غاية المرام وحجّة الخصام - ج ١

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي

غاية المرام وحجّة الخصام - ج ١

المؤلف:

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي


المحقق: السيد علي عاشور
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٤٧

التاسع والثلاثون : العياشي في تفسيره عن محمد بن إسماعيل الرازي عن رجل سماه عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «دخل رجل على أبي عبد الله فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين فقام على قدميه فقال : مه هذا اسم لا يصلح إلّا لأمير المؤمنين عليه‌السلام ، الله سماه به ، ولم يسم به أحد غيره فرضي به إلا كان منكوحا ، وإن لم يكن به ابتلى به ، وهو قول الله في كتابه : (إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِناثاً وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطاناً مَرِيداً) (١) قال : قلت : فما ذا يدعي به قائمكم؟ قال : «يقال له : السلام عليك يا بقية الله ، السلام عليك يا ابن رسول الله» (٢).

__________________

(١) النساء : ١٧.

(٢) تفسير العياشي : ١ ، ص ٢٧٦.

١٠١

الباب العاشر

في أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمة الاثني عشر : حجج الله على خلقه

من طريق العامة وفيه تسعة أحاديث

الأول : من مناقب الفقيه أبي الحسن ابن المغازلي الواسطي الشافعي قال : أخبرنا أبو نصر بن الطحان إجازة ، عن القاضي أبو الفرج أحمد بن علي بن جعفر الحنوطي (١) قال : حدّثنا محمد بن إسحاق الخزّاز (٢) السوسي وإبراهيم بن عبد السلام قالا : حدّثنا علي بن المثنى ، حدّثنا عبد الله (٣) بن موسى بن أبي مطر (٤) عن أنس قال : كنت عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأتى علي مقبلا (٥) فقال : «أنا وهذا حجة الله على امتي يوم القيامة» (٦).

الثاني : ابن المغازلي قال : أخبرنا أبو نصر بن الطحان عن القاضي أبي الفرج الحنوطي ، حدّثنا عبد الحميد بن موسى ، حدّثنا محمد بن إسحاق الخزاز السوسي وإبراهيم بن عبد السلام قالا : حدّثنا علي بن المثنى الطهوي ، حدّثنا عبد الله بن موسى ، حدّثنا مطر بن أبي مطر ، عن أنس قال : كنت عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فرأى عليا مقبلا فقال : «أنا وهذا حجة الله على امتي يوم القيامة» (٧)

الثالث : ابن المؤيد موفق ابن أحمد في كتاب فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام ـ وهو من أعيان علماء العامة ـ قال : حدثني فخر القضاة نجم الدين أبو منصور محمد بن الحسين بن محمد البغدادي فيما كتب إلي من همدان قال : أخبرنا الإمام الشريف نور الهدى أبو طالب الحسن بن محمد (٨) الزينبي

__________________

(١) في المصدر : الخيوطي.

(٢) في المصدر : حدّثنا عبد الحميد بن موسى وهو العباد ، حدّثنا محمد بن إسحاق.

(٣) في المصدر : عبيد الله.

(٤) في المصدر : حدّثنا مطر بن أبي مطر.

(٥) في المصدر : فرأى عليا مقبلا.

(٦) المناقب لابن المغازلي الشافعي (الموجود نسخته في مكتبة الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام العامة في النجف الاشرف).

(٧) تاريخ بغداد : ٢ / ٨٨ ، الرياض النضرة : ٢ ، ١٩٣ ، ذخائر العقبى ٧٧ ، والحديث لم يختلف عن الحديث الأول سندا ومتنا وذكره سيدنا المؤلف ـ رحمه‌الله ـ مكررا ، كما جاء ذلك في المناقب لابن المغازلي.

(٨) في الطرائف : الحسن أبو محمد الزينبي.

١٠٢

قال : أخبرنا إمام الأئمة محمد بن أحمد بن شاذان قال : حدّثنا أبو محمد الحسن بن علي العلوي الطبري عن أحمد بن محمد بن عبد الله (١) قال : حدثني جدي أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن حماد ابن عيسى ، عن عمرو بن اذينة ، عن أبان بن عباس (٢) ، عن سليم بن قيس الهلالي ، عن سلمان المحمدي قال : دخلت على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وإذا الحسين على فخذه وهو يقبل عينيه ويلثم فاه ويقول : «أنت سيد ابن سيد أبو سادة ، أنت إمام ابن إمام أبو أئمة ، أنت حجة ابن حجة أبو حجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم» (٣).

الرابع : أبو المؤيد موفق بن أحمد أيضا قال : عن الإمام محمد بن أحمد بن شاذان قال : (٤) حدثني محمد بن علي بن الفضل الزيّات ، عن علي بن الربيع الماجشوني (٥) عن إسماعيل بن أبان الوراق ، عن غياث بن إبراهيم ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «نزل علي جبرائيل صبيحة يوم فرحا مستبشرا فقلت : حبيبي جبرائيل ما لي اراك فرحا مستبشرا؟ فقال : يا محمد وكيف لا اكون فرحا مستبشرا وقد قرت عيني بما أكرم الله أخاك ووصيك وإمام أمتك علي بن أبي طالب فقلت : وبم أكرم أخي وإمام أمتي؟ (٦) قال : باهى الله سبحانه وتعالى بعبادته البارحة ملائكته وحملة عرشه. وقال : ملائكتي انظروا الى حجتي في أرضي بعد نبيي محمد كيف عفّر خدّه في التراب تواضعا لعظمتي أشهدكم أنه إمام خلقي ومولى بريتي» (٧).

الخامس : موفق بن أحمد بن أحمد هذا قال : حدثني فخر القضاة نجم الدين أبو منصور محمد ابن الحسين بن محمد البغدادي فيما كتب الي من همدان قال : أنبأنا الإمام الشريف نور الهدى أبو طالب الحسن بن محمد الزينبي قال : أخبرنا إمام الأئمة محمد بن أحمد بن شاذان قال : حدّثنا

__________________

(١) في الطرائف ومقتل الحسين : أحمد بن عبد الله.

(٢) في مقتل الحسين : أبان بن أبي عياش.

(٣) الحديث رواه القندوزي في ينابيع المودة ٢٥٨ ، والخوارزمي في كتابه مقتل الحسين : ١ / ١٤٦. ولم نقف عليه في كتاب المناقب كما اشار إليه السيد المؤلف ـ رحمه‌الله ـ في صدر الحديث ، وكذلك السيد ابن طاوس في الطرائف ص ٤٤ ، والشيخ المجلسي في البحار : ٣٦ / ١٤١ عند نقلهما له.

(٤) في المصدر : أحمد بن شاذان هذا.

(٥) في المصدر : ابن زيات ، عن علي بن بديع الماجشون.

(٦) في المصدر : وبم أكرم الله أخي ووصيي وإمام أمتي.

(٧) مناقب الخوارزمي : ٢٨٨.

