غاية المرام وحجّة الخصام - ج ١

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي

غاية المرام وحجّة الخصام - ج ١

المؤلف:

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي


المحقق: السيد علي عاشور
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٤٧

محمد بن علي باقر العلم عليهما‌السلام جمع ولده وفيهم زيد بن علي (١) ثم اخرج كتابا إليهم بخط علي عليه‌السلام وإملاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مكتوب فيه : «هذا كتاب من الله العزيز الحكيم». وذكر حديث اللّوح إلى الموضع الّذي يقول فيه : أولئك هم المهتدون.

ثم قال في آخره قال عبد العظيم : العجب كلّ العجب لمحمّد بن جعفر وخروجه إذ سمع أباه عليه‌السلام يقول هكذا ويحكيه ، ثم قال : «هذا سر الله ودينه ودين ملائكته فصنه إلا عن أهله وأوليائه» (٢).

ثم قال ابن بابويه : حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدّب ، وأحمد بن هارون الفامي (٣) ـ رضي الله عنهما ـ قالا : حدّثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري الكوفي ، عن مالك السلولي ، عن درست عن عبد الحميد (٤) ، عن عبد الله بن القاسم ، عن عبد الله بن جبلة ، عن أبي السفاتج ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقرعليهما‌السلام ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : دخلت على مولاتي فاطمة عليها‌السلام وقدّامها لوح يكاد ضوؤه يغشى الأبصار ، فيه اثنا عشر اسما ثلاثة في ظاهره ، وثلاثة في باطنه ، وثلاثة اسماء في آخره وثلاثة أسماء في طرفه ، فعددتها فإذا هي اثنا عشر اسما فقلت : أسماء من هؤلاء؟ قالت : «هذه أسماء الأوصياء اوّلهم ابن عمي وأحد عشر من ولدي ، آخرهم المهدي» ، قال جابر : فرأيت فيها محمدا محمدا محمدا في ثلاثة مواضع ، وعليّا وعليّا وعليّا وعليّا في أربعة مواضع (٥).

ثم قال ابن بابويه : وحدّثنا أحمد بن محمد العطار (٦) رحمه‌الله قال : حدّثنا أبي ، عن محمد بن الحسين ابن أبي الخطاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، عن جابر ابن عبد الله الأنصاري قال : دخلت على فاطمة عليها‌السلام وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء ، فعددت اثني عشر اسما آخرهم القائم ، ثلاثة منهم محمد ، وأربعة منهم عليّ صلوات الله عليهم (٧).

قلت : حديث اللوح متكرر بالأسانيد الكثيرة متأوّل بين العلماء مستفيض الرواية ؛ وقد ذكره الحمويني ـ وهو أحد أعيان علماء العامة ـ وقد تقدّم من طريقه في الباب الثاني عشر السابق وهو

__________________

(١) في كمال الدين : وفيهم عمهم زيد بن علي.

(٢) كمال الدين : ١ / ٣١٢ ـ ٣٣ ، عيون الاخبار : ١ / ٣٧ ، اعلام الورى ص ٣٧٤ ، البحار : ٣٦ / ٢٠١.

(٣) في كمال الدين : القاضي.

(٤) في كمال الدين : عن درست بن عبد الحميد.

(٥) كمال الدين : ١ / ٣١١ ، عيون الأخبار : ١ / ٣٧ ، اعلام الورى ص ٣٧٣ ـ ٣٧٤ ، البحار : ٣٦ / ٢٠١.

(٦) في كمال الدين : أحمد بن محمد بن يحيى العطار.

(٧) كمال الدين : ١ / ٢١٣.

٢٢١

الحديث السابع والثلاثون (١).

السادس والسبعون : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكل ـ رحمه‌الله ـ قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبد الله بن سنان قال : سمعت أبا عبد الله الصادق عليه‌السلام يقول : ثلاثة هن فخر المؤمن وزينه في الدنيا والآخرة، الصلاة في آخر الليل ، ويأسه ممّا في أيدي الناس ، وولاية الإمام من آل محمد (٢).

السابع والسبعون : الشيخ الثقة محمد بن العباس بن ماهيار في تفسير القرآن فيما نزل في أهل البيت ، قال : حدّثنا علي بن محمد بن مخلد الدهان ، عن الحسن بن علي بن أحمد العلوي ، قال : بلغني عن أبي عبد الله (٣) أنه قال لداود الرقي : أيّكم ينال السماء (٤)؟ فو الله إن أرواحنا وأرواح النبيين لتتناول العرش كل ليلة جمعة. يا داود ، قرأ أبي محمد بن علي عليهما‌السلام حم السجدة حتى بلغ (فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ) (٥) ، ثم قال : نزل جبرائيل عليه‌السلام على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بأن الإمام بعدك علي عليه‌السلام ، ثم قال (٦) (حم تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) حتى بلغ (فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ) عن ولاية علي (فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ* وَقالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ وَفِي آذانِنا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنا عامِلُونَ) (٧).

ونقتصر في هذا الباب على هذا القدر من النص على علي عليه‌السلام وبنيه الأحد عشر وهم الأئمّة الاثنا عشر ـ صلوات الله عليهم ـ إذ الزيادة على ذلك يطول به الكتاب ، ومن أراد الزيادة الكثيرة فعليه بكتابي «كتاب الانصاف ، في النص على الأئمة الاثني عشر الأشراف» (٨) فإنّ فيه من النصوص عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وعن الأئمة عليهم‌السلام ما لا مزيد عليه ، والله سبحانه الموفّق.

__________________

(١) راجع ص ١٦٤ ـ ١٦٦ من هذا الجزء.

(٢) أمالي الصدوق ص ٤٨٧ ط النجف الاشرف.

(٣) في البحار : عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه‌السلام.

(٤) في البحار : يا داود ، أيكم ينال قطب سماء الدنيا.

(٥) فصلت : ٢ ـ ٤.

(٦) في البحار : حتى قرأ.

(٧) رواه الشيخ المجلسي في البحار : ٣٦ / ١٤٤ ، عن تفسير الفرات الكوفي.

(٨) طبع في قم عام ١٣٧٦ ه‍ ع ترجمته بالفارسية.

٢٢٢

الباب الرابع عشر

في نص رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على علي بن أبي طالب عليه‌السلام بأنّه الخليفة بعده

وأنّ الخلفاء بعد علي عليه‌السلام بنوه الأحد عشر ، وهم الأئمة الاثنا عشر والخلفاء

من طريق العامة مضافا إلى ما تقدم من النص في ذلك في الباب الثاني عشر

وفيه تسعة وعشرون حديثا

الأول : من مسند أحمد بن حنبل رواه عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه قال : حدّثنا يحيى بن حماد قال : حدّثنا أبو عوانة ، قال : حدّثنا أبو بلج ، قال : حدّثنا عمرو بن ميمون ، قال : إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يا ابن عباس إما أن تقوم معنا واما أن تخلو بنا عن هؤلاء ، قال ابن عباس : بل أقوم معكم ـ وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى ـ قال : فانتدوا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا ، فجاء ينفض ثوبه ويقول : افّ وتفّ وقعوا في رجل له عشر (خصال) وقعوا في رجل قال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : «لأبعثن رجلا لا يخزيه الله أبدا ، يحب الله ورسوله» ـ قال فاستشرف لها من استشرف ، قال : اين علي؟ قالوا : هو في الرحا يطحن ، قال : وما كان أحدكم ليطحن ، قال فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر فتفل في عينيه (١) ثم هز الراية ثلاثا فأعطاها إيّاه ، فجاء بصفية بنت حيي قال : ثم بعث فلانا بسورة التوبة فبعث عليا (٢) فأخذها منه وقال : «لا يذهب بها إلا رجل مني وأنا منه» ، أو قال يواليني ؛ وقال لبني عمه : «أيكم يواليني في الدنيا والآخرة» ، قال وكان أول من آمن من الناس (٣). وأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثوبه فوضعه على علي وفاطمة والحسن والحسين فقال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (٤) قال : وشرى علي نفسه ، لبس ثوب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ثم نام مكانه ، قال : فكان المشركون يتوهّمون أنه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٥) فجاء أبو بكر وعليّ نائم، قال وأبو بكر : يحسب

__________________

(١) في المصدر : قال : فنفث في عينيه.

