تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٤٠

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

الخير ، قالت : أنا أبي سنة ثمان وعشرين وخمسمائة : حدّثني أبو طاهر بن سلفة سنة سبع وتسعين وأربعمائة : أنا القاسم بن الفضل الثّقفيّ ، فذكر حديث البلد الرائع ، وهو أصبهان ، متنه : «إنّكم اليوم على دين وإنّي مكاثر بكم الأمم» (١).

ولا أعلم أحدا في الدّنيا حدّث نيّفا وثمانين سنة سوى السّلفيّ. وقد أملى المجالس الخمسة بسلماس ، وعمره ثلاثون سنة. وعمل «الأربعين البلديّة» الّتي لم يسبق إلى مثلها.

وقد انتخب على غير واحد من شيوخه.

قال الزّاهد أبو عليّ الأوقيّ : سمعت السّلفيّ يقول : لي ستّون سنة ما رأيت منارة الإسكندريّة إلّا من هذه الطّاقة. رواها ابن النّجّار عن الأوقيّ.

وقال ابن المفضّل في معجمه : عدّة شيوخ شيخنا السّلفيّ تزيد على ستّمائة نفس بأصبهان. وخرج إلى بغداد وله نحو من عشرين سنة أقلّ أو أكثر ، ومشيخته البغداديّة خمسة وثلاثون جزءا. وله تصانيف كثيرة. وكان يستحسن الشّعر وينظمه ، ويثيب من يمدحه.

وأخذ الفقه عن : الكيا أبي الحسن عليّ بن محمد الطّبريّ ، وأبي بكر محمد بن أحمد الشّاشيّ ، وأبي القاسم يوسف بن عليّ الزّنجانيّ.

والأدب عن : أبي زكريّا التّبريزيّ ، وأبي الكرم بن فاخر ، وعليّ بن محمد القصبجيّ.

وسمعته يقول : متى لم يكن الأصل بخطّي لم أفرح به.

وكان جيّد الضّبط ، كثير البحث عمّا يشكل عليه. وكان أوحد زمانه في علم الحديث ، وأعرفهم بقوانين الرّواية والتّحديث. جمع بين علوّ الإسناد ، وعلوّ الانتقاد ، وبذلك كان ينفرد عن أبناء جنسه.

__________________

(١) حديث إني مكاثر بكم الأمم ، أخرجه النسائي في النكاح ٦ / ٦٥ ، ٦٦ باب : كراهية تزويج العقيم ، وابن ماجة في النكاح (١٨٦٣) باب تزويج الحرائر والولود ، وأحمد في المسند ٣ / ١٥٨ و ٢٤٥ و ٤ / ٢٤٩ و ٢٥١ ـ.

٢٠١

وقال ابن السّمعانيّ في «الذّيل» : هو ثقة ورع ، متقن ، متيقّظ ، حافظ ، فهم ، له حفظ من العربيّة ، كثير الحديث ، حسن الفهم والبصيرة فيه.

روى عنه الحافظ ابن طاهر فسمعت أبا العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ يقول : سمعت محمد بن طاهر المقدسيّ يقول : سمعت أبا طاهر الأصبهانيّ ، وكان من أهل الصّنعة ، يقول : كان أبو حازم العبدريّ : إذا روى عن أبي سعد المالينيّ يقول : أنبا أحمد بن حفص الحديثيّ هذا أو نحوه.

وقال الحافظ عبد القادر الرّهاويّ : سمعت من يحكي عن الحافظ ابن ناصر أنّه قال عن السّلفيّ : كان ببغداد كأنّه شعلة نار في تحصيل الحديث.

قال عبد القادر : وكان له عند ملوك مصر الجاه والكلمة النّافدة مع مخالفته لهم في المذهب. وكان لا يبدو منه جفوة لأحد ، ويجلس للحديث فلا يشرب ماء ، ولا يبزق ، ولا يتورّك ، ولا يبدو له قدم ، وقد جاز المائة.

بلغني أنّ سلطان مصر حضر عنده للسّماع ، فجعل يتحدّث مع أخيه فزبره وقال : أيش هذا ، نحن نقرأ الحديث وأنتما تتحدّثان؟!

قال : وبلغني أنّه في مدّة مقامه بالإسكندريّة ، وهي أربع وستّون سنة ، ما خرج إلى بستان ولا فرجة غير مرّة واحدة. بل كان عامّة دهره لازما مدرسته ، وما كنّا نكاد ندخل عليه إلّا نراه مطالعا في شيء. وكان حليما ، متجمّلا لحفّاظ الغرباء.

وقد سمعت بعض فضلاء همذان يقول : السّلفيّ أحفظ الحفّاظ.

وحدّث بدمشق ، فسمع منه أصحابنا ، ولم أظفر بالسّماع منه. وسمعت بقراءته من شيوخ عدّة. ثمّ خرج إلى مصر ، واستوطن الإسكندريّة ، وتزوّج بها امرأة ذات يسار ، وحصلت له ثروة بعد فقر وتصوّف. وصارت له بالإسكندريّة وجاهة. وبنى له العادل عليّ بن إسحاق بن السّلّار أمير مصر مدرسة بالإسكندريّة. وحدّثني عنه أخي وأجاز لي. أنا ابن البطر أنا ابن البيّع ، فذكر حديثا ، وهو موافقة مسلم من سادس المحامليّات.

٢٠٢

ثمّ قال : أنشدنا أبو سعد السّمعانيّ بدمشق ، أنشدنا أبو العزّ محمد بن عليّ البستيّ : أنشدنا أبو طاهر أحمد بن محمد الحافظ لنفسه بميّافارقين :

إنّ علم الحديث علم رجال

تركوا الابتداع للأتباع

فإذا اللّيل جنّهم (١) كتبوه

وإذا أصبحوا غدوا للسّماع (٢)

وقلت : أنشدناهما أبو الحسين اليونينيّ وأبو عليّ بن الخلّال قالا : أنشدنا جعفر بن عليّ ، أنشدنا السّلفيّ ، فذكرهما.

