تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٤٠

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

وحدّث بحلب ، وحرّان.

روى عنه : الحافظ أبو محمد عبد الغنيّ ، والحافظ يوسف بن أحمد الشّيرازيّ ، وأبو القاسم بن صصريّ ، وإبراهيم بن أبي الحسن الزّيّات ، وأخواه محمد وبركات ، وعليّ بن سلامة الخيّاط ، وعماد بن عبد المنعم بن منيع ، وعبد الحقّ بن خلف ، وسليمان بن أحمد المقدسيّ الفقيه ، وابنه عبد الرزّاق بن أحمد.

وتوفّي بحرّان.

قال ابن النّجّار : درّس بحرّان وأفتى.

مولده سنة سبعين (١) وأربعمائة ، وتوفّي سنة ستّ. كذا قال في موته (٢).

١٤٤ ـ إبراهيم السّلميّ بن عليّ (٣).

أبو إسحاق السّلميّ ، الآمديّ ، ظهير الدّين ابن الفرّاء.

قرأ ببعض الروايات على أبي عبد الله البارع.

وسمع من : ابن الحصين ، والفراويّ.

وتفقّه على أسعد الميهنيّ.

وعلّق الخلاف بنيسابور عن الإمام محمد بن يحيى.

وحدّث «بصحيح مسلم».

ومولده سنة إحدى وخمسمائة.

وكان فقيها ، مهيبا ، عارفا بمذهب الشّافعيّ.

ومن شعره :

تحامته غزلان الحمى ومها النّقا

كما تتحامى العين سهما مفوّقا

وبات يرجّي من مزار مزوّر

وصالا محالا واعتذارا منمّقا

وكم جمعت بين الشّتيتين غفوة

فما التقت الأجفان حتّى تفرّقا

 __________________

(١) في ذيل طبقات الحنابلة ١ / ٣٤٧ ولد ببغداد سنة تسعين وأربعمائة. قاله ابن القطيعي عنه. وقال أبو المحاسن القرشي عنه : سنة سبعين.

(٢) ذكر ابن القطيعي وفاته في سنة ٥٧٦ ه‍.

(٣) انظر عن (إبراهيم بن علي الآمدي) في : البداية والنهاية ١٢ / ٣٠٤ ، ٣٠٥ ـ.

١٦١

١٤٥ ـ إبراهيم بن عليّ بن مواهب (١).

أبو إسحاق ابن الزّرّاد الأزجيّ.

سمع : أبا الغنائم محمد بن عليّ النّرسيّ ، وابن الحصين.

روى عنه : أبو سعد السّمعانيّ وهو أقدم منه ، وأبو الحسن القطيعيّ في تاريخه.

توفّي رحمه‌الله في تاسع رجب.

١٤٦ ـ إسحاق بن موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر (٢).

أبو طاهر بن أبي منصور بن الجواليقيّ.

سمع : زاهر بن طاهر ، وابن الحصين ، وجماعة.

وولد سنة سبع عشرة.

١٤٧ ـ إسماعيل بن موهوب بن الجواليقيّ (٣).

أبو محمد.

توفّي في شوّال بعد أخيه إسحاق بشهرين.

وكان إسماعيل أديبا لغويّا. قرأ على والده.

وسمع من : ابن الحصين ، وأبي العزّ بن كادش.

وأقرأ النّاس العربيّة بعد أبيه.

وروى عنه : ابن الأخضر ، وغيره.

وولد سنة اثنتي عشرة وخمسمائة (٤).

قال ابن النّجّار : كان من أعيان العلماء بالأدب صحيح النّقل ، كثير

__________________

(١) سيعيده برقم (١٩٦).

(٢) انظر عن (إسحاق بن موهوب) في : معجم الأدباء ٦ / ٨٨ ، وإنباه الرواة ١ / ٢٣٠ ، ومرآة الزمان ٨ / ٣٥٥ ، والوافي بالوفيات ٨ / ٤٢٧ رقم ٣٩٠١ ـ.

(٣) انظر عن (إسماعيل بن موهوب) في : معجم الأدباء ٢ / ٣٥٨ ، وإنباه الرواة ١ / ٢١٠ ، ومرآة الزمان ٨ / ٣٥٥ ، ٣٥٦ ، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي ٢٥٠ أ ، وذيل طبقات الحنابلة ١ / ٣٤٦ ، ٣٤٧ رقم ١٦٤ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٣٠٥ ، والوافي بالوفيات ٩ / ٢٣٠ رقم ٤١٣٥ ، وبغية الوعاة ١ / ٤٥٧ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٤٩ ـ.

(٤) في مرآة الزمان ٨ / ٣٥٥ ولد سنة ٥١١ ه‍.

١٦٢

المحفوظ ، ثقة ، نبيلا ، مليح الخطّ. تأدّب على أبيه ، وله حلقة بجامع القصر. وقد كتّب أولاد الخلفاء كأبيه ، مع التّزهّد والدّيانة والرّزانة.

قال ابن الجوزيّ : ما رأينا ولدا أشبه أباه مثل إسماعيل بن الجواليقيّ (١).

١٤٨ ـ إسماعيل بن أبي القاسم نصر بن نصر.

العكبريّ ، أبو محمد الواعظ.

سمع : أبا طالب بن يوسف ، وأبا سعد أحمد بن الطّيوريّ.

وتوفّي في شوّال.

وولد سنة خمسمائة.

قال ابن النّجّار : كان فقيها شافعيا ، حسن الوعظ.

١٤٩ ـ اليسع بن عيسى بن حزم بن عبد الله بن اليسع (٢).

أبو يحيى الغافقيّ ، الجيّانيّ ، المقرئ.

سكن أبوه المريّة.

أخذ القراءات عن : أبيه ، وأبي العبّاس القصير ، وأبي القاسم بن أبي رجاء ، وأبي الحسن شريح.

وسمع منهم ، ومن : أبي عبد الله بن زغيبة ، وابن موهب الجذاميّ ، وأبي

__________________

(١) ذيل طبقات الحنابلة ١ / ٣٤٧ ـ.

وقال المنذري : هو أحد الفضلاء النّسّاك ، سمع من غير واحد ، وحدّث.

وقال ابن الدبيثي : شيخ فاضل له معرفة بالأدب ، وقور ، حسن الطريقة ، واختصّ بخدمة الخلفاء في أيام المستضيء.

