تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٤٠

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

[منازلة الكرك]

وأمّا ابن الأثير فقال (١) : نازل الكرك ، ونصب المنجنيقات على ربضه وملكه ، وبقي الحصن وهو والرّبض على سطح واحد ، إلّا أنّ بينهما خندقا عظيما ، عمقه نحو ستّين ذراعا ، فأمر السّلطان بإلقاء الأحجار والتّراب فيه ليطمّه ، فلم يقدروا على الدّنوّ منه لكثرة النّشّاب وأحجار المجانيق ، فأمر أن يبنى من الأخشاب واللّبن ما يمكن للرجال يمشون تحت السّقائف ، فيلقون في الخندق ما يطمّه ، ومجانيق المسلمين مع ذلك ترمي الحصن ليلا ونهارا ، فاجتمعت الفرنج عن آخرها ، وساروا عجلين ، فوصل صلاح الدّين إلى طريقهم يتلقّاهم ، فقرب منهم ، ولم يمكن الدّنوّ منهم لخشونة الأرض وصعوبة المسلك ، فأقام ينتظر خروجهم إليه ، فلم يبرحوا منه ، فتأخّر عنهم ، فساروا إلى الكرك ، فعلم صلاح الدّين أنّه لا يتمكّن منهم حينئذ ، ولا يبلغ غرضه ، فسار إلى نابلس ، ونهب كلّ ما على طريقه من قرى الفرنج ، وأحرق نابلس وأسر وسبى ، واستنقذ الأسرى. وبثّ السّرايا يمينا وشمالا.

[خروج ابن غانية الملثّم بالمغرب]

قال (٢) : وفي شعبان خرج ابن غانية الملثّم وهو عليّ بن إسحاق ، من كبار الملثّمين الّذين كانوا ملوك المغرب ، وهو حينئذ صاحب ميورقة ، إلى بجّاية فملكها بقتال يسير. وذلك إثر موت يوسف بن عبد المؤمن ، فقويت نفس ابن غانية وكثر جموعه ، ثمّ التقاه متولّي بجاية ، وكان غائبا عنها. وكسر عليّ متولّي بجّاية ، وانهزم إلى مرّاكش ، واستولى ابن غانية على أعمال بجّاية

__________________

=٤ / ٢٣٩ ، دول الإسلام ٢ / ٩١ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ٩٤ ، البداية والنهاية ١٢ / ٣١٥ ، مرآة الجنان ٣ / ٤١٧ ، العسجد المسبوك ١٩٠ ، تاريخ ابن خلدون ٥ / ٣٠٢ ، شفاء القلوب ١١٤ ، السلوك ج ١ ق ١ / ٨٣ ، ٨٤ ، تاريخ ابن سباط ١ / ١٦٧ ، ١٦٨ ، تاريخ الأزمنة ١٨٥ ـ.

(١) في الكامل ١١ / ٥٠٦ ـ.

(٢) ابن الأثير في الكامل ١١ / ٥٠٧ ، ٥٠٨ ـ.

٦١

سوى قسنطينة (١) الهوى ، فحصرها إلى أن جاء جيش الموحّدين في صفر سنة إحدى وثمانين في البرّ والبحر إلى بجّاية ، فهرب منها أخوا ابن غانية فلحقا به ، فترحّل عن قسنطينة ، وسار إلى إفريقية ، فحشد وجمع ، والتفّ عليه سليم ، ورياح ، والتّرك الّذين كانوا قد دخلوا من مصر مع قراقوش ، وبعدها ، وصاروا في جيش عظيم ، فتملّك بهم ابن غانية جميع بلاد إفريقية ، سوى تونس ، والمهديّة (٢) ، حفظتهما عساكر الموحّدين على شدّة وضيق نالهم ، وانضاف إلى ابن غانية كلّ مفسد وكلّ حراميّ ، وأهلكوا البلاد والعباد ، ونزل على جزيرة باشرا وهي بقرب تونس ، تشمل على قرى كثيرة ، فطلب أهلها الأمان فأمّنهم ، فلمّا دخل عسكره نهبوها وسلبوا النّاس ، وامتدّت أيديهم إلى الحريم والصّبيان ، والله المستعان.

[إقامة الخطبة العباسية بإفريقية]

وأقام ابن غانية بإفريقية الخطبة العبّاسيّة ، وأرسل إلى النّاصر لدين الله يطلب منه تقليدا بالسّلطنة. ونازل قفصة في سنة اثنتين وثمانين ، فتسلّمها من نوّاب ابن عبد المؤمن بالأمان وحصّنها. فجهّز يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن جيوشه ، وسار في سنة ثلاث لحربه ، فوصل إلى تونس ، وبعث ابن أخيه في ستّة آلاف فارس ، فالتقوا ، فانهزم الموحّدون لأنّهم كانوا معهم جماعة من التّرك ، فخامروا عليهم حال المصافّ ، وقتل جماعة من كبار الموحّدين ، وكانت الوقعة في ربيع الأوّل سنة ثلاث. فسار يعقوب بنفسه ، فالتقوا في رجب بالقرب من مدينة قابس فانهزم ابن غانية ، واستمرّ القتل بأصحابه فتمزّقوا ، ورجع يعقوب إلى قابس فافتتحها ، وأخذ منها أهل قراقوش ، فبعثهم إلى مرّاكش. ونازل قفصة فحاصرها ثلاثة أشهر ، وبها التّرك ، فسلّموها بالأمان. وبعث بالأتراك ففرّقهم في الثّغور لما رأى من شجاعتهم. وقتل طائفة من الملثّمين ، وهدم أسوار قفصة ، وقطّع أشجارها.

__________________

(١) في الأصل : «قسطنطينية» وهو غلط.

(٢) نهاية الأرب ٢٨ / ٣٧١ ، ٣٧٢ ـ.

٦٢

واستقامت له إفريقية بعد ما كادت تخرج عن بيت عبد المؤمن (١).

وامتدّت أيّام ابن غانية إلى حدود عام ثلاثين وستّمائة.

[منازلة السلطان الكرك]

وفي جمادى الأولى جمع السّلطان الجيوش ، وسار إلى الكرك فنازلها ، ونزل بواديها ، ونصب عليها تسعة مجانيق قدّام الباب ، فهدّمت السّور ، ولم يبق مانع إلّا الخندق العميق ، ولم يكن حيلة إلّا ردمه ، فضرب اللّبن ، وجمعت الأخشاب ، وعملوا مثل درب مسقوف يمرّون فيه ، ويرمون التّراب في الخندق ، إلى أن امتلأ ، بحيث أنّ أسيرا رمى بنفسه من السّور إليه ونجا. وكانت فرنج الكرك وسائر ملوكهم وفرسانهم يستمدّون بهم ، فأقبلوا من كلّ فجّ في حدّهم وحديدهم ، فنزلوا بمضائق الوالة ، فرحل السّلطان ، ونزل على البلقاء ، وأقام ينتظر الملتقى ، فما تغيّروا ، فتقهقر على حسبان فراسخ. فوصلوا إلى الكرك ، فقصد السّلطان السّاحل لخلوّه ، ونهب كلّ ما في طريقه ، وأسر وسبى ، فأكثر وبدّع بسبسطية (٢) ، وجينين ، ثمّ قدم دمشق (٣).