وقال الحافظ عبد القادر عنه : وكان آمرا بالمعروف ، ناهيا عن المنكر ، حتّى إنّه كان قد زال من جواره منكرات كثيرة. ورأيته يوما وقد جاء جماعة من المقرءين بالألحان فأرادوا أن يقرءوا ، فمنعهم من ذلك وقال : هذه القراءة بدعة. بل اقرأوا ترسّلا ، فقرءوا كما أمرهم.

قرأت بخطّ الحافظ عبد الغنيّ جزءا فيه نقل خطوط المشايخ للسّلفيّ بالقراءات. وقد قرأ بحرف عاصم على أبي سعد المطرّز ، وقرأ بحمزة والكسائيّ على محمد بن أبي نصر القصّار ، وقرأ برواية قالون على نصر بن محمد الشّيرازيّ ، وبرواية قنبل على عبد الله بن أحمد الخرقيّ. وقد قرأ عليهم سنة إحدى وتسعين وبعدها.

وقال ابن نقطة (٣) : كان حافظا ، ثقة ، جوّالا في الآفاق. سأل عن أحوال الرجال شجاعا الذّهليّ ، والمؤتمن السّاجيّ ، وأبا عليّ البردانيّ ، وأبا الغنائم النّرسيّ ، وخميسا الحوزيّ.

وحدّثني عبد العظيم المنذريّ الحافظ قال : لمّا أرادوا أن يقرءوا «سنن النّسائيّ» على السّلفيّ أتوه بنسخة سعد الخير وهي مصحّحة قد سمعها من

__________________

(١) في سير أعلام النبلاء ٢١ / ٣٦ : «فإذا جنّ ليلهم». والمثبت يتفق مع : الوافي بالوفيات.

(٢) سير أعلام النبلاء ٢١ / ٣٦ ، الوافي بالوفيات ٧ / ٣٥٣ ـ.

(٣) في التقييد ١٧٦ ـ.

٢٠٣

الدّونيّ. فقال : اسمي فيها؟ قالوا : لا. فاجتذبها من يد القارئ بغيظ وقال : لا أحدّث إلّا من أصل فيه اسمي. ولم يحدّث بالكتاب.

وقال لي عبد العظيم إنّ أبا الحسن المقدسيّ قال : حفظت أسماء وكنى ، وجئت إلى السّلفيّ فذاكرته بها ، فجعل يذكرها من حفظه ، وما قال لي أحسنت. وقال : ما هذا شيء مليح ، أنا شيخ كبير في هذه البلدة هذه السّنين لا يذاكرني أحد وحفظي هكذا.

وقال أبو سعد السّمعانيّ : أنشدنا يحيى بن سعدون النّحويّ بدمشق : أنشدنا السّلفيّ لنفسه :

ليس حسن الحديث قرب رجال

عند أرباب علمه النّقّاد

بل علوّ الحديث عند أولي الإتقان

والحفظ صحّة الإسناد

فإذا ما تجمّعا في حديث

فاغتمنه فذاك أقصر المراد (١)

قلت : أنشدنا اليونينيّ ، وابن الخلّال قال : أنشدنا جعفر أنشدنا السّلفيّ فذكرها.

قرأت بخطّ السّيف بن المجد : سمعت أحمد بن سلامة النّجّار يقول إنّ الحافظين : عبد الغنيّ وعبد القادر ، أرادا سماع كتاب اللّالكائيّ ، يعني «شرح السّنّة» ، على السّلفيّ ، فأخذ يتعلّل عليهما مرّة ، ويدافعهما عنه أخرى بأصل السّماع ، حتّى كلّمته امرأته في ذلك.

قرأت بخطّ الحافظ عمر بن الحاجب أنّ «معجم السّفر» للسّلفيّ مشتمل على ألفي شيخ.

وقال الحافظ زكيّ الدّين عبد العظيم : كان السّلفيّ مغرى بجمع الكتب والاستكثار منها. وما كان يصل إليه من المال يخرجه في شرائها. وكان عنده خزائن كتب ، ولا يتفرّغ للنّظر فيها. فلمّا مات وجدوا معظم الكتب في

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ٢١ / ٣٧ ـ.

٢٠٤

الخزائن قد عفّنت ، والتصق بعضها في بعض ، لنداوة الإسكندريّة. وكانوا يستخلصونها بالفأس فتلف أكثرها.

أنبأنا أحمد بن سلامة الحدّاد ، عن الحافظ عبد الغنيّ ، أنّ السّلفيّ أنشدهم لنفسه :

ضلّ المجسّم والمعطّل مثله

عن منهج الحقّ المبين ضلالا

وأتى أماثلهم ينكر لا رعوا

من معشر قد حاولوا الأشكالا

وعدّوا يقيسون الأمور برأيهم

ويدلّسون على الورى الأقوالا

فالأوّلون تعدّوا الحدّ الّذي

قد حدّ في وصف الإله تعالى (١)

وتصوّروه صورة من جنسنا

جسما ، وليس الله عزّ مثالا

والآخرون فعطّلوا ما جاء في

القرآن أقبح بالمقال مقالا

وأبوا حديث المصطفى أن يقبلوا

ورأوه حشوا لا يفيد منالا

وهي بضعة وعشرون بيتا.

وله قصيدة أخرى نحو من تسعين بيتا ، سمّى فيها أئمّة السّنّة ، ورءوس البدعة ، أوردتها في ترجمته الّتي أفردتها (٢).

وقال الوجيه عيسى بن عبد العزيز اللّخميّ : توفّي الحافظ صبيحة الجمعة خامس ربيع الآخر سنة ستّ وسبعين ، وله مائة وستّ سنين. ولم يزل يقرأ عليه الحديث إلى أن غربت الشّمس من ليلة وفاته ، وهو يرد على

__________________

(١) في الأصل : «تعالا».

(٢) وأورد القزويني من شعره :

دين الرسول وشرعه أخباره

وأجلّ علم يقتنى آثاره

من كان مشتغلا بها وينشرها

بين البريّة لا عفت آثاره

وأيضا :

كم جئت طولا وعرضا

وجلت أرضا فأرضا

وما ظفرت بخلّ

من غير غلّ فأرضى

(التدوين ٢ / ٢٢٦).

