر ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة قال : حدثني يحيى بن سعيد بن علي الحنبلي المعروف بابن غالية (٢) من ساكني قطفيا بالجانب الغربي ببغداد وأحد الشهود المعدلين بها قال : كنت حاضرا عند الفخر إسماعيل بن علي الحنبلي الفقيه المعروف بغلام ابن المثنى ، وكان الفخر إسماعيل(٣) هذا مقدّم الحنابلة ببغداد في الفقه والخلاف ، ويشتغل بشيء في علم المنطق ، وكان حلو العبارة ، وقد رأيته أنا وحضرت عنده وسمعت كلامه ، توفي سنة عشرة وستمائة قال ابن غالية : ونحن عنده نتحدث ، إذ دخل شخص من الحنابلة قد كان له دين على بعض أهل الكوفة فانحدر إليه يطالبه به فاتفق أن حضرت (٤) زيارة يوم الغدير والحنبلي المذكور في الكوفة ، وهذه الزيارة وهي اليوم الثامن عشر من ذي الحجة ويجتمع بمشهد أمير المؤمنين عليه‌السلام من الخلائق جموع عظيمة تتجاوز حد الاحصاء قال ابن غالية : فجعل الشيخ الفخر يسأل ذلك الشخص : ما رأيت؟ هل وصل مالك إليك؟ هل بقي لك منه بقية عند غريمك؟ وذلك الشخص يجاوبه حتى قال : يا سيدي لو شاهدت يوم الزيارة يوم الغدير لرأيت ما يجري عند قبر علي بن أبي طالب من الفضائح والأقوال الشنيعة وسب الصحابة جهارا باصوات مرتفعة، من غير مراقبة ولا خيفة.

فقال إسماعيل : أي ذنب لهم ، والله ما جرأهم على ذلك ، ولا فتح لهم هذا الباب إلا صاحب هذا القبر ، فقال ذلك الشخص : ومن هو صاحب القبر؟ قال : علي بن أبي طالب قال : يا سيدي هو الذي

__________________

(١) ذكر هذه الحكاية القندوزي في ينابيع المودة ص ٣٦ وقال : حكى العلامة علي بن موسى وعلي بن محمد أبي المعالي الجويني الملقب بامام الحرمين استاذ أبي حامد الغزالي رحمهما‌الله ...

(٢) في المصدر : عالية.

(٣) في المصدر : إسماعيل بن علي.

(٤) في المصدر : واتفق أن حضره.

٣٠٣

سن لهم ذلك ، وعلمهم إياه ، وطرقهم إليه؟ قال : نعم والله ، قال : يا سيدي فإن كان محقا فما لنا نتولى فلانا وفلانا؟ وإن كان مبطلا فما لنا نتولاه؟ ينبغي أن نبرأ منه (١) أو منهما ، قال ابن غالية : فقام إسماعيل مسرعا فلبس نعله وقال : لعن الله إسماعيل الفاعل (ابن الفاعل) إن كان يعرف جواب هذه المسألة ، ودخل دار حرمه وقمنا نحن وانصرفنا (٢).

__________________

(١) في المصدر : اما منه.

(٢) شرح نهج البلاغة : ٢ / ٤٩٦ ط ـ مصر ـ الميمنية.

هذا جل ما رواه السيد البحراني ـ قدس‌سره ـ من الفاظ حديث الغدير نقلا عن مصادر العامة وذلك عن اثنين واربعين واحدا من الصحابة والتابعين ولم يقف على مصادر السلف اكثر مما نقل عنها. وقد افرد المرحوم الاميني ـ رحمه‌الله ـ دراسة صافية للحديث رواه فيها عن مائة وعشرة صحابيا ، وعن أربعة وثمانين من التابعين ، وعن ثلاثمائة وستين واحدا من الحفاظ وأئمة الحديث ممن رواة هذه الاثارة النبوية قرنا بعد قرن ، وذكر ستة وعشرين مؤلفا أفرده العلماء حول الحديث وضبط ما صح لديهم من طرقه والفاظه. راجع الغدير : ١ / ١٤ ـ ١٥٨.

٣٠٤

الباب السابع عشر

في نص رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بالولاية

المقتضية للامارة والإمامة بغدير خم

من طريق الخاصة ، وفيه ثلاثة واربعون حديثا

الحديث الأول : أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه في أماليه قال : حدّثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي قال : حدثني محمد بن الحسين بن حفص قال : حدثني محمد بن هارون بن إسحاق (١) الهاشمي المنصوري قال : حدّثنا قاسم بن الحسن الزبيري (٢) قال : حدّثنا يحيى بن عبد الحميد قال : حدّثنا قيس بن الربيع ، عن أبي هارون عن أبي سعيد قال : لمّا كان يوم غدير خم أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مناديا فنادى الصلاة جامعة ، فأخذ بيد علي عليه‌السلام وقال : «اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه». فقال حسان بن ثابت : يا رسول الله أقول في علي شعرا؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «افعل» ، فقال :

يناديهم يوم الغدير نبيهم

بخمّ وأكرم بالنبي مناديا

يقول : فمن مولاكم ووليّكم؟

فقالوا ولم يبدوا هناك التعاديا :

إلهك مولانا وأنت ولينا

ولن تجدن منّا لك اليوم عاصيا

فقال له : قم يا علي فانني

رضيتك من بعدي إماما وهاديا

وكان علي أرمد العين يبتغي

لعينيه مما يشتكيه مداويا

فداواه خير الناس منه بريقه

فبورك مرقيا وبورك راقيا (٣)

الثاني : ابن بابويه قال : حدثني أحمد بن ادريس (٤) قال : حدّثنا يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن محمد القبطي قال : قال الصادق جعفر بن محمد عليه‌السلام أغفل الناس قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(١) في المصدر : أبو إسحاق.

(٢) في المصدر : الزبيدي.

(٣) أمالي الصدوق ص ٥١٤ ، البحار : ٣٧ / ١١٢.

(٤) في المصدر : حدّثنا أبي قال : حدّثنا أحمد بن ادريس.

