تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٤٠

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

ولدت بدمشق من أوّل سنة خمس وخمسمائة. وتوفّيت في أوائل شوّال (١).

__________________

(١) وصفها المنذري بأنها من الشاعرات المجيدات والفاضلات المشهورات. (التكملة لوفيات النقلة ٣ / ١٥١) وكتب عنها الحافظ السلفي وذكرها في (معجم السفر) ، وحدّث عنها الشيخ الحافظ أبو الحسن المقدسي ، وكان يثني عليها كثيرا ، وسمعها أبو الحجّاج يوسف المالقي المعروف بابن الشيخ بمالقة ، وكان أحد الزهّاد المشهورين ، وأجازت قطعة صالحة من نظمها باستدعاء ابنها لعليّ بن عتيق الأنصاري.

وقال ابن خلّكان : كانت فاضلة ولها شعر جيد ، قصائد ومقاطيع. وكتب عنها السلفي في «معجم السفر» وقال :

لم أر شاعرة غيرها. وأثنى عليها ، ومدحته. وذكرها في بعض تعاليقه ، وكتب عن نفسه. ووصفها أبو القاسم عبد الله بن رواحة الأنصاري الحموي بالأديبة وقال : أنشدتنا لنفسها بثغر الإسكندرية تمدح شيخنا الحافظ أبا طاهر السلفي وتعتذر إليه لانقطاع ولدها أبي الحسن بن حمدون عن مجلسه وملازمته للشريف أبي محمد بن أبي اليابس الديباجي ، وكان الحافظ قد غضب عليه بسبب ذلك :

تالله ما غبت عنكم مللا

ولا فؤادي عن الدنوّ سلا

وكيف أنسى جميلكم ولكم

عليّ فضل يبلغ الأملا

أنقذتموني من كل مهلكة

قلت أبغي بقربكم بدلا

داركم مذ حللت بساحتها

كأنّني الشمس حلّت الحملا

أسحبت ذيلي في عزّها مرحا

وكنت قدما لا أعرف الخيلا

وإنما غبت عنكم خجلا

لأن ذنبي يزيدني خجلا

تقول عيني ودمعها وكف

لما رأيت عبدكم قد انتقلا

وزدت في عذله لأردعه

وهو عصيّ لا يسمع العذلا

حتى إذا زدت في ملامته

وظنّ قلبي بأنه اعتدلا

قلت له والدموع واكفة

والقلب مني للبين قد وجلا

كيف تطيق البعاد عن رجل

حوى جميع الفنون واكتملا

الحافظ الحبر والّذي اكتملت

به المعالي وزيّن الدولا

أولاك فضلا وسؤددا وحجا

فصرت في الناس أوحد الفضلا

فقال : خطّي لديه محتقر

إن قلت قولا أجاب عنه بلا

يرفع دوني والعين تنظره

ولم أزل مصابرا ومحتملا

وكل واش أتاه في سببي

صدّقه وهو قائل زللا

كأنني «المشركون» إذ خدموا

لا يرفع الله عنهم عملا

فصنت عرضي بنقلتي أسفا

ولم أجد مسلكا ولا سبلا

ـ

٢٨١

__________________

= حتى كأن البلاد لست أرى

في ساحتيها سهلا ولا جبلا

فهو إمامي ولا يرى أحد

بين فؤادي وبينه خللا

أمدحه ما حييت مجتهدا

في كل ناد ومحفل وملا

فإن حياني يزيدني شرفا

وإن قلاني فليس ذاك قلى

فالله يبقيه دائما أبدا

وزاده الله رفعة وعلا

ما لاح برق وما دجا غسق

وما همي وابل وما هطلا

وسمع منها القاضي أبو القاسم حمزة بن علي بن عثمان المخزومي المغربي المصري وقد وفد إلى دمشق في شعبان سنة ٥٧١ بكرّاسة فيها شعر تقيّة قد سمعه منها وخطّها عليه بتاريخ محرّم سنة ٥٦٩ بالإسكندرية :

أعوامنا أشرقت أيامها

وعلا على ظهر السّماك خيامها

والروض مبتسم بنور أقامه

لما بكى فرحا عليه غمامها

والنرجس الغضّ الّذي أحداقه

ترنو لتفهم ما يقول خزامها

والورد يحكي وجنة محمرّة

انحلّ من فرط الحياء لثامها

وأهدت إلى بعض الأفاضل توتا فكتب إليها :

وتوت أتانا ماؤه في احمراره

كدمعي على الأحباب حين ترحّلوا

هدية من فاقت جمالا وفطنة

وأبهى من البدر المنير وأجمل

فلا عدمت نفسي تفضّلها الّذي

يقصّر وصفي عن مداه ويعدل

فكتبت إليه تقيّة :

أتاني مديح يخجل الطرف حسنه

كمثل بهيّ الدرّ في طيّ قرطاس

ولها وقد أعارت ابن حريز دفترا فحبسه عنده أشهرا :

قل لذوي العلم وأهل النّهى

ويحكم لا تبذلوا دفترا

فإن تعيروه لذي فطنة

لا بدّ أن يحبسه أشهرا

وإن تعودوا بعد نصحي لكم

تخالفوني فالبراء البرا

ولها من قصيدة :

خان أخلّائي وما خنتهم

وأبرزوا للشرّ وجها صفيق

كدّر الودّ القديم الّذي

قد كان قدما صافيا كالرحيق

وساعدوني بعد قربي لهم

وحمّلوا قلبي ما لا أطيق

ولها من أخرى :

هاجت وساوس شوقي نحو أوطاني

وبان عنّي اصطباري بعد سلواني

وبتّ أرعى السّها والليل معتكر

والدمع منسجم من سحب أجفاني

وعاتبت مقلتي طيفا ألمّ بها

أهكذا فعل خلّان بخلّان؟ ـ

٢٨٢

__________________

= نأيت عنكم وفي الأحشاء جمر لظى

وسقم جسمي لما أهواه عنواني

إذا تذكرت أياما لنا سلفت

أعان دمعي على تغريق نسياني

وكتب بعض الأفاضل لها وقد مدحت نفسها :

