غاية المرام وحجّة الخصام - ج ١

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي

غاية المرام وحجّة الخصام - ج ١

المؤلف:

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي


المحقق: السيد علي عاشور
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٤٧

وتفصيلا ، وهم عليّ وبنوه الأحد عشر ، وهم الأئمة الاثنا عشر ، من طريق الخاصة وفيه خمسون حديثا.

الباب السادس والعشرون ـ في أمر رسول الله بالاقتداء بعلي ، وبالأئمة من آل محمد والأمر بولايتهم من طريق العامة ، وفيه أحد وعشرون حديثا.

الباب السابع والعشرون ـ في نص أمر رسول الله بالاقتداء بعلي وبالأئمة من آل محمد ، وأمره بولايتهم ، من طريق الخاصة وفيه سبعة وعشرون حديثا.

الباب الثامن والعشرون ـ في نص رسول الله على وجوب التمسك بالثقلين من طريق العامة وفيه تسعة وثلاثون حديثا.

الباب التاسع والعشرون ـ في نص رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على وجوب التمسك بالثقلين من طريق الخاصة وفيه اثنان وثمانون حديثا.

الباب الثلاثون ـ في أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المنذر وعلي الهادي في قوله تعالى : (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) من طريق العامة وفيه سبعة أحاديث.

الباب الحادي والثلاثون ـ في ان المنذر رسول الله ، والهادي أمير المؤمنين وبنيه الأحد عشر في قوله تعالى : (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) من طريق الخاصة ، وفيه ثلاثة وعشرون حديثا.

الباب الثاني والثلاثون ـ في قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله «مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجى» إلى آخر الحديث ، من طريق العامة ، وفيه أحد عشر حديثا.

الباب الثالث والثلاثون ـ في قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله «مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجى» إلى آخر الحديث ، من طريق الخاصة ، وفيه سبعة أحاديث.

الباب الرابع والثلاثون ـ في أن أهل البيت عليهم‌السلام هم أهل الذكر ، وهم المسئولون في قوله تعالى : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) من طريق العامة ، وفيه ثلاثة أحاديث.

الباب الخامس والثلاثون ـ في أن أهل البيت هم أهل الذكر وهم المسئولون في قوله تعالى : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) من طريق الخاصة ، وفيه أحد وعشرون حديثا.

الباب السادس والثلاثون ـ في أنّ أهل البيت هم الحبل الذي أمر الله تعالى بالاعتصام به في قوله تعالى : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) من طريق العامّة وفيه أربعة أحاديث.

الباب السابع والثلاثون ـ في أنّ أهل البيت هم الحبل الذي أمر الله سبحانه بالاعتصام به في قوله تعالى : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) من طريق الخاصة وفيه ستة أحاديث.

٢١

الباب الثامن والثلاثون ـ في أنّ عليا أمير المؤمنين هو العروة الوثقى من طريق العامة وفيه ثلاثة أحاديث.

الباب التاسع والثلاثون ـ في أنّ الأئمة هم العروة الوثقى ، من طريق الخاصة وفيه ثمانية أحاديث.

الباب الأربعون ـ في أنّ الصراط المستقيم محمد وأهل بيته ، من طريق العامة وفيه ثلاثة أحاديث.

الباب الحادي والأربعون ـ في أنّ الصراط المستقيم محمد وأمير المؤمنين والأئمة من طريق الخاصة ، وفيه أربعة وعشرون حديثا.

الباب الثاني والأربعون ـ في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) يعني محمدا وعليا وآل محمد ، وهم الأئمة عليهم‌السلام من طريق العامة ، وفيه سبعة أحاديث.

الباب الثالث والأربعون ـ في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) يعني النبي والأئمة ـ صلوات الله عليهم ـ من طريق الخاصة وفيه عشرة أحاديث.

الباب الرابع والأربعون ـ في ان ولاية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وولاية أمير المؤمنين بعث الله جل جلاله عليها النبيين في قوله تعالى : (وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا) الآية من طريق العامة ، وفيه ثلاثة أحاديث.

الباب الخامس والأربعون ـ في أن ولاية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وولاية أمير المؤمنين والأئمة بعث الله جل جلاله عليها النبيين في قوله تعالى : (وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ) الآية من طريق الخاصة ، وفيه ستة أحاديث.

الباب السادس والأربعون ـ في أنّ الأئمة الاثنا عشر أركان الإيمان ، ولا يقبل الله جل جلاله الاعمال من العباد إلا بولايتهم ، من طريق العامة ، وفيه ستة عشر حديثا.

الباب السابع والأربعون ـ في أن الأئمة الاثنا عشر أركان الإيمان ، ولا يعرف الله جل جلاله ، ولا رسوله إلّا بمعرفتهم ، ولا يقبل أعمال العباد إلّا بمعرفتهم وولايتهم والبراءة من أعدائهم ، من طريق الخاصة ، وفيه تسعة وعشرون حديثا.

الباب الثامن والأربعون ـ أنّ النعيم ولاية رسول الله ، وأمير المؤمنين ، وبنيه الأئمة في قوله تعالى : (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) من طريق العامة ، وفيه ثلاثة أحاديث.

الباب التاسع والأربعون ـ أن النعيم ولاية رسول الله ، وولاية أمير المؤمنين ، وبنيه الأئمة في قوله

٢٢

تعالى : (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) من طريق الخاصة ، وفيه ثلاثة عشر حديثا.

الباب الخمسون ـ في ان ولاية علي عليه‌السلام ، وولاية أهل البيت مسئولون عنها العباد يوم القيامة في قوله تعالى : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) من طريق العامّة وفيه ثمانية أحاديث.

الباب الحادي والخمسون ـ في أنّ ولاية علي عليه‌السلام وأهل البيت وحبهم مسئولون عنها العباد يوم القيامة في قوله تعالى : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) من طريق الخاصة وفيه ستة أحاديث.

الباب الثاني والخمسون ـ في أنّ العبد يسأل يوم القيامة عن أربع منها حب أهل البيت ، من طريق العامة وفيه أربعة أحاديث.

الباب الثالث والخمسون ـ في أن العبد يسأل يوم القيامة عن أربع منها حب أهل البيت وولايتهم من طريق الخاصة ، وفيه خمسة أحاديث.

الباب الرابع والخمسون ـ في أنه لا يجوز الصراط يوم القيامة ولا يدخل الجنة إلا بجواز من أمير المؤمنين وولايته وولاية أهل بيته من طريق العامة وفيه ثمانية أحاديث.

الباب الخامس والخمسون ـ في أنه لا يجوز العبد الصراط ، ولا يدخل الجنة إلا بجواز من أمير المؤمنين ، من طريق الخاصة ، وفيه سبعة أحاديث.

الباب السادس والخمسون ـ في قوله تعالى : (وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ) في ولاية النبي والأئمة عليهم‌السلام ، من طريق العامة ، وفيه ثلاثة أحاديث.

الباب السابع والخمسون ـ في قوله تعالى : (وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ) في ولاية النبي وأهل بيته الأئمة عليهم‌السلام ، من طريق الخاصة وفيه أربعة أحاديث.

الباب الثامن والخمسون ـ في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) نزلت في أمير المؤمنين والأئمة ، من طريق العامة وفيه أربعة أحاديث.