وقال ابن النجار : روى لنا عنه ابن الأخضر ، وأثنى عليه ثناء كثيرا.

(٢) انظر عن (اليسع بن عيسى) في : تكملة الصلة لابن الأبّار (مخطوط) ٣ / ورقة ١٤٠ ، والمطبوع ٧٤٤ ، ٧٤٥ ، ومعجم الشيوخ لابن الأبّار ٣٣٤ ـ ٣٣٦ ، والمغرب ٢ / ٨٨ ، والعبر ٤ / ٢٢٢ ، ٢٢٣ ، ومعرفة القراء الكبار ٢ / ٥٤٤ ، ٥٤٥ رقم ٤٩٠ ، وميزان الاعتدال ٤ / ٤٤٦ ، والمغني في الضعفاء ٢ / ٧٥٦ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٥٣ دون ترجمة ، ومرآة الجنان ٣ / ٤٠٢ ، وغاية النهاية ٢ / ٣٨٥ ، ٣٨٦ ، ولسان الميزان ٦ / ٢٦٩ ، ٢٧٠ ، وحسن المحاضرة ١ / ٤٩٦ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٥٠ ، ونفح الطيب ٢ / ٣٧٩ ، وكشف الظنون ٣٠٦ ، وهدية العارفين ٢ / ٥٣٦ ـ.

١٦٣

الفضل بن مشرّف ، وابن أخت غانم.

ولقي ببلنسية : أبا حفص بن واجب ، وأبا إسحاق بن خفاجة الشّاعر.

وأجاز له أبو محمد بن عتّاب ، وأبو عمران بن أبي تليد ، وجماعة.

ورحل واستوطن الإسكندرية ، وأقرأ بها القراءات. ثمّ رحل إلى القاهرة واشتمل عليه الملك صلاح الدّين ، ورسم له جاريا يقوم به. وكان يكرمه ويحترمه ويقبل شفاعته. وكان من أوّل من خطب بالدّعوة العباسيّة.

وكان فقيها ، مشاورا ، مقرئا ، محدّثا ، حافظا نسّابة ، بديع الخطّ ، بليغ الإنشاء ، رائق النظم. وله تصنيف سمّاه «المغرب في محاسن المغرب».

قيل هو متّهم في هذا التّصنيف.

روى عنه : أبو عبد الله التّجيبيّ ، والحافظ أبو الحسن بن المفضّل ، وأبو الحسين بن الصّفراويّ ، وآخرون.

وقرأ عليه بالروايات ابن الصّفروايّ ، وغيره.

وتوفّي في رجب وقد جاوز السّبعين.

ـ حرف التاء ـ

١٥٠ ـ [تجنّي] (١) أمّ عتب الوهبانيّة (٢).

عتيقة أبي المكارم بن وهبان.

__________________

(١) في الأصل بياض. والمثبت من : الإستدراك لابن نقطة (مخطوط) باب : تجني ونحيي ، والمختصر المحتاج إليه ٣ / ٢٥٩ رقم ١٣٩١ ، والعبر ٤ / ٢٢٣ ، ودول الإسلام ٢ / ٨٨ ، والمشتبه في الرجال ١ / ٦٩ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٥٠ ، ٥٥١ رقم ٣٥١ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٧ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٧٥ رقم ١٨٧٢ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٥٤ وفيه : «تحيي» ، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد ٢٦٨ ، ٢٦٩ ، والوافي بالوفيات ١٠ / ٣٧٩ ، رقم ٤٨٧٣ ، والقاموس المحيط (مادة ج ن ي) وفيه ظنّها مسمّاة بالفعل المضارع من : جنيت ، المبني للمجهول ، أي تجنى ، وتبصير المنتبه ١ / ١٩٤ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٨ ، والدارس في تاريخ المدارس ٢ / ٩٣ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٥٠ ، وتاج العروس ١٠ / ٧٨ ، وأعلام النساء ١ / ١٦٥ ، ١٦٦ ، وانظر : الإكمال ١ / ٥٠٣ بالحاشية.

(٢) في دول الإسلام : «الربانية».

١٦٤

شيخة مسندة معمّرة. وهي من آخر من سمع في الدّنيا من طراد الزّينبيّ ، وابن طلحة النّعاليّ.

روى عنها : أبو سعد السّمعانيّ ، والشّيخ الموفّق ، والبهاء عبد الرحمن ، والنّاصح بن نجم الحنبليّ ، وعبد الرّحيم بن عمر بن عليّ القرشيّ ، وعمر بن عبد العزيز بن النّاقد ، وعبد السّلام بن عبد الرحمن بن سكينة ، وأبو الفتوح نصر بن الحصريّ ، وهبة الله بن الحسن الدّوامي ، وسيّدة بنت عبد الرحيم بن السّهرورديّ ، ومحمد بن عبد الكريم السّيّديّ ، وزهرة بنت حاضر ، وفخر النّساء بنت الوزير محمد بن عبد الله ابن رئيس الرؤساء ، ويوسف بن يحيى البزّاز ، وأبو الوليد منصور بن عبد الله بن عفيجة ، وإبراهيم بن الخيّر ، ويحيى بن القميرة ، وآخرون.

قال ابن الدّبيثيّ (١) : أجازت لنا ، وتوفّيت في شوّال.

ـ حرف الحاء ـ

١٥١ ـ الحجّاج بن عليّ بن حجّاج (٢).

أبو القاسم بن الدّبيثيّ ، الواسطيّ.

قال ابن الدّبيثيّ : هو جدّي لأمّي.

سمع بواسط من القاضي الجلّابيّ. وسمع ببغداد من : أبي السّعادات أحمد بن أحمد ، وابن الحصين.

وسألته عن مولده فقال : سنة خمس وخمسمائة يوم عاشوراء وتوفّي رحمه‌الله في صفر.

سمعته يتمثّل بشعر.

١٥٢ ـ الحسن المستضيء بأمر الله (٣).

__________________

(١) في المختصر المحتاج إليه ٣ / ٢٥٩ ـ.

(٢) انظر عن (الحجّاج بن علي) في : المختصر المحتاج إليه ج ١ ـ.

(٣) انظر عن (المستضيء بأمر الله) في : المنتظم ١٠ / ٢٣٦ (١٨ / ١٩٠ وما بعدها) ، وسنا البرق ـ

١٦٥

أمير المؤمنين أبو محمد بن المستنجد بالله يوسف بن المقتفي محمد بن المستظهر أحمد بن المقتدي ، الهاشميّ ، العبّاسيّ.