٣٠٥

في علي بن أبي طالب في مشربة (١) أمّ إبراهيم كما أغفلوا قوله يوم غدير خم ، إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان في مشربة أم إبراهيم وعنده أصحابه إذ جاء علي عليه‌السلام فلم يفرجوا له فلما رآهم لا يفرجون له قال : «يا معاشر الناس هذا أهل بيتي تستخفون بهم وأنا حي بين ظهرانيكم ، أما والله لئن غبت عنكم فإن الله لا يغيب عنكم ، إن الروح والراحة والبشر والبشارة لمن ائتم بعلي وتولاه ، وسلم له وللاوصياء من ولده. حقا. على أن أدخلهم في شفاعتي لأنهم أتباعي ، ومن تبعني فإنه مني سنة جرت فيّ من إبراهيم ، لأني من إبراهيم وإبراهيم مني ، وفضلي له فضل ، وفضله فضلي ، وأنا أفضل منه تصديق قول ربي : (ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (٢)» وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وثئت (٣) رجله في مشربة أم إبراهيم حتى عاده الناس (٤).

الثالث : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن موسى (٥) بن المتوكل قال : حدّثنا علي بن الحسين السعدآبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه ، عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر ، عن أبي الجارود ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : خطبنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : «أيها الناس ان قدام منبركم هذا أربعة رهط من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله» منهم : أنس بن مالك ، والبراء بن عازب الأنصاري ، والأشعث بن قيس الكندي ، وخالد بن يزيد البجلي. ثم أقبل بوجهه على أنس بن مالك فقال : «يا أنس إن كنت سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك الله حتى يبتليك ببرص لا تغطيه العمامة ، واما أنت يا اشعث فإن كنت سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك الله حتى يذهب بكريمتيك ، وأما أنت يا خالد بن يزيد إن كنت سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك الله إلا ميتة جاهلية ، وأما أنت يا براء بن عازب إن كنت سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ،

__________________

(١) في المصدر : يوم مشربة.

(٢) آل عمران : ٣٤.

(٣) الوثء : وصم يصيب اللحم لا يبلغ العظم أو دون أن ينكسر العظم.

(٤) أمالي الصدوق ص ٩٨.

(٥) في المصدر : حدّثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي قال : حدّثنا محمد بن موسى.

٣٠٦

ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك الله إلا حيث هاجرت منه».

قال جابر بن عبد الله الأنصاري : ولقد (١) رأيت أنس بن مالك وقد ابتلي ببرص يغطيه بالعمامة فلا تستره ، ولقد رأيت الأشعث بن قيس وقد ذهبت كريمتاه وهو يقول : الحمد لله الذي جعل دعاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليّ بالعمى في الدنيا ولم يدع عليّ بالعذاب في الآخرة فاعذب. وأما خالد بن يزيد فإنه مات فأراد أهله أن يدفنونه فحفر له في منزله فدفن فسمعت بذلك كندة فجاءت بالخيل والابل فعقرتها على باب منزله فمات ميتة جاهلية ، وأما البراء بن عازب فإنه ولاه معاوية اليمن فمات بها ومنها كان هاجر (٢).

الرابع : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن عمر الحافظ قال : حدّثنا أبو عبد الله جعفر ابن محمد الحسيني قال : حدّثنا محمد بن علي بن خلف قال : حدّثنا سهل بن عامر قال : حدّثنا زافر (٣) بن سليمان ، عن شريك ، عن أبي إسحاق قال : قلت لعلي بن الحسين عليه‌السلام ما معنى قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : «من كنت مولاه فعلي مولاه». قال أخبرهم بأنه الإمام بعده (٤).

الخامس : ابن بابويه قال : حدّثنا الحسين بن إبراهيم قال : حدّثنا علي بن إبراهيم ، عن جعفر بن سلمة الاصبهاني ، عن إبراهيم بن محمد قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن البريد (٥) عن أبيه قال : سئل زيد بن علي عليه‌السلام عن قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «من كنت مولاه فعلي مولاه». قال : نصبه علما ليعلم به حزب الله عند الفرقة (٦).

السادس : ابن بابويه قال : حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد العلوي من ولد محمد بن الحنفية ابن علي بن أبي طالب قال : حدّثنا أبو الحسين (٧) أحمد بن موسى قال : حدّثنا أحمد بن علي قال : حدثني أبو علي الحسن بن إبراهيم بن علي العباسي قال : حدثني أبو سعيد عمير بن مرداس الدولقي ، عن جعفر بن بشير المكي عن وكيع المسعودي (٨) رفعه ، عن سلمان الفارسي رحمه‌الله قال : مر إبليس لعنه الله بنفر يتسابون (٩) أمير المؤمنين فوقف أمامهم فقال القوم : من الذي وقف

__________________

(١) في المصدر : والله لقد رأيت.

(٢) أمالي الصدوق ص ١٠٧ ـ ١٠٨.

(٣) في المصدر : زفر بن سليمان.

(٤) أمالي الصدوق ص ١٠٩.

(٥) في المصدر : عن إبراهيم بن محمد قال : حدّثنا القتاد قال : حدّثنا علي بن هاشم بن البريد.

(٦) أمالي الصدوق ١٠٩.

(٧) في المصدر : أبو الحسن علي بن أحمد.

(٨) في المصدر : حدّثنا وكيع عن المسعودي.

(٩) في المصدر : يتناولون.

٣٠٧

أمامنا؟ فقال : أنا أبو مرة فقالوا : يا أبا مرة أما تسمع كلامنا! فقال سوءة لكم تسبون مولاكم علي بن أبي طالب فقالوا له : من أين علمت أنه مولانا؟ فقال : من قول نبيكم : «من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله». فقالوا له : أنت من مواليه وشيعته؟ فقال : ما أنا من مواليه ولا من شيعته ولكني أحبه وما يبغضه أحد إلا شاركته في المال والولد : فقالوا له : يا أبا مرة فتقول في علي شيئا : فقال لهم : اسمعوا مني معاشر الناكثين والقاسطين والمارقين عبدت الله عزوجل في الجان اثنتا عشرة ألف سنة فلما أهلك الله الجان شكوت إلى الله عزوجل الوحدة فعرج بي إلى السماء فعبدت الله عزوجل في السماء الدنيا اثنتا عشرة ألف سنة (١) في جملة الملائكة فبينا نحن نسبح الله عزوجل ونقدسه إذ مر بنا نور شعشعاني فخرت الملائكة لذلك (٢) سجدا فقالوا سبوح قدوس ، نور ملك مقرّب أو نبي مرسل. فإذا النداء من قبل جل جلاله : لا نور ملك مقرب ولا نبي مرسل هذا نور طينة علي بن أبي طالب (٣).