الباب التاسع والخمسون ـ في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) نزلت في الأئمة ، من طريق الخاصة ، وفيه أربعة عشر حديثا.

الباب الستون ـ في قوله تعالى : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) نزلت في النبي والأئمة من طريق العامة وفيه حديثان.

الباب الحادي والستون ـ في قوله تعالى : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) نزلت في النبي ، والأئمة ، من طريق الخاصة ، وفيه ثمانية وعشرون حديثا.

الباب الثاني والستون ـ في أن رسول الله ، وعليا أمير المؤمنين دعوة إبراهيم في قوله تعالى :

٢٣

(إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) لأنهما لم يسجدا لصنم قط من طريق العامة ، وفيه حديثان.

الباب الثالث والستون ـ في أن رسول الله ، وأمير المؤمنين والأئمة هم دعوة إبراهيم في قوله تعالى: (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) من طريق الخاصة ، وفيه ثلاث أحاديث.

الباب الرابع والستون ـ في معنى قوله تعالى : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) من طريق العامة وفيه ثلاثة أحاديث.

الباب الخامس والستون ـ في معنى قوله تعالى : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) من طريق الخاصة ، وفيه أربعة وعشرون حديثا.

الباب السادس والستون ـ في قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : (أهل بيتي أمان لأهل الأرض) من طريق العامة ، وفيه خمسة أحاديث.

الباب السابع والستون ـ في قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : (أهل بيتي أمان لأهل الأرض) من طريق الخاصة ، وفيه أربعة أحاديث. وسيأتي إن شاء الله ذكر أبواب المقصد الثاني في أوّله.

٢٤

الباب الأول

في أن لو لا الخمسة محمد رسول الله ، وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين

ما خلق الله آدم ، ولا الجنة ، ولا النار ، ولا العرش ، ولا الكرسي ، ولا السماء

ولا الأرض ، ولا الملائكة ولا الانس ، ولا الجن ، وهم الخمسة الاشباح ،

وأن رسول الله ، وأمير المؤمنين عليا خلقا من نور واحد

وخلق ملائكة من نور وجه علي

من طريق العامة ، وفيه تسعة عشر حديثا :

الحديث الأول : روى الشيخ إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن أبي الحسن بن محمد بن حمويه الجويني ـ وهو عن أعيان علماء العامة وعظمائهم ـ في كتابه المسمى ب (فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين) ـ وكلّما رويته فهو من كتابه هذا ـ قال : أخبرنا الشيخ العدل بهاء الدين محمد بن يوسف البزرالي (١) بقراءتي عليه بستمائة (٢) بسفح جبل قاسون مما يلي عقبة دمّر ظاهر مدينة دمشق المحروسة قلت له : أخبرك الشيخ أحمد بن الفرج بن علي بن الفرج الأموي إجازة فأقرّ به.

ح ـ وأخبرني الشيخ الصالح جمال الدين أحمد بن محمد بن محمد المعروف بدكويه القزويني رحمه‌الله وغيره إجازة بروايتهم عن الشيخ الإمام إمام الدين أبي القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الرافعي القزويني إجازة قال : أنبأنا الشيخ العالم عبد القادر بن أبي صالح الجبلي قال : أنبأنا أبو البركات هبة الله بن موسى السقطي قال : أنبأنا القاضي أبو المظفّر هنّاد بن إبراهيم النّسفي قال : أنبأنا الحسن بن محمد بن موسى بتكريت قال : أنبأنا محمد بن الفرّخان (٣) ، حدّثنا محمد بن يزيد القاضي ، حدّثنا الليث بن سعد (٤) عن العلاء بن عبد الرّحمن عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : «لما خلق الله تعالى آدم أبو البشر ، ونفخ فيه من روحه ، التفت آدم يمنة العرش

__________________

(١) في الفرائد (محمد بن يوسف بن محمد بن يوسف البرزالي) وهو الصحيح ، كما في المعاجم.

(٢) في الفرائد : (بقراءتي عليه ببستانه).

(٣) محمد بن الفرّخان بن روزبه أبو الطيب الدوري.

(٤) في النسخة المخطوطة والفرائد : (حدّثنا قتيبة ، حدثنا الليث بن سعد) .. وقتيبة هو : قتيبة بن سعيد بن جميل.

٢٥

فإذا في النور خمسة أشباح سجّدا وركّعا قال آدم : يا رب هل خلقت أحدا من طين قبلي؟ قال : لا يا آدم ، قال : فمن هؤلاء الخمسة الذين أراهم في هيئتي وصورتي؟ قال : هؤلاء خمسة من ولدك ، لولاهم ما خلقتك ، هؤلاء خمسة شققت لهم خمسة اسماء من اسمائي ، لولاهم ما خلقت الجنة ، ولا النار ، ولا العرش ، ولا الكرسي ، ولا السماء ولا الأرض ، ولا الملائكة ، ولا الانس ، ولا الجن ، فأنا المحمود وهذا محمد ، وانا العالي وهذا عليّ ، وانا الفاطر وهذه فاطمة ، وأنا الاحسان وهذا الحسن ، وأنا المحسن وهذا الحسين ، آليت بعزتي أنه لا يأتني أحد بمثقال حبة من خردل من بغض أحدهم إلا ادخلته ناري ولا أبالي، يا آدم هؤلاء صفوتي بهم انجيهم (١) وبهم اهلكهم ، فإذا كان لك إلي حاجة فبهؤلاء توسل. فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : نحن سفينة النجاة من تعلق بها نجى ومن حاد عنها هلك ، فمن كان له إلى الله حاجة فليسأل بنا أهل البيت» (٢).

الثاني : الحمويني هذا قال : أنبأني أبو اليمين عبد الصمد بن عبد الوهاب بن عساكر الدمشقي بمكة شرفها الله تعالى قال : أنبأنا المؤيد بن محمد بن علي الطوسي كتابة ، أنبأنا عبد الجبار بن محمد الحواري البيهقي ، أنبأنا الإمام أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي قال : أنبأنا أبو محمد عبد الله بن يوسف ، أنبأنا محمد بن حامد بن الحرث (٣) التميمي ، حدّثنا الحسن بن عرفة ، حدّثنا عليّ بن قدامة عن ميسرة بن عبد الله ، عن عبد الكريم الجزري ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لعلي : «خلقت أنا وأنت من نور الله» (٤).

الثالث : الحمويني قال : أخبرني السيّد النسّابة عبد الحميد بن فخار الموسوي ـ رحمه‌الله ـ كتابة ، أخبرنا النقيب أبو طالب عبد الرّحمن بن عبد السميع الواسطي إجازة أنبأنا شاذان بن جبرائيل بن إسماعيل القمي بقراءتي عليه ، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز القمي ، أنبأنا الإمام حاكم الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن إبراهيم النظيري (٥) قال : أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد قال : أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الحافظ قال : حدّثنا أحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي ببغداد قال : حدّثنا الحرث بن أبي اسامة (٦)

__________________

(١) في الفرائد : (هؤلاء صفوتي من خلقي بهم انجيهم).

(٢) فرائد السمطين ١ : ٣٦ / ح ١.

(٣) في الفرائد : (محمد بن خالد بن الحارث).

(٤) فرائد السمطين : ١ / ٤٠ / ح ٤ وفيه : من نور الله تعالى.

