تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٤٠

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

ثمّ ردّ إلى الموصل وسكنها ، وصادف بها قبولا عند متولّيها زين الدّين عليّ كوجك صاحب إربل.

ودرّس وأفتى وناظر ، وتفقّه به جماعة.

توفّي في المحرّم وله ثمان وستّون سنة. ورّخه ابن خلّكان (١).

* * *

وفيها ولد :

نقيب الأشراف بهاء الدّين عليّ بن محمد بن أبي الجن.

وأبو المجد عبد الملك بن نصر بن الفويّ بالثّغر. سمع من ابن المفضّل.

وأبو بكر بن عليّ بن بكّار.

__________________

(١) في وفيات الأعيان.

وحدّث القاضي أبو محمد جعفر بن محمد بن محمود قال : أنشدت شيخنا يونس بن محمد بن منعة بن مالك الفقيه ـ رحمه‌الله ـ أبياتا «إلى ما ذا يقول» :

ما ذا يقول رضيّ الدين في رجل

قد شفّه قمر يزري على القمر

متيّم قلق صبّ حليف ضنى

مولّه بفتور اللحظ والحور

وقد خلا بالذي يهوى فهل حرج

عليه إن فاز بالتقبيل والنظر؟

(تاريخ إربل ١ / ٧٤).

٣٠١

سنة ثمانين وخمسمائة

ـ حرف الألف ـ

٣٢٩ ـ أحمد بن عليّ بن معمّر بن رضوان (١).

أبو بكر بن جرادة المشاهر البغداديّ.

سمع : إسماعيل بن ملّة ، وأبا طالب بن يوسف.

سمع منه : عمر بن عليّ.

وتوفّي في جمادى الآخرة ، وهو ابن خمس وتسعين سنة.

قاله الدّبيثيّ.

٣٣٠ ـ أحمد بن المبارك بن درك (٢).

أبو العبّاس البغداديّ ، الضّرير ، المقرئ ، الدّارقزّيّ (٣).

شيخ صالح.

سمع : أبا القاسم بن بيان ، وأحمد بن عليّ بن قريش.

سمع منه : أحمد بن طارق ، وعبد العزيز بن الأخضر ، وغيرهما.

وقال إلياس بن جامع الإربليّ (٤) : قرأت عليه جزءا تحت شجرة في داره ، فقال لي : قرأت تحت هذه الشّجرة عشرة آلاف ختمة.

توفّي في جمادى الآخرة ، وله ثمان وسبعون سنة.

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن علي) في : تكملة الصلة لابن الأبار ج ١ ـ.

(٢) انظر عن (أحمد بن المبارك) في : تاريخ ابن الدبيثي ٢ / ورقة ٦٥ ب ، والمختصر المحتاج إليه ١ / ٢١٤ ، ٢١٥ ، والعسجد المسبوك ٢ / ١٩٢ ، ١٩٣ ـ.

(٣) الدارقزّي : نسبة إلى دار القزّ.

(٤) له ذكر في تاريخ إربل ١ / ١٩١ ـ.

٣٠٢

٣٣١ ـ إبراهيم بن حسين بن يوسف بن محارب (١).

أبو إسحاق القيسيّ البلنسيّ ، المقرئ.

أخذ القراءات عن أبي عبد الله بن سعيد.

سمع من : أبي بكر بن برنجال.

وأخذت عنه القراءات وكتبها. وكان مشهورا بالتّجويد.

قال الأبّار : أخذ عنه شيوخنا أبو عبد الله بن واجب ، وأبو الحجّاج بن أيّوب ، وأبو الحسن بن خيرة.

وقرأ عليه في صغره أبو جعفر بن عون الله الحصّار.

توفّي سنة ثمانين أو إحدى وثمانين.

٣٣٢ ـ إيلغازي بن ألبي بن تمرتاش بن إيلغازي بن أرتق (٢).

الملك قطب الدّين صاحب ماردين. وليها مدّة طويلة بعد أبيه.

وكان موصوفا بالشّجاعة والعدل.

توفّي في جمادى الآخرة ، وخلّف ولدين صغيرين ، فأقيم في الأمر أحدهما ، وهو حسام الدّين ، وقام بتدبيره مملوكه نظام الدّين ألبقش من تحت جناح خال أبيه شاه أرمن صاحب خلاط. فلمّا مات ولي الآخر قطب الدّين ، فامتدّت أيّامه إلى أن قتل ألبقش واستقلّ بالأمر (٣).

__________________

(١) انظر عن (إبراهيم بن حسين) في : تكملة الصلة لابن الأبار ج ١ ـ.

(٢) انظر عن (إيلغازي) في : الكامل في التاريخ ١١ / ٤٧٥ و ٥٠٨ ، وتاريخ مختصر الدول ٢١٩ ، وتاريخ الزمان ٢٠٢ ووفيات الأعيان ١ / ١٩١ و ٢ / ٢٦٥ و ٤٥١ ، والأعلاق الخطيرة ج ٣ ق ١ / ١٢١ ، ١٤٩ ، وق ٢ / ٤٤٦ ، ٤٤٧ ، ٤٥٠ ، ٤٥١ ، ٥٥٦ ، والروضتين ٢ / ٦٠ (طبعة وادي النيل) ، ومرآة الزمان ٨ / ٣٨٣ ، وتلخيص مجمع الآداب ج ٤ ق ٤ / ٦٢٠ ، والدرّ المطلوب ٧٨ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ٦٨ ، والعبر ٤ / ٢٣٩ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٩٤ ، والوافي بالوفيات ١٠ / ٢٦ ، ٢٧ رقم ٤٤٦٩ ، والسلوك ج ١ ق ١ / ٨٦ (سنة ٥٧٩ ه‍.) ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٩٧ ، والعسجد المسبوك ٢ / ١٩١ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ١٦٨ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٦٨ ـ.

(٣) الأعلاق الخطيرة ج ٣ ق ٢ / ٥٥٧ وفيه أن قطب الدين بن إيلغازي قتل ألبقش وهو يعوده في مرضه.