[حصار الكرك في كتاب للعماد]

ومن كتاب عماديّ في حصار الكرك يقول : لو لا الخندق الّذي هو واد لسهل مشرع ، فعملنا دبّابات قدّمناها ، وبنينا إلى سفيرة ثلاثة أسراب باللّبن وسقفناها ، وشرعنا في الطّمّ ، وتسارع النّاس ، ولم يبق إلّا من يستبشر بالعمل ، وتجاسروا حتّى ازدحموا نهارا ، كازدحامهم يوم العيد ليلا ، كاجتماعهم في جامع دمشق ليلة النّصف السّعيد ، وهم من الجراح سالمون ، وبنصر الله موقنون ، وإن أبطأ العدوّ عن النّجدة. والنّصر قريب سريع ،

__________________

(١) الكامل في التاريخ ١١ / ٥١٩ ، ٥٢٠ (٥٨١ ه‍.) ، نهاية الأرب ٢٨ / ٣٧٢ ـ.

(٢) سبسطية : بفتح أولها وثانيها. بلدة من نواحي فلسطين ، من أعمال نابلس. (معجم البلدان ٣ / ١٨٤).

(٣) تقدّم هذا الخبر ومصادره في آخر حوادث سنة ٥٧٩ ه‍. وتقدم بعضه قبل قليل في هذه السنة أيضا.

٦٣

والحصن بمن فيه صريع ، قد خرقت الحجارة حجابه ، وقطعت بهم أسبابه ، وناولته من الأجل كتابه ، وحسرت لثام سوره وخلعت نقابه ، فألوف الأبراج مجدوعة ، وثنايا الشّرفات مقلوعة ورءوس الأبدان مخروزة ، وخروق العوامل مهموزة ، وبطون السّقوف مبقورة ، وعصا الأساقف معقورة ، ووجوه [الجدر] (١) مسلوخة ، وجلود البواشير مبشورة ، والنّصر أشهر من نار على علم ، والحرب قدم من ساق على قدم.

[وفاة رسولي الخليفة بالشام]

وقدم السّلطان وبدمشق الرسولان شيخ الشّيوخ صدر الدّين والطّواشيّ بشير ، فمرضا ، ومات جماعة من أصحابهما. وكان الشّيخ نازلا بالمنبع ، فكان السّلطان يعوده في كلّ يوم. وكان قدومهما في الصّلح بين السّلطان وبين عزّ الدّين صاحب الموصل ، فلم ينبرم أمر ، فطلبا العود إلى بغداد ، وعادا ، فمات بشير بالسّخنة ، وشيخ الشّيوخ بالرحبة (٢).

[الإذن للجيوش بالعودة إلى أوطانها]

وأذن السّلطان للجيوش بالرجوع إلى أوطانهم.

[خلعة السلطان على صاحب حصن كيفا]

وخلع على نور الدّين بن قرا رسلان صاحب حصن كيفا الخلعة الّتي جاءته هذه المرّة من الخليفة بعد أن لبسها السّلطان.

[كتابة منشور لصاحب إربل]

ثمّ كتب لزين الدّين يوسف بن زين الدّين عليّ صاحب إربل منشورا بإربل وأعمالها لمّا اغتدى إليه ، وفارق صاحب الموصل.

__________________

(١) في الأصل بياض.

(٢) مضمار الحقائق ١٦٢ و ٢٠٠ ، المختصر في أخبار البشر ٣ / ٦٨ ـ.

٦٤

[خروج السلطان بقصد الموصل]

ثمّ وصلت رسل زين الدّين يوسف إلى السّلطان بأنّ عسكر الموصل وعسكر قزل صاحب العجم نازلوا إربل مع مجاهد الدّين قايماز. وأنّهم نهبوا وأحرقوا ، وأنّه نصر عليهم وكسرهم ، فكان هذا ممّا حرّك عزم السّلطان على قصد الموصول هذه المرّة. فسار السّلطان على طريق البقاع وبعلبكّ ، ثمّ حمص وحماه ، فأقام بحماه إلى انسلاخ السّنة (١).

[وفاة صاحب ماردين]

وفيها مات صاحب ماردين قطب الدّين إيلغازي بن نجم الدّين الأرتقيّ ، رحمه‌الله تعالى (٢).

انتهت هذه الطبقة

ولله الحمد

__________________

(١) الدرّ المطلوب ٧٨ ـ.

(٢) انظر عن (إيلغازي) في : الكامل في التاريخ ١١ / ٥٠٨ ، تاريخ مختصر الدول ٢١٩ ، تاريخ الزمان ٢٠٢ ، وفيات الأعيان ١ / ١٩١ و ٢ / ٢٦٥ و ٤٥١ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ٦٨ ، وتلخيص مجمع الآداب ج ٤ ق ٤ / ٦٢٠ ، والدرّ المطلوب ٧٨ ، والعبر ٤ / ٢٣٩ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٩٤ ، والعسجد المسبوك ١٩١ ، والسلوك ج ١ ق ١ / ٨٦ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٩٧ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ١٦٨ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٦٨ ، ومرآة الزمان ٨ / ٣٨٣ ، والوافي بالوفيات ١٠ / ٢٦ ، ٢٧ رقم ٤٤٦٩ ـ.

٦٥

بسم الله الرحمن الرحيم

ربّنا أفرغ علينا صبرا

المتوفّون في هذه الطبقة

سنة إحدى وسبعين وخمسمائة

ـ حرف الألف ـ

١ ـ أحمد بن عليّ بن محمد بن العبّاس (١).

الشّريف أبو جعفر بن المقشوط ، الهاشميّ ، البغداديّ.

توفّي في ربيع الآخر.

ـ حرف الحاء ـ

٢ ـ الحسن بن إبراهيم بن محمد.

أبو محمد القيسيّ الدّمشقيّ الواعظ.

سمع : ابن الأكفانيّ ، وغيره.

وعنه : أبو القاسم بن صصريّ.

٣ ـ الحسين بن محمد بن نمير (٢).

أبو الحسن الإشبيليّ ، الضّرير ، الفقيه الظّاهريّ.

قال الأبّار : كان يجتمع إليه ويناظر عليه.

أخذ عنه : مفرّج بن حسين الضّرير ، وغيره.

ـ حرف الطاء ـ

٤ ـ [طغدي] (٣) بن خمارتكين.

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن علي) في : المختصر المحتاج إليه ـ ج ١ ـ.

(٢) انظر عن (الحسين بن محمد) في : تكملة الصلة لابن الأبّار.

