تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٤٠

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

قلت : وروى عنه : أبو القاسم بن رواحة ، وعبد الوهّاب بن روّاج ، وأبو عليّ الأوقي ، وبنا بن هجّام (١).

٢٧٣ ـ (......) (٢).

العبد الصّالح.

توفّي بالقاهرة ، في ذي القعدة.

ـ حرف العين ـ

٢٧٤ ـ عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر (٣).

الخطيب أبو الفضل بن أبي نصر الطّوسيّ ، ثمّ البغداديّ ، نزيل الموصل وخطيبها.

ولد في صفر سنة سبع وثمانين وأربعمائة.

وسمع حضورا من : طراد الزينبي ، وأبي عبد الله بن طلحة النّعاليّ ، وطائفة.

وسمع من : ابن البطر ، والطّريثيثيّ ، وأحمد بن عبد القادر ، وأبي الفضل محمد بن عبد السّلام ، وجعفر السّرّاج ، وأبي الخطّاب بن الجرّاح ، وأبي غالب الباقلانيّ ، وأبي الحسن بن أيّوب البزّار ، ومنصور بن حيد ،

__________________

(١) وقال المقريزي : وسير رسولا إلى ملك الروم لأنه لم يوجد في ذلك الزمان أكفى منه.

ومن شعره قوله :

خير المعارف من كفاني شرّه

في ذا الزمان ، وبتّ منه سالما

لا أبتغي ربحا وذلك بغيتي

وأكون في طلب الفوائد ظالما

ومتى طلبت كمن مضى في ودّهم

مع رفدهم أكون غمرا حالما

(٢) في الأصل بياض ، ولم أتبيّن اسم صاحب الترجمة.

(٣) انظر عن (عبد الله بن أحمد بن محمد) في : المختصر المحتاج إليه ٢ / ١٣١ ، ١٣٢ رقم ٧٥٩ ، وتلخيص مجمع الآداب ٥ / رقم ٢٨٤ ، ودول الإسلام ٢ / ٩٠ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٧٧ رقم ١٨٨٧ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٣٤١ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٨ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٨٧ ـ ٨٩ رقم ٣٥ ، والعبر ٤ / ٢٣٤ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٧ / ١١٩ ، ١٢٠ رقم ٨١٤ ، والوافي بالوفيات ١٧ / ٣٦ ، ٣٧ رقم ٢٩ ، ومرآة الجنان ٣ / ٤١٣ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٩٤ ، والعسجد المسبوك ٢ / ١٨٨ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٦٢ ـ.

٢٦١

والحسين بن البسريّ وأبي منصور الحنّاط ، وجماعة.

وتفرّد بالرّواية عن أكثرهم. وكان في نفسه ثقة.

وكان أبو بكر الخازميّ إذا روى عنه قال : أنا أبو الفضل من أصله العتيق ، يقول ذلك احترازا ممّا زوّر له وغيّره محمد بن عبد الخالق اليوسفيّ. لكنّ لمّا بيّن المحدّثون ذلك للخطيب أبي الفضل رجع عن روايته. ثمّ خرّج لنفسه المشيخة المشهورة من أصوله.

روى عنه : أبو سعد السّمعانيّ. وعبد القادر الرّهاويّ ، وأبو محمد بن قدامة ، والبهاء عبد الرحمن ، والقاضي أبو المحاسن يوسف بن شدّاد ، وأبو الحسن عليّ بن الأثير ، وأبو البقاء يعيش النّحويّ ، وعبد الكريم بن عبد الرحمن التّرابيّ ، وأبو الخير إياس الشّهرزوري ، وإبراهيم بن يوسف بن خنّة (١) الكتبيّ الموصليّ ، وآخرون.

قال الشّيخ الموفّق : كان شيخا حسنا. قرأت عليه «المعتقد» لعبد الرحمن بن أبي حاتم. فكتب في آخره سماعي ، وكتب : هذا اعتقادي وبه أدين لله تعالى. ولم نر منه إلّا الخير.

وقال ابن الدّبيثي (٢) : أنشدنا لنفسه كتابة :

أقول وقد خيّمت بالخيف من منى

وقرّبت قرباني وقضّيت أنساكي

وحرمة بيت الله ما أنا بالّذي

أملّك مع طول الزّمان وأنساك(٣)

توفّي رحمه‌الله في رمضان في اثنتين وتسعين سنة.

وقال الحافظ ابن النّجّار في تاريخه : ولد ببغداد ، وقرأ الفقه والأصول

__________________

(١) خنّة : بالخاء المعجمة ونون مشدّدة. هكذا قيدها في الأصل.

(٢) في المختصر ٢ / ١٣٢ ـ.

(٣) في الأصل : «وأنساكي» ، والتصحيح من : الوافي بالوفيات ١٧ / ٣٦ ـ.

ومن شعره أيضا :

سقى الله أياما لنا ولياليا

نعمنا بها والعيش إذ ذاك ناضر

ليالي لا أصغي إلى لوم عاذل

وطرفي إلى أنوار وجهك ناظر

٢٦٢

على الكيا أبي الحسن عليّ بن محمد الهرّاسيّ ، وأبي بكر الشّاشيّ.

وقرأ الأدب على : أبي زكريّا التّبريزيّ ، وأبي محمد الحريريّ.

وسمع بأصبهان من : أبي عليّ الحدّاد ، وبنيسابور من : أبي نصر بن القشيريّ ، وبترمذ من : أبي المظفّر ميمون بن محمد ، وبالموصل من : أبيه وعمّه. وولي خطابتها زمانا.

وتفرّد وقصده الرّحّالون. ثنا عنه : هبة الله بن باطيش ، وعليّ الطّبيب ، وأبو الحسن محمد بن القطيعيّ.

