أدوار علم الفقه وأطواره

الشيخ علي كاشف الغطاء

أدوار علم الفقه وأطواره

المؤلف:

الشيخ علي كاشف الغطاء


الموضوع : الفقه
الناشر: دار الزهراء للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٨٦

الملقب بعماد الدولة وكان ابتداء سلطانه في شيراز سنة ٣٢١ ه‍ وكان لهم الحب العظيم للعلم والعلماء وفتحوا المدارس وعمروا ما خرب منها ودروا على الفقهاء وباقي أرباب العلوم الأرزاق واستمرت سلطتهم لسنة ٤٤٧ ه‍.

دولة الفاطميين

السادس منها : ظهور دولة الفاطميين في بلاد المغرب سنة ٢٩٦ ه‍ برئاسة عبيد الله المهدي الذي اعتنق مذهب الإسماعيلية وقد بنوا القاهرة وأنشئوا فيها جامع الأزهر سنة ٣٥٨ ه‍ والجامعات والكليات ودار الحكمة والمكاتب العامة وينسب للدروزي الاعتقاد بأن الحاكم بالله الخليفة الفاطمي قد غاب سنة ٤١١ ه‍ واستمرت دولتهم لسنة ٥٦٧ ه‍.

دولة الحمدانيين

والسابع منها : ظهور دولة الحمدانيين برئاسة حمدان التغلبي سنة ٢٨١ ه‍ وقد قامت بخدمة العلم والعلماء والفقهاء واستمرت دولتهم لسنة ٣٩٢ ه‍.

تدوين السنة على نطاق واسع

والثامن منها : أن في هذا الدور الرابع شعر الفقهاء

٨١

بضرورة تدوين السنة التي هي المصدر الثاني للفقه على نطاق واسع وكان مبدأ الأمر هو محاولة عمر بن عبد العزيز جمع الحديث في أوائل القرن الثاني للهجرة المصادف للقرن الثامن للميلاد فكتب إلى أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قاضي المدينة المنورة وواليها وإلى باقي عماله في الأمصار يأمرهم تدوين أحاديث الرسول ولكن عمر بن عبد العزيز قد عاجله الأجل قبل إتمام جمعها من قبل عامله ابن حزم بيد انه قد حقق أمله في زمن حياته محمد بن مسلم الزهري المدني التابعي المتوفي سنة ١٢٤ ه‍ فقد دوّن لعمر بن عبد العزيز كتاباً في ذلك وأخذ عمر يبعث إلى مصر دفتراً من دفاتر هذا الكتاب وكان الزهري يفتخر ويقول (لم يدون هذا العلم أحد قبل تدويني) ويحكى أن الزهري قد أملى على بعض ولد هشام بن عبد الملك أربعمائة حديث وانها كانت مكتوبة لديه وكان يطوف على العلماء ويكتب كل ما سمعه منهم وقالت له امرأته إن هذه الكتب اشد علي من ثلاث ضرائر.

أول من دوّن السنة وأول من صنفها وبوبها

وقد روى الرواة أن أول من دوّن العلم هو محمد الزهري المذكور وإن أول من صنف وبوب سعيد بن

٨٢

عروبة. وألف مكحول الشامي المتوفي سنة ١١٦ ه‍ كتاب السنن في الفقه وكتاب المسائل في الفقه.

أقدم كتاب وصل إلينا في الحديث

وأقدم كتاب ألف في الأحاديث الفقهية قد وصل إلينا المجموع الفقهي الذي رواه إبراهيم بن الزبرقان ونصر بن مزاحم عن الإمام زيد الذي استشهد بأمر هشام بن عبد الملك الأموي سنة ١٢١ ه‍ فانه اقدم من الموطأ بنصف قرن وكان الإمام جعفر الصادق المتوفي سنة ١٤٨ ه‍ يحث العلماء والرواة على تدوين السنة فقد نقل عنه بعدة طرق انه قال : (اكتبوا فانكم لن تحفظوا حتى تكتبوا).

