تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٤٠

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

١٧٦ ـ محمد بن أبي غالب بن أحمد بن مرزوق (١).

الحافظ أبو بكر الباقداريّ (٢) ، الضّرير.

قدم بغداد في صباه من باقدارى ، وقرأ على جماعة.

وسمع الحديث من خلق كثير.

وقال ابن الدّبيثيّ : وانتهى إليه معرفة رجال الحديث وحفظه ، وعليه كان المعتمد فيه (٣).

وقال أبو الفتوح بن الحصريّ : هو آخر من بقي من حفّاظ الحديث الأئمّة (٤).

وقال ابن الدّبيثيّ : سمعت غير واحد من شيوخنا يذكرون أبا بكر الباقداريّ ، ويصفونه بالحفظ ومعرفة الرجال ، والمتون ، والإتقان ، مع كونه ضريرا مقصورا ، إلّا أنّه كان حفظة ، حسن الفهم.

سمع : أبا محمد سبط الخيّاط ، وابن ناصر ، وابن الزّاغونيّ ، والفضل بن سهل الأسفرائينيّ ، والنّاس بعدهم.

وبلغني أنّ ابن ناصر كان يراجع الباقداريّ في أشياء ، ويرجع إلى قوله (٥).

وقال الحافظ زكيّ الدّين عبد العظيم ، وذكر الباقداريّ فقال : كان أبوه أحد حفّاظ بغداد المشهورين بمعرفة الرجال ، والتّقدّم مع ضرره (٦).

__________________

(١) انظر عن (محمد بن أبي غالب) في : العبر ٤ / ٢٢٥ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٧٥ رقم ١٨٧٦ ، وفيه «محمد بن غالب» ، ومرآة الجنان ٣ / ٢ ـ ٤ ، وذيل طبقات الحنابلة ١ / ٣٤٤ ـ ٣٤٦ رقم ١٦٢ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٥٢ ـ.

(٢) الباقداري : بكسر القاف ، نسبة إلى باقدارى بالقصر. قرية من قرى بغداد. (شذرات الذهب).

(٣) ذيل طبقات الحنابلة ١ / ٣٤٤ ـ.

(٤) ذيل طبقات الحنابلة ١ / ٣٤٥ ـ.

(٥) ذيل طبقات الحنابلة ١ / ٣٤٥ ـ.

(٦) ذيل طبقات الحنابلة ١ / ٣٤٥ ـ.

١٨١

قلت : وسمع منه : إبراهيم الشّعّار ، وعمر بن عليّ القرشيّ ، ونصر بن الحصريّ.

وقال ابن الدّبيثيّ : أنا عبد الله بن عمر الوكيل ، أنا الحافظ أبو بكر ، أنا ابن الزّاغونيّ ، وسعيد بن البنّاء ، وابن المادح قالوا : أنا أبو نصر الزّينبيّ ، فذكر من البعث أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم توفّيت بنته زينب ، فخرج لجنازتها .. الحديث.

توفّي الحافظ أبو بكر في ذي الحجّة كهلا.

وكانت بنته «عجيبة» من أسند شيوخ بغداد. سمّعها واستجاز لها الكبار.

١٧٧ ـ محمد بن محمد (١).

الأنباريّ ، أبو الفرج.

صاحب ديوان الإنشاء ببغداد. ناب في الوزارة.

وقد كتب الإنشاء سبعة عشر عاما وأشهرا.

وحدّث عن : عبد الله بن أحمد بن السّمرقنديّ.

توفّي في ذي القعدة وله ثمان وستّون سنة.

روى عنه : أحمد بن طارق الكركيّ.

وكان ناقص الفضيلة ، ظاهر القصور في التّرسّل. وإنّما روعي لأجل والده سديد الدّولة محمد بن عبد الكريم.

١٧٨ ـ محمد بن محرز (٢).

أبو عبد الله الوهرانيّ المغربيّ ، ركن الدّين. وقيل جمال الدّين.

أحد ظرفاء العالم وأدبائهم. قدم من بلاده إلى ديار مصر وهو يدّعي أنّه

__________________

(١) انظر عن (محمد بن محمد) في : الكامل في التاريخ ١١ / ٤٦١ ، ومضمار الحقائق ١٣٥ ، ١٣٦ ، والعسجد المسبوك ٢ / ١٧٨ ، ومرآة الزمان ٨ / ٣٥٨ ـ.

(٢) انظر عن (محمد بن محرز) في : وفيات الأعيان ٤ / ٣٨٥ ، ٣٨٦ رقم ٦٥٦ ، والعبر ٤ / ٢٢٥ ، ٢٢٦ ، والوافي بالوفيات ٤ / ٣٨٦ ـ ٣٨٩ رقم ١٩٤٥ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٥٢ ، وتاريخ الأدب العربيّ ١ / ٤٨٩ ـ.

١٨٢

يعرف صناعة الإنشاء ، فرأى بها القاضي الفاضل والعماد الكاتب وتلك الحلبة ، فعلم من نفسه أنّه ليس من طبقتهم ، فسلك سبيل الهزل ، وعمل المنامات المشهورة (١) ، والرسائل المعروفة. ولو لم يكن في ذلك إلّا المنام الكبير لكفاه ، فإنّه ما سبق إلى مثله.

قدم دمشق وأقام بها مديدة ، وبها توفّي في رجب.

وأمّا وهران فمدينة كبيرة على أرض القيروان بينها وبين تلمسان يومان.

بنيت سنة تسعين ومائتين.

ومن كلامه ، ممّا كتب به إلى القاضي الأثير : «فالخادم كلّما ذكر تلك المائدة الخصيبة ، وما يجري عليها من الخواطر المصيبة علم أنّ التخلّف عنها هو المصيبة. لكنّه إذا ذكر ما يأتي بعدها من القيام والقعود ، والركوع والسّجود ، علم أنّ هذا أجرة ما يأكله من تلك الوليمة ، نحو من عشرين تسليمة ، كلّ لقمة بنقمة ، فما تحصل الشّبعة إلّا بأربعين ركعة ، فيكون الدّعوة عليه لا له ، والحضور في الشّرطة أحبّ إليه منها له. فزهدت حينئذ في الوصول ، إذ ليس للخادم من الدّين ، ولا قوّة اليقين ، ما يهجز لأجله مؤاكلة الوجوه القمريّة ، بمشاهدة السّنّة العمرية. فموعد الإتمام انقضاء شهر الصّيام ، والسّلام».