٣٠٣

ـ حرف الباء ـ

٣٣٣ ـ بدر بن عبد الغنيّ بن محمد (١).

أبو النّجم الطّحّان ، الواسطيّ ، المقرئ.

قرأ على : عليّ بن شيران ، وأبي محمد سبط الخيّاط.

روى القراءات بواسط.

قال الدّبيثيّ : سمعت منه. وتوفّي في ربيع الأوّل.

ـ حرف الحاء ـ

٣٣٤ ـ الحسن بن عيسى بن أصبغ.

أبو الوليد الأزديّ ، القرطبيّ ، المعروف بابن المناصف.

روى عن : عمّ أمّه أبي محمد بن عتّاب ، سمع منه «المدوّنة» وكتابه الكبير في المواعظ الملقّب ب «شفاء الصّدور».

وله إجازة عن : أبي عليّ بن سكّرة.

ولي خطابة إشبيلية.

وحدّث عنه : أبو القاسم بن الملجوم ، وأبو سليمان بن حوط الله ، وأبو الخطّاب بن دحية.

وتوفّي في المحرّم.

وولد ظنّا سنة اثنتين وخمسمائة.

٣٣٥ ـ الحسين بن عليّ بن عبد الواحد بن شبيب (٢).

أبو عبد الله النّصيبيّ ، ثمّ البغداديّ ، الكاتب.

كان كاتبا منشئا ، فصيحا ، بليغا ، مفوّها ، له النّظم والنّثر.

وكان يدخل على المستنجد بالله ويجالسه ، ويحبّ سماع كلامه. ويأمره

__________________

(١) انظر عن (بدر بن عبد الغني) في : تكملة الصلة لابن الأبار ج ١ ـ.

(٢) انظر عن (الحسين بن علي بن عبد الواحد) في : معجم الأدباء ١٠ / ١٢٦ ـ ١٣٠ رقم ١٠ وفيه قال محقّقه بالحاشية : «لم نعثر له على ترجمة سوى ترجمته في ياقوت».

٣٠٤

بإطالة مقامه. قال له مرّة مصحّفا : أابن شبيب؟ فجاوبه مسرعا : عبد مولانا (١).

توفّي في ربيع الآخر (٢).

ـ حرف الزاي ـ

٣٣٦ ـ زهير بن محمد بن أحمد بن أبي سعيد (٣).

أبو سعد الأصبهانيّ. يعرف بشعرانة (٤).

__________________

(١) وقال ياقوت : كان أديبا كاتبا شاعرا له اليد الطولى في حلّ الألغاز العويصة. تفاوض أبو منصور محمد بن سليمان بن قتلمش ، وأبو غالب بن الحصين في سرعة خاطر ابن شبيب وتقدّمه في حلّ الألغاز ، فعمل ابن قتلمش أبياتا على صورة الألغاز ، ولم يلغز فيها بشيء وأرسلاها إلى ابن شبيب يمتحنانه بها وهي :

وما شيء له في الرأس رجل

وموضع وجهه منه قفاه؟

إذا غمّضت عينك أبصرته

وإن فتّحت عينك لا تراه

ونظم أيضا :

وجار وهو تيّار

ضعيف العقل خوّار

بلا لحم ولا ريش

وهو في الرمز طيّار

بطبع بارد جدّا

ولكن كلّه نار

فكتب ابن شبيب على الأول : هو طيف الخيال. وكتب على الثاني : هو الزئبق. فجاء أبو غالب وأبو منصور إليه وقالا : هب اللغز الأول طيف الخيال ، والبيت الثاني يساعدك على ما قلت ، فكيف تعمل بالبيت الأول؟ فقال : لأن المنام يفسّر بالعكس ، لأن من بكى يفسّر بكاؤه بالضحك والسرور ، ومن مات يفسّر موته بطول العمر. وأما اللغز الثاني : فإن أصحاب صناعة الكيمياء يرمزون للزئبق بالطيّار والفرّار والآبق وما أشبه ذلك ، لأنه يناسب صفته ، وأمّا برده فظاهر ، ولإفراط برده ثقل جسمه وجرمه ، وكله نار لسرعة حركته وتشكّله في افتراقه والتئامه ، وعلى كل حال ففي ذلك تسامح يجوز في مثل هذه الصور الباطلة إذا طبّقت على الحقيقة.

ومن شعر ابن شبيب في المستنجد :

أنت الإمام الّذي يحكي بسيرته

من ناب بعد رسول الله أو خلفا

أصبحت لبّ بني العباس كلّهم

إن عدّدت بحروف الجمّل الخلفا

فإنّ جمّل حروف «لبّ» اثنان وثلاثون ، والمستنجد هو الثاني والثلاثون من الخلفاء.

(٢) مولده سنة ٥٠٠ ه‍.

(٣) انظر عن (زهير بن محمد) في : المختصر المحتاج إليه ٢ / ٧٥ رقم ٦٧٣ ، وتلخيص مجمع الآداب ٤ / ٩١ ، وغاية النهاية ١ / ٢٩٥ ـ.

(٤) ويلقّب : غياث الدين.

٣٠٥

والد محمد شعرانة الّذي أجاز للقاضي تقي الدّين الحنبليّ.

سمع : سعيد بن أبي الرجاء الصّيرفيّ.

قال الدّبيثيّ : وكان مقرئا مجوّدا ، قدم بغداد ، ولقيته بالحلّة وبمدينة النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وسمعت منه.

وتوفّي معنا بوادي العروس في تاسع المحرّم.

ـ حرف السين ـ

٣٣٧ ـ السّديد (١).

أبو البيان بن المدوّر اليهوديّ ، طبيب السّلطان صلاح الدّين.

كان حاذقا بصيرا بالعلاج ، خدم الخلفاء الباطنيّة ، وخدم بعدهم صلاح الدّين ، وطال عمره وانقطع. وكان له في الشّهر أربعة وعشرون دينارا إلى أن مات إلى لعنة الله.

وكان يقرئ الطّبّ في داره بمصر ، وعاش ثلاثا وثمانين سنة. وهو من تلامذة زين الحسّاب.

توفّي سنة ثمانين.