٢٧٥ ـ عبد الله بن أحمد بن محمد بن عليّ بن حمنيس (١).

أبو محمد السّرّاج البغداديّ. وقيل اسمه عبيد الله.

سمع : أحمد بن المظفّر بن سوسن ، وأبا القاسم بن بيان ، وأبا العزّ محمد بن المختار ، وأبا الحسن بن العلّاف ، وأبا سعد بن خشيش.

قال ابن الأخضر : كان عاميّا لا يفهم ، ولا يحسن أن يصلّي ، ولا يقرأ التّحيّات.

قلت : روى عنه : تميم البندنيجيّ ، ونصر بن الحصريّ ، وأبو عبد الله بن الدّبيثيّ ، وأبو صالح الجيليّ ، ومحمد بن إسماعيل الطّبّال ، وعبد اللطيف بن المبارك النّهروانيّ ، وآخرون.

ومات في رجب عن سنّ عالية.

٢٧٦ ـ [عبد الله] (٢) بن عبد الله.

أبو الخير الرّوميّ ، الجوهريّ ، مولى جعفر الطّيبيّ.

قال الدّبيثيّ : كان خيّرا حافظا للقرآن. قرأ لأبي عمرو على أبي العزّ

__________________

(١) انظر عن (عبد الله بن أحمد بن محمد) في : العبر ٤ / ٢٣٥ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٧٧ رقم ١٨٨٨ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٦٢ ـ.

وذكره المؤلّف ـ رحمه‌الله ـ دون أن يترجم له في : سير أعلام النبلاء ٢١ / ٨٩ ـ.

(٢) في الأصل بياض ، والمستدرك من : المختصر المحتاج إليه ٢ / ١٤٦ رقم ٧٧٨ ـ.

٢٦٣

القلانسيّ سنة سبع عشرة وخمسمائة ببغداد. وأقرأ النّاس.

وروى عن : أبي القاسم بن الحصين.

٢٧٧ ـ عبد الله بن يحيى بن عبد الله بن فتوح (١).

أبو محمد الحضرميّ ، الدّانيّ ، النّحويّ ، المعروف بعبدون ، وبابن صاحب الصّلاة.

أخذ القراءات عن أبي عبد الله بن سعيد الدّانيّ ، وقرأ عليه الأدب ، وعلى : والده يحيى ، وأبي الحسن طاهر.

وحمل عن : الحافظ أبي الوليد بن خيرة.

وأقرأ النّحو بشاطبة زمانا. ثمّ أدّب بني صاحب بلنسية. وكان مبرّزا في العربيّة ، مشاركا في الفقه وقول الشعر ، متواضعا ، طيّب الأخلاق.

أخذ عنه جلّة منهم : أبو جعفر الذّهبيّ ، وأبو الحسن بن حريق ، وأبو محمد بن نصرون ، وأبو الربيع بن سالم.

وتوفّي في مستهلّ رجب ببلنسية وله إحدى وستّون سنة.

٢٧٨ ـ عبد [الله] (٢) بن القاضي أبي خازم محمد بن القاضي أبي يعلى بن الفرّاء.

الحنبليّ أخو أبي يعلى الصّغير.

سمع : أباه ، وابن الحصين ، وابن كادش.

وعنه : القطيعيّ ، وعبد الله بن أحمد الخبّاز.

ولد سنة عشر وخمسمائة.

ومات في ذي الحجّة.

__________________

(١) انظر عن (عبد الله بن يحيى) في : المقتضب من تحفة القادم ٦٨ ، ٦٩ ، وتكملة الصلة ٢ / ٨٥٧ ، ٨٥٨ رقم ٢٠٦٦ ، والوافي بالوفيات ١٧ / ١٦٨ ـ ١٧٠ رقم ٥٦٦ ، وبغية الوعاة ٢ / ٦٥ ، ٦٦ رقم ١٤٥١ ـ.

(٢) في الأصل بياض ، والمستدرك من : ذيل طبقات الحنابلة ١ / ٣٥١ ـ ٣٥٣ رقم ١٧١ ـ.

٢٦٤

٢٧٩ ـ (...) (١) بن عبد الله بن علوان.

أبو عبد الله الأسديّ ، الحلبيّ المجاور بالحجاز ، أخو أبي محمد ابن الأستاذ.

إمام زاهد عابد. علّق عنه أبو المواهب بن صصريّ ، وقال : أقام بالحجاز سنين ، وكان للمجاورين به راحة.

قدم علينا سنة ثمان وسبعين ، ثمّ سأل من صلاح الدّين أن يرسل معه من يخفره إلى المدينة ، فأرسل معه من خفره ، فوصل ومرض ، فمات في شعبان منها.

٢٨٠ ـ عليّ بن أنوشتكين (٢).

أبو الحسن الجوهريّ.

روى عن : أبيّ النّرسيّ.

سمع منه : عمر بن عليّ ، وغيره.

وتوفّي في رجب وقد نيّف على الثّمانين (٣).

٢٨١ ـ عليّ بن الحسين (٤).

أبو الحسن الأندلسيّ ، النّجّار ، الزّاهد المعروف بابن سعدوك من جزيرة شقر.

سكن بلنسية.

قال الأبّار (٥) : كان من أهل الزّهد والصّلاح التّام والعلم ، يستظهر كثيرا من «صحيح مسلم». وتؤثر عنه كرامات مشهورة ومقالات عجيبة.

__________________

(١) في الأصل بياض.

(٢) انظر عن (علي بن أنوشتكين) في : ذيل تاريخ بغداد ٣ / ٢١٠ ، ٢١١ رقم ٦٨٩ ـ.

(٣) قال ابن النجار : كان يبيع الجوهر ، ثم كبر وأسنّ فانقطع في منزله.

