تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٤٠

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

وقال لي يوما : أنا لا أخاصم إلّا من فوق الفلك.

وقال لي القاضي أبو يعلى : مذ كتب صدقة «الشّفاء» لابن سينا تغيّر.

وحدّثني عليّ بن الحسن (١) المقرئ فقال : دخلت عليه فقال : والله ما أدري من أين جاءوا بنا ، ولا إلى أيّ مطبق (٢) يريدون أن يحملونا.

وحدّثني الظّهير [ابن] (٣) الحنفيّ قال : دخلت عليه فقال : إنّي لأفرح بتعثيري. قلت : ولم؟ قال : لأنّ الصّانع يقصدني.

وكان طول عمره ينسخ بالأجرة ، وفي آخر عمره تفقّده بكيس ، فقيل له ، قال : أنا كنت أنسخ طول عمري فلا أقدر على دجاجة. فانظر كيف بعث لي الحلواء والدّجاج في وقت لا أقدر أن آكله.

وهو كقول ابن الرّاونديّ : وكنت أتأمّل عليه إذا قام للصّلاة ، وأكون إلى جانبه ، فلا أرى شفتيه تتحرّك أصلا.

ومن شعره :

لا توطّنها فليست بمقام

واجتنبها فهي دار الانتقام

أتراها صنعة من صانع

أم تراها رمية من غير رام (٤)

فلمّا كثر عثوري على هذا منه هجرته ، ولم أصلّ عليه حين مات.

وكان يعرف منه فواحش. وكان يطلب من غير حاجة. وخلّف ثلاثمائة دينار (٥).

وحكي عنه أنّه رئي له منامات نحسة ، نسأل الله العفو.

__________________

(١) المنتظم : «علي بن عساكر».

(٢) في المنتظم : «أي مضيق».

(٣) إضافة من المنتظم.

(٤) المنتظم ، الوافي ١٦ / ٢٩٤ ـ.

(٥) وقال ابن القطيعي : كان بينه وبين ابن الجوزي مباينة شديدة ، وكل واحد يقول في صاحبه مقالة الله أعلم بها ، (ذيل طبقات الحنابلة ١ / ٣٤٠).

١٢١

توفّي في ربيع الآخر في عشر الثّمانين (١).

ـ حرف العين ـ

٧٤ ـ عبد الباقي بن أبي العزّ بن عبد الباقي ابن الكوّار (٢).

البغداديّ الصّوفيّ ، ويعرف بابن القوّالة.

روى عن : أبي الحسين بن الطّيوريّ.

روى عنه : عمر بن بكرون ، وابن الأخضر.

__________________

(١) وقال ابن النجار : كان الوزير ابن رئيس الرؤساء سأل عن مسألة في الحكمة فقيل له : إنّ صدقة الناسخ له في ذاك يد ، فأنفذها إليه ، فكتب فيها جوابا شافيا استحسنه الوزير ، وسأل عن حاله فأخبر بفقره ، فأجرى له ما يقوته. وعلمت الجهة بنفشا بحاله ، فصارت تتفقّده في بعض الأوقات بما يكون بين يديها من الأطعمة الفاخرة والحلوى ، فيعجز عن أكله ، فيعطيه لمن يبيعه له ، وكان ربّما شكا حاله لمن يأنس به ، فيشفّع عليه من له فيه غرض ويقول : هو يعترض على الأقدار ، وينسبه إلى أشياء الله عالم بحقيقتها.

ومن شعره :

لو قنع الإنسان من حظّه

بمثل ما يقنع من عقله

لزال جلّ الغمّ عن نفسه

وكلّ ما يهتمّ من أجله

لكنّه يرضى بغير الرضى

من علمه والخلق من جهله

ويستقلّ الحظّ مع وفره

ويحمد المذموم من فعله

وفي انعكاس الأمر لو رامه

راحته والفوز في مثله

ومن شعره :

وا حسرتا من وجود ما تقدّمنا

فيه اختيار ولا علم فيقتبس

ونحن في ظلمات ما بها قمر

يضيء فيها ولا شمس ولا قبس

مدلّهين حيارى قد تكنّفنا

جهل تجهّمنا في وجهه عبس

فالفعل فيه بلا ريب ولا عمل

والقول فيه كلام كلّه هوس

ومنه :

نظرت بعين القلب ما صنع الدهر

فألفيته غرّا وليس له خبر

فنحن سدى فيه بغير سياسة

نروح ونغدو قد تكنّفنا الشرّ

فلا من يحلّ الزيج وهو منجّم

ولا من عليه ينزل الوحي والذكر

يحلّ لنا ما نحن فيه فنهتدي

وهل يهتدي قوم أضلّهم السّكر

عمى في عمى في ظلمة فوق ظلمة

تراكمها من دونه يعجز الصبر

(٢) انظر عن (عبد الباقي بن أبي العزّ) في : المختصر المحتاج إليه ٢ / ٨٥ رقم ٩١١ ، وتلخيص مجمع الآداب ج ٤ ق ١ / ٩٧٩ ـ ٩٨٥ ـ.

١٢٢

وتوفّي في ربيع الآخر.

٧٥ ـ عبد الرّحمن بن أبي القاسم أحمد بن محمد بن أحمد بن مخلد بن عبد الرّحمن (١).

[روى عن] (٢) : أبي القاسم بن النّحّاس ، وأبي محمد بن عتّاب ، وغيرهم.

قال الأبّار : وكان فقيها مشاورا. ولي القضاء ، وكان عريقا في العلم والنّباهة.

سمع منه : ابنه أبو الوليد يزيد ، وحفيده شيخنا أبو القاسم أحمد بن يزيد. وتوفّي عن ثمان وسبعين سنة.

