تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٣٩

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

حرام ، فما أبقى سوى الجزية والخراج ، وما يحصل من قسمة الغلّات على قويم المنهاج ، وأمرني بكتابة مناشير لجميع أهل البلاد ، فكتبت أكثر من ألف منشور ، وحسبنا ما تصدّق به في تلك الشّهور ، فكان ثلاثين ألف دينار (١).

وكان له برسم نفقته الخاصّة في كلّ شهر من الجزية ما يبلغ ألفي قرطاس ، يصرفها في كسوته ومأكوله ، وأجرة الخياطة ، وجامكيّة طبّاخة ، ويستفضل منها ما يتصدّق به في آخر الشّهر.

وقيل إنّ قيمة كلّ ستّين قرطاسا بدينار (٢).

وذكر العماد جملة من فضائله.

وقال في ترجمته القاضي ابن واصل (٣) : حكى معين الدّين محمد بن أحمد بن خالد بن محمد بن القيسرانيّ قال : انكسر على ضامن الزّكاة مال ، وهو ابن شمّام ، فباع أملاكه بثمانية آلاف دينار صوريّة وحملها ، فحبس على ما بقي عليه ، وكان جدّي خالد هو الوزير والمشير ، فقال لنور الدّين : رأيت البارحة كأنّ المولى قد نزع ثيابه ودفعها إليّ وقال : اغسلها. فأخذتها وغسّلتها.

فأطرق وسكت ، فندمت وخفت أن يكون تطيّر منّي ، فخرجت وأنا ضيّق الصّدر ، فبقيت ثمانية أيّام لم يطلبني ، فساء ظنّي ، فدخل على نور الدّين الشّيخ إسماعيل المكبس ، وكان يحبّه ، فقال : يا مولانا قد حضر من زاد في دار الزّكاة خمسة آلاف دينار في السّنة ، فانتهره وقال : قد أصبحت على سجّادتي بعد أداء فريضتي أذكر الله ، واستفتحت أنت تبشّرني بمكس. فوجم الشّيخ إسماعيل ، ثمّ قال : اطلبوا خالدا.

قال : فحضرت ، فتبسّم وقال : قد تفسّر منامك. فقلت : بخير إن شاء

__________________

(١) مرآة الزمان ٨ / ٣١٢.

(٢) مرآة الزمان ٨ / ٣١٢.

(٣) في مفرّج الكروب ١ / ٢٦٣.

٣٨١

الله. فقال : لا تظنّ أنّ تركي لك لوجدة ، بل كنت مفكّرا في المنام حتّى فتح الله بتأويله. اعلم أنّ غسل الثّياب غسل أوساخ الذّنوب ، ولا ذنب أوسخ من تناول أموال المكوس. فلا تترك من يومنا هذا في بلد من بلادي مكسا ، ولا درهما حراما ، واكتب بذلك تواقيع تكون مخلّدة في البلاد.

والتفت إليه إسماعيل فقال : مر أطلق ابن شمّام (١) ، وردّ عليه ما أخذ منه. فلمّا عرف ابن شمّام بذلك ، اقترح بأن يجعل الذّهب في أطباق ، وتزفّ بالطّبول والبوقات في الأسواق. فأمر نور الدّين بإجابته ، وأن يخلع عليه.

وكتب جدّي خالد بذلك تواقيع ونسختها كلّها : الحمد لله فاتح أبواب الخيرات ، بعد إغلاقها ، وناهج سبل النّجاة لطلّابها وطرّاقها ، وفارج الكربات بعد إرتاجها وإطباقها ، الّذي منح أولياءه التّوفيق ، وأوضح لهم دليله ، ونصر أهل الحقّ ، وأعان قبيله ، نحمده على جزيل مواهبه ، وجليل رغائبه ، ونسأله أن يصلّي على محمد الّذي أوضح الطّريق والمحجّة ، وأوجب الحجّة ، وعلى آله ..

إلى أن قال : وبعد ، فقد اتّضح على الأفهام ، ووضح عند الخاصّ والعامّ ، ما نغاديه ونراوحه ، ونماسيه ونصابحه ، ونشتغل به عامّة أوقاتنا ، ونعمل فيه [عقولنا] (٢) وأفكارنا من الاجتهاد في إحياء سنّة حسنة ، وإماتة سنّة سيّئة ، وإزالة مظلمة ، ومحو سيرة مؤلمة ..