٢٠٥

القارئ اللّحن الخفيّ ، وصلّى يوم الجمعة الصّبح عند انفجار الفجر ، وتوفّي بعدها فجأة.

قلت : قد اضطرب قول السّلفيّ في مولده. وقد ذكرنا قوله للحافظ عبد الغنيّ إنّه كان ابن نحو عشر سنين وقت قتل نظام الملك ، فيكون مولده على هذا القول في حدود سنة خمس وسبعين.

وقال الإمام شهاب الدّين أبو شامة : سمعت الإمام علم الدّين السّخاويّ يقول : سمعت أبا طاهر السّلفيّ يوما وهو ينشد لنفسه شعرا قاله قديما ، وهو :

أنا من أهل الحديث وهم خير فئة

جزت تسعين وأرجو أن أجوز مائه

فقيل له : قد حقّق الله رجاءك. فعلمت أنّه قد جاوز المائة. وذلك في سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة.

وقال محمد بن عبد الرحمن بن عليّ التّجيبيّ الأندلسيّ : سمعت الحديث على السّلفيّ ، ووجدت بخطّه : مولدي بأصبهان سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة تخمينا لا يقينا.

وقال قاضي القضاة ابن خلّكان (١) : كانت ولادة السّلفيّ سنة اثنتين وسبعين تقريبا.

قال : وجدت العلماء بالدّيار المصريّة من جملتهم الحافظ زكيّ الدّين عبد العظيم يقولون في مولده هذه المقالة.

قال : ثمّ وجدت في كتاب «زهر الرياض» لجمال الدّين عبد الرحمن بن عبد المجيد الصّفراويّ يقول : إنّ السّلفيّ كان يقول : مولدي ـ بالتّخمين لا باليقين ـ سنة ثمان وسبعين.

قد شذّ الصّفراويّ عن الجماعة بهذا القول ، والسّلفيّ فقد جاوز المائة بلا ريب. وقد طلب الحديث ، وكتب الأجزاء ، وقرأ بالروايات في سنة تسعين

__________________

(١) في وفيات الأعيان ١ / ١٠٦ ، ١٠٧ ـ.

٢٠٦

وبعدها ، فقد حكى الحافظ عبد الغنيّ أنّه حدّث سنة اثنتين وتسعين ، وما في وجهه شعرة ، وأنّه كان ابن سبع عشرة سنة أو نحوها ، ولكنّه اختلف قوله ، فتارة قال سنة اثنتين وسبعين تقريبا ، وتارة يقول في سنة خمس وسبعين تقريبا ، وهذا تباين ظاهر (١).

١٩٥ ـ أحمد بن أبي الوفاء (٢).

الصّائغ الحنبليّ.

قد ذكر في العام الماضي. وقيل : توفّي في هذا العام.

١٩٦ ـ إبراهيم بن عليّ بن مواهب (٣).

أبو إسحاق ابن الزّرّاد ، الأزجيّ ، البزّاز.

روى عن : أبي الغنائم النّرسيّ.

سمع منه : أبو سعد السّمعانيّ.

وتوفّي في رجب.

١٩٧ ـ أيّوب بن محمد بن وهب بن أيّوب.

أبو محمد الغافقيّ ، المعروف بابن نوح ، وهو لقب جدّهم وهب بن أيّوب لقّب به لكثرة أولاده.

كان أبو محمد من رؤساء سرقسطة.

روى عن : أبيه محمد ، وأبي زيد بن الورّاق ، وأبي مروان بن الصّيقل ، وجماعة.

وأخذت الروم سرقسطة فخرج منها سنة اثنتي عشرة إلى طرطوشة ، ثمّ سكن غرناطة ، ولقي أبا عبد الله بن أبي الخصال ، وكتب عنه خطبه الّتي عارض بها ابن نباتة. ثمّ كرّ إلى بلنسية فسكنها ، وولي قضاء جزيرة سقر بعد أبيه. ونسخ علما كثيرا ، وجمع شيئا من التّاريخ رواه عنه ابنه القاضي أبو

__________________

(١) كتب بعضهم على هامش الأصل : «إذا قال تقريبا فقد ارتفع التباين».

(٢) تقدّم برقم (١٤٣).

(٣) تقدّم برقم (١٤٥).

٢٠٧

عبد الله محمد بن نوح ، وقال : توفّي في صفر عن تسعين سنة.

ـ حرف الباء ـ

١٩٨ ـ بدر (١).

الحبشيّ الجذاذاديّ (٢) ، الطّواشيّ ، أبو الضّياء ، مولى العدل أبي عبد الله محمد بن جذاذاد الإسكندريّ أو المصريّ ، والثّاني أقرب.

سمع : أبا عبد الله محمد بن أحمد الرّازيّ ، وأبا صادق المدينيّ ، وأبا الحسين الفرّاء ، وعبد الرحمن بن فاتك ، وأبا القاسم بن الدّوريّ.

روى عنه : أبو الحسن بن المفضّل ، ويوسف بن جبريل اللّواتيّ ، وأبو القاسم سبط السّلفيّ ، وآخرون.

وتوفّي في شوّال رحمه‌الله تعالى.

ـ حرف التاء ـ

١٩٩ ـ توران شاه (٣).

__________________

(١) انظر عن (بدر) في : سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٧٩ وفيه : «راوي الصحيح».

(٢) في السير : «الجذاداذي».