السابع : محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن سليمان ، عن عبد الله بن أحمد(٤) اليماني ، عن منيع بن الحجاج ، عن الصباح المزني ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : لمّا أخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بيد علي عليه‌السلام يوم الغدير صرخ ابليس في جنوده صرخة لم يبق منهم أحد في بر ولا بحر إلّا أتاه ، فقالوا لسيدهم ومولاهم : ما ذا دهاك؟ فما سمعنا لك صرخة أوحش من صرختك هذه؟ فقال لهم : فعل هذا النبي فعلا إن تم لم يعص الله أبدا ، فقالوا : يا سيدهم أنت كنت لآدم ، فلما قال المنافقون ينطق عن الهوى ، وقال أحدهما لصاحبه أما ترى عينيه يدوران في أم رأسه كأنّه مجنون ـ يعنون رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ صرخ ابليس صرخة بطرب فجمع أولياءه فقال : أما علمتم أني كنت لآدم من قبل؟ فقالوا : نعم! قال : آدم نقض العهد ولم يكفر بالرب ، وهؤلاء نقضوا العهد وكفروا بالرسول ، فلما قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله واقام الناس غير علي لبس تاج الملك ، ونصب منبرا وقعد في الزينة ، وجمع خيله ورجله ثم قال لهم : اطربوا لا يطاع الله حتى يقام إمام. وتلا أبو جعفر عليه‌السلام : (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (٥) قال أبو جعفر عليه‌السلام : «كان تأويل هذه الآية لما قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والظن من ابليس حين قالوا لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنه ينطق عن الهوى ، وظن

__________________

(١) في المصدر : الف سنة اخرى.

(٢) في المصدر : لذلك النور.

(٣) أمالي الصدوق ص ٣١٠.

(٤) في البرهان : عبد الله بن محمد.

(٥) السبأ : ٢.

٣٠٨

ابليس بهم ظنّا فصدقوا ظنه» (١).

الثامن : علي بن إبراهيم قال : حدثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن سنان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : لما أمر الله نبيه أن ينصب أمير المؤمنين للناس في قوله : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) في علي بغدير خم فقال : «من كنت مولاه فعلي مولاه» فجاءت الأبالسة إلى ابليس الأكبر وحثوا التراب على وجوههم فقال لهم ابليس : مالكم؟ قالوا : ان هذا الرجل قد عقد اليوم عقدة لا يحلّها شيء إلى يوم القيامة فقال لهم ابليس : كلا إن الذين حوله قد وعدوني فيه عدة لن يخلفوني فأنزل الله على رسوله : (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ) الآية (٢).

التاسع : الشيخ الثقة محمد بن العباس بن ماهيار في تفسيره فيما نزل في أهل البيت عليهم‌السلام في القرآن قال : حدّثنا الحسين بن أحمد المالكي ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن أبي فضالة (٣) ، عن عبد الصمد بن بشير ، عن عطية العوفي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا أخذ بيد علي عليه‌السلام بغدير خم فقال : «من كنت مولاه فعلي مولاه» كان ابليس حاضرا بعفاريته ، فقال له حيث قال : من كنت مولاه فعلي مولاه والله ما هكذا قلت لنا ، قد أخبرتنا أن هذا إذا مضى افترق أصحابه وهذا امر مستقر كلما أراد أن يذهب واحد بدر آخر فقال : افترقوا فإن أصحابه قد وعدوني أن لا يقروا له بشيء مما قال. وهو قول عزوجل : (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (٤).

العاشر : علي بن إبراهيم ، عن زيد الشحّام قال : دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر عليه‌السلام وسأله عن قوله عزوجل : (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) قال : «لما أمر الله نبيه بنصب أمير المؤمنين عليه‌السلام للناس وهو قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) في علي : (وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ) أخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بيد عليعليه‌السلام يوم غدير خم وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، حثت الأبالسة التراب على رأسها فقال لهم ابليس الاكبر : مالكم؟ قالوا قد عقد هذا الرجل اليوم عقدة لا يحلّها انسي إلى يوم القيامة ، فقال لهم ابليس : كلا إن الذين

__________________

(١) البرهان في تفسير القرآن : ٣ / ٣٤٩ ـ ٣٥٠ ، الكافي : ٨ : ٣٤٤ ، تأويل الآيات : ٤٦٤.

(٢) البرهان : ٣ / ٣٥٠ ، البحار : ٣٧ / ١٦٩ ، تفسير القمّي : ٢ / ٢٠١.

(٣) في البحار : الحسين بن أحمد ، عن اليقطيني ، عن ابن فضال.

(٤) البرهان : ٣ / ٣٥٠ ، البحار : ٣٧ / ١٦٨ ـ ١٦٩.

٣٠٩

حوله قد وعدوني فيه عدة ولن يخلفوني فيها فانزل الله سبحانه هذه الآية : (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) يعني شيعة أمير المؤمنين» (١).

الحادي عشر : عبد الله بن جعفر الحميري في قرب الاسناد ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة ابن صدقة قال : حدثني جعفر بن محمد ، عن أبيه أن إبليس عدو الله رنّ أربع رنّات : يوم لعن ، ويوم اهبط إلى الأرض ، ويوم بعث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويوم الغدير ثم قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «قال أبي : إن اللعنة إذا خرجت من صاحبها ترددت بينه وبين الذي يلعن ، فإن وجدت مساغا وإلا عادت الى صاحبها وكان أحق بها. فاحذروا أن تلعنوا مؤمنا فتحل بكم» (٢).

الثاني عشر : محمد بن يعقوب عن محمد بن الحسن وغيره ، عن سهل ، عن محمد بن عيسى ، ومحمد بن يحيى ، ومحمد بن الحسين جميعا ، عن محمد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر ، وعبد الكريم بن عمرو ، عن عبد الحميد بن أبي الديلم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في حديث طويل قال فقال الله جل ذكره: (فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ) يقول : فإذا فرغت فانصب علمك واعلن وصيك : فأعلمهم فضله علانية فقال عليه‌السلام : «من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه»(٣).