٣٣٨ ـ سعد بن الحسن بن سلمان (٢).

أبو محمد الحرّانيّ ، ثمّ البغداديّ ، ويعرف بابن التّورانيّ (٣). وتوران قرية على باب حرّان.

كان تاجرا معروفا ، وأديبا شاعرا. جالس أبا منصور الجواليقيّ ، وغيره.

روى عنه أبو سعدون شعره في «الذّيل».

__________________

(١) انظر عن (السديد) في : عيون الأنباء ٢ / ١١٥ ، والوافي بالوفيات ١٥ / ١٢٧ رقم ١٨٠ ـ.

(٢) انظر عن (سعيد بن الحسن) في : معجم الأدباء ١١ / ١٩٢ ، رقم ٥٧ ، ومعجم البلدان ٢ / ٥٧ ، والمختصر المحتاج إليه ٢ / ٨٣ رقم ٦٨٥ ، والوافي بالوفيات ١٥ / ١٧٨ رقم ٢٣٩ ، وبغية الوعاة ٢ / ٢٥٢ ـ.

(٣) تحرّفت في معجم الأدباء إلى «النوراتي».

٣٠٦

وتوفّي في ذي القعدة (١).

ـ حرف العين ـ

٣٣٩ ـ عبد الله بن محمد بن وقّاص.

أبو محمد اللّمطيّ ، الميورقيّ ، خطيب ميورقة ومفتيها.

استشهد في الحادثة الكائنة بقصر ميورقة في هذا العام.

٣٤٠ ـ عبد الرحيم بن أبي البركات إسماعيل بن أبي سعد أحمد بن محمد (٢).

صدر الدّين أبو القاسم النّيسابوريّ ، ثمّ البغداديّ ، الصّوفيّ. شيخ الشّيوخ.

كان حسن النّظم والنّثر ، وله رأي ودهاء وتقدّم وجاه عريض. فكان المشار إليه في حسن الرأي والتّدبير ، مع زهد وعبادة.

ترسّل إلى الشّام ، وكانت الملوك تستضيء برأيه (٣).

سمع : أباه ، وأبا القاسم بن الحصين ، وزاهر بن طاهر ، وأبا عليّ

__________________

(١) ومن شعره :

قد قلت للقلب اللجوج

وقد شكا فرط الغرام

ألبين يوم ذا فكيف

إذا بليت ببين عام

ومنه :

جاءت تسائل عن ليلي فقلت لها

وسورة الهمّ تمحو سيرة الجذل

ليلي يكفيك فأغنى عن سؤالك لي

إن بنت طال وإن واصلت لم يطل

وقال ما يكتب على سكّين :

حدّي وحدّك أمضي

من القضاء وأجرى

كم قط صدري رأسا

وشقّ رأسي صدرا

(٢) انظر عن (عبد الرحيم بن إسماعيل) في : الكامل في التاريخ ١١ / ٥٠٩ ، والمختصر المحتاج إليه ٣ / ٢٥ ، ٢٧ رقم ٧٨٦ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٩ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ١٠٢ (دون ترجمة) ، والوافي بالوفيات ١٨ / ١٢١ ، ١٢٢ رقم ١٣٣ ، وفيه «عبد الرحمن» ، والعسجد المسبوك ٢ / ١٩٢ ـ.

(٣) في الوافي ١٨ / ٢١ «تستغني برأيه».

٣٠٧

الفارقيّ ، ومقرّب بن الحسين النّسّاج.

وروى الكثير ، وكان صدوقا نبيلا.

سمع منه : أبو سعد السّمعانيّ مع تقدّمه ، وأبو الخير القزوينيّ ، وأبو منصور حفدة العطّاريّ.

وروى عنه : أبو أحمد بن سكينة ، وابنه أبو الفتوح ، وأبو عبد الله محمد بن الدّبيثيّ ، وسالم بن صصريّ ، وآخرون.

وكان في الرسليّة من قبل أمير المؤمنين ، هو والطّواشيّ شهاب الدّين بشير ، فمرضا بدمشق ، وطلبا العود إلى بغداد. وسارا في الحرّ ، فتوفّي بشير بالسّخنة. وأمّا الشّيخ صدر الدّين فإنّه لم يستعمل في مرضه هذا دواء توكّلا على الله تعالى. كذا نقل ابن الأثير (١) في «تاريخه».

وتوفّي بالرحبة في رجب.

وكان معه كفنه إلى أين سافر ، وكان من غزل أمّه ، ومعه دينار لتجهيزه ، من أجرة غزل أمّه (٢).

٣٤١ ـ عبد الرحيم بن عمر بن عبد الرحيم بن أحمد (٣).

__________________

(١) في الكامل ١١ / ٥٠٩ ـ.

(٢) ومن شعره :

من عاش في أهله أبدوا سآمته

وعافه منهم أهل وجيران

يحنو ودادا وتبدو منهم إحن

وليس يألوهم نصحا وإن خانوا

يهوى لإيثارهم موتا يعاجله

والمرتجى بعده عفو وغفران

إن بان من بينهم سرّوا بغيبته

وليس يهناؤه عيش إذا بانوا

ومنه من أبيات :

سافر بهمّك في مقامات الرضى

واسرح بقلبك في رياض الأنس

شمّر فقد وضح الطريق إلى الهدى

والحرّ موعده زوال اللّبس

من عاف شهوته وعفّ ضميره

فهو المعافى من عيوب النفس

(٣) انظر عن (عبد الرحيم بن عمر) في : تكملة الصلة لابن الأبار ٢ / ٦٠٠ ، ٦٠١ ، ومعجم المؤلفين ٥ / ٢١٠ ـ.

٣٠٨

أبو القاسم الحضرميّ ، الفاسيّ ، المعروف بابن عكيس.

سمع بقرطبة وإشبيلية من : أبي الحسن بن مغيث ، وأبي بكر بن العربيّ.

وكان حافظا ، مشاورا ، فقيها ، مبرّزا ، له تواليف.

حدّث عنه : ابنه عمر ، وأبو محمد بن مطروح.

توفّي في شعبان وله ثمانون سنة.