(٣) انظر عن (توران شاه) في : البرق الشامي ٣ / ٥٢ ، ٧٧٨ ٩٣ ، ٩٩ ، ١٤٣ ، ١٤٤ ، ١٥٣ ، وسنا البرق الشامي ١ / ١٢٩ ، والروضتين ، والكامل في التاريخ ١١ / ٤٦٨ ، ٤٦٩ ، والبستان (مخطوط) ورقة ١١٩ أ ، ومفرّج الكروب ١ / ٢٢٨ ، ٢٢٩ ، وتاريخ الزمان ١٩٧ ، وتاريخ مختصر الدول ٢١٨ ، وتلخيص مجمع الآداب ج ٤ ق ٢ / ١١٨٦ ، ووفيات الأعيان ١ / ٣٠٦ ، ومرآة الزمان ٨ / ٣٦٢ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ٦٢ ، ٦٣ ، والدرّ المطلوب ٦٨ ، ومسالك الأبصار (مخطوط) ٢٧ / ورقة ١٣٠ أ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٧ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٥٣ ، ٥٤ رقم ١٠ ، ودول الإسلام ٢ / ٨٩ ، والعبر ٤ / ٢٢٨ ، ٢٢٩ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٩٠ ، والوافي بالوفيات ١٠ / ٤٤١ ـ ٤٤٣ رقم ٤٩٣٣ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٠٤ ، ٤٠٥ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٣٠٦ ، ٣٠٧ ، ومآثر الإنافة ٢ / ٦٥ (وفيه مات سنة ٥٧٨ ه‍.) ، والسلوك ج ١ ق ١ / ٧١ ، والذهب المسبوك في ذكر من حج من الخلفاء والملوك للمقريزي ٧٠ ـ ٧٣ ، والعقود اللؤلؤية للخزرجي ١ / ٢٦ ، والعسجد المسبوك ٢ / ١٨١ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٨٧ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ١٥٧ ، ١٥٨ ، ـ

٢٠٨

الملك المعظّم ، شمس الدّولة بن أيّوب بن شاذي ، أخو صلاح الدّين ، والسّلطان سيف الدّين ، وكان يلقّب أيضا بفخر الدّين. وكان أسنّ من صلاح الدّين ، فكان يحترمه ويرجّحه على نفسه. وسيّره سنة ثمان وستّين إلى بلاد النّوبة ليفتحها ، فلمّا قدمها وجدها لا تساوي التّعب ، فرجع بغنائم كثيرة ، ورقيق.

ثمّ أرسله إلى اليمن ، وبها عبد النبيّ بن مهديّ قد استولى على أكثر اليمن. فقدمها توران شاه ، وظفر بعبد النّبيّ وقتله ، وملك معظم اليمن.

وكان سخيّا جوادا. ثمّ إنّه قدم دمشق في آخر سنة إحدى وسبعين ، وقد تمهّدت له مملكة اليمن ، لكنه كره المقام بها ، وحنّ إلى الشّام وثماره. وكان قد جاءه رسول من أخيه صلاح الدّين يرغّبه في المقام باليمن ، فلمّا أدّى الرسالة طلب ألف دينار ، وقال لغلام له : امض إلى السّوق واشتر لي بها قطعة ثلج. فقال : ومن أين هنا الثّلج؟ فقال : فاشتر به طبق مشمش ، فقال : ومن أين يوجد ذلك؟ فأخذ يذكر له أنواع الفواكه ، والغلام يقول ما يوجد. فقال للرسول : ليت شعري ، ما أصنع بالأموال إذا لم أنتفع بها في شهوتي؟

ورجع الرسول فأذن له السّلطان في القدوم. وقد كتب له بإنشاء القاضي الفاضل :

لا تضجرن ممّا أتيت (١) فإنّه

صدر لأسرار الصّبابة ينفث

أمّا فراقك واللّقاء فإنّ ذا

منه أموت وذا منه أبعث

حلف الزّمان على تفرّق شملنا

فمتى يرقّ لنا الزّمان ويحنث؟

حول المضاجع كتبكم فكأنّني

ملسوعكم وهي الرّقاة النّفث

كم يلبث الجسم الّذي ما نفسه

فيه ولا أنفاسه كم يلبث (٢)

فلمّا قدم دمشق استنابه بها صلاح الدّين لمّا رجع إلى مصر. ثمّ انتقل

__________________

= وتحفة الأحباب للسخاوي ٩٧ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٥٥ ـ.

(١) هكذا في الأصل ، وديوان القاضي الفاضل. وفي الوافي بالوفيات ١٠ / ٤٤١ «أبثّ».

(٢) ديوان القاضي الفاضل ١ / ٤٨٥ ، الوافي بالوفيات ١٠ / ٤٤١ ، ٤٤٢ ـ.

٢٠٩

توران شاه إلى مصر سنة أربع وسبعين.

وكانت وفاته بالإسكندريّة في صفر سنة ستّ ، فنقلته شقيقته ستّ الشّام فدفنته في مدرستها.

وذكر المهذّب محمد بن عليّ بن الخيميّ الحلّيّ الأديب قال : رأيت في النّوم شمس الدّولة توران شاه بعد موته ، فمدحته بأبيات وهو في القبر ، فلفّ كفنه ورماه إليّ ، ثمّ قال :

لا تستقلّنّ معروفا سمحت به

ميّتا فأمسيت (١) منه عاري البدن

ولا تظنّن جودي شانه بخل

من بعد بذلي ملك الشّام واليمن

إنّي خرجت من الدّنيا وليس معي

من كلّ ما ملكت يدي (٢) سوى كفني (٣)

توران شاه : معناه ملك الشّرق. قال ابن الأثير : كان لمّا قدم من اليمن وعمل نيابة دمشق قد ملك بعلبكّ ، ثمّ عوّضه أخوه عنها بالإسكندريّة إقطاعا ، فذهب إليها. وكان له أكثر بلاد اليمن ، ونوّابه هناك يحملون إليه الأموال من زبيد ، وعدن ، وما بينهما.

وكان أجود النّاس وأسخاهم كفّا ، يخرج كلّما يحمل إليه من البلاد ، ومع هذا مات وعليه نحو مائتي ألف دينار ، فوفاها أخوه صلاح الدّين عنه. وكان منهمكا على اللهو واللّعب ، فيه شرّ وظلم.

ـ حرف الحاء ـ

٢٠٠ ـ حمّاد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إسحاق بن أحمد بن شيث بن نصر بن شيث بن الحكم بن افلذ بن أبان بن عقبة بن يزيد (٤).