١٠٣

أحمد بن محمد بن عبد الله الحافظ قال : حدّثنا علي بن سنان الموصلي ، عن أحمد بن محمد بن صالح ، عن سليمان (١) بن محمد ، عن زياد بن مسلم ، عن عبد الرّحمن بن زيد ، عن زيد بن جابر (٢) ، عن سلامة ، عن أبي سلمى راعي (٣) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «ليلة اسري بي إلى السماء قال لي الجليل جل جلاله : (آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ) قلت : (وَالْمُؤْمِنُونَ) (٤) قال : صدقت يا محمد من خلفت في أمتك قلت خيرها : قال علي بن أبي طالب؟ قلت : نعم يا رب قال : يا محمد إني اطلعت إلى الأرض اطلاعة فاخترتك منها فشققت لك اسما من اسمائي فلا اذكر في موضع إلا ذكرت معي ، فأنا المحمود وأنت محمد ، ثم اطلعت الثانية فاخترت منها عليا وشققت له اسما من اسمائي فأنا الأعلى وهو علي ، يا محمد إني خلقتك وخلقت عليا وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولده من نوري (٥) وعرضت ولايتكم على أهل السماوات والأرض فمن قبلها كان عندي من المؤمنين ، ومن جحدها كان عندي من الكافرين.

يا محمد لو أن عبدا من عبيدي عبدني حتى ينقطع أو يصير كالشن البالي ثم أتاني جاحدا لولايتكم ما غفرت له حتى يقر بولايتكم ، يا محمد تحب أن تراهم؟ قال : قلت : نعم يا رب فقال لي : التفت عن يمين العرش فالتفت فإذا أنا بعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والمهدي في ضحضاح من نور قيام يصلون وهو في وسطهم «يعني المهدي» كأنه كوكب دري. فقال : يا محمد هؤلاء الحجج وهو الثائر من عترتك ، وعزتي وجلالي إنه الحجة الواجبة لأوليائي والمنتقم من أعدائي» (٦).

السادس : إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة بإسناده قال : أخبرنا أبو جعفر ابن بابويه ـ رحمه‌الله ـ قال : حدّثنا محمد بن أحمد الشيباني (٧) ـ رحمه‌الله ـ قال : حدّثنا أحمد بن يحيى ابن زكريا القطان قال : حدّثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال : حدّثنا الفضل (٨) بن صقر العبدي قال :

__________________

(١) في المصدر : سلمان.

(٢) في المصدر : عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر.

(٣) في المصدر : راعي ابل.

(٤) البقرة : ٢٨٥.

(٥) في المصدر : من سنخ نوري. وسنخ الشيء أصله.

(٦) مقتل الحسين : ١ / ٩٦.

(٧) في المصدر : السمناني.

(٨) في المصدر : فضل.

١٠٤

حدّثنا أبو (١) معاوية ، عن سليمان بن مهران الأعمش ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد ابن علي ، عن أبيه علي بن الحسين عليهم‌السلام قال : «نحن أئمة المسلمين ، وحجج الله على العالمين ، وسادة المؤمنين ، وقادة الغر المحجلين ، وموالي المؤمنين ، ونحن أمان لأهل (٢) الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء ، ونحن الذين بنا يمسك الله السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه ، وبنا يمسك الأرض أن تميد بأهلها ، وبنا ينزل الغيث وتنشر الرحمة وتخرج (٣) بركات الأرض ، ولو لا ما في الأرض منّا لساخت بأهلها ، ثم قال : ولم تخل الأرض منذ خلق الله آدم من حجة الله فيها ، ظاهر مشهور أو غائب مستور ، ولا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجة الله فيها ، ولو لا ذلك لم يعبد الله». قال سليمان : فقلت للصادق عليه‌السلام : فكيف ينتفع الناس بالحجة الغائب المستور؟ قال : «كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب (٤)» (٥).

السابع : الحمويني هذا بالاسناد إلى أبي جعفر ابن بابويه قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن العباس بن معروف ، عن عبد الله بن أحمد بن محمد عن عبد الرّحمن البصري (٦) عن أبي المعزى (٧) حميد بن المثنى (٨) العجلي ، عن أبي بصير ، عن خيثمة الجعفي عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سمعته يقول : «نحن جنب الله ، ونحن صفوته (٩) ، ونحن حجة الله ، ونحن اركان الإيمان ، ونحن دعائم الإسلام ، ونحن من رحمة الله على خلقه ، ونحن بنا يفتح وبنا يختم (١٠) ، ونحن أئمة الهدى ، ونحن مصابيح الدجى ، نحن (١١) منار الهدى ، ونحن السابقون ، ونحن الآخرون ونحن العلم المرفوع للحق من تمسك بنا لحق ، ومن تأخر عنا غرق ، ونحن الغر المحجلين (١٢) ، ونحن خيرة الله ، ونحن الطريق الواضح والصراط المستقيم إلى الله ، ونحن من نعمة الله عزوجل على خلقه ، ونحن المنهاج ، ونحن معدن النبوة ، ونحن موضع الرسالة ، ونحن الذين مختلف الملائكة ، ونحن السراج لمن استضاء بنا ، ونحن السبيل لمن

__________________

(١) لم ترد (أبو) في المصدر.

(٢) في المصدر : أهل.

(٣) في المصدر : يخرج.

(٤) في المصدر : سحاب.

(٥) رواه الحمويني في الفرائد ـ خ ـ في السمط الأول ، عن سليمان بن مهران الاعمش ، عن الصادق عليه‌السلام. ١ / ٤٥ / ح ١١.

(٦) في المصدر : العباس بن معروف ، عن عبد الله بن عبد الرّحمن البصري.

(٧) في المصدر : المغرى.

(٨) في المصدر : أحمد بن المثنى.

(٩) في المصدر : صفوة الله.

(١٠) في المصدر : ونحن من يفتح بنا ويختم.

(١١) في المصدر : ونحن.

(١٢) في المصدر : ونحن قادة الغر المحجلين.

١٠٥

اقتدى بنا ، ونحن الهداة الى الجنة ، ونحن عرى الإسلام ، ونحن الجسور والقناطر ، من مضى عليها لم يسبق ومن تخلف عنها محق ، ونحن السنام الأعظم ، ونحن الذين بنا ينزل الله عزوجل الرحمة وبنا يسقون الغيث ، ونحن الذين بنا يصرف عنكم العذاب فمن عرفنا ونصرنا وعرف حقنا وأخذ بامرنا فهو منا وإلينا» (١).

قلت : وروى هذا الحديث من طريق الخاصة أبو جعفر الشيخ الطوسي في مجالسه قال : أخبرنا الحسين بن عبد الله (٢) ، عن علي بن محمد العلوي قال : حدّثنا محمد بن إبراهيم قال : حدّثنا أحمد ابن محمد ، عن محمد بن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن أبي المعزى ، عن أبي بصير ، عن خيثمة قال : سمعت الباقر عليه‌السلام يقول : «نحن جنب الله ، ونحن صفوة الله ، ونحن خيرة الله ، ونحن مستودع مواريث الأنبياء ، ونحن أمناء الله عزوجل ، ونحن حجج الله ، ونحن حبل الله». وساق الحديث إلى قوله : «منا وإلينا» (٣).

