غاية المرام وحجّة الخصام - ج ١

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي

غاية المرام وحجّة الخصام - ج ١

المؤلف:

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي


المحقق: السيد علي عاشور
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٤٧

يأكل معي» ، فقالت عائشة مثل ذلك ، فسكت ، فجاء رجل فدق الباب فخرجت إليه فإذا هو علي بن أبي طالب قالت : فرجعت فقلت : هذا علي بن أبي طالب فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : «مرحبا وأهلا ، لقد تمنّيتك مرتين حتى إذا ابطأت عليّ سألت الله عزوجل أن يأتيني بك ، اجلس فكل» فجلس وأكل معه ، ثم قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : «قاتل الله من قاتلك وعادى الله من عاداك».

فقالت عائشة : ومن يقاتله ويعاديه؟ قال : «أنت ومن معك مرتين» (١).

السابع والخمسون : أبو الحسن بن شاذان ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، ن الحسين بن علي صلوات الله عليهم قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «فاطمة بهجة قلبي ، وابناها ثمرة فؤادي ، وبعلها نور بصري ، والأئمة من ولدها أمناء ربي وحبله الممدود بينه وبين خلقه ، من اعتصم بهم نجا ومن تخلّف عنهم هوى» (٢).

الثامن والخمسون : أبو الحسن بن شاذان ، عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال : نظر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى علي بن أبي طالب فقال : «هذا خير الاولين من أهل السماوات والأرضين ، هذا سيد الصديقين ، هذا سيد الوصيين وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين ، إذا كان يوم القيامة جاء على ناقة من نوق الجنة قد أضاءت من ضيائها على رأسه تاج مرصع بالزبرجد والياقوت ، فتقول الملائكة هذا ملك مقرب ، ويقول النبيون هذا نبي مرسل ، فينادي مناد من بطنان العرش : هذا سيد الصادقين هذا الصديق الأكبر ، هذا وصي حبيب الله ، هذا علي بن أبي طالب. فيقف على متن جهنم فيخرج منها من يحب ، ويدخل فيها من يبغضه ، ويأتي أبواب الجنة فيدخل أولياءه بغير حساب».

التاسع والخمسون : أبو الحسن بن شاذان ، عن سلمان المحمدي قال : دخلت على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وإذا الحسين بن علي على فخذه وهو يقبل عينيه ويلثم فاه ويقول : «أنت سيد ابن سيد أبو سادة ، أنت إمام ابن إمام أبو أئمة ، أنت حجّة ابن حجة أبو حجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم» (٣).

الستون : أبو الحسن بن شاذان ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه قال :

__________________

(١) اليقين : ١٣ و ١٤ ، والبحار : ٣٨ / ٣٥١ مسندا ، وفي آخره : «ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : قاتل الله من قاتلك ، وعادى من عداك مرتين أو ثلاثا».

(٢) ذكره مسندا الخوارزمي في مقتل الحسين : ١ / ٥٩ قال :

وذكر الإمام محمد بن أحمد بن علي بن شاذان ، أخبرني الحسن بن حمزة ، عن علي بن محمد بن قتيبة ، عن الفضل بن شاذان ، عن محمد بن زياد ، عن حميد بن صالح ، عن جعفر بن محمد عليه‌السلام قال : حدثني أبي.

(٣) مر الحديث عن مقتل الحسين عليه‌السلام للخوارزمي : ١ / ١٤٦.

١٦١

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «نزل عليّ جبرائيل صبيحة يوم فرحا مسرورا مستبشرا فقلت : حبيبي ما لي أراك فرحا مستبشرا؟ فقال : يا محمد وكيف لا أكون كذلك ، وقد قرّت عيني بما أكرم الله به أخاك ووصيك وإمام أمتك علي بن أبي طالب! فقلت : وبم أكرم الله أخي؟ وإمام أمتي؟ قال : باهى بعبادته البارحة ملائكته وحملة عرشه ، وقال : ملائكتي انظروا إلى حجتي في أرضي بعد نبيي محمد قد عفر خده في التراب تواضعا لعظمتي ، اشهدكم أنه إمام خلقي ومولى بريتي» (١).

الحادي والستون : أبو الحسن بن شاذان ، عن الرضا عليه‌السلام ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «ستكون بعدي فتنة مظلمة الناجي منها من تمسك بالعروة الوثقى» ، فقيل : يا رسول الله وما العروة الوثقى؟ قال : «ولاية سيد الوصيين» ؛ قيل : يا رسول الله ، ومن سيد الوصيين؟

قال : «أمير المؤمنين» ، قيل : يا رسول الله ومن أمير المؤمنين؟

قال : «مولى المسلمين وإمامهم بعدي» ، قيل : يا رسول الله ومن مولى المسلمين وإمامهم بعدك؟

قال : «أخي علي بن أبي طالب» (٢).

الثاني والستون : أبو الحسن بن شاذان ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه عن آبائه عليهم‌السلام قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : حدثني جبرائيل ، عن رب العزة جل جلاله أنه قال : من علم أن لا إله إلا أنا وحدي ، وأن محمدا عبدي ورسولي ، وأن علي بن أبي طالب خليفتي ، وأن الأئمة من ولده حججي أدخلته الجنة برحمتي ، ونجيته من النار بعفوي ، وأبحت له جواري ، وأوجبت له كرامتي ، وأتممت عليه نعمتي ، وجعلته من خاصتي وخالصتي : إن ناداني لبيته ، وإن دعاني أجبته ، وإن سألني أعطيته ، وإن سكت ابتدأته ، وإن أساء رحمته ، وإن فر مني دعوته ، وإن رجع إليّ قبلته ، وإن قرع بابي فتحته.

ومن لم يشهد أن لا إله إلا أنا وحدي أو شهد بذلك ولم يشهد أن محمدا عبدي ورسولي ، أو شهد بذلك ولم يشهد أن علي بن أبي طالب خليفتي ، أو شهد بذلك ولم يشهد أن الأئمة من ولده حججي فقد جحد نعمتي ، وصغر عظمتي ، وكفر بآياتي وكتبي ورسلي ، إن قصدني حجبته ، وإن سألني حرمته ، وإن ناداني لم أسمع نداءه ، وإن دعاني لم أستجب دعاءه ، وإن رجاني خيبت رجاءه مني. وما أنا بظلّام للعبيد».

__________________

(١) روى الحديث مسندا عن ابن شاذان الخوارزمي في المناقب ص ٢٨٨ ومر هنا.

(٢) البحار : ٣٦ / ٢٠. ومر الحديث.

١٦٢

فقام جابر بن عبد الله الأنصاري فقال : يا رسول الله ومن الأئمة من ولد علي بن أبي طالب؟ فقال : «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، ثم سيد العابدين في زمانه علي بن الحسين ، ثم الباقر محمد بن علي ـ ستدركه يا جابر فإذا أدركته فاقرأه مني السلام ـ ثم الصادق جعفر بن محمد ، ثم الكاظم موسى بن جعفر ، ثم الرضا علي بن موسى ، ثم التقي محمد بن علي ، ثم النقي علي بن محمد ، ثم الزكي الحسن ابن علي ، ثم ابنه القائم بالحق مهدي أمتي الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.

هؤلاء يا جابر خلفائي ، وأوصيائي ، واولادي ، وعترتي ، من أطاعهم فقد أطاعني ومن عصاهم فقد عصاني ، ومن أنكرهم أو أنكر واحدا منهم فقد أنكرني ، بهم يمسك الله السماء أن تقع على الأرض إلا باذنه ، وبهم يحفظ الله الأرض أن تميد (١) بأهلها» (٢).