وما شرف أن يمدح المرء نفسه

ولكن أفعالا تذمّ وتمدح

وما كلّ حين يصدق المرء قلبه

ولا كل أصحاب التجارة تربح

ولا كل من ترجو لغيبك حافظ

ولا كل من ضمّ الوديعة يصلح

فكتبت إليه :

تعيب على الإنسان إظهار علمه

أبالجدّ هذا منك أم أنت تمزح

فدتك حياتي قد تقدّم قبلنا

إلى مدحهم قوم وقالوا فأفصحوا

وللمتنبّي أحرف في مديحه

على نفسه بالحق والحق أوضح

أروني فتاة في زماني تفوقني

وتعلو على علمي وتهجو وتمدح

وكانت تقيّة سألت الشيخ الإمام العالم أبا الطاهر إسماعيل بن عوف الزهري عن الشعر ، فقال : هو كلام ، إن تكلّمت بحسن فهو لك ، وإن تكلّمت بشر فهو عليك.

وقال ابن خلكان : لها من قصيدة في الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد السلفي :

أعوامنا قد أشرقت أيامها

وعلا على ظهر السماك خيامها

والروض مبتسم بروض أقاحه

لما بكى فرحا عليه غمامها

والنرجس الغضّ الّذي أحداقه

ترنو فيفهم ما يقول خزامها

وشقائق النعمان في وجناته

خالات مسك حاكها رقّامها

وبنفسج لبس الحداد لحزنه

أسفا على مهج يزيد غرامها

والجلّنار على الغصون كأكؤس

خرطت عقيقا والنضار مدامها

وكأنما زهر الرياض عساكر

في موكب منشورة أعلامها

يبدي نسيم الصبح سرّ عبيرها

فينمّ عن طيب بها تمّامها

يا صاح قم لسعادة قد أقبلت

وتنبّهت بعد الكرى نوّامها

واجمع خواطرنا لنجلو فكرها

لما تجرّد للقريض حسامها

مدح الإمام علي الأنام فريضة

فخر الأئمة شيخها وإمامها

ومن شعرها :

نأيت وما قلبي على النأي بالراضي

فلا تغترر منّي بصدّي وإعراضي

وإني لمشتاق إليهم متيّم

وقد طعنوا قلبي بأسمر عرّاض

إذا ما تذكّرت الشام وأهله

بكيت دما حزنا على الزمن الماضي

ومذ غبت عن وادي دمشق كأنني

يقرض قلبي كل يوم بمقراض

أبيت أراعي النجم والنجم راكد

وقد حجبوا عن مقلتي طيب إغماضي

فهل طارق منهم يلمّ بناظري

فإنّ لقاء الطيف أكبر أغراضي ـ

٢٨٣

وقد روى عنها من شعرها أبو القاسم عبد الله بن رواحة.

وتوفّي ابنها في سنة ثلاث وستّمائة.

٣٠٣ ـ ثعلب بن مذكور بن أرنب (١).

أبو الحسن ، وقيل أبو الحصين الأكّاف (٢) ، أخو رجب.

سمع من : أبي العزّ بن كادش ، وأبي القاسم بن الحصين ، وأبي غالب بن البنّاء.

وكان حارسا سيّئ الطّريقة ، ليس بأهل أن يحمل عنه.

كان مقدّم حرّاس الخليفة.

مات في رمضان (٣).

ـ حرف الحاء ـ

٣٠٤ ـ الحسن بن سعيد بن عبد الله بن بندار (٤).

أبو عليّ الشّاتايّ (٥) علم الدّين الشّاعر.

قدم بغداد وتفقه وتأدّب.

وسمع من : قاضي المرستان ، وابن الحصين ، وإسماعيل بن السّمرقنديّ.

__________________

= لعل الليالي أن تجرّد صارما

على البين أو يقضي لها حكم قاضي

(موسوعة علماء المسلمين).

(١) انظر عن (ثعلب بن مذكور) في : مشيخة النعّال البغدادي ٦٨ ، ٦٩ ، والمختصر المحتاج إليه ١ / ٢٧٠ ، والمشتبه في الرجال ١ / ١١٤ ولسان الميزان ٢ / ٨٢ ـ.

(٢) الأكاف : بفتح الألف والكاف المشدّدة ، هذه اللفظة لمن يعمل إكاف البهائم أي البرذعة.

(٣) قال النعّال : وهو أخو شيخنا أبي الحرم رجب بن مذكور.

(٤) انظر عن (الحسن بن سعيد) في : خريدة القصر (قسم شعراء الشام) ٢ / ٣٦١ ، ووفيات الأعيان ٢ / ١١٣ ، والروضتين ١ / ١٧١ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٧ / ٦١ ، والوافي بالوفيات ١٢ / ٢٨ ، ٢٩ رقم ٢٣ و ١٢ / ١٧٥ ـ ١٧٨ رقم ١٥٥ ، وهو في الثانية باسم «الحسن بن علي بن سعيد بن عبد الله» ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٥٨ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٤ / ١٧٧ ـ.

(٥) الشاتاني : بالشين المعجمة وبعد الألف الأولى تاء ثالثة الحروف وبعد الألف الثانية نون. وشاتان قلعة من ديار بكر.

٢٨٤

وأنشأ الرسائل ، وسكن الموصل ، ونفّذه أميرها رسولا إلى الدّيوان.

وخرج إلى الشّام ، وحدّث بها. وسمّاه ابن عساكر في «تاريخه».

وكان ابن هبيرة الوزير مقبلا عليه.

توفّي في شعبان بالموصل (١).

٣٠٥ ـ الحسن بن عسكر (٢).

أبو محمد الواسطيّ.

سمع : أبا عليّ الفارقيّ ، وغيره.

روى عنه ابن الدّبيثيّ قال : كنت ببغداد في ليلة رجب سنة إحدى وعشرين وخمسمائة جالسا على دكّة للفرجة بباب أبرز ، إذ جاء ثلاث نسوة فجلسن إلى جانبي ، فأنشدت متمثّلا :

هواء ولكنّه راكد

وماء ولكنّه غير جاري

فقالت لي إحداهنّ : هل تحفظ لهذا البيت تمام؟

قلت : لا.