بويع بالخلافة بعد موت أبيه في ربيع الآخر سنة ستّ وستّين وخمسمائة. وكان القائم بأخذ البيعة له الوزير عضد الدّين أبو الفرج محمد بن عبد الله ابن رئيس الرؤساء واستوزره يومئذ.

ولد المستضيء في سنة ستّ وثلاثين وخمسمائة ، وكان ذا حلم وأناة ، وفيه رأفة. وكان كثير الصّدقة والمعروف. وأمّه أرمنيّة تدعى غضة ، وكان له من الولد أحمد ، وهو الإمام النّاصر ، وهاشم أبو منصور.

قال ابن الجوزيّ في «المنتظم» (١) : بايعه النّاس ونودي برفع المكوس ، وردّ مظالم كثيرة ، وأظهر من العدل والكرم ما لم نره في أعمارنا. وفرّق مالا عظيما على الهاشميّين ، والعلويّين ، والعلماء ، والمدارس ، والرّبط. وكان

__________________

= الشامي ١ / ٣٤٢ ، وخريدة القصر (قسم شعراء العراق) ١ / ٩ ، والتاريخ الباهر ١٧٩ ، والكامل في التاريخ ١١ / ٤٥٩ ، وتاريخ دولة آل سلجوق ٢٧٧ ، وزبدة التواريخ ٢٨٦ ، وتاريخ الزمان ١٩٥ ، وتاريخ مختصر الدول ٢١٦ ، ومختصر التاريخ لابن الكازروني ٢٣٧ ـ ٢٤١ ، وتاريخ إربل ١ / ٢١٠ و ٢١٤ و ٤٢١ ، والفخري ٣١٩ ـ ٣٢١ ، وخلاصة الذهب المسبوك ١٢٧٨ ـ ٢٨٠ ، وتاريخ ابن الدبيثي (مخطوط دار الكتب الوطنية بباريس ، رقم ٥٩٢٢) ورقة ٢٢ ، ومرآة الزمان ٨ / ٣٥٦ ، ومضمار الحقائق ٤ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ٦٢ ، ومرآة الزمان ٨ / ٣٥٦ ، والمختصر المحتاج إليه ٢ / ٣٠ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٧ ، والعبر ٤ / ٢٢٣ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٦٨ ـ ٧٢ رقم ٢٤ ، ودول الإسلام ٢ / ٨٨ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٨٩ ، ونهاية الأرب ٢٣ / ٣٠٠ ـ ٣٠٨ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٣٠٤ ، ومرآة الجنان ٣ / ٤٠١ ، والوافي بالوفيات ١٢ / ٣٠٩ ـ ٣١١ رقم ٢٨٠ ، والعسجد المسبوك ٢ / ١٦٣ ، ومآثر الإنافة ٢ / ٥٠ ـ ٥٥ ، وتاريخ الخميس ٢ / ٤٠٩ ، وتاريخ ابن خلدون ٣ / ٥٢٨ ، والجوهر الثمين ١ / ٢١٢ ، ٢١٣ ، وفوات الوفيات ٢ / ٢٦٩ ـ ٢٧١ رقم ١٩ ، والسلوك ج ١ ق ١ / ٧٠ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٨٥ ، وتاريخ الخلفاء ٤٤٤ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ١٥٣ ، ١٥٤ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٥٠ ، ٢٥١ ، وأخبار الدول ١٧٧ ، وتحفة الناظرين للشرقاوي (على هامش : فتوح الشام للواقدي) ١ / ١٣٣ ـ.

وانظر كتاب : المصباح المضيء في خلافة المستضيء ، لابن الجوزي.

(١) ج ١٠ / ٤٣٦ (١٨ / ١٩٠).

١٦٦

دائم البذل للمال ليس له عنده وقع. ولمّا استخلف خلع على أرباب الدّولة وغيرهم ، فحكى خيّاط المخزن أنّه فصّل ألفا وثلاثمائة قباء إبريسم. وخطب له على منابر بغداد ، ونثرت له الدّنانير كما جرت العادة.

وولّي روح بن الحديثيّ قضاء القضاة ، ثمّ أمّر سبعة عشر مملوكا.

وللحيص بيص فيه :

يا إمام الهدى علوت من الجو

د بمال وفضّة ونضار

فوهبت الأعمار والأمن والبلدان

في ساعة مضت من نهار

فبما ذا نثني عليك وقد جاوزت

فضل البحور والأمطار

إنّما أنت معجز مستقلّ

خارق للعقول وللأفكار

جمعت نفسك الشّريفة بالبأس

وبالجود بين ماء ونار (١)

قال ابن الجوزيّ (٢) : واحتجب المستضيء عن أكثر النّاس ، فلم يركب إلّا مع الخدم ، ولم يدخل عليه غير قيماز. وفي خلافته انقضت دولة بني عبيد المصريّين ، وخطب له بمصر ، وضربت السّكّة باسمه ، وجاء البشير بذلك إلى بغداد ، فغلّقت الأسواق ببغداد وعلمت القباب. وصنّفت كتابا سمّيته «النّصر على مصر» وعرضته على الإمام المستضيء.

توفّي في شوّال.

قلت : رزق سعادة عظيمة في خلافته ، وخطب له باليمن ، وبرقة ، وتورز ، ومصر إلى أسوان. ودانت الملوك بطاعته. وكان يطلب ابن الجوزيّ ، ويأمر بعقد مجلس الوعظ ، ويجلس بحيث يسمع ، ويميل إلى الحنابلة.

وفي أيّامه ضعف الرفض ببغداد ووهى ، وأمن النّاس.

__________________

(١) لم ترد هذه الأبيات في (ديوان الحيص بيص) بتحقيق مكي السيد جاسم وشاكر هادي شكر (بغداد ١٩٧٤ ـ ١٩٧٥) ، كما لم ترد في خريدة القصر حيث ورد معظم شعره.

(٢) في المنتظم.

١٦٧

قال ابن النّجّار : وكان حليما ، رحيما ، شفيقا ، ليّنا ، كريما. نقلت من خطّ أبي طالب عبد السّميع أنّه كان من الأئمّة الموفّقين ، كثير السّخاء ، حسن السّيرة. إلى أن قال : اتّصل بي أنّه وهب في يوم لجهات وحظايا زيادة على خمسين ألف دينار.