الثالث والستون : أبو الحسن بن شاذان ، عن جعفر بن محمد الصادق ، عن أبيه ، عن آبائهعليهم‌السلام ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنه كان جالسا في الرحبة والناس حوله مجتمعون فقام إليه رجل فقال : يا أمير المؤمنين إنك بالمكان الذي أنزلك الله تعالى وأبوك معذب في النار؟! فقال له : «مه فض الله فاك ، والذي بعث محمدا بالحق نبيا لو شفع أبي في كل مذنب على وجه الأرض لشفعه الله فيهم فتقول : أبي معذب في النار وابنه قسيم الجنة والنار؟ والذي بعث محمدا بالحق نبيا ، إن نور أبي طالب يوم القيامة ليطفي أنوار الخلائق إلا خمسة أنوار : نور محمد ، ونوري ، ونور فاطمة ونور الحسن ، ونور الحسين ، ونور ولده من الأئمة ، ألا إن نوره من نورنا الذي خلقه الله من قبل خلق آدم بألفي عام».

وروي هذا الحديث من طريق الخاصة الشيخ الطوسي في كتاب مجالسه بالاسناد المتصل إلى المفضل بن عمر ، عن أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام عن أبيه ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام (٣).

الرابع والستون : المالكي في الفصول المهمة قال : روي الإمام أبو القاسم سليمان بن أحمد

__________________

(١) ماد يميد : اي اضطرب وتحرك.

(٢) رواه بهذا اللفظ الشيخ الصدوق في كمال الدين : ١ / ٢٥٨ ، والطبرسي في الاحتجاج : ١ / ٨٧ ـ ٨٩ ط النجف الاشرف ، والمجلسي في البحار : ٣٦ / ٢٥١ ، ٢٥٢.

(٣) رواه الشيخ الطبرسي في الاحتجاج : ١ / ٣٤٠ ، والمجلسي في البحار : ٣٥ / ٦٩.

ورواه الشيخ الطوسي في أماليه : ١ / ٣١١ بسنده قال : أخبرنا الحسين بن عبيد الله قال : أخبرنا أبو محمد ، قال : حدّثنا محمد بن همام ، قال : حدّثنا علي بن الحسين الهمداني قال : حدثني محمد بن خالد البرقي، قال : حدّثنا محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، عن ..

١٦٣

الطبراني بسنده إلى عبد الله بن حكيم الجهني قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إن الله تعالى أوحى إلي في عليّ ثلاثة أشياء ليلة اسري بي : بانه سيد المؤمنين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين» (١).

الخامس والستون : ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة وهو من أعيان علماء العامة على مذهب الاعتزال ـ وقد روى أحاديث كثيرة في الشرح ، في نص رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على علي عليه‌السلام بالإمامة والخلافة والوصية منها :

قال ابن أبي الحديد : وروي ابن ديزيل ، قال : حدّثنا زكريا بن يحيى ، قال : حدّثنا علي بن القاسم ، عن سعيد بن طارق ، عن عثمان بن القاسم ، عن زيد بن ارقم ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «ألا أدلكم على ما إن تسالمتم عليه لم تهلكوا؟ : إن وليكم الله ، وإمامكم علي بن أبي طالب عليه‌السلام فناصحوه ، وصدقوه فإن جبرائيل أخبرني بذلك».

قال ابن أبي الحديد عقيب هذا الحديث : فإن قلت : هذا نص صريح في الإمامة ، فما الذي تصنع المعتزلة بذلك.

قلت : يجوز أن يريد أنه إمامهم في الفتاوى والأحكام الشرعية لا في الخلافة (٢).

أقول : كلام ابن أبي الحديد بعد اعترافه بانه «نص صريح في الإمامة» كيف يقبل التأويل ، وتأويله هذا هو معنى الإمام إذ هو الإمام في الفتاوى والأحكام الشرعية ، وذلك واضح بين.

السادس والستون : ما رواه ابن أبي الحديد قال : وروي عن جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام قال كان علي عليه‌السلام يرى مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قبل الرسالة الضوء ، ويسمع الصوت. وقال له صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لو لا أني خاتم الأنبياء لكنت شريكا في النبوة ، فإن لا تكن نبيا فانك وصي نبي ووارثه ، بل أنت سيد الأوصياء وإمام الاتقياء» (٣).

وهذا الباب كله من طريق العامة المخالفين ، فأعلم ما فيه واعتبر.

__________________

(١) الفصول المهمة : ١٠٧ ط النجف الاشرف.

(٢) شرح ابن أبي الحديد : ١ / ٢٥٥ ط : دار الكتب ، مصر. ورواه الفقيه ابن المغازلي الشافعي في مناقب علي بن أبي طالب ص ٢٤٥ بلفظ : «كنا جلوسا بين يدي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : ألا أدلكم على من إذا استرشدتموه لن تضلوا ولن تهلكوا؟ قالوا : بلى يا رسول الله! قال : هو هذا ـ وأشار الى علي بن أبي طالب عليه‌السلام ـ ثم قال : وآخوه ، وآزروه ، وأصدقوه ، وانصحوه ، فإن جبريل عليه‌السلام أخبرني بما قلت لكم.

(٣) شرح ابن أبي الحديد : ٣ / ٢٥٤ ط : دار الكتب العربية ، مصر.

١٦٤

الباب الثالث عشر

في نص رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على أمير المؤمنين بأنه الإمام بعده وبنيه الاحد عشر

وهم الأئمة الاثنا عشر وخلفاؤه وأوصياؤه صلى‌الله‌عليه‌وآله

من طريق الخاصة الإمامية الاثنا عشرية وفيه ستة وسبعون حديثا.

الأول : أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي في أماليه قال : حدّثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي ، قال : حدّثنا فرات بن إبراهيم الكوفي ، قال : حدّثنا محمد بن علي بن معمر ، قال : حدّثنا أحمد بن علي الرملي قال : حدّثنا محمد بن موسى ، قال : حدّثنا يعقوب ابن إسحاق المروزي ، قال : حدّثنا عمرو بن منصور ، قال : حدّثنا إسماعيل بن أبان ، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبيه عن أبي هارون العبدي ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «علي بن أبي طالب أقدم أمتي سلما ، وأكثرهم علما ، واصحهم دينا ، وأفضلهم يقينا وأعلمهم حلما ، وأسمحهم كفّا ، وأشجعهم قلبا ، وهو الإمام والخليفة بعدي» (١).

الثاني : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن علي رحمه‌الله ، عن عمه محمد بن أبي القاسم ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن محمد بن سنان ، عن زياد بن المنذر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «المخالف على علي بن أبي طالب بعدي كافر ، والمشرك به مشرك والمحب له مؤمن ، والمبغض له منافق ، والمقتفي لأثره لاحق ، والمحارب له مارق ، والراد عليه زاهق ، علي نور الله في بلاده ، وحجته على عباده ، علي سيف الله على أعدائه ، ووارث علم أنبيائه ، عليّ كلمة الله العليا ، وكلمة أعدائه السفلى ، عليّ سيد الأوصياء ووصي سيد الأنبياء ، عليّ أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين ، وإمام المسلمين ، لا يقبل الله الإيمان إلا بولايته وطاعته» (٢).

الثالث : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن محمد ، قال : أخبرنا محمد بن علي بن يحيى قال : حدّثنا أبو بكر بن نافع ، قال : حدّثنا امية بن خالد ، قال : حدّثنا حماد بن سلمة ، قال : حدّثنا علي بن زيد ، عن علي بن الحسين قال : سمعت أبي يحدث عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أنه

__________________

(١) أمالي الصدوق ص ٧ ط النجف.