٧٦ ـ عبد العزيز بن أحمد بن غالب (٣).

أبو الأصبغ بن مؤمّل البلنسيّ ، الزّاهد ، المقرئ.

قال الأبّار : أخذ القراءات عن ابن هذيل ، وكان مقدّما فيها ، عارفا بالتّعليل ، مجوّدا ، فردا في الاجتهاد ، صوّاما قوّاما ، صاحب ليل. ولم يتزوّج قطّ.

توفّي في حدود سنة ثلاث.

٧٧ ـ عبد الكريم بن عسكر.

أبو محمد المخزوميّ ، الخالديّ ، الهمذانيّ الأصل.

ولد بمصر ، وسكن الإسكندريّة. وكان يعرف بالنّجّار.

سمع من : أبي صادق مرشد ، وأبي عبد الله الرّازيّ.

قال الحافظ ابن المفضّل : سألته عن مولده فقال : في رجب سنة سبع وتسعين.

__________________

(١) انظر عن (عبد الرحمن بن أبي القاسم) في : تكملة الصلة لابن الأبّار.

(٢) ما بين الحاصرتين إضافة على الأصل يقتضيها السياق.

(٣) انظر عن (عبد العزيز بن أحمد) في : في تكملة الصلة لابن الأبّار.

١٢٣

سمعنا منه كتاب «الأثمان» لابن أبي شيبة ، والحادي والعشرين من حديث الذّهليّ. وكان شيخا صالحا. قال لي : نسبي عندي بخطّ أبي إلى خالد بن الوليد رضي‌الله‌عنه.

وتوفّي في تاسع عشر ذي الحجّة.

قلت : روى عنه. جعفر الهمذانيّ ، وعبد الوهّاب بن روّاج ، وجماعة.

٧٨ ـ (...) (١) بن عبد الله بن عبد الرّحمن بن مسعود بن عيشون.

أبو مروان المعافريّ ، البلنسيّ.

روى عن : أبي الوليد بن الدّبّاغ.

وحجّ فلقي : أبا عليّ بن العوجا ، وأبا عبد الله المازريّ ، وأبا طاهر بن سلفة.

روى عنه : أبو عبد الله بن نوح الغافقيّ.

قال الأبّار : وكان نهاية في الصّلاح والبرّ والخير ، متواضعا. لم يتزوّج ، وكان ذا ثروة ، واقتنى كثيرا من الكتب.

وتوفّي سنة ثلاث أو ٧٤ ـ.

٧٩ ـ عتيق بن عبد العزيز (٢) بن عليّ بن صيلا (٣).

أبو بكر الحربيّ ، الخبّاز ، والد عبد الرّحمن ، وعبد العزيز.

سمع : عبد الواحد بن علوان الشّيبانيّ ، وأحمد بن عبد القادر بن يوسف ، وغيرهما.

روى عنه : أبو محمد بن الأخضر ، وعبد الرّزّاق الجيليّ ، وأحمد بن أحمد البندنيجيّ ، والبهاء عبد الرحمن ، والأنجب بن محمد بن صيلا الحمّاميّ ، وأبو القاسم بن أبي الحسين المالحانيّ ، وآخرون.

__________________

(١) في الأصل بياض.

(٢) انظر عن (عتيق بن عبد العزيز) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ١٥٣ رقم ١٠٨٦ ، والتاريخ المجدّد لمدينة السلام لابن النجار ، (مصوّرة المجمع العلمي العراقي عن نسخة الظاهرية) ورقة ١٢٠ ، وذيل تاريخ بغداد ، له ٢ / ١٨٧ ، ١٨٨ رقم ٤٠٨ ـ.

(٣) هكذا في الأصل. وفي المختصر المحتاج إليه «أصيلا».

١٢٤

ولد سنة ثمان وثمانين وأربعمائة. ومات في ربيع الآخر وله خمس وثمانون سنة (١).

٨٠ ـ عليّ بن الحسين بن عليّ (٢).

أبو الحسن اللّواتيّ الفاسيّ.

روى عن : أبي جعفر بن باقي ، وأبي الحسين بن الأخضر الإشبيليّ أخذ عنه النّحو واللّغة.

وسمع : أبا عبد الله بن شبرين.

وأجاز له أبو عبد الله الخولانيّ ، وأبو عليّ الصّدفيّ.

وحدّث «بالموطأ» عن الخولانيّ ، لقيه سنة إحدى وخمسمائة ، وأجاز له وروى عن جماعة آخرين.

قال الأبّار : كان فقيها ، مشاورا ، فاضلا ، متقنا. أخذ عنه يعيش بن النّديم ، وأبو عبد الله بن الحقّ التّلمسانيّ ، وأبو الخطّاب بن الجميّل ، يعني ابن دحية.

وولد سنة تسع وتسعين وأربعمائة.

٨١ ـ عليّ بن عبد الله بن حمّود (٣).

أبو الحسن المكناسيّ ، الفاسي ، وأصله من مكناسة الزّيتون ، حجّ سنة اثنتي عشرة.

وأخذ عن أبي بكر الطّرطوشيّ «سنن أبي داود» ، و «صحيح مسلم» ، أخذ عن طرخان ، و «جامع» أبي عيسى ، عن ابن المبارك.

__________________

(١) وقال ابن الدبيثي : ذكره أبو سعد ابن السمعاني في موضعين من كتابه فيمن اسمه «محمد» ، وفيمن اسمه «المبارك» فوهم فيهما ، بل اسمه عتيق ، هكذا ذكره الذين سمعوا عنه.