٣٤٢ ـ عبد القادر بن هبة الله الغضائريّ (١).

سمع : أبا القاسم بن الحصين ، وأبا الحسين بن الفرّاء.

كتب عنه : ابن مشّق ، وغيره.

٣٤٣ ـ عبد اللّطيف بن محمد بن ثابت (٢).

الخجنديّ. رئيس أصبهان.

عالم ، إمام كبير القدر ، بعيد الصّيت.

قدم بغداد ووعظ ، وحجّ ، وعاد إلى بلده.

فتوفّي في ربيع الأوّل. وقد حدّث (٣).

٣٤٤ ـ عبيد الله بن عليّ بن محمد بن محمد بن الحسين بن الفرّاء (٤).

__________________

(١) انظر عن (عبد القادر بن هبة الله) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ٨٠ رقم ٨٩٩ ـ.

(٢) انظر عن (عبد اللطيف بن محمد) في : الكامل في التاريخ ١١ / ٥٠٩ ، ٥١٠ ، وتاريخ ابن الدبيثي (مخطوطة باريس) ٢ / ورقة ١٦٠ ب ، والطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٤ / ٢٦١ ، وشذرات الذهب ٤ / ٣٢٧ ـ.

(٣) قال ابن الأثير : وله شعر فمنه :

بالحمى دار ساقاها مدمعي

يا سقى الله الحمى من مربع

ليت شعري والأماني ضلّة

هل إلى وادي الغضى من مرجع؟

أذنت علوة للواشي بنا

ما على علوة لو لم تسمع

أو تحرّت رشدا فيما وشى

أو عفت عني فما قلبي معي

(٤) انظر عن (عبيد الله بن علي) في : مشيخة النّعال ٧٠ ـ ٧٢ ، والمختصر المحتاج إليه ٢ / ١٨٠ ، ١٨١ رقم ٨٢٤ ، وتاريخ ابن الدبيثي (مخطوطة باريس ٢٢ ٥٩) ورقة ١١٥ ، وتلخيص مجمع الآداب ج ٥ / رقم ٣٦١ ، وذيل تاريخ بغداد ٢ / ٩٢ ـ ٩٤ رقم ٣٣٨ ، ولسان الميزان ٤ / ١٠٩ ، وذيل طبقات الحنابلة ١ / ٣٥١ ـ ٣٥٣ رقم ١٧١ وفيه «عبد الله».

٣٠٩

أبو القاسم بن أبي الفرج ابن أبي خازم ابن القاضي أبي يعلى البغداديّ ، الحنبليّ.

سمّعه أبوه الكثير من أبي منصور عبد الرحمن القزّاز ، وأبي منصور بن خيرون ، وأبي عبد الله السّلال ، وأبي الحسن بن عبد السّلام.

وطلب هو بنفسه ، وأكثر عن أصحاب عاصم بن الحسن ، وطراد.

وبالغ حتّى سمع من أصحاب ابن الحصين. وكتب وحصّل الأصول.

قال ابن النّجّار (١) : وكانت داره مجمعا لأهل العلم والشّيوخ ، وينفق عليهم ويتكرّم. وكان لطيفا حسن الأخلاق ذا مروءة. قرأ الفقه وشهد على القضاة ، ثمّ عزل لمّا ظهرت منه أشياء لا تليق بأهل الدّين قبل موته بقليل.

سمع منه : ابن الأخضر ، وكان يصفه بالسّخاء والعطاء.

وقال لي ابن القطيعيّ : كان عدلا في روايته ضعيفا في شهادته.

مات سنة ثمانين في آخرها. مرض بالفالج أسبوعا. ومولده سنة سبع وعشرين.

قلت : روى عنه الشّيخ الموفّق وقال : كان آخر من بقي من ذرّيّة القاضي أبي يعلى ممّن له حشمة وجاه ومنصب.

وكان له دار واسعة ، وعنده أكثر كتب أبي يعلى. ثمّ افتقر فباع أكثرها.

٣٤٥ ـ عتيق بن أحمد بن سلمون.

أبو بكر البلنسيّ ، النّحويّ.

أخذ القراءات عن : ابن هذيل ، والنّحو عن : أبي محمد بن عبدون.

استشهد في كائنة غربالة.

٣٤٦ ـ عثمان بن محمد بن عيسى (٢).

__________________

(١) في ذيل تاريخ بغداد ٢ / ٩٣ ـ.

(٢) انظر عن (عثمان بن محمد) في : صلة الصلة لابن الزبير ٧٦ ، وتكملة الصلة لابن الأبّار ، رقم ١٨٣٦ ، وبغية الملتمس للضبّي ٤٠٩ ، ٤١٠ ، رقم ١١٧٧ ، والذيل والتكملة لكتابي ـ

٣١٠

أبو عمرو اللّخميّ ، المرسيّ ، البشجيّ (١) ، نسبة إلى بعض الثّغور.

أخذ عن : أبي الحسن بن هذيل ، وأبي عبد الله بن سعادة.

وكان فقيها ماهرا ، مدرّسا ، مناظرا.

تفقّه به أبو سليمان بن حوط الله.

وروى عنه : هو ، وأبو عيسى بن أبي السّداد (٢).

٣٤٧ ـ عليّ بن محمد بن عبد الوارث (٣).

أبو الحسن الغرناطيّ.

روى عن : أبي الحسين بن ثابت ، وابن العربيّ ، وشريح بن محمد ، وأبي جعفر البطروجيّ.

قال ابن الزّبير (٤) : صاحب رواية ودراية وخير وتواضع.

توفّي سنة ثمانين أو نحوها.

٣٤٨ ـ عليّ بن محمد بن عبد الملك (٥).

ـ الموصول والصلة ٥ ق ١ / ١٣٨ ، ١٣٩ رقم ٢٨٢ ـ.

__________________

(١) في الذيل والتكملة : «البججي» ، والمثبت يتفق مع : الصلة ، والتكملة. وفي بغية الملتمس ٤١٠ «البشيجي».