(٢) أمالي الصدوق ص ١٠ ط النجف.

١٦٥

قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «يا علي والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنك لأفضل الخليقة بعدي. يا علي أنت وصيي وإمام أمتي ، من أطاعك أطاعني ، ومن عصاك عصاني» (١).

الرابع : ابن بابويه قال : حدّثنا أبي رحمه‌الله قال : حدّثنا سعد بن عبد الله عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي ، عن الحسين بن علوان ، عن عمرو بن ثابت ، عن أبيه ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام ذات يوم على منبر الكوفة : «أنا سيد الوصيين ، ووصيي سيد النبيين ، أنا إمام المسلمين ، وقائد المتقين ، وولي المؤمنين ، وزوج سيدة نساء العالمين ، أنا المتختم باليمين ، والمعفر للجبين ، أنا الذي هاجرت الهجرتين ، وبايعت البيعتين ، أنا صاحب بدر وحنين ، أنا الضارب بالسيفين ، والحامل على فرسين ، أنا وارث علم الأولين ، وحجّة الله على العالمين بعد الأنبياء ومحمد بن عبد الله خاتم النبيين.

أهل مودتي (٢) مرحومون ، وأهل عداوتي ملعونون ، ولقد كان حبيبي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كثيرا ما يقول لي : يا علي حبّك تقوى وايمان ، وبغضك كفر ونفاق وأنا بيت الحكمة وأنت مفتاحه ، كذب من زعم أنه يحبني ويبغضك» (٣).

الخامس : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن علي ما جيلويه رحمه‌الله قال : حدّثنا محمد بن أبي القاسم(٤) عن محمد بن علي الكوفي ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر عن جابر بن يزيد ، عن سعيد بن المسيب ، عن عبد الرّحمن بن سمرة قال : قلت : يا رسول الله أرشدني إلى النجاة. فقال لي : «يا بن سمرة إذا اختلفت الأهواء ، وتفرقت الآراء فعليك بعلي بن أبي طالب فإنه إمام أمتي وخليفتي عليهم من بعدي وهو الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل. من سأله أجابه ، ومن استرشده أرشده ومن طلب الحق من عنده وجده ، ومن التمس الهدى لديه صادقه ، ومن لجأ إليه أمنه ، ومن استمسك به نجاه ، ومن اقتدى به هداه ، يا ابن سمرة (٥) إن عليا مني روحه من روحي وطينته من طينتي ، وهو أخي وأنا أخوه ، وهو زوج ابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين من الاولين والآخرين ، وإن منه إمامي أمتي ، وسيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين تاسعهم قائم أمتي ، يملأ الأرض قسطا وعدلا ، كما ملئت جورا وظلما» (٦).

__________________

(١) أمالي الصدوق ص ١١ ط النجف.

(٢) في المصدر : أهل موالاتي.

(٣) أمالي الصدوق ص ٢٢ ـ ٢٣.

(٤) في المصدر : عمي محمد بن أبي القاسم.

(٥) في المصدر : يا ابن سمرة سلم من سلم له ووالاه ، وهلك من رد عليه وعاداه ، يا ابن سمرة ان عليا.

(٦) أمالي الصدوق ص ٢٣.

١٦٦

السادس : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن علي رحمه‌الله قال : حدّثنا عمي محمد بن أبي القاسم ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر عن ثابت بن أبي صفية ، عن سعيد بن خيثم (١) ، عن عبد الله بن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «معاشر الناس من أحسن من الله قيلا وأصدق حديثا (٢) معاشر الناس إن ربكم جل جلاله أمرني أن اقيم لكم عليّا علما وإماما ، وخليفة ، ووصيّا ، وأن أتخذه أخا ، ووزيرا ، معاشر الناس إن عليّا باب الهدى بعدي ، والداعي إلى ربي (٣) ، وهو صالح المؤمنين «(وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صالِحاً وَقالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (٤).

معاشر الناس : إن عليا مني ، ولده ولدي ، وهو زوج حبيبتي ، أمره أمري ونهيه نهيي. معاشر الناس (٥) ان عليا صديق هذه الأمة وفاروقها ، ومحدثها ، إنه هارونها ، ويوشعها ، وآصفها ، وشمعونها ، إنه باب حطتها ، وسفينة نجاتها ، إنه طالوتها ، وذوقرنيها

معاشر الناس : إنه محنة الورى ، والحجة العظمى ، والآية الكبرى ، وإمام الهدى ، والعروة الوثقى. معاشر الناس (٦) إن عليا قسيم النار لا يدخل النار وليّ له ، ولا ينجو منها عدوّ له. إنه قسيم الجنة لا يدخلها عدوّ له ، ولا يتزحزح منها وليّ له. معاشر أصحابي قد نصحت لكم ، وأبلغتكم رسالة ربي ولكن لا تحبون الناصحين. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم» (٧).

السابع : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، وسعد بن عبد الله بن عمران بن موسى ، عن الحسن بن علي بن النعمان ، عن محمد بن فضيل ، عن غزوان الضبي قال : أخبرني عبد الرّحمن بن إسحاق ، عن النعمان بن سعد (٨) عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : «أنا حجة الله ، وأنا خليفة الله ، وأنا صراط الله ، وأنا باب الله ، وأنا خازن علم الله ، وأنا المؤتمن على سرّ الله ، وأنا إمام البرية بعد خير الخليقة محمد نبي الرحمة» (٩).

الثامن : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رحمه‌الله قال : أخبرنا محمد بن أحمد

__________________

(١) في المصدر : سعيد بن جبير.

(٢) في المصدر : وأصدق من الله حديثا.

(٣) في المصدر : والداعي الى ربه.

(٤) فصلت : ٣٣.

(٥) في المصدر : معاشر الناس عليكم بطاعته واجتناب معصيته ، فإن طاعته طاعتي ، ومعصيته معصيتي. معاشر الناس ان عليا ..

(٦) في المصدر : معاشر الناس ان عليا مع الحق والحق معه وعلى لسانه. معاشر الناس ان عليا قسيم النار.

(٧) أمالي الصدوق ص ٢٧ ـ ٢٨.

(٨) في المصدر : سعيد.

(٩) أمالي الصدوق ص ٣١.

١٦٧

الهمداني (١) قال : حدّثنا محمد بن صالح (٢) عن حكيم بن عبد الرّحمن قال : حدثني مقاتل بن سليمان ، عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي (٣) : «أنت مني بمنزلة هبة الله من آدم ، وبمنزلة سام من نوح ، وبمنزلة إسحاق من إبراهيم ، وبمنزلة هارون من موسى ، وبمنزلة شمعون من عيسى إلا أنه لا نبي بعدي. يا علي أنت وصيي وخليفتي فمن جحد وصيتك وخلافتك فليس مني ولست منه ، وأنا خصمه يوم القيامة. يا علي أنت أفضل أمتي فضلا ، وأقدمهم سلما ، وأكثرهم علما ، وأوفرهم حلما ، وأشجعهم قلبا ، وأسخاهم كفّا. يا علي أنت الإمام بعدي والأمير والوزير (٤) ومالك في أمتي من نظير. يا علي أنت قسيم الجنة والنار بمحبتك يعرف الابرار من الفجّار ، ويميز بين الأخيار والأشرار ، وبين المؤمنين والكفار» (٥).