(٢) انظر عن (علي بن الحسين) في : تكملة الصلة لابن الأبّار.

(٣) انظر عن (علي بن عبد الله) في : تكملة الصلة لابن الأبّار.

١٢٥

ودخل الأندلس مرابطا. ثمّ حجّ ثانيا وجاور ، وأقام بالحرم.

قال ابن الأبّار : وكان زاهدا ، ورعا ، محسنا إلى الغرباء.

توفّي بمكّة عن سبع وسبعين سنة.

ـ حرف الفاء ـ

٨٢ ـ فاطمة بنت نصر بن العطّار البغداديّة (١).

أخت صاحب المخزن. امرأة محتشمة ، زاهدة ، عابدة ، كبيرة القدر.

سمعها أرباب الدّولة لأجل أخيها ، وخلق كثير.

وقال أخوها إنّها ما خرجت من البيت في عمرها إلّا ثلاث مرّات رضي‌الله‌عنها.

٨٣ ـ (....) (٢) بن حيدرة.

أبو المجد البجليّ ، الكاتب.

توفّي بدمشق في جمادى الأولى.

يروي عن : الحسن بن صصريّ.

روى عنه : الحافظ أبو المواهب وقال : ولد سنة خمس وثمانين وأربعمائة. ويعرف بابن الرّميليّ.

وروى عنه أيضا أبو القاسم بن صصريّ.

ـ حرف الكاف ـ

٨٤ ـ كمشتكين (٣).

__________________

(١) انظر عن (فاطمة بنت نصر) في : المنتظم ١٠ / ٢٧٩ رقم ٣٦٦ (١٨ / ٢٤٥ رقم ٤٣٢١) ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٩٩ ـ.

(٢) في الأصل بياض.

(٣) انظر عن (كمشتكين) في : سنا البرق الشامي ١ / ٢٦٤ ـ ٢٦٦ ، والنوادر السلطانية ٤٣ ، والكامل في التاريخ ١١ / ٤١٥ ـ ٤١٩ ، والروضتين ج ١ ق ٢ / ٦٦١ ـ ٦٦٣ و ٧٠٥ ، ومفرّج الكروب ٢ / ٦٣ ، والتاريخ الباهر ١٧٨ ، ومرآة الزمان ٨ / ٣٤٣ ، والتاريخ المظفّري لابن

١٢٦

نائب حلب للملك الصّالح إسماعيل بن نور الدّين ، ولقبه : سعد الدّين.

وهو مدبّر دولة الصّالح.

وكان الرئيس أبو صالح ابن العجميّ كالوزير في دولة إسماعيل فقتل ، فاتّهموا به سعد الدّين ، وحسّنوا للصّالح القبض عليه ، فقبض عليه وقتل تحت العذاب في هذه السّنة. لأنّ رفقاءه الخدّام حسدوا مرتبته ، ومالوا إلى أبي صالح ، فصارت الأمور كلّها إلى أبي صالح ، فجهّز كمشتكين عليه جماعة من الباطنيّة ، فقتلوه يوم جمعة.

ـ حرف الميم ـ

٨٥ ـ محمد بن أحمد بن عبد الجبّار (١).

الفقيه ، أبو المظفّر الحنفيّ ، المعروف بالمشطّب السّمنانيّ (٢).

تفقّه بمرو على أبي الفضل الكرمانيّ ، وأفتى ، وناظر ، ودرّس.

وكان مولده في سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة ، وجال في بلاد المشرق ، ثمّ استوطن بغداد ، ودرّس المذهب بمدرسة زيرك.

وحدّث عن : أبي المعالي جعفر بن حيدر ، والحسين بن محمد بن فرّخان.

وعنه : عمر القرشيّ.

وتوفّي في حادي عشر جمادى الأولى ، وشيّعه قاضي القضاة ، والنّاس.

٨٦ ـ محمد بن أحمد بن هبة الله بن محمد.

__________________

= أبي الدم (مخطوط) ورقة ٨٨ ب ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٨٩ ، والوافي بالوفيات (مخطوط) ٢٤ / ١٧٢ ب ، وعقد الجمان (مخطوط) ١٢ / ورقة ٢١١ أ ، ب.

(١) انظر عن (محمد بن أحمد بن عبد الجبّار) في : المنتظم ١٠ / ٢٧٩ رقم ٣٦٧ (١٨ / ٢٤٦ رقم ٤٣٢٢) ، والكامل في التاريخ ١١ / ٤٤٩ ، والجواهر المضيّة ٢ / ١٤ ، والوافي بالوفيات ٢ / ١٠٦ ، ١٠٧ رقم ٤٣٠ ـ.

(٢) السّمناني : بكسر السين المهملة ، وفتح الميم والنون. نسبة إلى بلدة من بلاد قومس بين الدامغان وخوار الري يقال لها : سمنان. (الأنساب ٧ / ١٤٨).

١٢٧

أبو عبد الله بن أبي منصور الدّيناريّ.

ذكر أنّه من ولد ذي الرّئاستين.

روى عن : أبي القاسم بن بيان ، وأبيّ النّرسيّ.

سمع منه : عمر بن عليّ القرشيّ ، وعمر بن محمد العليميّ ، وعبد العزيز بن الأخضر. وتوفّي في آخر العام ، وقيل : توفّي في شوّال سنة ٧٥ ـ.

٨٧ ـ محمد بن أسعد حفدة العطّاريّ (١).

درّس ، وأفتى ، وناظر ، وأخذ عن : الغزاليّ.

وقد ذكر في سنة إحدى وسبعين.