__________________

(١) في الوافي : «فأصبحت».

(٢) في الوافي : «كفّي».

(٣) الوافي بالوفيات ١٠ / ٤٤٢ ، ٤٤٣ ، وانظر له قصيدة أخرى.

(٤) انظر عن (حمّاد بن إبراهيم) في : تاريخ ابن الدبيثي (مخطوطة باريس ٥٩٢٢) ورقة ٣٨ ، والأنساب ٨ / ٧٨ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٩١ ، ٩٢ رقم ٣٨ ، والجواهر المضيّة ١ / ٢٢٤ ، ـ

٢١٠

الإمام قوام الدّين أبو المحامد ابن الإمام ركن الدّين أبي إسحاق ابن الإمام أبي إبراهيم الوائليّ ، البخاريّ ابن الصّفّار الحنفيّ.

سمع من : أبيه ، وإسماعيل بن أحمد بن الحسين البيهقيّ.

وعنه : إسماعيل بن محمد البيلقيّ ، وإبراهيم بن سالار الخوارزميّ ، وأبو الفضل عبيد الله بن إبراهيم المحبوبيّ ، والأديب أبو عليّ الحسن بن عمر التّرمذيّ ، وبرهان الإسلام عمر بن مسعود بن مازة ، وآخرون آخرهم موتا تاج الإسلام محمد بن طاهر بن محمد الخداباذيّ البخاريّ.

نقلت ذلك من خطّ الفرضيّ (١).

ثمّ قال :

ـ وأبوه ركن الدّين.

من كبار مشايخ البخاريّ. سمع على : والده ، وعلى عمر بن منصور البزّاز المعروف بخنب ، وعبد العزيز بن المستقرّ الكرمينيّ ، وأجاز له ، وشيخ الإسلام أبو نصر أحمد بن عثمان العاصميّ البلخيّ ، وغيرهم.

قال : وتوفّي ركن الدّين بعد سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة.

ـ وأبوه إسماعيل الوائليّ :

روى عن : عمر بن عبد العزيز بن محمد بن النّضر الشّروطيّ ، وأبي عاصم محمد بن عليّ البلخيّ ، وأبي الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسيّ.

وعنه : ولده ركن الدّين. ولم يذكر الفرضيّ لهذا وفاة.

__________________

= رقم ٥٦٠ ، وتلخيص مجمع الآداب ج ٤ / رقم ٣٠٤١ ، والوافي بالوفيات ١٣ / ١٥٣ رقم ١٦٦ ، وغاية النهاية ٢ / ٣٤٥ رقم ١٤٠١ ، ولسان الميزان ٢ / ٣٤٥ رقم ١٤٠١ ـ.

(١) وقال الصفدي : من بيت العلم والزهد ، شذا طرفا من الكلام والفقه والأدب. وكان يؤمّ بالناس يوم الجمعة في الصلاة ويخطب غيره. وكذا عادة أهل بخارا ، لا يصلّي بهم الخطيب إلّا من هو أعلم منه وأحسن طريقة.

ووقع في الوافي أنه توفي سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة.

٢١١

ـ حرف الخاء ـ

٢٠١ ـ خلف بن يحيى بن خطّاب (١).

أبو القاسم القرطبيّ الزّاهد.

من أهل التصوّف والهدي الصّالح.

وكان يوصف بإجابة الدّعوة. أمّ بجامع قرطبة مديدة ، ثمّ رغب في الانقباض.

وكان يعظ ويقصده النّاس للبركة رحمه‌الله تعالى.

ـ حرف السين ـ

٢٠٢ ـ سالم بن إسحاق بن الحسين.

البزّاز أبو المعالي التّنوخيّ. تاجر صاحب مروءة وخير.

قال الشّيخ الموفّق : كان ذا مروءة وكرم. حملني الحافظ عبد الغنيّ من بغداد إلى دمشق ، وكنّا نرى منه كرما وبذلا.

قلت : روى عن سعيد بن البنّاء ، وجماعة من البغداديّين.

سمع منهم بعد الأربعين وخمسمائة.

وروى عنه : أبو المواهب بن صصريّ ، والحافظ عبد القادر ، والشّيخ الموفّق.

وكان يسافر كثيرا للتّجارة.

وتوفّي في عشر السّتّين.

٢٠٣ ـ سعيد بن الحسين بن سعيد بن محمد (٢).

__________________

(١) انظر عن (خلف بن يحيى) في : تكملة الصلة لابن الأبّار ١ / ٣٠٤ رقم ٨٣٠ ، والوافي بالوفيات ١٣ / ٣٦٩ رقم ٤٦٢ ـ.

(٢) انظر عن (سعيد بن الحسين) في : العبر ٤ / ٢٢٩ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٧٧ رقم ١٨٨٠ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٧ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٧٩ ، ٥٨٠ ، ومرآة الجنان ٣ / ٤٠٥ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٨٨ ، وحسن المحاضرة ١ / ٣٧٥ ، وفيه «سعد» ، ـ

٢١٢

أبو المفاخر الهاشميّ ، المأمونيّ ، النّيسابوريّ ، الشّريف.

قدم مصر وحدّث بها «بصحيح مسلم» غير مرّة ، عن أبي عبد الله الفراويّ.

روى عنه : أبو الحسن بن المفضّل المقدسيّ ، وصالح بن شجاع الدلجيّ ، وأحمد بن محمد بن عبد العزيز ابن الجبّاب ، وحفيده محمد بن محمد المأمونيّ ، وآخرون.

ورّخه ابن المفضّل.

٢٠٤ ـ سعيد بن عبد الله بن القاسم (١).

فخر الدّين أبو الرّضا ، أخو القاضي كمال الدّين محمد الشّهرزوريّ (٢).

فقيه شافعيّ. سمع بالعراق من : زاهر الشّحّاميّ ، والقاضي أبي بكر ، وجماعة.

وتفقّه بخراسان عند الفقيه محمد بن يحيى. وعاد إلى الموصل ، وتقدّم وساد ، وصار أوجه أهل بيته. وسار في الرسليّة إلى بغداد.