التاسع : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي قال : حدثني أبو عبد الله محمد ابن أحمد بن ثابت (٦) ، عن عطاء بن السائب ، عن أبي يحيى ، عن ابن عباس قال : صعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله المنبر فخطب واجتمع الناس إليه فقال : «يا معاشر المؤمنين إن الله أوحى إلي أني مقبوض وأن ابن عمي عليّا مقتول ، واني أيها الناس اخبركم خبرا إن عملتم به سلمتم ، وإن تركتموه هلكتم ، إن ابن عمي عليا هو أخي وهو وزيري ، وهو خليفتي ، وهو المبلغ عني ، وهو إمام المتقين وقائد الغر المحجلين. إن استرشدتموه أرشدكم ، وإن اتبعتموه نجوتم ، وإن خالفتموه ضللتم ، وإن أطعتموه فالله أطعتم ، وإن عصيتموه فالله عصيتم ، وإن بايعتموه فالله بايعتم ، وإن نكثتم بيعته فبيعة الله نكثتم. إن الله عزوجل أنزل عليّ القرآن وهو الذي من خالفه ضل ، ومن ابتغى علمه عند غير عليّ فقد هلك. أيها الناس اسمعوا قولي واعرفوا حق نصيحتي ، ولا تخلفوني في أهل بيتي إلّا بالذي أمرتم به. من حفظهم فإنهم حامتي وقرابتي واخوتي واولادي ، وإنكم مجموعون ومساءلون عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، إنهم أهل بيتي فمن آذاهم آذاني ، ومن ظلمهم ظلمني ، ومن أذلهم أذلني ، ومن أعزهم أعزني ، ومن أكرمهم أكرمني ، ومن نصرهم

__________________

(١) في المصدر : أحمد بن محمد الهمداني.

(٢) في المصدر : أحمد بن صالح.

(٣) في المصدر : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام يا علي.

(٤) في المصدر : أنت الإمام بعدي والامير ، وأنت الصاحب بعدي والوزير.

(٥) أمالي الصدوق ص ٤١.

(٦) في المصدر : ثابت كنانة قال : حدّثنا محمد بن الحسن بن العباس أبو جعفر الخزاعي ، قال : حدّثنا حسن بن الحسين العرني قال : حدّثنا عمرو بن ثابت عن عطاء بن السائب.

١٦٨

نصرني ، ومن خذلهم خذلني ، ومن طلب الهدي في غيرهم فقد كذبني. أيها الناس اتقوا الله وانظروا ما أنتم قائلون إذا لقيتموه فاني خصم لمن آذاهم ، ومن كنت خصمه خصمته. أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم» (١).

العاشر : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن إبراهيم قال : حدّثنا أحمد بن محمد الهمداني قال :

حدّثنا علي بن الحسن بن فضال عن أبيه ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه الباقر محمد بن علي ، عن أبيه زين العابدين علي ابن الحسين ، عن أبيه سيد الشهداء الحسين بن علي ، عن أبيه سيد الوصيين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم‌السلام قال : «إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خطبنا ذات يوم فقال : أيها الناس إنه قد أقبل إليكم شهر الله ـ ثم ساق الحديث في فضل شهر رمضان إلى أن قال ـ : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : فقمت فقلت : يا رسول الله ما أفضل الأعمال في هذا الشهر؟ فقال : يا أبا الحسن أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله ، ثم بكى ، فقلت : يا رسول الله ما يبكيك؟ فقال : يا علي أبكي لما يستحل منك في هذا الشهر ، كأني بك وأنت تصلي وقد انبعث أشقى الأوّلين والآخرين شقيق عاقر ناقة ثمود فضربك ضربة على فرقك فخضب بها لحيتك (٢). قال أمير المؤمنين عليه‌السلام فقلت : يا رسول الله وذلك في سلامة من ديني فقال : في سلامة من دينك ثم قال : يا علي من قتلك فقد قتلني ، ومن أبغضك فقد أبغضني ، ومن سبّك فقد سبني ، لأنك مني كنفسي ، روحك من روحي ، وطينتك من طينتي ، إن الله تبارك وتعالى خلقني وإياك ، واصطفاني وإياك ، فاختارني للنبوة واختارك للامامة ، فمن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوتي. يا علي أنت وصيي ، وأبو ولدي ، وزوج ابنتي ، وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد موتي. امرك امري ، ونهيك نهيي ، اقسم بالذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية إنك لحجة الله على خلقه وأمينه على سره ، وخليفته على عباده» (٣).

الحادي عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا علي بن أحمد بن موسى الدقاق رحمه‌الله قال : حدّثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال : حدّثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(١) أمالي الصدوق ص ٥٨ ـ ٥٩.

(٢) في المصدر : يضربك على قرنك فتخضب منها لحيتك.

(٣) أمالي الصدوق ص ٨٢ ـ ٨٤.

١٦٩

كان جالسا ذات يوم إذ أقبل الحسن عليه‌السلام فلما رآه بكى ، ثم قال : «إليّ إليّ» يا بني ، فما زال يدنيه حتى أجلسه على فخذه اليمنى. ثم أقبل الحسين عليه‌السلام فلما رآه بكى ، ثم قال : «إليّ إليّ يا بنيّ» فما زال بنية» فاجلسها بين يديه ، ثم أقبل أمير المؤمنين عليه‌السلام فلما رآه بكى وقال : «إليّ إليّ يا أخي» فما زال يدنيه حتى أجلسه على فخذه اليسرى. ثم أقبلت فاطمة عليها‌السلام فلما رآها بكى ، ثم قال : «إليّ إليّ يا بنية» فاجلسها بين يديه ، ثم أقبل أمير المؤمنين عليه‌السلام فلما رآه بكى وقال : «إليّ إليّ يا أخي» فما زال يدنيه حتى أجلسه إلى جنبه الأيمن. فقال له أصحابه : يا رسول الله ما ترى واحدا من هؤلاء إلا بكيت أو ما فيهم من تسر برؤيته؟ فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية إني وإياهم لأكرم الخلق على الله عزوجل ، وما على وجه الأرض نسمة أحبّ إليّ منهم.

أما علي بن أبي طالب فإنه أخي ، وشقيقي ، وصاحب الأمر بعدي ، وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة ، وصاحب شفاعتي وحوضي ، وهو مولى كل مسلم ، وإمام كلّ مؤمن ، وقائد كل تقي ، وهو وصيي ، وخليفتي على أهلي وأمتي في حياتي وبعد موتي. محبه محبي ومبغضه مبغضي ، وبولايته صارت أمتي مرحومة ، وبعداوته صارت المخالفة له منها ملعونة ، وإني بكيت حين أقبل لأني ذكرت غدر الأمة به بعدي ، حتى أنه ليزال عن مقعدي ، وقد جعله الله له بعدي ، ثم لا يزال الأمر به حتى يضرب قرنه ضربة تخضب منها لحيته في أفضل الشهور (شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ) (١).

وأما ابنتي فاطمة فإنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين ، وهي بضعة مني ، وهي نور عيني ، وهي ثمرة فؤادي ، وهي روحي التي بين جنبي ، وهي الحوراء الانسية ، متى قامت في محرابها بين يدي ربها جل جلاله زهر نورها لملائكة السماء كما تزهر نور الكواكب لأهل الأرض ، ويقول الله عزوجل لملائكته : يا ملائكتي انظروا إلى أمتي فاطمة سيدة نساء إمائي قائمة بين يدي ترتعد فرائصها من خيفتي وقد أقبلت على عبادتي (٢) اشهدكم أني قد أمنت شيعتها من النار ، وإني لما رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي كأني بها وقد دخل الذل بيتها ، وانتهكت حرمتها ، وغصب حقها ، ومنعت ارثها وكسر جنبها وأسقطت جنينها وهي تنادي يا محمداه فلا تجاب ، وتستغيث فلا تغاث ، فلا تزال بعدي محزونة مكروبة باكية فتذكر انقطاع الوحي عن بيتها مرة وتتذكر فراقي أخرى ، وتستوحش إذا جنّها الليل لفقد صوتي الذي كانت تسمعه إذا تهجدت بالقرآن ، ثم ترى نفسها ذليلة بعد أن كانت في أيام أبيها عزيزة ، فعند ذلك يؤنسها الله تعالى ذكره بالملائكة فينادونها بما نادت به مريم بنت عمران فتقول : يا فاطمة (إِنَّ اللهَ اصْطَفاكِ وَطَهَّرَكِ

__________________

(١) البقرة : ١٨٥.