إلى أن قال : وقد علمتم معاشر الرعايا وفّقكم الله ، ما كان مرتّبا من المظالم المجحفة بأحوالكم ، والمكوس المستولية على شطر أموالكم ، والرّسوم المضيّقة عليكم في أرزاقكم ، فأمرنا بإزالة ذلك عنكم أوّلا فأوّلا ، ولا نتبع في إقراره على وجوهه شبهة ولا تأوّلا. وقد كان بقي من رسم الظّلم ومعالم الجور في سائر ولايتنا ما أمرنا بإزالته رأفة بكم ولطفا ،(الْآنَ خَفَّفَ

__________________

(١) في الأصل : «شمامة» ، وقد تقدم قبل قليل كما أثبتناه.

(٢) في الأصل بياض.

٣٨٢

اللهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً) (١). وسنذكر ما أزلناه من المظالم والمكوس أوّلا وآخرا من سائر أعمال ولايتنا عمّرها الدّهر في هذا السّجلّ من الدّيوان.

قال : ثم كتب بخطّ دقيق ما صورته : ذكر ما أطلق من الرّسوم والضّرائب في هذا التّاريخ ، ورسم إطلاق ذلك وتعفية آثاره ، وإخماد ناره ، ومبلغ ما تحصّل من ذلك في كلّ سنة خمسمائة ألف وستّة وثمانون ألفا وأربعمائة وسبعون دينارا. فمن ذلك دمشق بتواريخ متقدّمة مائتا ألف وعشرون ألفا وخمسمائة وثلاثة وثمانون دينارا. دمشق في تاريخ هذا الكتاب خمسون ألفا وسبعمائة وثلاثون دينارا ، تدمر خمسمائة دينار ، صرخد سبعمائة دينار ، القريتين والسّخنة. خمسمائة دينار ، بانياس ألف ومائتا دينار ، بعلبكّ وأعمالها ستّة آلاف وتسعمائة وعشرون دينارا ، حمص وأعمالها ستّة وعشرون ألف دينار ونيّفا ، حماه وأعمالها ستّة وعشرون ألف دينار ونيّف ، حلب ستّة وتسعون ألف دينار ونيّف ، سيرين ألفان وثلاثمائة وستّون دينارا ، المعرّة سبعة آلاف دينار ، كفر طاب ألف دينار ، عزاز ستّة آلاف وخمسمائة دينار ، تلّ باشر ألف وخمسمائة دينار ، عين تاب تسعة وثمانون دينارا ، بالس أربعة آلاف دينار ، منبج وأعمالها ثمانية عشر ألفا وخمسمائة وستّة وستّون دينارا ، الباب وبزاعة ثلاثة آلاف دينار ، قلعة نجم ثلاثمائة دينار ، قلعة نجم ثلاثمائة دينار ، قلعة جعبر سبعة آلاف وستّمائة دينار ونيّف ، الرّقّة ستّة وعشرون ألفا وستّمائة ونيّف دينارا ، سنجار سبعة آلاف دينار ، الموصل ثمانية وثلاثون ألف دينار نصيبين عشرة آلاف وأربعمائة دينار ، مرابان خمسة آلاف وسبعمائة دينار ، بطايان من أعمال الخابور مائتان وخمسون دينارا ، الأرسل سبعمائة وخمسون دينارا ، السّمسمانيّة ألف دينار ، قرقيسيا ألف دينار ، الشّلين مائتا دينار ، ماكسين خمسة آلاف دينار ، المجدل ثلاثة آلاف دينار ، الحصين ستّمائة دينار ونيّف ، الجحيشة هي وما قبلها من الخابور مائتا دينار ، المحولية مائة وثلاثة وستّون دينارا ، الرّحبة ستّة عشر ألفا وسبعمائة وأربعون دينارا.

__________________

(١) سورة الأنفال ، الآية ٦٦.