وكتب رقعة إلى ابن القاسم العونيّ الأعور : يا مولاي الشّيخ الزّاهد ، دبّوس الإسلام ، لتّ الفقهاء ، قنطاريّة العلماء ، تافروت الأئمّة ، طبل باز السّنّة ، نصر الله خاطرك ، وستر ناظرك. أنت تعلم أنّ الله ما خلقك إلّا تلعة ، فكن في رقاب الرّافضة واليهود ، وما صوّرك إلّا لالكة في رءوس المبتدعة ، وأراذل الشّهود. وأنت بلا مرية جعموس عظيم ، ولكن في ذقون الزّائغين ، فالله ينفعك بالإسلام ، ولا يوقعك يوم القيامة في يد عليّ عليه‌السلام ، وأن ينقذك من الهاوية ، بشفاعة معاوية.

__________________

(١) طبعت باسم «منامات الوهراني ومقاماته ورسائله» ، بتحقيق : إبراهيم شعلان ومحمد تغش. وصدرت عن دار الكاتب العربيّ للطباعة والنشر بالقاهرة ١٣٨٧ ه‍. / ١٩٦٨ م.

١٨٣

وله : وصل كتاب الأمير المولى تقيّ الدّين مصطفى أمير المؤمنين ـ أطال الله بقاءه ـ ، حتّى يتوب المخلص من القيادة ، وينقطع المعيديّ إلى العبادة ، بألفاظ أحسن من فتور الألحاظ ، ومعاني كترجيع المغاني. وكان ذلك أجمل في عيني من الرّوض غبّ السّحاب ، وألذّ من الصّفع بخفاف القحاب ، لا بل أحلى من مطابقة الزّامر للعوّاد ، وأشهى إلى النّفس من مواعيد القوّاد ، فطرب المملوك ولا طرب فلان الفلانيّ لما اجتمع بفلانة في دعوة فلان في المحرّم من هذه السّنة ، وغنّت له :

ما غيّر البعد ودّا كنت تعرفه

ولا تبدّل بعد الذّكر نسيانا

ولا ذكرت صديقا كنت آلفه

إلّا جعلتك فوق الذّكر عنوانا

فإنّه لمّا سمع ذلك قام وقعد ، وصاح ولطم ، وفتل شعر عنفقته ، وأدار شربوشه على رأسه ، وشقّ غلالته ، وجرى إلى الشّمعة ليحرق ذقنه بها ولم يزل يحلف بحياة الجماعة ، ليسكبنّ قدحه في سرّتها ، ويتلقّاه ويستقيه من بين أشفارها ، بحيث أن يكون لحيته ستارة على ثقبها ، فمنعه عشيقها ، فحلف برأس الملك العظيم ليشربنّ بخفّها ، فقال : هذا هيّن ، فلو أردت أن أسقيك بالخفّ ثلاثمائة فعلت. فعبّ في الخفّ إلى أن وقع. لا والله ولا طرب الصّوفية ليلة العيد ، إذا حضر عندهم مرتضى المغنّي ، معشوق العماد الكاتب ، وقد أسبل شعره على كتفيه ، وأمسك أبو شعيب الشّمعة بين يديه ، وهو يغنّي لابن رشيق القيروانيّ :

فتور عينيك ينهاني ويأمرني

وورد خدّيك يغري بي ويغريني

أمّا لئن بعت ديني واشتريت به

دنيا فما بعت فيك الدّين بالدّون

سبحان من خلق الأشياء قاطبة

تراه صوّر ذاك الجسم من طين

استغفر الله لا والله ما نفعت

من سحر مقلته آيات ياسين

فإنّهم لمّا سمعوا هاجوا وماجوا ، وصاحوا وناحوا ، وزعقوا وقفزوا إلى السّماء ، وفتلوا حتّى انخسف ببعضهم الموضع ، فنبشوا وكفّنوا ودفنوا ، والباقون يرقصون ولا يدرون.

١٨٤

وبعد هذا فالّذي فعله مولانا تقيّ الدّين من التقاء الجمع الكثير بالعدد القليل عين الخطأ ، لأنّه ما المغرور بمحمود وإن سلم. فالله الله لا يكون لها مثنويّة ، ولا يرجع المولى يلتقي ألفا وستّمائة فارس إلّا أن يكون في ثلاثين ألفا ، بشرط أن يكون العدوّ مثل حمزة الزّامر ، وعثمان الجنكيّ ، وأبي عليّ العوّاد ، وحميدة المخنّث ، وأمثال هؤلاء الفرسان ، ويكون جندك مثل فلان وفلان الّذين ما اجتمع المملوك بواحد منهم إلّا تجشّأ في وجهي سيوف وسكاكين ، ويزعم أنّه يقرقش الحديد. والرأي عندي غير هذا كلّه. وهو أن تستقيل من الخدمة ، وتنقطع في بستان القابون ، وتنكث التّوبة ، وتجمع علوق دمشق ، وقحاب الموصل ، وقوّادين حلب ، ومغاني العراق ، وتقطع بقية العمر على القصف ، وتتّكل على عفو العفوّ الرحيم. فيوم من أيّامك في دمياط مكفّر لهذا كلّه. فإن قبلت منّي فأنت صحيح المزاج ، وإن أبيت ولعنت كلّ من جاء من وهران ، فأنت منحرف ، محتاج إلى العلاج.

وله ، جواب كتاب إلى الكنديّ : «فأمّا تعريضه لخادمه بالقيادة ، وعتبة عليّ بالتّزويج بالنّساء العواهر ، فسيّدي معذور ، لأنّه لم يذق حلاوة هذه الصّفعة ، ولو أنّه ـ أدام الله عزّه ـ خرج يوما من البيت ، ولم يترك إلّا ثمن الخبز والجبن ، ورجع بعد ساعة ، وجد السّنبوسك المورّد ، والدّجاج المسمّن ، والفاكهة المنوّعة ، والخضرة النّضرة ، فتربّع في الصّدر ، فأكل وشرب وطرب ، ولم يخرج في هذا كلّه إلّا التّغافل وحسن الظّنّ ، وقلّة الفضول لسأل الله أن يحييه قوّادا ، وأن يميته قوّادا ، وأن يحشره مع القوّادين.

ويظنّ الخادم أنّه في هذا القول كجالب التّمر إلى هجر ، و (ربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه) (١) ، ومهما جهل من فضل نكاح الملاح النّهمات ،

__________________

(١) ما بين القوسين جزء من الحديث المشهور : «نضّر الله امرأ سمع مقالتي هذه فوعاها وحفظها وعقلها ، فربّ حامل فقه ليس بفقيه».