محاولة المنصور تدوين الفقه بتحريض ابن المقفع

وعند ما تحولت الخلافة من الأمويين إلى العباسيين سنة ١٣٢ ه‍ حاول المنصور العباسي تدوين الفقه بنحو يكون هو المرجع للأقطار الإسلامية بتحريض من ابن المقفع المتوفي سنة ١٤٤ ه‍ صاحب ترجمة كليلة ودمنة فقد طلب من المنصور أن يضع قانوناً عاماً يؤخذ من الكتاب والسنة وعند عدمهما يؤخذ مما يرتضيه العدل والصالح العام فيكون ذلك هو المرجع لسائر الأقطار الإسلامية. والظاهر أن هذه الفكرة

٨٣

بقيت في ذهن المنصور فلما حج سنة ١٤٨ ه‍ الموافق سنة ٧٦٥ م طلب من مالك أن يحمل الناس على مذهبه فأبى مالك ذلك (وقال : لكل قوم سلف وأئمة فان رأى أمير المؤمنين قرارهم على حالهم فليفعل) فاقتنع المنصور بما قاله مالك ولم ينفذ فكرة ابن المقفع وفي سنة ١٦٣ ه‍ الموافق لسنة ٧٧٧ م ذهب المنصور مرة ثانية للحج وعرض الفكرة الأولى على مالك وقال له (ضع الفقه ودوّن منه كتباً وتجنب شدائد عبد الله بن عمر ورخص عبد الله بن عباس وشوارد عبد الله بن مسعود وأقصد إلى أواسط الأمور وما اجتمع عليه الأئمة والصحابة لنحمل الناس إن شاء الله على علمك وكتبك ونثبتها في الأمصار ونعهد إليهم أن لا يخالفوها) فكتب مالك الموطأ وأصر على موقفه ولم يرض لحمل الناس على مذهبه. ولما جاء هارون الرشيد للخلافة طلب من مالك أن يكون كتابه الموطأ مرجعاً للقضايا والفتوى ويوزع منه نسخاً على الأمصار الإسلامية للعمل على طبقه فأبى مالك ذلك وأصر على فكرته السابقة فبقي الأمر على ما هو عليه من اختلاف المذاهب في الفقه الإسلامي.

زمن كثرة التصنيف والتدوين للسنة والفقه والتفسير

ويمكن أن يقال إن التأليف والتصنيف وتدوين السنة

٨٤

والفقه والتفسير قد كثر في عام ١٤٣ ه‍.

فصنف وألف في بغداد محمد بن مسلم المتوفي سنة ١٥٠ ه‍ كتابه الأربعمائة مسالة.

ومحمد بن حسن الشيباني المتوفي سنة ١٧٩ ه‍ ألف كتبه وطبع منها الشيء الكثير.

وأبو يوسف القاضي عند هارون الرشيد.

وفي مكة المكرمة ألف عبد الملك بن عبد العزيز بن جريح المتوفي سنة ١٥٠ ه‍ كتبه.

وفي المدينة المنورة صنف محمد بن اسحاق المتوفي سنة ١٥١ ه‍ ومالك بن أنس المتوفي سنة ١٧٩ ه‍.

وبالبصرة الربيع بن صبيح المتوفي سنة ١٦٠ ه‍ وسعيد بن أبي عروة المتوفي سنة ١٥٦ ه‍ وحماد بن مسلمة المتوفي سنة ١٧٦ ه‍ وحماد بن عيسى الذي اغرقه السيل في موضع الاحرام عند ما أراد أن يغتسل سنة ٢٠٩ ه‍ فان له عدة كتب منها كتاب الصلاة.

وألف بالكوفة أبان بن تغلب المتوفي سنة ١٤١ ه‍ ويوجد في آخر السرائر مستظرفات من كتبه مطبوعة. وسفيان بن سعيد الثوري المتوفي سنة ١٦١ ه‍.

٨٥

وهشام بن الحكم المتوفي سنة ١٩٩ ه‍ صاحب الكتب الكثيرة والمناظرات الجليلة. وحماد بن عثمان المتوفي سنة ١٩٠ ه‍. وعبد المؤمن بن القاسم بن قيس بن فهد الأنصاري المتوفي سنة ١٤٧ ه‍. ومحمد بن قيس البجلي المتوفي سنة ١٥١ ه‍. ومحمد بن مروان الذهلي المتوفي سنة ١٦١ ه‍. ومعاوية بن عماد المتوفي سنة ١٧٥ ه‍ وقد استطرف صاحب السرائر من كتبه بعض الأحاديث في آخر سرائره.

