تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٤٠

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

سمعت أبا الحسين اليونينيّ (١) : سمعت أبا محمد المنذريّ الحافظ يقول : سألت شيخنا أبا الحسن عليّ بن المفضّل الحافظ عن أربعة تعاصروا أيّهم أحفظ؟.

فقال : من؟

قلت : الحافظ ابن ناصر ، وابن عساكر.

فقال : ابن عساكر.

فقلت : الحافظ أبو موسى المدينيّ ، وابن عساكر.

قال : ابن عساكر.

فقلت : الحافظ أبو طاهر السّلفيّ ، وابن عساكر.

فقال : السّلفيّ شيخنا السّلفيّ شيخنا.

قلت : يعني أنّه ما أحبّ أن يصرّح بأنّ ابن عساكر أفضل من السّلفي ، ولوّح بأنّه شيخه. ويكفي هذا في الإشارة.

قلت : والرجل ورع ثبت. وما أطلق أنّه ما رأى مثل نفسه في جواب الحافظ أبي المواهب إلّا وهو بارّ صدوق.

وكذلك رأيت شيخنا أبا الحجّاج المزّيّ يميل إلى هذا. وأنا جازم بذلك أنّه ما رأى مثل نفسه. هو أحفظ من جميع الحفّاظ الّذين رآهم من شيوخه وأقرانه.

وقال الحافظ أبو محمد عبد القادر الرّهاويّ : رأيت الحافظ السّلفيّ ، والحافظ أبا العلاء ، والحافظ أبا موسى ، ما رأيت فيهم مثل ابن عساكر (٢).

وقرأت بخطّ عمر بن الحاجب : قال : حكى لي من أثق به أنّ الحافظ عبد الغنيّ قال : الحافظ ابن عساكر برجال الشّام أعرف من البخاريّ لهم ، وندم على ترك السّماع منه ندامة كلّيّة.

__________________

(١) اليونيني : نسبة إلى يونين ، بلدة قريبة من بعلبكّ.

(٢) التقييد لابن نقطة ٤٠٦ ـ.

٨١

وذكره ابن النّجّار في «تاريخه» فقال : إمام المحدّثين في وقته ، ومن انتهت إليه الرئاسة في الإتقان والحفظ والمعرفة التّامّة والثّقة ، وبه ختم هذا الشّأن.

روى عنه جماعة وهو في الحياة ، وحدّثوا عنه بالإجازة في حياته.

قال : وقرأت بخطّ الحافظ معمر بن الفاخر في «معجمه» : أخبرني أبو القاسم عليّ بن الحسن الدّمشقيّ الحافظ من لفظه [بمنى] (١) إملاء يوم النّفر الأوّل ، وكان أحفظ من رأيت من طلبة الحديث والشّبّان ، وكان شيخنا الإمام إسماعيل بن محمد يفضّله على جميع من لقيناهم من أهل أصبهان وغيرها.

قدم أصبهان ، وسمع ونزل في داري ، وما رأيت شابّا أورع ولا أتقن ولا أحفظ منه. وكان مع ذلك فقيها أديبا [سنيّا] (٢) ، جزاه الله خيرا ، وكثّر في الإسلام مثله ، أفادني في الرحلة الأولى والثّانية ببغداد كثيرا ، وسألته عن تأخّره في الرحلة الأولى عن المجيء إلى أصبهان فقال : لم تأذن لي أمّي.

قلت : وهو مع جلالته وحفظه يروي الأحاديث الواهية والموضوعة ولا يتبيّنها ، وكذا كان عامّة الحفّاظ الّذين بعد القرون الأولى ، إلّا من شاء ربّك فليسألنّهم الله تعالى عن ذلك. وأيّ فائدة بمعرفة الرجال ومصنفات التّاريخ والجرح والتّعديل إلّا كشف الحديث المكذوب وهتكه؟

قال ابنه أبو محمد : توفّي أبي في حادي عشر رجب ، وحضر الصّلاة عليه السّلطان صلاح الدّين ، وصلّيت عليه في الجامع ، والشّيخ قطب الدّين في الميدان الّذي يقابل المصلّى. ورأى له جماعة من الصّالحين منامات حسنة ، ورثي بقصائد ، ودفن بمقبرة باب الصغير.

قلت : قبره مشهور يزار رحمه‌الله (٣).

__________________

(١) ساقطة من الأصل ، استدركتها من : سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٦٧ ـ.

(٢) ساقطة من الأصل ، استدركتها من : سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٦٧ ـ.

(٣) أقول : أفاد ابن عساكر من شيوخ ساحل دمشق حيث نزل بعلبكّ مرتين على الأقلّ ، فأخذ ـ

٨٢

١٢ ـ عليّ بن حميد بن عمّار (١).

أبو الحسن الأنصاريّ ، الأطرابلسيّ ، ثمّ المكّيّ ، النّحويّ ، المقرئ.

حدّث في هذا العام ب «صحيح البخاريّ» عن أبي مكتوم عيسى بن أبي ذرّ الهرويّ سماعا ، وهو آخر من سمع من أبي مكتوم.

روى عنه : محمد بن عبد الرحمن التّجيبيّ الأندلسيّ ، وعبد الرحمن بن أبي حرمي فتّوح بن بنين المكّيّ العطّار ، وناصر بن عبد الله المصريّ العطّار نزيل مكّة ستّين عاما ، وأبو الربيع سليمان بن أحمد السّعديّ المغربل الشّارعيّ ، وآخرون.

ولا أعلم متى توفّي (٢).