وفي رواية : «نضّر الله امرأ سمع منّا حديثا فحفظه حتى يبلّغه غيره ، فربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه ، وربّ حامل فقه ليس بفقيه».

١٨٥

فلا يجهل أنّ أكل الحلاوة مع النّاس أحسن من أكل الخرا منفردا».

١٧٩ ـ محمد بن محمد بن محمد بن عثمان.

أبو الفضل بن الدباب البابصريّ ، الدّبّاس.

عن : عبد الله بن الحصين ، وأحمد بن المجلي.

وعنه : محمد بن أحمد بن صالح الجيليّ.

وكان شيخا صالحا ، كثير الصّدق.

مات في شعبان.

١٨٠ ـ المبارك بن عليّ بن الحسين بن عبد الله بن محمد (١).

أبو محمد بن الطّبّاخ البغداديّ ، الحنبليّ. نزيل مكّة.

كان إمام الحنابلة بمكة ويكتب العمر (٢) ويبيعها.

سمع : أبا السّعادات أحمد بن أحمد المتوكّليّ ، وهبة الله بن الحصين ، وابن كادش ، وإسماعيل بن أبي صالح المؤذّن ، وجماعة.

ونسخ بخطّه (٣).

__________________

(١) انظر عن (المبارك بن علي) في : المنتظم ١٠ / ٢١٦ ، وتاريخ ابن الدبيثي ١٥ / ٣٣٨ ، والمختصر المحتاج إليه ٣ / ١٧٢ رقم ١١٣٩ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٧ ، والعبر ٤ / ٢٢٦ ، وذيل طبقات الحنابلة ١ / ٣٤٦ رقم ١٦٣ ، وذيل التقييد لقاضي مكة ٢ / ٢٨٦ رقم ١٦٣٧ ، والعقد الثمين ، له ٧ / ١١٩ ، والعسجد المسبوك ٢ / ١٧٧ ، ١٧٨ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٥٣ ـ.

(٢) أي يكتب مناسك العمرة للمعتمرين الذين لا يعرفون مناسكها.

(٣) طبع بروايته كتاب «الكنى والأسماء» لأبي بشر محمد بن أحمد بن حمّاد الدولابي ، في حيدرآباد الدكن سنة ١٣٢٢ ه‍. ، وجاء في أوله : «أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ أبو محمد المبارك بن علي بن الحسين مكاتبة من مكة ـ شرّفها الله تعالى ـ ونقلته من خطّه».

وتكرّر ذكره ثانية في ج ٢ / ص ٢ منه : «أبو محمد المبارك بن علي بن الحسين الطباخ البغدادي في كتابه إليّ من مكة».

وقال ابن رجب : وعني بالطلب ، وسمع الكثير ، وقرأ بنفسه ، وكتب بخطّه. وكان صالحا ديّنا ثقة ، وهو كان حافظ الحديث بمكة في زمانه ، والمشار إليه بالعلم بها.

١٨٦

سمع منه : أبو سعد السّمعانيّ مع تقدّمه.

وروى عنه : أبو محمد بن قدامة ، وابن الأخضر ، وغير واحد.

وتوفّي في شوّال.

أخبرني عبد الحافظ ، أنا ابن قدامة ، أنا ابن الطّبّاخ ، أنا زاهر ، وإسماعيل بن المؤذّن بالمسلسل بالأوّليّة.

١٨١ ـ المبارك بن محمد بن أحمد بن محمد بن قيداس.

أبو المعالي الحريميّ.

سمع : ابن بيان ، وأبيّا النّرسيّ.

وعنه : عبد الله بن أحمد الخبّاز.

وكان ظريفا مطبوعا.

بقي إلى هذه السّنة ، وتوفّي في الغربة.

١٨٢ ـ المبارك بن محمد بن عبد الكريم بن أبي الفوارس (١).

أبو الفتوح الهاشميّ ، البغداديّ.

سمع : ابن بيان ، وابن نبهان.

وقرأ القرآن على : أبي بكر المزرفيّ.

سمع منه : عمر القرشيّ ، وابن الأخضر.

وتوفّي رحمه‌الله تعالى في ذي القعدة.

١٨٣ ـ محمود بن تكش (٢).

الأمير شهاب الدّين الحارميّ صاحب حماه. خال السّلطان صلاح الدّين يوسف بن أيّوب.

__________________

(١) انظر عن (المبارك بن محمد) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ١٧٥ رقم ١١٤٧ ـ.

(٢) انظر عن (محمود بن تكش) في : البرق الشامي ٣ / ٥٣ ، وسنا البرق الشامي ١ / ٢٦٨ ، ٢٦٩ ، والروضتين ج ١ ق ٢ / ٧٠٧ ، ومفرّج الكروب ٢ / ٧٠ ، ومرآة الزمان ٨ / ٣٤٣ ، والسلوك ج ١ ق ١ / ٦٦ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٩٨ ، ٢٩٩ ، وعقد الجمان (مخطوط) ١٢ / ورقة ٢١١ ب. وقد تقدّم في وفيات ٥٧٣ ه‍. برقم (٩٠).

١٨٧

مات في هذه السّنة كهلا (١).

١٨٤ ـ مكّيّ بن محمد بن عبد الملك.

الهمذاني ، أبو محمد الشّعّار.

من بيت الحديث.

ذكره ابن النّجّار فقال : كان حافظا ذا فهم ثاقب وإدراك. وكان من أصحاب الحافظ أبي العلاء العطّار ، خصّيصا به ، مقدّما عنده.

قدم بغداد ، وحدّث عن : محمد بن عليّ بن كاكويه الكاتب ، وأبي الحسن محمد بن عبد الملك الكرجيّ ، وأبي جعفر محمد بن أبي عليّ الحافظ ، وهبة الله ابن أخت الطّويل.

روى عنه : محمد بن محمود الحرّانيّ ، وأبو الحسن القطيعيّ.

وتوفّي في المحرّم عن ٥٢ سنة.

١٨٥ ـ منصور بن نصر بن منصور بن الحسين (٢).

أبو بكر بن العطّار الحرّانيّ ، ثمّ البغداديّ ، الكاتب الوزير.

كان أبوه من كبار التّجّار.

قال ابن النّجّار : نشأ أبو بكر ، وسمع الكثير وقرأ العلم.

وقال ابن الدّبيثيّ : لقبه ظهير الدّين.

سمع من : ابن ناصر ، وأبي بكر بن الزّاغونيّ ، وأبي الوقت.

سمع منه : مكّيّ الغرّاد.