(٥) في الفرائد : النطنزي.

(٦) في الفرائد : (الحارث بن أبي اسامة) كما في تهذيب التهذيب.

٢٦

التميمي قال : حدّثنا داود بن المحبر بن محمد (١) قال : حدّثنا قيس بن الربيع ، عن عباد بن كثير ، عن أبي عثمان النهدي (٢) عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «خلقت أنا وعلي بن أبي طالب من نور [الله] (٣) عن يمين العرش نسبح الله ونقدسه من قبل أن يخلق الله تعالى آدم بأربعة عشر ألف سنة ، فلما خلق الله آدم نقلنا إلى أصلاب الرجال وأرحام النساء الطاهرات ، ثم نقلنا إلى صلب عبد المطلب وقسمنا نصفين فجعل النصف (٤) في صلب أبي ، عبد الله ، وجعل النصف (٥) في صلب عمي أبي طالب ، فخلقت من ذلك النصف وخلق علي من النصف [الآخر] (٦) واشتق الله تعالى من أسمائه أسماء ، فالله عزوجل محمود وأنا محمد ، والله الأعلى وأخي علي ، والله فاطر (٧) وابنتي فاطمة ، والله محسن وابناي الحسن والحسين ، وكان اسمي في الرسالة والنبوة ، وكان اسمه في الخلافة والشجاعة ، فانا رسول الله (٨) وعلي ولي الله» (٩).

الرابع : الحمويني قال : أنبأني أبو طالب بن الحسين الخازن (١٠) عن ناصر بن أبي المكارم (١١) إجازة أخبرنا أبو المؤيد الموفق بن أحمد إجازة إن لم يكن سماعا.

ح ـ أنبأني العزيز بن محمد ، عن والده أبي القاسم بن أبي الفضل بن عبد الكريم إجازة قال : أخبرنا شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي إجازة قال : أخبرنا عبدوس بن عبد الله (١٢) ، حدّثنا أبو علي (١٣) محمد بن أحمد العطشي ، حدّثنا أبو سعيد العدوي الحسين بن علي ، حدّثنا أحمد بن المقدام العجلي أبو الاشعب ، حدّثنا الفضيل بن عياض ، عن ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن زاذان عن سلمان قال : سمعت حبيبي المصطفى محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله عزوجل مطيعا ، يسبح الله ذلك النور ويقدسه قبل أن يخلق [الله] (١٤) آدم بأربعة عشر ألف سنة ، فلما خلق الله تعالى آدم ركب ذلك النور في صلبه فلم نزل (١٥) في شيء واحد حتى افترقنا في صلب

__________________

(١) الصحيح ، داود بن المحبر بن قحذم الطائي. كما في تهذيب التهذيب.

(٢) أبي عثمان النهدي هو : عبد الرّحمن بن ملء بن عمرو النهدي ذكره ابن الاثير في أسد الغابة.

(٣) من المصدر.

(٤) في المصدر : نصف.

(٥) في المصدر : نصف.

(٦) من المصدر.

(٧) في المصدر : الفاطر.

(٨) في النسخة المخطوط : (وعلي سيف الله).

(٩) فرائد السمطين ١ / ٤١ / ح ٥.

(١٠) في الفرائد : (أبو طالب بن أنجب بن الخازن).

(١١) الصحيح (أبو المكارم ناصر بن عبد السيد المطرزي الخوارزمي) كما في الفرائد وكتب السير.

(١٢) في الفرائد : (عبدوس بن عبد الله الهمداني كتابة قال :).

(١٣) في الفرائد : (حدّثنا أبو الحسن علي بن عبد الله قال : حدّثنا أبو علي).

(١٤) من المصدر.

(١٥) في المصدر : يزل.

٢٧

عبد المطلب فجزء أنا ، وجزء علي» (١).

الخامس : الحمويني قال : وبهذا الاسناد إلى شهردار إجازة قال : أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة ، أنبأنا الشريف (٢) أبو طالب الجعفري قال : حدّثنا ابن مردويه الحافظ ، حدّثنا إسحاق بن محمد بن علي بن خالد ، حدّثنا أحمد بن زكريا ، حدّثنا ابن طهمان ، حدّثنا محمد بن خالد الهاشمي ، حدّثنا الحسن بن إسماعيل بن عباد (٣) عن أبيه عن جده قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله تعالى من قبل أن يخلق آدم الله بأربعة عشر ألف عام فلما خلق الله تعالى آدم سلك ذلك النور في صلبه ، فلم يزل الله تعالى ينقله من صلب إلى صلب حتى أقره صلب عبد المطّلب ، ثم أخرجه من صلب عبد المطّلب فقسّمه قسمين قسما في صلب عبد الله ، وقسما في صلب أبي طالب ، فعلي مني ، وأنا منه ، لحمه لحمي ، ودمه دمي ، فمن أحبه فبحبي أحبه ، ومن أبغضه ، فببغضي أبغضه» (٤).

قلت : وروى هذين الحديثين أبو المؤيد موفق بن أحمد ـ وهو من أكابر علماء العامة ـ في كتاب (فضائل أمير المؤمنين) بالسند والمتن (٥).

السادس : الحمويني أنبأني الشيخ أبو طالب بن أنجب بن عبد الله عن مجد الدين محمد بن محمود بن الحسن بن النجار إجازة ، عن برهان الدين أبي الفتح ناصر ابن أبي المكارم المطرزي إجازة قال : أخبرنا أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي أخطب (٦) خوارزم قال : أخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب الي ، أنبأنا أبو الفتح كتابة (٧) أخبرني الشريف أبو طالب (٨) أخبرني الحافظ ابن مردويه ، حدّثنا إسحاق بن محمد (٩) ، حدّثنا أحمد بن زكريا بن طهمان (١٠) ، حدّثنا محمد بن خالد (١١) ، حدّثنا الحسن بن إسماعيل (١٢) عن أبيه عن زياد بن

__________________

(١) فرائد السمطين : ١ / ٤٢ / ح ٦.

(٢) في الفرائد : (عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة قال : حدّثنا الشريف).

(٣) في الفرائد (إسماعيل بن حماد).

(٤) فرائد السمطين : ١ ، الباب ١.

(٥) المناقب للخوارزمي. : ٨٨. ط النجف الاشرف ١٣٨٥ ه‍.

(٦) في المصدر : خطيب.

(٧) في المناقب للخوارزمي : (أخبرني أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة).

(٨) في المناقب للخوارزمي (حدثني الشريف أبو طالب الجعفري).

(٩) في المناقب للخوارزمي (حدثني إسحاق بن محمد بن علي بن خالد).

(١٠) في المناقب للخوارزمي (حدثني أحمد بن زكريا حدثني ابن طهمان).

٢٨

المنذر عن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه (١٣) عن جده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله تعالى من (١٤) قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام فلما خلق الله تعالى آدم سلك ذلك النور في صلبه فلم يزل الله تعالى ينقله من صلب إلى صلب حتى اقره صلب عبد المطلب ثم أخرجه من صلب عبد المطلب فقسمه قسمين قسما في صلب عبد الله وقسما في صلب أبي طالب فعلي مني وأنا منه لحمه لحمي ودمه دمي فمن أحبه فبحبي (١٥) أحبه (١٦) ، ومن أبغضه فببغضي (١٧) أبغضه»(١٨).