سمع منه : هبة الله بن الحسن الفقيه ، والياس بن جامع الإربليّ ، وأحمد بن صدقة.

وتوفّي في جمادى الآخرة في العشر الأخير عن سبعين سنة (٣).

٢٠٥ ـ سليمان بن أحمد بن سليمان (٤).

__________________

= وشذرات الذهب ٤ / ٢٥٧ ، وبدائع الزهور ج ١ ق ١ / ٢٤٤ وقد ورد في الأصل : «سعد» والمثبت من المصادر.

(١) انظر عن (سعيد بن عبد الله) في : مرآة الزمان ٨ / ٣٦٢ ، ٣٦٣ ، والمختصر المحتاج إليه ٢ / ٧٨٧ ٨٨ رقم ٦٩٢ ، وتلخيص مجمع الآداب ج ٤ / رقم ١٢٥٢ ، والوافي بالوفيات ١٤ / ٢٣٢ ، ٢٣٣ رقم ٣٢٦ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٤ / ٢٢١ ـ.

(٢) انظر عنه في : المختصر المحتاج إليه ١ / ٥٥ ـ.

(٣) مولده سنة ٥٠٦ ه‍. وكان أمير أهل بيته ، يعرف المذهب والخلاف ، ويكتب خطّا حسنا.

وكان نزها كثير الصدقة مقبلا على أهل الخير.

(٤) انظر عن (سليمان بن أحمد) في : تكملة الصلة لابن الأبّار ، رقم ٦٩٨٧ ، والذيل والتكملة ـ

٢١٣

وبعض أصحابه قال فيه : سليمان بن خلف.

أبو الحسين الإشبيليّ جدّ أبي العبّاس أحمد بن سيّد النّاس لأمّه.

سمع من : أبي بكر بن طاهر ، وأبي الحسن شريح وأخذ عنه القراءات.

وسمع من : ابن العربيّ ، وغير واحد.

وكان مقرئا ، نحويّا ، ضابطا ، مجوّدا.

أخذ عنه : أبو محمد ، وأبو سليمان ابنا حوط الله ، ومفرّج بن حسين الضّرير ، وغيرهم.

حدّث في هذا العام وانقطع ذكره.

٢٠٦ ـ سليمان بن محمد بن حسن (١).

أبو طالب العكبريّ ، ثمّ الواسطيّ ، المقرئ.

قرأ القراءات على : ابن شيران ، وأبي بكر المزرفيّ ، وسبط الخيّاط ، والشّهرزوريّ.

قرأ عليه ابن الدّبيثيّ ، وعليّ بن منصور البرسقيّ.

ـ حرف العين ـ

٢٠٧ ـ عبد الله بن المحدّث عبد الرّحمن بن أحمد بن عليّ بن صابر السّلميّ (٢).

أبو المعالي الدّمشقيّ ، ويعرف بابن سيده.

ولد سنة تسع وتسعين وأربعمائة.

__________________

= لكتابي الموصول والصلة ٤ / ٥٦ ، ٥٧ رقم ١٣٠ ، وبغية الوعاة ١ / ٥٩٦ رقم ١٢٦٤ ـ.

(١) انظر عن (سليمان بن محمد) في : المختصر المحتاج إليه ٢ / ٩٧ رقم ١٠٦ ، ومعرفة القراء الكبار (مخطوطة دار الكتب الوطنية بباريس ٢٠٨٤) ورقة ١٦٩ ، وغاية النهاية ١ / ٣١٥ رقم ١٣٨٦ ـ.

(٢) انظر عن (عبد الله بن عبد الرحمن) في : الإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٧ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٩٣ ، ٩٤ رقم ٤٠ ، والعبر ٤ / ٢٢٩ ، والمختصر المحتاج إليه ٢ / ١٤٦ ، ١٤٧ رقم ٧٧٩ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٨٨ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٥٦ ، والعسجد المسبوك ٢ / ١٨٢ ـ.

٢١٤

وسمع : الشّريف أبا القاسم النّسيب ، وأبا طاهر محمد بن الحسين الحنّائيّ ، وابن الموازينيّ ، وطبقتهم.

وحدّث ببغداد فسمع منه : الحافظ أبو سعد السّمعانيّ كتاب «المروة». وذكره في «الذّيل» فقال : شابّ قدم بغداد للتّجارة.

وذكره أبو المواهب بن صصريّ في «معجمه» فقال : باع كتب أبيه وعمّه بثمن بخس ، وأعرض عن الخير في وسط عمره ، ثمّ أقلع في آخره. وسمع منه من النّسخ الّتي بأيدي النّاس.

وتوفّي في رجب.

قلت : وروى عنه الحافظ أبو محمد عبد الغنيّ (١) ، والشّيخان أبو عمرو والموفّق ، والبهاء عبد الرّحمن ، والشّمس عمر بن المنجّا ، وسالم بن عبد الرّزّاق ، وأخوه يحيى ، وعبد الحقّ بن خلف ، والحافظ الضّياء ، وغيرهم.

٢٠٨ ـ عبد الله بن خلف بن محمد بن حبيب بن فرقد (٢).

__________________

(١) غلط محقق كتاب «العسجد المسبوك» السيد شاكر محمود عبد المنعم ، إذ اعتبر أن أبا محمد عبد الغنيّ هذا : هو أبو محمد عبد الغني بن سعيد بن علي بن سعيد بن بشر الأزدي الحافظ المصري ، صاحب مشتبه النسبة ، وكتاب المؤتلف والمختلف ، وغير ذلك. (العسجد ٢ / ١٨٢ بالحاشية رقم ٥٨).