الثامن : الحمويني هذا قال : أخبرني مفيد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن أبي الغنائم بن الجهم الحلّي ـ رحمه‌الله ـ إجازة قال : أنبأنا القاضي خطير الدين محمود بن محمد بن الحسين بن عبد الجبار الطوسي ، عن عمه زين الدين عبد الجبار ، عن أبيه ، عن الصفي أبي تراب ابن الداعي الحسيني (٤) ، عن أبي محمد جعفر بن محمد الدورستي ، عن الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان الحارثي ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور ـ رضي الله عنه ـ قال : حدّثنا الحسين بن محمد بن عامر ، عن المعلى بن محمد البصري ، عن جعفر بن سليمان ، عن عبد الله بن الحكم ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن عبد الله بن عباس قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «إن خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي اثنا (٥) عشر ، أولهم أخي ، وآخرهم ولدي ، قيل : يا رسول الله ومن أخوك؟ قال : علي بن أبي طالب ، قيل : فمن ولدك؟ قال : المهدي الذي يملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما. والذي بعثني بالحق بشيرا لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدي المهدي فينزل روح الله عيسى ابن مريم فيصلي خلفه وتشرق الأرض بنور ربها ويبلغ سلطانه المشرق

__________________

(١) فرائد السمطين ـ السمط الثاني ، السمط الثاني : ٢ / ٢٥٣ / ح ٥٢٣.

(٢) في المصدر : عبيد الله.

(٣) أمالي الطوسي : ٢ / ٢٦٧ ـ ٢٦٨ ط النجف الاشرف.

(٤) لم ترد (الحسيني) في المصدر.

(٥) في المصدر : لاثنا.

١٠٦

والمغرب» (١).

التاسع : موفق بن أحمد ـ من أعيان العامة ـ قال : ذكر الإمام محمد بن أحمد بن شاذان ، أخبرنا أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري ، عن عبد العزيز بن عبد الله ، عن جعفر بن محمد بن عبد الكريم (٢) قال : حدثني فيحان العدل (٣) أبو نصر ، عن أحمد بن محمد بن الوليد ، عن ربيع الجراح (٤) ، عن الاعمش ، عن أبي وائل ، عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لما خلق الله تعالى آدم ونفح فيه من روحه عطس آدم فقال : الحمد لله فاوحى الله تعالى إليه حمدتني عبدي وعزتي وجلالي لو لا عبدان اريد أن أخلقهما في دار الدنيا ما خلقتك قال : إلهي فيكونان مني؟ قال : نعم ، يا آدم ارفع رأسك وانظر ، فرفع رأسه وإذا (٥) مكتوب على العرش لا إله إلّا الله محمد رسول الله نبي الرحمة عليّ مقيم الحجة ، ومن عرف حق عليّ زكى وطاب ، ومن أنكر حقه لعن وخاب ، أقسمت بعزتي أن ادخل الجنة من اطاعه وإن عصاني ، وأقسمت بعزتي أن أدخل النار من عصاه وإن أطاعني» (٦).

__________________

(١) فرائد السمطين ـ السمط الثاني ، في باب ذكر احوال المهدي. ٢ / ٣١٢ / ح ٥٦٢.

(٢) في المصدر : جعفر بن محمد ، عن عبد الكريم.

(٣) في المصدر : فيحان العطار.

(٤) في المصدر : ربيع بن الجراح.

(٥) في المصدر : فإذا هو.

(٦) مناقب الخوارزمي : ٢٢٧ ط النجف الاشرف.

١٠٧

الباب الحادي عشر

في أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمة الاثنا عشر حجج الله على خلقه

من طريق الخاصة وفيه تسعة عشر حديثا

الأول : ابن بابويه ، حدّثنا محمد بن علي ـ رحمه‌الله ـ عن عمه محمد بن أبي القاسم ، عن محمد ابن علي الكوفي ، عن محمد بن سنان ، عن زياد بن المنذر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «المخالف على علي بن أبي طالب بعدي كافر ، والمشرك به مشرك ، والمحب له مؤمن ، والمبغض له منافق ، والمقتفي لأثره لاحق ، والمحارب له مارق ، والراد عليه زاهق.

علي نور الله في بلاده ، وحجته على عباده ، علي سيف الله على أعدائه ، ووارث علم انبيائه ، علي كلمة الله العليا وكلمة أعدائه السفلى ، علي سيد الأوصياء ، ووصي سيد الأنبياء ، علي أمير المؤمنين ، وقائد الغر المحجلين ، وإمام المسلمين ، لا يقبل الله الإيمان إلا بولايته وطاعته» (١).

الثاني : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن علي ـ رحمه‌الله ـ عن عمه محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان عن زياد بن المنذر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «المخالف لعلي بن أبي طالب بعدي كافر ، والمشرك به مشرك ، والمحبّ له مؤمن ، والمبغض له منافق ، والمقتفي لأثره لاحق ، والمحارب له مارق ، والراد عليه زاهق ، علي نور الله في عباده ، وحجته ، سيف الله على أعدائه ، ووارث علم انبيائه ، علي كلمة الله العليا ، وكلمة أعدائه السفلى ، علي سيد الأوصياء ، ووصي سيد الأنبياء ، علي أمير المؤمنين ، وقائد الغر المحجلين ، وإمام المسلمين ، لا يقبل الله الإيمان إلا بولايته وطاعته» (٢).

الثالث : ابن بابويه قال : حدّثنا الحسين بن إبراهيم المؤدب قال : حدّثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمد بن بشار ، عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان (٣) ، عن درست بن أبي منصور الواسطي ، عن عبد الحميد بن أبي العلاء ، عن ثابت بن دينار ، عن سعد بن

__________________

(١) أمالي الصدوق : ١٠ ط النجف ، البحار : ٣٨ / ٩٠ ـ ٩١.

(٢) هذا الحديث هو نص الرواية السابقة سندا ومتنا.

(٣) في المصدر : عن عبيد الله الدهقان.

١٠٨

طريف الخفاف ، عن الأصبغ بن نباتة قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : «أنا خليفة رسول الله ووزيره ، ووارثه ، أنا أخو رسول الله ووصيه (١) ، أنا صفي رسول الله وصاحبه ، أنا ابن عم رسول الله وزوج ابنته وأبو ولده ، أنا سيد الوصيين (٢) ، أنا الحجة العظمى والآية الكبرى والمثل الأعلى ، وباب النبي المصطفى، أنا العروة الوثقى ، وكلمة التقوى ، وأمين الله ـ جل ذكره ـ على أهل الدنيا» (٣).