الثالث عشر : محمد بن العباس بن ماهيار قال : حدّثنا أحمد بن القاسم ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن محمد بن علي ، عن أبي جميلة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قوله تعالى : (فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ) كان رسول الله حاجا فنزلت : (فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ) عليا للناس (٤).

الرابع عشر : محمد بن العباس هذا قال : حدّثنا علي بن محمد بن مخلد ، عن الحسن بن القاسم، عن عمرو بن الحسن ، عن آدم بن حماد ، عن حسين بن محمد قال : سألت سفيان بن عيينة عن قول الله عزوجل : (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ) (٥) فيمن نزلت؟ فقال : يا بن أخي لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك ، لقد سألت جعفر بن محمد عليهما‌السلام في مثل هذا الذي قلت فقال : أخبرني أبي، عن جدي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال : لما كان يوم غدير خم قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(١) البرهان : ٣ / ٣٥٠ ، البحار : ٣٧ / ١٦٩ ، تأويل الآيات : ٤٦٣.

(٢) قرب الاسناد ص ٧. ط ـ طهران.

(٣) البرهان : ٤ / ٤٧٥.

(٤) البحار : ٣٦ / ١٣٥.

(٥) المعارج : ١.

٣١٠

خطيبا (١) ثم دعا علي بن أبي طالب عليه‌السلام فأخذ بضبعه ثم رفع بيده حتى رئي بياض إبطيهما وقال للناس: «ألم أبلغكم الرسالة ألم أنصح لكم؟ قالوا : اللهم نعم قال : فمن كنت مولاه فعلي مولاه (٢) اللهم وال من والاه وعاد من عاداه» ، قال ففشت هذه في الناس فبلغ ذلك الحرث بن النعمان الفهري فرحل (٣) راحلة ثم استوى عليها ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ ذاك بالابطح فأناخ راحلته (٤) ثم عقلها ، ثم أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم قال : يا عبد الله (٥) إنك دعوتنا إلى أن نقول : لا إله إلا الله ففعلنا ، ثم دعوتنا إلى أن نقول إنك رسول الله ففعلنا والقلب فيه ما فيه ثم قلت لنا صلوا فصلينا ، ثم قلت : صوموا فصمنا ، ثم قلت : حجّوا فحججنا ، ثم قلت (٦) لنا : من كنت مولاه فعلي مولاه؟ اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه (٧) فهذا عنك أم عن الله؟ فقال : «بل عن الله». قال : فقالها ثلاثا فنهض وإنه لمغضب ، وإنه ليقول : اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء تكون نقمة في أوّلنا وآية في آخرنا ، وإن كان ما يقوله محمد كذبا فأنزل به نقمتك ، ثم أثار (٨) ناقته واستوى (٩) عليها فرماه بحجر على رأسه فسقط ميتا ، فأنزل الله تبارك وتعالى : (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ مِنَ اللهِ ذِي الْمَعارِجِ) (١٠).

الخامس عشر : محمد بن العباس قال : حدّثنا الحسن بن أحمد المالكي ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرّحمن ، عن عبد الله بن سنان ، عن الحسين الجمال قال : حملت أبا عبد الله عليه‌السلام من المدينة إلى مكة ، فلما بلغ غدير خم نظر إليّ وقال : هذا موضع قدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حين أخذ بيد علي عليه‌السلام وقال : «من كنت مولاه فعلي مولاه» ، وكان عن يمين الفسطاط أربعة نفر من قريش سماهم لي فلمّا نظروا إليه وقد رفع يده حتى بان بياض إبطيه قالوا : انظروا إلى عينيه قد انقلبتا كأنّهما عينا مجنون فاتاه جبرائيل فقال : اقرأ : (وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ

__________________

(١) في البحار : خطيبا فاوجز في خطبته.

(٢) في البحار : فهذا علي مولاه.

(٣) رحله : ازعجه وصيره يرحل.

(٤) في البحار : حتى انتهى الى الابطح فأناخ راحلته.

(٥) في البحار : ثم جاء الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فسلم ، فرد عليه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا محمد.

(٦) في البحار : ثم قلت حجوا فحججنا : ثم قلت : إذا رزق احدكم مائتي درهم فليتصدق بخمسه كل سنة ففعلنا ، ثم إنك أقمت ابن عمك فجعلته علما وقلت : من كنت مولاه فهذا علي مولاه.

(٧) في البحار : وانصر من نصره ، واخذل من خذله.

(٨) أثار : اي هيج.

(٩) في البحار : ثم أثار ناقته فحل عقالها ثم استوى عليها ، فلما خرج من الابطح رماه الله تعالى بحجر من السماء فسقط على رأسه وخرج من دبره ، وسقط ميتا.

(١٠) تفسير فرات الكوفي ص ١٩٠ ـ ١٩١ ، البحار : ٣٧ / ١٧٥ ـ ١٧٦.

٣١١

وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ وَما هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ) (١) والذكر علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقلت : الحمد لله الذي أسمعني منك هذا ، فقال : لو لا إنك جمال (٢) ما حدثتك بهذا ، لأنك لا تصدق إذا رويت عني (٣).

السادس عشر : الشيخ في التهذيب بإسناده ، عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين، عن الحجال ، عن عبد الله بن بشير (٤) عن حسان الجمال قال : حملت أبا عبد الله عليه‌السلام من المدينة إلى مكة ، فلما انتهينا إلى مسجد الغدير نظر في ميسرة الجبل (٥) فقال : ذاك موضع قدم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حيث قال : «من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه». ثم نظر في الجانب الآخر فقال : ذاك موضع فسطاط أبي فلان وفلان وسالم مولى أبي حذيفة وأبي عبيدة ابن الجراح ، فلما رأوه رافعا يده (٦) قال بعضهم : انظروا إلى عينيه تدوران كأنهما عينا مجنون فنزل جبرائيل عليه‌السلام بهذه الآية : (وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ* وَما هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ) (٧) [ثم قال : يا حسان لو لا أنك جمالي ما حدثتك بهذا الحديث] (٨).

السابع عشر : محمد بن علي بن شهرآشوب ، عن معاوية بن عمار ، عن الصادق عليه‌السلام في خبر لمّا قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : «من كنت مولاه فعلي مولاه» قال العدوي لا والله ما أمره الله بهذا وما هو إلا شيء يتقوله. فأنزل الله تعالى : (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ) إلى قوله : (وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ) يعني محمدا : (وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ) (٩) يعني به عليا (١٠).