فقالت : إن أنشدك أحد تمامه ما تعطيه؟

قلت : أقبّل فاه.

فأنشدتني.

وخمر من الشّمس مخلوفة

بدت لك في قدح من نضار

إذا ما تأمّلتها وهي فيه

تأملت نورا محيطا بنار

 __________________

(١) وهو ولد سنة : ٥١ ه‍. وقيل ٥١٣ ه‍. (الوافي ١٢ / ٢٨ و ١٧٧).

ومن شعره :

أهدى إلى جسدي الضّنى فأعلّه

وعسى يرقّ لعبده ولعلّه

ما كنت أحسب أن عقد تجلّدي

ينحلّ بالهجران حتى حلّه

يا ويح قلبي أين أطلبه وقد

نادى به داعي الهوى فأضلّه

إن لم يجد بالعطف منه على الّذي

أضناه من فرط الغرام فمن له

وأشدّ ما يلقاه من ألم الهوى

قول العواذل إنّه قد ملّه

(٢) انظر عن (الحسن بن عسكر) في : المختصر المحتاج إليه ٢ / ٢١ رقم ٥٨٦ ـ.

٢٨٥

هواء ولكنّه جامد

وماء ولكنّه غير جاري

كأنّ المدير لها باليمين

إذا دار للشّرب أو باليسار

توشّح ثوبا من الياسمين

له فرد كمّ من الجلّنار

٣٠٦ ـ الحسين بن القاضي أبي الحسن أحمد ابن قاضي القضاة عليّ بن محمد (١).

الدّامغانيّ.

استنابه أخوه قاضي القضاة في القضاء ببغداد سنة ستّ وأربعين وخمسمائة.

قال ابن النّجّار : لم يحمد في القضاء. ثنا عنه أحمد بن الحسن بن حنظلة اللّيثيّ.

وقد سمع من : ابن الحصين ، وأبي غالب بن البنّاء.

وعاش نيّفا وستّين سنة.

٣٠٧ ـ الحسين بن هبة الله بن رطبة (٢).

أبو عبد الله السّواريّ (٣) ، شيخ الشّيعة وأبو شيخهم الفقيه العلّامة أبي طاهر هبة الله.

كان متبحّرا في الأصول والفروع على مذهب الرافضة.

قرأ الكثير ، ورحل إلى خراسان ، والرّيّ ، ومازندران ، ولقي كبار الشّيعة ، وصنّف ، واشتغل بسورا ، والحلّة.

__________________

(١) انظر عن (الحسين بن أحمد) في : المختصر المحتاج إليه ٢ / ٣٢ رقم ٦٠٧ ، والجواهر المضيّة ١ / ٢٠٧ ، والوافي بالوفيات ١٢ / ٣٣٧ ، ٣٣٨ رقم ٣١٣ ـ.

(٢) انظر عن (الحسين بن هبة الله) في : الوافي بالوفيات ١٣ / ٧٩ رقم ٦٨ ، ولسان الميزان ٢ / ٣١٦ ، وأمل الآمل ٢ / ٩٣ ، ١٠٤ ، وأعيان الشيعة ٢٧ / ٣٦٠ ، وورد «الحسن بن هبة الله» في ٢٤ / ٢٠٣ رقم ٤٤٨٠ وفيه : كان حيّا سنة ٥٦٠ ه‍.

و «رطبة : واحدة الرّطب».

(٣) السّوراي : بضم أوله وسكون ثانيه ثم راء وألف مقصورة أو ممدودة. نسبة إلى سورا بالقصر ، موضع بالعراق من أرض بابل.

٢٨٦

وتوفّي في رجب.

ـ حرف السين ـ

٣٠٨ ـ سبيع بن خلف بن محمد (١).

أبو الوحش الأسديّ ، الأديب.

شاعر دمشقيّ معروف ، مليح القول.

روى عنه : أبو المواهب بن صصريّ ، وقال : مات في عاشر رجب.

وأنشدني لنفسه :

يمّمت دار أبي فلان قاصدا

بمدائحي فيه وحسن قصائدي (٢)

فرأيت منه ضدّ ما عوّدته

من بخلة المتكاثف المتزايد

فذكرت لمّا أن رجعت مجلببا

بعطائه ولقيت غير عوائدي

ولربّما جاد البخيل وما به

جود ولكن من نجاح القاصد (٣)

 ـ حرف الصاد ـ

٣٠٩ ـ صالح بن عبد الرّحمن بن عليّ بن زرعان (٤).

أبو محمد البغداديّ ، التّاجر ، أحد الأعيان.

سمع : ابن الحصين ، وأبا غالب بن البنّاء ، وأبا غالب محمد بن الحسن الماورديّ وجماعة.

وكتب بنفسه عنهم.

__________________

(١) انظر عن (سبيع بن خلف) في : خريدة القصر (قسم شعراء الشام) ١ / ٢٤٢ ، والوافي بالوفيات ١٥ / ١١٢ ، ١١٣ رقم ١٦١ ـ.

(٢) في الوافي : «مقاصدي».

(٣) الوافي ١٥ / ١١٢ ، ١١٣ وفيه نماذج أخرى من شعر سبيع.

(٤) انظر عن (صالح بن عبد الرحمن) في : مشيخة النعّال ٦٩ ، ٧٠ ، والمختصر المحتاج إليه ٢ / ١٠٥ رقم ٧٢٣ ـ.

و «زرعان» ضبطه النعّال : بفتح الزاي وسكون الراء المهملة وعين مهملة وفي آخره نون.

٢٨٧

سمع منه جماعة (١).

ـ حرف الطاء ـ

٣١٠ ـ طاهر بن عطيّة.

أبو منصور اللّخميّ ، الإسكندريّ.

رجل صالح.

روى عن : أبي بكر الطّرطوشيّ.

أخذ عنه : أبو الحسن المقدسيّ ، وغيره.

ـ حرف العين ـ

٣١١ ـ عبد الله بن أحمد بن أبي الفتح بن محمد بن أحمد (٢).