(٢) في المصدر : فبعث عليا خلفه.

(٣) في المصدر : وقال لبني عمه : أيكم يواليني في الدنيا والآخرة قال : وعلي معه جالس فأبوا ، فقال علي : أنا أواليك في الدنيا والآخرة ، قال : أنت وليي في الدنيا والآخرة ، قال فتركه ثم أقبل على رجل منهم فقال : أيكم يواليني في الدنيا والآخرة فأبوا قال : فقال علي : أنا أواليك في الدنيا والآخرة ، فقال : أنت وليي في الدنيا والآخرة ، قال : وكان أول من أسلم من الناس بعد خديجة.

(٤) الاحزاب : ٣٣.

(٥) في المصدر : وكان المشركون يرمون رسول الله.

٢٢٣

أنه نبي الله ، قال : فقال له علي : «إن نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد انطلق نحو بئر ميمون فادركه» ، قال فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار ، قال : وجعل عليّ يرمى بالحجارة كما يرمى بالحجارة كما كان يرمى نبي الله وهو يتضور وقد لفّ رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح ثم كشف عن رأسه فقالوا كان صاحبك نرميه فلا يتضور (١) وقد استنكرنا ذلك ، قال : وخرج بالناس في غزوة تبوك قال : فقال له علي أخرج معك ، قال : فقال له نبي الله : «لا» ، فبكى علي فقال له : «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنك لست بنبي ، إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي» ، قال : وقال له رسول الله : «أنت وليّ كلّ مؤمن ومؤمنة» (٢) قال : وسدوا أبواب المسجد غير باب علي قال : ودخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره ، قال : وقال : «من كنت مولاه فإن عليا مولاه» (٣).

الثاني : من المسند أيضا ، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه ، قال : حدّثنا أسود بن عامر ، قال : حدّثنا شريك ، عن الأعمش ، عن المنهال ، عن عباد ابن عبد الله الأسدي ، عن علي رضي الله عنه قال : لمّا نزلت هذه الآية (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (٤) جمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من أهل بيته فاجتمع ثلاثون فأكلوا وشربوا ، قال ، فقال لهم : «من يضمن عني ديني ومواعيدي ويكون معي في الجنة ويكون خليفتي في أهلي» ، فقال رجل : ـ لم يسمه شريك ـ يا رسول الله أنت كنت بحرا من يقوم بهذا؟ قال : ثم قال الآخر. قال : فعرض ذلك على أهل بيته فقال علي رضي الله عنه : «أنا» (٥).

الثالث : عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدّثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني ، قال : حدّثنا شريك ، عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن عباد بن عبد الله الأسدي ، عن علي ـ رضي الله عنه ـ.

قال عبد الله : وحدّثنا أبو خيثمة ، قال : حدّثنا أسود بن عامر ، قال : أخبرنا شريك ، عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن عباد بن عبد الله الأسدي ، عن علي عليه‌السلام قال : «لمّا نزلت (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) ، دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بأربعين رجلا من أهل بيته إن الرجل منهم ليأكل جذعة ، وان شاربا

__________________

(١) في المصدر : فقالوا : إنك للئيم ، كان صاحبك نراميه فلا يتضور وأنت تتضور.

(٢) في المصدر : أنت وليي في كل مؤمن بعدي.

(٣) مسند أحمد بن حنبل : ١ / ٣٣١ ط ١٣٩٨ ه‍ بيروت.

وأخرجه الحاكم النيسابوري الشافعي في مستدرك الصحيحين : ٣ / ١٣٢ ، والذهبي في تلخيص المستدرك (ذيل المستدرك) : ٣ / ١٣٢ ، والحافظ محب الدين الطبري في ذخائر العقبى ص ٨٧.

(٤) الشعراء : ٢١٤.

(٥) مسند أحمد بن حنبل : ١ / ١١١.

٢٢٤

فرقا (١) ، فقدم إليهم فأكلوا حتى شبعوا فقال لهم : من يضمن عني ديني ومواعيدي ويكون معي في الجنة، ويكون خليفتي في أهلي؟ فعرض ذلك على أهل بيته فقال علي : أنا! فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : علي يقضي عني ديني وينجز مواعيدي» ، ولفظ الحديث للحماني وبعضه لحديث أبي خيثمة (٢).

الرابع : عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدّثنا الحسن ، قال : حدّثنا أحمد المقدام العجلي ، قال : حدّثنا الفضيل بن عياض ، قال : حدّثنا ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن زاذان ، عن سلمان ، قال : سمعت حبيبي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله عزوجل قبل أن يخلق الله آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلمّا خلق الله آدم قسم ذلك النور جزءين فجزء أنا وجزء علي» (٣) ـ تمام الخبر ـ ففي النبوّة وفي عليّ الخلافة.

لم يذكره أحمد ومر ذكره من طريق ابن المغازلي من كتاب الفردوس للديلمي (٤).

الخامس : من تفسير الثعلبي في تفسير سورة الشعراء ، قوله تعالى : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (٥) قال : أخبرنا الحسين بن محمد بن الحسين ، قال : حدّثنا موسى ابن محمد ، حدّثنا الحسن بن علي بن شبيب (٦) العمري ، قال : حدّثنا عباد بن يعقوب ، حدّثنا علي بن هاشم ، عن صباح بن يحيى المزني ، عن زكريا بن ميسرة ، عن أبي إسحاق ، عن البراء بن عازب قال : لما نزلت : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) جمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بني عبد المطلب وهم يومئذ أربعون رجلا الرجل منهم يأكل المسنّة ويشرب العس (٧) فأمر عليّا برجل شاة فأدمها ثم قال : «ادنوا بسم الله». فدنا القوم عشرة عشرة فأكلوا حتى صدروا ثم دعا بقعب (٨) من لبن فجرع منه جرعة ثم قال لهم : «اشربوا بسم الله». فشربوا حتى رووا فبدرهم أبو لهب فقال : هذا ما سحركم به الرجل فسكت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يومئذ ولم يتكلم.

__________________

(١) في المصدر : أن كان الرجل منهم لاكل جذعة ، وأن كان شاربا فرقا.

(٢) فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام تأليف أحمد بن حنبل ، فضائل الصحابة : ٢ / ٦٥٠ / ح ١١٠٨ و ١١٩٦ بنحوه.

(٣) الى هنا في الفضائل.

(٤) فضائل الصحابة ابن حنبل : ٢ / ٦٦٢ ح ١١٣٠ ، وترجمة علي بن أبي طالب وتاريخ دمشق : ١ / ١٠١ / ح ١٨٦.

(٥) الشعراء : ٣١٤.

(٦) في بعض المصادر : شعيب.

(٧) المسن : بضم الميم من الدواب ، الكبير السن : والعس. بضم العين ، القدح أو الاناء الكبير.

(٨) القعب : القدح الضخم ، الغليظ.

٢٢٥

ثم دعاهم من الغد على مثل ذلك من الطعام والشراب ، ثم أنذرهم رسول الله فقال : «يا بني عبد المطلب! إني أنا النذير إليكم من الله عزوجل والبشير لما يحبّه أحدكم ، جئتكم بالدنيا والآخرة فاسلموا واطيعوا تهتدوا ، ومن يواخيني ويوازرني ويكون وليي ووصيي (١) وخليفتي في أهلي ويقضي ديني ، فأمسك القوم» ، فأعاد ذلك ثلاثا ، كل ذلك يسكت القوم ويقول علي : «أنا» ، فقام القوم وهم يقولون لأبي طالب : أطع ابنك ، فقد امر عليك (٢) (٣).