وقال عبد العزيز بن دلف : ثنا مسعود بن النّاصر قال : كنت أنادم المستضيء ، وكان صاحب المخزن ابن العطّار قد عمل تور كأنّه شمعدان شمعه من ألف دينار.

قال : فحضر وفيه الشّمعة ، فلمّا قمت قام الخادم بها بين يدي ، فأطلق لي التور.

مات في سلخ شوّال.

ـ حرف السين ـ

١٥٣ ـ سالم بن عليّ بن سلامة (١).

الدّلّال ابن البيطار.

بغداديّ ، سمع بنفسه من القاضي أبي بكر الأنصاريّ ، وعليّ بن الصّبّاغ ، وجماعة.

وحدّث (٢).

١٥٤ ـ سعيد بن عبد الله بن أحمد بن مفضّل (٣).

أبو القاسم الأزجيّ.

__________________

(١) انظر عن (سالم بن علي) في : المختصر المحتاج إليه ٢ / ٩٩ رقم ٧١٠ ، والوافي بالوفيات ١٥ / ٨٨ ، ٨٩ رقم ١١٧ ـ.

(٢) قال ابن الدبيثي : سمع منه القرشي ، وابن مشّق ، وغيرهما ، وكان صحيح السماع. توفي في آخر سنة خمس وسبعين وخمسمائة.

وقال ابن النجار : سمع الكثير وحصّل الأصول. وكان متيقّظا صالحا صدوقا .. وخرّج له ابن الأخضر فوائد في جزء لطيف ، ورواه لنا عنه. ولد سنة إحدى وخمسمائة.

(٣) انظر عن (سعيد بن عبد الله) في : المختصر المحتاج إليه ٢ / ٨٧ رقم ٦٩١ ـ.

١٦٨

سمع : أبيّا النّرسيّ ، ومحمد بن عبد الباقي الدّوريّ.

وكان كاتبا مذموم السّيرة.

سمع منه : أبو محمد بن الخشّاب ، والقدماء (١).

وتوفّي في رمضان (٢).

ـ حرف الشين ـ

١٥٥ ـ شافع بن صالح (٣) بن حاتم (٤).

الجيليّ ، ثمّ البغداديّ. أخو الحافظ أحمد بن صالح. وشافع الأكبر.

وكان من عدول بغداد.

سمع : أبا سعد بن الطّيوريّ ، وهبة الله بن الحصين ، وهبة الله الشّروطيّ.

روى عنه : إلياس بن جامع الإربليّ ، وجماعة.

قال ابن الدّبيثيّ : أجاز لنا.

وتوفّي في آخر السّنة.

١٥٦ ـ شهاب بن أبي الفوارس محمد بن هبة الله.

أبو شجاع البوّاب.

أسمعه خاله عليّ بن سعد الخبّاز من : أبي نصر بن رضوان ، وهبة الله بن الحصين.

روى عنه غير واحد.

__________________

(١) ولد سنة ٤٩٧ ه‍.

(٢) في المختصر : «شعبان».

(٣) انظر عن (شافع بن صالح) في : المختصر المحتاج إليه ٢ / ١٠٢ رقم ٧١٨ ، والتكملة لوفيات النقلة للمنذري ٣ / ٥٣٢ رقم ٢٩٣٢ في ترجمة ابنه (أبي المعالي صالح بن شافع بن صالح بن شافع بن صالح بن حاتم ..) ، وذيل طبقات الحنابلة ١ / ٤٩ ، والوافي بالوفيات ١٦ / ٧٦ رقم ٩٥ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٦٤ ـ.

(٤) في الأصل : «حامد» وهو سهو.

١٦٩

ـ حرف العين ـ

١٥٧ ـ عبد الله بن أحمد بن بكران (١).

أبو محمد الدّاهريّ ، الضّرير ، المقرئ والد عبد السّلام الخفّاف.

والدّاهرية من قرى السّواد.

قرأ على سبط الخيّاط. وسمع من : أبي غالب بن البنّاء.

وتوفّي راجعا من الحجّ.

١٥٨ ـ عبد الله بن أحمد بن عليّ بن قرشيّ.

أبو الوليد الحجريّ ، القرطبيّ.

سمع من : أبا الوليد بن الدّبّاغ ، وأبي الحسن بن النّعمة ، وجدّه لأمّه أبي الحسن بن فيد.

وصحب أبا بكر عتيق ابن الخصم وتأدّب به ، وأبي الحسن بن سعد الخير.

ومهر في صناعة العربيّة واللّغة ، وجلس لإقرائهما. وله النّظم والنّثر.

أخذ عنه : أبو عبد الله بن سعادة النّحويّ ، وغيره.

١٥٩ ـ عبد الحقّ بن عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف (٢).

أبو الحسين الشّيخ ، الثقة ، من بيت الحديث والفضل.

__________________

(١) انظر عن (عبد الله بن أحمد بن بكران) في : المختصر المحتاج إليه ٢ / ١٣٠ ، ومعرفة القراء الكبار ٢ / ٥٧٢ رقم ٥٢٩ ، وغاية النهاية ١ / ٤٠٥ ـ.

(٢) انظر عن (عبد الحق بن عبد الخالق) في : الكامل في التاريخ ١١ / ٤٦١ ، وتاريخ إربل ١ / ٣٥ ، ٩٨ ، ١٣٢ ، ١٨٤ ، والمختصر المحتاج إليه ٢ / ٧٠ ، ٧١ رقم ٨٧٣ ، والعبر ٤ / ٢٢٤ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٥٢ ، ٥٥٣ رقم ٣٥٣ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٧٥ رقم ١٨٧١ ، ودول الإسلام ٢ / ٨٨ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٧ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٣٦١ ، وتاريخ ابن الدبيثي ١٥ / ٢٦٩ ، وذيل التقييد ٢ / ١١٥ رقم ١٢٥٩ ، والعسجد المسبوك ٢ / ١٧٦ ، ١٧٧ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٨٦ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٥١ ـ.

١٧٠

ولد سنة أربع وتسعين وأربعمائة. وسمّعه أبوه الكثير من أبي الحسين بن الطّيوريّ ، وجعفر السّرّاج ، وأبي القاسم الرّبعيّ ، وأبي سعد بن خشيش ، وأبي الحسن العلّاف ، وابن بيان ، وخلق سواهم.