__________________

= إجازة من أبي المضاء محمد بن علي بن الحسن بن محمد بن أبي المضاء البعلبكي المتوفى سنة ٥٠٩ ه‍. (تاريخ دمشق ـ مخطوطة التيمورية) ٣٨ / ٥٢٩ ، معجم البلدان ١ / ٤٥٤) ولقي : الحسين بن جعفر البعلبكي المعروف بابن بريك المتوفى سنة ٥٥٢ ه‍. وسمع منه شعرا (تاريخ دمشق ٩ / ٣٨٩ ، تهذيبه ٤ / ١٥٦) وكتب عن : شكر بنت سهل بن بشر بن أحمد بن سعيد الأسفرائيني الصايغ المولودة بصور والمتوفاة بدمشق سنة ٥٥١ ه‍. (أعلام النساء ٢ / ٣٠٢) وسمع من أبي الحسن علي بن محمد بن علي البعلبكي المتوفى سنة ٥٣٥ ه‍. (طبقات الشافعية للإسنويّ ١ / ٢٤٦) وكتب يسيرا وهو ببغداد عن أحمد بن عقيل بن محمد الفارسيّ المعروف بابن أبي الحوافر البعلبكي المتوفى سنة ٥٣١ ه‍. (تاريخ دمشق ٣ / ١٨ ، تهذيبه ١ / ٣٩٦) وروى عن أبي الحزم مكّي بن الحسن الجبيليّ ، من جبيل بساحل دمشق. (تاريخ دمشق ٢١ / ٤٩٣ و ٤٣ / ٣٦٥) وسمع أبا الفرج غيث بن علي الأرمنازي الصوري خطيب صور الّذي أقام بدمشق قبل وفاته ، وكان وضع تاريخا لصور ، فنقل ابن عساكر كثيرا منه وأفرغه في تاريخ دمشق وحفظ بذلك قسما كبيرا منه. (الأنساب ٢٧ أ ، أدب الإملاء ١٥٤).

(١) انظر عن (علي بن حميد) في : المعين في طبقات المحدّثين ١٧٢ رقم ١٨٥٧ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٤١ ، رقم ٣٤٣ ، والعقد الثمين ٦ / ١٥٦ ، ١٥٧ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٧٧ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٤٠ ـ.

(٢) وقال المؤلّف ـ رحمه‌الله ـ في سير أعلام النبلاء ، أثناء ترجمته : «بقي إلى سنة إحدى وسبعين وخمسمائة» ، ثم قال في آخرها : «وقيل إنه عاش إلى سنة خمس وسبعين ، وحدّث فيها».

وفي (العقد الثمين) وفاته سنة ست وسبعين. وسيعاد برقم (١٦٤).

٨٣

١٣ ـ عليّ بن المبارك بن أحمد بن محمد بن بكري (١).

أبو الحسن البغداديّ.

سمع : أبا عليّ بن المهديّ ، وأبا الغنائم بن المهتدي بالله ، وابن الحصين.

سمع منه : عمر بن عليّ القرشيّ ، وعمر العليميّ الدّمشقيّان.

توفّي في جمادى الأولى (٢).

__________________

(١) انظر عن (علي بن المبارك) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ١٤٠ رقم ١٠٤٨ ، وخريدة القصر (قسم العراق) ٢ / ٣٤٩ ـ ٣٥٧ ، وتاريخ ابن الدبيثي (مخطوط) ٣ / ورقة ١٦٢ ، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد ٣٤٥ رقم ١٥٠ ، والوافي بالوفيات ٢١ / ٣٩٦ ، ٣٩٧ رقم ٢٧٤ ـ.

(٢) قال العماد الكاتب : والده مستعمل السقلاطون لدار الخلافة. وكان هو كاتبا في ديوان المجلس سنين ، ثم صرفه الوزير. فيه فضل وأدب. وهو من طبقة الشطرنجيّين ببغداد.

أنشدني لنفسه ببغداد سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة بيتين له في سوداء ، وهما :

يا من فؤادي فيه

متيّم ، ما يزال

إن كان للّيل بدر

فأنت للصبح خال

وأنشدني لنفسه يستعير كتابا ممّن ألزم نفسه ألّا يعير أحدا كتابا :

يا من أناب وتاب

ألّا يعير كتابا

قد رمت ذاك ، ولكن

محبّة الشكر تأبى

وله في تفّاحة أهديت له :

حيّا بتفّاحة ، فأحياني

مواصل بعد طول هجران

كأنّما ريحها تنفّسه

ولونها وردّ خدّه القاني

وقوله في الشطرنج :

أحبّ دعابات الرجال إلى قلبي

دعابة شطرنج أغادي بها صحبي

أسالم فيها ، ثم أغدو محاربا ،

فسلم بلا سلم ، وحرب بلا حرب

وقوله في الشطرنج أيضا :

إنّما لعبك بالشط

رنج للنّفس رياضه

فاهجر الهجر لديه

لا ترد يوما حياضه

وتجنّب صاحب الجهل

، ومن فيه غضاضه

لا تجالس غير ندب

زانه العقل وراضه

٨٤

١٤ ـ عليّ بن المظفّر بن عليّ بن حسين الظّهيريّ (١).

أبو القاسم والد الأعزّ.

سمع : هبة الله بن أحمد الموصليّ ، وأبا الغنائم النّرسيّ.

روى عنه : تميم بن أحمد البندنيجيّ ، وعبد العزيز بن الأخضر ، وأبو الفتوح بن الحصريّ ، وأبو محمد بن قدامة ، وغيرهم.

توفّي في جمادى الآخرة في الطّريق فجأة (٢) ، وله ستّ وسبعون سنة.

وكان مهيبا ، وقورا ، صموتا.

١٥ ـ عمر (٣) بن هديّة بن سلامة.

أبو حفص البغداديّ ، الصّوّاف ، السّمسار.

سمع : أبا القاسم بن بيان ، وأبا الخطّاب الكلوذانيّ.

روى عنه : أبو الفرج بن الجوزيّ ووثّقه.

عاش تسعا وثمانين سنة.

ـ حرف الميم ـ

١٦ ـ محمد بن أحمد بن أحمد بن سليمان (٤).

