أدوار علم الفقه وأطواره

الشيخ علي كاشف الغطاء

أدوار علم الفقه وأطواره

المؤلف:

الشيخ علي كاشف الغطاء


الموضوع : الفقه
الناشر: دار الزهراء للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٨٦

وقد ظهرت العلوم العقلية في هذا الدور الرابع واتسع افقها وانتشرت كتبها وكان من اشهر المتكلمين فيها عمرو بن عبيد المتوفى سنة ١٤٢ ه‍ وأبو الهذيل العلاف المتوفى سنة ٢٣٥ ه‍ وعمرو الجاحظ المتوفى سنة ٢٥٥ ه‍. فان الفلسفة اليونانية وغيرها قد دخلت البلاد الإسلامية بعد قرنين إلا انه قد أوضح المسلمون مسائلها وأضافوا إليها الشيء الكثير وأخرجوها بهذه الحلة الجميلة بعد أن هذبوها ونقحوها وناقشوا ما كان مخالفاً للعقيدة الدينية والآيات القرآنية فظهرت خالصة من الآراء الالحادية والخرافات التقليدية وأزالوا عنها الحجب والغموض وفتحوا باب المناقشات والمباحث فيها واعطوا للعقل حرية الفكر وأضافوا اليها مباحث قيمة كمبحث

٢٠١

النبوة والإمامة ورتبوها ترتيباً حسناً حتى أصبحت العلوم العقلية غير العلوم العقلية اليونانية أو الرومانية والفارسية والهندية وكان اظهر طابع على العلوم العقلية الإسلامية هو قدرتها على الجمع بين الدين والفلسفة والحكمة والمعرفة وللإسلام الفضل الأكبر في حفظ الفلسفة اليونانية وغيرها من الفلسفات القديمة فان النصرانية عند ما ضربت سرادقها على بلاد اليونان خافت من فلسفتها على دينها فمنعت من تدريسها ودفنت كتبها تحت التراب في الدهاليز والانفاق حتى استطاع المأمون سنة ٣٠٤ ه‍ ج ٨١٩ م أن يحصل على الكثير من هذه الكتب وقد أصابها التلف. كما ان للإسلام الفضل الأكبر على الديانتين اليهودية والمسيحية فقد أخرجهما القرآن الكريم بحليتهما الواقعية المجردة عن الأوهام والخرافات التي لم ينزل الله بها من سلطان.

٢٠٢

الدور الخامس

٢٠٣
٢٠٤

دور التقليد عند أهل السنة

يبدأ هذا الدور بما انتهى إليه الدور الرابع أي انه يبدأ من أوائل القرن الرابع إلى سقوط الدولة العباسية سنة ٦٥٥ ه‍ بزحف التتر على بغداد وسقوطها بأيديهم فان هذا الدور قد جاء وقد تفككت عرى الوحدة الإسلامية بخلافات طائفية ومذهبية وانقسامات عنصرية وطبقية وتمزق شمل المسلمين فالبويهيون في فارس والفاطميون في شمال إفريقيا والامويون في الأندلس والاخشيديون في سورية ومصر والساسانيون في خراسان والقرامطة في البحرين والحمدانيون في الموصل هذا وبغداد عاصمة الدولة العباسية منقسم بعضها على بعض تعصف بها الزوابع السياسية والفتن الداخلية لنيل التاج أو الصولجان لا للصالح العام ويغار عليها من كل جانب ومكان