__________________

(١) مرض عند نزول الفرنج على حماه ، ومرض ولده تكش الأمير وهو شاب في ريعان إبانه ، وعنفوان حسنه وإحسانه. فمات يوم الأربعاء سابع جمادى الآخرة ، ومات شهاب الدين يوم الأحد بعده بثلاثة أيام. واتفق ذلك وقت وقعة الرملة. فأصيب السلطان في الشام. بخاله وابن أخته منه. (سنا البرق ١ / ٢٦٨ ، ٢٦٩).

(٢) انظر عن (منصور بن نصر) في : الكامل في التاريخ ١١ / ٤٤٧ ، والمنتظم ١٨ / ١٩١ ، ١٩٣ ، ١٩٧ ، ٢٢٢ ، ٢٣٠ ، ومرآة الزمان ٨ / ٣٥٨ ـ ٣٦٠ ، والمختصر المحتاج إليه ٣ / ١٩١ ، رقم ١٢٠٤ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٨٤ ، ٨٥ رقم ٣٢ ، والفخري ٣٢١ و ٣٢٣ ـ.

١٨٨

فلمّا مات أبوه بسط يده بالمال وخالط الدّولة.

قال ابن النّجّار : ورث نعمة طائلة ، وخالط الكبراء وأرباب المناصب ، وبذل معروفه ، وتوصّل حتّى صار له اختصاص بالإمام المستضيء قبل أن يلي الخلافة. فلمّا استخلف قرّبه وولّاه مشارفة المخزن ، ثمّ ولّاه نظر المخزن والوكالة المطلقة ، وارتفع أمره. فلمّا قتل الوزير أبو الفرج ابن رئيس الرؤساء ردّ المستضيء جميع أمور دواوينه إليه ، ونابه في الوزارة. وكان كلّ الدولة يحضرون عليه. وكان يولّي ويعزل. وكان شهما مقداما ، له هيبة عظيمة ، وشدّة وطأة ، ولم يزل على ذلك حتّى مات المستضيء ، فأقرّه النّاصر على نظر المخزن فقط ، ثمّ خلّاه أيّاما وقبض عليه وسجنه أيّاما ، ومات.

وبلغني أنّ مولده سنة أربع وثلاثين وخمسمائة.

وأنبأنا ابن الجوزيّ (١) قال : منصور بن العطّار كان مقداما على القطع والصّلب ، ولمّا مات حمل إلى بيت أخته ، فأخرج بعد الصّبح ، فعلم به النّاس فضربوا التّابوت بالآجرّ ، ثمّ رمي فطرح التّابوت في النّار ، وخرّق الكفن ، وأخذ القطن ، فأخرج عريانا ، وشدّ في رجله حبل ، وسحب إلى المدبغة. ورموه فيها. ثمّ سحب إلى قراح أبي الشّحم ، والصّبيان يصيحون بين يديه : يا مولانا وقّع لنا. إلى أن جاء جماعة من الأتراك فاستخلصوه منهم ، ولفّوه في شقّة ، ومضوا به فألقوه في قبر والده (٢).

توفّي في ذي القعدة وأراح الله منه ، إلّا أنّه كان نقمة وعذابا على الشّيعة.

__________________

(١) في المنتظم.

(٢) وقال ابن الطقطقي : ومن طريف ما وقع في ذلك أن بعض الأتراك عمّر حمّاما وجعل مجراته تجوز على دار بعض الجيران. فتأذّى ذلك الجار بتلك المجراة ، فشكا ذلك إلى الوزير ، فزبره ولم يأخذ بيده ، وقال له : إن لم تسكت وإلّا جعلت رأسك في المجراة ، فيقال : إنّ ابن العطار لما سحبه العوامّ ومثّلوا به اجتازوا به على باب الحمّام المذكور ، فاتفق أنه وقع في المجراة ، فسحبوه فيها خطوات ، فتعجّب الناس من ذلك. (الفخري ٣٢٣).

١٨٩

١٨٦ ـ [منوجهر] (١) بن محمد بن تركانشاه.

أبو الفضل الكاتب. كاتب الأمير قطب الدّين قايماز المستنجديّ.

قال ابن النّجّار : كان أديبا فاضلا ، صادقا ، حسن الطّريقة ، صدوقا.

سمع : أباه أبا الوفاء ، وهبة الله بن أحمد الموصليّ ، وأبا القاسم بن بيان ، والقاسم بن عليّ الحريريّ روى عنه المقامات مرارا. وهو آخر من رواها عنه ببغداد.

روى عنه : أبو سعد السّمعانيّ (٢).

وثنا عنه : ابن الأخضر ، وأبو الفتوح بن الحصريّ ، وأحمد بن البندنيجيّ ، وسعيد بن المبارك الحماميّ.

وقرأت مولده بخطّه في شوّال سنة تسع وثمانين وأربعمائة.

وحدّث بكتاب «إصلاح المنطق» عن أبي عبد الله البارع.

قلت : وأصله من بروجرد ، وهو بغداديّ.

وروى عنه : البهاء عبد الرّحمن ، ونصر بن عبد الرّزّاق الجيليّ ، ويوسف بن عمر بن صفير ، وطائفة سواهم.

وتوفّي في جمادى الآخرة.

ـ حرف النون ـ

١٨٧ ـ نصر الله بن عبد الرّحمن بن عبد السّلام (٣).

__________________

(١) في الأصل بياض ، والمستدرك من : المختصر المحتاج إليه ١ / ٦٧ و ٣ / ٢٠٢ ، ٢٠٣ رقم ١٢٣٥ ، ومعجم الأدباء ٧ / ١٩٣ ، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد ٢٣٣ رقم ١٧٩ ، والعبر ٤ / ٢٢٦ ، وفيه «متوجهر وتركشاه» ، والعسجد المسبوك ٢ / ١٧٨ ، وبغية الوعاة ٢ / ٣٩٩ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٥٤ ـ.

(٢) وهو ذكره في تاريخه فقال : هو أخو تركانشاه ، يكون مولده تقريبا سنة أربع وتسعين وأربعمائة ، سمع بقراءة والدي جزءا من هبة الله الموصلي.

(٣) انظر عن (نصر الله بن عبد الرحمن) في : الكامل في التاريخ ١١ / ٤٦١ ، والمختصر المحتاج إليه ٣ / ٢٠٨ رقم ١٢٤٦ ، والجواهر المضية ٢ / ١٩٧ ، والعسجد المسبوك ١٧٨ ـ.

١٩٠

أبو الفتوح الدامغانيّ ، الحنفيّ ، الفقيه.