السادس : من مناقب الفقيه أبي الحسن بن المغازلي الشافعي قال : أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن منصور الحلبي الأخباري ، قال : حدّثنا علي ابن محمد العدوي الشمشاطي ، قال : حدّثنا الحسن بن علي بن زكريا ، قال : ، حدّثنا أحمد بن المقدام العجلي ، قال : حدّثنا الفضيل بن عياض ، عن ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن زاذان ، عن سلمان ، قال : سمعت حبيبي محمدا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله عزوجل يسبح الله عزوجل ذلك النور ويقدسه قبل أن يخلق الله آدم بألف عام ، فلما خلق الله آدم ركب ذلك النور في صلبه فلم يزل في شيء واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب : ففي النبوّة وفي عليّ الخلافة» (٤).

السابع : أبو الحسن بن المغازلي الشافعي قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد ابن عثمان ، قال : حدّثنا محمد بن الحسن بن سليمان ، قال : حدّثنا عبد الله بن محمد العكبري ، قال : حدّثنا عبد الله بن محمد بن عنان الهروي (٥) قال : حدّثنا جابر بن سهل بن عمر بن حفص ، قال : حدّثنا أبي ،

__________________

(١) في كفاية الطالب : ووصيي بعدي.

(٢) في كفاية الطالب : فقد أمر علينا وعليك.

الحديث رواه عن الثعلبي الحافظ الكنجي الشافعي في كفاية الطالب ص ٢٠٥ ـ ٢٠٦ ط النجف الاشرف ، وجمال الدين الزرندي في نظم درر السمطين بتغيير يسير في لفظ.

ورواه غير واحد من الأئمة وحفاظ الحديث ، راجع صورة الفاظه في كتاب الغدير : ٢ / ٢٧٨. ط ايران.

(٣) ترجمة الإمام علي في تاريخ دمشق : ١ / ٩٧ / ح ٢١٣٣ ، تفسير الثعلبي (قيد الطبع) من سورة الشعراء آية ٣١٤.

(٤) المناقب لابن المغازلي ص ٨٧ ـ ٨٨ ، ورواه الكنجي في كفاية الطالب ص ٣١٥ ، والذهبي في ميزان الاعتدال : ١ / ٢٣٥ عن الحافظ ابن عساكر ، وسبط ابن الجوزي في تذكرة خواص الأمة ص ٥٢. ط النجف الاشرف ، عن الإمام أحمد ، ومر الحديث بسنده ولفظه في ص ٢٠ ـ ٢١ من هذا الجزء.

(٥) في المصدر : عبد الله بن محمد بن أحمد بن عثمان ، حدّثنا محمد بن عتاب الهروي.

٢٢٦

عن الأعمش ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن أبي ذر قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «كنت أنا وعلي نورا عن يمين العرش يسبح الله ذلك النور ويقدسه قبل أن يخلق الله آدم بأربعة عشر ألف عام ، ولم ازل وعلي (١) في شيء واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب» (٢).

الثامن : ومن مناقب أبي الحسن بن المغازلي الشافعي قال : أخبرنا إبراهيم (٣) ابن محمد بن خلف الجماري السقطي ، قال : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد ، قال : حدّثنا أبو الفتح أحمد بن الحسن بن سهل المالكي المصري الواعظ بواسط في القراطيسيين ، قال : حدّثنا سليمان بن أحمد المالكي ، قال : حدّثنا أبو قضاعة ربيعة ابن محمد الطائي ، حدّثنا ثوبان ، عن داود (٤) ، حدّثنا مالك ابن غسان النهشلي ، حدّثنا ثابت ، عن أنس ، قال : انقض كوكب على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «انظروا إلى هذا الكوكب فمن انقض في داره فهو الخليفة من بعدي» ؛ فنظروا فإذا هو قد انقض في منزل علي ، فانزل الله تعالى : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى * ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى * وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى)» (٥).

التاسع : أبو الحسن بن المغازلي أيضا وبالاسناد المقدّم قال : أخبرنا الحسن ابن أحمد بن موسى الغندجاني قال : أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد ، قال : حدّثنا إسماعيل ابن علي (٦) ، قال : حدثني عبد الغفار بن جعفر قال : حدثني جرير ، عن الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبي ذر الغفاري ـ رحمة الله عليه ـ قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «من ناصب عليا الخلافة بعدي فهو كافر ، وقد حارب الله

__________________

(١) في المصدر : فلم أزل أنا وعلي.

(٢) المناقب لابن المغازلي : ٨٩ ـ ٨٨ ، وأخرجه الإمام أحمد بن حنبل في (فضائل أمير المؤمنين) ، وأخرجه الخوارزمي الحنفي في المناقب ص ٨٧ ط تبريز ، عن سلمان ، وفي ص ٤٦ ـ ٤٧ ، عن ابن عمر ، والكنجي الشافعي في كفاية الطالب ص ٣١٥ ط النجف الاشرف ، والشيخ عبيد الله في أرجح المطالب ص ٤٥٩ ، و ٤٦٢ و ٤٦١ ، والحمويني الشافعي في فرائد السمطين ، والذهبي في ميزان الاعتدال : ٢ / ٢٣٥ ط القاهرة وابن حجر في لسان الميزان : ٢ / ٢٢٩ ، والقندوزي الحنفي في ينابيع المودة ص ١٠ ، وموفق بن أحمد الخوارزمي في مقتل الحسين : ١ / ٤٢ و ٥٠ ، والصفوري في نزهة المجالس : ٢ / ٢٣٠ ، ومحمد صالح الكشفي في المناقب المرتضوية ص ٩٢.

(٣) في المناقب لابن المغازلي : أبو البركات إبراهيم.

(٤) في المناقب لابن المغازلي : ثوبان ذي النون.

(٥) النجم : ١ ـ ٤ ، والحديث أخرجه ابن المغازلي في المناقب ص ٢٦٦ ، ط طهران ، والذهبي في ميزان الاعتدال ج ٢ / ٤٥ ، وابن حجر في لسان الميزان : ٢ / ٤٤٩.

(٦) في المصدر : إسماعيل بن علي ، قال : حدّثنا علي بن الحسين ، قال : حدّثنا عبد الغفار.

٢٢٧

ورسوله ، ومن شكّ في عليّ فهو كافر» (١).

العاشر ـ من كتاب الفردوس لابن شيرويه الديلمي في باب الخاء قال : بإسناده ، عن سلمان الفارسي ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «خلقت أنا وعلي من نور واحد قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلمّا خلق الله تعالى آدم ركّب ذلك النور في صلبه ، فلم نزل في شيء واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطّلب ففيّ النبوّة وفي عليّ الخلافة» (٢).

الحادي عشر : موفّق بن أحمد ـ أحد اعيان علماء العامة ـ في كتاب فضائل أمير المؤمنين قال : أنبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني نزيل بغداد ، أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي ، أخبرنا محمد ابن عبد العزيز (٣) أبو منصور العدل ، أخبرنا هلال بن أحمد بن جعفر الحفار (٤) ، حدّثنا أبو بكر محمد بن عمر ، حدّثنا أبو إسحاق محمد بن هارون الهاشمي ، حدّثنا محمد بن زياد النخعي ، حدّثنا محمد بن فضيل بن غزوان ، حدّثنا غالب الجهني ، عن أبي جعفر محمد بن علي ، عن أبيه ، عن جده قال : قال علي عليه‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لمّا اسري بي إلى السماء ثم من السماء إلى سدرة المنتهى وقفت بين يدي ربي عزوجل فقال لي : يا محمد قلت : لبيك وسعديك يا ربي ، قال : بلوت خلقي فأيهم رأيت أطوع لك؟ قال : قلت : يا ربي عليّا ، قال : صدقت يا محمد فهل اتّخذت لنفسك خليفة يؤدي عنك ، ويعلم عبادي من كتابي ما لا يعلمون؟ قال : قلت : يا رب اختر لي فإن خيرتك خيرتي ، قال : قد اخترت لك عليّا فاتخذه لنفسك خليفة ووصيّا ، ونحلته علمي وحلمي ، وهو أمير المؤمنين حقا لم ينقلها أحد قبله وليست لأحد بعده ، يا محمد علي راية الهدى ، وإمام من اطاعني ، وهو نور أوليائي ، وهو الكلمة الّتي ألزمتها المتّقين ، من أحبه فقد أحبني ، ومن أبغضه فقد أبغضني ، فبشّره بذلك يا محمد ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : فقد بشرته (٥) فقال علي : أنا عبد الله وفي قبضته ، إن يعاقبني فبذنوبي ولم يظلمني شيئا ، وإن تمّم لي وعدي فالله مولاي ، فقال اللهم اجل قلبه واجعل ربيعه(٦) الإيمان بك قال : قد فعلت ذلك به ، يا محمد غير أني مستخصه بشيء من البلاء لم اخص به أحدا من أوليائي ، قال : قلت : ربي أخي وصاحبي ، قال : قد سبق في علمي أنه مبتلى ، ولو لا علي لم يعرف حزبي ولا أوليائي ولا أولياء

__________________

(١) المناقب لابن المغازلي ص ٤٥ ـ ٤٦.