وبالشام صنف عبد الرحمن الاوزاعي المتوفي سنة ١٥٧ ه‍ والوليد بن مسلم.

وباليمن صنف معمر بن راشد المتوفي سنة ١٥٣ ه‍. وقد ظهر في الآونة الأخيرة كتاب المصنف لأبي بكر عبد الرزاق الصنعاني المتوفي سنة ٢١١ ه‍ والمولود سنة ١٢٦ ه‍. ومؤلفه قد طبع في بيروت في أحد عشر مجلداً ضخماً وعليه فيكون قد عاصر مالك صاحب الموطأ.

وصنف بخراسان ومرو عبد الله بن مبارك المتوفي سنة ١٨١ ه‍.

وبالري جرير بن عبد الحميد.

وبمصر الليث بن سعد المتوفي سنة ١٧٥ ه‍.

٨٦

وبواسط هيثم بن بشير.

أول من قام بتكثير أبواب الحديث

ويحكى أن أبا بكر بن أبي شيبة أول من قام بتكثير الأبواب وكان الحديث في هذه الكتب ممزوجاً بأقوال الصحابة والتابعين.

ما أطلق عليه المصنف

وأطلق على هذا النوع من الجمع اسم المصنفات واشهرها موطأ مالك. وعند الزيدية مجمع الإمام زيد.

من افرز أحاديث الرسول

ثمّ جاء بعد هؤلاء من أفرد وافرز أحاديث الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن فتاوى الصحابة والتابعين وكان ذلك ما بعد المائتين من الهجرة.

ما أطلق عليه اسم المسند

وأطلق على هذا النوع اسم المسانيد.

٨٧

أول من ألف في الأحاديث المسند

ويقال : أن أول من ألف في ذلك هو أبو داود الطيالسي المتوفي سنة ٢٠٤ واكثر المسانيد رواية وحديثاً هو مسند احمد ابن حنبل المتوفي سنة ٢٤١ ه‍.

أول من ألف النوادر والمراد منها

ولعل محمد بن حسن الشيباني صاحب هارون الرشيد المتوفي سنة ١٧٩ ه‍ أول من ألف في النوادر وهي في مصطلح أهل الحديث الأخبار التي ليس بمضمونها خبر آخر أو يكون ولكنه قليل جداً وليس لها معارض ومسلم صحتها بخلاف الشواذ فإنها الأخبار غير الصحيحة أو لها معارض.

وكتاب نوادر الحكمة تأليف الشيخ الجليل محمد بن احمد بن يحيى بن عمران الأشعري القمي يشتمل على عدة كتب وعن ابن شهرآشوب انه اثنان وعشرون كتاباً كما في مجمع البحرين.

ثمّ جاءت بعد هذه الطبقة أي ما بعد المائتين والخمسين من الهجرة طبقة أخرى فاختارت من الأحاديث التي كانت موجودة في بطون الكتب وصدور الرجال.

٨٨

العلماء الذين نالوا الشهرة

وكان الذين نالوا الشهرة منهم دون سواهم في التأليف وكتبهم موجودة لدينا.

البخاري وعدد أحاديثه

محمد البخاري المتوفي سنة ٢٥٦ ه‍ وبلغت أحاديث كتابه على ما حكي (٧٢٧٥) حديثاً المكرر منها (٣٠٠٠) حديثاً.

صحيح مسلم وعدد أحاديثه

ومسلم بن الحجاج النيسابوري المتوفي سنة ٢٦١ ه‍ ، وأحاديث كتابه على ما حكي (١٢٠٠٠) حديثاً ، وأبو داود سليمان السجستاني المتوفي سنة ٢٧٥ ه‍ ومحمد السلمي الترمذي المتوفي سنة ٢٧٩ ه‍ ، ومحمد القزويني المعروف بابن ماجة المتوفي سنة ٢٧٣ ه‍ ، واحمد بن شعيب النسائي المتوفي سنة ٣٠٣ ه‍.

الصحاح الستة

وكتب هؤلاء الستة هي المعروفة بالصحاح الستة عند أهل السنة.

٨٩

والمحاسن للبرقي المتوفي سنة ٢٧٤ ه‍ ومختلف الحديث لأبي محمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة المتوفي سنة ٢٧٦ ه‍ دافع فيه مؤلفه عن الأحاديث التي زعم أهل المعقول بأنها تناقض الكتاب المجيد أو يتناقض بعضها مع بعض.