كان مفتيا ، مناظرا ببغداد ، كثير العبادة ، ديّنا خيّرا رحمه‌الله.

ـ حرف الياء ـ

١٨٨ ـ يوسف بن أحمد بن الحسين.

أبو طالب اللّبّان. له دكّان ببغداد لبيع اللّبن.

سمع : أبا المعالي أحمد بن البخاريّ ، وأخاه هبة الله ، وأبا العزّ بن كادش.

وعنه : أحمد بن البندنيجيّ ، وعبد الرّحمن بن عمر بن الغزّال.

مات في شعبان عن خمس وسبعين سنة.

١٨٩ ـ يوسف بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن أبي زيد (١).

الأندلسيّ اللّرييّ (٢) الأستاذ أبو عمر بن عيّاد (٣).

أخذ القراءات عن : أبي عبد الله بن أبي إسحاق.

وقدم بلنسية سنة ثمان وعشرين وخمسمائة ، ولقي بها أعلام المقرءين : أبا مروان بن الصّيقل ، وابن هذيل ، وأبا الحسن بن النّعمة ، فأخذ عنهم.

وسمع من : أبي الوليد بن الدّبّاغ ، وطارق بن يعيش ، وخلق.

وكتب إليه أبو القاسم بن ورد ، وأبو محمد بن عطيّة.

__________________

(١) انظر عن (يوسف بن عبد الله) في : تكملة الصلة لابن الأبّار (مخطوط) ٣ / ورقة ١٤١ ، ومعرفة القراء الكبار ٢ / ٥٥٤ ، ٥٥٥ رقم ٥٠٦ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٣٦١ ، والعبر ٤ / ٢٢٦ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ١٨٠ ، ١٨١ رقم ٩١ ، ومرآة الجنان ٣ / ٤٠٢ ، وغاية النهاية ٢ / ٣٩٧ ، وطبقات الحفاظ ٤٨٤ ، ونيل الابتهاج للتنبكتي ٣٥١ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٥٤ ، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسرين ١٩٠ رقم ١٠٧٤ ، وإيضاح المكنون ١ / ٥٤ ، ٥٤٥ و ٢ / ٦٠ ، ٧٠ ، ٣٢٥ ، وهدية العارفين ٢ / ٥٥٢ ، ٥٥٣ ، والأعلام ٩ / ٣١٧ ، ومعجم المؤلفين ١٣ / ٣١٣ ـ.

(٢) تحرّفت هذه النسبة في غاية النهاية إلى «اللدي» بالدال.

(٣) تصحّفت في العبر إلى «عباد».

١٩١

وكان معنيّا بصناعة الحديث ، جمّاعة للدّفاتر والدّواوين ، معدودا في الأثبات المكثرين. سمع العالي والنّازل ، ولقي خلقا ، ولو اعتنى بذلك من أوّل أمره اعتناءه به في الآخر لبذّ أقرانه وفات أصحابه.

وكان يحفظ أخبار المشايخ وينفق عليهم ويعتني بهم ، ويؤرّخ وفياتهم ويدوّن قصصهم ، وفي ذلك أنفق عمره.

وكان قد شرع في تذييل كتاب ابن بشكوال ، وله كتاب «الكفاية في مراتب الرّواية» و «المرتضى في شرح المنتقى لابن الجارود» ، و «بهجة الألباب في شرح الشّهاب» ، و «الأربعون حديثا في النّشر وأهوال الحشر» ، «وأربعون حديثا في وظائف العبادة» ، و «المنهج الرائق في الوثائق» ، و «بهجة الحقائق في الزّهد والرقائق» ، وكتاب «طبقات الفقهاء» من عصر ابن عبد البرّ إلى عصره.

حدّث عنه : ابنه أبو عبد الله محمد ، وأبو الحجّاج بن عبدة ، وأبو محمد بن غلبون ، وغيرهم.

وصفه بعض أصحابه بالمشاركة في الآداب والفقه وفهم القراءات.

وكان من أهل التّواضع والخلق السّهل.

واستشهد ببلده عند كبسة العدوّ ، فقاتل حتّى أثخن جراحا ، ثمّ أجهزوا عليه ، وذلك يوم العيد. وعاش سبعين سنة رحمه‌الله. ترجمه الأبّار (١).

١٩٠ ـ يوسف بن عمر بن الحسن (٢).

أبو الحجّاج بن البستنيان البغداديّ ، المقرئ.

سمع : أبا طالب بن يوسف ، وحدّث.

وتوفّي في المحرّم وقد شاخ.

* * *

__________________

(١) في تكملة الصلة.

(٢) انظر عن (يوسف بن عمر) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ٢٣٤ رقم ١٣١٩ ـ.

١٩٢

وفيها ولد ابن عبد الدائم ،

والإمام مجد الدّين إسماعيل بن باطيش الفقيه ،

ومحمد بن الأنجب النّعّال ،

وعبد الغنيّ بن بنين ،

والعماد أبو بكر بن هلال بن عبّاد الحنفيّ.

١٩٣

سنة ست وسبعين وخمسمائة

ـ حرف الألف ـ

١٩١ ـ أحمد بن محمد بن عليّ بن هبة الله بن عبد السّلام (١).

أبو الغنائم الكاتب.

سمّعه أبوه أبو الفتح من : جدّه ، وأبي الغنائم بن المهتدي بالله ، وأبي عليّ بن المهديّ ، وابن الحصين.

روى عنه : أحمد بن طارق الكركيّ ، وغيره.

ذبح غيلة في جمادى الأولى ولم يعلم بوفاته.

١٩٢ ـ أحمد بن أحمد بن محمد بن عليّ بن حمدي (٢).

أبو المظفّر البغداديّ ، المقرئ ، الشّاهد.

قرأ القراءات على أبي محمد سبط الخيّاط ، وقبله على أبي بكر المزرفيّ ، وأبي عبد الله البارع.

وأقام بعد بمسجد ابن جردة. وكان طيّب الصّوت مجوّدا.

سمع : أبا سعد بن الطّيوريّ ، وأبا العزّ بن كادش ، وزاهر بن طاهر ، وابن الحصين ، وخلقا سواهم.

وحدّث بالكثير. وولد سنة عشر وخمسمائة.

وتوفّي في جمادى الأولى.

__________________

(١) سيعاد برقم (٢٤٣).

(٢) انظر عن (أحمد بن أحمد) في : المختصر المحتاج إليه ١ / ١٧١ ، والوافي بالوفيات ٦ / ٢٢٨ ، ٢٢٩ رقم ٢٦٩٩ ، ومرآة الزمان ٨ / ٣٦١ ـ.