(٢) وكان فقيها حافظا مدرّسا للفقه ، أديبا ماهرا ، ذا مشاركة في علم الحديث ، وحظ صالح من قرض الشعر. دخل يوما مجلس أبي العباس ابن الحلال القاضي فسأل بعض الحاضرين عنه فقيل له هو ابن أخت أبي عبد الله القسطلي ، فأنشد السائل متمثّلا :

فإنّ ابن أخت القوم مصغى إناؤه

إذا لم يزاحم خاله باب جلد

فأجابه أبو عمرو بديهة :

أنا ابن الأكرمين من آل لخم

وأخوالي أولو عالي السناء

وليس إناي بين القوم مصغى

لأني من بني ماء السماء

وكان له سلف في العلم. (الذيل والتكملة).

(٣) انظر عن (علي بن محمد بن عبد الوارث) في : صلة الصلة لابن الزبير ١٠٧ ، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ٥ ق ١ / ٣١٣ رقم ٦١٨ ـ.

(٤) في صلة الصلة.

(٥) انظر عن (علي بن محمد بن عبد الملك) في : صلة الصلة لابن الزبير ١٠٦ ، وتكملة الصلة لابن الأبّار ، رقم ١٨٧٢ ، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ج ٥ ـ

٣١١

أبو الحكم اللّخميّ الإشبيليّ.

نزل به أبوه قرطبة.

سمع : أباه ، وأبا عبد الملك بن مكّيّ ، وأبا الحسين بن مغيث.

وولّي خطّة الكتابة بمرّاكش.

وكان كاتبا بليغا مفوّها ، من بيت رئاسة.

حدّث في هذا العام واختفى خبره (١).

ـ حرف الميم ـ

٣٤٩ ـ محمد بن أحمد بن أبي عليّ.

أبو بكر الأصبهانيّ ، ثمّ البغداديّ السّيّديّ ، منسوب إلى خدمة الأمير السّيّد أبي الحسن العلويّ.

شيخ صالح. سمع في الكهولة من : ابن البطّيّ ، وأبي زرعة ، ومعمّر بن الفاخر.

وسمّع : ابنه عبد الكريم ، وحفيده أبا جعفر محمدا.

وكان ثقة.

روى عنه : إلياس بن جامع الإربليّ في مصنّفاته.

وتوفّي في شعبان ، وله سبعون سنة.

٣٥٠ ـ محمد بن أحمد بن أبي عليّ محمد بن سعيد بن نبهان.

أبو الفرج البغداديّ ، الكراخيّ.

سمع من : جدّه ، وابن بيان الرّزّاز.

__________________

= ق ١ / ٣١٢ رقم ٦١٥ ـ.

(١) وقال المراكشي : وكان من بيت علم وجلالة ، نبيه القدر ، أحد الكتبة المجيدين ، الفائقين لفظا وخطا ، متين المعارف الأدبية ، سريّ الهمّة ، كريم الأخلاق ، وكتب عن أبي يعقوب بن عبد المؤمن زمانا ، ثم إن أبا يعقوب خيّم بظاهر إشبيلية في غزواته ونهى أهل محلّته كلهم عن الدخول إلى إشبيلية فدخل إليها أبو الحكم هذا فهجره أبو يعقوب ثم أقصاه ولم يعده بعد إلى الكتابة.

٣١٢

روى عنه : تميم البندنيجيّ ، والحسين بن محمد بن عبد القاهر ، وأبو بكر عبد الله بن أحمد المقرئ ، وسالم بن صصريّ ، ومحمد بن إسماعيل الطّبّال ، وجماعة. وكان شاعرا يمدح الرؤساء ، وله :

تركت القريض لمن قاله

وجود فلان وإفضاله

وتبت من الشّعر لمّا رأيت

كساد كساد القريض وإهماله

وعدت إلى منزلي واثقا

بربّ يرى الخلق سوّاله

توفّي في رمضان وله أربع وتسعون سنة.

٣٥١ ـ محمد بن أحمد بن طاهر (١).

أبو بكر الأنصاريّ ، الإشبيليّ ، النّحويّ. ويعرف بالخدبّ (٢).

أخذ العربيّة عن : أبي القاسم بن الرّمّال ، وأبي الحسن بن مسلم.

وساد أهل زمانه في العربيّة ، ودرّس في بلاد مختلفة. وكان قائما على «كتاب سيبويه» ، وله عليه تعليق سمّاه «الطّرر» ، لم يسبق إلى مثله.

وكان يتعانى التّجارة ، فدخل مدينة فاس وأقرأ أهلها مدّة.

أخذ عنه : أبو ذرّ الخشنيّ ، وأبو الحسن بن خروف.

وحجّ ، وأقرأ بمصر ، وحلب ، والبصرة ، ثم رجع. واختلط عقله فأقام ببجاية وربّما ثاب إليه عقل فيتكلّم في مسائل أحسن ما يكون. ذكره الأبّار (٣).

__________________

(١) انظر عن (محمد بن أحمد) في : تكملة الصلة لابن الأبّار ، ٨٠٣ ، والوافي بالوفيات ٢ / ١١٣ ، ١١٤ رقم ٤٤٨ ، وبغية الوعاة ١ / ١٢ ، وتاريخ الخلفاء ٤٥٧ ، والمقفى الكبير ٥ / ١٨٢ ، ١٨٣ رقم ١٧٣٣ ، ولسان الميزان ٥ / ٤٨ رقم ١٨٤ ، وكشف الظنون ٢١٣ ، ومعجم المؤلفين ٨ / ٢٧١ ـ.

(٢) الخدبّ : ضبطه الصفدي فقال : بكسر الخاء المعجمة والدال المهملة المفتوحة والباء الموحّدة المشدّدة. وهو الرجل الطويل.

(٣) في التكملة. وقال : وأقسم أنه يقرئ كتاب سيبويه بالبصرة حيث وضعه سيبويه ، فأقرأه بها.

وأنشد له أبو محمد المنذري من قصيدة طويلة يمدح بها السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب : ـ

٣١٣

٣٥٢ ـ محمد بن حمزة بن محمد بن أحمد بن سلامة بن أبي جميل (١).