قلت : وروي هذا الحديث أيضا موفق بن أحمد في كتاب فضائل أمير المؤمنين بالسند والمتن (١٩).

السابع : عبد الله بن أحمد بن حنبل في مسند أحمد بن حنبل قال : حدّثنا الحسن ، قال : حدّثنا أحمد بن المقدام العجلي قال : حدّثنا الفضيل بن عياض قال : حدّثنا ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان، عن زاذان ، عن سلمان قال : سمعت حبيبي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله عزوجل قبل أن يخلق الله آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلما خلق الله آدم قسّم ذلك النور جزءين فجزء أنا وجزء علي» (٢٠).

لم يذكرها أحمد وسيجيء ذكرها من طريق ابن المغازلي ، ومن كتاب الفردوس.

الثامن : أبو الحسن علي بن محمد الخطيب الشافعي الفقيه المعروف بابن المغازلي الواسطي في كتاب (المناقب) قال : أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن منصور الحلبي الاخباري قال : حدّثنا علي بن محمد العدوي الشمشاطي قال : حدّثنا الحسن بن علي بن زكريا قال : حدّثنا أحمد بن المقدام العجلي ، قال : حدّثنا الفضيل بن عياض عن

__________________

(١١) في المناقب للخوارزمي (محمد بن خالد الهاشمي).

(١٢) في المناقب للخوارزمي (الحسن بن إسماعيل بن حماد).

(١٣) في المصدر : صلوات الله عليهم.

(١٤) لم ترد (من) في المصدر.

(١٥) لم ترد (فبحبي) في المصدر.

(١٦) في المصدر : أحبني.

(١٧) في المصدر : أبغضني.

(١٨) فرائد السمطين : ١ / ٤٢ الباب ١.

(١٩) هذا الحديث هو نص الحديث الخامس سندا ومتنا.

(٢٠) فضائل الصحابة ابن حنبل : ٢ / ٦٦٢ ح ١١٣٠ ، وترجمة علي بن أبي طالب وتاريخ دمشق : ١ / ١٠١ / ح ١٨٦.

٢٩

ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن زاذان عن سلمان قال : سمعت حبيبي محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله عزوجل يسبح الله ذلك النور ويقدسه قبل أن يخلق الله آدم بألف عام فلما خلق الله آدم ركب ذلك النور في صلبه فلم نزل في شيء واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطّلب ، ففيّ النبوة، وفي عليّ الخلافة» (١).

التاسع : ابن المغازلي هذا قال : أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان قال : حدّثنا محمد ابن الحسن بن سليمان قال : حدّثنا عبد الله بن محمد العكبري قال : حدّثنا عبد الله بن محمد بن عنان (٢) الهروي قال : حدّثنا جابر بن سهل بن عمر بن حفص ، حدّثنا أبي ، عن الأعمش ، عن سالم ابن أبي الجعد ، عن أبي ذر قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «كنت أنا وعلي نورا عن يمين العرش يسبح الله ذلك النور ويقدسه قبل أن يخلق الله آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلم أزل أنا وعليّ في شيء واحد حتّى افترقنا في صلب عبد المطّلب» (٣).

العاشر : ابن المغازلي قال : أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي ، قال : حدّثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن مهدي السقطي الواسطي إملاء ، قال : حدّثنا أحمد بن علي القواريري الواسطي ، قال : حدّثنا محمد بن عبد الله بن ثابت ، قال : حدّثنا محمد بن مصفّا ، قال : حدّثنا بقية بن الوليد عن سويد بن عبد العزيز ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «ان الله عزوجل أنزل قطعة من نور فأسكنها في صلب آدم فساقها حتى قسّمها جزءين جزء في صلب عبد الله وجزء في صلب أبي طالب فاخرجني نبيّا ، وأخرج عليّا وصيّا» (٤).

الحادي عشر : ابن شيرويه الديلمي ـ وهو من أعيان علماء العامّة ـ من كتاب الفردوس ، في باب الخاء ، قال بإسناده عن سلمان الفارسي ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «خلقت أنا وعلي من نور واحد قبل أن يخلق الله آدم بأربعة آلاف عام ، فلمّا خلق الله [تعالى] آدم ركّب ذلك النور في صلبه ، فلم نزل في شيء واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطّلب ، ففيّ النبوّة ، وفي عليّ الخلافة» (٥).

__________________

(١) المناقب لابن المغازلي : ٨٧ ، والمسترشد : ٦٣٠.

(٢) في المناقب : (محمد بن أحمد بن عثمان نا محمد بن عنان).

(٣) المناقب لابن المغازلي : ٨٧ ، وتذكرة الخواص : ٥٢.

(٤) المناقب لابن المغازلي : ٨٩ ح ١٣٢.

(٥) الفردوس بمأثور الخطاب : ٢ / ١٩١ / ح ٢٩٥٢.

٣٠

الثاني عشر : الشيخ الفقيه أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن شاذان من طريق المخالفين مرسلا ، عن الحسين بن علي ، عن أمير المؤمنين قال : أتيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في بعض حجراته فاستأذنت عليه فأذن لي ، فلما دخلت قال : «يا علي ، أما علمت ما بيني وبينك ، فما لك تستأذن عليّ قال : فقلت يا رسول الله أحببت أن أفعل ذلك قال : يا علي أحببت ما أحب الله ، وأخذت بآداب الله ، يا علي ، انّ خالقي ورازقي أبى أن يكون لي أخ دونك ، يا علي أنت وصيي من بعدي ، وأنت المظلوم المضطهد بعدي ، يا علي الثابت عليك كالمقيم معي ، ومفارقك مفارقي ، يا علي كذب من زعم أنه يحبني ويبغضك ، إن الله خلقني وإياك من نور واحد» (١).

الثالث عشر : الفقيه أبو الحسن من طريق المخالفين مرسلا عن سلمان الفارسي ، وابن عباس قالا : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «دنوت من ربّي قاب قوسين (٢) أو أدنى وكلّمني ربي ، وكان من جبلي عقيق ثم قال : يا أحمد : إني خلقتك وعليّا من نوري ، وخلقت هذين الجبلين من نور وجه علي بن أبي طالب ، فوعزتي وجلالي لقد خلقتهما علامة بين خلقي يعرف بها المؤمنون ، ولقد اقسمت بعزتي على نفسي أن احرم على جسم لابسه النار إذا تولى علي بن أبي طالب» (٣).

الرابع عشر : أبو المؤيد موفق بن أحمد ، قال : أخبرنا شهردار إجازة أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله الهمداني ، أخبرنا والدي أبو بكر محمد (٤) قال : حدّثنا أبي عن عبد الرّحمن (٥) بن محمد بن أحمد النيسابوري ، حدّثنا أحمد بن محمد بن عبد الله النانجي (٦) البغدادي من حفظه ، بدينور ، حدّثنا [محمد بن جرير الطبري ، حدّثنا] محمد بن حميد الرازي ، حدّثنا العلاء بن الحسين الهمداني ، حدّثنا أبو مخنف لوط بن يحيى الازدي ، عن عبد الله بن عمر (٧) قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد سأل بأي لغة خاطبك ربك ليلة المعراج قال : «خاطبني بلغة عليّ (٨) وألهمني أن قلت

__________________

(١) مائة منقبة : ٥٩ / ح ٣٣ والمناقب : ٤٧.