أبو عبد الله الغافقيّ ، المعروف بالقباعيّ. من أهل الجزيرة الخضراء.

روى ببلده عن : أبي عبد الله بن عبد الحقّ ، وأبي عبد الله بن أبي صوفة ، وغيرهما.

__________________

(١) انظر عن (علي بن المظفّر) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ١٤٣ ، ١٤٤ رقم ١٠٥٩ ، والتاريخ المجدّد لابن النجار (مخطوطة باريس ١٢٣١) ورقة ٤١ ـ.

(٢) وقال ابن النّجار : «ونقل عن بعض الشيوخ أنه كان شيخا وقورا ، دائم الصمت ، مليح الهيئة ، وكان يخرج إلى الجامع من بعد صلاة الصبح ، فخرج يوما من بيته بباب المراتب كان صحيحا ، فلما وصل إلى البستان قعد ليستريح وأسند ظهره ... فمات فجأة».

(٣) في الأصل : «علي» ، والمثبت من :

المنتظم (طبعة دار الكتب العلمية) ١٨ / ٢٢٥ رقم ٤٣١١ ولم ترد ترجمته في (طبعة حيدرآباد) ـ انظر ١٠ / ٢٦١ ـ.

(٤) انظر عن (محمد بن أحمد بن أحمد) في : تكملة الصلة لابن الأبّار.

٨٥

وأجاز له أبو عليّ بن سكّرة الصّدفيّ. وولّي خطابة بلده.

قال الأبّار : وكان فقيها مشاورا ، ذا دعابة مع خشية وخشوع.

حدّث عنه : أبو القاسم بن الحسن ، وأبو نصر السّبتيّ ، ويعيش بن النّديم ، وأبو الخطّاب عمر بن الجميّل.

وأجاز في رجب من السّنة. ولم تؤرّخ وفاته.

١٧ ـ محمد بن أسعد بن محمد بن الحسين (١).

الإمام مجد الدّين ، أبو منصور الطّوسيّ ، العطّاريّ (٢) ، المعروف بحفدة (٣).

الفقيه الشّافعيّ. كان فقيها واعظا أصوليا فاضلا ، تفقّه بمرو على أبي بكر محمد بن منصور السّمعانيّ ، ثمّ انتقل إلى مروالرّوذ ، وتفقّه على القاضي أبي محمد الحسين بن مسعود الفرّاء البغويّ ، وسمع منه كتابيه : «شرح السّنّة» و «معالم التّنزيل» ، وغير ذلك.

ثمّ انتقل إلى بخارى واشتغل بها على البرهان عبد العزيز بن عمر بن مازة الحنفيّ. ثمّ عاد إلى مرو ، وقدم أذربيجان ، والجزيرة ، واجتمع النّاس عليه بسبب الوعظ. وكان مجلسه في الوعظ من أحسن المجالس ، ولا ندري لم لقّب حفدة.

__________________

(١) انظر عن (محمد بن أسعد) في : التحبير ٢ / ٨٩ ، ٩٠ رقم ٦٩٥ ، والمنتظم ١٠ / ٢٧٩ (١٨ / ٢٤٦ رقم ٤٣٢٣) ، في وفيات سنة ٥٧٣ ه‍. ، ووفيات الأعيان ٤ / ٢٣٨ ، ٢٣٩ ، وتلخيص مجمع الآداب ج ٤ ق ٢ / ٨٩٠ ، ٨٩١ ، والعبر ٤ / ٢١٣ ، ودول الإسلام ٢ / ٨٥ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٥ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٣٩ ، ٥٤٠ رقم ٣٤١ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٧٤ رقم ١٨٥٨ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٣٣٣ ، ١٣٣٤ ، والمختصر المحتاج إليه ١ / ٢٦ ، والوافي بالوفيات ٢ / ٢٠٢ ، ٢٠٣ ، رقم ٥٨٠ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٦ / ٩٢ ، ٩٣ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ١ / ٤٤١ ، ٤٤٢ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٩٩ في وفيات سنة ٥٧٣ ه‍. ، وذيل التقييد ١ / ١٠٤ رقم ١٢٨ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٧٧ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٤٠ وسيعاد برقم (٨٧).

(٢) في شذرات الذهب : «العطاردي» ، وهو غلط.

(٣) ضبطها ابن خلّكان بفتح الحاء والفاء والدال. وقال : لا أعلم لم سمّي بهذا الاسم مع كثرة كشفي عنه. (وفيات الأعيان).

٨٦

روى عنه : أبو المواهب بن صصريّ ، وأبو أحمد بن سكينة ، وعبد العزيز بن الأخضر ، وأبو المجد محمد بن الحسين القزوينيّ ، والقاضي أبو المحاسن يوسف بن رافع بن شدّاد ، وآخرون.

قال السّمعانيّ (١) : كتبت عنه بمرو ، ونيسابور. وكان فقيها ، واعظا ، شاطرا ، جلدا ، فصيحا (٢).

سمع من : عبد الغفّار الشّيرويّ ، وأبي الفتيان الرّوّاسيّ ، وناصر بن أحمد العياضيّ.

أخبرنا أحمد بن إسحاق : أنا يوسف بن رافع الأسديّ قدم علينا مصر : أنا محمد بن أسعد ، نا محيي السّنّة الحسين بن مسعود ، أنا أحمد بن عبد الله بن أحمد الصّالحيّ (ح) ، وأنا إسماعيل بن عبد الرحمن : أنا ابن قدامة ، أنا البطّيّ ، أنا أبو الحسن الأنباريّ قال : أنبأ أبو الحسين بن بشران ، أنا إسماعيل الصّفّار : ثنا أحمد بن منصور ، ثنا عبد الرّزّاق ، أنا معمّر ، عن عاصم بن أبي الجود ، عن أبي وائل ، عن معاذ بن جبل ، أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «وهل يكبّ النّاس في النّار على وجوههم ـ أو قال على مناخرهم ـ إلّا حصائد ألسنتهم» (٣).