وذكره في سنة ثلاث أبو الفرج بن الجوزيّ ، وابن الدّبيثيّ وقال : روى عن أبي الفتيان عمر الدّهستانيّ. ثنا عنه : عبد الوهّاب بن سكينة ، وابن الأخضر.

وطوّل فيه ابن النّجّار.

٨٨ ـ محمد بن بدر بن عبد الله.

أبو الرّضا الشّيحيّ.

كان أبوه يروي عن أبي بكر الخطيب.

سمع : أباه ، وأبا الحسن بن العلاف ، وأبا القاسم بن بيان.

روى عنه : أحمد بن أحمد البندنيجيّ ، وابن الأخضر.

وآخر من روى عنه يحيى بن القميرة.

توفّي في ربيع الأوّل.

٨٩ ـ محمد بن بنيمان بن يوسف (٢).

الهمذانيّ.

توفّي في آخر السّنة عن تسعين سنة.

__________________

(١) تقدّم في وفيات ٥٧١ ه‍. برقم (١٧).

(٢) انظر عن (محمد بن بنيمان) في : التحبير ٢ / ١٠١ ، ١٠٢ رقم ٧١٢ ، ومعجم شيوخ ابن السمعاني (مخطوط) ورقة ٢٠٧ أ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٩٨ ، ٥٩٩ رقم ٣٧٥ ـ.

١٢٨

وكان مسند همذان في وقته.

يحوّل إلى هنا. نعم.

هو أبو الفضل المؤدّب الأديب.

سمع : محمد بن جامع القطّان الجوهريّ ، شيخ همذانيّ.

وقد روى عن ابنه جامع بن محمد ، والرّيحانيّ.

وتوفّي سنة إحدى وسبعين.

وسمع من : مكّيّ بن منصور السّلّار الكرجيّ ، ومن : سعد بن عليّ العجليّ مفتي همذان ، ومن : عبد الرحمن بن حمد الدّونيّ ، وغيرهم.

روى : «سنن» النّسائيّ ، و «عمل يوم وليلة» لابن السّنّيّ ، عن الدّونيّ.

قال السّمعانيّ (١) : هو أبو الفضل المؤدّب المؤذّن الأشنانيّ (٢). وهو سبط أحمد بن نصر الحافظ الأعمش. شيخ أديب فاضل ، جميل الطّريقة ، له سمت ، ووقار ، وصلاح ، وتودّد ، مكثر من الحديث.

سمع من : جدّه ، وعبدوس بن عبد الله بن عبدوس ، والحسن بن ياسين ، وجماعة كبيرة بإفادة جدّه.

وقرأ الأدب على أبي المظفّر الأبيورديّ.

سمعت من لفظه كتاب «سنن التّحديث» لصالح بن أحمد الهمذانيّ ، وجزء الذّهليّ.

قلت : حدّث عنه : يوسف بن أحمد الشّيرازيّ في «الأربعين البلدانيّة» له ، وأبو المواهب بن صصريّ ، ومحمد بن محمد الكرابيسيّ الهمذانيّ ، وصالح بن المعزّم ، وأحمد بن آدم الكرابيسيّ ، وآخرون.

وكان أسند من بقي ببلده. وكان شيخا صالحا ، أديبا ، فاضلا ، انفرد بالرواية عن جماعة.

__________________

(١) في التحبير ٢ / ١٠١ ـ.

(٢) الأشناني : نسبة إلى الأشنان الّذي تغسّل به الثياب ، وإلى بيعة وشرائه. (الأنساب ١ / ٢٧٢).

١٢٩

قال أبو المواهب : سألته عن مولده فقال : سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة.

وتوفّي في آخر سنة ثلاث وسبعين بهمذان.

٩٠ ـ محمود (١) بن تكش (٢).

الأمير شهاب الدّين الحارميّ ، خال صلاح الدّين.

أعطاه السّلطان حماه عند ما تملّكها ، فبقي بها هذه المدّة ، ومرض فحاصرته الفرنج حصارا شديدا ، ولو لا لطف الله لأخذت الفرنج حماه.

ولمّا ترحّلوا توفّي شهاب الدّين.

توفّي قبله بثلاثة أيّام ولده ، وكان شابّا مليحا ، من أحسن أهل زمانه.

٩١ ـ محمد بن عبد الله بن هبة الله بن المظفّر ابن رئيس الرؤساء أبي القاسم عليّ ابن المسلمة (٣).

أبو الفرج ، وزير العراق (٤).

__________________

(١) في الأصل : «محمد» والتصويب من : البرق الشامي ٣ / ٥٣ ، وسنا البرق الشامي ١ / ٢٦٨ ، ٢٦٩ ، والروضتين ج ١ ق ٢ / ٧٠٧ ، ومفرّج الكروب ٢ / ٧٠ ، ومرآة الزمان ٨ / ٣٤٣ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٩٨ و ٢٩٩ ، والسلوك ج ١ ق ١ / ٦٦ ، وعقد الجمان (مخطوط) ١٢ / ٢١١ أ.

وسيعاد برقم (١٨٣) في وفيات ٥٧٥ ه‍.

(٢) تصحفت في البداية والنهاية ١٢ / ٢٩٩ إلى : «تتش».