(٣) في الأصل بياض ، والمثبت من : المختصر المحتاج إليه ٢ / ١٢١ ، ١٢٢ ، والمشتبه في الرجال ١ / ٢٨٤ ـ.

٦٦

أبو محمّد التّركيّ ، من شيوخ بغداد.

سمع : أبا القاسم الرّبعيّ ، وابن بدران الحلوانيّ.

روى عنه : ابن الأخضر ، ومنصور بن السّكن ، وغيره.

توفّي في ذي الحجّة.

ـ حرف العين ـ

٥ ـ عبد الله بن حمزة بن محمد بن سماوة.

أبو الفرج الكرمانيّ ، ثمّ الجيرفتيّ (١) ، ثمّ الدّمشقيّ.

تفقّه على جمال الإسلام السّلميّ ، وولي خطابة دومة (٢) زمانا.

وروى عن جمال الإسلام.

روى عنه : أبو المواهب بن صصريّ ، وقال : كان ثقة صالحا.

توفّي في ربيع الآخر وهو في عشر الثّمانين.

وروى عنه أيضا أبو القاسم بن صصريّ.

٦ ـ عبد الله بن محمد بن سهل (٣).

أبو محمد الغرناطيّ الضّرير ، المقرئ. ويعرف بوجه نافخ.

أخذ القراءات عن أبي محمد بن درّيّ ولازمه.

وعن عبد الرحيم بن الفرس.

وسمع منهما ، ومن : غالب بن عطيّة ، وجماعة.

وأجاز له أبو عليّ بن سكّرة ، وغيره.

قال الأبّار : كان بارعا في العربيّة.

حدّث عنه : ابنه أبو عبد الله ، وابن عيّاد.

__________________

(١) الجيرفتيّ : بكسر الجيم وسكون الياء آخر الحروف وضم الراء وسكون الفاء وفي آخرها التاء ثالث الحروف. هذه النسبة إلى جيرفت ، وهي إحدى بلاد كرمان. (الأنساب ٣ / ٤٠٨ ، ٤٠٩).

(٢) دومة : بالضم ، من قرى غوطة دمشق. (معجم البلدان ٢ / ٤٨٦).

(٣) انظر عن (عبد الله بن محمد) في : تكملة الصلة لابن الأبّار.

٦٧

وتوفّي في ذي القعدة.

٧ ـ عبد الحقّ بن سليمان (١).

أبو عبد الله القيسيّ ، التّلمسانيّ ، قاضي تلمسان.

سمع : القاضي أبا بكر بن العربيّ ، وغيره.

قال الأبّار : كان جليل القدر ، عظيم الوجاهة ، يستظهر «مقامات الحريريّ» ، ثمّ تزهّد ورفض الدّنيا ، وحجّ وجاور ، وأجهد نفسه صلاة وصوما وطوافا.

توفّي بالمدينة النّبويّة كهلا.

* ـ عبد الرّحمن بن خلف الله بن عطيّة.

في المتوفّين تقريبا.

٨ ـ عبد الرّحمن بن محمد بن محمد (٢).

أبو محمد السّلميّ ، المكناسيّ ، الكاتب ، الأديب.

قال الأبار : ختمت به البلاغة بالأندلس ، ورأس في الكتابة. وديوان رسائله بأيدي النّاس يتنافسون فيه.

وكتب لأبي عبد الله محمد بن سعد ، وغيره من الأمراء.

وتوفّي كهلا (٣) رحمه‌الله.

٩ ـ عثمان بن عبد الملك (٤).

اللّخميّ ، الصّفّار ، الواعظ.

__________________

(١) انظر عن (عبد الحقّ بن سليمان) في : تكملة الصلة لابن الأبّار.

(٢) انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في : تكملة الصلة لابن الأبّار ٥٦٧ ، والوافي بالوفيات ١٨ / ٢٥٨ رقم ٣٠٩ ، وبغية الوعاة ٢ / ٨٩ ، ٩٠ ـ.

(٣) وقع في بغية الوعاة أنه توفي سنة ٥٩١ ه‍.

(٤) انظر عن (عثمان بن عبد الملك) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ١١٢ رقم ٩٧٠ ، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار (مصوّرة المجمع العلمي العراقي عن نسخة الظاهرية) ورقة ١٢٥ ، ١٢٦ ، و (المطبوع) ٢ / ٢١١ ، ٢١٢ رقم ٤٣٩ ـ.

٦٨

سمع : أبا الحسن بن العلّاف ، وابن فتحان الشّهرزوريّ ، وابن بيان.

روى عنه : ابن الأخضر ، وغيره.

١٠ ـ عليّ بن إبراهيم بن عيسى بن سعد الخير (١).

أبو الحسن البلسيّ الأنصاريّ ، النّحويّ.

قال الأبّار (٢) : سمع من أبي محمد النّيليّ ، وأبي الوليد بن الدّبّاغ.

ولازم أبا الحسن بن النّعمة وتأدّب به ، وكان عالما بالعربيّة واللّغة ، إماما في ذلك. أقرأها حياته كلّها.

وكان بارع الخطّ ، كاتبا بليغا ، شاعرا مجيدا ، مولّدا. وكانت فيه غفلة معروفة ، وله مصنّف على كتاب «الكامل» للمبرّد ، وغير ذلك (٣).

__________________

(١) انظر عن (علي بن إبراهيم) في : صلة الصلة لابن الزبير ٩١ ، وتكملة الصلة لابن الأبّار ، رقم ١٨٦٧ ، وتحفة القادم ٥١ ، ورايات المبرّزين ٧٨ ، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ، السفر ٥ ق ١ / ١٨٧ ـ ١٩١ رقم ٣٧٢ ، والمغرب ٢ / ٣١٧ ، وزاد المسافر ، رقم ٥٥ ، ونفح الطيب ٤ / ٣٠٥ و ٥ / ١٣٧ ، ١٣٩ ، وفوات الوفيات ٢ / ٣٨ ، ٣٩ ، وكشف الظنون ٥٨١ و ٦٠٣ ، ومعجم المؤلفين ٧ / ٨ ـ.

(٢) في تكملة الصلة.