الرابع : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن إبراهيم قال : حدّثنا أحمد بن محمد الهمداني قال : حدّثنا علي بن الحسن بن فضال ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه الباقر محمد بن علي ، عن أبيه زين العابدين علي بن الحسين، عن أبيه سيد الشهداء الحسين بن علي ، عن أبيه سيد الوصيين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : «إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خطبنا ذات يوم فقال : أيها الناس إنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة» ـ وساق الحديث في فضل رمضان إلى أن قال ـ : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : «فقمت وقلت : يا رسول الله! ما أفضل الأعمال في هذا الشهر فقال : يا أبا الحسن أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله ، ثم بكى فقلت : يا رسول الله ما يبكيك فقال : يا علي أبكي لما يستحل منك في هذا الشهر ، كأني بك وأنت تصلي لربك وقد انبعث أشقى الأولين والآخرين ، شقيق عاقر ناقة ثمود فضربك ضربة (٤) على فرقك فخضب (٥) بها لحيتك ، قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : فقلت : يا رسول الله وذلك في سلامة من ديني؟ فقال : في سلامة من دينك.

ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي من قتلك فقد قتلني ، ومن أبغضك فقد أبغضني ، ومن سبك فقد سبني ، لأنك مني كنفسي ، روحك من روحي ، وطينتك من طينتي ، إن الله تبارك وتعالى خلقني واياك ، واصطفاني واياك ، فاختارني للنبوّة واختارك للإمامة ، فمن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوتي.

يا علي أنت وصيي ، وأبو ولدي ، وزوج ابنتي ، وخليفتي على امتي في حياتي وبعد موتي ، أمرك أمري ، ونهيك نهيي ، اقسم بالذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية إنك لحجة الله على خلقه ، وامينه على سره ، وخليفته على عباده» (٦).

الخامس : ابن بابويه قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور قال : حدّثنا الحسين بن محمد بن

__________________

(١) في المصدر : ووصيه وحبيبه.

(٢) في المصدر : أنا سيد الوصيين ووصي سيد النبيين.

(٣) أمالي الصدوق : ٣٤.

(٤) في المصدر : يضربك ضربة.

(٥) في المصدر : فتخضب.

(٦) أمالي الصدوق : ٨٢ ـ ٨٤.

١٠٩

عامر ، عن عمه عبد الله بن عامر ، عن ابن أبي عمير ، عن حمزة بن حمران ، عن أبيه ، عن أبي حمزة ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أنه جاء إليه رجل فقال له : يا أبا الحسن إنك تدعى أمير المؤمنين فمن أمرك عليهم؟ قال : «الله جل جلاله أمرني عليهم» فجاء الرجل إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا رسول الله أيصدق عليّ فيما يقول : إن الله أمره على خلقه؟ فغضب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : «إن عليا أمير المؤمنين ، بولاية من الله عزوجل عقدها فوق عرشه ، وأشهد على ذلك ملائكته.

إنّ عليا خليفة الله وحجة الله وإنه لأمام المسلمين ، طاعته مقرونة بطاعة الله ومعصيته مقرونة بمعصية الله ، فمن جهله فقد جهلني ، ومن عرفه فقد عرفني ، ومن أنكر إمامته فقد أنكر نبوتي ، ومن جحد إمرته فقد جحد رسالتي ، ومن دفع فضله فقد تنقصني ، ومن قاتله فقد قاتلني ، ومن سبه فقد سبني ، لأنه خلق من طينتي ، وهو زوج فاطمة ابنتي ، وأبو ولدي الحسن والحسين ، ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين حجج الله على خلقه ، أعداؤنا أعداء الله وأولياؤنا أولياء الله» (١).

السادس : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن أحمد السناني ـ رحمه‌الله ـ قال : حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال : حدّثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال : حدّثنا الفضل بن الصقر العبدي قال : حدّثنا أبو معاوية ، عن سليمان بن مهران الأعمش ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين عليهم‌السلام أنه قال : «نحن أئمة المسلمين ، وحجج الله على العالمين ، وسادة المؤمنين وقادة الغر المحجلين ، وموالي المؤمنين ، ونحن أمان أهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء ، ونحن الذين بنا يمسك الله السماء أن تقع على الأرض إلا باذنه وبنا يمسك الأرض أن تميد بأهلها وبنا ينزل الغيث ، وبنا ينشر الرحمة ويخرج بركات الأرض ، ولو لا ما في الأرض منا لساخت بأهلها ، ثم قال عليه‌السلام : ولم تخل الأرض منذ خلق الله آدم من حجة لله فيها (٢) ولو لا ذلك لم يعبد الله» ، قال سليمان : فقلت للصادق عليه‌السلام : كيف ينتفع الناس بالحجة الغائب المستور قال : «كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب» (٣).

السابع : ابن بابويه ، حدّثنا أحمد بن محمد الصائغ العدل قال : حدّثنا عيسى بن محمد العلوي

__________________

(١) أمالي الصدوق : ١١٦.

(٢) في المصدر : من حجة لله فيها ظاهر مشهور أو غائب مستور ، ولا تخلو الى أن تقوم الساعة من حجة لله فيها.

(٣) أمالي الصدوق : ١٦٤ ـ ١٦٥.

١١٠

قال : حدّثنا أبو عوانة قال : حدّثنا محمد بن سليمان بن بزيع الخزاز قال : حدّثنا إسماعيل بن أبان ، عن سلام بن أبي عمرة الخراساني ، عن معروف بن خربوز المكي ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا حذيفة إن حجة الله عليكم (عليك) بعدي علي بن أبي طالب ، الكفر به كفر بالله ، والشرك به شرك بالله والشك فيه شك في الله والالحاد فيه إلحاد في الله والإنكار له إنكار لله ، والإيمان به إيمان بالله ، لأنه أخو رسول الله ، ووصيه ، وإمام امته ، ومولاهم ، وهو حبل الله المتين ، وعروته الوثقى التي لا انفصام لها ، وسيهلك فيه اثنان ولا ذنب له ، محب غال ، ومقصّر ، يا حذيفة لا تفارقن عليا فتفارقني ، ولا تخالفن عليا فتخالفني ، إن عليا مني وأنا منه ، من أسخطه فقد أسخطني ، ومن أرضاه فقد أرضاني» (١).

الثامن : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن علي ماجيلويه ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثني عمي محمد ابن أبي القاسم ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن علي بن عثمان ، عن محمد بن الفرات ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ، عن أبيه ، عن جده عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إن علي بن أبي طالب خليفة الله وخليفتي ، وحجة الله وحجتي وباب الله وبابي ، وصفي الله وصفيي ، وحبيب الله وحبيبي ، وخليل الله وخليلي ، وسيف الله وسيفي ، وهو أخي ، وصاحبي ، ووزيري ، ووصيي ، محبه محبي ، ومبغضه مبغضي ، ووليه وليي وعدوه عدوي ، وحربه حربي ، وسلمه سلمي ، وقوله قولي ، وأمره أمري وزوجته ابنتي ، وولده ولدي ، وهو سيد الوصيين ، وخير امتي أجمعين» (٢).