(٢) في المصدر : وقد أقبلت بقلبها على عبادتي.

١٧٠

وَاصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ) (١) يا فاطمة (اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ) (٢) ثم يبتدي بها الوجع فتمرض فيبعث الله عزوجل لها مريم بنت عمران تمرضها ، وتؤنسها في علتها ، فتقول عند ذلك : يا رب إني قد سئمت الحياة ، وتبرّمت بأهل الدنيا فالحقني بأبي ، فيلحقها الله عزوجل بي فتكون أول من يلحقني من أهل بيتي ، فتقدم عليّ محزونة مكروبة ، مهمومة ، مغصوبة ، مقتولة ، فاقول عند ذلك : اللهم العن من ظلمها ، وعاقب من غصبها ، وأذل من اذلها ، وخلّد في النار من ضرب جنبها ، حتى القت ولدها فتقول الملائكة عند ذلك آمين.

وأما الحسن فإنه ابني وولدي ، ومني ، وقرّة عيني ، وضياء قلبي ، وثمرة فؤادي ، وهو سيّد شباب أهل الجنة ، وحجة الله على الأمة ، أمره أمري ، وقوله قولي ، من تبعه فإنه مني ، ومن عصاه فليس مني ، وإني لمّا نظرت إليه تذكرت ما يجري عليه من الذل بعدي فلا يزال الأمر به حتى يقتل بالسم مظلوما (٣) فعند ذلك تبكي الملائكة والسبع الشداد لموته ، ويبكيه كلّ شيء حتى الطير في جو السماء والحيتان في جوف الماء ، فمن بكاه لم تعم عينه يوم تعمي العيون ، ومن حزن عليه لم يحزن قلبه يوم تحزن فيه القلوب ، ومن زاره في بقيعه ثبتت قدمه على الصراط يوم تزل فيه الأقدام.

وأمّا الحسين فإنّه منّي ، وهو ولدي وابني ، وخير الخلق بعد أخيه ، وهو إمام المسلمين ، ومولى المؤمنين ، وخليفة رب العالمين ، وغياث المستغيثين ، وكهف المستجيرين وحجة الله على خلقه أجمعين ، وهو سيّد شباب أهل الجنة ، وباب نجاة الأمة ، أمره أمري وطاعته طاعتي ، من تبعه فإنه مني ومن عصاه فليس مني ، وإني لما رأيته تذكرت ما يصنع به بعدي ، كأني به وقد استجار بحرمي وقبري (٤) فلا يجار ، فاضمه في منامه إلى صدري ، وآمره بالرحلة عن دار هجرتي ، وابشره بالشهادة ، فيرتحل عنها إلى أرض مقتله ، وموضع مصرعه ، أرض كرب وبلاء ، وقتل وفناء ، تنصره عصابة من المسلمين ، أولئك سادة شهداء أمتي يوم القيامة ، كأني أنظر إليه وقد رمي بسهم فخر عن فرسه صريعا ، ثم يذبح كما يذبح الكبش مظلوما» ، ثم بكى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبكى من حوله ، وارتفعت الأصوات بالضجيج ، ثم قالصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يقول : «اللهم إني اشكو إليك ما يلقي أهل بيتي بعدي» ، ثم دخل منزله (٥).

__________________

(١) آل عمران : ٤٢ ـ ٤٣.

(٢) آل عمران : ٤٢ ـ ٤٣.

(٣) في المصدر : يقتل بالسم ظلما وعدوانا.

(٤) في المصدر : وقربي.

(٥) أمالي الصدوق ص ٩٩ ـ ١٠٢.

١٧١

الثاني عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال : حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال : حدّثنا محمد بن ظهير قال : حدّثنا عبد الله بن الفضل الهاشمي ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي ، وهو اليوم الذي أمرني الله تعالى ذكره فيه بنصب أخي علي بن أبي طالب علما لامتي يهتدون به من بعدي ، وهو اليوم الذي أكمل فيه الدين ، واتم على أمتي فيه النعمة ، ورضي لهم الإسلام دينا». ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «معاشر الناس إن عليا مني وأنا من علي ، خلق من طينتي (١) وهو إمام الخلق بعدي يبين لهم ما اختلفوا فيه من سنتي ، وهو أمير المؤمنين ، وقائد الغر المحجلين ، ويعسوب المؤمنين ، وخير الوصيين ، وزوج سيدة نساء العالمين ، وأبو الأئمة المهديين ، معاشر الناس من أحب عليا أحببته ، ومن أبغض عليا أبغضته ، ومن وصل عليا وصلته ، ومن قطع عليا قطعته ، ومن جفا عليا جفوته ، ومن والى عليا واليته ، ومن عادى عليا عاديته. معاشر الناس : أنا مدينة الحكمة وعلي بن أبي طالب بابها ولن تؤتى المدينة إلا من قبل الباب ، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغض عليا. معاشر الناس : والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية ما نصبت عليا علما لامتي في الأرض حتى نوه الله باسمه في سماواته ، وأوجب ولايته على جميع ملائكته» (٢).

الثالث عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور قال : حدّثنا الحسين بن محمد ابن عامر عن عمه عبد الله بن عامر ، عن ابن أبي عمير ، عن حمزة بن حمران ، عن أبيه ، عن أبي حمزة ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أنّه جاء إليه رجل فقال له : يا أبا الحسن إنك تدعى أمير المؤمنين فمن أمرك عليهم قال : «الله جل جلاله أمرني عليهم» ، فجاء الرجل إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا رسول الله أيصدق عليّ فيما يقول إن الله أمره على خلقه؟ فغضب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : «إنّ عليّا أمير المؤمنين ، بولاية من الله عزوجل عقدها له فوق عرشه ، وأشهد على ذلك ملائكته ، إن عليا خليفة الله ، وحجة الله ، وإنه لامام المسلمين ، طاعته مقرونة بطاعة الله ، ومعصيته مقرونة بمعصية الله ، فمن جهله فقد جهلني ، ومن عرفه فقد عرفني ومن أنكر إمامته فقد أنكر نبوتي ، ومن جحد إمرته فقد جحد رسالتي ، ومن دفع فضله فقد تنقصني ، ومن قاتله فقد قاتلني ، ومن سبه فقد سبني ، لأنه مني ، خلق من طينتي ، وهو زوج فاطمة ابنتي ، وأبو

__________________

(١) في المصدر : علي خلق من طينتي.

(٢) أمالي الصدوق : ص ١١١.

١٧٢

ولدي الحسن والحسين» ، ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، وتسعة من ولد الحسين حجج الله على خلقه. أعداؤنا أعداء الله وأولياؤنا أولياء الله» (١).