(٣) وقال ابن عبد الملك المراكشي : وكان إماما متقدّما بارعا في علوم اللسان نحوا ولغة وأدبا ، وأقرأ ذلك عمره كله ، كاتبا بليغا ، شاعرا مجيدا ، بديع التشبيه ، عجيب الاختراع والتوليد ، أنيق الخط ـ كتب الكثير وأتقن ضبطه وجوّده ، وعني بالعلم طويلا. وكانت فيه غفلة شديدة عرف بها وشهرت عنه .. وله مصنّفات منها : «اختصاره العقد» ، ومنها جمع طرر أبي الوليد الوتشي وأبي محمد ابن السيد على «الكامل» إلى زيادات من قبله عليهما وسمّاه ب «القرط» ، ومنها : «إكمال شرح أبي محمد بن السيد على الجمل من حيث انتهى إليه وتوفي عنه وذلك مما بعد باب الندبة إلى آخر الكتاب». ومنها كتاب «مشاهير الموشحين بالأندلس» وهم عشرون رجلا ذكرهم بحلاهم ومحاسنهم على طريقة الفتح في «المطمح» و «القلائد» ، وابن بسام في «الذخيرة» ، وابن الإمام في «سمط الجمان» إلى غير ذلك من تقاييده وإملاءاته النبيلة المفيدة ، ومن شعره ما أنشدناه :

يا لاحظا تمثال نعل نبيّه

قبّل مثال النعل لا متكبرا

والثم به فلطالما عكفت به

قدم النبيّ مروّحا ومبكرا

أوما ترى أنّ الشجيّ مقبّل

طللا وإن لم يلف فيه مخبرا

وله مقطّعات أخرى. انظر : الذيل والتكملة ٥ ق ١ / ١٨٨ ، ١٨٩ ـ.

٦٩

توفّي بإشبيليّة في ربيع الأوّل. وقيل : توفّي سنة سبعين.

١١ ـ عليّ بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين (١).

الحافظ الكبير أبو القاسم ، ثقة الدّين ابن عساكر الدّمشقيّ ، الشّافعيّ ، صاحب «تاريخ دمشق».

أحد الأعلام في الحديث.

__________________

(١) انظر عن (ابن عساكر) في : خريدة القصر (قسم شعراء الشام) ١ / ٢٧٤ ـ ٢٨٠ ، والمنتظم ١٠ / ٢٦١ رقم ٣٥٦ (١٨ / ٢٢٤ ، ٢٢٥ رقم ٤٣١٠) ، ومعجم الأدباء ١٣ / ٧٣ ـ ٨٨ ، ومعجم البلدان ١ / ٤٥٤ ، والتقييد لابن نقطة ٤٠٥ ، ٤٠٦ رقم ٥٣٨ ، وذيل تاريخ دمشق (انظر فهرس الأعلام) ٣٧٧ ، والروضتين ج ١ / ٢ / ٦٦٧ ، وجامع المسانيد للخوارزمي ٢ / ٥٣٩ ، ومرآة الزمان ٣٣٦ ، ٣٣٧ ، ووفيات الأعيان ٣ / ٣٠٩ ـ ٣١١ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ٥٩ ، ودول الإسلام ٢ / ٨٥ ، والعبر ٤ / ٢١٢ ، ٢١٣ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٥٤ ـ ٥٧١ رقم ٣٥٤ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٣٢٨ ـ ١٣٣٤ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٥ ، والمختصر المحتاج إليه ٣ / ١٢١ ، ١٢٢ ، وبدائع البدائه ١٧ ، ٨٩٢ ، ٩٨ ، ١٢٥ ، ١٢٨ ، ١٦٨ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٧٣ رقم ١٨٥٦ ، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد ١٨٦ ـ ١٨٩ رقم ١٤١ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٨٧ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٧ / ٢١٥ ـ ٢٢٣ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ٢ / ٢١٦ ، ٢١٧ رقم ٨٣٨ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٩٣ ـ ٣٩٦ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٩٤ ، وطبقات الشافعية لابن كثير (مخطوط) ١٣٥ ب ـ ١٣٧ أ ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ١ / ٣٤٥ ، ٣٤٦ رقم ٣١١ ، وذيل التقييد لقاضي مكة ٢ / ١٨٨ رقم ١٤٠٧ ـ. وتاريخ الخميس ٢ / ٤٠٩ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٧٧ ، وطبقات الحفاظ ٤٧٤ ، ٤٧٥ ، وتاريخ الخلفاء ٤٤٨ ، والدارس في تاريخ المدارس ١ / ١٠٠ ، ١٠١ ، ومفتاح السعادة ١ / ٢٦٦ ، ٢٦٧ و ٢ / ٢٦٧ و ٢ / ٣٥٢ ، وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) ١ / ١٤٢ (٥٧٠ ه‍.) ، وكشف الظنون ٥٤ ، ٥٧ ، ١٠٣ ، ١٦٢ ، ٢٩٤ ، ٣٤٠ ، ٣٤٢ ، ٥٢٦ ، ٥٧٤ ، ٩٧٤ ، ١٧٣٦ ، ١٧٤٧ ، ١٨٣٦ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٢٩ ، ٢٤٠ ، وهدية العارفين ١ / ٧٠١ ، ٧٠٢ ، وإيضاح المكنون ١ / ٢٢٤ ، وديوان الإسلام ٣ / ٣٣٤ ـ ٣٣٦ رقم ١٥١١ ، ومنتخبات التواريخ لدمشق ٤٧٨ ، ٤٧٩ ، ومعجم المطبوعات العربية ١٨١ ، ١٨٢ ، وكنوز الأجداد ٣٠٦ ـ ٣١٣ ، وتاريخ الأدب العربيّ ٦ / ٦٩ ـ ٧٣ ، ومعجم المؤلفين ٧ / ٦٩ ، ٧٠ ، والأعلام ٤ / ٢٧٣ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) ق ٢ / ج ٣ / ٣٤ ـ ٣٦ رقم ٧١٨ ، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين ١٣٠ رقم ١٠٥٩ ، وانظر كتاب : ابن عساكر ، الّذي أصدرته وزارة التعليم العالي بالجمهورية العربية السورية بمناسبة مرور ٩٠٠ سنة على ولادته ، فهو يضم مصادر ترجمته وأبحاثا كبيرة عنه ، وعن تاريخ دمشق ، منها بحث لنا.

٧٠

ولد في مستهلّ سنة تسع وتسعين وأربعمائة.

وسمّعه أخوه الصّائن هبة الله سنة خمس وخمسمائة وبعدها من :

الشّريف أبي القاسم النّسيب ، وأبي القاسم قوام بن زيد ، وأبي الوحش سبيع بن قيراط ، وأبي طاهر محمد بن الحسين الحنّائيّ ، وأبي الحسن بن الموازينيّ ، وأبي الفضائل الماسح ، ومحمد بن عليّ المصّيصيّ.

ثمّ سمع بنفسه من : أبي محمد بن الأكفانيّ ، وأبي الحسن بن قبيس المالكي ، وعبد الكريم بن حمزة ، وطاهر بن سهل ، ومن بعدهم.

ودخل إلى بغداد سنة عشرين ، فأقام بها خمس سنين.

وحجّ في سنة إحدى وعشرين ، فسمع بمكّة من : عبد الله بن محمد بن الغزال (١) المصريّ صاحب كريمة المروزيّة.

وسمع ببغداد من : أبي القاسم بن الحصين ، وأبي الحسن الدّينوريّ ، وأبي العزّ بن كادش ، وقراتكين بن أسعد ، وأبي غالب بن البنّاء ، والبارع أبي عبد الله الدّبّاس ، وهبة الله الشّروطيّ ، وخلق كثير.