(٤) انظر عن (علي بن الحسين) في : تكملة الصلة لابن الأبّار ، رقم ١٨٦٩ ، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ٥ ق ١ / ٢٠٥ رقم ٤٠٦ ـ.

(٥) في تكملة الصلة.

٢٦٥

وكان يخبر بأشياء خفيّة لا تتوانى أن تظهر جليّة.

وكان أمّارا بالمعروف ، نهّاء عن المنكر. يجلس للنّاس ويعظ.

وكانت العامّة حزبه. ولمّا مات ازدحم الخلق على نعشه رحمه‌الله.

٢٨٢ ـ عيسى بن عمران.

أبو موسى المكناسيّ.

صحب أبا القاسم بن ورد واختصّ به. وكان يقول : لم يكن بالأندلس مثل أبي القاسم بن ورد.

ولقي بأغمات أبا محمد اللّخميّ فسمع منه في سنة ثلاثين. وكان من الرّاسخين في العلم ، قائما على الأصول والفروع ، أديبا شاعرا ، خطيبا ، مفوّها ، مدركا ، من رجال الكمال.

ولي قضاء مرّاكش فحمدت سيرته.

ولد سنة اثنتي عشرة وخمسمائة.

وتوفّي في شعبان وله ستّ وستّون سنة.

ـ حرف الفاء ـ

٢٨٣ ـ فرّوخ شاه بن شاهنشاه بن أيّوب بن شاذي (١).

الملك عزّ الدّين أبو سعد ، صاحب بعلبكّ ، ابن أخي السّلطان صلاح الدّين. كان كثير الصّدقة والتّواضع ، ولديه فضيلة في العربيّة والشّعر.

__________________

(١) انظر عن (فروخ شاه) في : البرق الشامي ٣ / ٢٩ ، ٨٥ ، ٨٦ ، ٩٤ ، ١٤٩ ، ١٥٠ ، ١٦١ ، ١٧١ ، ١٧٨ و ٥ / ١٨ ، ٥٩ ، ٦٠ ، ٦٢ ، ٦٧ ، ٧٥ ، والنوادر السلطانية ٥٦ ، والكامل في التاريخ ١١ / ٤٩١ ، والأعلاق الخطيرة ١ / ٤٩ ، ومفرّج الكروب ٢ / ١٢٤ ـ ١٢٦ ، ومرآة الزمان ٨ / ٣٧٢ ، وزبدة الحلب ٣ / ٢٧ ، ووفيات الأعيان ٧ / ١٦٧ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ٦٥ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٨ ، والعبر ٤ / ٢٣٣ ، و ٢٣٥ ، ودول الإسلام ٢ / ٩٠ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٨٩ دون ترجمة ، والسلوك ج ١ / ق ١ / ٧٩ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٩٢ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٣١١ ، ومضمار الحقائق ١٥ و ٣١ ، و ١٠٤ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ١٦٣ ، والعسجد المسبوك ٢ / ١٨٧ ـ.

٢٦٦

ناب عن صلاح الدّين بالشّام ، وكان للتّاج الكنديّ به اختصاص. وقد مدحه هو والعماد الكاتب.

توفّي بدمشق في جمادى الأولى ، ودفن بقبّته. ومدرسته بالشّرف الأعلى (١).

وولي بعلبكّ بعده ابنه الملك الأمجد.

ـ حرف القاف ـ

٢٨٤ ـ القاسم بن عمر.

الأديب البارع ، أبو عبد الله البغداديّ ، المؤدّب ، ويعرف بالخليع ، الشّاعر مدح (٢) الخلفاء والوزراء.

روى عنه : أبو الحسن بن القطيعيّ.

وكان من فحول الشّعراء. له قصيدة طنّانة في المستضيء.

مات في جمادى الأولى سنة ثمان ، وله إحدى وستّون سنة.

ـ حرف الميم ـ

٢٨٥ ـ محمد بن أحمد بن عبيد الله بن حسين (٣).

__________________

(١) وقال سبط ابن الجوزي : كان من الأفاضل الأنابل ، كثير الصدقات ، متواضعا ، سخيّا ، جوادا ، مقداما ، متّصلا من المظالم. وكان صلاح الدين قد استنابه بالشام ، وكان فرخ شاه شاعرا فصيحا.

قال العماد : أنشدني في قلعة دمشق ونحن بين يدي صلاح الدين :

إذا شئت أن تعطي الأمور حقوقها

وتوقع حكم العدل أحسن موقعه

فلا تصنع المعروف مع غير أهله

فظلمك وضع الشيء في غير موضعه

وقد قال في وصف دمشق :

دمشق سقاك الله صوب غمامة

فما غائب عنها لدى رشيد

عسى مسعد لي أن أبيت بأرضها

على أنني لو صحّ لي لسعيد

وله أشعار كثيرة مدوّنة.

(٢) في الأصل : «مع».

(٣) انظر عن (محمد بن أحمد بن عبيد الله) في : المختصر المحتاج إليه ج ١ ـ.

٢٦٧

أبو المفضّل الآمديّ ثمّ الواسطيّ. سبط ابن الأغلاقيّ.

من أهل القرآن والحديث والتصوّف.

سمع من : أحمد بن محمد بن حمدون المقرئ ، والمبارك بن إبراهيم الخطيب ، وأبي عليّ الحسن بن إبراهيم الفارقيّ.

وتوفّي في ذي الحجّة بواسط ، وله ثلاث وسبعون سنة.

روى عنه : أبو عبد الله بن الدّبيثيّ في «تاريخه».

٢٨٦ ـ محمد بن عبد الملك بن عليّ بن محمد (١).

أبو المحاسن الهمذانيّ.

كان أبوه محدّثا مكثرا ، قدم بغداد واستوطنها.