__________________

(١) في التحبير ٢ / ٨٩ ـ.

(٢) زاد في التحبير : «أصوليا».

(٣) حديث صحيح ، رواه الترمذي في الإيمان (٢٧٤٩) باب ما جاء في حرمة الصلاة ، من حديث طويل عن معاذ بن جبل قال : كنت مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت : يا رسول الله ، أخبرني يعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار ، قال : لقد سألتني عن عظيم ، وإنه ليسير على من يسّره الله : تعبد الله ولا تشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت ، ثم قال : ألا أدلّك على أبواب الخير : الصوم جنّة ، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ، وصلاة الرجل من جوف الليل ، قال : ثم تلا (تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ) ـ حتى بلغ ـ (يَعْمَلُونَ) ، ثم قال : ألا أخبركم برأس الأمر كلّه وعموده وذروة سنامه ، قلت : بلى يا رسول الله قال : رأس الأمر الإسلام ، وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد ، ثم قال : ألا أخبرك بملاك ذلك كلّه ، قلت : بلى يا رسول الله ، قال : فأخذ بلسانه ، قال : كفّ عليك

٨٧

قال ابن خلّكان (١) : توفّي في ربيع الآخر سنة إحدى بتبريز.

وقال : قيل أيضا إنّه توفّي في رجب سنة ثلاث وسبعين ، فالله أعلم. والثّاني أصحّ.

وكان مولده سنة ستّ وثمانين وأربعمائة.

١٨ ـ محمد بن الحسن بن عليّ بن هلال بن همصا بن نافع.

العجليّ. أخو هبة الله الدّقّاق ، البغداديّ.

روى عن : عليّ بن محمد بن عليّ الأنباريّ ، الحنبليّ ، وسعد الله بن أيّوب ، وأبي الخطّاب الكلواذانيّ.

وتفقّه على أسعد الميهنيّ.

وأخذ الأدب عن : أبي منصور بن الجواليقيّ.

وكان مولده سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة.

ولد أخ آخر باسمه. كتب ذاك أبو المعالي.

١٩ ـ محمد بن الحسين بن محمد بن المعلّم.

القاضي أبو منصور الحنفيّ.

ناب في القضاء عن قاضي القضاة أبي القاسم الزّينبيّ ، ودرّس.

وسكن همذان مدّة ، ثمّ قدم بغداد رسولا.

روى عن : أبي القاسم بن بيان ، وعليّ بن الموحّد.

سمع منه : أبو المواهب بن صصريّ ، وغيره بهمذان.

وعاش ثمانين سنة.

__________________

= هذا. فقلت : يا نبيّ الله وإنّا لمؤاخذون بما نتكلّم به؟ فقال : ثكلتك أمّك يا معاذ وهل يكبّ الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم.

قال الترمذي :

هذا حديث حسن صحيح.

(١) في وفيات الأعيان ٤ / ٢٣٩ ـ.

٨٨

٢٠ ـ محمد بن عبيد الله بن عليّ (١).

أبو حنيفة بن أبي القاسم الأصبهانيّ ، الخطيبيّ.

من بيت علم وشهرة. قدم بغداد حاجّا سنة نيّف وستّين.

وحدّث عن : جدّه لأمّه حمد بن صدقة ، وأبي مطيع المصريّ ، وأبي بكر بن مردويه ، وأبي الفتح الحدّاد ، وعبد الواحد بن حمد الدّونيّ. وأملى عدّة مجالس. وكان حنفيّ المذهب.

روى عنه : أبو طالب بن عبد السّميع ، وموفّق الدّين بن قدامة ، وأبو القاسم بن صصريّ ، لقيه بمكّة ، وسمع منه بقراءة أبيه.

توفّي أبو حنيفة بأصبهان وله ثلاث وثمانون سنة (٢).

وروى عنه : ابن الأخضر.

٢١ ـ محمد ابن الوزير عليّ بن طراد الزّينبيّ (٣).

أبو العبّاس المعروف بالأمير التّركيّ ، لأنّه ابن تركيّة.

كان مقبلا على العلم. قرأ الفرائض والأدب. وقرأ الحديث على :

هبة الله الشّبليّ ، وابن البطّيّ.

ولم يلحق أن يسمع من أبيه.

وتوفّي شابّا.

٢٢ ـ محمد بن محمد بن حمّود (٤).

__________________

(١) انظر عن (محمد بن عبيد الله) في : ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد ٢ / ٣٤ رقم ٢٤٣ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٧٤ رقم ١٨٥٣ ، والجواهر المضيّة ٢ / ٨٨ ، والوافي بالوفيات ٤ / ١١ رقم ١٤٦٩ ، وتبصير المنتبه ٥٩٧ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٤١ ـ.

(٢) مولده سنة ٤٨٨ ه‍.

(٣) انظر عن (محمد بن عليّ بن طراد) في : ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد ٢ / ١٢٠ ، ١٢١ رقم ٣٤٥ ، والمختصر المحتاج إليه ١ / ٩٠ ـ.

(٤) انظر عن (محمد بن محمود) في : تاريخ ابن الدبيثي (مخطوطة شهيد علي) ورقة ١٠٥ ، والمختصر المحتاج إليه ١ / ١١٧ ، ومعرفة القراء الكبار ٢ / ٥٣٩ ، ٥٤٠ ، رقم ٤٨٦ ، وغاية النهاية ٢ / ٢٣٩ ، ٢٤٠ رقم ٣٤٠٨ ـ.

٨٩

أبو الأزهر الواسطيّ ، المقرئ ، الصّوفيّ.

قرأ بالروايات على أبي العزّ القلانسيّ.