الرابع عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن محمد الصائغ العدل (٢) قال : حدّثنا عيسى بن محمد العلوي قال : حدّثنا أحمد بن سليمان (٣) الكوفي قال : حدّثنا الحسين (٤) بن عبد الواحد قال :

حدّثنا حرب بن الحسن (٥) قال : حدّثنا أحمد بن إسماعيل بن صدقة ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (٦) لما نزلت هذه الآية : (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) (٧) قام رجلان (٨) من مجلسهما فقالا : يا رسول الله هو التوراة؟

قال : «لا» ، قالا : فهو الإنجيل؟

قال : «لا» ، قال : فاقبل أمير المؤمنين عليه‌السلام (٩) فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «هو هذا ، إنه الإمام الذي أحصى الله تبارك وتعالى فيه علم كلّ شيء» (١٠).

الخامس عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا الحسين بن علي بن شعيب الجوهري قال : حدّثنا أحمد ابن يحيى بن زكريا القطّان قال : حدّثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال : حدّثنا الفضل بن صقر العبدي قال : حدّثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن الصادق جعفر بن محمد عليه‌السلام ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : «خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعليه خميصة (١١) قد اشتمل بها» ، فقيل : يا رسول الله من كساك هذه الخميصة فقال : «قد كساني حبيبي ، وصفيي ، وخاصتي ، وخالصتي ، والمؤدي عني ، ووصيي ، ووارثي وأخي ، وأوّل المؤمنين إسلاما ، وأخلصهم ايمانا ، وأسمح الناس كفّا ، سيّد الناس بعدي ، قائد الغر المحجلين ، إمام أهل الأرض علي بن أبي طالب». فلم يزل يبكي حتى ابتل الحصى من دموعه شوقا إليه(١٢).

__________________

(١) أمالي الصدوق : ص ١١٦.

(٢) في معاني الاخبار : أحمد بن محمد بن الصقر الصائغ.

(٣) في المصدر : أحمد بن سلام.

(٤) في المصدر : الحسن.

(٥) في المصدر : الحارث بن الحسن.

(٦) في المصدر : محمد بن علي الباقر ، عن أبيه ، عن جده عليهم‌السلام قال : ....

(٧) يس : ١٢.

(٨) في المصدر : قام أبو بكر وعمر.

(٩) في المصدر : فهو الإنجيل؟ قال : لا ، قالا : فهو القرآن؟ قال : لا. قال : فأقبل أمير المؤمنين علي.

(١٠) معاني الاخبار ص ٩٥.

(١١) الخميصة : ثوب اسود مربع.

(١٢) أمالي الصدوق ص ١٦٢.

١٧٣

السادس عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن محمد الصائغ العدل قال : حدّثنا عيسى بن محمد العلوي قال : حدّثنا أبو عوانة قال : حدّثنا محمد بن سليمان بن بزيع الخزاز قال : حدّثنا إسماعيل بن أبان ، عن سلام بن أبي عمرة الخراساني ، عن معروف بن خربوذ المكي ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا حذيفة إن حجة الله عليكم (١) بعدي علي بن أبي طالب ، الكفر به كفر بالله ، والشرك به شرك بالله ، والشك فيه شك في الله ، والالحاد فيه الحاد في الله ، والانكار له انكار لله ، والإيمان به إيمان بالله ، لأنه أخو رسول الله ، ووصيّه ، وإمام امته ، ومولاهم ، وهو حبل الله المتين ، وعروته الوثقى التي لا انفصام لها ، وسيهلك فيه اثنان ولا ذنب له : محب غال ، ومقصّر.

يا حذيفة لا تفارقن عليا فتفارقني ، ولا تخالفن عليا فتخالفني ، إن عليا مني وأنا منه ، من أسخطه فقد أسخطني ، ومن أرضاه فقد أرضاني» (٢).

السابع عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا علي بن أحمد بن عبد الله (٣) البرقي ، عن أبيه ، عن جده أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه محمد بن خالد ، عن غياث بن إبراهيم ، عن ثابت بن دينار عن سعيد ابن طريف ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي بن أبي طالب : «يا علي أنا مدينة الحكمة وأنت بابها ولن تؤتى المدينة إلا من قبل الباب ، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغضك لأنك مني وأنا منك لحمك من لحمي ، ودمك من دمي ، وروحك من روحي ، وسريرتك من سريرتي وعلانيتك علانيتي ، وأنت إمام أمتي ، وخليفتي عليها بعدي ، سعد من أطاعك وشقي من عصاك ، وربح من تولاك ، وخسر من عاداك ، وفاز من لزمك ، وهلك من فارقك. مثلك ومثل الأئمة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح من ركبها نجى ، ومن تخلّف عنها غرق ، ومثلكم كمثل النجوم كلّما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة» (٤).

الثامن عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا أبي رحمه‌الله قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا سلمة بن الخطاب قال : حدّثنا أبو طاهر محمد بن تسنيم الوراق ، عن عبد الرّحمن ابن كثير ، عن أبيه ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم لأصحابه :

__________________

(١) في نسخة : عليك.

(٢) أمالي الصدوق ص ١٧٤ ـ ١٧٥.

(٣) في المصدر : أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله.

(٤) أمالي الصدوق ص ٢٣٨ ـ ٢٣٩.

١٧٤

«معاشر أصحابي إن الله جل جلاله يأمركم بولاية علي بن أبي طالب والاقتداء به فهو وليكم وإمامكم من بعدي ، لا تخالفوه فتكفروا ولا تفارقوه فتضلّوا. إن الله جل جلاله جعل عليّا علما بين الإيمان والنفاق، فمن أحبّه كان مؤمنا ، ومن أبغضه كان منافقا ، إن الله جل جلاله جعل عليّا وصيي ، ومنار الهدى بعدي ، فهو موضع سري وعيبة علمي ، وخليفتي في أهلي ، إلى الله اشكو ظالميه من أمتي» (١).

التاسع عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا علي بن أحمد بن موسى قال : حدّثنا محمد بن جعفر أبو الحسين الأسدي قال : حدّثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال : حدّثنا جعفر بن أحمد بن محمد التميمي، عن أبيه قال : حدّثنا عبد الملك بن عمير الشيباني ، عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا سيد الأنبياء والمرسلين ، وأفضل من الملائكة المقربين ، وأوصيائي سادة أوصياء النبيين والمرسلين ، وذريتي أفضل ذريات النبيين والمرسلين ، وأصحابي الذين سلكوا منهاجي أفضل أصحاب النبيين والمرسلين ، وابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين ، والطاهرات من أزواجي أمهات المؤمنين ، وأمتي خير أمة أخرجت للناس ، وإني أكثر النبيين تبعا يوم القيامة ولي حوض عرضه ما بين بصرى وصنعاء فيه أباريق عدد نجوم السماء ، وخليفتي على الحوض يومئذ خليفتي في الدنيا» ، فقيل : ومن ذاك يا رسول الله؟ قال : «إمام المسلمين وأمير المؤمنين ، ومولاهم بعدي علي بن أبي طالب يسقي منه أولياءه ، ويذود عنه أعداءه كما يذود أحدكم الغريبة من الابل عن الماء» ، ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «من أحبّ عليا وأطاعه في دار الدنيا ورد على حوضي غدا وكان معي في درجتي في الجنّة ، ومن أبغض عليا في دار الدنيا وعصاه لم أره ولم يرني يوم القيامة ، واختلج دوني ، واخذ به ذات الشمال إلى النار» (٢).

العشرون : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن أحمد السناني قال : حدّثنا محمد بن أبي عبد الله الأسدي الكوفي قال : حدّثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد ، عن علي بن سالم ، عن أبيه ، عن سعد بن طريف ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي : «يا علي أنت إمام المسلمين ، وأمير المؤمنين ، وقائد الغر المحجلين ، وحجة الله بعدي على الخلق أجمعين، وسيد الوصيين ، ووصي سيد النبيين.