(٢) الفردوس بمأثور الخطاب : ٢ / ١٩١ / ح ٢٩٥٢.

(٣) في المصدر : محمد بن محمد بن عبد العزيز.

(٤) في المصدر : هلال بن محمد بن جعفر الحداد.

(٥) في المصدر : قلت : ربي فقد بشرته.

(٦) في المصدر فإنه مولاي. قال : أجل ، قال : قلت : يا رب واجعل ربيعه.

٢٢٨

رسلي» (١).

الثاني عشر : الشيخ إبراهيم بن محمد الحمويني ـ من اعيان علماء العامة ـ في كتاب فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين ، قال : أنبأني السيّد النسابة جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد بن فخار الموسوي ، قال : أنبأنا والدي السيد شمس الدين شيخ الشرف فخار بروايته ، عن شاذان بن جبرائيل القمي ، عن جعفر بن محمد الدورسي ، عن أبيه ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي ـ رحمة الله عليه ـ قال : حدّثنا أبي ومحمد بن الحسن ـ رضي الله عنه ـ قالا : حدّثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدّثنا يعقوب بن يزيد ، عن حماد بن عيسى ، عن عمر ابن اذينة ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس الهلالي قال : رأيت عليا عليه‌السلام في مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في خلافة عثمان ـ رضي الله عنه ـ وجماعة يتحدثون ويتذاكرون العلم والفقه ، فذكروا قريشا وفضلها وسوابقها وهجرتها ، وما قال فيها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من الفضل. وساق الحديث بما قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في قريش من الفضل إلى أن قال : وعلي بن أبي طالب عليه‌السلام ساكت لا ينطق ولا أحد من أهل بيته.

فأقبل القوم عليه فقالوا : يا أبا الحسن ما يمنعك أن تتكلّم؟

فقال : «ما من الحيين (يعني : المهاجرين من قريش والأنصار) إلا وقد ذكر فضلا وقال حقّا فأنا أسألكم يا معشر قريش والأنصار بمن أعطاكم الله هذا الفضل؟ أبأنفسكم ، وعشائركم ، وأهل بيوتاتكم أم بغيركم»؟

قالوا : بل أعطانا الله ومن به علينا بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله لا بأنفسنا وعشائرنا ، ولا بأهل بيوتاتنا.

قال : «صدقتم يا معشر قريش والأنصار ، ألستم تعلمون أن الذي نلتم من خير الدنيا والآخرة منّا أهل البيت خاصة دون غيرهم؟ وأن ابن عمي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إني وأهل بيتي كنّا نورا يسعى بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق الله عزوجل آدم عليه‌السلام بأربعة عشر ألف سنة فلمّا خلق الله آدم وضع ذلك النور في صلبه وأهبطه إلى الأرض ، ثم حمله في السفينة في صلب نوح عليه‌السلام ، ثم قذف به في النار في صلب إبراهيم عليه‌السلام ثم لم يزل الله عزوجل ينقلنا في الأصلاب الكريمة إلى الأرحام الطاهرة ، ومن الأرحام الطاهرة الى الأصلاب الكريمة من الآباء والامهات ، لم يكن منهم واحد على سفاح قط».

__________________

(١) المناقب للخوارزمي ص ٢١٥ ط النجف الاشرف ، ومر الحديث بلفظه في ص ١٤٢ ـ ١٤٣ ، من هذا الجزء.

٢٢٩

فقال أهل السابقة والقدمة ، وأهل بدر ، وأهل احد : نعم ، قد سمعنا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

ثم قال : «انشدكم الله أتعلمون أن الله عزوجل فضل في كتابه السابق على المسبوق في غير آية ، وإني لم يسبقني إلى الله عزوجل وإلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أحد من هذه الأمة»؟ قالوا : اللهم نعم.

قال : «فانشدكم الله أتعلمون حيث نزلت (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ) (١) (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) (٢) سئل عنها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : أنزلها الله تعالى ذكره في الأنبياء وأوصيائهم. فأنا أفضل انبياء الله ورسله ، وعلي بن أبي طالب وصيي أفضل الأوصياء»؟ قالوا : اللهم نعم.

قال : «فأنشدكم الله أتعلمون حيث نزلت : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (٣) وحيث نزلت : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) (٤) وحيث نزلت (وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللهِ ... وَلِيجَةً) (٥) قال الناس : يا رسول الله أخاصة في بعض المؤمنين أم عامة بجميعهم؟ فأمر الله عزوجل نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يعلمهم ولاة أمرهم ، وأن يفسر لهم من ولاة أمرهم ما فسّر لهم من صلاتهم وزكاتهم ، وحجهم ، ونصبني للناس بغدير خم ، ثم خطب فقال :

أيها الناس إن الله أرسلني برسالة ضاق بها صدري ، وظننت أن الناس مكذبي فأوعدني لا بلغها أو ليعذبني ، ثم أمر فنودي بالصلاة جامعة ، ثم خطب فقال : أيها الناس أتعلمون أن الله عزوجل مولاي وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولى بهم من أنفسهم؟ قالوا : بلى يا رسول الله ؛ قال : قم يا علي فقمت فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

فقام سلمان فقال : يا رسول الله ولاء ما ذا؟ فقال : ولاء كولائي ، من كنت أولى به من نفسه ، فعلي أولى به من نفسه ، فأنزل الله تعالى ذكره : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) (٦) فكبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : الله أكبر على تمام نبوتي وتمام دين الله ولاية عليّ بعدي.

فقام أبو بكر وعمر فقالا : يا رسول الله هؤلاء الآيات خاصة في علي؟ قال : بلى فيه وفي أوصيائي إلى يوم القيامة.

__________________

(١) التوبة : ١٠٠.

(٢) الواقعة : ١٠.

(٣) النساء : ٥٩.

(٤) المائدة : ٥٥.

(٥) التوبة : ١٦.

(٦) المائدة : ٣.

٢٣٠

قالا : يا رسول الله بينهم لنا. قال علي أخي ووزيري ، ووارثي ، ووصيي ، وخليفتي في أمتي وولي كل مؤمن بعدي ، ثم ابني الحسن ، ثم الحسين ، ثم تسعة من ولد ابني الحسين واحد بعد واحد ؛ القرآن معهم وهم مع القرآن لا يفارقونه ، ولا يفارقهم حتى يردوا عليّ الحوض» ؛ فقالوا كلهم : اللهم نعم قد سمعنا ذلك وشهدنا كما قلت سواء.

وقال بعضهم : قد حفظنا جل ما قلت لم نحفظ كلّه وهؤلاء الذين حفظوا أخبارنا وافاضلنا ؛ فقال علي عليه‌السلام : «صدقتم ليس كل الناس يستوون في الحفظ ، انشد الله عزوجل من حفظ ذلك من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا قام وأخبر به» ؛ فقام زيد بن أرقم ، والبراء بن عازب ، وسلمان ، وأبو ذر ، والمقداد ، وعمار فقالوا : نشهد لقد حفظنا قول رسول الله وهو قائم على المنبر وأنت إلى جنبه وهو يقول : «أيها الناس إن الله عزوجل أمرني أن أنصب لكم إمامكم والقائم فيكم بعدي ، ووصيي وخليفتي ، والذي فرض الله عزوجل على المؤمنين في كتابه طاعته فقرنه بطاعته وطاعتي ، وأمركم بولايته ، وإني راجعت ربي خشية طعن أهل النفاق وتكذيبهم فأوعدني لتبلغنها أو ليعذبني.