أبو الفتح القاسميّ ، الخرقيّ ، الأصبهانيّ.

شيخ نبيل صالح من أولاد المحدّثين ، ومن بقايا المسندين.

سمع : أبا العبّاس الراويّ عن عبد الرحمن بن أبي بكر الذّكوانيّ ، وأبا مطيع محمد بن عبد الواحد الصّحّاف ، وأبا الفتح أحمد بن عبد الله بن أحمد السّوذرجانيّ ، وأبا الفتح أحمد بن محمد الحدّاد ، وبندار بن محمد الخلقانيّ القاضي ، وعبد الرحمن بن حمد الدّونيّ ، وأبا أحمد حمد بن عبد الله بن حنّة ، وعبد الرحمن بن أبي عثمان الصّابونيّ ، وعمر بن محمد بن عمر بن علّويه ، وأبا عليّ الحدّاد ، وطائفة سواهم.

وتفرّد بالرواية عن جماعة ، وسماعه من ابن علّويه في سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة حضورا ، فأنا ابن الخلّال ، ثنا محمد بن يوسف البرزاليّ

__________________

(١) قال النعّال : وكان مولده سنة سبع وخمسمائة. وتوفي في صفر ، ويقال في ليلة التاسع والعشرين من رجب ، ويقال في شهر رمضان ، وهذا هو الأشبه ، سنة تسع وسبعين وخمسمائة ببغداد.

(٢) انظر عن (عبد الله بن أحمد) في : المعين في طبقات المحدّثين ١٧٨ رقم ١٨٩٠ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٨ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٩٠ ، ٩١ رقم ٣٧ ، ودول الإسلام ٢ / ٩١ ، والعبر ٤ / ٢٣٧ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٦٦ ـ.

٢٨٨

الحافظ أنّ هذا الشّيخ ولد في يوم عيد النّحر سنة تسعين وأربعمائة. وكان جدّه حيّا ، فسمّاه باسمه وكنّاه بكنيته. وعاش بعد ذلك شهرا.

قلت : روى عنه : الحافظ عبد الغنيّ ، ومحمد بن مكّيّ الحنبليّ ، وعبد الله بن أبي الفرج الجبّائيّ ، والمهذّب بن الحسين بن زينة ، وأبو الفضل بن سلامة العطّار ، ومحمد بن خليل الرّاذانيّ (١) ، وآخرون.

وبالإجازة : ابن اللّتّيّ ، وكريمة ، والحافظ الضّياء ، والرّشيد إسماعيل بن العراقيّ ، وغيرهم.

وقرأت وفاته بخطّ زكيّ الدّين البرزاليّ في يوم الثلاثاء بعد فراغه من صلاة الصّبح السّابع والعشرين من رجب ، ودفن بالمصلّى ، وصلّى عليه الحافظ أبو موسى المدينيّ.

أخبرنا عبد الملك بن عبد الرحمن العطّار بقراءتي : أنا أبو الفضل بن سلامة بحرّان ، أنا أبو الفتح عبد الله بن عبد الرحمن العطّار بقراءتي : أنا أبو الفضل بن سلامة بحرّان ، أنا أبو الفتح عبد الله بن أحمد بأصبهان ، أنا تمّام بن عبد الملك ، ثنا أبو بكر بن بندار ، ثنا الطّبرانيّ ، ثنا أحمد بن المعلّى الدّمشقيّ ، نا أحمد بن أبي الحواريّ : سمعت محمد بن يوسف الفريابيّ يقول : على الإمام أن يضرب أعناق الجهميّة والرّوافض ، فإنّهم زنادقة.

٣١٢ ـ عبد الله بن فرج.

أبو محمد الأنصاريّ ، القرطبيّ ، الورّاق الزّمن. الرجل الصّالح.

أجاز له أبو محمد بن عتّاب ما رواه عن مكّيّ بن أبي طالب خاصّة.

وأخذ أيضا عن : أبي الوليد بن طريف ، وأبي بكر بن العربيّ.

وتوفّي في رمضان.

__________________

(١) الراذاني : بفتح الراء والذال المعجمة بين الألفين وفي آخرها النون. نسبة إلى راذان وهي قرية من قرى بغداد. (الأنساب ٦ / ٣٦).

٢٨٩

٣١٣ ـ عليّ بن عليّ بن نما بن حمدون (١).

الكاتب أبو الحسن الحلّي ، الرّافضيّ ، الخبيث.

مدح ملوك الشّام ، وله ديوان. وقد كفّر الصّحابة رضي‌الله‌عنهم.

وهو القائل ، لعنه الله :

أيولّى على البريّة من ليس

على حمل سورة بأمين (٢)

وهذا البيت من قصيدة ينشدها أهل الرفض في المواسم.

ذكره ابن النّجّار.

ـ حرف الكاف ـ

٣١٤ ـ كرم بن بختيار بن عليّ (٣).

البغداديّ ، الزّاهد (٤).

أحد الصّالحين.

روى عن : هبة الله بن الحصين.

أخذ عنه : ابن مشّق ، وعبد العزيز بن الأخضر ، وأحمد بن أبي بكر البزّاز ، وغيرهم.

وتوفّي في ذي الحجّة (٥).

__________________

(١) انظر عن (علي بن علي) في : ذيل تاريخ بغداد لابن النجار ٣ / ٣٤٤ رقم ١٤٩ ، والوافي بالوفيات ٢١ / ٣٣٥ ـ ٣٣٧ رقم ٢١٩ ، وطبقات أعلام الشيعة (الثقات العيون في سادس القرون) ١٩٧ ، ١٩٨ ـ.

(٢) من قصيدة طويلة في : الذيل ، والوافي.

(٣) انظر عن (كرم بن بختيار) في : الكامل في التاريخ ١١ / ٥٠٣ وفيه «مكرم» ، والمختصر المحتاج إليه ٣ / ١٦٢ رقم ١١١٢ ، وذيل طبقات الحنابلة ١١ / ٣٥٠ ، ٣٥١ رقم ١٦٩ ـ.