التاسع : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن أحمد السناني ـ رضي الله عنه ـ قال : حدّثنا محمد بن أبي عبد الله الأسدي الكوفي قال : حدّثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد ، عن علي بن سالم ، عن أبيه ، عن سعد بن طريف ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام : «يا علي أنت إمام المسلمين ، وأمير المؤمنين ، وقائد الغر المحجلين ، وحجة الله بعدي على الخلق أجمعين ، وسيد الوصيين ، ووصي سيد النبيين.

يا علي إنه لما عرج بي إلى السماء السابعة ، ومنها إلى سدرة المنتهى ، ومنها إلى حجب النور ، وأكرمني ربي جل جلاله بمناجاته قال لي : يا محمد قلت : لبيك ربي وسعديك تباركت وتعاليت قال : إن عليا إمام أوليائي ، ونور لمن أطاعني ، وهو الكلمة التي الزمتها المتقين ، من أطاعه أطاعني ، ومن عصاه عصاني ، فبشره بذلك فقال علي عليه‌السلام : يا رسول الله بلغ من قدري حتى أني

__________________

(١) أمالي الصدوق : ١٧٤ ـ ١٧٥.

(٢) أمالي الصدوق : ١٧٩ ـ ١٨٠.

١١١

أذكر هناك؟ فقال : نعم يا علي ، فاشكر ربك ، فخر عليّ ساجدا شكرا لله على ما أنعم به عليه ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ارفع رأسك يا عليّ ، فإن الله قد باهى بك ملائكته» (١).

العاشر : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثني أبي ، عن جدي عن علي بن معبد ، عن الحسين بن خالد ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أخبرني جبرائيل ، عن الله جل جلاله أنه قال : علي بن أبي طالب حجتي على خلقي ، وديان ديني أخرج من صلبه أئمة يقومون بأمري ، ويدعون إلى سبيلي ، بهم أدفع العذاب عن عبادي وإمائي وبهم انزل رحمتي» (٢).

الحادي عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس ـ رضي الله عنه ـ قال : حدّثنا محمد بن عبد الجبار (٣) عن أبي أحمد محمد بن زياد الأزدي قال : حدّثنا إسماعيل بن الفضل ، عن أبيه ، عن ثابت بن دينار ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إن الله تبارك وتعالى أوحى إلي أنه جاعل لي من أمتي أخا ووارثا وخليفة ووصيا ، فقلت : يا رب من هو؟ فأوحى إلي عزوجل : يا محمد إنه إمام أمتك وحجتي عليها بعدك ، فقلت : يا رب من هو؟ فأوحى إليعزوجل : يا محمد ذاك من أحبه ويحبني ، ذاك المجاهد في سبيلي ، والمقاتل لناكثي عهدي والقاسطين في حكمي والمارقين من ديني. ذاك وليي حقا ، زوج ابنتك وأبو ولدك علي بن أبي طالب» (٤).

الثاني عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا موسى (٥) بن المتوكل ـ رحمه‌الله ـ قال : حدّثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن علي بن سالم ، عن أبيه ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن سعد الخفاف عن الأصبغ بن نباتة ، عن عبد الله بن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لما عرج بي إلى السماء السابعة ثم منها (٦) إلى سدرة المنتهى ،

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٢٦٦ ـ ٢٦٧.

(٢) أمالي الصدوق : ٤٨٧.

(٣) في المصدر : قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا محمد بن عبد الجبار.

(٤) أمالي الصدوق : ٤٩٠.

(٥) في المصدر : محمد بن موسى.

(٦) في المصدر : ومنها.

١١٢

ومن السدرة إلى حجب النور ناداني ربي جل جلاله يا محمد أنت عبدي وأنا ربك فلي فاخضع ، وإياي فاعبد ، وعلي فتوكل ، وبي فثق ، فإني قد رضيت بك عبدا وحبيبا ورسولا ونبيا ، وبأخيك خليفة وبابا ، فهو حجتي على عبادي ، وإمام خلقي ، وبه يعرف أوليائي من أعدائي وبه يميز حزب الشيطان من حزبي، وبه يقام ديني وتحفظ حدودي ، وتنفذ أحكامي وبك وبه وبالأئمة من ولده أرحم عبادي وإمائي وبالقائم منكم يعمر أرضي (١) بتسبيحي وتقديسي (٢) وتكبيري وتمجيدي وبه اطهر الأرض من أعدائي واورثها أوليائي ، وبه أجعل كلمة الذين كفروا (٣) السفلى وكلمتي هي العليا ، وبه احيي عبادي وبلادي بعلمي وله (به) أظهر الكنوز والذخائر بمشيتي ، وإياه أظهر على الاسرار والضمائر بإرادتي ، وامده بملائكتي لتؤيده على إنفاذ أمري واعلان ديني ، ذلك وليي حقا ، ومهدي عبادي صدقا» (٤).

الثالث عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن يحيى المكتب قال : حدّثنا أحمد بن محمد الوراق قال : حدّثنا بشر بن سعيد بن قيلويه المعدل بالمرافقة قال : حدّثنا عبد الجبار بن كثير التميمي اليماني عن محمد بن حرب أمير المدينة قال : سمعت جعفر بن محمد عليهما‌السلام (٥) قال : قال علي عليه‌السلام : «أنا من أحمد كالضوء من الضوء أما علمت أن محمدا وعليا صلوات الله عليهما كانا نورا بين يدي الله عزوجل قبل خلق الخلق بألفي عام وأن الملائكة لما رأت ذلك النور رأت له أصلا قد انشعب منه شعاع لامع ، فقالوا : إلهنا وسيدنا ما هذا النور؟ فأوحى الله عزوجل إليهم : هذا نور من نوري أصله نبوة وفرعه إمامة ، أما النبوة فلمحمد عبدي ورسولي ، وأما الإمامة فلعلي حجتي ووليي ولولاهما ما خلقت خلقي» (٦).

الرابع عشر : ابن بابويه قال : أخبرنا أبو المفضل الشيباني قال : حدثني أبو القاسم أحمد بن عامر، عن سليمان الطائي ببغداد قال : حدّثنا محمد بن عمران الكوفي عن عبد الرّحمن بن أبي نجران ، عن صفوان بن يحيى ، عن إسحاق بن عمار ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أخيه الحسن بن علي عليهم‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «الأئمة بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل ، وحواري عيسى ، من أحبهم فهو مؤمن ، ومن

__________________

(١) في المصدر : اعمر أرضي.

(٢) في المصدر : وتهليلي وتقديسي.

(٣) في المصدر : كفروا بي.

(٤) أمالي الصدوق : ٥٦٥.

(٥) في المصدر : التميمي اليماني قال : سمعت محمد بن حرب الهلالي أمير المدينة يقول : سألت جعفر بن محمدعليهما‌السلام فقلت له. الحديث.

(٦) معاني الاخبار : ٣٥٠ ـ ٣٥٢.

١١٣

أبغضهم فهو منافق ، هم حجج الله في خلقه وأعلامه في بريته» (١).