أيها الناس إن الله أمركم في كتابه بالصلاة فقد بينتها لكم ، والزكاة ، والصوم ، والحج فبينتها لكم وفسرتها ، وأمركم بالولاية وإني اشهدكم أنها لهذا خاصة ووضع يده على علي بن أبي طالب ، ثم قال لابنيه بعده ، ثم للأوصياء من بعدهم ، من ولدهم لا يفارقون القرآن ، ولا يفارقهم القرآن ، حتى يردوا علي حوضي.

أيها الناس قد بينت لكم مفزعكم بعدي وإمامكم ، ودليلكم ، وهاديكم ، وهو أخي علي بن أبي طالب ، وهو فيكم بمنزلتي فيكم فقلدوه دينكم وأطيعوه في جميع اموركم فإن عنده جميع ما علمني الله من علمه وحكمته ، فسلوه ، وتعلموا منه ومن أوصيائه بعده ، ولا تعلموهم ولا تتقدموهم ولا تخلّفوا عنهم فإنهم مع الحق والحق معهم لا يزايلوه ولا يزايلهم ، ثم جلسوا».

قال سليم : ثم قال علي عليه‌السلام : «أيها الناس أتعلمون أن الله أنزل في كتابه (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (١) فجمعني وفاطمة وابني حسنا والحسين ، ثم ألقى علينا كساء وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ولحمي يؤلمني ما يؤلمهم (٢) ويجرحني ما يجرحهم فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا : فقالت أمّ سلمة : وأنا يا رسول الله؟ فقال : أنت إلى خير ؛ إنما نزلت في وفي أخي علي بن أبي طالب وفي ابني (٣) ، وفي تسعة من ولد ابني الحسين خاصة ،

__________________

(١) الاحزاب : ٣٣.

(٢) في المصدر : يؤذيني ما يؤذيهم.

(٣) في الاحتجاج للطبرسي : وفي ابنتي فاطمة ، وفي ابني.

٢٣١

وليس معنا فيها أحد غيرنا» ، فقالوا كلهم : نشهد أن أمّ سلمة حدثتنا بذلك فسألنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فحدّثنا كما حدثتنا أمّ سلمة.

ثم قال علي عليه‌السلام : «انشدكم الله أتعلمون أن الله أنزل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) (١) فقال سلمان : يا رسول الله عامة هذا أم خاصة؟ قال : اما المأمورون فعامة المؤمنين امروا بذلك ، وأما الصادقون فخاصة لأخي علي وأوصيائي من بعده إلى يوم القيامة» ، قالوا : اللهم نعم.

قال : «انشدكم الله أتعلمون أني قلت لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في غزوة تبوك : لم خلفتني؟ فقال : إن المدينة لا تصلح إلّا بي أو بك ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي»؟ قالوا : اللهم نعم.

فقال : «انشدكم الله أتعلمون أن الله أنزل في سورة الحج : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ) (٢) إلى آخر السورة ـ فقام سلمان فقال : يا رسول الله من هؤلاء الذين أنت عليهم شهيد وهم شهداء على الناس الذين اجتباهم الله ولم يجعل عليهم في الدين من حرج ملة إبراهيم؟ قال : عنى بذلك ثلاثة عشر رجلا خاصة دون هذه الأمة ، قال سلمان : بينهم لنا يا رسول الله؟ قال : أنا وأخي علي ، وأحد عشر من ولدي» ، قالوا : اللهم نعم.

قال : «انشدكم بالله أتعلمون أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قام خطيبا لم يخطب بعد ذلك فقال : يا أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي فتمسّكوا بهما لن تضلوا فإن اللطيف أخبرني وعهد إليّ أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض : فقام عمر بن الخطاب شبه المغضب فقال : يا رسول الله أكل أهل بيتك؟ فقال : لا ، ولكن أوصيائي منهم ، أوّلهم أخي ، ووزيري ، ووارثي ، وخليفتي في أمتي ، وولي كل مؤمن بعدي ، وهو اوّلهم ، ثم ابني الحسن ، ثم ابني الحسين ، ثم تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد حتى يردوا عليّ الحوض شهداء لله في أرضه ، وحجته على خلقه ؛ وخزان علمه ، ومعادن حكمته ، من أطاعهم فقد أطاع الله ، ومن عصاهم فقد عصى الله ، فقالوا كلهم : نشهد ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال ذلك ، ثم تمادى بعلي السؤال فما ترك شيئا إلا ناشدهم الله فيه ، وسألهم عنه حتى أتى على آخر مناقبه ، وما قال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كثيرا ، كل ذلك يصدقونه ويشهدون أنّه حق» (٣).

__________________

(١) التوبة : ١٩٩.

(٢) الحج : ٧٧.

(٣) الاحتجاج : ١ / ٢١٠ ، ومر بكامل لفظه هنا.

٢٣٢

الثالث عشر : إبراهيم بن محمد الحمويني قال : أخبرني الجلّة من أهل الحلّة السيدان الامامان جمال الدين أحمد بن موسى بن طاوس الحسيني ، وجلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد بن فخار الموسوي ، والإمام العلامة نجم الدين أبو القاسم جعفر بن محمد بن سعيد (١) ـ رحمهم‌الله ـ بروايتهم ، عن السيد الإمام شمس الملة والدين شيخ الشرف فخار بن معد بروايته ، عن شاذان بن جبرائيل القمي ، عن جعفر بن محمد الدورستي ، عن أبيه ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ـ قدس الله أرواحهم ـ قال : حدّثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن جده أحمد بن عبد الله ، عن أبيه محمد بن خالد ، عن غياث (٢) ابن إبراهيم ، عن ثابت بن دينار ، عن سعد بن طريف ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي بن أبي طالب : «يا علي أنا مدينة الحكمة وأنت بابها ولن تؤتى المدينة إلا من قبل الباب ، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغضك لانك مني وأنا منك ، لحمك من لحمي ، ودمك من دمي ، وروحك من روحي ، وسريرتك من سريرتي ، وعلانيتك من علانيتي ، وأنت إمام أمتي وخليفتي عليها بعدي ، سعد من أطاعك وشقي من عصاك ، وربح من تولاك وخسر من عاداك ، وفاز من لزمك ، وهلك من فارقك ، مثلك ومثل الأئمة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح ، من ركب فيها نجا ومن تخلّف عنها غرق ، ومثلكم مثل النجوم كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة» (٣).

الرابع عشر : الشيخ الفاضل أبو الحسن الفقيه محمد بن أحمد بن شاذان في المناقب المائة ـ من طريق العامة ـ عن عبد الله بن مسعود قال : كنت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد أصحر فتنفس الصعداء فقلت : يا رسول الله ما لك تتنفس؟ قال : «يا ابن مسعود نعيت إلى نفسي» ، قلت يا رسول الله استخلف قال : «من»؟ قلت : أبا بكر فسكت ، ثم تنفس فقلت : ما لك تتنفس يا رسول الله؟ قال : «نعيت إلى نفسي» فقلت : استخلف يا رسول الله قال : «من»؟ قلت : عمر بن الخطاب فسكت ، ثم تنفس فقلت : ما لي أراك تتنفس؟ قال «نعيت إلى نفسي» ، قلت : استخلف ، قال : «من»؟ قلت : علي بن أبي طالب قال : «اوه ولن تفعلوا (٤) والله لئن فعلتموه ليدخلنكم الجنة» (٥).

__________________

(١) في المصدر : جعفر بن الحسن بن الحسين بن يحيى بن سعيد.

(٢) في المصدر : عتاب.