يا علي إنه لمّا عرج بي إلى السماء السابعة ، ومنها إلى سدرة المنتهى ، ومنها إلى حجب النور ،

__________________

(١) أمالي الصدوق ص ٢٥٢ ـ ٢٥٣.

(٢) أمالي الصدوق ص ٢٦٤ ـ ٢٦٥.

١٧٥

واكرمني ربي جل جلاله بمناجاته قال لي : يا محمد ، قلت : لبيك ربي وسعديك تباركت وتعاليت ، قال : إن عليا إمام أوليائي ، ونور لمن اطاعني ، وهو الكلمة التي الزمتها المتقين. من أطاعه أطاعني ، ومن عصاه عصاني فبشره بذلك» ، فقال علي : «يا رسول الله بلغ من قدري حتى أني اذكر هناك؟» فقال : «نعم يا علي ، فاشكر ربك» ، فخر عليّ ساجدا شكرا لله على ما أنعم به عليه ، فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «ارفع رأسك يا علي فإن الله قد باهى بك ملائكته» (١).

الحادي والعشرون : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطان ، قال : حدّثنا عبد الرّحمن ابن أبي حاتم ، قال : حدثني هارون بن إسحاق الهمداني ، قال : حدثني عبدة بن سليمان قال : حدّثنا كامل بن العلاء ، قال : حدّثنا حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عن عبد الله بن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي بن أبي طالب : «يا علي أنت صاحب حوضي ، وصاحب لوائي ، ومنجز عداتي ، وحبيب قلبي ، ووارث علمي ، وأنت مستودع مواريث الأنبياء ، وأنت أمين الله في أرضه ، وأنت حجة الله على بريته ، وأنت ركن الإيمان ، وأنت مصباح الدجى ، وأنت منار الهدى ، وأنت العلم المرفوع لأهل الدنيا ، من تبعك نجى ، ومن تخلّف عنك هلك ، وأنت الطريق الواضح ، وأنت الصراط المستقيم ، وأنت قائد الغر المحجلين ، وأنت يعسوب المؤمنين وأنت مولى من أنا مولاه ، وأنا مولى كلّ مؤمن ومؤمنة ، لا يحبك إلا طاهر الولادة ولا يبغضك إلا خبيث الولادة ، وما عرج بي ربي عزوجل إلى السماء قط وكلّمني ربي إلا قال : يا محمد اقرأ عليّا مني السلام ، وعرّفه أنه إمام أوليائي ، ونور أهل طاعتي. فهنيئا لك هذه الكرامة يا علي» (٢).

الثاني والعشرون : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن أحمد السناني قال : حدّثنا محمد بن جعفر الكوفي الأسدي قال : حدّثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال : حدّثنا عبد الله بن أحمد قال : حدّثنا القاسم بن سليمان ، عن ثابت بن أبي صفية ، عن سعيد ابن علاقة ، عن أبي سعيد عقيصا ، عن سيد الشهداء الحسين بن علي بن أبي طالب ، عن سيد الأوصياء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا علي أنت أخي وأنا أخوك ، أنا المصطفى للنبوّة وأنت المجتبى للامامة ، أنا صاحب التنزيل وأنت صاحب التأويل ، وأنا وأنت أبوا هذه الأمة.

يا علي أنت وصيي وخليفتي ، ووزيري ، ووارثي ، وأبو ولدي ، شيعتك شيعتي ، وأنصارك أنصاري ، وأولياؤك أوليائي ، وأعداؤك أعدائي.

__________________

(١) أمالي الصدوق ص ٢٦٦ ـ ٢٦٧.

(٢) أمالي الصدوق ص ٢٧٢.

١٧٦

يا علي أنت صاحبي على الحوض غدا ، وأنت صاحبي في المقام المحمود ، وأنت صاحب لوائي في الآخرة ، كما أنت صاحب لوائي في الدنيا ، لقد سعد من تولاك وشقي من عاداك ، وان الملائكة لتتقرب إلى الله تقدس ذكره بمحبتك وولايتك ، وإن أهل مودتك في السماء أكثر منهم في الأرض.

يا علي أنت أمير أمتي ، وحجة الله عليها بعدي ، قولك قولي ، وأمرك أمري ونهيك نهيي ، ومعصيتك معصيتي ، وطاعتك طاعتي ، وزجرك زجري. حزبك حزبي وحزبي حزب الله (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ) (١)».

الثالث والعشرون : ابن بابويه قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور قال : حدّثنا الحسين بن محمد بن عامر ، عن عمه عبد الله بن عامر قال : حدّثنا أبو أحمد محمد بن زياد الازدي ، عن أبان بن عثمان الأحمر ، عن أبان بن تغلب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي بن أبي طالب ذات يوم ـ وهو في مسجد قبا والأنصار مجتمعون ـ : «يا علي أنت أخي وأنا أخوك ، يا علي أنت وصيي وخليفتي وإمام أمتي بعدي والى الله من والاك ، وعادى الله من عاداك ، وأبغض الله من أبغضك ، ونصر الله من نصرك ، وخذل الله من خذلك.

يا علي أنت زوج ابنتي وأبو ولدي ، يا علي إنه لمّا عرج بي إلى السماء عهد إلي ربي فيك ثلاث كلمات فقال : يا محمد! قلت : لبيك ربي وسعديك تباركت وتعاليت فقال : إن عليا إمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين ، ويعسوب المسلمين» (٢).

الرابع والعشرون : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن هارون الفامي قال : حدّثنا محمد بن عبد الله بن جعفر بن جامع الحميري ، عن أيوب بن نوح ، عن ابن أبي عمير (٣) عن أبان الأحمر عن سعد الكناني ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن عبد الله بن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا علي أنت خليفتي على أمتي في حياتي وبعد موتي ، وأنت مني كشيث بن آدم ، وكسام من نوح ، وكإسماعيل من إبراهيم ، وكيوشع من موسى ، وكشمعون من عيسى.

يا علي أنت وصيي ووارثي ، وغاسل جثتي ، وأنت الذي تواريني في حفرتي وتؤدي ديني ،

__________________

(١) المائدة : ٥٦ ، والحديث أخرجه الصدوق في أماليه ص ٢٩٥ ـ ٢٩٦.

(٢) في المصدر : ويعسوب المؤمنين. والحديث ذكره الصدوق في أماليه ص ٣١٤ ـ ٣١٥.

(٣) في المصدر : محمد بن أبي عسير.

١٧٧

وتنجز عداتي.

يا علي أنت أمير المؤمنين ، وإمام المسلمين ، وقائد الغر المحجلين ، ويعسوب المتقين.

يا علي أنت زوج سيّدة النساء فاطمة ابنتي ، وأبو سبطي الحسن والحسين.

يا علي إن الله تبارك وتعالى جعل ذرية كل نبي من صلبه وجعل ذريتي من صلبك.

يا علي من أحبك ووالاك أحببته وواليته ، ومن أبغضك وعاداك أبغضته وعاديته لانك مني وأنا منك.

يا علي إن الله طهرنا واصطفانا ، ولم يلتق لنا أبوان على سفاح قط من لدن آدم ، فلا يحبنا إلا من طابت ولادته.

يا علي ابشر بالشهادة فانك مظلوم بعدي ومقتول». فقال علي عليه‌السلام : «يا رسول الله وذلك في سلامة من ديني؟» قال : «في سلامة من دينك.

يا علي إنك لن تضلّ ، ولن تزلّ ، ولولاك لم يعرف حزب الله بعدي» (١).