(٣) انظر عن (محمد بن عبد الله بن هبة الله) في : المنتظم ١٠ / ٢٨٠ رقم ٣٦٩ (١٨ / ٢٤٦ ، ٢٤٧ رقم ٤٣٢٤) ، والكامل في التاريخ ١١ / ٤٤٦ ، ٤٤٧ ، وذيل تاريخ مدينة السلام بغداد ٢ / ١٢ ـ ١٨ رقم ٢٢٠ ، وتاريخ إربل ١ / ٢١٢ ، والروضتين ج ١ ق ٢ / ٧١٤ ، ٧١٥ ، وتلخيص مجمع الآداب ج ٤ / رقم ٦٤٤ ، ومرآة الزمان ٨ / ٣٤٦ ـ ٣٤٩ ، والبرق الشامي ٣ / ٨٩ ، ٩٠ ، وسنا البرق الشامي ١ / ٢٨٤ ـ ٢٨٦ ، والفخري ٣١٩ ـ ٣٢١ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ٦١ ، والعبر ٤ / ٢١٧ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٦ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٩٨ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٩٨ ، والوافي بالوفيات ٣ / ٢٣٥ ، وعقد الجمان (مخطوط) ١٢ / ورقة ٢٣ أ ، ب ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٨١ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٤٥ ـ.

(٤) قال ابن الطقطقي بعد أن ذكر لقبه «عضد الدين» : كان عضد الدين من أفاضل الناس وأعيانهم وكان أستاذ الدار في أيام المستنجد ، فلما جرى للمستنجد ما جرى استولى عضد الدين ونهض في إخراج المستضيء من الحبس ومبايعته وإحلافه ، فاستوزره المستضيء ،

١٣٠

__________________

= ونهض عضد الدين بأعباء الوزارة نهوضا مرضيا ، وفرّق في يوم جلوسه في دست الوزارة ذهبا كثيرا وحنطة على المقيمين بالمشاهد والجوامع والمدارس والرّبط ، وتلطّف بالأمور تلطّفا لم يكن في حساب الناس. وبيته مشهور بالرياسة يعرفون قديما ببيت الرفيل ، وكان ابن التعاويذي الشاعر البغدادي شاعرهم ومنقطعا إليهم وأنفق جلّ عمره معهم ، ولهم يخاطب بقوله :

قضيت شطر العمر في مدحكم

ظنا بكم أنكم أهله

وعدت أفنيه هجاء لكم

فضاع فيكم عمري كلّه

وله فيهم مدائح كثيرة ، فمن جملتها :

وما زلت في آل الرّفيل بمعزل

عن الجور مبذولا لي الأمن والخصب

فإن أقترف ذنبا بمدح سواهم

فإنّ خماص الطير يقنصها الحبّ

وإن عاد لي عطف الوزير محمد

فقد أكثب النائي ولان لي الصّعب

وزير إذا اعتلّ الزمان فرأيه

هناء به تطلى خلائقه الجرب

وما زال أمر عضد الدين يجري على السداد حتى عزله المستضيء وقبض عليه.

وصورة عزله : كان يوما جالسا في الدست فهجم عليه خادم من خدم الخليفة فقال له : قد استغني عنك! ثم أطبق دواته ودخل الأتراك والجند إلى دوره فنهبوا ما بها ، ودخل العوامّ أيضا وكسرت الصناديق الآبنوس والعاج بالدبابيس وأخذ جميع ما كان بها. فخرج عضد الدين وهو يتشاهد ويقول للأتراك : أما تستحيون مني! أما دخلتم داري! أما أكلتم زادي! فلم ينفعه ذلك. فلم يمض إلّا ساعة واحدة حتى صارت داره بلاقع ، ثم حمل إلى الحريم ووكل به هناك مدة ، ثم أعاده المستضيء إلى الوزارة وحكّمه وبسطه ، فصفت له الدنيا وعظم شأنه وكثرت خيراته وهباته وأحبّه الناس. وكان سخيّا وهوبا شريف النفس. قيل :

إنه ما اشترى لداره قطّ سكّرا بأقلّ من ألف دينار.

حدّث عنه بعض مماليكه قال : احتاج مرة إلى ألف دينار فأنفت نفسه أن يقترضها من أولاده أو من غيرهم ، وكان يأنس بي ، فقال لي : يا ولدي قد احتجت إلى ألف دينار أعيدها عليك بعد أيام. فقلت : السمع والطاعة يا مولاي. ثم مضيت وأحضرت له خمسة آلاف دينار. وقلت : يا مولاي ، هذه والله ، اكتسبتها منك ، فخذ منها ما شئت. فأطرق ساعة ، ثم قال : والله لا أخذت منها حبّة واحدة ، خذها وانصرف ، ثم أنشد :

والصاحب المتبوع يقبح أن يرى

متتبّعا ما في يدي أتباعه

ولم يزل أمره في الوزارة الثانية جاريا على السداد حتى كان آخر مدّته ، فطلب من الخليفة الإذن له في الحج ، فأذن له ، فتجهّز تجهّزا لم ير مثله. ثم عبر إلى الجانب الغربي من مدينة السلام ليتوجّه إلى الحلّة والكوفة ومنها إلى مكة ، وبين يديه جميع أرباب الدولة ، فلقيه رجل عند محلّة هناك تعرف بقطفتا ، فقال : يا مولانا مظلوم مظلوم وناوله قصّة ، فتناولها الوزير منه ، فوثب عليه وثبة عالية وضربه بسكّين في ترقوته ، ووثب عليه آخر من

١٣١

سمع من : ابن الحصين ، وعبيد الله بن محمد بن البيهقيّ ، وزاهر الشّحّاميّ.

روى عنه : حافده داود بن عليّ.

وكان أوّلا أستاذ دار المقتفي ، والمستنجد ، ووزر للمستضيء. وكان فيه مروءة وإكرام للعلماء.

ولد سنة أربع عشرة وخمسمائة ، وكان يلقّب عضد الدّين.

وكان سريّا ، مهيبا ، جوادا.