والغيبة للنعماني من علماء القرن الثالث.

وأبو جعفر محمد بن الحسن بن فروخ الصفار المتوفي سنة ٢٩٠ ه‍ صاحب بصائر الدرجات المطبوع سنة ١٢٨٥ ه‍.

وأبو محمد الحسن الحلبي المتوفي سنة ٣٨١ ه‍ صاحب تحف العقول.

وأبو حنيفة النعمان قاضي مصر صاحب دعائم الإسلام المتوفي سنة ٣٦٣ ه‍.

كيفية الفتوى

وكان الفقهاء يفتون في المسألة بلفظ الحديث بحذف إسناده دون أن يذكروها بالفاظهم وآرائهم وفيما سبق كانوا يفتون في المسألة بذكر الرواية بإسنادها وأما في عصرنا الحاضر فتذكر الفتوى بلفظ رأي المجتهد.

٩٠

علم الرجال ورجال الجرح والتعديل

ثمّ جاء إلى جانب أهل الحديث رجال بحثوا عن حال الرواة من حيث صحة الاعتماد على روايتهم من كونهم عدولاً أو ثقات أو ضعافاً أو ضابطين وقد عرَّفوا بتسميتهم برجال الجرح والتعديل وقد وضعوا كتاباً في ذلك.

أول من صنف في علم الرجال

وأول من صنف في علم الرجال هو عبد الله بن جبلة بن ابحر الكناني المتوفي سنة ٢١٩ ه‍ عن عمر طويل ثمّ كثر التأليف والتصنيف في هذا الموضوع.

اقدم كتاب لدينا في علم الرجال

ولعل اقدم كتاب لدينا في هذا الموضوع لأهل السنة طبقات ابن سعد المتوفي سنة ٢٣٠ ه‍ وللشيعة هو رجال احمد بن محمد بن خالد البرقي المتوفي سنة ٢٧٤ ه‍ وعلى نهجه سلك اغلب مؤلفي الشيعة في الرجال كالشيخ الطوسي وغيره وسبب ذلك وجود الأحاديث المكذوبة في السنة بكثرة من جهة دس أهل الضلالة فيها أما معاداة للإسلام أو لإبراز نفسه مبرز أهل الحديث أو استنكافاً من الجهل أو نحو ذلك فكان

٩١

الشخص الذي يريد معرفة الحكم من السنة يقع أمام عقبة كئود صعبة لمعرفة الصحيحة منها من غيرها فوضعوا كتباً تشرح حال الرواة من هذه الناحية.

الميزان في صحة الرواية الوثوق بها

ثمّ قام إلى جانب ذلك طبقة جعلوا الميزان في صحة الرواية هو الوثوق بصدورها وهو إنما يحصل بالعمل بها والاستناد إليها من قبل الكثير من المتقدمين.

الميزان في ضعف الرواية

والميزان في ضعف الرواية هو أعراض المشهور من المتقدمين عن العمل بها فلو كانت الرواية رواتها كلهم عدول وقد اعرض عنها المشهور من المتقدمين وهي بمرأى منهم ومسمع فهي ضعيفة عندهم.

وبعضهم اعتبر الشهرة في الرواية واعرض عن الرواية الشاذة فإذا كانت الرواية اشتهر نقلها أخذ بها وإذا لم يروها إلا القليل طرحها فالميزان عنده شهرة نقلها لا شهرة العمل بها.

٩٢

الأسباب لكثرة المذاهب الفقهية في الدور الرابع

وفي هذا الدور كثرت المذاهب الفقهية وتعددت الآراء في المسائل الشرعية وذلك لأسباب كثيرة.

عدم الاهتمام بادي بدء بالتدوين

أحدها : ولعله هو الأهم عدم اهتمام ولاة الأمور بادئ بدء بتدوين السنة بل منعهم عنها فان عدم كتابتها قد أدى إلى تحريفها والدس فيها مما أوجب اختلاف الفقهاء في الاعتماد عليها فتجد بعضهم اعتمد على نوع منها في حكم المسألة دون أن يعتمد الآخر عليه.