٢٠٥

حتى هرب الخليفة العباسي المتقي من بغداد خوفاً من الجيش البربري الزاحف عليها واستنجد بناصر الدولة في الموصل فأنجده وأرجعه إليها فضعفت الرغبة من العلماء في الاجتهاد لتبلبل الأحوال واضطراب الأوضاع أضف إلى ذلك أن الدولة نظراً لضعفها في هذا الدور أصبحت لا تمنح المنصب الديني ولا القضاء للذي يعمل برأيه وإنما تنصب من كان مقيداً ومتبعاً لمذهب من المذاهب وتفرض عليه اجتناب كل قضاء يخالف ذلك المذهب خوفاً من تبلبل الأفكار وحدوث الانشقاق والانقسام وأخذوا لا يجعلون شخصاً في منصب من المناصب الدينية إلا إذا كان متبعاً لأحد المذاهب السنية المشتهرة المعروفة كالحنفية والظاهرية والشافعية ونحوها من المذاهب ولا يكيلون وزناً للمجتهد المنفرد فأوجب ان ينصرف أهل السنة عن الاجتهاد حتى انه لم يبق بعد محمد بن جرير الطبري المتوفى سنة ٣١٠ ه‍ من يجتهد في الأحكام الشرعية وبطبيعة الحال أصبحت النتيجة الحتمية عندهم بعد هذا الزمن الإجماع والاتفاق على العمل بالمذاهب السابقة وانسداد باب الاجتهاد. والإجماع عندهم حجة لا ترد ودليل لا يفند فافتوا استناداً لهذا الإجماع بسد باب الاجتهاد وحصر المذاهب التي يرجع إليها بالمذاهب السابقة واصبح هذا الدور للفقه الإسلامي السني في هذه الفترة من الزمن دور التقليد المحض

٢٠٦

لأهل السنة وكان من جراء ذلك أن يحصر علماؤهم أبحاثهم ضمن نطاق خاص وإطار مخصوص فكان كل واحد منهم في هذا الدور لا يتجاوز بحثه حدود مذهب فقيه سابق قد قلده لا يحيد عنه ولا يتعداه لغيره ويرى أن ما قاله مقلده هو الصحيح وما عداه من الآراء خطأ لا يتبع ولم ير من يجتهد في الأحكام الشرعية فيأخذ أحكامه من أدلتها غير متقيد برأي أحد من الأئمة ورضوا لأنفسهم التقليد ولامام معين واعتبار فتاواه كأنها نص من الشارع المقدس فأصبحوا عالة على فقه أبي حنيفة ومالك والأوزاعي والظاهري وأمثالهم ممن كانت مذاهبهم متداولة والتزم كل منهم مذهباً معيناً لا يتعداه وبذل كل ما أوتي من قوة في نصرة ذلك المذهب جملة وتفصيلا ويأخذوا أحكامهم الشرعية منه دون أن يرجعوا للكتاب والسنة فكان الفقيه في هذا الدور هو الذي يستنبط الأحكام الشرعية من كتب أحد الفقهاء السابقين ويسمى ذلك بالاجتهاد المقيد بل لا يستجيز لنفسه أن يخالف فتوى الفقيه الذي قلده ولو قامت عليها الأدلة من الكتاب والسنة. وقد بلغ هذا التعصب المذهبي في هذا الدور إلى أن يقول أبو الحسين الكرخي رئيس الفقه الحنفي في العراق المتوفى سنة ٣٤٩ ه‍ (أن كل آية أو حديث يخالف ما عليه أصحابنا فهو مؤول أو منسوخ) وإلى أن يقول صاحب الدار المختار (إن من ارتحل عن المذهب

٢٠٧

الحنفي إلى المذهب الشافعي يعزر) وأصبحت كلمات أئمتهم وعباراتهم هي المصدر الذي يستنبطون منه الحكم الشرعي حتى أنه في المغرب لما استولى عليه عبد الواحد بن علي ألزم العملاء الاجتهاد وترك التقليد فأحرق كتب الفروع كلها وأمر بوضع كتب أحاديث الأحكام وكذا فعل حفيده يعقوب سنة ٥٩٥ ه‍ وقد بلغ التطاحن بين الفقهاء وأتباعهم في هذا الدور ومهاجمة بعضهم البعض من ناحية التعصب والتحيز للفقهاء السابقين حد التقاتل كما يظهر ذلك من ابن الأثير ج ٨ ص ١٠٦ وكان نتيجة ذلك أن تأثر الفقه بالجمود لدى أهل السنة واصبح بعيداً عن واقع الحياة رغم تطور الحضارة وتبدل الأوضاع فقد حدثت أشياء وأحوال لم تكن في عصر انفتاح باب الاجتهاد حتى يعالجها فقهاؤهم السابقون ولا يحق للمتأخرين منهم أن يعالجوها لانسداد باب الاجتهاد عليهم.