(٢) في المخطوطة : دنوت من ربي فكنت منه قاب قوسين.

(٣) مائة منقبة : ١٦٨ / ح ٩٣.

(٤) في المناقب للخوارزمي هكذا جاء صدر السند : (أنبأني مهذب الأئمة هذا ، أخبرني أبو القاسم نصر بن محمد بن علي بن زيرك المقري ، أخبرني والدي أبو بكر محمد).

(٥) في المناقب للخوارزمي : حدّثنا أبو علي عبد الرّحمن.

(٦) في المناقب للخوارزمي : النانجي.

(٧) لا يخفى أن أبا مخنف لوط بن يحيى لم يدرك ابن عمر. فالظاهر سقوط الواسطة بينهما.

(٨) في المناقب للخوارزمي : بلغة علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

٣١

يا رب خاطبتني أم عليّ ، فقال : يا محمد أنا شيء لا كالاشياء ، لا أقاس بالناس ، ولا أوصف بالشبهات (١) خلقتك من نوري وخلقت عليا من نورك ، واطلعت على قلبك (٢) فلم أجد في قلبك أحب إليك من علي بن أبي طالب ، فخاطبتك بلسانه كيما يطمئن قلبك» (٣).

الخامس عشر : صاحب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة قال : حدث محمد بن علي بن سعد الجوهري (٤) ، عن القاسم بن الحسن ، عن أبيه الحسن ، عن محمد بن علي ، عن أبيه ، عن علي بن العباس ، عن أبان عن أنس قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ «لما خلق الله عزوجل آدم نظر إلى سرادق العرش فرأى مكتوبا لا إله إلّا الله محمد رسول الله واسماء أربعة فقال آدم عليه‌السلام : يا إلهي خلقت خلقا من إنس قبلي؟ فقال : لا ، فقال : وما هذه الاسماء التي أراها؟ فقال : يا آدم هؤلاء خيرتي من خلقي ، وصفوتي ، يا آدم لو لا هؤلاء [ما خلقتك ولو لا هؤلاء] ما خلقت الجنة ولا النار ، إياك أن تنظر إليهم بعين الحسد يا آدم فلما أكل آدم عليه‌السلام من الشجرة وأخرج من الجنة ونال الخطيئة وأراد التوبة قال في توبته وتضرعه إلى ربه : إلهي بحق الخمسة الذين على سرادق العرش إلا غفرت لي فاوحى الله تعالى إليه : يا آدم قد غفرت لك فكان ذلك في سابق علمي فيك يا آدم ، فقال آدم : إلهي بحق هؤلاء الخمسة وبحق المغفرة إلا عرفتني من هؤلاء؟ قال تعالى يا آدم هؤلاء الخمسة من ولدك شققت لهم خمسة أسماء من اسمائي العظام ، فأنا المحمود وهذا أحمد ، وأنا العالي وهذا علي ، وأنا الفاطر وهذه فاطمة ، وأنا المحسن وهذا الحسن ، وأنا الاحسان وهذا حسين».

السادس عشر : موفق بن أحمد بإسناده عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لما خلق الله آدم ونفخ فيه من روحه عطس آدم فقال : الحمد لله ، فاوحى الله إليه حمدتني عبدي (٥) وعزتي وجلالي لو لا عبدان اريد أن أخلقهما في دار الدنيا ما خلقتك قال : إلهي فيكونان (٦)؟ قال : نعم يا آدم ارفع رأسك وانظر فرفع رأسه فإذا هو مكتوب على العرش لا إله إلا الله محمد رسول الله نبي الرحمة عليّ مقيم الحجّة ، ومن عرف حق علي زكى وطاب ، ومن انكر حقه لعن وخاب ، أقسمت بعزتي أن أدخل الجنّة من اطاعه وان عصاني واقسم أن أدخل النار (٧) من عصاه وإن

__________________

(١) في المناقب للخوارزمي : ولا أوصف بالاشياء.

(٢) في المناقب للخوارزمي : على سرائر قلبك.

(٣) المناقب للخوارزمي : ٣٦ ، مقتل الحسين للخوارزمي : ١ / ٤٢.

(٤) في المخطوطة : (محمد بن سعد الجوهري).

(٥) في المناقب للخوارزمي : حمدني عبدي.

(٦) في المناقب للخوارزمي : فيكونان مني.

(٧) في المناقب للخوارزمي : واقسم بعزتي أن أدخل النار.

٣٢

أطاعني» (١).

السابع عشر : موفق بن أحمد ـ من أعيان علماء العامة ـ قال : أخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي الهمداني فيما كتب إليّ من همدان ، أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة ، حدّثنا الشيخ أبو الحسن (٢) صاعد بن محمد الضيافي الدامغاني (٣) ، حدّثنا أبو يحيى محمد بن عبد العزيز البسطامي ، حدّثنا أبو بكر القرشي ، حدّثنا أبو سعيد الحسن بن علي بن زكريا ، حدّثنا هدية بن خالد القيسي ، عن حماد بن ثابت (٤) ، عن عبيد بن عمر الليثي ، عن عثمان بن عفان قال : قال عمر بن الخطاب : ان الله تعالى خلق ملائكة من نور وجه علي بن أبي طالب (٥).

الثامن عشر : عنه بإسناده عن حمّاد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «خلق الله تعالى من نور وجه علي بن أبي طالب سبعين ألف ملك يستغفرون له ولمحبّيه إلى يوم القيامة» (٦).

التاسع عشر : أبو الحسن الفقيه محمد بن أحمد بن عليّ بن شاذان في المناقب المائة من طريق العامّة بحذف الاسناد ، عن عمر بن الخطاب قال : سمعت أبا بكر بن أبي قحافة يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «إن الله تعالى خلق من نور وجه علي بن أبي طالب ملائكة يسبّحون ويقدّسون ويكتبون ذلك لمحبّيه ومحبّي ولده عليهم‌السلام» (٧).

__________________

(١) المناقب للخوارزمي : ٢٢٧ ، ط النجف الاشرف.

(٢) في المناقب للخوارزمي : أخبرني الشيخ الخطيب أبو الحسن.

(٣) في المناقب للخوارزمي : محمد بن الغياث الدامغاني.

(٤) في المناقب للخوارزمي : حماد بن ثابت البناني.

(٥) المناقب للخوارزمي : ٢٣٦ ط النجف.

(٦) المناقب للخوارزمي : ٣١ ط النجف ، مقتل الحسين للخوارزمي ١ / ٣٩.

(٧) مقتل الحسين للخوارزمي : ١ / ٩٧.