وسمع من : أبي نعيم محمد بن إبراهيم الجماريّ.

وببغداد من أبي غالب بن البنّاء.

وأقرأ النّاس مدّة.

روى عنه : عمر بن يوسف ختن ابن الشّعار ، وعمر بن محمد بن أحمد الدّينوريّ ، ومحمد بن أحمد بن إسماعيل القزوينيّ.

ذكره ابن النّجار فأطنب في وصفه وقال : كان شيخا صالحا ، ورعا ، تقيّا ، زاهدا ، قانعا ، منقطعا عن النّاس ، يرجع إلى فضل وعلم بالقراءات.

وتوفّي رحمه‌الله ببغداد في رجب.

٢٣ ـ محمد بن محمد بن أحمد بن خلف بن إبراهيم بن لبيب.

الإمام أبو القاسم بن الحاجّ التّجيبيّ ، القرطبيّ.

سمع من : والده الشّهيد أبي عبد الله بن الحاجّ ، وأبي محمد بن عتّاب ، وأبي عليّ بن سكّرة ، وأبي الوليد بن رشد ، وابن يحيى بن العاص.

وأجاز له أبو عبد الله الخولانيّ. وكان بصيرا بمذهب مالك ، عارفا بالمسائل ، ذاكرا للخلاف. وجلس للمناظرة مكان أبيه. ولم يكن يعرف الحديث.

وكان وقورا مهيبا ، لا يتكلّم إلّا في النّادر. ولي قضاء الجماعة بقرطبة وقتا ، ثمّ خرج عنه في الفتنة ، وتجوّل في الأندلس ، واستقرّ بمرسية مرتسما في ديوان الجند عند الأمير محمد بن سعد. ثمّ سافر إلى ميورقة بعد موت ابن سعد ، فحدّث بها.

روى عنه : فقيل بن (...) (١) ، وابن سفيان ، وغيرهما.

__________________

(١) في الأصل بياض.

٩٠

ثمّ وفد إلى إشبيلية فمات بها.

٢٤ ـ مبارك بن الحسن (١).

أبو النّجم ، ابن القابلة الفرضيّ.

بغداديّ ، عارف بالفرائض والمواقيت.

سمع : أبا الحسين بن القاضي أبي يعلى (٢).

٢٥ ـ محفوظ بن أبي عبد الله محمد بن عبد المنعم (٣).

أبو جعفر بن الورّاق البغداديّ ، الوكيل بباب القاضي.

سمع : أبا الحسين بن الطّيوريّ ، وأبا سعد الأسديّ.

روى عنه : حفيده محمد بن يوسف ، وعبد العزيز بن الأخضر ، وجماعة.

وتوفّي في جمادى الآخرة ، وله ثمان وسبعون سنة.

٢٦ ـ مسعود (٤) بن الحسين بن سعد (٥).

القاضي ، أبو الحسين (٦) اليزديّ ، الحنفيّ.

أفتى ، ودرّس ، وناب في القضاء ببغداد ، ثمّ خرج إلى الموصل ودرّس بها (٧).

__________________

(١) انظر عن (مبارك بن الحسن) في : المنتظم ١٠ / ٢٦١ رقم ٣٥٧ (١٨ / ٢٢٥ رقم ٤٣١٢) ، وذيل طبقات الحنابلة ١ / ٣٣٤ ، ٣٣٥ رقم ١٥٤ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٤٠٠ ـ.

(٢) ولد سنة ٥٠٥ تقريبا ، وسمع من طلحة العاقولي سنة عشر ، وهو أقدم سماع وجد له ، وذكره ابن القطيعي وقال : كتبت عنه ، وكان ثقة. قال : وكان أعلم أهل زمانه بالفرائض والحساب والدور ، حسن العلم بالجبر والمقابلة ، وغامض الوصايا والمناسخات ، حنبليّ المذهب ، أمّارا بالمعروف ، شديدا على أهل البدع ، عارفا بمواقيت الشمس والقمر.

(٣) انظر عن (محفوظ بن محمد) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ١٩٧ رقم ١٢٢١ ـ.

(٤) في الأصل : «منصور» وهو غلط.

(٥) انظر عن (مسعود بن الحسن) في : المنتظم ١٠ / ٢٦١ رقم ٣٥٨ (١٨ / ٢٢٥ رقم ٤٣١٣) ، والمختصر المحتاج إليه ٣ / ١٨٨ رقم ١١٩٠ ، وتلخيص مجمع الآداب ج ٥ رقم ٥٤٢ ، والجواهر المضيّة ٢ / ١٦٨ ـ.

(٦) في الأصل : «أبو الحسن» ، والتصحيح من المنتظم. وفي المختصر المحتاج إليه : «أبو الخير».

(٧) وذكره القاضي تاج الدين يحيى بن القاسم التكريتي وقال : كان شيخا لطيفا فيه دعابة ، وكان يدرس بالمدرسة الغياثية ، وبعث رسولا من الديوان في أيام المستنجد بالله».

٩١

وتوفّي في جمادى الآخرة ، وله بضع وستّون سنة.

ـ حرف الهاء ـ

٢٧ ـ هبة الله بن يحيى بن الحسن (١).

أبو جعفر بن البوقيّ (٢) الواسطيّ ، العطّار ، الفقيه الشّافعيّ.

كان عارفا بالمذهب والخلاف والفرائض (٣).

تفقّه على أبي عليّ الفارقيّ.

وسمع : أبا نعيم الجماريّ ، وأبا نعيم بن زبزب ، وخميسا الحوزيّ.

وببغداد : أبا بكر الأنصاريّ ، وغيره.

وبرع في المذهب ، وناظر الفقهاء. ثمّ استقدمه الوزير عون الدّين فحدّث ببغداد (٤).

وروى عنه : ابن الأخضر ، وأبو إسحاق الكاشغريّ ، وجماعة.