(٣) أمالي الطوسي : ٢ / ١٣٠ ـ ١٣١. وفرائد السمطين ٢ : ٢٤٣ / ح ٥١٧.

(٤) في المناقب للخوارزمي : ولن تفعلوا اذا أبدا.

٢٣٣

قلت : هذا الحديث متكرر في كتب العامة ، وذكره منهم موفق بن أحمد في كتاب الفضائل ، والحمويني في فرائد السمطين ، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ، وروي أيضا من طريق الخاصة (٦).

الخامس عشر : أبو الحسن الفقيه ابن شاذان ، عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي ابن أبي طالب : «اذا كان يوم القيامة يؤتى بك يا علي ، على نجيب من نور على رأسك تاج يكاد نوره يخطف ابصار أهل الموقف ، فيأتي النداء من الله جل جلاله اين خليفة رسول الله؟ فتقول يا علي : ها أنا ذا ، فيأتي النداء (٧) يا علي : من أحبك أدخله الجنة ، ومن عاداك ادخله النار. فأنت قسيم الجنة وأنت قسيم النار» (٨).

السادس عشر : أبو الحسن الفقيه ابن شاذان ـ من طريق العامة ـ عن الباقر عليه‌السلام ، عن أبيه ، عن جده الحسين بن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «علي بن أبي طالب خليفة الله وخليفتي ، وحجة الله وحجتي ، وباب الله وبابي ، وصفي الله وصفيي ، وحبيب الله وحبيبي ، وخليل الله وخليلي ، وسيف الله وسيفي ، وهو أخي وصاحبي ووزيري ووصيي ، محبه محبي ومبغضه مبغضي ووليه وليي ، وعدوه عدوي ، وزوجته ابنتي ، وولده ولدي ، وحزبه حزبي ، وقوله قولي ، وأمره امري ، وهو سيد الوصيين وخير أمتي» (٩).

السابع عشر : أبو الحسن الفقيه ابن شاذان من طريق العامة ، عن الحرث ابن الخزرج صاحب

__________________

(٥) في المناقب للخوارزمي : وان خالفتموه ليحبطن أعمالكم.

(٦) رواه الموفق بن أحمد الخوارزمي في المناقب ص ٦٤ ط النجف الاشرف مسندا قال : «وأنبأني الإمام الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار ، والإمام الاجل نجم الدين أبو منصور محمد بن الحسين بن محمد البغدادي ، قالا : أنبأنا الشريف الإمام الاجل نور الهدى أبو طالب الحسين بن محمد بن علي الزينبي ، عن الإمام محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان ، حدثني سهل بن أحمد ، عن علي بن عبد الله ، عن إسحاق بن إبراهيم ، قال : حدثني عبد الرزاق بن همام ، عن أبيه ، عن ميناء مولى عبد الرّحمن بن عوف ، عن عبد الله ابن مسعود ...

ورواه الحموي في فرائد السمطين السمط الأول ، بسنده الى الخوارزمي. ومن طريق الخاصة ، رواه الشيخ الطوسي في أماليه ص ١٩٣ ، والشيخ المفيد في أماليه ص ٢١ ـ ٢٢ ، والمجلسي في البحار : ٣٨ / ١١٧ و ١٢٨ باختلاف يسير في اللفظ.

(٧) في ينابيع المودة : فينادي المنادي.

(٨) رواه القندوزي في ينابيع المودة ص ٨٣ عن الموفق بن أحمد الخوارزمي بسنده عن نافع عن ابن عمر.

(٩) احقاق الحق : ٤ / ٢٩٧ ، عن المناقب لابن المغازلي.

٢٣٤

راية الأنصار قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لعلي بن أبي طالب : «لا يتقدمك بعدي إلا كافر ولا يتخلف عنك بعدي إلا كافر وإنّ أهل السماوات يسمّونك أمير المؤمنين».

الثامن عشر : أبو الحسن الفقيه ابن شاذان من طريق العامة ـ وكلّما ذكرته عنه هنا فهو من طريقهم ـ عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : «والله لقد خلفني رسول الله في امته ؛ فأنا حجة الله عليهم بعد نبيه ، وإن ولايتي لتلزم أهل السماء كما تلزم أهل الأرض ، وان الملائكة لتتذاكر فضلي وذلك تسبيحها عند الله. أيها الناس اتبعوني أهدكم سواء السبيل ولا تأخذوا يمينا ولا شمالا فتضلّوا ، وأنا وصي نبيّكم وخليفته ، وإمام المؤمنين وأميرهم ومولاهم ، وأنا قائد شيعتي إلى الجنة ، وسائق أعدائي إلى النار ، أنا سيف الله على أعدائه ورحمته على أوليائه ، أنا صاحب حوض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولوائه وصاحب مقام شفاعته ، والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين خلفاء الله في أرضه وأمناؤه على وحيه ، وأئمة المسلمين بعد نبيه ، وحجج الله على بريته» (١).

انظر أيها الأخ في هذا الحديث وأمثاله من طريق العامة المخالفين ممّا هي نصوص قطعية في النص على الأئمة الاثني عشر بأنهم الأئمة والخلفاء والأوصياء ، وهذا هو الحق اليقين الذي اتّفقت عليه روايات العامة والخاصة. والحمد لله رب العالمين.

التاسع عشر : أبو الحسن الفقيه ابن شاذان ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : «من لم يقل أني رابع الخلفاء الأربعة فعليه لعنة الله». قال الحسن بن زيد ، فقلت لجعفر بن محمد : قد رويتم غير هذا فإنكم لا تكذبون؟ قال : «نعم ، قال الله في محكم كتابه : (وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) (٢) فكان آدم أول خليفة الله (يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ) (٣) وكان داود الثاني ، وهارون خليفة موسى ، وهو خليفة محمد فلم لم يقل أنه رابع الخلفاء الأربعة» (٤).

__________________

(١) مائة منقبة : ٥٩ / ح ٣٢.

(٢) البقرة : ٣٠.

(٣) ص : ٢٦.

(٤) روى الحديث السيد البحراني في تفسيره البرهان : ١ / ٧٥ ، وذكر الشيخ ابن بابويه ـ رحمه‌الله ـ في عيون أخبار الرضا : ٢ / ٩ ، حديثا بهذا المعنى ولفظه :

«حدّثنا أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن إسحاق ـ رضي الله عنه ـ قال : حدّثنا أبو سعيد النسوي قال: حدّثنا إبراهيم بن محمد بن هارون قال : حدّثنا أحمد بن أبو الفضل البلخي قال : حدثني خال يحيى بن سعيد البلخي ، عن علي بن موسى الرضا ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن ـ

٢٣٥

العشرون : أبو الحسن الفقيه ابن شاذان ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «علي مني كجلدي ، علي مني كلحمي ، علي مني كعظمي ، علي مني كدمي في عروقي ، علي مني أخي ووصيي في أهلي وخليفتي في قومي ، يقضي ديني ، وينجز عداتي ، علي في الدنيا إذا مت عوض مني».

الحادي والعشرون : أبو الحسن الفقيه ابن شاذان ، عن الإمام علي بن موسى الرضا عليه‌السلام عن أبيه ، عن آبائه ، عن الحسين بن علي عليهم‌السلام قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا اسري بي إلى السماء لقيني أبي نوح فقال : يا محمد من خلفت على أمتك؟ فقلت : علي بن أبي طالب. فقال : نعم الخليفة خلفت ، ثم لقيني أخي عيسى فقال : من خلفت على أمتك؟ فقلت : عليا فقال : نعم الخليفة خلفت، ثم لقيني أخي موسى فقال لي : من خلفت على أمتك؟ فقلت : عليا فقال : نعم الخليفة خلفت ، قال: فقلت لجبرئيل : يا جبرائيل ما لي لا ارى إبراهيم قال : فعدل إلى حظيرة فإذا فيها شجرة لها ضروع كضروع الغنم كلما خرج ضرع من فم واحد رده فقال : يا محمد من خلفت على أمتك؟ فقلت : عليا قال نعم الخليفة خلفت ، وإني يا محمد سألت الله لي أن يوليني غذاء أطفال شيعة علي بن أبي طالب فأنا اغذيهم» (١).