وسمع محمد من : ابن الفاعوس ، وابن الحصين ، وأحمد بن رضوان (٢) ، وزاهر بن طاهر.

وكان محمد ثقة مطبوعا ، سمع منه جماعة.

وتوفّي في ذي الحجّة.

أجاز لابن الدّبيثيّ (٣) ، وللشّيخ الضّياء.

وحدّث عنه : عبد الرحمن بن عمر الغزّال.

٢٨٧ ـ محمد بن عتيق بن عطّاف.

أبو عبد الله الأنصاريّ اللّارديّ (٤) ، المعروف بابن المؤذّن.

__________________

(١) انظر عن (محمد بن عبد الملك) في : مشيخة النعّال البغدادي ٦١ ـ ٦٣ ، وذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي ٢ / ٥١ ـ ٥٣ رقم ٢٥٩ ، وتلخيص مجمع الآداب لابن الفوطي ج ٥ / رقم ١٥٦١ ، والمختصر المحتاج إليه ١ / ٧٠ ـ.

(٢) هو : أبو نصر أحمد بن عبد الله بن رضوان. (مشيخة النعّال).

(٣) وهو قال : وكان ثقة ، صحيح السماع ، سهل الأخلاق ، وسمع منه أصحابنا وما لقيته. وقد أجاز لنا. (ذيل التاريخ ٢ / ٥٢).

(٤) اللّارديّ : بالراء مكسورة ، والدال مهملة. نسبة إلى لاردة ، مدينة مشهورة بالأندلس شرقي قرطبة تتّصل أعمالها بأعمال طرّكونة منحرفة عن قرطبة إلى ناحية الجوف. (معجم البلدان ٥ / ٧).

٢٦٨

سكن بلنسية.

وأخذ عن : أبي محمد القلنيّ وناظر عليه في «المدوّنة».

ورحل إلى قرطبة فناظر على أبي عبد الله بن الحاجّ.

وقدّم للشورى والفتيا ببلنسية. وكان عارفا بالفقه ، حافظا إماما.

توفّي رحمه‌الله في شعبان وقد تعدّى الثّمانين.

٢٨٨ ـ محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر (١).

أبو عبد الرّحمن بن أبي الفتح الكشميهنيّ (٢) ، المروزيّ ، الواعظ. والد أبي المحامد محمود.

قدم بغداد سنة ستّين وخمسمائة. وحدّث «بصحيح مسلم» عن الفراويّ في مجلس الوزير ابن هبيرة.

وسمع أيضا من : أبي بكر محمد بن منصور السّمعانيّ ، وأبا حنيفة النّعمان ابن إسماعيل ، وأبا منصور محمد بن عليّ الكراعيّ (٣).

وقد سمع ببغداد من : هبة الله بن الطّبر ، وأبي غالب بن البنّاء.

وسمع بنيسابور من : أحمد بن عليّ بن سلمويه ، والفراويّ ، وعبد الغافر بن إسماعيل.

وقد قدم الشّام وحدّث بها.

روى عنه : أبو الفتوح بن الحصريّ ، والأستاذ عبد الرحمن الأسديّ بحلب ، وزين الأمناء ابن عساكر ، وأبو القاسم بن صصريّ بدمشق حدّث بها

__________________

(١) انظر عن (محمد بن محمد بن عبد الرحمن) في : تاريخ ابن الدبيثي (مخطوطة شهيد علي) ورقة ١٠٨ ، والمختصر المحتاج إليه ١ / ١٢٠ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٨١ ، ٨٢ رقم ٢٩ ، والوافي بالوفيات ١ / ١٦٥ ، ١٦٦ رقم ٩٦ ـ.

(٢) الكشميهني : بضم الكاف وسكون الشين المعجمة وكسر الميم وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفتح الهاء وفي آخرها النون. نسبة إلى قرية من قرى مرو على خمسة فراسخ منها في الرمل إذا خرجت إلى ما وراء النهر. (الأنساب ١٠ / ٤٣٦).

(٣) الكراعي : بضم الكاف وفتح الراء وفي آخرها العين المهملة. نسبة إلى بيع الأكارع والرءوس. (الأنساب ١٠ / ٣٧٣ ، ٣٧٤).

٢٦٩

هو وابنه محمود ولم يذكرهما ابن عساكر في «تاريخه» فإنّهما قدما دمشق بعد أن فرغ من «التّاريخ».

وآخر من روى عنه : أبو إسحاق الكاشغريّ (١). سمع منه «جزء الكراعيّ» أو بعضه في سنة ستّين وخمسمائة.

وكان ورعا ديّنا ، مليح الوعظ.

روى عنه : أبو الفرج بن الجوزيّ ، وغيره.

وتوفّي في المحرّم بمرو ، وله خمس ، وثمانون سنة إلّا شهرا.

٢٨٩ ـ محمد بن مالك بن أحمد بن مالك (٢).

أبو بكر وأبو عبد الله الميريليّ نزيل إشبيلية.

أخذ القراءات عن شريح ، والعربيّة عن أبي العبّاس بن حاطب.

وروى عن : أبي بكر بن العربيّ.

وحجّ وحدّث. وكان فاضلا زاهدا مشارا إليه بإجابة الدّعوة.

روى عنه : ثابت بن خيار وقرأ عليه «كتاب سيبويه» ، وأبو إسحاق الأصبحيّ ، وأخذ عنه القراءات وأجاز له في شوّال من السّنة.

٢٩٠ ـ مروان بن عبد الله بن مروان بن محمد (٣).

أبو عبد الملك البلنسيّ ، قاضي بلنسية ورئيسها.

سمع من : أبي الحسن بن هذيل ، وأبي عبد الله بن سعيد الدّانيّ ، وأبي الوليد بن الدّبّاغ.

وأجاز له أبو عليّ بن سكّرة ، وجماعة.