ويقول محقق هذا الكتاب طالب العلم «عمر عبد السلام تدمري» : إن هذا غلط فاحش ، لأن عبد الغني بن سعيد الأزدي صاحب مشتبه النسبة توفي سنة ٤٠٩ ه‍. فكيف يروي عن أبي المعالي الدمشقيّ وهو لم يكن قد ولد بعد؟ أما الحافظ أبو محمد عبد الغني الّذي يروي عن أبي المعالي فهو : «أبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور بن رافع المقدسي الأصل الجماعيلي الدمشقيّ الدار المصري الوفاة الحنبلي. توفي سنة ٦٠٠ ه‍. (انظر عنه : التكملة لوفيات النقلة ٢ / ١٧ ـ ١٩ رقم ٧٧٨) وانظر عن «عبد الغني بن سعيد الأزدي» في تاريخ الإسلام (٤٠١ ـ ٤٢٠ ه‍.) ١٨٨ ـ ١٩٠ رقم ٢٧٧ ـ.

(٢) انظر عن (عبد الله بن خلف) في : تكملة الصلة لابن الأبّار ، رقم ٨٥٤ ، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ٤ / ٢٢٣ ، ٢٢٤ رقم ٣٨٢ ـ.

٢١٥

أبو محمد القرشيّ ، الفهريّ ، الأندلسيّ ، الإشبيليّ.

سمع مع أخيه أبي إسحاق من : أبي محمد بن عتّاب ، وأبي الحسن بن تقيّ [؟]. وناظر في الرأي عن أبي عبد الله بن الحاجّ.

وأخذ القراءات عن أبي عمرو وموسى بن حبيب عن مكّيّ بن أبي طالب.

وقال الأبّار (١) : كان حافظا للفقه ، صادعا بالحقّ.

مولده بعد التّسعين وأربعمائة.

حدّث عنه ابنه أبو القاسم.

٢٠٩ ـ عبد الله بن مغيث بن يونس بن محمد بن مغيث بن محمد بن يونس بن عبد الله بن مغيث (٢).

أبو محمد بن الصّفّار الأنصاريّ ، القرطبيّ.

روى عن : جدّه أبي الحسن ، وأبي عبد الله بن الحاجّ ، وأبي الحسن شريح ، وأبي بكر بن العربيّ ، وجماعة.

وولّي قضاء الجماعة بقرطبة ثمانية عشر عاما.

قال الأبّار : روى عنه أبو القاسم بن الملجوم ، وعامر بن هاشم ، وأبو محمد بن حوط الله ، وأخوه أبو سليمان بن حوط الله.

وتوفّي في ربيع الأوّل وله ستّون سنة.

٢١٠ ـ عبد الله بن يزيد بن عبد الله.

القاضي أبو محمد السّعديّ ، الغرناطيّ ، ثمّ اليحصبيّ. من قلعة يحصب.

حدّث في هذا العام عن أبي الوليد بن طريف ، وأبي الحسن بن البادش ، وطائفة.

__________________

(١) في تكملة الصلة.

(٢) انظر عن (عبد الله بن مغيث) في : تكملة الصلة لابن الأبّار.

٢١٦

وعنه : الأخوان ابنا حوط الله ، وابن دحية ، وآخرون.

٢١١ ـ عبد الله بن يوسف بن عليّ بن محمد.

القضاعيّ ، المرّيّ.

سمع من : أبيه.

وبالثّغر من : أبي عبد الله محمد بن أحمد الرّازيّ.

روى عنه : عليّ بن المفضّل الحافظ.

بقي إلى هذا العام.

٢١٢ ـ عبد الله بن يحيى بن عليّ بن هلال (١).

أبو سعيد الأزجيّ ، الدّبّاس ، المعروف بابن الأعرابيّ.

سمع أبا القاسم بن بيان ، وأبا ياسر البردانيّ ، ومحمد بن عبد الباقي الدّوريّ ، وابن الحصين ، وجماعة.

سمع منه : أبو محمد بن الخشّاب مع تقدّمه.

وروى عنه : ابن الدّبيثيّ ، والبهاء عبد الرحمن ، وجماعة.

وتوفّي في ربيع الآخر وله ستّ وسبعون سنة.

٢١٣ ـ عبد الرّحمن بن عبد العزيز بن محمد بن عبد الرحمن بن عليّ بن عبد الرحمن بن سعيد بن حميد بن أبي العجائز (٢).

أبو الفهم الأزديّ ، الدّمشقيّ.

من بيت الحديث والرواية.

سمع : أبا طاهر الحنّائيّ ، وغيره.

روى عنه : الحافظ ابن عساكر ، وابنه القاسم ، وأبو المواهب بن صصريّ ، وإبراهيم الخشوعيّ ، ومكّيّ بن علّان ، وطائفة.

__________________

(١) انظر عن (عبد الله بن يحيى) في : تاريخ ابن الدبيثي.

(٢) انظر عن (عبد الرحمن بن عبد العزيز) في : العبر ٤ / ٢٢٩ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٧٦ رقم ١٨٧٨ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٩٤ رقم ٤١ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٧ ، والعسجد المسبوك ٢ / ١٨٣ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٨٨ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٥٧ ـ.

٢١٧

وكان ملازما لحلقة الحافظ ابن عساكر.

توفّي رحمه‌الله في جمادى الآخرة ، وله ثمانون سنة. وهو راوي حديث سختام.

٢١٤ ـ عبد الرّحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد.

أبو جعفر بن القصير الأزديّ ، الغرناطيّ.

روى عن : أبيه أبي الحسن ، وعمّه أبي مروان عبد الملك ، وأبي الحسن بن البادش ، وأبي الوليد بن رشد ، والقاضي عياض.

وكان وجيها في بلده ، من بيت تقدّم ، وكان كثير العناية بالرواية ، وله حظّ وافر من الفقه والأدب. وصنّف تصانيف منها شيء من مناقب أهل عصره. وحجّ وسكن بإفريقية وتونس.

وولّي القضاء.

وحدّث عنه : أبو عبد الله بن نافع الخطيب.

غرق في البحر في آخر العام رحمه‌الله تعالى.

٢١٥ ـ عبد العزيز بن عبد الواحد بن عبد الماجد بن عبد الواحد بن أبي القاسم القشيريّ.

أبو المحاسن النّيسابوريّ ، الصّوفيّ.

توفّي في ربيع الأوّل ، وله خمسون سنة.