__________________

ـ الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : بينما أنا أمشي مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في بعض طرقات المدينة إذ لقينا شيخ طويل كثّ اللحية بعيد ما بين المنكبين فسلم على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ورحب به ثم التفت الي فقال : السلام عليك يا رابع الخلفاء ورحمة الله وبركاته ، أليس كذلك هو يا رسول الله؟ فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : بلى ، ثم مضى ، فقلت يا رسول الله : ما هذا الذي قال لي هذا الشيخ ، وتصديقك له؟ قال أنت كذلك والحمد لله ، ان الله عزوجل قال في كتابه : (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) والخليفة المجعول فيها آدم عليه‌السلام ، وقال : (يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِ) فهو الثاني ، وقال عزوجل حكاية عن موسى حين قال لهارون عليه‌السلام : (اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ) فهو هارون إذ استخلفه موسىعليه‌السلام في قومه فهو الثالث ، وقال عزوجل : (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ) فكنت أنت المبلغ عن الله ، وعن رسوله ، وأنت وصيي ووزيري ، وقاضي ديني ، والمؤدي عني ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، فأنت رابع الخلفاء كما سلم عليك الشيخ ، أو لا تدري من هو؟ قلت : لا ، قال : ذاك أخوك الخضر عليه‌السلام فأعلم».

(١) روى الحديث بلفظ آخر الشيخ المجلسي في البحار : ١٨ / ٣٠٣ قال : «ومن كتاب المعراج للشيخ الصالح أبي محمد الحسن ـ رضي الله عنه ـ بإسناده عن الصدوق ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي القاسم ، عن محمد بن علي ، عن محمد بن عبد الله بن مهران ، عن صالح بن عقبة ، عن يزيد بن عبد الملك ، عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام قال : لما صعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الى السماء صعد على سرير من ياقوتة حمراء مكللة من زبرجدة خضراء ، تحمله الملائكة ، فقال : جبرائيل : يا محمد أذن ، فقال : الله أكبر ، الله أكبر ، فقالت الملائكة الله أكبر ، الله أكبر ، فقال : أشهد أن لا إله إلّا الله ، ـ

٢٣٦

الثاني والعشرون : محمد بن مؤمن الشيرازي في كتابه (فيما نزل من القرآن في أمير المؤمنين) عن مقاتل ، عن عطاء في قوله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ) (١) كان في التوراة : يا موسى إني اخترتك واخترت لك وزيرا هو أخوك ـ يعني هارون ـ لأبيك وامك كما اخترت لمحمّد إيليا ، هو أخوه ووزيره ووصيه والخليفة من بعده طوبى لهما من أخوين ، وطوبى لهما من أخوين ، إليا أبو السبطين الحسن والحسين ، ومحسن الثالث من ولده كما جعلت لأخى هارون شبرا وشبيرا ومبشرا (٢).

الثالث والعشرون : عن سفيان الثوري ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن سلمان الفارسي قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «ان وصيي وخليفتي وخير من أترك بعدي ، ينجز موعدي ، ويقضي ديني علي بن أبي طالب» (٣).

الرابع والعشرون : صاحب كتاب سيرة الصحابة قال : أخبرني وهب قال : أخبرني إبراهيم بن معلى قال : حدّثنا موسى بن بكر قال : حدّثنا عبد الله بن موسى بن سهل العبدي ، عن كثير بن صالح الهجري ان أبا ذر قال : سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن عمر بن الخطاب فقال عليه‌السلام : «واكتموا ـ إنه فرعون هذه الأمة لا تخبروا بهذا من لم يحفظ العهد في علي عليه‌السلام» ثم قال : وبإسناده ، عن سليم بن قيس قال : شهدت أبا ذر حين سيره عثمان إلى الربذة وهو يوصي عليا في أهله وماله : فقال له قائل : لو

__________________

ـ فقالت الملائكة : نشهد أن لا إله إلا الله ، فقال : أشهد أن محمدا رسول الله ، فقالت الملائكة : نشهد أنك رسول الله : فما فعل وصيك علي؟ قال : خلفته في أمتي ، قالوا : نعم الخليفة خلفت ، أما ان الله عزوجل فرض علينا طاعته ، ثم صعد به الى السماء الثانية فقالت الملائكة مثل ما قالت ملائكة السماء الدنيا ، فلما صعد به الى السماء السابعة لقيه عيسى عليه‌السلام فسلم عليه ، وسأله عن علي ، فقال له خلفه في أمتي ، قال : نعم الخليفة خلفت ، أما ان الله فرض على الملائكة طاعته ، ثم لقيه موسى عليه‌السلام والنبيون نبي نبي فكلهم يقول له مقالة عيسى عليه‌السلام ، ثم قال محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله : فأين أبي إبراهيم؟ فقالوا له : هو مع أطفال شيعة علي ، فدخل الجنة فإذا هو تحت شجرة لها ضروع كضروع البقر ، فإذا انفلت الضرع من فم الصبي قام إبراهيم فرد عليه ، قال : فسلم عليه وسأله عن علي ، فقال : خلفته في أمتي ، قال : نعم الخليفة خلفت ، أما ان الله فرض على الملائكة طاعته ، وهؤلاء أطفال شيعته سألت الله عزوجل أن يجعلني القائم عليهم ففعل ، وان الصبي ليجرع الجرعة فيجد طعم ثمار الجنة وأنهارها في تلك الجرعة».

(١) المؤمنون : ٥٠.

(٢) ورواه عن الشيرازي المجلسي في البحار : ٣٨ / ١٤٥ ، مناقب ابن شهرآشوب : ٣ / ٥٦.

(٣) كنز العمال : ٦ / ١٥٤ ، المناقب للعيني ص ٢٠ ، المناقب للخوارزمي ص ٦٧ ، كفاية الطالب للكنجي ص ١٥٩.

٢٣٧

كنت أوصيت إلى أمير المؤمنين عثمان ـ رضي الله عنه ـ فقال : قد أوصيت إلى أمير المؤمنين حقا وهو علي بن أبي طالب الذي سلّمنا عليه بامرة المؤمنين في زمان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن نسلم عليه بامرة المؤمنين ثم قال : «سلّموا على أخي ووزيري ووارثي وخليفتي في أمتي وولي كل مؤمن بعدي سلموا عليه بامرة المؤمنين فإنه زر الأرض الذي إليه يسكن ولو تقدمتموه انكرت الأرض أهلها افريت عجل هذه الأمة وسامريها». قال : فقلت يا أبا ذر وكان التسليم على علي بن أبي طالب قبل حجّة الوداع أو بعدها؟ فقال أمّا التسليم الأول فقبل حجّة الوداع واما التسليم الثاني بعد حجّة الوداع (١).

الخامس والعشرون : ابن المغازلي الشافعي قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد ابن عثمان البغدادي يرفعه إلى العرزمي ، عن الزبير ، عن جابر قال : غزا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله غزوة فقال لعلي : «اخلفني في أهلي» فقال : «يا رسول الله يقول الناس : خذل ابن عمه ، فرددها عليه فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي» (٢).