٢٠٨

وجه الانحصار بالمذاهب الأربعة

في هذا الدور الخامس ومبدئه

٢٠٩
٢١٠

وبعد ذلك في هذا الدور انحصرت المذاهب المتبعة عند السنة في أربعة : الحنفية. والمالكية. والحنبلية. والشافعية. وكان بذرة انحصارها هو القادر العباسي الذي تولى الخلافة الإسلامية سنة ٣٨١ ه‍ فانه كان ذا سياسة وكياسة وظهر بمظهر الصلاح والتقوى حتى عده ابن الصلاح من الفقهاء الشافعية وأخذ الفقهاء يعقدون الاجتماعات برئاسته بصفة كونه زعيماً دينياً فيصدرون الفتاوى بتحريم حرية الرأي وتكفير بعض الطوائف كالفاطميين ومهاجمة المعتزلة وتكفير من يعتنقها. وأمر أربعة من الفقهاء أن يصنف كل واحد منهم مختصراً على مذهبه من المذاهب الأربعة. فصنف الماوردي الاقناع على مذهب الشافعي. وصنف أبو الحسين القدوري مختصراً على مذهب أبي حنيفة. وصنف أبو محمد عبد الوهاب مختصراً على مذهب المالكي. وصنف آخر مختصراً على مذهب الحنبلي وأمر الخليفة القادر العمل بها لأجل تقليل الآراء في الأحكام الشرعية (١).

__________________

(١) يحكى من غير واحد أن الخليفة القادر العباسي طلب من السيد المرتضى رحمه‌الله مالا ليأمر بالعمل بمذهب التشيع كما أمر بالعمل بالمذاهب المذكورة ولكن السيد المرتضى عجز عن دفع المال.

٢١١

ولا ريب أن هذا العمل من القادر يوجب اتساع رقعة المذاهب الأربعة وكثرة المتبوعية لها وضعف باقي المذاهب السنية وقلة متبوعيتها وندرة الدعاة لها لأن الخلافة العباسية مهما تطور الوضع بها وانحط نفوذها الزمني فهي لم تفقد سيادتها الروحية وبقيت تحتفظ بزعامتها الدينية عملا وعقيدة والخليفة العباسي وإن فقد سلطته الزمنية إلا انه لم يتجرد حتى عند رعيته عن كونه إماماً روحياً وزعيماً دينياً ومصدراً لجميع السلطات الإلهية وانه الرئيس الفعلي للحكومة الدينية فإذا صدر منه الأمر بالعمل بتلك المذاهب الأربعة لا ريب كان معناه إلغاء العمل بما عداها من المذاهب بحكم الزعيم الديني ولا ريب أن ذلك يوجب اضمحلالاً شيئاً فشيئاً حتى تتلاشى وبالفعل أخذت باقي المذاهب بالتلاشي شيئاً فشيئاً حتى إذا عصفت العاصفة الكبرى وحلت الطامة العظمى سنة ٦٥٦ ه‍ باحتلال المغول (التتر) بغداد وبلغ منهم التخريب والتهديم والحرق والذبح منتهى المبلغ ستة أسابيع حتى صارت الدماء تنساب على الطرقات وصبغت ماء دجلة باللون الأحمر الثاني عدة أميال وهدمت الجوامع والمدارس وأحرقت الكتب والنفائس وقتل المغول (التتر) الخليفة المستعصم وأولاده ولم ينج منهم نافخ ضرم وانقرضت بذلك الخلافة العباسية في بغداد وظل الأفق السني طوال ثلاث سنين ونصف بلا خلافة