التفاوت في سعة الاطلاع

ثانيها : تفاوتهم في سعة الاطلاع على السنة فتجد أن بعضهم اطلع على رواية في معرفة حكم المسألة دون أن يطلع الآخرون عليها مما جعل المطلع يفتي بما اطلع عليه دون أن يفتي الآخر به.

اختلاف الأفهام

ثالثها : اختلاف الأفهام لمعاني آيات القرآن وأحاديث الأحكام.

٩٣

اختلاف الفقهاء في الأدلة

رابعها : اختلاف الفقهاء في أدلة الأحكام كاختلافهم في حجية القياس ودليليته على الحكم وكتب أصول الفقه قد بسطت البحث في ذلك.

الاطلاع على علة الحكم

خامسها : اختلاف مدارك الفقهاء لعلل الأحكام الموجبة لسريان الحكم فان بعضهم قد يطلع على علة الحكم لعمق تفكيره فيسريه بها دون الآخر.

السياسة

السادس : السياسة كان لها عظيم الأثر في تحصيل بعض الفتاوى في مقابل الفتاوى التي لا توافق أذواقهم وسيرهم. ولعل من هذه الجهة كثرت الحيل في الخروج عن حكم المسألة فإنها كانت لسلاطين الوقت.

٩٤

تعارض الأدلة

السابع : التعارض بين الأدلة وقد شرحته كتب الأصول وبسطت البحث فيه أحسن شرح وألطف بسط.

والحاصل ان في هذا الدور الرابع كثرت المذاهب لكثرة الفقهاء فيه مع اختلافهم في دليلية بعض الأدلة والاطلاع على

ما هو الدليل منها دون اطلاع الآخرين أو فهم الحكم من المطلع عليه دون فهم الفقيه الآخر منه أو الداعي رغبة الدولة والاتجاه السياسي فان هذه الأمور ابرز الأشياء لتعدد المذاهب في هذا الدور ، ولكن المذاهب التي قدر لها الدوام والشهرة والبقاء حتى الآن عدة مذاهب :

٩٥
٩٦

مذهب الامامية

٩٧
٩٨

الأول منها مذهب الامامية وراعينا في تقديم بعضها على بعض بحسب الزمان ومع التساوي في القدم الزماني نقدم الأشهر من المتساويين بالنسبة للآخر والاشهر هو الذي يكون أتباعه أكثر ودائرته أوسع ، وعليه فيكون أول المذاهب هو مذهب الامامية باعتبار انه أقدمها زماناً وأكثرها شهرة وانتشاراً بالنسبة لما قارنه من المذاهب.

وجه التسمية بالامامية وبمذهب أهل البيت

وسمي بهذا الاسم نسبة للإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام باعتبار أن هذا المذهب يتركز على امامته عليه‌السلام بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. بلا فصل.

ويسمى أيضاً بمذهب أهل البيت لأن أهل البيت هم المقصودون

٩٩

في آية التطهير عند علماء التفسير وهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. علي عليه‌السلام. وفاطمة عليها‌السلام. والحسن عليه‌السلام. والحسين عليه‌السلام. وأهل هذا المذهب يتمسكون بهؤلاء الخمسة حيث يتبعون أقوالهم وأفعالهم وتقاريرهم دون باقي المذاهب فانهم لا يتبعونهم في ذلك.

ويسمى هذا المذهب أيضاً بمذهب التشيع لأن معتنقيه قد شايعوا علياً وذريته وتابعوهم ويسمون بالشيعة لأن الشيعة هي الفرقة الموالية وهم موالون للإمام علي عليه‌السلام وذريته ومفردها شيعي.

ما روته السنة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مدح الشيعة

وقد روي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من طرق أهل السنة أن علياً وشيعته في الجنة ما بلغ حد التواتر كالعسقلاني في لسان الميزان. والخطيب الخوارزمي في المناقب. والترمذي في المناقب. والحافظ في فردوس الأخبار. وابن الجوزي في التذكرة. وعلاء الدين في منتخب كنز الأخبار. والسيوطي في الدرر المنثور. والألوسي في تفسيره والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد وغيرهم.

الفرقة الجعفرية

وقد افترق أصحاب المذهب الامامي إلى عدة فرق إلا أن الذي قدر لها البقاء فرقتان إحداهما فرقة الامامية الجعفرية

١٠٠