قال الموفّق عبد اللّطيف : كان إذا وزن الذّهب يرمي تحت الحصر قراضة كثيرة قدر خمسة دنانير ، فأخذت منها يوما ، فنهرني أبي وقال : هذه يرميها الوزير برسم الفرّاشين.

وكان يسير في داره ، فلا يرى واحدا منّا معشر الصّبيان إلّا وضع في يده دينارا ، وكذا كان يفعل ولداه كمال الدّين ، وعماد الدّين ، إلّا أنّ دينارهما أخفّ. وكان والدي ملازمه على قراءة القرآن والحديث.

استوزره الإمام المستضيء أوّل ما ولي ، واستفحل أمره. وكان المستضيء كريما رءوفا ، واسع المعروف ، هيّنا ، ليّنا. وكانت زوجته بنفسه كثيرة الصّدقات والمروءة.

وكان الوزير ذا انصباب إلى أهل العلم والصوفيّة ، يسبغ عليهم النّعمة ، ويشتغل هو وأولاده بالحديث والفقه والأدب. وكان النّاس معهم في بلهنيّة ،

__________________

= الجانب الآخر فضربه في خاصرته ، ووثب آخر وبيده سكّين مسلولة فلم يصل إليه ، وتكاثر الناس على الثلاثة فقتلوهم ، ثمّ مات الوزير وصلّي عليه ودفن في تربتهم.

وقيل : إنّ الثلاثة الذين قتلوه كانوا من الباطنية من جبل السّمّاق.

وحكى بعض أهل قطفتا قال : دخلت قبل قتل الوزير بساعتين إلى مسجد هناك فرأيت به ثلاثة رجال ، وقد قدّموا واحدا منهم إلى المحراب وأقاموه ، ثم صلّى الرجلان الآخران عليه صلاة الميت ، ثم قام ونام آخر وصلّى الآخران عليه ، حتى صلّى كل واحد منهم على الآخر ، وأنا أراهم وهم لا يروني. فعجبت مما فعلوا. ثم لما قتل الوزير وقتل الثلاثة تأمّلت وجوههم فإذا هم هم. (الفخري).

١٣٢

ثمّ وقعت كدورات ، منها الإحنة الّتي وقعت بينه وبين قطب الدّين قايماز.

قلت : ذكرتها في مكانها.

وعزل ثمّ أعيد إلى الوزارة.

وخرج من بيته حاجّا في رابع ذي القعدة ، فضربه واحد من الباطنيّة أربع ضربات على باب قطفتا ، فحمل إلى دار هناك ، فلم يتكلّم ، إلّا أنّه كان يقول : الله ، الله. وقال : ادفنوني عند أبي. ثمّ مات بعد الظّهر ، رحمه‌الله تعالى.

٩٢ ـ محمد بن عبد الله بن الحسين بن السّكن (١).

أبو سعد بن المعوجّ.

ولّي حجابة الباب النّوبيّ في سنة إحدى وسبعين ، وجرح مع الوزير أبي الفرج المذكور جراحات منكرة ، ومات ليلتئذ.

٩٣ ـ محمد بن محمد بن هبة الله بن أحمد بن منصور (٢).

أبو الثّناء الزّيتونيّ ، الواعظ ، المجهر ، سبط ابن الواثق.

ولد سنة اثنتين وخمسمائة.

وسمع : هبة الله بن الحصين ، وأبا بكر الأنصاريّ.

وبنيسابور من : محمد بن الفضل الفراويّ ، وعبد الجبّار الخواريّ ، وأبي (٣) سعيد بن أحمد بن محمد بن صاعد ، وزاهر بن طاهر ، وعبد الغافر بن إسماعيل.

وبهراة : تميم بن أبي سعيد الجرجانيّ.

ولزم مسجدا في آخر عمره يعظ فيه ، ويروي الحديث.

__________________

(١) انظر عن (محمد بن عبد الله بن الحسين) في : المنتظم ١٠ / ٢٨٢ رقم ٣٧١ (١٨ / ٢٤٧ رقم ٤٣٢٦) ، ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد ٢ / ١٨ ، ١٩ رقم ٢٢١ ، ومرآة الزمان ٨ / ٣٤٧ ـ.

(٢) انظر عن (محمد بن محمد بن هبة الله) في : المنتظم ١٠ / ٢٨١ رقم ٣٧٠ (١٨ / ٢٤٧ رقم ٤٣٢٥).

(٣) في الأصل : «وأبا».

١٣٣

وسمع منه خلق ، وحدّث بكتاب «أسباب النّزول» للواحديّ.

روى عنه : أبو طالب بن عبد السّميع ، وأبو محمد بن قدامة ، والبهاء عبد الرحمن ، وطائفة.

قال ابن قدامة : كان شيخ جماعة ، له أصحاب. حدّثني الشّهاب الهمذانيّ أنّه رجل صالح له كرامات.

وقال ابن النّجّار : لزم مسجده معتكفا على الإقراء والتّحديث والوعظ ونفع النّاس. وكان مشهورا بالصّلاح والزّهد والعبادة والتّقى ، كان النّاس يتبرّكون به ويستشفون بدعائه. وكان له صيت عظيم عند الخاصّ والعامّ.

كان السّلطان مسعود يأتي إلى زيارته ، ويقال إنّه وجد في تركته عدّة رقاع قد كتبها إليه السّلطان يخاطبه فيها بخادمه.

وكان مليح الخلقة ، ظريف الشّكل ، بزيّ الصّوفيّة ، وله تلاميذ ومريدون.

وقال ابن الدّبيثيّ : توفّي في نصف رمضان رحمه‌الله.

٩٤ ـ محمد بن ميدمان (١).

أبو عبد الله الكلبيّ ، القرطبيّ.