وكان أبو الفضل بن شافع يقول : هو أثبت أقرانه (١).

وقال عبد العزيز بن الأخضر : كان عبد الحقّ لا يحدّث بما سمعه حضورا. ترك ذلك تورّعا (٢).

روى عنه : ابن السّمعانيّ ، وذكره في «تاريخه» ، وأبو الفرج بن الجوزيّ ، وقال : كان حافظا لكتاب الله ، ديّنا ، ثقة ، سمع الكثير وحدّث (٣). وهو من بيت المحدّثين (٤).

وقال البهاء عبد الرحمن : سمعنا كثيرا على عبد الحق ، وكان من بيت الحديث فإنه روى لنا عن أبيه عن أبيه عن أبيه.

قال : وكان صالحا فقيرا ، وكان عسرا في السّماع جدّا. ورزقت منه حظّا ، لأنّه كان يراني منكسرا مواظبا ، وكان يعيرني الأجزاء فأكتبها. وألهم في آخر عمره القرآن ، فكان يقرأ كلّ يوم عشرين جزءا أو أكثر (٥).

قلت : وروى عنه الحافظان : عبد العزيز بن الأخضر ، وعبد القادر الرّهاويّ ، والشّيخ موفّق الدّين ، والحافظ عبد الغنيّ ، والشّهاب بن راجح ، وحمد بن صدّيق الحرّانيّ ، وأبو الحسين القطيعيّ ، وعبد الرحمن بن بختيار ، وقيصر البوّاب ، وإبراهيم بن الخيّر ، ويحيى بن القميرة ، وعليّ بن هبة الله بن الجمّيزيّ ، والأعزّ بن العليق ، ومحمد بن عبد الكريم السّنديّ ، وخلق سواهم.

وقال ابن مشّق : توفّي في السّادس والعشرين من جمادى الأولى.

__________________

(١) المختصر المحتاج إليه ٢ / ٧٠ ـ.

(٢) المختصر المحتاج إليه ٢ / ٧٠ ـ.

(٣) المختصر المحتاج إليه ٢ / ٧١ ـ.

(٤) المختصر المحتاج إليه ٢ / ٧١ ـ.

(٥) المختصر المحتاج إليه ٢ / ٧١ ـ.

١٧١

١٦٠ ـ عبد المحسّن بن تريك بن عبد المحسّن بن تريك (١).

أبو الفضل الأزجيّ ، البيّع.

سمع : أبا الغنائم النّرسيّ ، وأبا القاسم بن بيان ، وأبا عبد الله الدّوريّ.

سمع منه : أحمد وتميم ابنا أحمد البندنيجيّ ، وعبد العزيز بن الأخضر ، والبهاء عبد الرحمن ، ونصر بن عبد الرّزّاق ، وآخرون.

توفّي يوم عرفة.

١٦١ ـ عبيد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة.

أخو الشّيخ أبي عمر ، والشّيخ الموفّق.

ولد في أوّل سنة خمسين ، وعاش خمسا وعشرين سنة.

ومات في طريق الحجّ.

وقد سافر إلى بغداد ، وسمع من : شهدة ، وعبد الحقّ ، وجماعة.

وكان ذا مروءة وكرم. رمي بسهم بين مكّة وعرفات ، فبقي منه مريضا حتّى مات بين تيماء والمدينة.

قال الضّياء : وسمعت أنّ ابنه الشّرف كان طفلا نائما ، فانتبه فقال :

السّاعة يدفنون أبي. فزجرته أمّه. فلمّا قدم الحاجّ تبيّن أنّهم دفنوه تلك اللّيلة.

خلّف من الولد : أحمد ، وسارة ، وزينب.

١٦٢ ـ علم (٢) زوجة الشّيخ محمد بن يحيى الزّبيديّ.

امرأة زاهدة ، صالحة ، واعظة.

قدمت بغداد مع زوجها. وهي أمّ المبارك وجدّة الحسين.

تزوّج بها بدمشق ، وعمّرت دهرا.

__________________

(١) انظر عن (عبد المحسّن بن تريك) في : المختصر المحتاج إليه ٢ / ٨٧ رقم ٩١٥ ، والمشتبه في الرجال ١ / ٧٢ ، والعبر ٤ / ٢٢٤ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٥٣ دون ترجمة.

(٢) في الأصل : «علما» والتصحيح من : المختصر المحتاج إليه ٣ / ٢٦٧ رقم ١٤٢٠ ـ.

١٧٢

١٦٣ ـ عليّ بن أحمد بن محمد بن عمر بن حسن (١).

أبو الحسن العلويّ الحسينيّ الزيديّ البغداديّ ، القدوة السيّد الفقيه الشافعيّ المحدّث.

قال ابن الدّبيثيّ (٢) : أحد الأعيان والزّهّاد والنّسّاك. حفظ القرآن وحصّل الفقه ، وكتب الكثير من الحديث وجمعه. وكان نبيلا ، جامعا لصفات الخير. سمعت شيخنا ابن الأخضر يعظّم شأنه ويثني عليه ويصف زهده ودينه.

وقال : أوّل سماعه سنة أربعين وإلى آخر عمره.

سمع : الحافظ ابن ناصر ، وابن الزّاغونيّ ، ونصر بن العكبريّ.

وانتخب لنفسه أجزاء ، وحدّث بها وسمع منه شيوخه وأقرانه تبرّكا به ، منهم : عمر القرشيّ ، وعمر العليميّ ، وأبو المواهب بن صصريّ.

وكان ثقة صدوقا. ولد سنة تسع وعشرين وخمسمائة.

وتوفّي في شوّال وأبواه في الحياة ، ودفن بداره. ووقف كتبه ، وانتفع بها النّاس. فقيل إنّ الوزير عضد الدّين ابن رئيس الرؤساء لمّا عاد إلى الوزارة بعث إليه بألف دينار ، وكان نذرها إن عاد إلى الوزارة ، فلمّا سمع المستضيء بذلك بعث إلى الشّريف بألف دينار أخرى ، وبعثت إليه بنفسه أمّ الخليفة بألف دينار ، فلم يتصرّف فيها بل بنى مسجدا واشترى كتبا كثيرة وقفها (٣) فيه وانتفع بها النّاس (٤).