(٤) كنيته : أبو الخير ، وقيل أبو علي.

(٥) ولد في حدود سنة ٤٩٤ ه‍.

وقال الناصح ابن الحنبلي : سمعت منه جزءا بقراءة الشيخ طلحة العلثي يوما وهو مضطجع على جنبه والفقيه ابن فضلان ـ يعني شيخ الشافعية ـ عنده يزوره ، فأخذ بيد الشيخ كرم يقبّلها تبرّكا ، وكان زاهدا منقطعا بالرصافة.

وقال القطيعي : كان زاهدا ورعا ، سريع الدمعة ، كثير العبادة ، وفي بعض الأوقات تصدر ـ

٢٩٠

ـ حرف الميم ـ

٣١٥ ـ محمد بن أحمد بن بلال.

أبو سعيد المزنيّ ، الحارثيّ ، الدّهّان.

حدّث عن : جمال الإسلام أبي الحسن.

وعنه : أبو المواهب بن صصريّ ، وأخوه الحسين.

٣١٦ ـ محمد بن أحمد بن حمزة بن جياه (١).

أبو الفرج الكاتب الحلّي.

من فرسان البلاغة والشّعر. له النّظم والنّثر.

روى عنه : عليّ بن نصر بن هارون الحلّيّ ، ومحمود بن مفرّج ، وأبو بكر عبيد الله بن عليّ التّيميّ.

ولم يكن بالعراق مثله في التّرسّل والأدب ، ولكنّه كان ناقص الحظّ ، له ملك يتبلّغ منه.

مات في المحرّم (٢).

__________________

= منه كلمات على خاطر الحاضر عنده.

وقال الدبيثي : كان أحد الشيوخ الموصوفين بالصلاح ، وتوفي يوم الأربعاء سادس ذي الحجة سنة تسع وسبعين وخمسمائة ، ودفن بمقبرة الإمام أحمد في دكة بشر الحافي ، وكان حنبليا.

(١) انظر عن (محمد بن أحمد بن حمزة) في : معجم الأدباء ٦ / ٣٦١ ، والوافي بالوفيات ٢ / ١١٢ ، ١١٣ رقم ٤٤٥ ، وبغية الوعاة ١ / ٩ و «جيا» بكسر الجيم.

(٢) ومن شعره :

حتّام أجري في ميادين الهوى

لا سابقا أبدا ولا مسبوق

ما هزّني طرب إلى رمل الحمى

إلّا تعرّض أجرع وعقيق

شوق بأطراف البلاد مفترق

يحوي شتيت الشمل منه فريق

ومدامع كفلت بعارض مزنة

لمعت لها بين الضلوع بروق

وكأنّ جفني بالدموع موكّل

وكأنّ قلبي للجوى مخلوق

إن عادت الأيام لي بطويلع

أو ضمّنا والظّاعنين طريق ـ

٢٩١

٣١٧ ـ محمد بن أحمد بن محمد (١).

أبو عبد الله بن عرّاق (٢) الغافقيّ ، القرطبيّ ، المقرئ.

أخذ القراءات ، سوى قراءة الكوفيّين ، عن : أبي القاسم بن النّخّاس ، وعون الله بن محمد.

وسمع من : أبي محمد بن عتّاب ، وأبي بحر بن العاص.

وتصدّر للإقراء والتّسميع.

روى عنه : ابن حوط الله ، وأبو الخطّاب بن دحية.

وتوفّي في رجب.

ومولده في سنة تسعين وأربعمائة.

٣١٨ ـ محمد بن بختيار (٣).

__________________

= لأنبّهنّ على الغرام بزفرتي

ولتطربنّ لما أبثّ النوق

ومن شعر ابن جياه الكاتب قوله :

أما والعيون النّجل تصمي نبالها

ولمع الثنايا كالبروق تخالها

ومنعطف الوادي تأرّج نشره

وقد زار في جنح الظلام خيالها

وقد كان في الهجران ما يريح الهوى

ولكن شديد في الطباع انتقالها

منها في المديح :

أيا ابن الألى جادوا وقد بخل الحيا

وقادوا المذاكي والدماء نعالها

ذد الدهر عنّي من رضاك بعزمة

معقودة أن لا يفكّ رعالها

ومنه قوله :

قل لحادي عشر البروج أبي العاشر

منها ربّ القران الثاني

يا ابن شكر إن ضلّة الزمان

صرت فيه تدعى من الأعيان

ليس طبعي ذمّ الزمان ولكن

أنت أغريتني بذمّ الزمان

(١) انظر عن (محمد بن أحمد بن محمد) في : تكملة الصلة لابن الأبّار ٢ / ٥٣٠ ، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ٦ / ٦١ ، ومعرفة القراء الكبار ٢ / ٥٤٧ ، وغاية النهاية ٢ / ٨٦ ـ.

(٢) تحرّفت في غاية النهاية إلى «عرّاف» بالفاء.

(٣) انظر عن (محمد بن بختيار في : خريدة القصر (العراق) ١ / ٨٥ ، والكامل في التاريخ ١١ / ٥٠٣ ، وتاريخ ابن الدبيثي ١ / رقم ٩١ ، والمختصر المحتاج إليه ١ / ٢٨ ، والذيل على الروضتين (تحقيق محمد زاهد الكوثري) نشره عزت العطار الحسيني بدار الكتب المصرية ـ

٢٩٢

أبو عبد الله البغداديّ ، الأبله ، الشّاعر ، صاحب الدّيوان المشهور.

كان شابّا ظريفا وشاعرا محسنا ، يلبس زيّ الجند. وشعره في غاية الرّقّة وحسن المخلص إلى المدح.

وكان أحد الأذكياء ، ولذا قيل له الأبله بالضّدّ.

وقيل : بل كان فيه بله.