السادس والعشرون : ابن المغازلي قال : أخبرنا أبو القاسم أحمد بن عبد الواحد ابن علي (٣) بن العباس الواسطي يرفعه الى إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعلي هذه

__________________

(١) هكذا ورد لفظ الحديث في كتاب سليم بن قيس ص ١٦٧ قال : «شهدت أبا ذر بالربذة حين سيره عثمان أوصى الى علي عليه‌السلام في أهله وماله ، فقال له قائل : لو كنت أوصيت الى أمير المؤمنين عثمان ، فقال : قد أوصيت الى أمير المؤمنين حقا ، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، سلمنا عليه بامرة المؤمنين على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لنا : سلموا على أخي ووزيري ووارثي وخليفتي في أمتي ، وولي كل مؤمن بعدي بامرة المؤمنين ، فإنه زر الأرض الذي تسكن إليه ، ولو قد فقدتموه انكرتم الأرض وأهلها ، فرأيت عجل هذه الأمة وسامريها راجعا لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقالا حق من الله ورسوله ، فغضب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم قال : حق من الله ورسوله امرني الله بذلك ، فلما سلما عليه أقبلا على أصحابهما معاذ وسالم وأبي عبيدة حين خرجا من بيت علي عليه‌السلام من بعد ما سلمنا عليه ، فقالا لهم ما بال هذا الرجل ما زال يرفع خسيسة ابن عمه ، وقال أحدهما إنه ليحسن أمر ابن عمه ، وقال الجميع ما لنا عنده خير ما بقي علي ، قال : فقلت يا أبا ذر هذا التسليم بعد حجة الوداع أو قبلها ، فقال : اما التسليمة الاولى فقبل حجة الوداع ، واما التسليمة الاخرى فبعد حجة الوداع .. الحديث.

(٢) رواه ابن المغازلي في المناقب ص ٢٩ ط طهران ولفظ سنده : أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان البغدادي ـ قدم علينا واسطا ـ قال : حدّثنا محمد بن محمد بن علي بن يحيى الزيات سنة أربع وتسعين وثلاثمائة قال : حدّثنا أبو محمد عبد الله بن ناجية بن نجبة قال : حدّثنا محمد بن حرب النشائي الواسطي قال : حدّثنا علي بن يزيد بن سليم الصدائي ، عن محمد بن عبيد الله العرزمي ، عن أبي الزبير عن جابر قال ..

(٣) في المصدر : أبو القاسم عبد الواحد بن علي.

٢٣٨

المقالة حين استخلفه : «ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنّه لا نبي بعدى» (١).

السابع والعشرون : ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ـ وهو من اعيان علماء العامة على مذهب المعتزلة ـ قال : ذكر الطبري في تاريخه ، عن عبد الله بن عباس ، عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : «لما نزلت هذه الآية : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (٢) على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله دعاني فقال : يا علي إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين فضقت بذلك ذرعا ، وعلمت (٣) أني متى أباديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره ، فصمت عليه حتى جاءني جبرائيل فقال : يا محمد ، إنك إلا تفعل ما أمرت به(٤) يعذبك ربك فاصنع لنا صاعا من طعام ، واجعل عليه رجل شاة ، واملأ لنا عسا من لبن ، ثم اجمع لي بني عبد المطلب حتى اكلمهم ، وأبلغهم ما امرت به ، ففعلت ما أمرني به. ثم دعوتهم وهم يومئذ أربعون رجلا ، يزيدون رجلا أو ينقصون رجلا (٥) فيهم أعمامه : أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب ، فلما اجتمعوا إليه دعا بالطعام الذي صنعت لهم ، فجئت به ، فلمّا وضعته تناول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بضعة (٦) من اللحم ، فشقّها بأسنانه ، ثم ألقاها في نواحي الصفحة. ثم قال : كلوا (٧) بسم الله: فأكلوا (٨) حتى ما لهم بشيء حاجة (٩) وايم الله الذي نفس عليّ بيده ، أن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدّمته لجميعهم. ثم قال : اسق القوم فجئتهم بذلك العس ، فشربوا منه حتى رووا منه جميعا وايم الله أن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله ، فلما أراد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يكلّمهم بدره أبو لهب إلى الكلام ، فقال لشدّ ما (١٠) سحركم صاحبكم! فتفرق القوم ولم يكلمهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال من الغد : يا علي ؛ إن هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت من القول ، فتفرّق القوم قبل أن أكلمهم ، فعدلنا اليوم إلى مثل ما صنعت بالأمس (١١) ثم أجمعهم إلي ، قال : ثم جمعتهم ثم دعاني بالطعام فقربته لهم ، ففعل كما فعل بالأمس ، فأكلوا حتى ما لهم بشيء من

__________________

(١) المناقب لابن المغازلي ص ٣٠ ط ـ طهران ولفظ السند فيه : أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن العباس الواسطي قال : حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن أسعد قال : حدّثنا القاضي أبو عبد الله المحاملي قال : حدّثنا محمد بن منصور الطبرسي قال : حدّثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال : حدّثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدّثنا محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه ..

(٢) الشعراء : ٢١٤.

(٣) في المصدر : وعرفت.

(٤) في المصدر : ما تؤمر به.

(٥) في المصدر : يزيدون رجلا أو ينقصون.

(٦) في المصدر : حذية. والحذية من اللحم : ما قطع منه طولا.

(٧) في المصدر : خذوا.

(٨) في المصدر : فأكل القوم.

(٩) في المصدر : وما أرى إلا موضع ايديهم.

(١٠) في المصدر : لهدما. كلمة يتعجب بها.

(١١) في المصدر : فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت.

٢٣٩

حاجة ثم قال : اسقهم ، فجئتهم بذلك العس ، فشربوا منه جميعا ، حتى رووا ثم تكلم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثم قال : يا بني عبد المطلب ، إني والله ما أعلم أن شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به ، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه ، فايكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟ قال : فأحجم القوم عنها جميعا ، وقلت : أنا ، وإني لأحدثهم سنا ، وأرمصهم (١) عينا ، وأعظمهم بطنا ، وأحمشهم ساقا (٢) قلت : انا يا نبي الله ، أكون وزيرك عليه [فاعاد القول فامسكوا واعود ما قلت] فأخذ برقبتي ، ثم قال : إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له واطيعوا. فقام القوم يضحكون ، ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع» (٣).

قال ابن أبي الحديد عقيب ذلك : ويدل على أنه وزير رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من نص الكتاب والسنة قول الله تعالى : (وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) (٤) وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ في الخبر المجمع على روايته بين سائر فرق الإسلام ـ أنت مني منزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي. فأثبت له جميع مراتب هارون [ومنازله] من موسى ، فإذا هو وزير رسول الله ، وشاد أزره ولو لا أنه خاتم النبيين لكان شريكا في أمره. ثم قال : وروى أبو جعفر الطبري أيضا في التاريخ : أن رجلا قال لعلي عليه‌السلام : يا أمير المؤمنين بم ورثت ابن عمك دون عمّك فقال علي عليه‌السلام : هاؤم ثلاث مرات حتى اشرأبّ الناس ونشروا آذانهم ثم قال : «جمع رسول الله بني عبد المطلب بمكة وهم رهط كلّهم يأكل الجذعة ويشرب الفرق فصنع مدا من طعام حتى أكلوا وشبعوا وبقي الطعام كما هو كأنه لم يمس ثم دعا بغمر فشربوا ورووا وبقي الشراب كأنه لم يشرب ، ثم قال : يا بني عبد المطلب إني بعثت إليكم خاصة وإلى الناس عامة فأيّكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ووارثي؟ فلم يقم إليه أحد ، فقمت إليه ، وكنت من اصغر القوم فقال : اجلس ، ثم قال ذلك ثلاث مرات ، كل ذلك اقوم إليه فيقول: اجلس ، حتى كان في الثالثة فضرب بيده على يدي ، فبذلك ورثت ابن عمي دون عمي» (٥) انتهى كلام ابن أبي الحديد (٦).

الثامن والعشرون : ابن أبي الحديد في هذا الشرح ، عن ابن عباس ـ رحمه‌الله ـ قال : دخلت

__________________

(١) الرمص في العين كالغمص ، وهو قذى تلفظ به ، وهو كناية عن صغر سنه.

(٢) حمس الساقين : دقيقها.

(٣) تاريخ الطبري : ٢ / ٣١٩ ـ ٣٢١ ط ـ دار المعارف بمصر تفسير الطبري : ١٩ / ٧٤ ـ ٧٥ ط ـ بولاق.

(٤) طه : ٢٩.

(٥) تاريخ الطبري : ٢ / ٣٢ ط ـ دار المعارف بمصر.

(٦) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ٣ / ٣٥٤ ـ ٣٥٥ ط ـ دار الكتب العربية ـ مصر.

٢٤٠