وولّي القضاء سنة تسع وثلاثين ، ثمّ تأمّر ببلده عند انقراض الدّولة اللّمتونيّة في شوّال من سنة تسع ، وبويع بالإمرة في صفر سنة أربعين. ثمّ خلع

__________________

(١) الكاشغريّ : بفتح الكاف وسكون الشين المعجمة وفتح الغين وفي آخرها الراء. نسبة إلى بلدة من بلاد المشرق يقال لها كاشغر. (الأنساب ١٠ / ٣٢٤).

(٢) انظر عن (محمد بن مالك) في : غاية النهاية ٢ / ٢٣٤ رقم ٣٣٨٧ ـ.

(٣) انظر عن (مروان بن عبد الله) في : تكملة الصلة لابن الأبار.

٢٧٠

بعد قليل ، وحبسه اللّمتونيّون في حصن سيف عشرة سنين. ثمّ خلّص وسار إلى مرّاكش وحدّث بها.

قال الأبّار : أخذ عنه : أبو محمد ، وأبو سليمان ابنا حوط الله ، وعقيل بن عطيّة ، وأبو الخطّاب بن الجميّل ، وأخوه عثمان.

ومات بمرّاكش وله أربع وسبعون سنة.

٢٩١ ـ مسعود بن محمد بن مسعود (١).

قطب الدّين النّيسابوريّ أبو المعالي الطّريثيثيّ (٢) ، الفقيه الشّافعيّ ، نزيل دمشق.

ولد سنة خمس وخمسمائة. ورأى : أبا نصر عبد الرحيم بن القشيري.

وتفقّه بنيسابور على ابن يحيى. وقرأ الأدب على والده أبي عبد الله الطّريثيثيّ. ثمّ رحل إلى مرو ، فتفقّه على أبي إسحاق إبراهيم بن محمد المروزيّ.

وسمع من : هبة الله السّدّيّ ، وعبد الجبّار البيهقيّ.

__________________

(١) انظر عن (مسعود بن محمد) في : وفيات الأعيان ٣ / ١٣٥ و ٣١١ و ٤ / ٢٠٠ ، ٢٠١ ، وتلخيص مجمع الآداب ج ٤ ق ٤ / ٧١٩ ، ومرآة الزمان ٨ / ٣٧٢ ، ٣٧٣ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ٦٦ ، والعبر ٤ / ٢٣٥ ، ٢٣٦ ، ودول الإسلام ٢ / ٩٠ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٨ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٧٨ رقم ١٨٨٩ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٨٩ دون ترجمة ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٤ / ٣٠٩ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ٢ / ٤٩٨ رقم ١١٩٣ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٩٢ ، ٩٣ ومرآة الجنان ٣ / ٤١٣ ، ٤١٤ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٣١٢ ، ٣١٣ ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ٦ / ٣٥٢ ، ٣٥٣ رقم ٣١٩ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٩٤ ، والعسجد المسبوك ٢ / ١٩٠ (وفيات ٥٧٩ ه‍.) ، وتاريخ ابن سباط ١ / ١٦٤ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٦٣ ، والدارس في تاريخ المدارس ١ / ٨٣ ، والأعلام ٨ / ١١٥ ـ.

(٢) الطّريثيثيّ : بضم الطاء المهملة ، وفتح الراء ، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين ، وبعدها الثاء المثلّثة بين الياءين ، وفي آخرها مثلّثة أخرى. نسبة إلى طريثيث وهي ناحية كبيرة من نواحي نيسابور بها قرى كثيرة ، ويقال لها بالعجمية «ترشيز». (الأنساب ٨ / ٢٣٨).

٢٧١

ودرّس بنظاميّة نيسابور نيابة ، واشتغل بالوعظ. وورد بغداد ووعظ بها ، وحصل له القبول التّامّ.

وكان ديّنا ، عالما ، متفنّنا.

ثمّ راح إلى دمشق سنة أربعين ، وأقبلوا عليه ، ودرّس بالمجاهديّة (١) ثمّ بالزّاوية الغزاليّة (٢) بعد موت أبي الفتح نصر الله المصّيصيّ.

وكان حسن النّظر.

ثمّ خرج إلى حلب ، وولي بها تدريس المدرستين اللّتين بناهما نور الدّين وأسد الدّين ، ثمّ مضى إلى همذان وولي بها التّدريس مدّة. ثمّ عاد إلى دمشق ، ودرّس بالغزاليّة وحدّث ، وتفرّد برئاسة الشّافعيّة.

قال القاسم بن عساكر : كان حسن الأخلاق ، متودّدا ، قليل التّصنّع. مات في سلخ رمضان. ودفن يوم العيد.

قلت : وقد ورد بغداد رسولا ، وكتب عنه : عمر بن عليّ القرشيّ ، وأبو المواهب بن صصريّ ، وأجاز للبهاء عبد الرحمن ، وللحافظ الضّياء.

وروى عنه : أبو القاسم بن صصريّ ، وتاج الدّين عبد الله بن حمّويه.

وتخرّج به جماعة.

وقيل إنّه وعظ مرّة ، فسأل نور الدّين أن يحضر مجلسه ، فحضر فشرع في وعظه يناديه كما كان يفعل البرهان البلخيّ شيخ الحنفيّة ، فقال للحاجب : اصعد إليه ، وقل له لا تخاطبني باسمي.

فسئل نور الدّين عن ذلك فيما بعد. فقال : إنّ البلخيّ كان إذا قال يا محمود قامت كلّ شعرة في جسدي هيبة له ، ويرقّ قلبي ، والقطب إذا قال يا محمود يقسو قلبي ويضيق صدري. حكاها سبط ابن الجوزيّ (٣) ، وقال : كان

__________________

(١) انظر عنها في : الدارس في تاريخ المدارس ١ / ٣٤٧ ، ومنادمة الأطلال ١٤٦ ، ١٤٧ ـ.