وعلّق «مسائل الخلاف» على أبي سعد إسماعيل بن أبي صالح المؤذّن.

ولازم الدّرس والتّفقّه بالنّظاميّة ، ورجع بعلم جمّ وسماعات كثيرة.

وسمع بالكوفة من : عمر بن إبراهيم العلويّ.

ثمّ رحل سنة تسع وعشرين على أذربيجان إلى جرجان ، وجال في بلادها ، ودخل إلى أصبهان ، وبقي في هذه الرحلة نحو أربع سنين ، فسمع :

أبا عبد الله محمد بن الفضل الفراويّ (٢) ، وعبد المنعم بن القشيريّ ، وهبة الله السّيّديّ (٣) ، وتميم بن أبي سعيد الجرجانيّ الهرويّ ، ويوسف بن أيّوب

__________________

(١) الغزال : بتخفيف الزاي. (المشتبه في الرجال ٢ / ٤٨٤).

(٢) الفراوي : بضم الفاء وفتح الراء بعدهما الألف وفي آخرها الواو. هذه النسبة إلى فراوة وهي بليدة على الثغر مما يلي خوارزم يقال لها : رباط فراوة. (الأنساب ٩ / ٢٥٦).

(٣) بفتح السين المهملة وتشديد الياء المكسورة المنقوطة من تحتها باثنتين ، وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى السيّد. (الأنساب ٧ / ٢١٧).

٧١

الزّاهد ، وزاهر بن طاهر الشّحّاميّ ، والحسين بن عبد الملك الأديب ، وسعيد ابن أبي الرجاء ، وغانم بن خالد ، وإسماعيل بن محمد الحافظ ، والموجودين في هذا العصر.

وخرّج أربعين حديثا في أربعين بلدا كالسّلفيّ. وعدّة شيوخه ألف وثلاثمائة شيخ وثمانون امرأة ونيّف. وحدّث بخراسان ، وأصبهان ، وبغداد.

وسمع منه الكبار : كالحافظ أبي العلاء الهمذانيّ ، والحافظ أبي سعد السّمعانيّ.

وصنّف التّصانيف المفيدة ، ولم يكن في زمانه أحفظ ولا أعرف بالرجال منه. ومن تصفّح تاريخه علم قدر الرحلة.

وأجاز له من الكبار : أبو الحسن بن العلاف ، وأبو القاسم بن بيان ، وأبو عليّ بن نبهان ، وأبو الفتح أحمد بن محمد الحدّاد ، وغانم البرجيّ ، وأبو بكر عبد الغفّار الشّيرويّ ، وأبو عليّ الحدّاد ، وأبو صادق مرشد بن يحيى ، وأبو عبد الله الرّازيّ ، وطائفة.

روى عنه : ابنه القاسم ، وبنو أخيه فخر الدّين أبو منصور ، وتاج الأمناء ، وزين الأمناء عبد الرحيم ، وعزّ الدّين النّسّابة ابن تاج الأمناء ، والحافظ أبو المواهب بن صصريّ ، وأخوه أبو القاسم الحسين ، والقاضي أبو القاسم بن الحرستانيّ ، وأبو جعفر القرطبيّ ، والحافظ عبد القادر ، وأبو الوحش عبد الرحمن بن نسيم ، والحسن بن عليّ الصّيقليّ ، وصالح بن فلاح الزّاهد ، وظهير الدّين عبد الواحد بن عبد الرّحمن بن سلطان القرشيّ ، وأبو العزّ مظفّر بن عقيل الشّيبانيّ العقّار والد النّجيب ، والصّائن نصر الله بن عبد الكريم بن الحرستانيّ ، والبدر بن يونس بن محمد الفارقيّ الخطيب ، والقاضي أبو نصر بن الشّيرازيّ ، ومحمد ابن أخي الشّيخ أبي البيان ، وعبد القادر بن الحسين البغداديّ ، ونصر الله بن فتيان ، وإبراهيم وعبد العزيز ابنا الخشوعيّ ، ويونس بن منصور السّقبانيّ ، وإدريس بن الخضر الشيبانيّ ، ومحمد بن رومي الحردانيّ ، وحاطب بن عبد الكريم المزّيّ ، وذاكر بن عبد الوهّاب السّتيانيّ ،

٧٢

وذاكر الله بن أبي بكر الشّعيريّ ، ومحمد بن غسّان ، ومحمد بن عبد الكريم بن الهادي ، والمسلم بن أحمد المازنيّ ، وعبد العزيز بن محمد بن الدّجاجيّة ، وعبد الرحمن بن عبد المؤمن زريق العطّار ، وشعبان بن إبراهيم ، ومحمد بن أحمد بن زهير ، ومحمود بن خطير الدّارانيّون ، وعبد الرحمن بن راشد البيت سوائيّ (١) ، ونجم الأمناء عبد الرحمن بن عليّ الأزديّ ، وعمر بن عبد الوهّاب بن البرادعيّ ، وعتيق السّلمانيّ ، وبهاء الدّين عليّ بن الجمّيزيّ ، وعبد المنعم بن محمد بن محمد بن أبي المضاء نزيل حماه ، ومات في آخر سنة أربع وأربعين ، والرشيد أحمد بن مسلمة ، وعبد الواحد بن هلال ، وخلق آخرهم وفاة أبو بكر محمد بن المسلم بن علّان.

وقد روى عنه الكثير أبو سعد السّمعانيّ ، ومات قبل ابن علّان بتسعين سنة. فمن تصانيفه : «التّاريخ» (٢) ثمانمائة جزء و «الموافقات» (٣) اثنا وسبعون

__________________

(١) البيت سوائيّ : بالفتح والقصر. (معجم البلدان ١ / ٥٢١) وهي من بلدان الشام.

(٢) وهو : «تاريخ مدينة دمشق حماها الله وذكر فضلها وتسمية من حلّها من الأماثل ، أو اجتاز بنواحيها من وارديها وأهلها».

وهو من أعظم كتب التراجم وأضخمها ، بل هو أوعى كتاب في تاريخ المدن على الإطلاق ، من ثمانين مجلّدا ، على نسق «تاريخ بغداد» للخطيب ولكنّه أعمّ وأشمل. وقد اتخذ ابن عساكر من دمشق عنوانا للكتاب لأنها عاصمة بلاد الشام وقاعدتها ، ولكنه أحاط بتراجم كلّ من أخرجته المدن والبلدان والقرى الشامية على اتساع رقعتها والتي كانت تشتمل في عصره على : سوريا ولبنان وفلسطين والأردن ، وكل من دخلها من علماء العالم الإسلامي ، وخصّص المجلّد الأخير من الكتاب لتراجم النساء ، ورتّب التراجم على الحروف مع مراعاة الاسم الثاني والثالث ، وابتدأ بمن اسمه «أحمد» تيمّنا باسم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولم تقتصر تراجمه على الأعلام في العصر الإسلامي ، بل عرض لعدّة أعلام من السابقين للإسلام بزمان طويل.