الخامس والعشرون : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال : حدثني محمد بن أبي القاسم ، عن محمد بن علي الصيرفي ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، عن أبي عبد الله الصادق ، عن أبيه عن جده عليهم‌السلام قال : «بلغ أمّ سلمة زوجة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ان مولى لها ينتقص عليا ويتناوله فأرسلت إليه فلما أن صار إليها قالت : يا بني بلغني أنك تنتقص (تتنقص) عليا وتتناوله؟ قال : نعم يا اماه قالت : اقعد ثكلتك امك حتى احدثك بحديث سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم اختر لنفسك ما شئت ، إنا كنا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تسع نسوة. وكانت ليلتي ويومي من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فأتيت الباب (٢) فقلت : أدخل يا رسول الله؟ قال : لا فكبوت كبوة شديدة مخافة أن يكون ردني من سخطه ، أو نزل في شيء من السماء ، ثم لم البث أن أتيت الباب الثانية فقلت : أدخل يا رسول الله؟ فقال : لا ، فكبوت كبوة أشد من الاولى ، ثم لم ألبث حتى أتيت الباب الثالثة فقلت : أدخل يا رسول الله؟ فقال : ادخلي يا أمّ سلمة فدخلت وعلي عليه‌السلام جاث بين يديه ، وهو يقول : فداك أبي وأمي يا رسول الله إذا كان كذا وكذا فما تأمرني؟ قال : آمرك بالصبر ، ثم أعاد عليه القول

__________________

(١) أمالي الصدوق ص ٣٢٨ ـ ٣٢٩.

(٢) في المصدر : وكانت ليلتي ويومي من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فدخل النبي وهو متهلل أصابعه في أصابع علي ، واضعا يده عليه ، فقال : يا أمّ سلمة اخرجي من البيت وأخليه لنا ، فخرجت وأقبلا يتناجيان أسمع الكلام وما أدري ما يقولان ، حتى إذا قلت : قد انتصف النهار فأتيت الباب ...

١٧٨

الثانية ، فأمره بالصبر ، فأعاد عليه القول الثالثة فقال له : يا أخي إذا كان ذاك منهم فسل سيفك وضعه على عاتقك واضرب به قدما قدما حتى تلقاني وسيفك شاهر يقطر من دمائهم ، ثم التفت إلي فقال لي : ما هذه الكآبة يا أمّ سلمة؟ قلت : للذي كان من ردك لي يا رسول الله ، فقال لي : والله ما رددتك من موجدة فانك لعلى خير من الله ورسوله ، ولكن أتيتيني وجبرائيل عن يميني ، وعلي عن يساري ، وجبرائيل يخبرني بالاحداث التي تكون من بعدي ، وأمرني أن أوصي بذلك عليا.

يا أمّ سلمة اسمعي واشهدي هذا علي بن أبي طالب أخي في الدنيا وأخي في الآخرة (١) ، يا أمّ سلمة اسمعي واشهدي هذا علي بن أبي طالب حامل لوائي في الدنيا وحامل لوائي في الآخرة (٢) ، يا أمّ سلمة اسمعي واشهدي هذا علي بن أبي طالب وصيي وخليفتي من بعدي ، وقاضي عداتي ، والذائد عن حوضي ، يا أمّ سلمة اسمعي واشهدي هذا علي بن أبي طالب سيد المسلمين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين. قلت : يا رسول الله من الناكثون؟ قال : الذين يبايعونه بالمدينة وينكثون بالبصرة. قلت : من القاسطون؟ قال : معاوية واصحابه من أهل الشام. قلت من المارقون؟ قال : اصحاب النهروان». فقال مولى أمّ سلمة : فرجت عني فرج الله عنك ، والله لا سببت عليا ابدا (٣).

قلت : ورواه أيضا الشيخ الطوسي في أماليه بالسند والمتن.

السادس والعشرون : ابن بابويه قال : حدّثنا أبي رحمه‌الله قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أبيه ، عن يونس بن عبد الرّحمن ، عن منصور الصيقل ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لما اسري بي إلى السماء عهد إليّ ربي في علي ثلاث كلمات قال : يا محمد قلت : لبيك ربي فقال : إن عليا إمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين، ويعسوب المؤمنين» (٤).

السابع والعشرون : ابن بابويه قال : حدّثنا أبي رحمه‌الله قال : حدّثنا عبد الله بن الحسن المؤدب ، عن أحمد بن علي الاصفهاني ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال : حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي هاشم قال : حدثني يحيى بن الحسين ، عن سعد بن طريف ، عن الاصبغ بن نباتة ، عن سلمان الفارسي قال :

__________________

(١) في المصدر : يا أمّ سلمة اسمعى واشهدي هذا علي بن أبي طالب وزيري في الدنيا ووزيري في الآخرة.

(٢) في المصدر : وحامل لوائي غدا في الآخرة.

(٣) أمالي الصدوق ص ٣٤٠ ـ ٣٤١.

(٤) أمالي الصدوق ص ٤٢٦.

١٧٩

سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «يا معاشر المهاجرين والأنصار ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا»؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : «هذا علي أخي ، ووصيي ، ووزيري ، ووارثي ، وخليفتي إمامكم فأحبوه لحبي ، واكرموه لكرامتي ، فإن جبرائيل أمرني أن أقوله لكم» (١).

الثامن والعشرون : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنه قال: حدّثنا أحمد بن العلوية ، عن إبراهيم بن محمد قال : حدّثنا المسعودي قال : حدّثنا علي بن القسم الكندي ، عن سعد بن طالب ، عن عثمان بن القاسم الأنصاري عن زيد بن أرقم قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «ألا أدلكم على ما إن استدللتم به لم تهلكوا ولم تضلوا (لن تهلكوا ولن تضلوا)»؟

قالوا : بلى يا رسول الله قال : «إن إمامكم ووليكم علي بن أبي طالب فوازروه ، وناصحوه ، وصدقوه ، فإن جبرائيل أمرني بذلك» (٢).

التاسع والعشرون : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن عمر الحافظ بمدينة السلام قال : حدّثنا محمد بن القاسم بن زكريا ، وأبو عبد الله الحسين بن علي السكوني قال : حدّثنا محمد بن الحسن السكوني قال : حدّثنا صالح بن أبي الأسود ، عن أبي المطهر المذاري (٣) عن سلام الجعفي ، عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام عن أبي برزة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «إن الله عزوجل عهد إلي في علي عهدا قلت : يا رب بيّنه لي قال : اسمع قلت : قد سمعت قال : إن عليا راية الهدى ، وإمام أوليائي ، ونور من اطاعني ، وهو الكلمة التي الزمتها المتقين ، من أحبه أحبني ، ومن أطاعه أطاعني» (٤).

الثلاثون : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنه قال : حدّثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان عن أبي مالك الحضرمي ، عن إسماعيل بن جابر ، عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام في حديث طويل يقول فيه : إن الله تبارك وتعالى لما أسرى بنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال له : «يا محمد إنه قد انقضت نبوتك ، وانقطع اجلك فمن لامتك من بعدك؟ فقلت : يا رب إني قد بلوت خلقك فلم أجد أحدا أطوع لي من علي بن أبي طالب فقال عزوجل : ولي يا محمد فأبلغه أنه راية الهدى ، وإمام أوليائي ، ونور لمن اطاعني» (٥).

الحادي والثلاثون : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن عمر قال : حدّثنا محمد بن الحسين قال :

__________________

(١) أمالي الصدوق ص ٤٢٧.

(٢) أمالي الصدوق ص ٤٢٨.

(٣) في المناقب لابن المغازلي : أبي المطهر الرازي ، عن الاعشى الثقفي.

(٤) أمالي الصدوق ص ٤٢٨.

(٥) أمالي الصدوق ص ٤٢٨.

١٨٠