سمع : «جامع التّرمذيّ» سنة عشرين وخمسمائة من عبّاد بن سرحان.

وكان أديبا متصرّفا فاضلا.

ذكره الأبّار.

٩٥ ـ [منوية] (٢).

أمة الواحد بنت عبد الله بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف ، ابنة عمّ أبي الحسين بن عبد الحقّ وزوجته.

__________________

(١) انظر عن (محمد بن ميدمان) في : تكملة الصلة لابن الأبّار.

(٢) في الأصل بياض. والمثبت من : المختصر المحتاج إليه ٣ / ٢٧٢ رقم ١٤٣٦ ـ.

١٣٤

سمعت من : أبي الحسن بن العلّاف.

وصفها أبو سعد بن السّمعانيّ ، وروى عنها هو ، وموفّق الدّين بن قدامة ، وآخرون.

وتوفّيت في المحرّم في عشر الثّمانين ، رحمها الله.

ـ حرف الهاء ـ

٩٦ ـ هارون بن العبّاس بن محمد بن أحمد بن محمد بن المأمون (١).

أبو محمد الهاشميّ ، العبّاسيّ ، المأمونيّ ، البغداديّ ، الأديب.

سمع : أبا بكر الأنصاري ، وأبا منصور بن زريق الشّيبانيّ ، وغيرهما.

وصنّف شرحا «لمقامات الحريريّ» مختصرا. وجمع تاريخا على السّنين فيه أخبار الأوائل والحوادث والدّول في مجلّدين.

توفّي في ذي الحجّة.

٩٧ ـ هبة الله بن محفوظ بن الحسن بن محمد بن الحسين بن أحمد بن الحسين بن صصريّ (٢).

القاضي الجليل أبو الغنائم الرّبعيّ ، التّغلبيّ. الدّمشقيّ.

روى عن : يحيى بن بطريق ، وابن المسلم ، وهبة الله بن طاوس ، وجماعة.

وتفقّه وقرأ القرآن ، وحصّل وشهد على القضاة ، وحدّث بدمشق والحرمين.

روى عنه : ولداه أبو المواهب ، وأبو القاسم.

وكان كثير البرّ والتّعبّد والتّلاوة. يختم في شهر رمضان ثلاثين ختمة.

__________________

(١) انظر عن (هارون بن العباس) في : العبر ٤ / ٢١٧ ، ٢١٨ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٩٨ ، وكشف الظنون ٣٠٢ ، ٤١٧ ، وإيضاح المكنون ١ / ٢٩٥ و ٢ / ٥٣٥ ، ومعجم المؤلفين ١٣ / ١٢٨ ـ.

(٢) انظر عن (هبة الله بن محفوظ) في : حديث خيثمة الأطرابلسي ١٧٣ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق ٢ / ج ٥ / ٢٨ رقم ١٣٢٤ ـ.

١٣٥

توفّي في جمادى الآخرة سنة ثلاث ، وله اثنتان وستّون سنة.

ـ حرف لام ألف ـ

٩٨ ـ [لاحق] (١) بن عليّ بن منصور بن كارة (٢).

أبو محمد أخو دهبل.

روى عن : أبي القاسم بن بيان ، وابن نبهان.

كتب عنه أبو سعد السّمعانيّ ، وذكره في «تاريخه».

وحدّث عنه : ابن الأخضر ، والشّيخ الموفّق ، والبهاء ، وآخرون.

توفّي ليلة نصف شعبان ، وله ثمان وسبعون سنة.

وعنه : ابن المقيّر ، وعبد العزيز بن خلف.

ـ حرف الياء ـ

٩٩ ـ يحيى بن موهوب بن المبارك بن السّدنك (٣).

أبو نصر المستعمل ، أخو أحمد.

سمع : أبا القاسم بن بيان ، وأبا العزّ محمد بن المختار ، وغيرهما.

روى عنه : ابن الأخضر ، وعبد العزيز بن الزّبيديّ ، والبهاء عبد الرّحمن ، ومحمد بن عبد الواحد بن سفيان ، وجماعة.

وتوفّي في شوّال ، وله أربع وسبعون سنة (٤).

١٠٠ ـ يحيى بن يوسف بن أحمد (٥).

__________________

(١) في الأصل بياض ، والمثبت من : العبر ٤ / ٢١٨ ، والمختصر المحتاج إليه ٢ / ٣٦ ، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني ٣٠٩ ، وشذرات الذهب ٤ / ٤٢٦ ـ.

(٢) كارة : بالكاف وفتح الراء.

(٣) انظر عن (يحيى بن موهوب) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ٢٥١ رقم ١٣٦٧ ـ.

(٤) وكان مولده سنة ٤٩٩ ه‍.

(٥) انظر عن (يحيى بن يوسف) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ٢٥٢ رقم ١٣٧٠ ، والعبر ٤ / ٢١٨ وفيه «يحيى بن يوسف بن بالان الخبّاز» ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٧٥ رقم ١٨٦٨ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٨٢ ـ.

١٣٦

أبو شاكر السّقلاطونيّ (١) ، عرف بصاحب ابن بالان.

شيخ مسند ، معمّر.

روى عن : ثابت بن بندار ، والحسين بن عليّ بن البسريّ ، وابن الطّيوريّ ، وأبي سعد بن حشيش ، وأحمد بن سوسن ، وغيرهم.

روى عنه : ابن الأخضر ، وابن قدامة ، والبهاء ، والمبارك بن عليّ المطرّز ، وأبو الحسن عليّ بن هبة الله بن الجمّيزيّ ، وآخرون.

وكان خبّازا.

توفّي في شعبان.