القرشيّ أبو عبد الله بن أبي يعلى الشّروطيّ المعدّل الدّمشقيّ ، المعروف بابن أبي الصّقر. أحد محدّثي دمشق الثّقات.

ولد في رجب سنة تسع وتسعين وأربعمائة.

وسمع من : هبة الله بن الأكفانيّ ، وعليّ بن أحمد بن قبيس ، وجمال الإسلام أبي الحسن السّلميّ ، وطائفة.

ورحل سنة تسع وعشرين ، فسمع : هبة الله بن الطّبر ، وأبا بكر الأنصاريّ ، وجماعة.

ولم يزل مشتغلا بالطّلب والإفادة.

وسمّع ولده مكرما من حمزة بن الحبوبيّ ، وطبقته. وكان شروطيّ البلد.

روى عنه : البهاء عبد الرحمن ، وعبد القادر الرّهاويّ ، وأبو الحسن القطيعيّ ، والضّياء محمد ، وآخرون.

وقرأت وفاته بخطّ الحافظ الضّياء في يوم السّبت السّابع والعشرين من صفر سنة ثمانين.

__________________

= مغاني سلمى بالشريف ألا اسلمي

سقتك الغوادي كلّ أوطف أسحم

فكم وقفة لي في جنابك أعربت

عن الشوق حتى قيل عليّ المتيّم

وصهباء شملال كأنّ مسيرها

إلى الريح ينمى للجديد ، وشدتم

وأنه قال : كنت في صباي أربط شعري بالحائط حتى لا أنام عن الاشتغال ، وسكنت في الفندق إيثارا لطلب العلم ، أربع عشرة سنة.

وأنه قدم إلى مصر ومعه أربعة آلاف دينار أخذها منه أخوه فاختلّ عقله ، وعاد إلى بجاية ، فصار بالليل يسرد وقت اختلاله أبيات سيبويه.

(١) انظر عن (محمد بن حمزة) في : الإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٩ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٧٨ رقم ١٨٩٢ ـ. وسير أعلام النبلاء ٢١ / ١٠٩ رقم ٥٢ ، والعبر ٤ / ٢٣٩ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٦٨ ـ.

٣١٤

قلت : روى عنه أبو المواهب بن صصريّ.

٣٥٣ ـ محمد بن خالد بن بختيار (١).

أبو بكر الأزجيّ ابن الرّزّاز ، الضّرير ، المقرئ.

قال الدّبيثيّ : شيخ فاضل ، عارف بالقراءات والأدب.

قرأ على : أبي عبد الله البارع ، وسبط الخيّاط ، ودعوان بن عليّ.

وسمع منهم. وأقرأ النّاس مدّة ، وتخرّج به جماعة في النّحو. وكان ثقة عارفا بوجوه القراءات. أمّ مدّة بمسجد دعوان بباب الأزج.

وتوفّي في المحرّم رحمه‌الله.

٣٥٤ ـ محمد بن سعيد بن عبيد الله (٢).

أبو المظفّر المؤدّب. شيخ بغداديّ ، مليح الخطّ.

علّم خلقا.

قال الدّبيثيّ : هو مؤدّبنا. وكان شيخنا ابن ناصر يقول : هو علّمني الخطّ.

حدّث عن : أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاريّ ، وأبي منصور بن الجواليقيّ ، وجماعة.

وتوفّي في ربيع الآخر.

٣٥٥ ـ محمد بن عبد الكريم بن الفضل (٣).

__________________

(١) انظر عن (محمد بن خالد) في : تاريخ ابن الدبيثي ١ / ٢٦٣ ، وإنباه الرواة ٣ / ١٢٣ ، والمختصر المحتاج إليه ١ / ٤٦ ، ومعرفة القراء الكبار ٢ / ٥٥٢ رقم ٥٠٢ ، وتلخيص ابن مكتوم (مخطوط) ورقة ٢٠٨ ، وغاية النهاية ٢ / ١٣٦ ـ.

(٢) انظر عن (محمد بن سعيد) في : المختصر المحتاج إليه ج ١ ـ.

(٣) انظر عن (محمد بن عبد الكريم) في : عيون الأنباء ٢ / ١٩٠ ، وتاريخ إربل ١ / ٨٢ ، والتدوين في أخبار قزوين ١ / ٣٢٨ ـ ٤٢٢ ، وذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي ٢ / ٦٤ رقم ٢٧٢ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٩٧ رقم ٤٤ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٦ / ١٣١ ـ ١٣٣ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ١ / ٥٧٠ ، والوافي بالوفيات ٣ / ٢٨٠ ، ٢٨١ رقم ١٣٢٢ ، وتاريخ الخلفاء ٤٥٧ ، وطبقات الشافعية لابن هداية الله ٨٠ ـ.

٣١٥

أبو الفضل القزوينيّ ، الرافعيّ ، الفقيه الشّافعيّ ، والد صاحب «الشّرح» تفقّه ببلده على ملكداذ بن عليّ العمركيّ ، وأبي عليّ بن شافعيّ ، وأبي سليمان الزّبيريّ. وسمع منهم.

ثمّ قدم بغداد ، وتفقّه على أبي منصور بن الرّزاز بالنّظاميّة ، وسمع منه.

ومن : سعد الخير ، ومحمد بن طراد الزّينبيّ ، وغيرهم.

ثمّ رحل إلى محمد بن يحيى فقيه نيسابور فتفقّه عنده ، وبرع في المذهب.

وسمع من : عبد الله بن الفراويّ ، وعبد الخالق بن الشّحّاميّ.

ثمّ عاد إلى وطنه ، ودرّس الفقه وروى الحديث (١).

أخذ عنه : ابنه الإمام أبو الفضائل ، وغيره.

وتوفّي في رمضان وهو في عشر السّبعين (٢).

٣٥٦ ـ محمد بن أبي بكر محمد بن عبد الرحمن (٣).

أبو عبد الرحمن المروزيّ ، الكشميهنيّ ، الصّوفيّ.

قدم دمشق سنة ثمان وخمسين ، وحدّث بها عن : محمد بن عليّ الكراعيّ.