توفّي ببغداد في جمادى الآخرة. وقد سار له هذا البيت :

ما يعرف الشّوق إلّا من يكابده

ولا الصّبابة إلّا من يعانيها (١)

وله :

دارك يا بدر الدّجى جنّة

وبغيرها نفسي لا تلهو

وقد أتى في خبر أنّه

أكثر أهل الجنّة البله (٢)

وله :

أقول للغيث لمّا سال واديه

تحدّثي عن جفوني يا غواديه

أعرت مزنك أجفانا بكيت له

فمن أعارك ضوء البرق من فيه

أما ورد [خدّه] (٣) والشّهب ناعسة

واللّيل قد راق أو كادت حواشيه

 __________________

=١٩٤٧ ـ ص ٦٦ ، وذكر وفاته في سنة ٦٠٥ ه‍. ، ومرآة الزمان ٨ / ٣٧٩ ، ٣٨٠ ، ووفيات الأعيان ٤ / ٤٦٣ ، والعبر ٤ / ٢٣٨ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ١٣٢ رقم ٦٦ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٨ ، وتلخيص مجمع الآداب ج ٤ ق ١ / ٢٩٧ ، والوافي بالوفيات ٢ / ٢٤٤ ـ ٢٤٦ ، رقم ٦٤٧ ، ومرآة الجنان ٣ / ٤١٦ ، ٤١٧ ، والعسجد المسبوك ٢ / ١٨٩ ، ١٩٠ ، والنجوم الزاهرة ٤ / ٢٦٦ ، وبغية الوعاة ١ / ٣٣ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٦٦ ـ.

(١) وفيات الأعيان ٤ / ٤٦٤ ـ.

(٢) الوافي بالوفيات ٢ / ٢٤٦ ، وفيات الأعيان ٤ / ٤٦٥ ـ.

(٣) في الأصل بياض.

(الكامل ١١ / ٥٠٣).

وقال العماد الكاتب : هو شاب ظريف يتزيّا بزيّ الجند ، رقيق أسلوب الشعر حلو الصناعة رائق البراعة ، عذب اللفظ ، أرقّ من النسيم السّحري ، وأحسن من الوشي التّستري ، وكل ما ينظمه ، ولو أنه يسير ، يسير ، والمغنون يغنون برائقات أبياته عن أصوات القدماء ، فهم يتهافتون على نظمه المطرب تهافت الطير الحوّم على عذب المشرب. ثم قال : أنشدني لنفسه من قصيدة سنة خمس وخمسين وخمسمائة بغداد : ـ

٢٩٣

لقد وهى عزم صبري يوم ودّعني

أحوى ضعيف نطاق الخصر واهيه

عصيت في حبّه من بات يعذلني

وما أطعت الهوى دالا لأعصيه

بالله يا لائمي فيمن كلفت به

إقامة الغصن أحلى ، أم تثنّيه؟

قال أبو الفرج بن الجوزيّ : ذكر عنه أنّه خلّف ثمانية آلاف دينار ، وشاع أنّه كان يعامل بالرّبا.

ثمّ ورّخ وفاته كما مرّ.

روى عنه : أبو الحسن القطيعيّ ، وعليّ بن نصر الأديب (١).

٣١٩ ـ محمد بن جعفر بن عقيل (٢).

أبو العلاء البصريّ ، ثمّ البغداديّ ، المقرئ.

__________________

= زار من أحيا بزورته

والدّجى في لون طرّته

قمر يثني معانقة

بانة في طيّ بردته

بتّ أستجلي المدام على

غرّة الواشي وغرّته

يا لها من زورة قصرت

فأماتت طول جفوته

آه من خصر له وعلى

رشفة من برد ريقته

يا له في الحسن من صنم

كلّنا من جاهليّته

وذكر أبو المعالي الكتبي في (ملح الملح) من شعره في رجل كفل يتيما وكان مشهورا بالغلمان :

يا ذا الّذي كفل اليتيم

وقصده كفل اليتيم

إن كنت تطمع في النعيم

فقد حصلت على الجحيم

(١) ومن شعره :

أراق دمعي ، لا بل أراق دمي

ظلما بظلم من ريقه الشّبم

ذو قامة كالقضيب ناضرة

وناظر من سقامه سقمي

حصلت من وعده على أصدق

الوعد ومن وصله على التّهم

(٢) انظر عن (محمد بن جعفر) في : مشيخة النعّال البغدادي ٦٣ ـ ٦٥ ، وتاريخ ابن الدبيثي (مخطوطة شهيد علي) الورقة ٢٧ ، ٢٨ ، والمختصر المحتاج إليه ١ / ٣٠ ، والعبر ٤ / ٢٣٨ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٩١ دون ترجمة ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٩ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٦٧ ـ.

٢٩٤

قرأ القراءات على : أبي الخير المبارك الغسّال (١) ؛

وسمع : أبا القاسم بن بيان ، وأبا الغنائم النّرسيّ ، وأبا غالب محمد بن عبد الواحد القزّاز.

قال ابن الدّبيثيّ (٢) : وكان حسن المحاضرة ، كثير المحفوظ من الأشعار والحكايات.

وأجاز له : أبو الحسن العلّاف ، وأبو (٣) الفتح الحدّاد الأصبهانيّ.

ذكره ابن السّمعاني في «الذّيل» (٤).

قلت : روى عنه : أمين الدّين سالم بن صصريّ ، ومحمد بن أحمد بن خيثمة بن الخرّاط ، ومحمد بن سعيد بن الخازن ، وآخرون.

ولم أظفر باسم أحد ممّن قرأ عليه بالرّوايات.

وتوفّي في جمادى الآخرة وله ثلاث وتسعون سنة (٥).

٣٢٠ ـ محمد بن عبد العزيز بن عليّ بن عيسى (٦).

أبو الحسن الغافقيّ ، القرطبيّ ، المعروف بالشّقوريّ.

سمع من : أبي عبد الله بن الأحمر ، وأبي بكر بن العربيّ ، وأبي جعفر البطروجيّ ، وجماعة.

قال الأبّار : وكان حافظا لأخبار الأندلس ، معنيّا بالرجال ، ضابطا ، متقنا ، له مشاركة في اللّغة والنّحو ، مع الزّهد والفضل.

وولّي قضاء شقورة وحمدت سيرته ، وأخذ النّاس عنه.

__________________

(١) الغسّال : بالغين المعجمة والسين المهملة.

(٢) في تاريخه.