٢١٢

واصبح بحاجة لزعيم ديني وقد أدرك بيبرس الملقب بالظاهر ملك مصر من ملوك دولة المماليك بعد أن تغلب على المغول حاجة العالم الإسلامي إلى إحياء الخلافة فاستدعى إليه احمد بن الظاهر محمد بن الناصر العباسي الذي نجا من حبائل المغول ويصير عم لمستعصم الذي قتله المغول فبايعه الملك وقاضي القضاة تاج الدين وكبار الفقهاء والناس بالخلافة سنة ٦٦٠ ه‍ أو سنة ٦٥٩ ه‍ ولقب احمد بالمستنصر بالله وأصبحت القاهرة من ذلك الحين مقراً للخلفاء العباسيين وكانوا يلقبون بالأئمة وكانت سلطتهم لا نفوذ لها إلا من الجانب الديني فقط ، ثمّ أراد الملك بيبرس أن يسترجع بغداد للخلفاء العباسيين فأعد العدة وجهز الجيوش وتوجه مع الخليفة المستنصر المذكور فلما احتلوا دمشق عاد الملك بيبرس إلى مصر وتقدم الخليفة المستنصر قاصداً بغداد وقبل أن يصل إليها وصلت إليه المغول وقتلوه واغلب أصحابه ولم تكن خلافته إلا خمسة اشهر وعشرين يوماً وكان في حلب رجل ينتسب للعباسيين اسمه احمد بن علي نجا مختفياً من بغداد استقدمه الملك بيبرس إلى مصر وبايعه بالخلافة ولقب بالحاكم بأمر الله سنة ٦٦١ ه‍ فعادت الخلافة العباسية في مصر برعاية ذلك الملك الظاهر إلا أنها كانت منصباً دينياً محضاً حتى دخول السلطان سليم الفاتح المشهور لمصر فتنازل له آخر الخلفاء العباسيين عن

٢١٣

منصب الخلافة وأصبحت الخلافة لملوك آل عثمان وفي سنة ٦٦٣ ه‍. وبعد أن امتد النفوذ الديني للخليفة العباسي الحاكم بأمر الله احمد المتقدم ذكره للعالم الإسلامي حتى للحجاز بواسطة السلطان الملك الظاهر بيبرس نصب الخليفة العباسي المذكور برعاية الملك الظاهر المذكور بالديار المصرية وبدمشق أربعة قضاة شافعي ومالكي وحنفي وحنبلي وركز العقيدة الاشعرية فكان هذا العمل من الخليفة الذي يمثل المقام الديني مؤكداً لما صنعه الخليفة العباسي القادر من أمره بالعمل بالمذاهب الأربعة فأخذ يتضاءل ما تبقى من غير المذاهب الأربعة حتى لم يبق في سنة ٦٦٥ ه‍ في مجموع امصار الإسلام مذهب لأهل السنة يعرف غير هذه المذاهب الأربعة ولا عقيدة غير عقيدة الأشعري وعودي من تمذهب بغيرها ولم يول قاضٍ ولا تقبل شهادة شاهد ولا يقدم للخطابة والإمامة والتدريس أحد منهم لم يكن مقلداً لأحد هذه المذاهب الأربعة خصوصاً وقد أخذ يقوى المركز الديني للخليفة المذكور وطفق يتوسع نفوذ السلطان الظاهر المذكور وهما يحملان الشعار بالتمسك بالمذاهب الأربعة فكانت النتيجة الحتمية هي حصول الإجماع والاتفاق من علمائهم على اتباع المذاهب الأربعة وعدم صحة تقليد ما عداها والإجماع حجة عند أهل السنة يوجب الفتوى بمقتضاه فأفتى الفقهاء منهم بوجوب اتباع هذه المذاهب الأربعة

٢١٤

وتحريم ما عداها ولم تبق عقيدة عند أهل السنة إلا عقيدة الأشعري وأوجب ذلك عليهم أن يتجه نشاطهم الفقهي في هذا الدور نحو تكميل المذاهب الأربعة الفقهية من الترجيح لروايات الفتاوى المختلفة عن أئمتها الأربعة والتخريج لعللها المسمى بتخريج المناط والفتوى فيما لم يوجد فيه فتوى منهم بالقياس بواسطة تلك العلل.