ويتبنى «مجمع اللغة العربية بدمشق» مشروع طبع هذا السفر العظيم ، وهو قمين بهذه المهمّة الجليلة التي تتطلّب حشد الطّاقات العلمية والتفرّغ لإخراج هذا الكتاب الموسوعيّ الضخم في أقرب وقت ليعمّ نفعه ويفيد من معينة الباحثون ، حيث لم ينشر منه حتى الآن ونحن في سنة ١٤١٥ ه‍. / ١٩٩٥ م. سوى أقل من ربع أجزائه.

فقد صدر المجلّد الأول سنة ١٩٥١ ، والقسم الأول من المجلّد الثاني سنة ١٩٥٤ بتحقيق الدكتور صلاح الدين المنجد ، وصدر المجلّد العاشر سنة ١٩٦٣ بتحقيق الشيخ محمد

٧٣

__________________

= أحمد دهمان ، ويتضمّن تراجم حرف الباء والتاء وأول الثاء (بسر بن أبي أرطاة ـ ثابت بن أقرم). وصدر في أواخر ١٩٧٦ مجلّد بتحقيق المرحوم الدكتور شكري فيصل ، ويتضمّن تراجم حرف العين المتلوة بالألف (عاصم بن بهدلة ـ عائذ بن محمد) ، وصدر سنة ١٩٨١ مجلّد بتحقيق الأستاذين : مطاع الطرابيشي وسكينة الشهابي ، وفيه من ترجمة (عبد الله بن جابر) حتى (عبد الله بن زيد). ثم صدر المجلّد الأخير من الكتاب المتضمّن لتراجم النساء ، في سنة ١٩٨٢ بتحقيق الباحثة سكينة الشهابي. وفي سنة ١٩٨٢ صدر مجلّد آخر بتحقيق الدكتور شكري فيصل والأستاذين رياض مراد وروحية النحاس ، وفيه تراجم (عبادة بن أوفى ـ عبد الله بن ثوّب).

وفي سنة ١٩٨٤ صدر بتحقيق الباحثة سكينة الشهابي المجلّد الخاصّ بترجمة الخليفة (عثمان بن عفان) رضي‌الله‌عنه ، والقسم الأول من السيرة النبويّة بتحقيق عبد الغني الدقر ومراجعة مطاع الطرابيشي ، ويبدأ بترجمة (أحمد بن عتبة) وينتهي بترجمة (أحمد بن محمد بن المؤمّل).

وفي سنة ١٩٨٦ صدر المجلّد (٣٤) بتعليق مطاع الطرابيشي ، ويبدأ من ترجمة (عبد الله بن سالم) وينتهي بترجمة (عبد الله بن أبي عائشة) وصدر المجلّد (٣٨) بتحقيق الباحثة سكينة الشهابي ، ويبدأ بترجمة (عبد الله بن قيس) وينتهي بترجمة (عبد الله بن مسعدة) ، وصدر المجلّد (٣٩) بتحقيق الباحثة سكينة الشهابي ، يبدأ بترجمة (عبد الله بن مسعود) وينتهي بترجمة (عبد الحميد بن بكار).

وكان المجمع أصدر في سنة ١٩٧٨ مجلّدا مصوّرا دون تحقيق عن نسخة مكتبة ليننغراد بموسكو ، وفيها تراجم بعض العبادلة ، يبدأ بترجمة (عبد الله بن عمران) وينتهي بترجمة (عبد الله بن قيس).

وصدر في بيروت سنة ١٩٧٥ عن دار التعارف للمطبوعات مجلّدان يتناولان ترجمة (علي بن أبي طالب) رضي‌الله‌عنه ، بتحقيق الشيخ محمد باقر المحمودي.

وفي سنة ١٩٨٢ نشرت مؤسسة الرسالة في بيروت جزءا خاصّا بترجمة «الزّهري» ، بتحقيق شكر الله بن نعمة الله قوجاني.

ثمّ نشرت مؤسسة الرسالة أيضا المجلّد الخاص بترجمة (عمر بن الخطاب) رضي‌الله‌عنه ، بتحقيق الباحثة سكينة الشهابي.

وقد قام المرحوم الشيخ عبد القادر بدران باختصار التاريخ وتهذيبه ، فصدر منه سبعة أجزاء بعنوان (تهذيب تاريخ دمشق الكبير).

وبين سنتي ١٩٨٤ ـ ١٩٨٨ صدر من دار الفكر بدمشق (مختصر تاريخ دمشق) لابن منظور ، في (٢٩) مجلّدا ، وهو بتحقيق عدّة أساتذة.

ثم قامت مؤسسة الرسالة ببيروت بتصوير التاريخ الكبير عن أصله المخطوط ونشرته دون تحقيق.

٧٤

و «الأطراف الّتي للسّنن» (١) ثمانية وأربعون جزءا ، و «عوالي مالك» أحد وثلاثون جزءا ، و «التّالي لحديث مالك العالي» تسعة عشر جزءا ، و «غرائب مالك» (٢) عشرة أجزاء ، «ومعجم (٣) القرى والأمصار» جزء ، و «معجم شيوخه» اثنا عشر جزءا ، و «مناقب الشّبّان» خمسة عشر جزءا ، و «فضل أصحاب الحديث» أحد عشر جزءا ، و «السّباعيّات» سبعة أجزاء ، وكتاب «تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الأشعريّ» (٤) مجلّد ، و «السّلسلات» له مجلّد (٥) ، وكتاب «فضل الجمعة» مجلّد ، و «الأربعون الطّوال» ثلاثة أجزاء ، و «عوالي شعبة» مجلّد ، و «كتاب الزّهادة في ترك الشّهادة» (٦) مجلّد ، و «عوالي الثّوريّ» مجيلد ، و «الأربعون الجهاديّة» ، و «الأربعون البلديّة» ، و «الأربعون الأبدال» ، و «مسند أهل داريّا» مجلّد لطيف ، و «حديث أهل صنعاء الشّام» مجلّد صغير ، و «حديث أهل قرية البلاط» مجلّد صغير ، و «فضائل عاشوراء» ثلاثة أجزاء و «كتاب الزّلازل» ثلاثة أجزاء ، و «ثواب المصاب بالولد» جزءان ، و «طرق قبض العلم» جزء ، و «كتاب فضل مكّة» ، و «كتاب فضل المدينة» ، و «كتاب فضل القدس» ، وجزء «فضائل عسقلان» ، وجزء «فيمن نزل بالمزّة» ، وجزء

__________________

= وقد قيّض الله لي أنا طالب العلم وخادمه «عمر عبد السلام تدمري» أن أقرأ هذا السّفر الضخم مرّتين بدار الكتب المصرية ، ونسختها هناك برقم ١٠٤١ تاريخ تيمور ، من (٤٨) مجلّدا. وأفدت منها كثيرا في تأليف كتابي «موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي» وخاصة في أجزائها الخمسة الأولى التي صدرت سنة ١٩٨٤ ـ.