الثامن عشر : محمد بن العباس ، عن أحمد بن القاسم (١١) ، عن منصور بن العباس ، عن الحصين ،

__________________

(١) القلم : ٥٠ ـ ٥١.

(٢) في البحار : جمالي.

(٣) البحار : ٣٧ / ٢٢١.

(٤) في الكافي : عبد الصمد بن بشير.

(٥) في الكافي : نظر الى ميسرة المسجد.

(٦) في الكافي : فلما أن رأوه رافعا يديه.

(٧) القلم : ٥٠ ـ ٥١.

(٨) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٣٠ ح ٦٨٧ ولم نجده في التهذيب.

(٩) الحاقة ٤٤ ـ ٥١ ، ونص الآيات : «ولو تقول علينا بعض الأقاويل* لاخذنا منه باليمين* ثم لقطعنا منه الوتين* فما منكم من أحد عنه حاجزين* وإنه لتذكرة للمتقين* وانا لنعلم أن منكم مكذبين* وإنه لحسرة على الكافرين* وإنه لحق اليقين».

(١٠) مناقب آل أبي طالب : ٣ / ٣٧.

(١١) في البرهان : أحمد بن القسم.

٣١٢

عن العباس القصباني ، عن داود بن الحصين (١) ، عن فضل بن عبد الملك ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «لما أوقف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أمير المؤمنين يوم الغدير افترق الناس ثلاث فرق : فقالت فرقة : ضل محمد ، وفرقة قالت : غوى ، وفرقة قالت : يهواه يقول في أهل بيته وابن عمه. فأنزل الله سبحانه : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى*ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى * وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى)»(٢).

التاسع عشر : ابن بابويه في أماليه قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن خلف بن حماد الأسدي ، عن أبي الحسن العبدي ، عن الأعمشي عن عباية بن ربعي ، عن عبد الله بن عباس قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا اسري به (٣) إلى السماء انتهى إلى نهر يقال له النور ، وهو قول الله عزوجل : (وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ) (٤) فلما انتهى به إلى ذلك النهر قال له جبرائيل : يا محمد اعبر على بركة الله ، فقد نور الله لك بصرك ، ومد لك إمامك ، فإن هذا نهر لم يعبره أحد ، لا ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، غير أن لي في كل يوم اغتماسة فيه ثم أخرج منها فانفض أجنحتي فليس من قطرة تقطر من اجنحتي إلا خلق الله تبارك وتعالى منها ملكا مقربا له عشرون ألف وجه ، وأربعون ألف لسان ، يلفظ كل لسان بلغة لا يفقهها (٥) الآخر ، فعبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى انتهى إلى الحجب ، والحجب خمسمائة حجاب من الحجاب إلى الحجاب مسيرة خمسمائة عام ، ثم قال : تقدم يا محمد ، فقال له : «يا جبرائيل : ولم لا تكون معي»؟

قال ليس لي أن أجوز المكان (٦) فتقدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما شاء الله أن يتقدم حتى سمع ما قال الرب تبارك وتعالى فقال تبارك وتعالى : «أنا المحمود وأنت محمد شققت اسمك من اسمي ، فمن وصلك وصلته ومن قطعك بتته (٧) ، انزل على عبادي فأخبرهم بكرامتي إياك ، وأني لم أبعث نبيا إلا جعلت له وزيرا ، وإنك رسولي وإن عليا وزيرك» ، فهبط رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فكره أن يحدث الناس بشيء كراهية أن يتهموه لانهم كانوا حديثي عهد بالجاهلية حتى مضى لذلك ستة أيام فانزل الله تبارك وتعالى : (فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ) (٨) فاحتمل رسول الله ذلك حتى كان يوم الثامن فأنزل الله تبارك وتعالى عليه : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ

__________________

(١) في البرهان : داود بن الحسين.

(٢) البرهان : ٤ / ٢٤٥. والآية في سورة النجم : ١ ـ ٥.

(٣) في المصدر : انتهى به جبرائيل.

(٤) الانعام : ١.

(٥) في المصدر : لا يفقهها اللسان الاخر.

(٦) في المصدر : أن اجوز هذا المقام.

(٧) بتته : اي قطعه.

(٨) هود : ١٢.

٣١٣

تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) (١) فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «تهديد بعد وعيد لأمضين لأمر الله عزوجل فإن يتهموني ويكذبوني فهو أهون علي من أن يعاقبني العقوبة الموجعة في الدنيا والآخرة». قال : وسلم جبرائيل على علي بامرة المؤمنين فقال علي عليه‌السلام : «يا رسول الله أسمع الكلام ولا احس الرؤية»! فقال : «يا علي هذا جبرائيل أتاني من قبل ربي بتصديق ما وعدني» ، ثم أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رجلا فرجلا من اصحابه حتى سلموا عليه بامرة المؤمنين ثم قال : يا بلال ناد في الناس أن لا يبقى (٢) أحد إلا عليل إلا خرج إلى غدير خم.

فلما كان من الغد خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بجماعة أصحابه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : «أيها الناس ، إن الله تبارك وتعالى أرسلني إليكم برسالة وإني ضقت بها ذرعا مخافة أن تتهموني وتكذبوني حتى أنزل الله عليّ وعيدا بعد وعيد فكان تكذيبكم إياي أيسر (٣) من عقوبة الله إياي إن الله تبارك وتعالى أسرى بي وأسمعني وقال : يا محمد أنا المحمود وأنت محمد ، شققت اسمك من اسمي ، فمن وصلك وصلته ومن قطعتك بتته ، انزل إلى عبادي فاخبرهم بكرامتي إياك ، وأني لم أبعث نبيا إلا جعلت له وزيرا ، وإنك رسولي وإن عليا وزيرك». ثم أخذ صلى‌الله‌عليه‌وآله بيدي علي بن أبي طالب فرفعهما حتى نظر الناس إلى بياض ابطيهما ولم تريا قبل ذلك ، ثم قال : «أيها الناس إن الله تبارك وتعالى مولاي وأنا مولى المؤمنين فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله» ، فقال الشكاك والمنافقون والذين في قلوبهم مرض وزيغ : نبرأ إلى الله من مقالته ليس بحتم ، ولا نرضى أن يكون عليّ وزيره ، هذه منه عصبية ، فقال سلمان والمقداد وأبو ذر وعمّار بن ياسر : والله ما برحنا العرصة حتى نزلت هذه الآية : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) فكرّر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك ثلاثا ثم قال : «إن كمال الدين وتمام النعمة ، ورضا الرب بارسالي إليكم بالولاية بعدي لعلي بن أبي طالب» (٤).