وتوفّي في ذي القعدة بواسط ، وله ٨٣ سنة (٥).

ـ حرف الياء ـ

٢٨ ـ يحيى بن سعيد بن أبي الأسود.

__________________

= (تلخيص مجمع الآداب).

(١) انظر عن (هبة الله بن يحيى) في : التاريخ المظفري لابن أبي الدم الحموي (مخطوطة مكتبة البلدية بإسكندرية ، رقم ١٢٩٢ ب) ورقة ٢٠٧ ، وتلخيص مجمع الآداب ـ ج ٥ / رقم ٥٦٥ ، والمختصر المحتاج إليه ٣ / ٢٢٨ ، ٢٢٩ رقم ١٣٠١ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٤ / ٣٢٢ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ١ / ٢٦٤ ، ٢٦٥ رقم ٢٤٣ ـ.

(٢) في الأصل : «العوقي» ، والتصحيح من المصادر ، وهي نسبة إلى قرية من أعمال أنطاكية. وفي (اللباب) : وهو أيضا نسبة إلى عمل البوق.

(٣) زاد الإسنوي : بارعا ، مناظرا ، غزير الفضل ، حسن الأخلاق.

وكان له ولد يقال له : أبو علي الحسن ، ولد سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة ، وتفقّه على أبيه ، وبرع في المذهب وصارت الفتوى إليه ببلده ، وسمع وحدّث.

قال ابن النجار : بلغني أنه توفي في سادس شعبان سنة ثمان وثمانين وخمسمائة.

(٤) قال ابن الدبيثي : وحدّثنا عنه جماعة ، وكان صحيح السماع ، ثقة ، ديّنا.

(٥) وكان مولده سنة ٤٨٨ ه‍.

٩٢

أبو عليّ الثّقفيّ ، الأصبهانيّ.

حدّث ببغداد عن : أبي عليّ الحدّاد ، وطائفة.

وعنه : محمد بن مشّق ، وأبو طالب بن عبد السّميع.

مات في رجب.

٩٣

سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة

ـ حرف الألف ـ

٢٩ ـ أحمد بن عبد العزيز بن الفضل بن الخليع (١).

الأنصاريّ ، النّاسخ ، الأندلسيّ ، الشّريونيّ.

أخذ عن : أبي محمد البطليوسيّ.

وأحكم العربيّة. وكان أديبا شاعرا ، بديع الكتابة. نسخ الكثير ، وقتل صبرا بإشبيليّة في حدود هذا العام (٢).

٣٠ ـ أحمد بن محمد بن هبة الله.

أبو منصور بن سركيل البغداديّ.

سمع : أبا الحسن بن العلّاف.

روى عنه : عبد العزيز بن الأخضر.

وتوفّي في جمادى الآخرة.

٣١ ـ إبراهيم بن خلف بن الحبيب.

الفهريّ ، الأندلسيّ. من ولد أمير الأندلس ، عياض بن يوسف.

أخذ الصّحيحين عن : ميمون بن ياسين. وغلب عليه علم الأدب والفرائض.

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن عبد العزيز) في : تكملة الصلة لابن الأبّار ١٠٩ رقم ٢٠٧ ، والوافي بالوفيات ٧ / ٦٨ رقم ٣٠٠٩ ـ.

(٢) وقال ابن الأبّار : وتجوّل في بلاد الأندلس والعدوة ، وكان أديبا شاعرا ، أنيق الوراقة بديعها ، معروفا بالإتقان والضبط ، يتنافس فيما وجد بخطه من الدواوين ، وكان مضعّفا ... مولده بشريّون قبل الخمسمائة. أكثر خبره عن محمد بن عياد.

٩٤

روى عنه : أبو الخطّاب بن واجب.

وعاش أربعا وثمانين سنة.

ذكره أحمد بن فرتوت في «تاريخه» فقال : سمع «الموطّأ» عام سبعة وخمسمائة من القاضي أبي عبد الله محمد بن عليّ بن حمدين. وكان من أهل الإتقان ، مشارا إليه في العلم والذّكاء.

٣٢ ـ إسماعيل بن عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل (١).

العثمانيّ الدّيباجيّ أبو الطاهر ، أخو المحدّث أبي محمد عبد الله.

سمع بإفادة أخيه من جماعة.

أخذ عنه : الحافظ أبو الحسن بن الفضل وقال : مات في ذي القعدة بعد أخيه بتسعة عشر يوما بالإسكندرية.

ـ حرف الباء ـ

٣٣ ـ بشير الهنديّ.

مولى عبد الحقّ اليوسفيّ.

سمع من : أبي سعد بن خشيش ، وأبي القاسم بن بيان.

وكان رجلا صالحا.

ـ حرف الحاء ـ

٣٤ ـ الحجّاج بن يوسف الهواريّ.

قاضي الجماعة بمرّاكش ، وخطيبها. يكنّى أبا يوسف.

وهو من أهل أعمال بجّاية.

قال ابن الأبّار : كان فصيحا مفوّها ، بليغا ، مدركا. نال دنيا عريضة.

ولمّا توفّي حضر دفنه السّلطان.

٣٥ ـ الحسن بن سعيد بن أحمد بن الحسن بن البنّاء.

__________________

(١) انظر عن (إسماعيل بن عبد الرحمن) في : المقفّى الكبير ٢ / ١١٨ رقم ٧٦٩ ـ.

٩٥

أبو محمد بن أبي القاسم البغداديّ ، الحربيّ ، والد غياث.

سمع الكثير من : جعفر السّرّاج ، وأبي غالب الباقلّانيّ ، وأبي سعد بن خشيش ، وغيرهم.

روى عنه : ابن الأخضر ، وابن الحصريّ ، وغيره.

وهو من بيت الرواية.

توفّي في رجب.

٣٦ ـ الحسن بن عبد الله بن هبة الله ابن المسلمة.