(٣) في الأصل : «وأبا» وهو خطأ.

(٤) وقال النعّال : حدّث عنه الحافظ أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني ، وتوفي قبل مولدي بثلاث سنين. (مشيخة النعال ٦٤).

(٥) مولده في ذي الحجّة سنة ٤٨٦ ه‍.

(٦) انظر عن (محمد بن عبد العزيز) في : تكملة الصلة لابن الأبار.

٢٩٥

وتوفّي في المحرّم. وكان مولده في سنة عشرين وخمسمائة.

٣٢١ ـ محمد بن محمد بن الجنيد بن عبد الرحمن بن الجنيد (١).

أبو مسلم الأصبهانيّ.

سمع : أبا الفتح الحدّاد ، وأبا سعد المطرّز ، والحافظ محمد بن طاهر المقدسي.

وقدم بغداد حاجّا مع خاله أبي الغنائم محمد بن الحسين بن رزينة ، فكتب عنه المبارك بن كامل الخفّاف حديثين.

وكان ثقة من بيت حديث وتصوّف.

توفّي في رجب وله ٨٢ سنة.

وقد روى الكثير بأصبهان.

٣٢٢ ـ محمد بن محمد بن حمزة بن أبي جيش.

أبو طالب الأزديّ ، الدّمشقيّ.

سمع : هبة الله بن الأكفانيّ.

روى عنه : المسلم بن عبد الوهّاب ، وأبو القاسم بن صصريّ.

٣٢٣ ـ محمد بن أبي الأزهر عليّ بن أحمد بن محمد بن عليّ بن يوسف (٢).

أبو طالب الواسطيّ ، الكتّانيّ ، المحتسب ، المعدّل.

كان على حسبة واسط هو وأبوه.

ولد سنة خمس وثمانين وأربعمائة.

__________________

(١) انظر عن (محمد بن محمد بن الجنيد) في : الوافي بالوفيات ١ / ١٥٧ ، ١٥٨ رقم ٧٨ ـ.

(٢) انظر عن (محمد بن أبي الأزهر) في : تاريخ ابن الدبيثي (مخطوط شهيد علي) ورقة ٨٤ ، والمطبوع ١٥ / ٥٣ ، والتقييد لابن نقطة ٩٥ ، والمختصر المحتاج إليه ١ / ٩٤ ، والعبر ٤ / ٢٣٨ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٧٨ رقم ١٨٩١ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٩ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ١١٥ ، ١١٦ رقم ٥٧ ، وذيل التقييد لقاضي مكة ١ / ١٧٦ رقم ٣١٧ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٦٧ ـ.

٢٩٦

قال ابن الدّبيثيّ (١) : سمع محمد بن عليّ بن أبي الصّقر الشّاعر ، وأبا نعيم محمد بن إبراهيم الحماديّ ، وأبا الحسن كاتب الوقف ، وأبا نعيم بن زبزب ، وأحمد بن أبي محمد العكبريّ ، وأبا غالب محمد بن أحمد ، والمبارك بن فاخر ، وهبة الله بن السّقطيّ.

وانفرد في الدّنيا بإجازة أبي طاهر أحمد بن الحسن الباقلّانيّ ، وأبي منصور عبد المحسن الشّيحيّ ، وأبي الحسن بن أيّوب البزّاز.

ورحل إلى بغداد ، فسمع أبا الحسن بن العلّاف ، وأبا القاسم بن بيان ، ونور الهدى الزّينبيّ.

وكان ثقة صحيح السّماع ، متخشّعا ، يرجع إلى دين وصلاح.

رحل النّاس إليه وكتبوا عنه.

روى عنه : أبو المواهب بن صصريّ ، ويوسف بن أحمد الشّيرازيّ ، وعبد القادر الرّهاويّ ، وأبو بكر بن موسى الحارميّ ، وأبو الفتح المندائيّ ، وأبو طالب بن عبد السّميع.

وسمعنا منه الكثير ونعم الشّيخ كان.

سمعت منه بقراءتي في سنة أربع وسبعين.

قلت : وروى عنه المرجّى بن شقير كتاب «الطّوالات» للتّنوخيّ.

قال ابن الدّبيثيّ (٢) : وأنشدنا قال : أنشدنا محمد بن عليّ بن زبزب سنة أربع وخمسمائة : أنشدنا أبو تمّام عليّ بن محمد بن حسن قاضي واسط لبعضهم :

لمّا تكهّل من هويت

وقلت : ربع قد دثر

عاينت من طلّابه

بالباب أفواجا زمر

وكذاك أرباب الحديث

نفاقهم عند الكبر

 __________________

(١) في تاريخه.

(٢) في تاريخه.

٢٩٧

توفّي رحمه‌الله في ثاني المحرّم بواسط وله أربع وتسعون سنة.

٣٢٤ ـ محمود بن نصر بن حمّاد بن صدقة بن الشّعار (١).

أبو المجد الحرّانيّ ، البغداديّ ، والد المحدّث إبراهيم.

شيخ صالح ، سمع الكثير بنفسه من : هبة الله بن الحصين ، وهبة الله بن الطّبر ، وأبي بكر المزرفيّ ، فمن بعدهم.

قال ابن الدّبيثيّ : كان ثقة ، صحيح النّقل.

توفّي في رمضان ، وله ثمان وسبعون سنة.

قرأت عليه ونعم الشّيخ كان.

قلت : وروى عن : العلّامة أبي الوفاء بن عقيل.

وروى عنه : القاضي أبو منصور سعيد بن محمد بن جحدر الصّوفيّ.

وقد قرأ بالروايات على هبة الله بن الطّبر ، وكان ثقة.

٣٢٥ ـ مقاتل بن عزّون.

الرّقّيّ ، المعروف بابن العريف المصريّ.

واسع الرّواية.

قال الحافظ ابن المفضّل في «الوفيات» : قرأت عليه «سنن أبي داود» ، وأخبرنا ابن المشرّف ، عن الحبّال ، عن أبي محمد النّحّاس ، عن ابن الأعرابيّ مناولة ، عنه.