٣٨٣

ثمّ كتب بعد ذلك بالقلم الجافي : تحقيقا للحقّ ، وتمحيقا للباطل ، ونشرا للعدل ، وتقديما للصّلاح الشّامل ، وإيثارا للثّواب الآجل على الحطام العاجل ..

إلى أن قال : فأيقنوا أنّ ذلك إنعام مستمرّ على الدّهور ، باق إلى يوم النّشور ، ف (كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ) (١). وسبيل كلّ واقف على هذا المثال من الولاة والعمّال حذف ذلك كلّه ، وتعفية رسومه ، ومحو آثاره ، وإقراره وإطلاقه على الإطلاق ، (فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (٢). والتّوقيع الأعلى (٣) حجّة لمضمونه ومقتضاه.

وكتب [بيده] (٤) الكريمة شرّفها الله ، في مستهلّ رجب سنة سبع وستّين وخمسمائة.

ومن شجاعته ، نقل ابن واصل (٥) وغيره أنّه كان من أقوى النّاس بدنا وقلبا ، وأنّه لم ير على ظهر فرس أشدّ منه ، كأنّما خلق عليه ولا يتحرّك. وكان من أحسن النّاس لعبا بالكرة ، تجري الفرس ويتناولها من الهواء بيده ، ويرميها إلى آخر الميدان. وكان يمسك الجوكان بكم قبائه استهانة باللّعب. وكان إذا حضر الحرب أخذ قوسين وتركاشين ، وباشر القتال بنفسه.

وكان يقول : طالما تعرّضت للشّهادة فلم أدركها.

قلت : قد أدركتها على فراشك ، وبقي ذلك في أفواه المسلمين تراهم يقولون : نور الدّين الشّهيد. وما شهادته إلّا بالخوانيق رحمه‌الله.

__________________

(١) سورة سبإ ، الآية ١٥.

(٢) سورة البقرة ، الآية ١٨١.

(٣) في الأصل : «الأعلى».

(٤) بياض في الأصل.

(٥) في مفرّج الكروب.

٣٨٤

ومن فضائله ، قال سبط ابن الجوزيّ (١) إنّه كان له عجائز بدمشق وحلب ، فكان يخيط الكوافي (٢) ويعمل الكساكير (٣) ويبيعها له العجائز سرّا ، فكان يوما (٤) يصوم ويفطر على أثمانها.

حكى لي شرف الدّين يعقوب بن المعتمد أنّ في دارهم سكرة على حرستان (٥) من عمل نور الدّين يتبرّكون بها ، وهي باقية إلى سنة خمسين وستّمائة.

ومنها ما حكى لي الشّيخ أبو عمر قال : كان نور الدّين يزور والدي في المدرسة الصّغيرة المجاورة للدّير ، ونور الدّين بنى هذه المدرسة ، والمصنع ، والفرن ، فجاء لزيارة والدي ، وكان في سقف المسجد خشبة مكسورة ، فقال له بعض الجماعة : لو جدّدت السّقف. فنظر إلى الخشبة وسكت. فلمّا كان من الغد جاء معماره ومعه خشبة ، فزرقها موضع المكسورة ومضى. فقال له بعض الحاضرين : ذاكرتنا في كشف سقف. فقال : لا والله ، وإنّما هذا الشّيخ أحمد رجل صالح ، وإنّما أزوره لأنتفع به ، وما أردت أن أزخرف له المسجد (٦).

ومنها ما حكى لي نجم الدّين الحسين بن سلام قال : لمّا ملك الأشرف دمشق ، وعمّر في القلعة مسجد أبي الدّرداء ، قال لي : يا نجم الدّين ، كيف

__________________

(١) في مرآة الزمان ٨ / ٣١٣.

(٢) في المرآة : «اللوافر». وقال مصحّحه في الحاشية (١) ولعلّ الصواب الكوافر جمع الكافر وهو ثوب يلبس فوق الدروع.

(٣) في الأصل «السكاكر» ، والمثبت عن مرآة الزمان ٨ / ٣١٣ وفيه : «ويعمل الكساكير للأبواب».

وجاء على هامش الأصل : «السكارة : الضّبّة».

(٤) في الأصل : «فكان يوم».