العشرون : ابن بابويه قال : حدّثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال : حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال : حدّثنا محمد بن ظهير قال : حدّثنا عبد الله بن الفضل الهاشمي ، عن الصادق جعفر بن محمد عليه‌السلام عن أبيه عن آبائه عليهم‌السلام قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي ، وهو اليوم الذي أمرني الله تعالى ذكره فيه بنصب أخي علي بن أبي طالب علما لامتي

__________________

(١) المائدة : ٦٧.

(٢) في المصدر والمخطوطة : أن لا يبقى غدا.

(٣) في المصدر : ايسر علي.

(٤) أمالي الصدوق ص ٣١٦ ـ ٣١٨.

٣١٤

يهتدون به من بعدي ، وهو اليوم الذي اكمل الله فيه الدين وأتم على أمتي فيه النعمة ، ورضي لهم الإسلام دينا ، ثم قال عليه‌السلام : معاشر الناس علي مني وأنا من علي خلق من طينتي ، وهو إمام الخلق بعدي يبين لهم ما اختلفوا فيه من سنتي ، وهو أمير المؤمنين ، وقائد الغر المحجلين ، ويعسوب المؤمنين ، وخير الوصيين ، وزوج سيدة نساء العالمين ، وأبو الأئمة المهتدين (١).

معاشر الناس : من أحب عليا أحببته ، ومن أبغض عليا أبغضته ، ومن وصل عليا وصلته ، ومن قطع عليا قطعته ، ومن جفا عليا جفوته ، ومن والى عليا واليته ومن عادى عليا عاديته.

معاشر الناس : أنا مدينة الحكمة وعلي بن أبي طالب بابها ولن تؤتى المدينة إلا من قبل الباب ، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغض عليا.

معاشر الناس : والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية ما نصبت عليا علما لامتي في الأرض حتى نوه الله باسمه في سماواته ، وواجب ولايته على جميع ملائكته» (٢).

الحادي والعشرون : أمالي أبي عبد الله النيسابوري وأمالي أبي جعفر الطوسي في خبر ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن الرضا عليه‌السلام قال : «حدثني أبي ، عن أبيه قال إن يوم الغدير في السماء أشهر منه في الأرض ، إن الله تبارك وتعالى بنى في الفردوس الأعلى قصرا (٣) لبنة من فضة ولبنة من ذهب ، فيه مائة ألف قبة من ياقوتة حمراء ومائة ألف خيمة من ياقوت خضراء ، ترابه المسك والعنبر ، وفيه أربعة انهار : نهر من خمر ، ونهر من ماء ، ونهر من لبن ، ونهر من عسل ، حواليه اشجار جميع الفواكه ، عليها الطيور ، أبدانها من لؤلؤ وأجنحتها من ياقوت تصوت بألوان الأصوات ، إذا كان يوم الغدير ورد إلى ذلك القصر أهل السماوات يسبحون الله ويقدسونه ويهلّلونه ، فتتطاير تلك الطيور فتقع في ذلك الماء وتتمرغ على ذلك المسك والعنبر فإذا اجتمعت الملائكة طارت فتنفض ذلك عليهم ، وإنهم في ذلك اليوم ليتهادون نثار فاطمة ، فإذا كان آخر اليوم نودوا : انصرفوا إلى مراتبكم فقد أمنتم من الخطر والزلل إلى قابل في مثل هذا اليوم تكرمة لمحمد وعلي عليهما‌السلام» (٤).

الثاني والعشرون : الشيخ الطوسي في أماليه قال : أخبرنا محمد بن محمد ـ يعني المفيد ـ قال : حدثني أبو الحسن علي بن أحمد القلانسي المراغي قال : حدّثنا عبد الله بن محمد قال : حدّثنا عبد

__________________

(١) في المصدر : الأئمة المهديين.

(٢) أمالي الصدوق ص ١١١.

(٣) في البحار : ان لله تعالى في الفردوس قصرا.

(٤) البحار : ٣٧ / ١٦٣ ـ ١٦٤.

٣١٥

الرّحمن بن صالح قال : حدّثنا موسى بن عمران الحضرمي ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن زيد بن أرقم قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بغدير خم يقول : «إن الصدقة لا تحل لي ولا لأهل بيتي ، لعن الله من ادعى إلى غير أبيه ، لعن الله من تولى غير مواليه ، الولد لصاحب الفراش وللعاهر الحجر ، وليس لوارث وصية ، ألا وقد سمعتم مني ورايتموني ، ألا من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ، ألا وإنّي فرط لكم على الحوض ومكاثر بكم الامم يوم القيامة فلا تسودوا وجهي ، ألا لأستنقذن رجالا من النار وليستنقذن من يدي أقوام ، إن الله مولاي وأنا مولى كل مؤمن ومؤمنة ، ألا فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه» (١).

الثالث والعشرون : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مهدي قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة قال : حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريا (٢) قال : حدّثنا علي بن قادم قال : حدّثنا إسرائيل ، عن عبد الله بن سهل (٣) ، عن سهم ابن الحصين الأسدي قال : قدمت إلى مكة أنا وعبد الله ابن علقمة وكان عبد الله بن علقمة سبابة لعلي بن أبي طالب دهرا. قال : فقلت له : هل لك في هذا ـ يعني أبا سعيد الخدري ـ نحدث به عهدا؟ قال : نعم ، فأتيناه فقال : هل سمعت لعلي منقبة؟ قال : نعم إذا حدثتك تسأل (٤) عنها المهاجرين والأنصار وقريشا إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قام يوم غدير خم فأبلغ ثم قال : «يا أيها الناس ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى. قالها ثلاث مرات ، ثم قال : ادن يا علي فرفع رسول الله يديه حتى نظرت إلى بياض آباطهما قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، ثلاث مرات».

قال : فقال عبد الله بن علقمة : أنت سمعت هذا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ قال أبو سعيد : نعم وأشار إلى أذنيه وصدره قال : سمعته أذناي ، ووعاه قلبي.