مشاهير علماء الدور الخامس:

ومن مشاهير علماء الحنفية في هذا الدور هو علي بن محمد البزدوي المتوفى سنة ٤٨٣ ه‍ ألف المبسوط أحد عشر مجلداً. ومن مشاهير علماء المالكية في هذا الدور محمد الأبهري المتوفى سنة ٣٩٥ ه‍ ألف عدة كتب في شرح مذهب مالك. ومحمد بن رشد المتوفى سنة ٥٩٥ ه‍ صاحب كتاب بداية المجتهد ونهاية المقتصد. ومن مشاهير علماء الشافعية في هذا الدور احمد النيسابوري المتوفى سنة ٤٣٢ ه‍ ألف كتاب الأحكام. وأبو حامد الغزالي المتوفى سنة ٥٠٥ ه‍ صاحب المستصفى في أصول الفقه طبع اكثر من مرة.

٢١٥
٢١٦

الشيعة الامامية في هذا الدور الخامس

٢١٧
٢١٨

وأما الشيعة الامامية في هذا الدور فقد نشطت عندهم الحركة العلمية وخلفوا لنا ثروة فقهية كبرى في هذا الدور رغم أن أئمتهم بدءوا يختفون عنهم في الأزمنة المتأخرة من زمن الإمام العاشر علي الهادي عليه‌السلام فإنه احتجب عن كثير من الشيعة إلا عن عدد يسير من خواصه وجاء بعده ابنه الإمام الحادي عشر الحسن العسكري عليه‌السلام فكان يكلم شيعته الخواص وغيرهم من وراء الستر غالباً إلا في الأوقات التي يركب فيها لدار السلطان فلما توفي سنة ٢٦٠ ه‍ جاء بعده الإمام الثاني عشر وكان قد استتر عن أعين شيعته سنة ٢٦٦ ه‍.

السفراء الأربعة

وجعل بينه وبينهم السفراء الأربعة أبو عمر عثمان بن سعيد ثمّ بعده ابنه محمد بن عثمان المتوفى سنة ٣٠٤ ه‍ ثمّ بعده

٢١٩

أبو القاسم الحسين بن روح النوبختي المتوفى سنة ٣٢٦ ه‍ ثمّ بعده أبو الحسن علي بن محمد السيمري المتوفى سنة ٣٢٩ ه‍ وكان هؤلاء هم الوسائط بينه وبين شيعته ويصدر منه عليه‌السلام بواسطتهم التوقيعات وأجوبة المسائل وبيان الأحكام الشرعية وغيرها ويعرفون خطه عليه‌السلام وبوفاة محمد السيمري وقعت الغيبة الكبرى وانسد باب السفارة والنيابة الخاصة وفوض عليه‌السلام الأمر إلى الفقهاء العالمين بالأحكام الإلهية المطلعين على الأخبار والأحاديث الشرعية وجعلهم النواب عنه عليه‌السلام.

والحاصل انه في زمن الإمام العاشر إلى الإمام الثاني عشر كان من الصعوبة معرفة الحكم الشرعي للحادثة والكتب الموجودة عندهم لم تكن سهلة المأخذ فقد تقدم أن نوعها غير مبوب مع ما فيها من الأحاديث غير المقبولة مع أن بعض الأخبار كانت محفوظة في الصدور يخشى ضياعها فانبرى علماؤهم للقيام بسد هذه الخلة وكان في طليعتهم محمد بن يعقوب الكليني رحمه‌الله المتوفى سنة ٣٢٩ ه‍.

كتاب الكافي

فألف كتاب الكافي الذي جمع فيه من الأحاديث ما صح عنده ونظمها حسب أبواب الفقه والأصول وهو من اعظم كتب الشيعة وأكثرها فائدة وأجلها شأناً وقد ألفه

٢٢٠