(٥) هكذا في الأصل. وفي مرآة الزمان ٨ / ٣١٤ «في دارهم سكرة من عمل نور الدين بخوزستان».

(٦) مرآة الزمان ٨ / ٣١٤.

٣٨٥

ترى هذا المسجد؟ قد عمّرته وأفردته عن الدّور ، وما صلّى فيه أحد من زمان أبي الدّرداء. فقلت. الله الله يا مولانا ، ما زال نور الدّين منذ ملك دمشق يصلّي فيه الصّلوات الخمس (١).

حدّثني والدي ، وكان من أكابر عدول دمشق ، أنّ الفرنج لمّا نزلت على دمياط بعد موت أسد الدّين ، وضايقوها ، أشرفت على الأخذ ، فأقام نور الدّين عشرين يوما صائما ، لا يفطر إلّا على الماء ، فضعف وكاد يتلف ، وكان مهيبا لا يتجاسر أحد أن يخاطبه في ذلك ، وكان له إمام ضرير اسمه يحيى ، وكان يقرأ عليه القرآن ، فاجتمع إليه خواصّ نور الدّين ، وكلّموه في ذلك. فلمّا كان تلك اللّيلة رأى الشّيخ يحيى النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المنام يقول له : يا يحيى بشّر نور الدّين برحيل الفرنج عن دمياط. فقلت : يا رسول (٢) الله ، ربّما لا يصدّقني! فقال : قل له بعلامة يوم حارم.

قال : وانتبه يحيى ، فلمّا صلّى نور الدّين خلفه الفجر ، وشرع يدعو ، هابه أن يكلّمه ، فقال له نور الدّين : يا يحيى. قال : لبّيك. قال : تحدّثني أو أحدّثك؟ فارتعد يحيى وخرس ، فقال : أنا أحدّثك ، رأيت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في هذه اللّيلة ، وقال لك : كذا وكذا. قال : نعم ، فبالله يا مولانا ، ما معنى قوله : بعلامة يوم حارم؟ قال : لمّا التقينا خفت على الإسلام ، فانفردت ونزلت ، ومرّغت وجهي على التّراب ، وقلت : يا سيّدي ، من محمود في البين (٣) ، الدّين دينك ، والجند جندك ، وهذا اليوم هو ، فافعل ما يليق بكرمك.

قال : فنصرنا الله عليهم (٤).

وحكى لي شيخنا تاج الدّين الكنديّ قال : ما تبسّم نور الدّين إلّا نادرا. حكى لي جماعة من المحدّثين أنّهم قرءوا عنده حديث التّبسّم ، وكان يرويه ،

__________________

(١) مرآة الزمان ٨ / ٣١٦ ، ٣١٧.

(٢) في الأصل : «يرسول».

(٣) هكذا في الأصل. وفي مرآة الزمان ٨ / ٣١٨ «في الفئتين».

(٤) مرآة الزمان ٨ / ٣١٧ ، ٣١٨.

٣٨٦

فقالوا له : تبسّم. فقال : لا ولله لا أتبسّم من غير عجب (١).

وللعماد الكاتب فيه يرثيه :

يا ملكا (٢) أيّامه لم تزل

مفضّلة (٣) فاضلة فاخرة

ملكت دنياك وخلّفتها

وسرت حتّى تملك الآخرة (٤)

رحمه‌الله.

٣٣٩ ـ مظفّر بن القاسم (٥).

أبو القاسم الصّيدلانيّ ، المقرئ ، المجوّد.

قرأ القراءات على أبي العزّ القلانسيّ.

وسمع من : أبي القاسم بن الحصين.

وأقرأ ببغداد في آخر أيّامه.

ـ حرف الهاء ـ

٣٤٠ ـ هبة الله بن كامل (٦).

أبو القاسم المصريّ ، قاضي القضاة وداعي الدّعاة.

كان عالما ، فاضلا ، أديبا ، شاعرا ، متفنّنا ، من كبار علماء الدّولة المصريّة. وكان عندهم في الرّتبة العليا. وكان أحد الجماعة الّذين سعوا في إعادة دولة بني عبيد ، فظفر بهم السّلطان صلاح الدّين ، فأوّل ما صلب داعي

__________________

(١) مرآة الزمان ٨ / ٣٢٠.