كما قيّض لي أن أشارك في المؤتمر العالمي الّذي أقامته وزارة التعليم العالي سنة ١٩٧٩ بدمشق ، بمناسبة مرور (٩٠٠) سنة على ولادة «ابن عساكر» بنصوص عن طرابلس الشام من خلال «تاريخ دمشق».

(٣) في معجم الأدباء ١٣ / ٧٧ «الموافقات على شيوخ الأئمّة الثقات».

__________________

(١) في معجم الأدباء ١٣ / ٧٧ «الإشراف على معرفة الأطراف».

(٢) في معجم الأدباء ١٣ / ٧٧ «مجموع الرغائب مما وقع من أحاديث مالك الغرائب».

(٣) في الأصل : «معظم» وهو وهم.

(٤) طبع في دمشق سنة ١٣٤٧ ه‍.

(٥) في معجم الأدباء ١٣ / ٧٧ «عشرة أجزاء».

(٦) في سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٦٠ «الزهادة في الشهادة».

٧٥

في «فضائل الرّبوة والنّيرب» ، وجزء في «مقام إبراهيم وبرزة» ، وجزء في قرية الحميريّين (١) ، وجزء أهل كفرسوسة (٢) ، وجزء أهل كفربطنا ، وجزء بيت قوفا ، وبيت راسين (٣) ، وجزء سعد بن عبادة ، والمنيحة ، وجزء أهل حرستا ، وجزء أهل زملكا ، وجزء بيت لهيا ، وجزء جوبر ، وجزء أهل حردان (٤) ، وجزء أهل جديا (٥) ، وجزء أهل برزة ، وجزء أهل منين ، وجزء أهل بيت سوا (٦) ، وجزء أهل بعلبكّ ، وجزء «المبسوط لمنكر حديث الهبوط» ، و «الجواهر واللآلئ» (٧) ثلاثة أجزاء ، وغير ذلك.

وأملى أربعمائة مجلس وثمانية مجالس في فنون شتّى ، وخرّج لشيخه أبي غالب ابن البنّاء مشيخة ، ولشيخه جمال الإسلام مشيخه ، وأربعين حديثا مصافحات لرفيقه أبي سعد السّمعانيّ ، وأربعين حديثا مساواة لشيخه الفراويّ.

وخرّج في آخر عمره لنفسه «كتاب الأبدال» ولم يتمّه ، ولو تمّ لجاء في نحو مائتي جزء.

ذكره ابن السّمعانيّ في تاريخه فقال : كبير العلم ، غزير الفضل ، حافظ ، ثقة ، متقن ، ديّن ، خيّر حسن السّمت ، جمع بين معرفة المتون والأسانيد ، صحيح القراءة ، متثبّت ، محتاط. رحل وتعب ، وبالغ في الطّلب إلى أن جمع ما لم يجمع غيره ، وأربى على أقرانه. ودخل نيسابور قبلي بشهر أو نحوه في سنة تسع وعشرين ، فسمع بقراءتي وسمعت بقراءته مدّة مقامنا بها ، إلى أن اتّفق خروجه في سنة ثلاث وثلاثين.

__________________

(١) في معجم الأدباء ١٣ / ٨٠ «الحمريين» ، وكذا في : سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٦١ ـ.

(٢) في معجم الأدباء ١٣ / ٨٠ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٦٠ «كفرسوسية».

(٣) في معجم الأدباء ١٣ / ٨٠ «بيت أرانس».

(٤) حردان : بضم الحاء المهملة وسكون الراء والدال المهملة. من قرى دمشق. (معجم البلدان ٢ / ٤٠).

(٥) في الأصل : «حدايا». والمثبت من : معجم الأدباء ١٣ / ٨١ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٦١ ـ.

(٦) في معجم الأدباء ١٣ / ٨١ «بيت سواي».

(٧) في الأبدال والعوالي. (معجم الأدباء ١٣ / ٧٩).

٧٦

وسمعت منه كتاب «المجالسة» بدمشق ، «ومعجم شيوخه». وكان قد شرع في «التّاريخ الكبير» لمدينة دمشق ، وصنّف التّصانيف ، وخرّج التّخاريج.

وقرأت بخطّ ابن الحاجب قال : حدّثني زين الأمناء قال : حدّثني ابن القزوينيّ ، عن والده مدرّس النّظاميّة ، يعني أبا الخير ، قال : حكى لنا أبو عبد الله الفراويّ قال : قدم أبو القاسم بن عساكر فقرأ عليّ ثلاثة أيّام ، فأكثر وأضجرني ، وآليت على نفسي أن أغلق الغد بابي وأمتنع ، فلمّا أصبحت قدم عليّ شخص فقال : أنا رسول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إليك. قلت : مرحبا برسول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. فقال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في النّوم فقال لي : امض إلى الفراويّ وقل له : قدم بلدكم رجل من الشّام أسمر اللّون يطلب الحديث ، فلا يأخذك منه ضجر ولا ملل.

قال القزوينيّ : فو الله ما كان الفراويّ يقوم من المجلس حتّى يقوم الحافظ ابتداء منه.

وقال ابنه القاسم أبو محمد الحافظ : كان رحمه‌الله مواظبا على صلاة الجماعة وتلاوة القرآن. يختم في كلّ جمعة ، ويختم في رمضان كلّ يوم ، ويعتكف في المنارة الشّرقيّة ، وكان كثير النّوافل والأذكار. وكان يحيي ليلة النّصف والعيدين بالصّلاة والذكر ، وكان يحاسب نفسه على لحظة تذهب في غير طاعة.

وقال لي : لمّا حملت بي أمّي رأت في منامها قائلا يقول لها : تلدين غلاما يكون له شأن.

وحدّثني أنّ أباه رأى رؤيا معناها : يولد لك ولد يحيي الله به السّنّة.

حدّثني أبي رحمه‌الله قال : كنت أقرأ على أبي الفتح المختار بن عبد الحميد وهو يتحدّث مع الجماعة فقال : قدم علينا أبو عليّ بن الوزير ، فقلنا : ما رأينا مثله. ثمّ قدم علينا أبو سعد بن السّمعانيّ فقلنا : ما رأينا مثله. حتّى قدم علينا هذا ، فلم نر مثله (١).

__________________

(١) معجم الأدباء ١٣ / ٨٣ ، ٨٤ ـ.

٧٧

وحكى لي أبو الحسن عليّ بن إبراهيم الأنصاريّ الحنبليّ عن أبي الحسن سعد الخير قال : ما رأينا في سنّ الحافظ أبي القاسم مثله.

وحدّثنا محمد بن عبد الرحمن المسعوديّ : سمعت أبا العلاء الهمذانيّ يقول لرجل ، وقد استأذنه أن يرحل ، فقال : إن عرفت أستاذا أعرف منّي أو في الفضل مثلي فحينئذ آذن لك أن تسافر إليه ، إلّا أن تسافر إلى الحافظ ابن عساكر ، فإنّه حافظ كما يجب. فقلت : من هذا؟ فقال : حافظ الشّام أبو القاسم ويسكن دمشق. وأثنى عليه.