روى عنه : أبو القاسم بن صصريّ ، وغير واحد.

__________________

(١) طوّل ابنه ترجمته في (التدوين) وقال فيها إنه سافر إلى الري سنة ٥٣٥ ، وإلى بغداد ٥٣٦ ، وحجّ سنة ٥٣٨ ، وعقد المجلس في التاجية سنة ٥٤٢ ه‍. ودخل نيسابور في تلك السنة ، وسمع بطوس ، وآمل ، وعاد إلى قزوين سنة ٥٤٩ ه‍. وذكر أسماء شيوخه ، ثم تلاميذه ، ومصنّفاته : «التحصيل في تفسير التنزيل» ، وهو كتاب كبير يشتمل على ثلاثين مجلّدة ، و «الحديث الحاوي الأصول من أخبار الرسول» صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، و «تحفة الغزاة ونزهة الهداة» ، و «فضائل الشهور الثلاثة» ، وغيره.

(٢) لم يحدّد ابنه تاريخ ولادته فقال : كانت ولادته رحمه‌الله سنة ثلاث عشرة أو أربع عشرة وخمسمائة. (التدوين ١ / ٣٢٩).

(٣) انظر عن (محمد بن أبي بكر محمد) في : المختصر المحتاج إليه ١ / ١٢٠ ، ١٢١ ، والعسجد المسبوك ٢ / ١٩٠ (في وفيات سنة ٥٧٩ ه‍.) ، والوافي بالوفيات ١ / ١٦٥ ، ١٦٦ رقم ٩٦ ـ.

٣١٦

ومات سنة ٥٨٠ ـ.

٣٥٧ ـ المبارك بن محمد بن يحيى (١).

أبو بكر ابن الواعظ الزّبيديّ.

قدم مع أبيه بغداد وسكنها ، وتكلّم في الوعظ.

وسمّع ابنيه الحسن والحسين من أبي الوقت.

وحدّث عن : أبي غالب بن البنّاء ، وغيره.

أخذ عنه : محمد بن أحمد بن صالح الجيليّ ، وابن الدّبيثيّ ، وغيرهما.

وتوفّي في جمادى الآخرة ، وله ٨٦ سنة.

٣٥٨ ـ محمود بن أبي القاسم بن عمر بن حمكا (٢).

أبو الوفاء سبط محمد بن أحمد البغداديّ ، الأصبهانيّ.

شيخ معمّر ، مسند ، ثقة. حمل النّاس عنه ، وطال عمره. وتفرّد في عصره.

وكانت له إجازة من النّقيب طراد الزّينبيّ ، وابن طلحة النّعاليّ.

وسمع : أبا الفتح أحمد بن عبد الله السّوذرجانيّ.

وحدّث ببغداد في سنة ستّ وخمسين وخمسمائة.

وتوفّي سنة ثمانين هذه في ربيع الآخر وله إحدى وتسعون سنة.

روى عنه : محمد بن محمد بن محمد بن واقا ، وأبو الفتوح بن الحصريّ ، والحافظ عبد الغنيّ.

وهو ابن أخت الحافظ أبي سعد البغداديّ.

ـ حرف الهاء ـ

٣٥٩ ـ هبة الله بن أبي نصر محمد بن هبة الله بن محمد بن البخاريّ (٣).

__________________

(١) انظر عن (المبارك بن محمد) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ١٧٥ رقم ١١٤٩ ـ.

(٢) انظر عن (محمود بن أبي القاسم) في : المعين في طبقات المحدّثين ١٧٨ رقم ١٨٩٣ ـ.

والمختصر المحتاج إليه ٣ / ١٨٦ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٨٩ ، ٩٠ رقم ٣٦ ـ.

(٣) انظر عن (هبة الله بن أبي نصر) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ٢٢٧ رقم ١٢٩٥ ، وطبقات ـ

٣١٧

أبو المظفّر ، ابن عمّ قاضي القضاة أبي طالب.

تفقّه على مذهب الشّافعيّ ، وبرع في علم الكلام. وولّاه أمير المؤمنين النّاصر نيابة الوزارة إلى أن مات في المحرّم. بقي فيها بعض سنة.

ـ حرف الواو ـ

٣٦٠ ـ وشاح بن جواد بن أحمد (١).

أبو طاهر البغداديّ ، الضّرير.

سمع : أبا طالب عبد القادر بن يوسف.

أخذ عنه : أبو محمد بن الأخضر ، وغيره.

توفّي في شعبان.

ـ حرف الياء ـ

٣٦١ ـ يوسف بن عبد المؤمن بن عليّ (٢).

السّلطان أبو يعقوب صاحب المغرب.

لمّا مات عبد المؤمن في سنة ثمان وخمسين كان قد جعل الأمر بعده

__________________

= الشافعية الكبرى للسبكي ٤ / ٣٨١ ـ.

(١) انظر عن (وشاح بن جواد) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ٢١٩ رقم ١٣٧٦ ، ونكت الهميان للصفدي ٣٠٦ ـ.

(٢) انظر عن (يوسف بن عبد المؤمن) في : الكامل في التاريخ ١١ / ٥٠٥ ، والحلية السيراء لابن الأبّار ٢ / ٢٤٠ ، ٢٤١ ، ٢٥٩ ، ٢٦٠ ، والمعجب في تلخيص أخبار المغرب ٢٣٦ ـ ٢٦٠ ، والروض المعطار ١٠٣ ، ١٢٧ ، ١٦٣ ، ٣٠٣ ، ٣١٩ ، ٣٤٦ ، ٤٧٩ ، ٥٦٨ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ٦٧ ، والإحاطة ٤ / ٣٥٤ ، ٣٥٦ ، وشرح رقم الحلل ١٩٠ ، ١٩٩ ، ٢٠٠ ، والدرّ المطلوب ٧٤ (سنة ٥٧٨ ه‍.) ، ومرآة الزمان ٨ / ٣٧٤ ، ٣٧٥ (سنة ٥٧٨ ه‍.) ، والعبر ٤ / ٢٣٩ ـ ٢٤١ ، ودول الإسلام ٢ / ٩١ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٩ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٩٨ ـ ١٠٣ رقم ٤٦ ، ووفيات الأعيان ٧ / ١٣٠ ـ ١٣٨ رقم ٨٤٥ ، ومرآة الجنان ٣ / ٤١٧ ، ٤١٨ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٩٣ ، والعسجد المسبوك ٢ / ١٩٣ ، وصبح الأعشى ٥ / ١٩٢ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٣١٥ ، ومآثر الإنافة ٢ / ٧٢ ، والسلوك ج ١ / ٨٦ ، (سنة ٥٧٩ ه‍.) ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٩٣ ، ومضمار الحقائق ٣٣ ، ٢٠١ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ١٦٧ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٦٤ ـ.