قال عبد الله بن شريك : فقدم علينا عبد الله بن علقمة وسهم بن حصين ، فلما صلينا الهجير قام عبد الله بن علقمة فقال : إني أتوب إلى الله وأستغفره من سب علي ، ثلاث مرات (٥).

الرابع والعشرون : الشيخ في أماليه بهذا الاسناد قال : أبو العباس (٦) قال : حدّثنا يحيى بن زكريا

__________________

(١) أمالي الطوسي : ١ / ٢٣١.

(٢) في المصدر : أخبرنا أبو عمر قال : أخبرنا أبو العباس قال : حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريا.

(٣) في المصدر : عبد الله بن شريك.

(٤) في المصدر : فسل.

(٥) أمالي الطوسي : ١ / ٢٥٢.

(٦) في المصدر : وبالاسناد قال : أخبرنا أبو عمر قال : حدّثنا أبو العباس.

٣١٦

ابن شيبان الكندي قال : حدّثنا إبراهيم بن الحكيم بن ظهير قال : حدثني أبي ، عن منصور بن مسلم ابن سابور ، عن عبد الله بن عطا ، عن عبد الله بن يزيد ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «علي بن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة ، وهو وليكم من بعدي» (١).

الخامس والعشرون : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا أبو عمر قال : أخبرنا أحمد قال : حدّثنا الحسن بن جعفر بن مدرار (٢) قال : حدثنا معاوية بن ميسرة بن شريح ، قال : حدثني الحكم بن عتبة (٣) وسلمة بن كهيل قالا : حدّثنا حبيب ـ وكان اسكافا في بني عدي وأثنى عليه خيرا ـ أنه سمع زيد بن أرقم يقول : خطبنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم غدير خم فقال : «من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه» (٤).

السادس والعشرون : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا أبو عمر ـ يعني ابن مهدي ـ قال : أخبرنا أحمد ـ يعني ابن عقدة ـ قال : حدّثنا الحسن بن علي بن عفان قال : حدّثنا عبد الله ، عن فطر ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو ذي مرّ ، وسعيد بن وهب وزيد بن نفيع قالوا : سمعنا عليّا عليه‌السلام يقول في الرحبة: «من سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول يوم غدير خم ما قال إلا قام» ، فقام ثلاثة عشر فشهدوا أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، فأخذ بيد علي عليه‌السلام فقال : من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وأحب من أحبه ، وأبغض من أبغضه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله». قال أبو إسحاق حين فرغ من الحديث : يا أبا بكر : في أشياء اخر (٥).

السابع والعشرون : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا أبو عمر قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد ـ يعني ابن عقدة ـ قال : حدّثنا الحسن بن علي بن عفان قال : حدّثنا عبيد الله بن موسى قال : حدّثنا هاني بن أيوب ، عن طلحة بن مصرف ، عن عميرة بن سعد أنه سمع عليا عليه‌السلام في الرحبة ينشد الناس من سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه». فقام بضعة عشر فشهدوا (٦).

__________________

(١) أمالي الطوسي : ١ / ٢٥٣.

(٢) في المصدر : قال : حدثني عمي طاهر بن مدرار قال : حدّثنا معاوية.

(٣) الحكم بن عيينة.

(٤) أمالي الطوسي : ١ / ٢٥٩ ـ ٢٦٠.

(٥) أمالي الطوسي : ١ / ٢٦٠ ـ ٢٦١.

(٦) أمالي الطوسي : ١ / ٢٧٨.

٣١٧

الثامن والعشرون : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت قال : أخبرنا أحمد ابن محمد قال : حدّثنا أحمد بن يحيى قال : حدّثنا علي بن ثابت قال : حدّثنا منصور بن أبي الأسود ، عن مسلم الملائي ، عن أنس بن مالك أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول يوم غدير خم : «أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وأخذ بيد علي عليه‌السلام فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه»(١).

التاسع والعشرون : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا ابن الصلت (٢) قال : أخبرنا ابن عقدة قال : حدّثنا علي بن محمد قال : حدّثنا داود بن سليمان قال : حدثني علي بن موسى ، عن أبيه ، عن جعفر، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه واخذل من خذله وانصر من نصره» (٣).

الثلاثون : الشيخ في أماليه بإسناده إلى عبد الرّحمن بن أبي ليلى (٤) قال : قال أبي : دفع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله الراية يوم خيبر الى علي بن أبي طالب عليه‌السلام ففتح الله عليه ، واوقفه يوم غدير خم ، فأعلم (٥) أنه مولى كل مؤمن ومؤمنة وقال له : «أنت مني وأنا منك». وقال له : «تقاتل ـ يا علي ـ على التأويل كما قاتلت أنا على التنزيل» وقال له : «أنت مني بمنزلة هارون من موسى ـ إلا أنه لا نبي بعدي» وقال له : «أنا سلم لمن سالمت وحرب لمن حاربت». وقال له : «أنت العروة الوثقى». وقال له : «أنت تبين لهم ما اشتبه عليهم بعدي» ، وقال له : «أنت إمام كل مؤمن ومؤمنة ، وولي كل مؤمن ومؤمنة بعدي» وقال له : «أنت الذي أنزل الله فيه : (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ)» (٦). وقال له : «أنت الآخذ بسنتي والذاب عن ملتي». وقال له : «أنا أوّل من تنشق عنه الأرض وأنت

__________________

(١) أمالي الطوسي : ١ / ٣٤١.

(٢) في المصدر : وبالاسناد قال : أخبرني الشيخ المفيد أبو علي ـ رحمه‌الله ـ قال : أخبرني والدي قال ابن الصلت.

(٣) أمالي الطوسي : ١ / ٣٥٢ ـ ٣٥٣.

(٤) كذا ورد السند في المصدر : «أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد الطوسي قراءة عليه قال : أخبرنا والدي ـ رحمه‌الله ـ قال : أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار قال : حدّثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي الحافظ قال : حدثني أبو الحسن علي بن موسى الخزاز من كتابه قال : حدّثنا الحسن بن علي الهاشمي قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان ، قال : حدّثنا أبو مريم ، عن ثور بن أبي فاختة ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى.

(٥) في المصدر : فأعلم الناس.