__________________

(١) انظر عن (علي بن أحمد) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ١١٤ ، ١١٥ رقم ٩٧٥ ، والتاريخ المجدّد لمدينة السلام لابن النجار (مخطوطة الظاهرية) ورقة ١٦٩٠ ، ١٧٠ ، ومرآة الزمان ٨ / ٣٥٦ ، ٣٥٧ ، وذيل تاريخ بغداد ٣ / ١٥٨ ـ ١٦٢ رقم ٧٤٠ ، و (المخطوط) ٢ / ورقة ٢١٢ أ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ١٠٤ ، ١٠٥ رقم ٤٩ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٧٥ رقم ١٨٧٣ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٤ / ٢٧١ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٨٦ ، والعسجد المسبوك ٢ / ١٧٧ ـ.

(٢) في المختصر المحتاج إليه.

(٣) في الأصل : «فوقها».

(٤) وقال ابن النجار : أبو الحسن العلويّ الحسني الزيدي نسبا الشافعيّ مذهبا ، وكذا رأيت

١٧٣

١٦٤ ـ عليّ بن حميد بن عمّار (١).

أبو الحسن الأنصاريّ ، الأطرابلسيّ ، ثمّ المكّيّ ، النّحويّ ، المقرئ.

حدّث في هذا العام «بصحيح البخاريّ» ، عن أبي مكتوم عيسى بن أبي ذرّ الهرويّ سماعا ، وهو آخر من سمع منه.

روى عنه : محمد بن عبد الرحمن التّجيبيّ الأندلسيّ ، وعبد الرحمن بن أبي حرميّ فتّوح بن بنين المكّيّ العطّار ، وناصر بن عبد الله المصريّ العطّار

__________________

= نسبه بخط يده ، كان أحد الأعيان المشار إليهم بالزهد والعبادة والفضل والعفة والنزاهة ، وحسن الطريقة ، وصحّة العقيدة ، وسلامة الطويّة ، قطع أوقاته في العبادة ، ومواصلة الطاعة ، وطلب العلم ودرسه وكتابته والسعي في تحصيله حتى مكّن الله منزلته في قلوب الناس ، فأحبّه الخاص والعام ، ووقع له القبول في الأرض حتى كان يقصده الأماثل والأعيان لزيارته والتبرّك به ، وهو مع ذلك متواضع في طلب العلم وحضور مجالس الحديث والسماع من كل راو وصحبة طلب العلم والنسخ والتحصيل لا يفتر من ذلك ، وكان موصوفا بحسن الخلق ، والخلق وطيب الملقى وحسن العشرة وحلاوة الألفاظ والجود والمروءة ، وبذل ما بيده ، وتفقد المتحملين ، والإفضال على الناس ، وسمع الحديث الكثير ، وقرأ بنفسه وكتب بخطه ، واستكتب بخط غيره ، وحصّل الأصول الكثيرة حتى صار له من الكتب المصنّفة والمسانيد والأجزاء شيء كثير ، فوقفه بمسجده الّذي استجدّه بدار دينار الصغيرة ، وشاركه في الوقفية شريكه رفيقه صبيح النصري ، وأضاف إلى كتبه ما حصّله من كتب وما كتبه بخطه واستكتبه بخط غيره ، وكان على طريقة جميلة من حسن الصحبة وصحة النيّة وسلامة الطويّة حتى كأنهما روحان في جسد .. وبالغ في الطلب حتى طلب من أقرانه ، وعمّن هو دونه ، وحدّث باليسير لأنه مات شابا قبل أوان الرواية ..

قرأت في كتاب القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي بخطه قال : وممن مات في شوال في هذه السنة في هذا الطاعون ـ يعني سنة خمس وسبعين وخمسمائة ـ الشريف الزاهد وليّ الله أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن الزيدي ، وكان عالما فاضلا ، حافظا عارفا له المجاهدات الكثيرة والمعرفة التامة ، والأحوال الحسنة والكرامات الظاهرة لو أتيت ما شاهدت له من الكرامات ، وما حدّثني به الثقات من ذلك لقام من ذلك كراريس ، ومات عن قريب من سبع وأربعين سنة ، وكان رفيقي في السماع سنين كثيرة. (ذيل تاريخ بغداد).

(١) انظر عن (علي بن حميد) في : سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٤١ (دون ترجمة) ، والعقد الثمين لقاضي مكة ٦ / ١٥٦ ، ١٥٧ ، وذيل التقييد ، له ٢ / ١٩١ رقم ١٤١٣ ـ. وقد تقدّم برقم (١٢).

١٧٤

نزيل مكّة ستّين عاما ، وأبو الربيع سليمان بن أحمد السّعديّ المغربل الشّاوي ، وآخرون.

وحدّث في سنة خمس وسبعين.

١٦٥ ـ عليّ بن هبة الله بن عليّ بن خلدون (١).

أبو المعالي الواعظ.

ولد ببغداد ، ونشأ بالكوفة ، وحجّ ، ودخل مصر فتعلّم الوعظ ، ثمّ قدم دمشق وسمع بها من أبي الحسين عليّ بن الموازينيّ. وسكنها حتّى مات.

روى عنه : أبو المواهب بن صصريّ وقال : توفّي في ربيع الآخر عن ثلاث وتسعين سنة ممتّعا بحواسّه.

قلت : وروى عنه : عتيق السّلمانيّ ، ومكّيّ بن علّان.

١٦٦ ـ عمر بن عليّ بن الخضر بن عبد الله بن عليّ (٢).

أبو المحاسن القرشيّ ، الزّبيريّ ، الدّمشقيّ ، القاضي ، الحافظ.

قال ابن الدّبيثيّ (٣) : حافظ ، ثقة ، عالم. عني بطلب الحديث وبسماعه وكتابته :

وسمع بدمشق ، وحلب ، وحرّان ، والموصل ، وبغداد ، والكوفة ، والحجاز ، ورزق الفهم والحديث.

سمع : أبا الدّرّ ياقوت ، وأبا القاسم بن البنّ ، وأبا طالب عبد

__________________

(١) انظر عن (علي بن هبة الله) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ١٤٦ رقم ١٠٠٦٦ ، والتاريخ المجدّد لابن النجار (مخطوطة باريس رقم ٢١٣١) ورقة ٦٥ ، ٦٦ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٥٣ دون ترجمة ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٧ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٨٦ ـ.