روى عن : عبد المنعم القشيريّ.

روى عنه : أبو القاسم بن صصريّ.

٢١٦ ـ عبد الله بن محمد بن عبد الله بن هبة الله ابن رئيس الرؤساء.

أبو المفضّل ابن الوزير أبي الفرج. يلقّب كمال الدّين.

استنابه أبوه في الأستاذ داريّة ثمّ استقلّ بها عند ما وزر أبوه.

وكان ذا غلظة وشدّة وطأة وصرامة وقساوة وسوء سيرة. كانت الألسنة مجمعة على ذمّه. وله شعر جيّد.

٢١٨

قال العماد الكاتب : هو شهم مهيب ، وله فهم مصيب. وهو غضنفر بني المظفّر ، وقيل : بني الرقيل. ومن شعره :

وأهيف معسول النّكاهة واللّمى

مليح النسى والشّمائل والقدّ

به ريّ عيني وهو ظاميء إلى دمي

وخدّي له ورد ومن خدّه وردي

توفّي في الكهولة. وقد عزل عن أستاذيّةالدار لسوء سيرته ، في أيّام أبيه. وخافه مجد الدّين ابن الصّاحب أستاذ دار الخليفة النّاصر ، فدقّق الحيلة في القبض عليه ، ثمّ صادره وعاقبه عقوبة شديدة. وقيل إنّه رفسه برجله فمات منها.

٢١٧ ـ عليّ بن أحمد بن محمد بن بكروس (١).

أبو الحسن.

ولد سنة تسع وخمسمائة.

وتوفّي في ثالث ذي الحجّة ببغداد.

كذا سمّاه ابن مشّق ، وسيعاد.

٢١٨ ـ عليّ بن عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الملك (٢).

أبو الحسن بن القصّار (٣) السّلميّ ، المرداسيّ ، الرّقّيّ ، ثمّ البغداديّ ، اللّغويّ.

__________________

(١) سيعاد باسم : «علي بن محمد بن المبارك بن أحمد بن بكروس» ، برقم (٢١٩).

(٢) انظر عن (علي بن عبد الرحيم) في : معجم الأدباء ١٤ / ١٠ ، ١١ ، والكامل في التاريخ ١١ / ٤٦٩ ، واللباب ٢ / ١٣٨ ، وتلخيص مجمع الآداب ٣ / ٩٤٤ و ٩٦٧ ، وإنباه الرواة ٢ / ٢٩١ ، ٢٩٢ ، والعبر ٤ / ٢٢٩ ، ٢٣٠ ، والمشتبه ١ / ٣٦٥ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٧٧ رقم ١٨٨١ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٧ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٧٨ ، ٥٧٩ رقم ٣٦١ ، وتلخيص ابن مكتوم ١٤٤ ، ١٤٥ ، والوافي بالوفيات ٢١ / ٢٣٢ ، ٢٣٣ ، رقم ١٥٧ ، وفيه «علي ابن عبد الرحيم بن الحسن» ، ومرآة الجنان ٣ / ٤٠٥ وفيه «علي بن عبد الرحمن» ، وطبقات النحويين واللغويين لابن قاضي شهبة ٢ / ١٦٤ ، ١٦٥ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٨٨ ، والعسجد المسبوك ٢ / ١٨٢ ، وبغية الوعاة ٢ / ١٧٥ ، وتاريخ الخلفاء ٤٥٧ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٥٧ ـ.

(٣) هكذا في الأصل وتاريخ الخلفاء ٤٧ ، وفي العبر ٤ / ٢٢٩ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٧٨ ، والوافي بالوفيات ٢١ / ٢٣٢ «العصار» بالعين ، ومثله في العسجد المسبوك ٢ / ٨٢ ، وفي مرآة الجنان ٣ / ٤٠٥ «عطار».

٢١٩

كان علّامة العرب وحجّة الأدب في نقل اللّغة.

أخذ عن أبي منصور بن الجواليقيّ ، وكتب الكثير. وأكثر المطالعة.

وكان مليح الخطّ ، أنيق الوراقة والضّبط ، ثقة.

سافر إلى مصر تاجرا ، وأقام بها مدّة ، وقرأ بها الأدب على أبي الحجّاج يوسف بن محمد بن الحسين الكاتب ابن الخلّال صاحب ديوان الإنشاء. ثمّ قدم بغداد ، وتصدّر للإقراء والإفادة في داره.

وكان الفضلاء يتردّدون إليه ، ويقرءون عليه كتب الأدب.

وسمع من : أبي الغنائم بن المهتدي ، وأبي العزّ بن كادش ، وجماعة.

روى عنه : أبو الفتوح بن الحصريّ ، وابن أخته أحمد بن طارق ، وغيرهما.

وتوفّي في المحرّم.

وولد سنة ثمان وخمسمائة.

وقال ابن النّجّار : وخلّف مالا طائلا ، وكان بخيلا مقتّرا على نفسه رحمه‌الله تعالى.

قلت : كان آية في اللّغة ، وهو متوسّط في النّحو ، وكان تاجرا متموّلا ، سافر إلى مصر. ويحضر حلقة ابن برّي ، ويأخذ عنه النّحو ، وكان ابن برّيّ يأخذ عنه اللّغة.

وكان يحفظ من أشعار العرب ما لا يوصف (١).

٢١٩ ـ عليّ بن محمد بن المبارك بن أحمد بن بكروس (٢).

__________________

(١) وقال ابن النجار : لم يكن له عيب سوى تقنيطه على نفسه ، وله في ذلك حكايات ، وخلّف مالا طائلا.

(٢) تقدّم باسم «علي بن أحمد بن محمد بن بكروس» برقم (٢١٧).

وانظر عنه في :

التاريخ المجدّد لابن الدبيثي (مخطوطة باريس ٢١٣١) ورقة ١٦ ، ١٧ ، والمختصر المحتاج إليه ٣ / ١٣٥ رقم ١٠٣٢ ، وذيل طبقات الحنابلة ١ / ٣٤٨ رقم ١٦٦ ـ.

٢٢٠