١٩٤

روى عنه : أبو محمد بن قدامة ، والبهاء عبد الرّحمن ، ومحمد بن مقبل بن المنّي (١).

١٩٣ ـ أحمد بن عبد الله بن الإمام أبي بكر محمد بن أحمد (٢).

الشّاشيّ ، ثمّ البغداديّ ، العلّامة أبو نصر مدرّس النّظاميّة ، وأحد المصنّفين في المذهب.

تفقّه على أبيه ، وعلى أبي الحسين بن الخلّ (٣).

وسمع من أبي الوقت.

ومات شابّا رحمه‌الله.

١٩٤ ـ أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم (٤).

__________________

(١) وبالغ في الطلب حتى كتب عن أصحاب طراد ، وابن البطر ، وابن طلحة ، ومن دونهم ، وكتب بخطه كثيرا وكان خطّه جيدا ونقله حسنا ، وله معرفة بالحديث ، وحدّث بأكثر مسموعاته وسمع منه الكبار.

قال ابن النجار : وكان ثقة صدوقا ، حدّثنا عنه الحافظ أبو محمد ابن الأخضر ، وله طريقة غريبة في التلاوة يقصده الناس لسماعها. وتوفي سنة ست وسبعين وخمسمائة بالمخزن كان به معتقلا وحمل إلى بيته فدفن بباب حرب لأنه تولى نظر ديوان الجوالي أيام الإمام المستضيء ثم عزل واعتقل.

(٢) انظر عن (أحمد بن عبد الله) في : تاريخ ابن الدبيثي (مخطوطة شهيد علي) ورقة ١٦٣ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٨٥ رقم ٣٣ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٤ / ٣٩ ، والوافي بالوفيات ٢ / ٧٣ ، و ٧ / ١١٧ رقم ٣٠٤٤ ـ.

(٣) ولازم ابن الخلّ حتى برع ، وولي التدريس بالنظاميّة .. وحدّث باليسير ، وكانت له معرفة بالفقه.

(٤) انظر عن (أحمد بن محمد بن أحمد السلفي) في : الأنساب ٧ / ١٠٥ ، ١٠٦ ، وتاريخ دمشق (أحمد بن عتبة ـ أحمد بن محمد بن المؤمّل) ٧ / ١٧٩ ـ ١٨٢ رقم ١٠٩ ، والكامل في التاريخ ١١ / ٤٦٩ ، واللباب ١ / ٥٥٠ ، وتاريخ إربل ١ / ١٣٢ ، ٢١٥ ، ٢١٦ ، ٢٤٥ ، والتقييد لابن نقطة ١٧٦ ـ ١٨٠ رقم ١٩٩ ، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني ٦ ، ١١ ، ١٤ ، وتاريخ ابن الدبيثي ١٥ / ١١٩ ، والروضتين ٢ / ١٦ ، ووفيات الأعيان ١ / ١٥٥ ـ ١٠٧ ، والتدوين في أخبار قزوين ٢ / ٢٢٤ ـ ٢٢٦ ، ومرآة الزمان ٨ / ٣٦١ ، وبدائع البدائه لابن ظافر ٢٥٢ و ٣٥٠ ، والتكملة لوفيات النقلة للمنذري (الطبعة الأولى) ٣ / ١٥١ ، وتلخيص مجمع الآداب لابن الفوطي ج ٤ ق ٢ / ١١٣٥ ، والوفيات لابن قنفذ ٢٨٩ رقم ٥٧٦ ، وطبقات الشافعية للنووي (مخطوط) ورقة ٤٢ ، وملء العيبة للفهري (انظر فهرس الأعلام) ٢ / ٤٨٤ ، وأزهار الرياض ٣ / ١٦٧ ، ٢٨٣ ، والمختصر المحتاج إليه ١ / ٢٠٦ ، ـ

١٩٥

الحافظ الكبير أبو طاهر بن أبي أحمد بن سلفة الأصبهانيّ ، الجروانيّ ، وجروان : محلّة بأصبهان. وسلفة لقب أحمد وإليه ينسب.

قال الحافظ عبد الغنيّ : سمعت السّلفّي يقول : أنا أذكر قتل نظام الملك في سنة خمس وثمانين ، وكان عمري نحو عشر سنين. وقد كتبوا عنّي في أول سنة اثنتين وتسعين وأنا ابن سبع عشرة سنة أكثر أو أقلّ ، وليس في

__________________

= والعبر ٤ / ٢٢٧ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٩٨ ، وميزان الاعتدال ١ / ١٥٥ رقم ٦١٠ ، وأهل المائة فصاعدا (نشر في مجلّة المورد العراقية) ١٣٤ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٥ ـ ٣٩ رقم ١ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٧٦ رقم ١٨٧٩ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٧ ، ودول الإسلام ٢ / ٨٩ ، والوافي بالوفيات ٧ / ٣٥١ ـ ٣٥٦ رقم ٣٣٤٤ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٤ / ٢١٠ ، وطبقات الشافعية الوسطى ، له (مخطوط) ورقة ٣٧ أ ، ومرآة الجنان ٣ / ٤٠٣ ، ٤٠٤ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٣٠٧ ، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد ٦٨ ـ ٧٢ رقم ٤٥ ، وذيل التقييد لقاضي مكة ١ / ٣٧١ ، ٣٧٢ رقم ٧٢١ ، وغاية النهاية ١ / ١٠٢ ، ١٠٣ رقم ٤٧٢ ، وتوضيح المشتبه ٥ / ١٣١ ، ١٣٢ ، وذيل تاريخ ابن الفرات ٩ / ٢٣ ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ١ / ٣٣٨ ، ٣٣٩ رقم ٣٠٤ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ٢ / ٥٨ ، ٥٩ رقم ٦٤٤ ، ولسان الميزان ١ / ٢٩٩ ، ٣٠٠ رقم ٨٨٠ ، والتاج المكلّل للقنوجي ٣٤ ، والعسجد المسبوك ٢ / ١٨١ ، ١٨٢ ، وتبصير المنتبه ٢ / ٧٣٨ ، والسلوك ج ١ ق ١ / ٦٣ ، ٧٢ ، وعقد الجمان للعيني (مخطوط) ١٦ / ورقة ٦٣٠ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٨٨ ، وحسن المحاضرة ١ / ٣٥٤ ، وطبقات الحفاظ ٤٦٩ ، وتاريخ الخلفاء ٤٥٧ ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٣ / ٢٢٩ رقم ٢٧٨ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٥٥ ، وديوان الإسلام لابن الغزّي ٣ / ٩٤ رقم ١١٧٥ ، وكشف الظنون ٥٤ ، ٥٨٧ ، ٩٨٢ ، ٩٩٦ ، ٩٩٧ ، ١٠٤٤ ، ١٦٩٦ ، وإيضاح المكنون ٢ / ٥٠٨ ، وفهرس الفهارس للكتاني ٢ / ٣٣٩ ـ ٣٤٢ ، والأعلام ١ / ٢١٥ ، ومعجم المؤلفين ٢ / ٧٥ ، ٧٦ ، وتهذيب تاريخ دمشق ١ / ٤٤٩ ، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسرين ٥٧ رقم ١٠٤٧ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) ق ٢ ج ١ / ٣٥٥ ـ ٣٥٧ رقم ٢١٠ ، ودراسات في تاريخ الساحل الشامي (لبنان في العصر الفاطمي) ـ التاريخ الحضاريّ ـ (تأليفنا) ٣٢٤ ـ ٣٢٦ ـ.