تاج الدّين أخو الوزير أبي الفرج.

سمع : أبا منصور بن خيرون.

٣٧ ـ الحسن بن عبد الجبّار.

أبو محمد بن البردغوليّ.

روى عن : أحمد بن الحسين بن قريش.

٣٨ ـ الحسن بن عليّ بن نصر بن محمد بن خميس.

القاضي أبو عليّ الكعبيّ ، الموصليّ ، قاضي العسكر.

توفّي في أوّل سنة اثنتين وسبعين عن ستّ وستّين سنة.

كتب عنه : أبو المواهب بن صصريّ.

ـ حرف الصاد ـ

٣٩ ـ صالح بن المبارك بن محمد بن عبد الواحد (١).

__________________

(١) انظر عن (صالح بن المبارك) في : المختصر المحتاج إليه ٢ / ١٠٤ رقم ٧٢٢ ، والعبر ٤ / ٢١٤ ، والمشتبه في الرجال ١ / ٢١٩ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٤٠ ، ٥٤١ رقم ٣٤٢ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٦ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٧٤ رقم ١٨٦٠ ، والقاموس المحيط (مادة : رخل) ، وتبصير المنتبه ٢ / ٥٩٧ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٨٠ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٤١ ـ.

٩٦

أبو محمد بن الدّخلة (١) البغداديّ ، المقرئ ، القزّاز ، الكرخيّ.

سمّعه أبوه من : أبي عبد الله بن طلحة النّعاليّ ، وأبي الحسين بن الطّيوريّ.

روى عنه : تميم بن أحمد البندنيجيّ ، ومحمد بن مشّق ، وأبو محمد ، وأبو إسحاق إبراهيم بن عبد الواحد المقدسيّ.

وتوفّي في صفر.

ـ حرف الظاء ـ

٤٠ ـ ظفر بن عمر (٢).

أبو أحمد الخبّاز.

سمع من : شجاع الذّهليّ ، ومحمد بن عبد الواحد القزّاز.

وحدّث.

وتوفّي في صفر أيضا.

روى عنه : عبد الرّحمن بن محفوظ ، والأعزّ بن فضائل.

ـ حرف العين ـ

٤١ ـ عبد الله بن محمد بن خلف بن سعادة (٣).

أبو محمد الأصبحيّ ، الدّانيّ.

سمع : أبا بكر بن نمارة ، وأبا الحسن بن سعد الخير.

ثم رحل فأكثر عن السّلفيّ ، وأبي الطّاهر بن عون ، وكتب عنه الكثير.

وسمع منه : جعفر بن أبي عون الشّاطبيّ ، وعبد الله بن محمد.

وحدّث عنه : أبو القاسم عيسى بن الوجيه عبد العزيز عيسى الشّريشيّ ،

__________________

(١) ضبطها الذهبي بكسر الراء وسكون الخاء المعجمة (المشتبه ١ / ٢١٩).

(٢) انظر عن (ظفر بن عمر) في : المختصر المحتاج إليه ٢ / ١٢٣ رقم ٧٤٦ ـ.

(٣) انظر عن (عبد الله بن محمد بن خلف) في : تكملة الصلة لابن الأبّار ، رقم ٨٥ ، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة للمراكشي ٤ / ٢٢٧ ، ٢٢٨ رقم ٣٩٠ ـ.

٩٧

وحمّله الرواية عن قوم لم يرهم ولا أدركهم ، وبعضهم لا يعرف. قاله أبو عبد الله الأبّار في «تاريخه» (١) ، ثمّ قال : وذلك من أوهام عيسى هذا واضطرابه في روايته.

قال : وقال أبو عبد الله التّجيبيّ : كان ابن سعادة مقرئا ، محدّثا ، ورعا ، فاضلا. أخبرت أنّه غرق في البحر عند صدره.

قلت : توفّي في بغداد هذه السّنة فيما أرى ، أو في الّتي قبلها ، كهلا.

٤٢ ـ عبد الله بن عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل (٢).

القاضي أبو محمد العثمانيّ ، الأمويّ ، الدّيباجيّ ، الإسكندرانيّ ، المحدّث.

روى عن : أبيه ، وأبي القاسم بن الفحّام الصّقلّيّ المقرئ ، وأبي بكر محمد بن الوليد الطّرطوشيّ (٣) ، وأبي (٤) عبد الله الرّازيّ ، وأبي الفضل جمعة بن إسماعيل بن خلف المقرئ ، وعبد الله بن يحيى بن حمّود ، وطائفة.

وله فوائد في ثمانية أجزاء (٥) رواها جعفر الهمذانيّ عنه.

وروى عنه : الحافظ أبو محمد عبد الغنيّ ، والحافظ عبد القادر الرّهاويّ ، والحافظ عليّ بن المفضل ، وابن راجح ، وآخرون.

__________________

(١) تكملة الصلة.

(٢) انظر عن (عبد الله بن عبد الرحمن) في : الروضتين ج ١ ق ٢ / ٦٩٥ ، والعبر ٤ / ٢١٤ ، ٢١٥ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٩٦ ـ ٥٩٨ رقم ٣٧٤ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٦ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٧٤ رقم ١٨٦١ ، وذيل طبقات الحنابلة ١ / ٣٣٥ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٩٧ ، ٣٩٨ وفيه : «عبد الله بن عبد الله بن عبد الرحمن بن يحيى» ، ولسان الميزان ٣ / ٣٠٩ ، والمقفّى الكبير ٤ / ٤١٧ رقم ١٤٩٩ ، وتبصير المنتبه ١٢٧٥ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٨٠ ، وحسن المحاضرة ١ / ٣٧٥ ، وشذرات الذهب ٥ / ٢٤١ ، ٢٤٢ ، والمنتخب من مخطوطات الحديث (فهرس الظاهرية) للألباني ٢٧٨ ـ.