٣٣

الباب الثاني

لو لا محمد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي وصيه الإمام والأئمة الاحد عشر من ولده

ما خلق الله تعالى الخلق ، وهم من نور واحد

من طريق الخاصة

وفيه أربعة عشر حديثا

الأول : محمد بن علي بن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن يحيى المكتب ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد الورّاق ، قال : حدثني بشير بن سعيد بن قيلويه المعدّل بالمرافقة ، قال : حدّثنا عبد الجبار بن كثير التميمي اليمانيّ ، قال : سمعت محمد بن حرب أمير المؤمنين يقول : سألت جعفر بن محمد عليه‌السلام فقلت له : يا ابن رسول الله في نفسي مسألة اريد أن أسألك عنها ، فقال : «إن شئت أخبرتك بمسألتك قبل أن تسألني ، وإن شئت فسل» ، قال : قلت له : يا ابن رسول الله وبأي شيء تعرف ما في نفسي قبل سؤالي عنه؟ فقال : «بالتوسم والتفرس ، أما سمعت قول الله عزوجل : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) (١) وقول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله عزوجل» قال : فقلت له: يا ابن رسول الله فأخبرني بمسألتي ، قال : «أردت أن تسألني عن رسول الله لم لم يطق حمله عليّ عليه‌السلام عند حطّه الأصنام من سطح الكعبة مع قوته وشدته وما ظهر منه في قلع باب القموص بخيبر والرمي به ورائه أربعين ذراعا وكان لا يطيق حمله أربعون رجلا وقد كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يركب الناقة والفرس والبغلة والحمار وركب البراق ليلة المعراج وكل ذلك دون علي في القوّة والشدّة؟ قال : فقلت له : عن هذا والله أردت أن أسألك يا ابن رسول الله فأخبرني ، فقال : إن عليا برسول الله شرّف ، وبه ارتفع ، وبه وصل إلى إطفاء نار الشرك ، وإبطال كل معبود من دون الله عزوجل ، ولو علاه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لحطّ الأصنام لكان بعليّ مرتفعا وشريفا وواصلا إلى حطّ الأصنام ، فلو كان ذلك لكان أفضل منه ، ألا ترى أن عليا قال : لما علوت ظهر رسول الله شرفت وارتفعت حتى لو شئت أن أنال السماء لنلتها ، أما علمت أن المصباح هو الذي يهتدي به في الظلمة وانبعاث فرعه من أصله وقد قال علي عليه‌السلام : أنا من أحمد كالضوء من الضوء! أما علمت أن محمدا

__________________

(١) سورة الحجر : ٧٥.

٣٤

وعليا ـ صلوات الله عليهما ـ كانا نورا بين يدي الله عزوجل قبل خلق الخلق بألفي عام ، وأن الملائكة لما رأت ذلك النور رأت له أصلا قد تشعب منه شعاع لامع فقالت : إلهنا وسيدنا ما هذا النور؟ فاوحى اللهعزوجل إليهم : هذا نور من نوري أصله نبوة وفرعه إمامة ، اما النبوة فلمحمد عبدي ورسولي ، واما الإمامة فلعلي حجتي ووليي ، ولولاهما ما خلقت خلقي ، أما علمت أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رفع يدي عليعليه‌السلام بغدير خم حتى نظر الناس إلى بياض إبطيهما فجعله مولى المسلمين وإمامهم؟ وقد احتمل الحسن والحسين عليهما‌السلام يوم حظيرة بني النجار فلما قال له بعض أصحابه : ناولني أحدهما يا رسول الله قال : نعم الحاملان ونعم الراكبان وأبوهما خير منهما.

وروي في خبر آخر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حمل الحسن وحمل جبرائيل الحسين ولهذا قال نعم الحاملان، وأنه صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يصلي بأصحابه فأطال سجدة من سجداته فلما سلم قيل له : يا رسول الله لقد أطلت هذه السجدة فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ ابني ارتحلني فكرهت أن اعجله حتى ينزل ، وإنما أراد بذلك رفعهم وتشريفهم فالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إمام نبيّ وعلي إمام ليس بنبي ولا رسول ، فهو غير مطيق لحمل أثقال النبوة».

قال محمد بن حرب الهلالي : فقلت له : زدني يا ابن رسول الله فقال : «إنك لأهل للزيادة إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حمل عليا على ظهره يريد بذلك أنه أبو ولده ، وإمام الأئمة من صلبه ، كما حوّل رداءه في صلاة الاستسقاء وأراد أن يعلم أصحابه بذلك أنه قد تحول الجدب خصبا ، قال : فقلت له زدني يا ابن رسول الله : فقال : احتمل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا يريد بذلك أن يعلم قومه أنه هو الذي يخفف عن ظهر رسول الله ما عليه من الدين والعداة والاداء عنه من بعده ، قال : فقلت له : يا ابن رسول الله زدني ، فقال : إنه احتمله ليعلم بذلك أنه قد احتمله ، وما حمل إلا لأنه معصوم لا يحمل وزرا فتكون أفعاله عند الناس حكمة وثوابا ، وقد قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي : يا علي إن الله تبارك وتعالى حمّلني ذنوب شيعتك ثم غفرها لي ، وذلك قوله تعالى : (لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ) (١) ولما أنزل الله عزوجل عليه : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ) (٢) قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أيها الناس عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم وعليّ نفسي وأخي ، أطيعوا عليا فإنه مطهر معصوم لا يضل ولا يشقي ، ثم تلا هذه الآية : (قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) (٣).

__________________

(١) سورة الفتح : ٢.

(٢) سورة المائدة : ١٠٥.

(٣) سورة النور : ٥٤.

٣٥

قال محمد بن حرب الهلالي : ثم قال (١) جعفر بن محمد : أيها الأمير لو أخبرتك بما في حمل النبي عليا عند حط الأصنام من سطح الكعبة من المعاني التي أرادها به لقلت : إن جعفر بن محمد لمجنون!فحسبك من ذلك ما قد سمعت فقمت إليه وقبّلت رأسه ويديه وقلت : الله أعلم حيث يجعل رسالته(٢).

الثاني : محمد بن علي بن بابويه قال : حدّثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي قال : حدثني أبو محمد الحسن بن عبد الله بن محمد بن علي بن العباس التميمي الرازي قال : حدثني أبي قال : حدثني سيدي علي بن موسى الرضا ، قال : حدثني أبي موسى بن جعفر قال : حدثني أبي جعفر بن محمد ، قال : حدثني أبي محمد بن علي قال : حدثني أبي علي بن الحسين قال : حدثني أبي الحسين بن علي (٣) قال : حدثني أبي علي بن أبي طالب : قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «خلقت أنا وعليّ من نور واحد»(٤).

الثالث : ابن بابويه ، قال : حدّثنا أبو نصر أحمد بن الحسين بن أحمد بن عبيد النيسابوري الروياني (٥) بنيسابور ـ وما لقيت أنصب منه ـ قال : حدّثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران السراج ، قال : حدّثنا الحسن بن عرفة العبدي قال : حدّثنا وكيع بن الجراح ، عن محمد بن إسرائيل ، عن أبي صالح ، عن أبي ذر رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يقول : «خلقت أنا وعلي من نور واحد نسبح الله يمنة العرش ، قبل أن يخلق آدم بألفي عام ، فلما أن خلق الله آدم جعل ذلك النور في صلبه ، ولقد سكن الجنة ونحن في صلبه ، ولقد هم بالخطيئة ونحن في صلبه ، ولقد ركب نوح السفينة ونحن في صلبه ، ولقد قذف بابراهيم في النار ونحن في صلبه ، فلم يزل ينقلنا الله عزوجل من أصلاب طاهرة إلى أرحام طاهرة حتى انتهى بنا إلى عبد المطلب ، فقسمنا نصفين فجعلني في صلب عبد الله ، وجعل عليا في صلب أبي طالب وجعل في النبوة والبركة ، وجعل في عليّ الفصاحة والفروسية ، وشق لنا اسمين من أسمائه ، فذو العرش محمود وأنا محمد ، والله الأعلى وهذا علي» (٦).