وانظر للسلفي كتابه «معجم السفر» ففيه معلومات كثيرة عنه. وانظر : مختصر معجم السفر ، الّذي نشره الدكتور إحسان عباس في (أخبار وتراجم أندلسية) بيروت ١٩٦٣ ـ ص ٥ ـ ١٤ ، والجزء الأول من معجم السفر الّذي نشرته د. بهيجة الحسني ـ بغداد ١٣٩٨ ه‍. / ١٩٧٨ ، ونقد الكتاب المذكور للدكتور بشار عوّاد معروف في مجلّة المورد العراقية ـ مجلّد ٨ ، العدد ١ ، بغداد ١٩٧٩ ، ومقدّمة كتاب سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي ، بتحقيق مطاع الطرابيشي ، طبعة دار الفكر دمشق ١٤٠٣ ه‍. / ١٩٨٣ م.

١٩٦

وجهي شعرة كالبخاريّ ، يعني لمّا كتبوا عنه.

وأوّل سماع السّلفّي سنة ثمان وثمانين.

سمع من : القاسم بن الفضل الثّقفيّ ، وسمع من : عبد الرّحمن بن محمد بن يوسف السّمسار ، وسعيد بن محمد الجوهريّ ، ومحمد بن محمد بن عبد الوهّاب المدينيّ ، والفضل بن عليّ الحنفيّ ، وأحمد بن عبد الغفّار بن أشتة ، وأحمد ومحمد ابني عبد الله بن السّوذرجانيّ (١) ، ومكّيّ بن منصور بن علّان الكرجيّ ، ومعمر بن أحمد اللّنبانيّ (٢) ، وخلق كثير.

وعمل معجما حافلا لشيوخه الأصبهانيّين. ثمّ دخل في رمضان إلى بغداد ، من سنة ثلاث وتسعين وأدرك أبا الخطّاب نصر بن البطر ، فقال حمّاد الحرانيّ : سمعت السّلفيّ يقول : دخلت بغداد في رابع شوّال سنة ثلاث ، فساعة دخولي لم يكن لي همّة إلّا أن مضيت إلى ابن البطر فدخلت عليه ، وكان شيخا عسرا ، فقلت : قد وصلت من أصبهان لأجلك. فقال : اقرأ. جعل بدل الرّاء غينا. فقرأت عليه وأنا متّكئ لأجل دمامل بي ، فقال : أبصر ذا الكلب. فاعتذرت بالدّماميل ، وبكيت من كلامه ، وقرأت سبعة عشر حديثا ، وخرجت ، ثمّ قرأت عليه نحوا من خمسة وعشرين جزءا ، ولم يكن بذاك.

قلت : فسمع منه ، ومن : أبي بكر الطّريثيثيّ ، وأبي عبد الله بن البسري ، وثابت بن بندار ، والموجودين بها.

وعمل معجما لشيوخ بغداد ، ثمّ حجّ وسمع في طريقه بالكوفة من : أبي البقاء المعمّر بن محمّد الحبّال ، وغيره.

وبمكّة من : الحسين بن عليّ الطّبريّ.

__________________

(١) السّوذرجاني : بضم السين المهملة ، والذال المفتوحة المعجمة ، وسكون الراء ، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى سوذرجان ، وهي من قرى أصبهان. (الأنساب ٧ / ١٨٥).

(٢) اللّنباني : بضم اللام ، وسكون النون. وفتح الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى محلّة كبيرة بأصبهان. (الأنساب ١١ / ٣٢).

١٩٧

وبالمدينة : أبا الفرج القزوينيّ.

وقدم بغداد ، وأقبل على الفقه ، والعربيّة ، حتّى برع فيهما ، وأتقن مذهب الشّافعيّ.

ثمّ رحل إلى البصرة سنة خمسمائة ، فسمع من : محمد بن جعفر العسكريّ ، وجماعة.

وبزنجان : أبا بكر أحمد بن محمد بن زنجويه الفقيه ، الرّاوي عن أبي عليّ بن شاذان.

وبهمذان : أبا غالب أحمد بن محمد المزكّي ، وطائفة.

وجال في الجبال ومدنها.

وسمع بالرّيّ ، والدّينور ، وقزوين (١) ، وساوة ، ونهاوند.

وكذا طاف بلاد أذربيجان إلى دربند ، فسمع بأماكن ، وعاد إلى الجزيرة من ثغر آمد.

وسمع بخلاط ، والرّحبة. وقدم دمشق سنة تسع وخمسمائة بعلم جمّ ، فأقام بها عامين. وسمع بها من : أبي طاهر الحنّائيّ ، وأبي الحسين بن الموازينيّ ، وخلق.

ثمّ مضى إلى صور (٢) ، وركب منها البحر الأخضر (١) إلى الإسكندرية ،

__________________

(١) قال عبد الكريم القزويني : ورد قزوين سنة إحدى وخمسمائة ، وسمع بها من أبي الفتح إسماعيل بن عبد الجبار القاضي وغيره ، ورأيت خطّه على كثير من الأجزاء العتيقة ، وسمع واستفاد منه الجمّ الغفير. (التدوين ٢ / ٢٢٥).

(٢) أقام السّلفي مدّة في صور قبل أن يبحر إلى الإسكندرية سنة ٥١١ ه‍. فكان يأخذ على شيوخها ، وهو كان يروي أيضا ، فقصده عبد الجليل الحيفي من حيفا بساحل فلسطين ، فسمع منه بصور ، وكان من رجال البحر. والتقى السلفي بدمشق وصور أبا النور ضياء بن الحسين بن نصير ، وهو من أهل جبل عاملة ، وسمع منه. كما سمع بدمشق من : أبي الفرج أحمد بن الحسن بن علي بن زرعة الصوري ، وأبي طالب علي بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي عقيل الصوري ، وأبي عمرو عثمان بن عمر بن أبي عبد الله البيروتي.