(٢) انظر عنها في : الدارس في تاريخ المدارس ١ / ١٣٦ و ٣١٣ ـ.

(٣) في مرآة الزمان ٨ / ٣٧٢ ـ.

٢٧٢

القطب غريقا في بحار الدّنيا.

قلت : وكان معروفا بالفصاحة والبلاغة وكثرة النّوادر ومعرفة الفقه والخلاف. تخرّج به جماعة. ودرّس أيضا بالجاروخيّة (١). ودفن بتربة أنشأها بغربيّ مقابر الصّوفيّة. وبنى مسجدا على الصّخرات الّتي بمقبرة طاحون الميدان ، ووقف كتبه.

٢٩٢ ـ معدّ بن حسن بن عبد الله.

أبو تراب البغداديّ ، المنادي.

سمع : أبا سعد أحمد بن عبد الجبّار الصّيرفيّ ، وهبة الله بن الحصين.

سمع أحمد بن أحمد البندنيجيّ.

وكان لا بأس به ينادي على السّقط.

وتوفّي في جمادى الآخرة.

٢٩٣ ـ مودود (٢).

الذّهبيّ ، الزّاهد. بغداديّ كبير القدر.

قال ابن النّجّار : ذكر لي شيخنا السّهرورديّ أنّه كان من أولياء الله المكاشفين.

قال : وصحبته.

قال ابن النّجّار : وذكر لي أبو الحسن القطيعيّ : أخذ مودود الذّهبيّ في حادثة إلى باب النّوبيّ ، فأمروا بضربه ، فلمّا رفع الضارب بيده لم يقدر على حطّها. فأطلق فأطلقت يد الضّارب ، فانقطع عن النّاس.

وكان جارنا أبو البركات الشّهرزوريّ يذكر لنا أحواله وكراماته.

تُوفّي في هذا العام.

__________________

(١) انظر عنها في : الدارس في تاريخ المدارس ١ / ١٦٩ ، ومنادمة الأطلال ٩٣ ـ.

(٢) في الأصل : «ممدود» ، والمثبت من : مرآة الزمان ٨ / ٣٧٣ ، والمختصر المحتاج إليه ٣ / ٢٠٣ رقم ١٢٣٧ ، وفي العسجد المسبوك ٢ / ١٩٠ «أبو ممدود».

٢٧٣

ـ حرف الهاء ـ

٢٩٤ ـ هبة الله بن محمد بن هبة الله بن مميل (١).

أبو محمد بن أبي نصر الشّيرازيّ ، ثمّ البغداديّ.

ولد ببغداد سنة خمسمائة ، وسمع بها : أبا عليّ بن نبهان ، ومحمد بن الحسن بن باكير ، الفارسيّ ، وجماعة.

وكان عدلا فاضلا ، وصوفيّا واعظا.

قدم دمشق سنة ثلاثين وخمسمائة فاستوطنها ، وولي إمامة مشهد عليّ بالجامع. وفوّض إليه عقد الأنكحة.

وكان ديّنا ، حسن الطّريقة.

ولمّا توفّي في ربيع الأوّل خلفه في إمامة المشهد ابنه القاضي أبو نصر.

روى عنه : ابنه ، وابن ابنه أبو المعالي أحمد بن محمد ، وأبو المواهب بن صصريّ ، وآخرون.

ـ حرف الواو ـ

٢٩٥ ـ وفاء بن أسعد بن النّفيس بن البهيّ (٢).

أبو الفضل التّركيّ ، ثمّ البغداديّ الخبّاز.

شيخ صالح من أولاد الأجناد.

سمع : أبا القاسم بن بيان (٣) ، وأبا الخطّاب الكلواذانيّ (٤) ، وأبا طاهر عبد الرحمن اليوسفيّ ، وجماعة.

وولد سنة خمسمائة.

__________________

(١) انظر عن (هبة الله بن محمد) في : العبر ٤ / ٢٣٦ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٨ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٨٩ دون ترجمة.

(٢) انظر عن (وفاء بن أسعد) في : مشيخة النعّال ٥٩ ـ ٦١ ، والمختصر المحتاج إليه ١ / ١٢ و ٣ / ٢١٨ رقم ١٢٧٤ ، والعبر ٤ / ٢٣٧ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٦٣ ،

(٣) هو : أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان الرزّاز. توفي سنة ٥١٠ ه‍.

(٤) هو : أبو الخطاب محفوظ بن أحمد الكلوذاني. توفي سنة ٥١٠ ه‍.

٢٧٤

روى عنه : أبو محمد بن الأخضر ، وأبو محمد بن قدامة ، والبهاء عبد الرحمن ، وأبو صالح الجيليّ ، وجماعة.

وقال أبو الفتوح بن الحصريّ : توفّي في ربيع الآخر.

ـ حرف الياء ـ

٢٩٦ ـ يحيى بن أحمد بن يحيى بن سيدبونه.

أبو زكريّا الخزاعيّ ، الدّانيّ.

روى عن : أبيه ، وأبي إسحاق بن جماعة.

وأخذ القراءات عن أبي عبد الله بن سعيد الدّانيّ.

وحجّ ، وسمع بالإسكندريّة.

سمع منه في هذا العام محمد بن عمر بن عامر الدّانيّ.

* * *

وفيها ولد بعقرباء ، مكّيّ بن عبد الرّزّاق.

٢٧٥

سنة تسع وسبعين وخمسمائة

ـ حرف الألف ـ

٢٩٧ ـ أحمد بن محمد بن سليمان بن محمد (١).

الإمام أبو جعفر الأنصاريّ ، الأندلسيّ ، الملقّب بالطّيلسان ، لحسن بزّته.