الخامس عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطان ، وعلي بن أحمد بن محمد الدقاق ، وعلي بن عبد الله الوراق ، وعبد الله بن محمد الصائغ ، ومحمد بن أحمد الشيباني ـ رضي الله عنهم ـ قالوا ، حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن زكريا القطان قال : حدّثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال : حدّثنا تميم بن بهلول قال : حدّثنا عبد الله بن أبي الهذيل : وسألته عن الإمامة فيمن تجب؟ وما علامات من تجب له الإمامة؟ فقال لي : إن الدليل على ذلك ، والحجة على المؤمنين ، والقائم في امور المسلمين ، والناطق بالقرآن ، والعالم بالأحكام ، أخو نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وخليفته على أمته ، ووصيه عليهم ، ووليه الذي كان منه بمنزلة هارون من موسى ، المفروض الطاعة بقول الله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (٢) وقال جل ذكره : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) (٣) المدعو إليه بالولاية ، المثبت له بالإمامة يوم غدير خم بقول الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله عن الله عزوجل : «ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا : بلى قال : فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، واعن من أعانه ؛ ذاك علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين ، وأفضل الوصيين ، وخير الخلق أجمعين بعد رسول رب العالمين ، وبعده الحسن ، ثم الحسين سبطا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ابنا خيرة النسوان ، ثم علي بن الحسين ، ثم محمد بن علي ، ثم جعفر بن محمد ، ثم موسى بن جعفر ، ثم علي بن موسى ، ثم محمد بن علي ، ثم علي بن محمد ، ثم الحسن بن علي ، ثم محمد بن الحسن صلوات الله عليهم ، إلى يومنا هذا واحدا بعد واحد ، إنهم عترة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله معروفون بالوصية والإمامة في كل عصر وزمان ، وكل وقت وأوان ، وإنهم العروة الوثقى وأئمة الهدى ، والحجة على أهل الدنيا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، وإن كل من خالفهم ضال مضل تارك للحق والهدى ، وإنهم المعبرون عن القرآن ، والناطقون عن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله بالبيان ، وإن من مات ولا يعرفهم مات ميتة جاهلية ، وإن فيهم الورع والعفة والصدق والصلاح والاجتهاد ، واداء الامانة إلى البر والفاجر ، وطول السجود وقيام الليل ، واجتناب المحارم ، وانتظار الفرج بالصبر وحسن الصحبة ، وحسن الجواب» (٤).

ثم قال تميم بن بهلول : حدثني أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن جعفر بن محمد عليهما‌السلام في الإمامة

__________________

(١) البحار : ٣٦ / ٣٤٠ ، عن كفاية الاثر.

(٢) النساء : ٥٩.

(٣) المائدة : ٥٥.

(٤) في كمال الدين : وحسن الجوار.

١١٤

بمثله سواء (١).

السادس عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا علي بن الحسن بن محمد قال : حدّثنا عتبة بن عبد الله الحمصي بمكة ـ قراءة عليه سنة ثمانين وثلاثمائة ـ قال : حدثني علي بن موسى الغطفاني قال : حدّثنا أحمد بن يوسف الحمصي قال : حدّثنا محمد بن عكاشة قال : حدّثنا حسين بن زيد بن عبد علي قال : حدثني عبد الله ابن الحسن بن حسن ، عن أبيه عن الحسن بن علي عليهما‌السلام قال : «خطب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوما فقال بعد ما حمد الله وأثنى عليه : معاشر الناس كأني ادعى فاجيب ، واني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا ، فتعلموا منهم ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ، لا تخلوا الأرض منهم ، ولو خلت إذن لا نساخت بأهلها ، ثم قال : اللهم إني أعلم أن العلم لا يبيد ولا ينقطع ، وأنك لا تخلي الأرض من حجة لك على خلقك ، ظاهر ليس بالمطاع ، أو خائف مغمور ، لئلا تبطل حجتك ، ولا يضل أولياؤك بعد إذ هديتهم ، أولئك الأقلون عددا الأعظمون قدرا عند الله.

فلما نزل عن منبره قلت له : يا رسول الله ، أما أنت الحجة على الخلق كلهم؟ قال : يا حسن إن الله يقول : (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) (٢) فأنا المنذر وعلي الهادي قلت : يا رسول الله فقولك : إن الأرض لا تخلو من حجة؟ قال : نعم علي هو الإمام والحجة بعدي ، وأنت الإمام والحجة بعده ، والحسين الإمام والحجة والخليفة من بعدك ، ولقد نبأني اللطيف الخبير أنه يخرج من صلب الحسين ولد يقال له علي ، سمي جده فإذا مضى الحسين قام بعده علي ابنه وهو الإمام والحجة ويخرج الله من صلب علي ولدا سميي وأشبه الناس بي ، علمه علمي وحكمه حكمي ، وهو الإمام والحجة بعد أبيه ، ويخرج الله تعالى من صلب محمد مولودا يقال له جعفر أصدق الناس قولا وفعلا ، وهو الإمام والحجة بعد أبيه ويخرج الله تعالى من صلب جعفر مولودا يقال له موسى سمي موسى بن عمران أشد الناس تعبدا ، فهو الإمام والحجة بعد أبيه ، ويخرج الله من صلب موسى ولدا يقال له علي ، معدن علم الله وموضع حكمه ، فهو الإمام والحجة بعد أبيه ، ويخرج الله من صلب علي مولودا يقال له محمد ، فهو الإمام والحجة بعد أبيه ، ويخرج الله من صلب محمد ولدا يقال له علي ، فهو الإمام والحجة بعد أبيه ، ويخرج الله من صلب علي مولودا يقال له الحسن ، فهو الإمام والحجة بعد أبيه ، ويخرج الله من صلب الحسن الحجة القائم إمام شيعته (٣) ومنقذ أوليائه يغيب حتى لا يرى ، ويرجع عن أمره قوم ويثبت عليه آخرون (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ

__________________

(١) كمال الدين : ٢ / ٣٣٦ ـ ٣٣٧ ، عيون أخبار الرضا : ١ / ٤٤.

(٢) الرعد : ٧.

(٣) في البحار : إمام زمانه.

١١٥

كُنْتُمْ صادِقِينَ) (١) ولو لم يكن (٢) من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله عزوجل ذلك اليوم حتى يخرج قائمنا ، فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، فلا يخلو الأرض منكم ، أعطاكم الله علمي وفهمي ، ولقد دعوت الله تبارك وتعالى أن يجعل العلم والفقه في عقبي وعقب عقبي ومن زرعي وزرع زرعي» (٣).