(٢) انظر عن (عمر بن علي) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ١٠١ ، ١٠٢ رقم ٩٤٤ ، والتاريخ المجدّد لابن النجار (مخطوطة باريس) ورقة ١١٣ ، والكامل في التاريخ (حوادث ٥٧٥ ه‍.) ولقبه : نعنع ، وتلخيص مجمع الآداب ج ٥ / رقم ١٤٨٣ ، والعبر ٤ / ٢٢٤ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ١٠٥ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٧ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٧٥ رقم ١٨٧٤ ، ومرآة الجنان ٣ / ٤٠٢ ، والعسجد المسبوك ٢ / ١٧٧ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٨٦ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٥٢ ـ.

(٣) في المختصر المحتاج إليه.

١٧٥

الرحمن بن العجميّ ، وحامد بن محمود الحرّانيّ.

وقدم بغداد في سنة ثلاث وخمسين ، وسكنها. وسمع : أبا الوقت ، وأبا جعفر العبّاسيّ ، وأبا المظفّر بن التّريكيّ ، وأبا محمد بن المادح ، فمن بعدهم. حتّى سمع من أصحاب قاضي المرستان.

وصحب أبا النّجيب السّهرورديّ. وولّاه قاضي القضاة روح بن الحديثيّ قضاء الحريم.

ونفّذ رسولا إلى نور الدّين وما كان بلغ الثّلاثين سنة.

سمع منه : أبو سكّرة الباقداريّ ، وأحمد بن أحمد البندنيجيّ ، وأبو الفتوح بن الحصريّ ، وابنه أبو بكر عبد الله بن عمر.

وأجاز لي.

ولد بدمشق في شعبان سنة ستّ وعشرين.

وتوفّي في ذي الحجّة.

١٦٧ ـ عيسى بن أحمد بن محمد بن عبيد الله (١).

أبو هاشم الدّوشابيّ (٢) ، الهاشميّ ، العبّاسيّ ، البغداديّ ، الهرّاس. وهو منسوب إلى دوشاب بن عليّ العبّاسيّ.

سمع من : أبي عبد الله الحسين بن عليّ بن البسريّ.

قال أبو سعد السّمعانيّ : كان هرّاسا. كتبت عنه حديثين.

قلت : وروى عنه : البهاء عبد الرّحمن ، وأبو بكر عبد الله بن نصر قاضي حرّان ، وحمد بن صديق ، وابن المقيّر ، وجماعة.

توفّي في رجب.

__________________

(١) انظر عن (عيسى بن أحمد) في : الأنساب ٥ / ٢٦٣ ، ٢٦٤ ، واللباب ١ / ٥١٣ ، والمختصر المحتاج إليه ٣ / ١٥٢ رقم ١٠٨٤ ، والعبر ٥ / ٢٢٥ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٨٣ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٧ ـ.

(٢) الدّوشابي : بضم الدال المهملة وسكون الواو وفتح الشين المعجمة وفي آخرها باء موحّدة. هذه النسبة إلى دوشاب ، وهو الدبس بالعربية ، وبيعه أو عمله.

١٧٦

١٦٨ ـ عيسى بن الإمام المسترشد بالله.

توفّي كهلا في المحرّم.

ـ حرف القاف ـ

١٦٩ ـ القاسم بن عبد الرحمن بن دحمان (١).

أبو محمد الأنصاريّ ، المالقيّ ، المقرئ.

قال الأبّار : أخذ القراءات عن أبي منصور بن الخير ، وأبي عبد الله ابن أخت غانم ، وأبي الحسين بن الطّراوة ، وأبي الفتح سعدون المراديّ أخذ عنه كتب النّحو.

وناظر في «المدوّنة» على : أبي محمد بن الوحيديّ ، وأبي عبد الله بن الأديب. وسمع منهما «صحيح البخاريّ».

وأجاز له أبو بحر الأسديّ ، وأبو عبد الله بن الحاجّ ، وجماعة.

وكان مقرئا جليلا ، نحويّا ماهرا ، عالما بالقراءات والعربيّة ، متصوّرا لإقرائها. حدّث عنه جماعة من شيوخنا.

وقد أخذ عنه : أبو زيد السّهيلي مع تقدّمه ، وأبو الحسن بن خروف.

توفّي بمالقة وقد نيّف على الثّمانين.

ـ حرف الميم ـ

١٧٠ ـ محمد بن أحمد بن الفرج (٢).

أبو منصور الدّقاق ، البغداديّ الوكيل بباب القاضي. وهو أحد الإخوة الأربعة.

__________________

(١) انظر عن (القاسم بن عبد الرحمن) في : التكملة لكتاب الصلة لابن الأبّار (مخطوط) ٣ / ورقة ١٠١ ، والمطرب لابن سعيد ٢١٦ ، وبغية الملتمس للضبّي ٤٥٠ ، ٤٥١ رقم ١٣٠٧ ، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ٥ ق ٢ / ٥٤٥ ، ٥٤٦ ، ومعرفة القراء الكبار ٢ / ٥٥١ رقم ٥٠٠ ، وغاية النهاية ٢ / ١٩ ، وبغية الوعاة ٢ / ٢٥٥ ـ.

(٢) انظر عن (محمد بن أحمد بن الفرج) في : تاريخ إربل ١ / ١٨٤ ، والمختصر المحتاج إليه ١ / ٩ ـ.

١٧٧

سمّعه خاله الحافظ محمد بن ناصر من أحمد بن محمد بن المحامليّ ، وعبد الله بن أحمد بن السّمرقنديّ ، وأبي طالب اليوسفيّ ، وأبي العزّ القلانسيّ.

وحدّث عنهم. وكان ثقة.

روى عنه : الحافظ أبو بكر الخازميّ ، وأبو محمد بن الأخضر ، والبهاء عبد الرّحمن ، وطائفة سواهم.

وتوفّي في ذي الحجّة. وكان مولده في سنة أربع وخمسمائة.

وأوّل سماعه سنة إحدى عشرة من ابن يوسف.

١٧١ ـ محمد بن الحسين بن الحسن بن الخليل (١).

أبو الفرج الأديب الهيتيّ.

سمع : أبا القاسم بن الطبر ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ.

وقرأ العربيّة على ابن الشّجريّ.

كتب عنه ابن السّمعانيّ مع تقدّمه ، وتوفّي في ربيع الآخر (٢).

١٧٢ ـ محمد بن خير بن عمر بن خليفة (٣).

__________________

(١) انظر عن (محمد بن الحسين) في : مرآة الزمان ٨ / ٣٥٧ ، ٣٥٨ ـ.