٣١٨

لابنه الأكبر محمد ، وكان لا يصلح للملك لإدمانه الخمور وكثرة طيشه.

وقيل : كان به أيضا جذام. فاضطرب أمره ، وخلعه الموحّدون بعد شهر ونصف. ودار الأمر بين أخويه يوسف وعمر ، فامتنع عمر وبايع أخاه مختارا ، وسلّم إليه الأمر ، فبايعه النّاس ، واتّفقت عليه الكلمة بسعي أخيه عمر ، وأمّهما هي زينب بنت موسى الضّرير.

وكان أبو يعقوب أبيض بحمرة ، أسود الشّعر ، مستدير الوجه ، أفوه ، أعين ، إلى الطّول ما هو ، حلو الكلام ، في صوته جهارة ، وفي عبارته فصاحة. حلو المفاكهة ، له معرفة تامّة باللّغة والأخبار. قد صرف عنايته إلى ذلك لمّا ولي لأبيه إشبيلية ، وأخذ عن علمائها ، وبرع في أشياء من القرآن والحديث والأدب.

قال عبد الواحد بن عليّ التّميميّ في كتاب «المعجب» : صحّ عندي أنّه كان يحفظ أحد الصّحيحين ، غالب ظنّي أنه البخاريّ. وكان سديد الملوكيّة ، بعيد الهمّة ، سخيّا ، جوادا ، استغنى النّاس في أيّامه ، وتموّلوا.

قال : ثمّ إنّه نظر في الفلسفة والطّبّ ، وحفظ أكثر الكتاب الملكيّ. وأمر بجمع كتب الفلاسفة ، فأكثر منها وتطلّبها من الأقطار. وكان ممّن صحبه أبو بكر محمد بن طفيل الفيلسوف ، وكان بارعا في علم الأوائل ، أديبا ، شاعرا ، بليغا ، فكان أبو يعقوب شديد الحبّ له. بلغني أنّه كان يقيم عنده في القصر أياما ليلا ونهارا ، وكان هو الّذي نبّه على قدر الحكيم أبي الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن رشد المتفلسف.

وسمعت أبا بكر بن يحيى القرطبيّ الفقيه يقول : سمعت الحكيم أبا الوليد يقول : لمّا دخلت على أمير المؤمنين أبي يعقوب وجدته هو وأبو بكر بن طفيل فقط ، فأخذ أبو بكر يثني عليّ ويطريني ، فكان أوّل ما فاتحني به أمير المؤمنين أن قال لي : ما رأيهم ، يعني الفلاسفة ، في السّماء ، أقديمة أم حادثة؟ فأدركني الخوف فتعلّلت وأنكرت اشتغالي بعلم الفلسفة ، ففهم منّي

٣١٩

الرّوع ، فالتفت إلى ابن طفيل وجعل يتكلّم على المسألة ، ويذكر قول أرسطو فيها ، ويورد احتجاج أهل الإسلام على الفلاسفة ، فرأيت منه غزارة حفظ لم أظنّها في أحد من المشتغلين. ولم يزل يبسطني حتّى تكلّمت ، فعرف ما عندي من ذلك. فلمّا قمت أمر لي بخلعة ودابّة ومال.

وقد وزر لأبي يعقوب أخوه عمر أيّاما ، ثمّ رفع قدره عنها ، وولّى أبا العلاء إدريس بن جامع إلى أن قبض عليه سنة سبع وسبعين ، وأخذ أمواله ، واستوزر وليّ عهده ولده يعقوب.

وكتب له أبو محمد عيّاش بن عبد الملك بن عيّاش كاتب أبيه ، وأبو القاسم العالميّ ، وأبو الفضل جعفر بن أحمد بن محشوه البجّائيّ. وكان على ديوان جيشه أبو عبد الرحمن الطّوسيّ. وكان حاجبه مولاه كافور الخصيّ.

وكان له من الولد ستّة عشر ذكرا منهم صديقي يحيى.

قال : ومنه تلقّيت أكثر أخبارهم. ولم أر في الملوك ولا في السّوقة مثله.

قال : وقضاته : أبو محمد المالقيّ ، ثمّ عيسى بن عمران التّاريّ ، وتارا من أعمال فاس. ثمّ الحجّاج بن إبراهيم التّجيبيّ الأغماتيّ الزّاهد ، فاستعفى ، فولي بعده أبو جعفر أحمد بن مضاء القرطبيّ.

وفي سنة اثنتين وستّين وخمسمائة نزعت قبيلة غمارة الطّاعة ، وكان رأسهم سبع بن حيّان ومزدرع فدعوا إلى الفتنة. واجتمع لهم خلق.

وبلاد غمارة طولا وعرضا مسيرة اثنتي عشرة مرحلة ، فخرج أبو يعقوب بجيوشه ، فأسلمت الرجلين جموعهما فأسرا ، وشرّدهما إلى قرطبة.

ودخل الأندلس ، والتفت على ما بيد محمد بن سعد بن مردنيش ، فنزل إشبيلية ، وجهّز العساكر إلى محمد ، وأمّر عليهم أخاه أمير غرناطة عثمان. فخرج محمد في جموع أكثرها من الفرنج. وكانوا أجناده ، قد اتّخذهم أنصاره لمّا أحسّ باختلاف قوّاده عليه ، فقتل أكثرهم ، وأمّر الفرنج وأقطعهم. وأخرج

٣٢٠