الرابع : الشيخ الطوسي في أماليه عن أبي محمد الفحام ، قال : حدثني المنصوري قال : حدثني

__________________

(١) في النسخة المخطوطة : ثم قال لي.

(٢) بحار الأنوار ٣٨ / ٧٩ ـ ٨٢. عن «معاني الاخبار» و «علل الشرائع».

(٣) في الأمالي : قال : حدثني أخي الحسن.

(٤) الأمالي : ٢٠٩ ط النجف الاشرف.

(٥) في معاني الاخبار : المرواني.

(٦) معاني الاخبار : ٥٦ ط ايران. بحار الأنوار ١٥ / ١١.

٣٦

عم أبي ، أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى المنصوري ، قال : حدثني الإمام علي بن محمد قال:حدثني أبي محمد بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن موسى الرضا ، قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدثني أبي جعفر بن محمد ، قال : حدثني أبي محمد بن علي ، قال : حدثني أبي علي ابن الحسين قال : حدثني أبي الحسين بن علي ، قال : حدثني أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال: «قال لي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يا عليّ خلقني الله تعالى وأنت من نور الله حين خلق آدم ، وأفرغ ذلك النور في صلبه فأفضى به إلى عبد المطلب ، ثم افترقنا (١) من عبد المطلب أنا في عبد الله وأنت في أبي طالب لا تصلح النبوّة إلا لي ، ولا تصلح الوصية إلا لك ، فمن جحد وصيتك جحد نبوّتي ، ومن جحد نبوتي أكبّه الله على منخريه في النار» (٢).

الخامس : شرف الدين النجفي فيما نزل في أهل البيت عليهم‌السلام من القرآن عن الشيخ أبي محمد الفضل بن شاذان بإسناده ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن الإمام العام موسى بن جعفر الكاظم عليه‌السلام قال : «إن الله تبارك وتعالى خلق نور محمد من نور اخترعه من نور عظمته (٣) وجلاله وهو نور لاهوتية الذي تبدّى إله (أي من إلهيته من إنيّته الذي تبدأ منه) وتجلّى لموسى عليه‌السلام في طور سيناء ، فما استقر له ولا أطاق موسى لرؤيته ، ولا ثبت له حتى خر صعقا مغشيا عليه ، وكان ذلك النور نور محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله فلما أراد أن يخلق محمدا منه قسم ذلك النور شطرين : فخلق من الشطر الأول محمدا ، ومن الشطر الآخر علي بن أبي طالب ، ولم يخلق من ذلك النور غيرهما ، خلقهما الله بيده ونفخ فيهما بنفسه لنفسه ، وصورهما على صورتهما وجعلهما أمناء له ، وشهداء على خلقه ، وخلفاء على خليقته ، وعينا له عليهم ، ولسانا له إليهم ، قد استودع فيهما علمه ، وعلمهما البيان ، واستطلعهما على غيبه ، وجعل أحدهما نفسه والآخر روحه ولا يقوم أحدهما بغير صاحبه ، ظاهرهما بشرية ، وباطنهما لاهوتية ، ظهروا للخلق على هياكل الناسوتية ، حتى يطيقوا رؤيتهما ، وهو قوله تعالى : (وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ) فهما مقام رب العالمين ، وحجابا لخالق الخلائق اجمعين ، بهما فتح بدء الخلائق ؛ وبهما يختم الملك والمقادير. ثم اقتبس من نور محمد فاطمة ابنته ، كما اقتبس نوره من نوره ، واقتبس من نور فاطمة وعلي الحسن والحسين كاقتباس المصابيح هم خلقوا من الأنوار ، وانتقلوا من ظهر الى ظهر ، ومن صلب إلى صلب ، ومن رحم إلى

__________________

(١) في البحار : ثم افترق.

(٢) أمالي الشيخ الطوسي ١ / ٣٠١ ط. النجف ، بحار الأنوار ١٥ / ١٢ باختلاف يسير في السند.

(٣) في البحار : خلق نور محمد من اختراعه ، من نور عظمته.

٣٧

رحم في الطبقة العليا من غير نجاسة ، بل نقلا بعد نقل ، لا إنه ماء مهين ، ولا نطفة خشرة كسائر خلقه، بل أنوار انتقلوا من أصلاب الطاهرين إلى أرحام المطهرات ، لأنهم صفوة الصفوة ، اصطفاهم لنفسه ، وجعلهم خزان علمه ، وبلغاء عنه إلى خلقه ، أقامهم مقام نفسه ، لأنه لا يرى ولا يدرك ولا تعرف كيفية إنيته ، فهؤلاء الناطقون المبلغون عنه ، المتصرفون في أمره ونهيه ، فيهم يظهر قوته ، ومنهم ترى آياته ومعجزاته ، وبهم ومنهم عرف عباده نفسه ، وبهم يطاع أمره ، ولولاهم ما عرف الله ، ولا يدري كيف يعبد الرّحمن ، فالله يجري أمره كيف يشاء ، فيما يشاء ، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون» (١).

السادس : ابن بابويه قال : حدّثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال : حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي ، قال : حدّثنا محمد بن أحمد بن علي الهمداني (٢) ، قال : حدثني أبو الفضل العباس بن عبد الله البخاري ، قال : حدّثنا محمد بن القاسم بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله (٣) ابن القاسم بن محمد بن أبي بكر قال : حدّثنا عبد السلام بن صالح الهروي ، عن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي ابن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «ما خلق الله خلقا أفضل مني ولا أكرم عليه مني. قال علي عليه‌السلام : فقلت : يا رسول الله فأنت أفضل أم جبرائيل؟ فقال : يا علي انّ الله تبارك وتعالى فضل أنبيائه المرسلين على ملائكته المقربين ، وفضلني على جمع النبيين والمرسلين ، والفضل بعدي لك يا علي ، وللأئمة من بعدك فإن الملائكة من خدّامنا (٤) وخدام محبينا ، يا عليّ (الذين يحملون العرش ومن حوله يسبّحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا) (٥) بولايتنا ، يا عليّ لو لا نحن ما خلق الله آدم ولا حواء ، ولا الجنة ولا النار ، ولا السماء ولا الأرض فكيف لا تكون أفضل من الملائكة وقد سبقناهم إلى معرفة ربّنا (٦) ، وتسبيحه وتهليله وتقديسه ، لان أوّل ما خلق الله عزوجل أرواحنا فانطقنا بتوحيده وتحميده (٧) ثم خلق الملائكة فلمّا شاهدوا أرواحنا نورا واحدا استعظموا أمرنا فسبحنا لتعلم

__________________

(١) بحار الأنوار ٣٥ / ٢٨. مع اختلاف في السند والمتن.

(٢) في كمال الدين : محمد بن علي بن أحمد.

(٣) في كمال الدين : ابراهيم بن عبد الله.

(٤) في النسخة المخطوط : لخدامنا.

(٥) سورة غافر : ٤٠.

(٦) في النسخة المخطوطة : الى التوحيد ومعرفة ربنا عزوجل.

(٧) في كمال الدين : بتوحيده وتمجيده.