(٢) ولد بهيت سنة ٤٩٥ ه‍. وسكن بغداد وكان صالحا فاضلا ، له نظم ونثر وله براعة في ذلك :

يا راقدا أسهر لي مقلة

عزيزة عندي وأبكاها

ما آن للهجران أن ينقضي

عن مهجة هجرك أفناها

إن كنت ما ترحمني فارتقب

يا قاتلي في قتلي الله

وله من النثر :

من كان الصمت شجرته ، كانت السلامة ثمرته.

في احتراز اللبيب ، ما يغنيه عن الطبيب.

من ترك المراء ، استمال الورى.

(٣) انظر عن (محمد بن خير) في : بغية الملتمس للضبي ٧٥ رقم ١١٣ ، وتكملة كتاب الصلة

١٧٨

المقرئ ، الأستاذ ، الحافظ ، أبو بكر اللّمتونيّ ، الإشبيليّ.

أخذ القراءات عن شريح ، واختصّ به حتّى برع وفاق.

وسمع من : أبي مروان الباجيّ ، وأبي بكر بن العربيّ.

ورحل إلى قرطبة فسمع من : أبي جعفر بن عبد العزيز ، وابن عمّه أبي بكر ، وأبي القاسم بن بقيّ ، وابن مغيث ، وابن أبي الخصال ، وطائفة.

قال الأبّار (١) : وكان مكثرا إلى الغاية بحيث انّه سمع من رفاقه ، وسمع أكثر من مائة نفر. ولا نعلم أحدا من طبقته مثله. وتصدّر بإشبيليّة للإقراء والإسماع. وأخذ النّاس عنه. وكان مقرئا مجوّدا ، ومحدّثا متقنا ، أديبا ، نحويا ، لغويّا ، واسع المعرفة ، رضا ، مأمونا. ولما مات بيعت كتبه بأغلى ثمن لصحّتها.

ولم يكن له نظير في هذا الشّأن مع الحظّ الأوفر من علم اللّسان.

توفّي في ربيع الأوّل ، وكان له جنازة مشهودة.

وولد سنة اثنتين وخمسمائة.

أكثر عن شيخنا ابن واجب.

١٧٣ ـ محمد ابن قاضي القضاة أبي الحسن عليّ بن أحمد بن عليّ بن محمد بن عليّ (٢).

القاضي أبو الفتح بن الدّامغانيّ.

__________________

= لابن الأبّار ٢ / ٥٢٣ ـ ٥٢٥ ، والعبر ٤ / ٢٢٥ ، والمعين في طبقات الحفاظ ١٧٥ رقم ١٨٧٥ ، ومعرفة القراء الكبار ٢ / ٥٥٨ ، رقم ٥١٢ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٣٦٦ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ومرآة الجنان ٣ / ٤٠٢ ، والوافي بالوفيات ٣ / ٥١ رقم ٩٤٩ ، وغاية النهاية ١ / ١٣٩ ، وبغية الوعاة ١ / ٤١ ، وطبقات الحفاظ للسيوطي ٤٨٣ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٥٢ ، ومعجم طبقات الحفاظ ١٥٦ رقم ١٠٧٣ ـ.

(١) في تكملة الصلة.

(٢) انظر عن (محمد بن علي بن أحمد) في : ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد ٢ / ١٢٥ رقم ٣٥٢ ، والمختصر المحتاج إليه ١ / ٩١ ، وتلخيص مجمع الآداب ٤ / رقم ١٢١٩ ، والجواهر المضيّة ٢ / ٢١ ، ومرآة الزمان ٨ / ٣٥٨ ـ.

١٧٩

كان عارفا بمذهب أبي حنيفة ، وناب في الحكم عن والده.

وتوفّي شابا عن تسع وعشرين سنة (١).

١٧٤ ـ محمد بن عليّ بن حمزة بن محمد (٢).

أبو يعلى بن الأقساسيّ (٣) ، العلويّ ، الشّريف ، الكوفيّ ، أخو النّقيب أبي محمد الحسن بن عليّ.

كان أديبا ، شاعرا (٤).

سمع من : أبيّ النّرسيّ ، وأبي البركات عمر بن إبراهيم العلويّ.

وتوفّي في ذي الحجّة وقد قارب الثّمانين.

١٧٥ ـ محمد بن القاضي عياض بن موسى بن عياض (٥).

اليحصبيّ السّبتيّ أبو عبد الله قاضي دانية.

قيل : توفّي في هذه السّنة ، أو سنة اثنتين وسبعين (٦).

__________________

(١) وقال سبط ابن الجوزي : من بيت الرئاسة والفضل والقضاء استنابه أبوه في القضاء ، وكان فاضلا نزها عفيفا.

(٢) انظر عن (محمد بن علي بن حمزة) في : الكامل في التاريخ ١١ / ١٨٨ ، وذيل تاريخ مدينة السلام بغداد ٢ / ١٢٦ رقم ٣٥٣ ، وتلخيص مجمع الآداب ٤ / ٦٩٨ رقم ٢٨٩٤ ، والمختصر المحتاج إليه ١ / ٩٢ ، والوافي بالوفيات ٤ / ١٥٥ ، ١٥٦ رقم ١٦٨٩ ، والعسجد المسبوك ٢ / ١٧٨ ـ.

(٣) الأقساسي : بفتح الألف وسكون القاف والألف بين السينين المهملتين. هذه النسبة إلى الأقساس وهي قرية كبيرة بالكوفة. (الأنساب ١ / ٣٣٣).

(٤) من شعره :

ربّ قوم في خلائقهم

غرر قد صيّروا غررا

ستر الإثراء عيبهم

سترى إن زال ما سترا

ومنه أيضا :

وكنت إذا خاصمت خصما كببته

على الوجه حتى خاصمتني الدراهم

فلما تنازعنا الخصام تحكّمت

عليّ وقالت : قم فإنك ظالم

(٥) انظر عن (محمد بن عياض) في : الوفيات لابن قنفذ ٢٨٨ رقم ٥٧٥ ، والديباج المذهب ٢٨٩ ، الوافي بالوفيات ٤ / ٢٩٤ رقم ١٨٢٦ ـ.

(٦) في الديباج المذهب وفاته سنة ٥٩٥ ه‍. وقال ابن قنفذ في (الوفيات) إنه توفي بغرناطة ، وعرّف في تآليفه بأبيه.

١٨٠