وقرأت عليه ستّة أجزاء من أول كتاب «الأسماء والكنى» للنّسائيّ ، وهو عشرون جزءا ، عن ابن المشرّف ، عن الحبّال ، عن ابن الخصيب ، عن ابن النّسائيّ ، عن أبيه.

وناولني «صحيح مسلم» ، أصل سماعه من يوسف الميورقيّ ، اللّخميّ ، عن الحسين بن عليّ الطّبريّ ، بسنده.

__________________

(١) انظر عن (محمود بن نصر) في : مشيخة النّعال ٦٥ ـ ٦٧ ، والمختصر المحتاج إليه ٣ / ١٨٥ رقم ١١٨٣ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٩١ دون ترجمة.

٢٩٨

وتوفّي في رمضان. ومولده سنة إحدى وخمسمائة رحمه‌الله تعالى.

٣٢٦ ـ الموفّق بن شوعة (١).

اليهوديّ ، المصريّ ، الطّبيب ، الملقّب بالقيثارة.

من أعيان الأطبّاء والكحّالين. وكان ظريفا ، شاعرا ، ماجنا.

خدم السّلطان صلاح الدّين بالطّبّ.

وكان الشّيخ نجم الدّين الخبوشانيّ له صورة بمصر ، وفيه صلاح و (دين) (٢) ، فإذا رأى ذمّيّا راكبا قصد قتله ، فكانوا يتحامونه ، فرأى الموفّق راكبا فضربه بشيء أصاب عينه ، فقلعها وراحت هدرا.

وله ، أعني الموفّق ، قصيدة يهجو فيها ابن جميع اليهوديّ رأس الأطبّاء بالقاهرة ويرميه بالأبنة. ولهم اللّعنة.

ـ حرف الياء ـ

٣٢٧ ـ يوسف بن إبراهيم بن عثمان (٣).

أبو الحجّاج العبدريّ ، الغرناطيّ ، المعروف بالثّغريّ (٤).

أخذ القراءات عن : عبد الرحيم بن الفرس ، وأبي الحسن شريح بن محمد ، وأبي بكر يحيى بن الخلوف ، وأبي الحسن بن الباذش.

وسمع منهم ، ومن : أبي مروان الباجيّ ، وأبي بكر بن العربيّ ، وأبي الحسن بن مغيث ، وخلق.

__________________

(١) انظر عن (الموفق بن شوعة) في : عيون الأنباء لابن أبي أصيبعة ٣ / ١٩٢ ، ١٩٣ وفيه «شرعة» بالراء في العنوان ، و «شوعة» في المتن.

(٢) في الأصل بياض.

(٣) انظر عن (يوسف بن إبراهيم) في : بغية الملتمس للضبّي ٤٨٨ ، ٤٨٩ ، رقم ١٤٣٨ ، وتكملة الصلة (مخطوط) ٣ / ورقة ١٤٢ ، ومعجم شيوخ الصدفي ، لابن الأبار ٣٣١ ، وصلة الصلة لابن الزبير ٢١٣ ، ٢١٤ ، ومعرفة القراء الكبار ٢ / ٥٥١ ، ٥٥٢ رقم ٥٠١ ، وغاية النهاية ٢ / ٣٩٢ ، ٣٩٣ ، وطبقات المفسّرين للداوديّ ٢ / ٣٧٨ ، ٣٧٩ ـ.

(٤) عرف بالثّغري لأن أباه أصله من ثغر لاردة. (تكملة الصلة).

٢٩٩

وصحب أبا بكر بن مسعود النّحويّ مدّة ، وأخذ عنه العربيّة. وأجاز له أبو عليّ بن سكّرة ، وأبو بكر الطّرطوشيّ.

قال الأبّار (١) : وكان فقيها حافظا ، محدّثا ، راوية ، مقرئا ، ضابطا ، مفسّرا ، أديبا. نزل في الفتنة قليوشة وأقرأ فيها. وولي الصّلاة والخطبة.

أكثر عنه أبو عبد الله التّجيبيّ وقال : لم أر أفضل منه ، ولا أزهد ، ولا أحفظ لحديث وتفسير منه. ولم أر بالبلاد المشرقية أفضل من أبي محمد العثمانيّ ولا أزهد ولا أورع.

قال : وروى عن أبي الحجّاج : أبو عمر بن عيّاد ، وأبو العبّاس بن عميرة ، وأبو سليمان بن حوط الله (٢).

وتوفّي رحمه‌الله في شوّال ، وله ٨٦ سنة.

٣٢٨ ـ يونس بن محمد بن منعة بن مالك بن محمد (٣).

الإمام رضيّ الدّين أبو الفضل الموصليّ الإربليّ الأصل ، الشّافعيّ.

والد الشّيخ كمال الدّين موسى وعماد الدّين محمد.

ولد بإربل ، وتفقّه بالموصل على الحسين بن نصر بن خميس الجهنيّ ، وسمع منه كثيرا من حديثه. ثمّ انحدر إلى بغداد وتفقّه بها على أبي منصور سعيد بن محمد الرّزّاز.

__________________

(١) في تكملة الصلة.

(٢) وقال الضبّي : فقيه ، محدّث ، راوية عارف ، أديب. انتقل إلى مرسية في الفتنة وصار خطيبا بقليوشة من قرى مدينة أوريولة ، واقتنع ولم يتعرّض لظهور ، وكان قد غصّ به جماعة من الفقهاء بمرسية حين وصلها لمعرفته ، فسعى له في الخطبة بجامع قليوشة المذكورة وانتقل إليها. سمعت عليه بعض كتاب «الموطّأ». (بغية الملتمس).

(٣) انظر عن (يونس بن محمد) في : تاريخ إربل ١ / ٧٤ ، ووفيات الأعيان ٦ / ٢٥٢ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٩ ، والعبر ٤ / ٢٣٨ ، ومرآة الجنان ٣ / ٤٠٦ (٥٧٦ ه‍.) و ٤١٥ ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ١ / ٣٥٤ ، ٣٥٥ رقم ٣٢١ ، وتاريخ الخلفاء ٤٥٧ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٩٦ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٦٧ ـ.

٣٠٠