١٠١ ـ يوسف بن محمد.

أبو الحجّاج الإسكندريّ ، المؤدّب.

سمع : أبا بكر الطّرطوشيّ.

قال ابن المفضّل : ثنا ، وكان فرضيّا ، له شعر.

* * *

وفيها ولد الشّريف أبو عبد الله محمد بن عبد الرّحمن بن عليّ الحسينيّ ، الحلبيّ ، ثمّ المصريّ في رمضان.

ومحمد بن سليمان بن أبي الفضل الأنصاريّ ليلة الفطر.

__________________

(١) السّقلاطوني : نسبة إلى السقلاطون وهي ضرب من الثياب الروميّة الملوّنة بالألوان القرمزية ، وغيرها.

١٣٧

سنة أربع وسبعين وخمسمائة

ـ حرف الألف ـ

١٠٢ ـ أحمد بن أحمد بن عليّ.

أبو منصور النّهروانيّ ، المؤدّب ، المعروف بابن بهدل.

سمع : أبا سعد أحمد بن الطّيوريّ ، وغيره.

سمع منه : عمر القرشيّ ، وأبو القاسم بن البندنيجيّ.

وتوفّي في رمضان عن ثمانين سنة.

روى عنه : ابن الطّيوريّ.

١٠٣ ـ أحمد بن عليّ بن أحمد بن هبة الله بن محمد بن عليّ بن المهتدي بالله.

أبو تمّام بن أبي الحسن بن أبي تمّام الهاشميّ ابن الغريق. خطيب الحربيّة.

روى عن : ابن الحصين ، وغيره.

كتب عنه : محمد بن المبارك بن مشّق.

١٠٤ ـ أحمد بن عليّ بن الحسين بن النّاعم (١).

أبو بكر الوكيل بباب القاضي.

سمع : هبة الله بن أحمد الموصلي ، وأبا القاسم بن بيان ، وابن بدران الحلوانيّ ، والقاسم بن عليّ الحريريّ.

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن عليّ بن الحسين) في : سير أعلام النبلاء ٢١ / ٥٤٣ دون ترجمة.

١٣٨

روى عنه : ابن الأخضر ، وأبو محمد بن قدامة ، والبهاء عبد الرحمن ، وجماعة.

توفّي في ربيع الأوّل.

١٠٥ ـ أحمد بن نصر بن تميم (١).

الفقيه أبو زيد الحمويّ ، الأشعريّ ، المتكلّم.

كان متعصّبا في علم الكلام.

ولّي حسبة دمشق وحسبة مصر.

١٠٦ ـ إبراهيم بن أحمد.

والد البهاء عبد الرحمن المقدسيّ.

توفّي في رجب.

قرأت ترجمته بخطّ الضّياء ، وقال : ولد في حدود سنة خمس وعشرين وخمسمائة. وسألت عنه خالي الموفّق ، فقال : كان رجلا كاملا حسن الخلق. كان يمازحني وأنا صغير ، وكنت أحبّه لحسن خلقه.

سمعت أنّ عمّي إبراهيم سافر إلى مصر في تجارة ، ومضى إلى إسكندريّة فسمع من السّلفيّ.

وكان مقدّم الفرنج قد حبسه وأراد صلبه لأنّهم وجدوه ومعه متاع من آلة الكنيسة قد اشتراه من سارق ، فهرب هو وغيره من الحبس باللّيل.

١٠٧ ـ أسعد بن بلدرك بن أبي اللّقاء (٢).

أبو أحمد الجبريليّ ، البوّاب بدار الخلافة.

شيخ بغداديّ ، معمّر.

قال : عمر بن عليّ القرشيّ : سألته عن مولده فقال : في ربيع الأوّل سنة سبعين وأربعمائة.

__________________

(١) سيعاد باسم : «زيد بن نصر بن تميم» برقم (١١٠).

(٢) انظر عن (أسعد بن بلدرك) في : العبر ٤ / ٢١٩ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٧٨ رقم ٣٦٠ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٦ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٣٠١ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٤٦ ـ.

١٣٩

قلت : كان يمكن أن يجيز له أبو الحسين بن النّقّور ، وأن يسمع من أبي نصر الزّينبيّ فيبقى مسند الدّنيا.

قال ابن الدّبيثيّ (١) : كان أبوه صاحبا للرئيس أبي الخطّاب بن الجرّاح ، فأسمعه منه ، ومن : أبي الحسن بن العلّاف.

روى عنه : ابن الأخضر ، والشّيخ الموفّق ، والبهاء عبد الرحمن ، ومحمد بن أبي البدر مقبل بن فتيان بن المنّى ، وطائفة سواهم.

توفّي في سلخ ربيع الأوّل.

١٠٨ ـ (...) (٢) بن أبي الفوارس بن أبي بكر.

أبو بكر الأصبهانيّ ، السّنباك.

سمع : أبا مطيع محمد بن عبد الواحد.

وحدّث في رجب من السّنة.

ولا أعلم وفاته.

روى عنه : الحافظ عبد الغنيّ.

ـ حرف الحاء ـ

١٠٩ ـ الحسن بن عليّ بن محمد بن فرج (٣).

الكلبيّ ، المعروف بابن الجميّل الدّانيّ. والد عمر وعثمان المحدّثين النازلين بديار مصر.

نزل أبو عليّ سبتة ، وبها توفّي عن ثمانين سنة.

قال الأبّار : لا أعلم له رواية.

__________________

(١) في المختصر المحتاج إليه ج ١ ـ.

(٢) في الأصل بياض.

(٣) انظر عن (الحسن بن علي) في : تكملة الصلة لابن الأبّار.

١٤٠