أكثر عن أبي مروان بن مسرّة ، وغيره.

وطال عمره.

قال حفيده أبو القاسم بن الطّيلسان : توفّي في صفر (٢).

٢٩٨ ـ إبراهيم بن أحمد بن عبد الرحمن بن عثمان (٣).

أبو إسحاق الأنصاريّ ، الغرناطيّ.

سمع من : غالب بن عطيّة ، وابن البادش ، وأبي الوليد بن بقوة ، وابن عتّاب.

وقرأ بالرّوايات على : منصور بن الخير ، وابن شفيع ، وابن المطرّف بن الورّاق.

وسمع «الموطّأ» في يوم واحد على ابن موهب.

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن محمد بن سليمان) في : تكملة الصلة لابن الأبّار ١ / ٨١ ، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ج ١ ق ٢ / ٤٣٢ ، ٤٣٣ رقم ٦٤٣ ـ.

(٢) وكان من أهل العلم بتجويد القرآن العظيم كثير التلاوة له ، معروف الفضل من بيت علم ونباهة ودين.

(٣) انظر عن (إبراهيم بن أحمد) في : تكملة الصلة لابن الأبّار ١ / ١٥٥ ، ١٥٦ ، ومعرفة القراء الكبار ٢ / ٥٤٧ رقم ٤٩٤ ، وغاية النهاية ١ / ٧ ـ.

٢٧٦

وله إجازة من أبي بكر الطّرطوشيّ.

وأوّل سماعه سنة أربع عشرة وخمسمائة.

وكان ذا تفنّن في العلوم (١).

ولّي القضاء بأماكن.

روى عنه : أبو الخطّاب بن واجب.

مات في جمادى الأولى وله أربع وثمانون سنة رحمه‌الله تعالى.

٢٩٩ ـ إسماعيل بن قاسم الزّيّات (٢).

المصريّ.

روى عن : أبي صادق مرشد بن يحيى المدينيّ ، وغيره.

روى عنه : الحافظ عبد الغنيّ ، والشّيخ أبو عمر ، ونبا بن أبي المكارم الأطرابلسيّ ، وكريمة بنت عبد الحقّ القضاعيّة ، وجماعة.

قال أبو الحسن بن المفضّل : أجاز لي ولولديّ.

وتوفّي رحمه‌الله بمصر في شعبان.

ـ حرف الباء ـ

٣٠٠ ـ بجير بن عليّ بن بجير.

القاضي أبو الفتح الأشيريّ ، الفقيه. نزيل دمشق.

حدّث عن : عبد الملك الكرّوخيّ.

روى عنه : أبو القاسم بن صصريّ ، وغيره.

وناب في القضاء عن الشّهرزوريّ.

ودرّس بالغزاليّة مدّة ، وعاش نيّفا وسبعين سنة.

توفّي في تاسع ربيع الآخر.

__________________

(١) وقال ابن الأبّار : وكان من أهل المعرفة الكاملة والتفنّن في العلوم والنفوذ في الأحكام.

(تكملة الصلة).

(٢) انظر عن (إسماعيل بن قاسم) في : سير أعلام النبلاء ٢١ / ٩١ دون ترجمة.

٢٧٧

٣٠١ ـ بوري (١).

تاج الملوك مجد الدّين ، أخو السّلطان صلاح الدّين.

صار إلى عفو الله في الثالث والعشرين من صفر ، وله ثلاث وعشرون سنة.

وكان أصغر أولاد نجم الدّين أيّوب.

وكان أديبا فاضلا له ديوان شعر ، فمنه :

يا حياتي حين يرضى

ومماتي حين يسخط (٢)

بين أجفانك (٣) وسلطان

على ضعفي مسلط

قد تصبّرت وإن

برّح بي الشّوق وأفرط

فلعلّ الدّهر يوما

بالتّلاقي منك يغلط

وله :

رمضان بلا مرضان إلّا أنّهم

غلطوا (٤) إذا في قولهم وأساءوا

مرضان فيه تخالف ، فنهاره

سلّ وسائر (٥) ليله استسقاء (٦)

وله :

__________________

(١) انظر عن (بوري) في : ذيل تاريخ دمشق ٢١٩ ، وزبدة الحلب ٣ / ٦٤ ، ومفرّج الكروب ٢ / ١٤٤ ، ومرآة الزمان ٨ / ٣٧٨ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ٦٦ ، والدرّ المطلوب ٧٧ ، والعبر ٤ / ٢٣٧ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٩٣ ، ومرآة الجنان ٣ / ٤١٤ ، ٤١٥ ، والوافي بالوفيات ١٠ / ٣٢٠ ـ ٣٢٢ رقم ٤٨٣٢ ، والسلوك ج ١ ق ١ / ٨١ ، والمقفى الكبير ٢ / ٥١٠ ـ ٥١٢ رقم ٩٨٤ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٩٦ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٦٥ ومضمار الحقائق ١٤٤ ، وترويح القلوب ٧٨ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ١٦٤ (٥٧٨ ه‍.) ، والأعلام ١ / ٥٦ ـ.

(٢) زاد في مرآة الجنان بيتا بعده :

آه من ورد على خدّيه

بالمسك منقّط

(٣) في مرآة الجنان «جفنيك».

(٤) في الدرّ المطلوب : «أخطوا».

(٥) في الدرّ المطلوب : «ولكن».

(٦) مفرّج الكروب ٢ / ١٤٤ ، الدرّ المطلوب ٧٧ ، النجوم الزاهرة ٦ / ٩٦ ، مرآة الزمان ٨ / ٣٧٨ ـ.