السابع عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكل ـ رضي الله عنه ـ قال : حدّثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال : حدّثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن الحسن بن علي بن سالم ، عن أبيه ، عن أبي حمزة ، عن سعيد بن جبير ، عن عبد الله بن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إن الله تبارك وتعالى اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختارني منها فجعلني نبيا ، ثم اطلع الثانية فاختار منها عليا فجعله إماما ، ثم أمرني أن أتخذه أخا ووليا ووصيا وخليفة ووزيرا ، فعلي مني وأنا من علي ، وهو زوج ابنتي ، وأبو سبطي الحسن والحسين ألا وإن الله تبارك وتعالى جعلني وإياهم حججا على عباده ، وجعل من صلب الحسين أئمة يقومون بأمري ، ويحفظون وصيتي ، التاسع منهم قائم أهل بيتي ، ومهدي أمتي ، أشبه الناس بي في شمائله وأقواله وأفعاله ، يظهر من بعد غيبة طويلة وحيرة مضلة ، فيعلن أمر الله ، ويظهر دين الله ، ويؤيد بنصر الله ، وينصر بملائكة الله ، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما» (٤).

الثامن عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا أبي رضى الله عنه قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا يعقوب بن يزيد ، عن حماد بن عيسى ، عن عبد الله بن مسكان ، عن أبان بن أبي عياش (٥). عن سليم بن قيس الهلالي ، عن سلمان الفارسي ـ رضي الله عنه ـ قال : دخلت على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فإذا الحسين بن علي على فخذه وهو يقبل عينيه ويلثم فاه ويقول : «أنت سيد ابن سيد ، أنت إمام ابن إمام (٦) أبو أئمة ، أنت حجة ابن حجة أبو حجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم» (٧).

ورواه ابن بابويه أيضا عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد ابن أبي عمير عن عمر بن اذينة ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس الهلالي ، وساق الحديث. وهذا الحديث متكرر في كتب ابن بابويه وغيره.

__________________

(١) يونس : ٤٨.

(٢) في البحار : ولو لم يبق.

(٣) رواه المجلسي في البحار : ٣٦ / ٣٣٨ ـ ٣٤٠ عن كفاية الاثر باختلاف يسير.

(٤) كمال الدين : ١ / ٢٥٧ ـ ٢٥٨.

(٥) في المصدر : أبان بن تغلب.

(٦) في المصدر : ابن إمام ، أخو إمام ، أبو أئمة.

(٧) كمال الدين : ١ / ٢٦٢.

١١٦

التاسع عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا علي بن أحمد بن عبد الله البرقي (١) ، عن أبيه ، عن جده أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه محمد بن خالد ، عن محمد بن داود ، عن محمد بن الجارود العبدي ، عن الأصبغ بن نباتة قال : خرج علينا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ذات يوم ويده في يد ابنه الحسنعليه‌السلام وهو يقول : «خرج علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم ويدي في يده هكذا وهو يقول : خير الخلق بعدي (٢) وسيدهم بعد الحسن ابني أخوه الحسين المظلوم بعد أخيه المقتول في أرض كربلاء ، أما إنه وأصحابه من سادات الشهداء يوم القيامة ، ومن بعد الحسين تسعة من صلبه خلفاء الله في أرضه وحججه على عباده ، وأمناؤه على وحيه ، وأئمة المسلمين ، وقادة المؤمنين ، وسادة المتقين ، تاسعهم القائم الذي يملأ الله عزوجل به الأرض نورا بعد ظلمتها ، وعدلا بعد جورها ، وعلما بعد جهلها ، والذي بعث أخي محمدا بالنبوة واختصني بالإمامة لقد نزل بذلك الوحي من السماء على لسان الروح الأمين جبرائيل ، ولقد سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ وأنا عنده ـ عن الأئمة بعده فقال للسائل : (وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ) (٣) عددهم بعدد البروج ، ورب الليالي والأيام والشهور إن عدتهم كعدة الشهور (٤) فقال السائل : فمنهم يا رسول الله؟ فوضع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يده على رأسي فقال : أولهم هذا وآخرهم المهدي، من والاهم فقد والاني ، ومن عاداهم فقد عاداني ، ومن أحبهم فقد أحبني ومن أبغضهم فقد أبغضني ، ومن أنكرهم فقد أنكرني ، ومن عرفهم فقد عرفني ، بهم يحفظ الله عزوجل دينه ، وبهم يعمر بلاده ، وبهم يرزق عباده ، وبهم ينزل القطر من السماء ، وبهم يخرج بركات الأرض ، هؤلاء أصفيائي وخلفائي وأئمة المسلمين وموالي المؤمنين» (٥).

__________________

(١) في المصدر : عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي.

(٢) في المصدر : خير الخلق بعدي وسيدهم أخي هذا ، وهو إمام كل مسلم ، ومولى كل مؤمن بعد وفاتي. ألا وإني أقول : خير الخلق بعدي وسيدهم ابني هذا ، وهو إمام كل مؤمن ، ومولى كل مؤمن بعد وفاتي ، ألا وإنه سيظلم بعدي كما ظلمت بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وخير الخلق وسيدهم بعد الحسن. الحديث.

(٣) البروج : ١.

(٤) في المصدر : ان عددهم كعدد الشهور.

(٥) كمال الدين : ١ / ٢٥٩ ـ ٢٦٠ ط ١٣٩٠ هج ـ طهران.

١١٧

الباب الثاني عشر

في نص رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على علي بن أبي طالب عليه‌السلام بانه الإمام بعده

وبنيه الأحد عشر صلوات الله عليهم بأنهم الأئمة الاثنا عشر

بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وخلفاؤه وأوصياؤه

من طريق العامة ، وفيه ستة وستون حديثا

الأول : الفقيه أبو الحسن علي بن محمد الخطيب الجلابي الشافعي المعروف بابن المغازلي الواسطي في كتاب (مناقب أمير المؤمنين) ـ وكلما ذكرته عنه فهو منه ـ قال :

أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد البيع البغدادي فيما كتب به إلي يخبرني أن أبا محمد عبد الله بن اسلم (١) الفرضي حدثهم قال : حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمد ابن سعيد الحافظ قال : حدّثنا محمد بن إسماعيل بن إسحاق قال : حدّثنا محمد بن عديس قال : حدّثنا جعفر الأحمر قال : حدّثنا هلال الصواف ، عن عبد الله بن كثير ـ أو كثير بن عبد الله ـ عن ابن أخطب ، عن محمد بن عبد الرّحمن بن أسعد بن زرارة الأنصاري ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لمّا كان ليلة اسري بي إلى السماء إذا قصر من ياقوتة حمراء يتلألأ نورا (٢) فاوحى الله إلي في علي أنه سيد المسلمين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين» (٣).

الثاني : ابن المغازلي أيضا قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان قال : أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه الخزاز (٤) إجازة قال : حدّثنا إبراهيم ابن عباد (٥) الكرماني قال : حدّثنا يحيى بن أبي بكر ، أخبرنا جعفر بن زياد ، عن هلال الوزّان ، عن أبي كثير الأسدي ، عن عبد الله بن

__________________

(١) في المصدر : أبا أحمد عبيد الله بن أبي مسلم.

(٢) في المصدر : اذا قصر أحمر من ياقوت يتلألأ.