(٣) تحرّفت هذه النسبة في : لسان الميزان ، وحسن المحاضرة إلى الطرسوسي.

(٤) في الأصل : «أبو».

(٥) انظر المنتخب من مخطوطات الحديث ٢٧٨ ـ.

٩٨

وكان يعرف بابن أبي اليابس (١).

قال ابن المفضّل : كان عنده فنون عدّة.

توفّي في شوّال ، ومولده في سنة أربع وثمانين وأربعمائة.

قال حمّاد الحرّانيّ : رمى السّلفيّ العثمانيّ بالكذب.

وقال حمّاد : ذكر لي جماعة من أعيان الإسكندريّة أنّ العثمانيّ كان صحيح السّماعات ، وكان ثقة ثبتا ، صالحا ، متعفّفا. وكان يقرئ النّحو واللّغة والحديث.

وسمعت جماعة يقولون إنّه كان يقول : كلّ من بيني وبينه شيء فهو في حلّ ما عدا السّلفيّ فبيني وبينه وقفة بين يدي الله تعالى.

أنشدنا أبو عليّ بن الخلّال أنشدنا جعفر ، أنشدنا أبو محمد العثمانيّ ، أنشدني أبو الحسن عليّ بن محمد البغداديّ لنفسه :

ما أجهل الإنسان في فعله

من جمع آثام وأوزار

يبخل بالمال على نفسه

وهو بها يسخو على النّار (٢)

٤٣ ـ عبد الله بن عطاف (٣).

__________________

(١) في لسان الميزان «ابن أبي الياس» ، ومثله في : الروضتين.

(٢) وقال الأبّار : أكثر أبو عبد الله التجيبي عن أبي الحجّاج الثغري ، وقال : لم أر أفضل منه ، ولم أر بالبلاد المشرقية أفضل من أبي محمد العثماني ولا أزهد ولا أورع منه.

وقال المؤلّف ـ رحمه‌الله ـ : خرّج تلك الفوائد في سنة أربع عشرة وخمسمائة وحدّث بها في ذلك الوقت وهلمّ جرّا ، وكان أبوه من علماء الثغر.

وقال أبو شامة : توفي بالإسكندرية القاضي الشريف أبو محمد عبد الله العثماني الديباجي من ولد الديباج محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان رضي‌الله‌عنهم ، ويعرف بابن أبي إلياس ، من بيت القضاء والعلم. وكان واسع الباع في علم الحديث ، كثير الرواية ، قيّما بالأدب ، متصرّفا في النظم والنثر ، إلّا أنه مقلّ من النظم ، أوحد عصره في علم الشروط ، وقوله المقبول على كل العدول. ذكر ذلك العماد رحمه‌الله في الخريدة.

(الروضتين).

(٣) انظر عن (عبد الله بن عطاف) في : المقفّى الكبير ٤ / ٥٩٤ رقم ١٥٤٣ ـ.

٩٩

الأزديّ ، الإسكندرانيّ.

ورّخه الحافظ ابن المفضّل وروى عنه ، وقال : توفّي في صفر. وكان ثقة متحرّيا.

سمع : أبا عبد الله الرّازيّ ، وأبا بكر الطّرطوشيّ.

وكان لا بأس به في الفقه.

٤٤ ـ عبد الصّمد بن سعد بن أحمد بن محمد.

أبو محمد النّسويّ ، ثمّ الدّمشقيّ ، المعروف بالقاضي.

ولد سنة خمس وثمانين وأربعمائة.

وتوفّي في صفر بدمشق.

وسمع من : قوام الدّين بن زيد في سنة خمس وتسعين.

روى عنه : الحافظ أبو المواهب بن صصريّ ، وأخوه أبو القاسم ، وعبد الحقّ بن خلف ، والعزّ محمد بن أحمد النّسّابة ، وغيرهم.

٤٥ ـ [عليّ] (١) بن عساكر بن المرحّب بن العوّام (٢).

أبو الحسن البطائحيّ ، الضّرير ، المقرئ ، الأستاذ.

والبطائح : بين واسط والبصرة.

قدم بغداد وحفظ بها القراءات ، وقرأه بالرّوايات الكثيرة المشهورة

__________________

(١) في الأصل بياض ، والمستدرك من المنتظم.

(٢) انظر عن (علي بن عساكر) في : المنتظم ١٠ / ٢٦٧ رقم ٣٥٩ (١٨ / ٢٣٣ رقم ٤٣١٤) ، والكامل في التاريخ ١١ / ٤٣٥ (٥٧١ ه‍.) ، ومعجم الأدباء ١٤ / ٦١ ، ٦٢ ، وإنباه الرواة ٢ / ٢٩٨ ، والمختصر المحتاج إليه ٣ / ١٣٢ ، والعبر ٤ / ٢١٥ ، ودول الإسلام ٢ / ٨٦ ، ومعرفة القراء الكبار ٢ / ٥٤١ رقم ٤٨٨ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٤٨ ـ ٥٥٠ رقم ٣٥٠ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٦ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٧٤ رقم ١٨٦٢ ، والمشتبه في الرجال ٢ / ٥٨٢ ، وتلخيص ابن مكتوم ١٤٦ ، ونكت الهميان ٢١٤ ، ٢١٥ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٩٦ ، وذيل طبقات الحنابلة ١ / ٣٣٥ ـ ٣٣٧ ، رقم ١٥٦ ، وغاية النهاية ١ / ٥٥٦ ، والطبقات لابن قاضي شهبة ٢ / ١٦٩ ، وتبصير المنتبه ٤ / ١٢٧٥ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٨٠ ، وبغية الوعاة ٢ / ١٧٩ رقم ١٧٣٩ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٤٢ ، والتاج المكلّل للقنوجي ٢٠٨ ، ومعجم المؤلفين ٦ / ١٥٠ ـ.

١٠٠