٢٧٨

أقبل من أعشقه راكبا

من جهة الغرب (١) على أشهب

فقلت : سبحانك يا ذا العلا

أشرقت الشّمس من المغرب (٢)

توفّي رحمه‌الله على حلب من طعنة أصابت ركبته يوم سادس عشر المحرّم يوم نزول أخيه عليها ، فمرض منها. وكان السّلطان قد أعدّ للصّالح عماد الدّين صاحب حلب ضيافة في المخيّم بعد الصّلح ، وهو على السّماط إذ جاءه الحاجب فأسرّ إليه موت بوري ، فلم يتغيّر وأمره بتجهيزه ودفنه سرّا ، وأعطى الضّيافة حقّها. فكان يقول : ما أخذنا حلب رخيصة.

وبوري بالعربيّ : ذئب.

ـ حرف التاء ـ

٣٠٢ ـ تقيّة (٣).

__________________

(١) في مرآة الجنان «من جوانب الغور».

(٢) وله أيضا :

أيا حامل الرمح الشبيه بقدّ

ويا شاهرا سيفا حكى لحظه غضبا

ضع الرمح واغمد ما سللت فربّما

قتلت وما حاولت طعنا ولا ضربا

(مرآة الجنان ٣ / ٤١٤) و (المقفى ٢ / ٥١١).

وقال العماد فيه : «ذو الكرم الظاهر ، والمحتد الطاهر ، والفخر الصادع فجره الصادق ، والنجر السامي قدره السامق ، طفل السّنّ ، كهل السنا ، أهل المدح والثناء ، نشأ بالفضل متشبّثا ، وبالفصل متحدّثا ، وبالنبل منبعثا ، له الفطرة الذكية الزكية ، والهمّة العليّة الجليّة ، والعزمة الماضية المضيّة ، لم يبلغ العشرين سنة ، ولم يورق في ترعة الترعرع غصنه ، وله نظم لطيف وفهم شريف.

وله قوله :

لي في الأنام حبيب

ينمى إلى الأتراك

أشكو إليه غرامي

فما يرقّ لشاكي

يظلّ بضحك عجبا

والطرف منّي باك

فديته من غزال

بعينه فتّاك

ظبي أغار على ريقه

من المسواك

يا ليتني كنت في كفّه

عويد أراك

(٣) انظر عن (تقيّة) في : صلة الصلة لابن الزبير ٢١٧ ، والتكملة لوفيات النقلة للمنذري ـ

٢٧٩

أمّ عليّ. الشّاعرة بنت المحدّث غيث بن عليّ السّلميّ الأرمنازيّ (١) ، ثمّ الصّوريّ. والدة المحدّث تاج الدّين عليّ بن فاضل بن صمدون الصّوريّ.

صحبت السّلفّي بالإسكندريّة ، تعاليقها ، وقال : عثرت في منزلي ، فانجرح أخمصي ، فشقّت وليدة في الدّار خرقة من خمارها وعصبتها ، فأنشدت تقيّة في الحال لنفسها :

لو وجدت السّبيل جدت بخدّي

عوضا عن خمار تلك الوليدة

كيف لي أن أقبّل اليوم رجلا

سلكت دهرها الطّريق الحميدة (٢)

وذكر الحافظ تقيّ الدّين المنذري أنّ تقيّة نظمت قصيدة تمدح بها الملك المظفّر تقي الدّين عمر ابن أخي السّلطان صلاح الدّين ، فوصفت الخمر وآلة المجلس ، فلمّا قرأها قال : الشّيخة تعرف هذه الأحوال من صباها.

فبلغها ذلك ، فعلمت قصيدة أخرى حربيّة وأرسلتها ، تقول علمي بذاك كعلمي بهذا (٣).

__________________

= (الطبعة الأولى) ٣ / ١٥١ ، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ٥ ق ١ / ٢٦٠ ، ووفيات الأعيان ١ / ٢٩٧ ، ٢٩٨ ، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني ٤٧ ـ ٥١ ، وخريدة القصر (شعراء مصر) ٢ / ٢٢١ ، وغربال الزمان (كتاب في التاريخ ينتهي بسنة ٧٥٠ ه‍.) ليحيى بن أبي بكر العامري (مخطوط بخزانة نصيف بجدّة) ، والعبر ٤ / ٢٣٧ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٨ ، ٢٣٩ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٩١ دون ترجمة ، والمشتبه في الرجال ١ / ٧٤ ، ومرآة الجنان ٣ / ٤١٥ ، ٤١٦ ، ونزهة الجلساء في أشعار النساء للسيوطي ٢٧ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٦٥ ، وديوان الإسلام ٢ / ٦ رقم ٧٥٠ ، وأعلام النساء ١ / ١٤٥ ، والأعلام ٢ / ٨٦ ، ومعجم المؤلفين ٣ / ٩٢ ، وشاعرات العرب ، جمع وتحقيق عبد البديع صقر ٣٧ ، وتاريخ التربية الإسلامية للدكتور أحمد شلبي ٣٣٤ ، وكتابنا : موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق ٢ ج ٥ / ١٦٦ ـ ١٧٢ رقم ١٥٣٤ ، ودراسات في تاريخ الساحل الشامي (لبنان من عصر السيادة الفاطمية حتى السقوط بيد الصليبين) قسم التاريخ الحضاريّ. ص ٣١٨ ـ طبعة دار الإيمان ـ طرابلس ١٩٩٤ ـ.

(١) الأرمنازي : بفتح الهمزة وسكون الراء وفتح الميم والنون ، ثم زاي مكسورة. نسبة إلى أرمناز قرية بالقرب من صور على ساحل الشام.

(٢) وفيات الأعيان ١ / ٢٩٧ ـ.

(٣) وفيات الأعيان ١ / ٢٩٧ ، شذرات الذهب ٤ / ٢٦٥ ، ٢٦٦ ـ.

٢٨٠