(٣) المناقب لابن المغازلي : ١٠٤. ط ر ١٣٩٤ هج ـ طهران. تحقيق فضيلة العلامة الشيخ محمد باقر البهبودي. وسوف نعتمد على المطبوعة وننقل منها بعد هذا بدلا عن النسخة المخطوطة.

والحديث أخرجه أيضا : ابن الجزري في اسد الغابة : ١ / ٦٩ و : ٣ / ١١٦ ، والحافظ أبو نعيم الاصبهاني في تاريخ اصبهان : ٢ / ٢٢٩ ، والخوارزمي في المناقب : ٢٢٩ ، والهيتمي في مجمع الزوائد : ٩ : ١٢١.

(٤) في المخطوطة : حمويه الخزاز.

(٥) في المصدر : حدّثنا ابن أبي داود ، حدّثنا إبراهيم بن عباد.

١١٨

أسعد بن زرارة (١) قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «انتهيت ليلة اسري بي الى سدرة المنتهى ، فاوحي الي في عليّ ثلاث : إنه إمام المتقين ، وسيد المسلمين ، وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم» (٢).

الثالث : ابن المغازلي قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسين بن عبد الرّحمن العلويرحمه‌الله فيما كتب به إلي قال : حدّثنا أبو الطيب محمد بن الحسين التيملي البزار قال : حدّثنا الحسين بن علي السلولي قال : حدّثنا محمد بن الحسن السلولي (٣) قال : حدثني صالح بن أبي الأسود ، عن أبي المطهر الرازي (٤) ، عن سلام الجعفي ، «عن أبي جعفر» (٥) عن أبي برزة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أن الله تبارك وتعالى عهد إلي في علي عهدا فقلت : يا رب بيّنة لي! فقال الله عزوجل : اسمع! قلت : سمعت ، قال : إن عليا راية الهدى ، وإمام أوليائي ، ونور من أطاعني ، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين ، من أحبه أحبني ، ومن أطاعه أطاعني ، فبشره بذلك! قال : قال : فبشرته بذلك ، قال : فقال علي (٦) : أنا عبد الله وفي قبضته فإن يعذبني فبذنبي ولم يظلمني ، وإن يتم الذي بشرني به ، فالله أولى به ، قال : فقال : اللهم اجل قلبه ، واجعل ربيعة الإيمان بك ، فقال الله عزوجل : فاني قد فعلت ذلك ، ثم إن الله عهد الي : أني أستخصه من البلاء ما لا أخص به أحدا من اصحابك! فقلت : يا رب أخي وصاحبي ، فقال الله : إن هذا أمر قد سبق ، إنه مبتلى ومبتلى به» (٧).

ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء (٨).

الرابع : الفقيه ابن المغازلي قال : أخبرنا القاضي أبو جعفر محمد بن إسماعيل العلوي قال : حدّثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان المزني الحافظ الملقب بابن السقاء قال : حدّثنا عبد الله بن أحمد (٩) بن علي الرازي قال : حدّثنا علي بن الحسن بن عبيد الرازي قال : حدّثنا إسماعيل بن أبان الازدي ، عن عمرو بن حريث ، عن داود ابن السليك ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفا لا حساب عليهم ، ثم التفت إلى علي عليه‌السلام فقال :

__________________

(١) في المصدر : ابن زرارة ، عن أبيه.

(٢) المناقب لابن المغازلي : ١٠٥ ، اسد الغابة : ١ / ٩٦ ، ذخائر العقبى : ٧٠ ، منتخب كنز العمال : ٥ / ٣٤ ، مستدرك الحاكم : ٣ / ١٣٧.

(٣) في المصدر : محمد بن علي السلولي.

(٤) في المصدر : الرازي ، عن الاعشى الثقفي.

(٥) ما بين القوسين غير موجود في المصدر.

(٦) في المصدر. قال : فبشرته ، فقال علي.

(٧) المناقب لابن المغازلي : ٤٦ ـ ٤٧.

(٨) راجع حلية الاولياء : ١ / ٦٦ ، كفاية الطالب للكنجي : ٧٣.

(٩) في المصدر : أبو عبد الله أحمد بن علي.

١١٩

هم شيعتك وأنت إمامهم» (١).

الخامس : ابن المغازلي قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب إجازة أن أبا أحمد عمر بن عبد الله بن شوذب أخبرهم قال : حدّثنا محمد بن الحسن بن زياد ، حدّثنا أحمد بن الخليل ببلخ ، حدثني محمد بن أبي محمود قال : حدّثنا يحيى بن أبي معروف قال : حدّثنا محمد بن سهل البغدادي ، عن موسى بن القاسم ، عن علي بن جعفر قال : سألت أبا الحسن عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ) (٢) قال : «المشكاة فاطمة عليها‌السلام ، والمصباح الحسن. والحسين الزجاجة (كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌ) (٣) قال : كانت فاطمة كوكبا دريا من نساء العالمين (يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ) (٤) الشجرة المباركة إبراهيم (لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ) (٥) لا يهودية ولا نصرانية (يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ) (٦) (وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ) (٧) قال : فيها إمام بعد إمام (يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ) (٨) قال: يهدي الله عزوجل لولايتنا من يشاء» (٩).

السادس : ابن المغازلي قال : أخبرنا القاضي أبو تمام علي بن محمد بن الحسين قال : أخبرنا القاضي أبو الفرج أحمد بن علي بن جعفر بن محمد بن المعلى الحنوطي (١٠) إذنا قال : حدثني أبو الطيب محمد بن حبيش بن عبد الله بن هارون النيلي في الطراز بواسط سنة إحدى وثلاثين واربع مائة (١١) قال : حدّثنا المشرف بن سعيد الذارع ، حدّثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ، حدّثنا سفيان بن حمزة الأسلمي ، عن كثير بن زيد قال : دخل الأعمش على المنصور وهو جالس للمظالم فلما بصر به قال له : يا سليمان تصدر قال : أنا صدر حيث جلست ، ثم قال : حدثني الصادق قال : حدثني الباقر قال : حدثني السجاد قال : حدثني الشهيد قال : حدثني التقي وهو الوصي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم‌السلام قال: حدثني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أتاني جبرائيل عليه‌السلام آنفا فقال تختموا بالعقيق فإنه أول حجر شهد لله بالوحدانية ولي بالنبوة ولعلي بالوصية ولولده بالإمامة ، ولشيعته بالجنة».

قال فاستدار الناس بوجوههم نحوه فقيل له : تذكر قوما فتعلم من لا نعلم فقال : الصادق جعفر بن

__________________

(١) المناقب لابن المغازلي : ٢٩٣.

(٢) النور : ٣٦.

(٣) النور : ٣٦.

(٤) النور : ٣٦.

(٥) النور : ٣٦.

(٦) في المصدر : قال : يكاد العلم أن ينطق منها.

(٧) النور : ٣٦.

(٨) النور : ٣٦.

(٩) المناقب لابن المغازلي : ٣١٦ ـ ٣١٧.

(١٠) في المصدر : علي بن جعفر بن المعلى الخيوطي.

(١١) في المصدر : وثلاثمائة.

١٢٠