٣٨

الملائكة أنا خلق مخلوقون وأنه منزه عن صفاتنا فسبحت الملائكة لتسبيحنا ، ونزهته عن صفاتنا ، فلما شاهدوا عظم شأننا هلّلنا لتعلم الملائكة أن لا إله إلا الله وأنا عبيد ولسنا بآلهة يجب أن نعبد معه أو دونه، فقالوا : لا إله إلّا الله ، فلما شاهدوا كبر محلنا كبرنا (١) لتعلم الملائكة أن الله أكبر من أن ينال وأنّه عظيم المحل ، فلما شاهدوا ما جعل الله لنا من العزة والقوة قلنا : لا حول ولا قوة إلّا بالله [العلي العظيم] لتعلم الملائكة أن لا حول ولا قوة إلا بالله (٢) فلمّا شاهدوا ما أنعم الله به علينا وأوجبه لنا من فرض الطاعة ، قلنا الحمد لله لتعلم الملائكة ما يحق لله تعالى ذكره علينا من الحمد على نعمه ، فقالت الملائكة: الحمد لله، فبنا اهتدوا إلى معرفة توحيد الله تعالى وتسبيحه وتهليله وتحميده وتمجيده ، ثم ان الله تبارك وتعالى خلق آدم وأودعنا صلبه وأمر الملائكة بالسجود له تعظيما وإكراما ، وكان سجودهم لله عزوجل عبودية ولآدم إكراما وطاعة لكوننا في صلبه فكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سجدوا لآدم كلهم أجمعون ، وأنه لما عرج بي إلى السماء أذّن جبرائيل مثنى مثنى ، وأقام مثنى مثنى ، ثم قال تقدم يا محمد فقلت له يا جبرائيل أتقدم عليك؟ فقال : نعم لأن الله تبارك وتعالى فضّل أنبيائه على ملائكته أجمعين ، وفضلك خاصة فتقدمت وصليت بهم ولا فخر ، فلما انتهينا إلى حجب النور قال لي جبرائيل : تقدم يا محمد وتخلف هو عني فقلت : يا جبرائيل في مثل هذا الموضع تفارقني؟ فقال : يا محمد إن هذا انتهاء حدي الذي وضعه الله عزوجل لي في هذا المكان فإن تجاوزته احترقت اجنحتي لتعدي حدود ربي جل جلاله فزج بي في النور زجة (٣) حتى انتهيت إلى حيث ما شاء الله من علو ملكه (٤) فنوديت يا محمد أنت عبدي (٥) وأنا ربك فإياي فاعبد ، وعليّ فتوكل فانك نوري في عبادي ورسولي إلى خلقي وحجتي على بريتي ، لك ولمن تبعك خلقت جنتي ، ولمن خالفك خلقت ناري ، ولأوصيائك أوجبت كرامتي ، ولشيعتهم (٦) أوجبت ثوابي ، فقلت يا رب ومن أوصيائي؟ فنوديت يا محمد [ان] أوصياءك المكتوبون على ساق العرش ، فنظرت ـ وأنا بين يدي ربي جل جلاله ـ إلى ساق العرش فرأيت اثني عشر نورا في كل نور سطر أخضر عليه (٧)

__________________

(١) في كمال الدين : كبرنا الله.

(٢) في كمال الدين : فقالت الملائكة : لا حول ولا قوة إلا بالله.

(٣) في كمال الدين : فزخ بي زخة في النور.

(٤) في كمال الدين : من ملكوته.

(٥) في كمال الدين : فنوديت يا محمد؟ فقلت : لبيك ربي وسعديك ، تباركت وتعاليت ، فنوديت يا محمد أنت عبدي.

(٦) في كمال الدين : ولشيعتك.

(٧) في كمال الدين : مكتوب عليه.

٣٩

اسم وصي من أوصيائي ، أوّلهم علي بن أبي طالب وآخرهم مهدي أمتي ، فقلت : يا رب أهؤلاء أوصيائي من بعدي؟ فنوديت يا محمد هؤلاء أوليائي وأحبائي وأصفيائي وحجتي بعدك (١) على بريتي ، وهم أوصياؤك وخلفاؤك وخير خلقي بعدك ، وعزتي وجلالي لأظهرنّ بهم ديني ، ولأعلينّ بهم كلمتي ، ولأطهرن الأرض بآخرهم من أعدائي ، ولأملّكنه مشارق الأرض ومغاربها ، ولاسخرنّ له الرياح ، ولاذللن له السحاب (٢) الصعاب ، ولأرقينّه في الأسباب ولأنصرنه بجندي ولأمدنه بملائكتي حتى تعلوا دعوتي (٣) ويجمع الخلق على توحيدي ثم لأديمن ملكه ، ولأداولن الأيام بين أوليائي إلى يوم القيامة» (٤).

السابع : محمد بن خالد الطيالسي ، ومحمد بن عيسى بن عبيد باسنادهما عن جابر بن يزيد الجعفي قال : قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليه‌السلام : «كان الله (٥) ولا شيء غيره ولا معلوم ولا مجهول ، فاول ما ابتدأ من خلق خلقه أن خلق محمدا وخلقنا أهل البيت معه من نور عظمته (٦) فاوقفنا اظلّة خضراء بين يديه ، لاسماء (٧) ولا أرض ولا مكان ولا ليل ولا نهار ولا شمس ولا قمر ففضل نورنا (٨) من نور ربنا كشعاع الشمس من الشمس نسبح الله تعالى ونقدسه ونحمده ونعبده حق عبادته ، ثم بدا الله تعالى أن يخلق المكان فخلقه ، وكتب على المكان : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، عليّ أمير المؤمنين ووصيه به أيدته وبه نصرته ، ثم كيّف الله (٩) العرش فكتب على سرادقات العرش مثل ذلك ، ثم السماوات (١٠) فكتب على أطرافها مثل ذلك ، ثم خلق الجنة والنار فكتب عليهما مثل ذلك ، ثم خلق الله الملائكة وأسكنهم السماء ، ثم تراءى لهم الله تعالى (١١) وأخذ عليهم الميثاق له بربوبيته ولمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله بالنبوّة ولعليّ عليه‌السلام بالولاية فاضطربت فرائص الملائكة فسخط الله تعالى على الملائكة واحتجب عنهم فلاذوا بالعرش سبع سنين يستجيرون الله من سخطه ويقرون بما أخذ عليهم ويسألونه الرضا فرضي عنهم بعد ما أقروا بذلك ، فأسكنهم بذلك الاقرار السماء واختصهم لنفسه واختارهم لعبادته ، ثم أمر الله تعالى أنوارنا أن تسبح فسبحنا

__________________

(١) في كمال الدين : وحججي بعدك.

(٢) في كمال الدين : الرقاب.

(٣) في كمال الدين : حتى يعلن دعوتي.

(٤) كمال الدين : ٢٥٤ ، بحار الأنوار ٢٦ / ٣٣٥ ، عن : عيون الاخبار وعلل الشرائع.

(٥) في البحار : يا جابر كان الله.

(٦) في البحار : من نوره وعظمته.

(٧) في البحار : حيث لا سماء.

(٨) في البحار : يفصل نورنا.

(٩) في البحار : خلق الله.

(١٠) في البحار : ثم خلق الله السماوات.

(١١) المراد أن الله عرف نفسه لهم.

٤٠