(٦) التوبة : ٣.

٣١٨

معي». وقال له : «أنا أوّل من يدخل الجنة وأنت بعدي تدخلها والحسن والحسين وفاطمة» وقال له: «إن الله أوحى إليّ بأن اقوم بفضلك فقمت به في الناس وبلّغتهم ما أمرني الله بتبليغه» وقال له : «اتق الضغائن التي في صدور (١) من لا يظهرها إلا بعد موتي ، أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون».

ثم بكى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقيل : ممّ بكاؤك يا رسول الله؟ قال : «أخبرني جبرائيل (٢) عن ربه عزوجل أن ذلك يزول إذا قام قائمهم ، وعلت كلمتهم ، واجتمعت الأمة على محبتهم ، وكان الشانئ (٣) لهم قليلا والكاره لهم ذليلا ، وكثر المادح لهم ، وذلك حين تغير البلاد ، وتضعف العباد. والأياس من الفرج ، فعند ذلك يظهر القائم فيهم قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله (٤) اسمه كاسمي واسم أبيه كاسم أبي ، وهو من ولد ابنتي ، يظهر الله الحق بهم ويخمد الباطل باسيافهم ، ويتبعهم الناس بين راغب إليهم وخائف منهم».

قال : وسكن البكاء عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : «يا معاشر المؤمنين ابشروا بالفرج ، فإن وعد الله لا يخلف وقضاؤه لا يرد ، وهو الحكيم الخبير ، فإن فتح الله قريب ، اللهم إنهم أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، اللهم اكلأهم واحفظهم وارعهم وكن لهم وانصرهم واعنهم واعزهم ولا تذلهم واخلفني فيهم إنك على كل شيء قدير» (٥).

الحادي والثلاثون : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدّثنا أبو محمد الفضل بن محمد بن المسيب الشعراني بجرجان قال : حدّثنا هارون بن عمرو بن عبد العزيز ابن محمد أبو موسى المجاشعي قال : حدّثنا محمد بن جعفر بن محمد ، عن أبيه أبي عبد الله عليه‌السلام قال المجاشعي : وحدّثنا الرضا علي بن موسى ، عن أبيه موسى عن أبيه جعفر بن محمد وقالا جميعا عن آبائهما عن علي أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : «سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : بني الإسلام على خمس خصال : على الشهادتين ، والقرينتين». قيل له : أما الشهادتان فقد عرفنا هما فما القرينتان؟ قال : «الصلاة والزكاة فإنه لا يقبل أحدهما إلا بالأخرى ، والصيام ، وحج بيت الله من استطاع إليه

__________________

(١) في المصدر : الضغائن التي لك في صدر.

(٢) في المصدر : أخبرني جبرائيل عليه‌السلام أنهم يظلمونه ، ويمنعونه حقه ، ويقاتلونه ويقتلون ولده ويظلمونهم بعدي ، وأخبرني جبرائيل عن الله عزوجل.

(٣) شنأ وشنئ الرجل : أبغضه مع عداوة وسوء خلق.

(٤) في المصدر : يظهر القائم منهم. فقيل له : ما اسمه؟ قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(٥) أمالي الطوسي : ١ / ٣٦١ ـ ٣٦٢.

٣١٩

سبيلا ، وختم ذلك بالولاية ، فأنزل الله عزوجل : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً)» (١).

الثاني والثلاثون : الطوسي في مجالسه. قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدّثنا أحمد بن عبد الله بن عمار (٢) الثقفي قال : حدّثنا علي بن محمد بن سليمان قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا محمد بن جعفر بن محمد قال : حدّثنا معتب مولانا قال : حدّثنا عمر بن علي بن عمر بن علي ابن الحسين قال : سمعت محمد بن أبي عبيد الله بن محمد بن عمار بن ياسر يحدث ، عن أبيه عن جده محمد بن عمار بن ياسر قال : سمعت أبا ذر جندب بن جنادة يقول : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أخذ بيد علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال له : «يا علي أنت أخي وصفيي ووصيي ووزيري وأميني ، مكانك مني في حياتي وبعد موتي كمكان هارون من موسى إلا أنّه لا نبي معي ، من مات وهو يحبك ختم الله عزوجل له بالأمن والإيمان ، ومن مات وهو يبغضك لم يكن له في الإسلام نصيب» (٣).

وعنه قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال : حدّثنا الحسن بن علي بن زكريا العاصمي قال : حدّثنا أحمد بن عبيد الله الغداني (٤) قال : حدّثنا الربيع بن بشار قال : حدّثنا الأعمش ، عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ ان عليا عليه‌السلام وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرّحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص أمرهم عمر بن الخطاب أن يدخلوا بيتا ويغلقوا عليهم بابه ويتشاوروا في أمرهم، وأجلهم ثلاثة أيام فإن توافق خمسة على قول واحد وأبى رجل منهم قتل ذلك الرجل ، وإن توافق أربعة وأبى اثنان قتل الاثنان ، فلما توافقوا جميعا على رأي واحد قال لهم علي بن أبي طالب عليه‌السلام : «إني أحب أن تسمعوا مني ما أقول لكم فإن يكن حقا فاقبلوه وإن يكن باطلا فانكروه». وقالوا : قل ، ثم ذكر علي عليه‌السلام سوابقه وفضائله وما قال فيه رسول الله ونصه عليه عليهما‌السلام والكل منهم يصدقه فيما يقولعليه‌السلام إلى أن قال عليه‌السلام : «فهل فيكم أحد قال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، ليبلغ الشاهد الغائب ذلك غيري؟ قالوا : لا. قال : فهل فيكم أحد قال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالجحفة بالشجيرات من خم : من أطاعك فقد أطاعني ومن أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاك فقد عصاني ومن عصاني فقد عصى الله تعالى غيري؟ قالوا : لا» (٥).

__________________

(١) أمالي الطوسي : : ٢ / ١٣١ ـ ١٣٢.

(٢) في المصدر : أحمد بن عبيد الله بن محمد بن عمار.

(٣) أمالي الطوسي : ٢ / ١٥٨.

(٤) في المصدر : عبيد الله العدلي.

(٥) جزء من حديث طويل ذكره الشيخ الطوسي في أماليه : ٢ / ١٥٩ ـ ١٦٦.

٣٢٠