وكان يجري ذكره عند خطيب الموصل أبي الفضل فيقول : ما نعلم من يستحقّ هذا اللّقب اليوم ، أعني الحافظ ، ويكون به حقيقا سواه. كذا حدّثني أبو المواهب بن صصريّ ، وقال : لمّا دخلت همذان أثنى عليه الحافظ أبو العلاء وقال : أنا أعلم أنّه لا يساجل الحافظ أبا القاسم في شأنه أحد ، فلو خالق النّاس ومازحهم كما أصنع ، إذا لاجتمع عليه الموافق والمخالف.

وقال لي يوما : أيّ شيء فتح له ، وكيف ترى النّاس له؟

قلت : هو بعيد من هذا كلّه ، لم يشتغل منذ أربعين سنة إلّا بالجمع والتّصنيف والتّسميع في نزهه وخلواته. فقال : الحمد لله ، هذا ثمرة العلم. ألا إنّا قد حصل لنا هذا المسجد والدّار والكتب ، هذا يدلّ على قلّة حظوظ أهل العلم في بلادكم.

ثمّ قال لي : ما كان يسمّى أبو القاسم ببغداد إلّا شعلة نار من توقّده وذكائه وحسن إدراكه (١).

وقال أبو المواهب : أمّا أنا فكنت أذاكره في خلواته عن الحفّاظ الّذين لقيهم. فقال : أمّا ببغداد فأبو عامر العبدريّ ، وأمّا بأصبهان فأبو نصر اليونارتيّ ، لكنّ إسماعيل الحافظ كان أشهر منه.

__________________

(١) معجم الأدباء ١٣ / ٨٤ ، ٨٥ ـ.

٧٨

فقلت له : فعلى هذا ما رأى سيّدنا مثله. فقال : لا تقل هذا ، قال الله تعالى : (فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ) (١). قلت : وقد قال تعالى : (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) (٢). فقال : نعم ، لو قال قائل : إنّ عيني لم تر مثلي لصدق.

قال أبو المواهب : وأنا أقول لم أر مثله ، ولا من اجتمع فيه ما اجتمع فيه من لزوم طريقة واحدة مدّة أربعين سنة ، من لزوم الصّلوات في الصّفّ الأوّل إلّا من عذر ، والاعتكاف في رمضان وعشر ذي الحجّة ، وعدم التّطلّع إلى تحصيل الأملاك وبناء الدّور. وقد أسقط ذلك عن نفسه ، وأعرض عن طلب المناصب من الإمامة والخطابة ، وأباها بعد أن عرضت عليه ، وقلّة التفاته إلى الأمراء ، وأخذ نفسه بالأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر ، لا تأخذه في الله لومة لائم.

قال لي : لمّا عزمت على التّحديث ، والله المطّلع أنّه ما حملني على ذلك حبّ الرئاسة والتّقدّم ، بل قلت : متى أروي كلّ ما سمعت وأيّ فائدة في كوني أخلّفه بعدي صحائف؟ فاستخرت الله تعالى واستأذنت أعيان شيوخي ورؤساء البلد ، وطفت عليهم ، فكلّ قال : ومن أحقّ بهذا منك. فشرعت في ذلك في سنة ثلاث وثلاثين.

وقال عمر بن الحاجب : حكى لي زين الأمناء أنّ الحافظ لمّا عزم على الرحلة اشترى جملا ، وتركه بالخان ، فلمّا رحل القفل تجهّز. وخرج فوجد الجمل قد مات. فقال له الجماعة الّذين خرجوا لوداعه : ارجع فما هذا فأل مبارك ، وفنّدوا عزمه ، فقال : والله لو مشيت راجلا لا أثنيت عزمي. وحمل خرجه وقماشه ، وتبع المركب ، واكترى منهم في القصير. وكانت طريقه مباركة.

وقال أبو محمد القاسم : قال لي والدي لمّا قدمت في سفري : قال لي

__________________

(١) سورة النجم ، الآية ٣٢ ـ.

(٢) سورة الضحى ، الآية ١١ ـ.

٧٩

جدّي القاضي أبو المفضّل يحيى بن علي : اجلس إلى سارية من هذه السّواري حتّى نجلس إليك. فلمّا عزمت على الجلوس اتّفق أنّه مرض ولم يقدر بعد ذلك خروج إلى المسجد. وكان أبي رحمه‌الله قد سمع بنسا لم يحصّل منها نسخا اعتمادا على نسخ رفيقه الحافظ أبي عليّ بن الوزير. وكان ما حصّله أبي لا يحصّله ابن الوزير ، فسمعته يقول : رحلت وما كأنّي رحلت. كنت أحسب أنّ ابن الوزير يقدم بالكتب مثل الصّحيحين ، وكتب البيهقيّ والأجزاء ، فاتّفق سكناه بمرو ، وكنت أؤمّل وصول رفيق آخر يوسف بن فارّو الجيّانيّ ، ووصول رفيقنا المراديّ ، وما أرى أحدا منهم قدم ، فلا بدّ من الرحلة ثالثا وتحصيل الكتب والمهمّات. فلم يمض إلّا أيّام يسيرة حتّى قدم أبو الحسن المراديّ ، فأنزله أبي عندنا ، فقدم بأربعة أسفاط كتب مسموعة ، ففرح أبي بذلك ، وكفاه الله مئونة السّفر. وأقبل على النّسخ والاستنساخ ، وقابل ، وبقي من مسموعاته نحو ثلاثمائة جزء ، فأعانه عليها ابن السّمعانيّ ، ونقل إليه منها جملة حتّى لم يبق عليه أكثر من عشرين جزءا. وكان كلّما حصل له جزء منها كأنّه قد حصل على ملك الدّنيا.

قلت : وله شعر جيّد يملي منه عقيب مجالسه ، فمنه :

أيا نفس ويحك جاء المشيب

فما ذا التّصابي وما ذا الغزل

تولّى شبابي كأن لم يكن

وجاء مشيبي كأن لم يزل (١)

فيا ليت شعري ممّن (٢) أكون

وما قدّر الله لي من الأزل (٣)

 __________________

(١) زاد بعده في سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٧٠ بيتا :

كأنّي بنفسي على غرّة

وخطب المنون بها قد نزل

(٢) في معجم الأدباء : «فيمن».

(٣) الأبيات في : معجم الأدباء ١٣ / ٨٦ ، ووفيات الأعيان ٣ / ٣١٠ ، ومرآة الزمان ٨ / ٣٣٦ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٩٤ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ٢ / ٢١٧ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٩٤ ، وخريدة القصر ١ / ٢٧٤ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٦٩ ، ٥٧٠ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٧٧ ـ.

٨٠