وكان أهل صور وطرابلس يتردّدون عليه وهو في الإسكندرية ، ومنهم : عبد الله بن أحمد بن الحسين بن النقّار الطرابلسي وقد علّق عنه من شعره ومن شعر أبيه ، وكان يراسله ويكاتبه ـ

١٩٨

فاستوطنها إلى الموت ، لم يخرج منها إلّا مرّة في سنة سبع عشرة إلى مصر ، فسمع من : أبي صادق المدينيّ ، والموجودين. وعاد.

وكان إماما ، مقرئا ، محمودا ، ومحدّثا ، حافظا ، جهبذا ، وفقيها متقنا ، ونحويا ماهرا ، ولغويّا محقّقا ، ثقة فيما ينقله ، حجّة ، ثبتا. انتهى إليه علوّ الإسناد في البلاد. وقد جمع معجما ثالثا في البلدان الّتي سمع بها ، سوى أصبهان ، وبغداد ، فإنّ لكلّ واحدة معجما.

سمع منه ببغداد من شيوخه ورفاقه : أبو عليّ البردانيّ ، وهزارسب بن عوض ، وأبو عامر العبدريّ ، وعبد الملك بن يوسف ، وسعد الخير الأندلسيّ.

وروى عنه : الحافظ محمد بن طاهر شيخه ، وسبطه أبو القاسم عبد الرحمن بن مكّيّ ، وبينهما في الموت مائة وأربع وأربعون سنة.

وروى عنه : الحافظ سعد الخير ، وعليّ بن إبراهيم السّرقسطيّ ، وأبو العزّ محمد بن عليّ الملقاباذيّ ، والطّبيب بن محمد المروزيّ ، وقد روى عن هؤلاء الثّلاثة عنه أبو سعد السّمعانيّ. ومات ابن السّمعانيّ قبله بأربع عشرة سنة.

وروى عنه أيضا : الصّائن هبة الله بن عساكر ، ويحيى بن سعدون القرطبيّ.

وروى عنه بالإجازة جماعة ماتوا قبله ، منهم القاضي عياض.

__________________

= نظما. وأنشده أبو الحسن علي بن يحيى الكتاني الجلالي المعروف بالناهض الّذي تربّى في خدمة بني عمّار بطرابلس ، وأبو البركات محمد بن موهوب القاضي بمصر ، وهو من مواليد صور ، وأبو الحسين علي بن الحسن بن جعفر الصيداوي الفقيه المعروف بعين الدولة ، وتقيّة بنت غيث الأرمنازية ، وكان ابنها الفقيه علي بن فاضل بن حمدون الصوري يدرس عليه. وتصدّر في جامع عمرو بن العاص بالفسطاط لإقراء القرآن مع المتصدّرين هبة الله الكاملي الصوري ، وكان صديقا للسلفي أثناء إقامته بصور ، فلم ينقطع السلفي عن زيارته في مصر وكان يأنس به. (انظر : كتابنا : لبنان في العصر الفاطمي ـ التاريخ الحضاريّ ـ الحياة الثقافية في صور).

(١) هكذا يسمّيه المؤلف ـ رحمه‌الله ـ.

١٩٩

وروى عنه أمم منهم : حمّاد الحرّانيّ ، والحافظ عليّ بن الفضل ، والحافظ عبد الغنيّ ، والحافظ عبد القاهر الرّهاويّ ، وابن راجح ، وعبد القويّ بن الجبّاب ، وفرقد الكبانيّ ، وعبد الغفّار المحبّلي ، ونصر بن جرو ، والفخر الفارسيّ ، والشّيخ حسن الأدمي ، وعيسى بن الوجيه اللّخميّ ، ومحمد بن عمّاد ، ومحمد بن عبد الوهّاب بن الشّيرجيّ ، وعبد الخالق بن إسماعيل التّنيسيّ ، وعليّ بن رحّال ، ومحمد بن محمد بن سعيد المأمونيّ ، ومرتضى بن أبي الجود ، وأبو القاسم عبد الرّحمن بن الصّفراويّ ، وأبو الفضل جعفر الهمذانيّ ، وإبراهيم ومحمد ابنا عبد الرحمن بن الجبّاب ، وأحمد بن محمد بن الجبّاب ، وعبد الرحيم بن الطّفيل ، والحسين بن دينار ، وعليّ بن مختار ، ويوسف بن المخيلي ، وظافر بن شحم ، وعليّ بن زيد التّسارسيّ (١) ، ومحمد بن عليّ بن تاجر عينه ، وحمزة بن أوس الغزّال ، وعلي بن جبارة ، ويحيى بن عبد العزيز الأغماتيّ ، وحسين بن يوسف الشّاطبيّ ، وعبد العزيز بن النّقّار ، ومظفّر بن الفوّيّ (٢) ، ومنصور بن الدّماغ ، وعليّ بن محمد السّخاويّ ، وعليّ بن عبد الجليل الرّازيّ ، وأبو الوفاء عبد الملك ابن الحنبليّ ، وشعيب الزّعفرانيّ ، والعلم بن الصّابونيّ ، والعزّ بن رواحة ، وعبد الوهّاب بن رواح ، ويوسف بن محمود السّاويّ ، وبهاء الدّين بن الجيزيّ ، وهبة الله بن محمد ابن الواعظ. وتوفّي سنة خمسين وستّمائة ، والسّبط.

وبقي أبو بكر محمد بن الحسن السّفاقسيّ إلى سنة أربع وخمسين ، فروى عن السّلفيّ «المسلسل» بأوّل حديث ، رواه حضورا ، ولم يكن عنده سواه. وهو ابن أخت الحافظ عليّ بن المفضّل.

أنبأني أحمد بن سلامة ، عن فاطمة ، بنت سعد الخير ح. وقال ابن النّجّار : قرأت على محمد بن عبد الله المخزوميّ ، عن فاطمة بنت سعد

__________________

(١) التّسارسي : بفتح التاء المشدّدة المثنّاة والسين المهملة ، والراء ، وسين مهملة أخرى.

(انظر : معجم البلدان) وفيه : تسارس : قصر ببرقة.

(٢) الفوّي : بضم الفاء وتشديد الواو المفتوحة ، نسبة إلى فوّة بلدة قريبة من الإسكندرية.

٢٠٠