(٢) في مرآة الزمان : «يا ملك».

(٣) في مرآة الزمان : «لفضله».

(٤) مرآة الزمان ٨ / ٣٢٢ وفيه : «وصرت تملك بها الآخرة».

(٥) انظر عن (مظفّر بن القاسم) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ١٩٣ رقم ١٢٠٩.

(٦) انظر عن (هبة الله بن كامل) في : الروضتين ج ١ ق ٢ / ٥٦١ باسم «المفضّل بن كامل القاضي» و ٥٧١ ، وخريدة القصر (قسم شعراء مصر) ١ / ١٨٦ ، ١٨٧ ، وسنا البرق الشامي ١ / ١٤٨ ، ومرآة الزمان ٨ / ٢٩٩ ، ٣٠٠ ، (داعي الدعاة) ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٧٥ ، وعقد الجمان (مخطوط) ١٢ / ١٩٢ ب ـ ١٩٣ أ ، والوافي بالوفيات (مخطوط) ٢٧ / ورقة ١٣٠ أ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٣٥.

٣٨٧

الدّعاة هذا ، وعمارة اليمنيّ نسأل الله السّلامة.

وصلب في رمضان وهو صائم (١).

٣٤١ ـ الهيثم بن هلال بن الهيثم بن محمد (٢).

أخو جعفر بن أبي سعد البغداديّ ، من أبناء الرؤساء.

سمع من : أبي القاسم الرّبعيّ ، والحسن بن محمد التّككيّ ، وأبي الحسن بن العلّاف.

روى عنه : أحمد بن طارق ، وعبد العزيز بن الأخضر ، وأبو محمد بن قدامة ، وآخرون.

وتوفّي في جمادى الآخرة.

ـ حرف الياء ـ

٣٤٢ ـ يحيى بن سعد الله بن عبد الباقي (٣).

أبو منصور البجليّ ، الكوفيّ.

قدم بغداد وحدّث بها عن : عمه محمد بن عبد الباقي بن مجالد ، وأبي الغنائم النّرسيّ.

روى عنه : ابن أخيه سعد الله ، وابن الأخضر.

وتوفّي في ربيع الآخر عن أربع وسبعين سنة (٤).

__________________

(١) وقال العماد : سمعت الملك الناصر صلاح الدين يذكره ، وقد ذكروه عنده بالفضل والأدب ، ونسبوا إليه هذين البيتين في غلام رفاء ، وأنشدهما الملك الناصر ، وذكر أنه كان ينكرهما :

يا رافيا خرق كلّ ثوب

ويا رشا حبّه اعتقادي

عسى بكفّ الوصال ترفو

ما مزّق الهجر من فؤادي

(الخريدة ١ / ١٨٧ ، الروضتين ج ١ ٢ / ٥٧١).

(٢) انظر عن (الهيثم بن هلال) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ٢٢٩ رقم ١٣٠٥.

(٣) انظر عن (يحيى بن سعد الله) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ٢٤١ رقم ١٣٤٢.

(٤) وكان مولده سنة ٤٩٥ ه‍.

٣٨٨

٣٤٣ ـ يحيى بن نجاح (١).

البغداديّ ، المؤدّب.

محدّث ، نحويّ ، لغويّ ، شاعر. كان يؤدّب.

٣٤٤ ـ يوسف بن آدم (٢).

توفّي سنة تسع بحرّان.

وقد مرّ مجملا (٣).

__________________

(١) انظر عن (يحيى بن نجاح) في : المنتظم ١٠ / ٢٤٩ رقم ٣٤٩ (١٨ / ٢١٠ رقم ٤٣٠٣) ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٣٦.

(٢) انظر عن (يوسف بن آدم) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ٢٣٢ رقم ١٣١٢ وفيه : «يوسف بن آدم بن محمد بن آدم الشافعيّ المراغي ثم الدمشقيّ أبو يعقوب».

(٣) وقال ابن الدبيثي : قدم بغداد وسمع ابن ناصر وطبقته ، وحدّث بصحيح مسلم عن أبي عبد الله الفراوي ، سمع منه عبد الرزاق الجيلي وغيره قلت : سمع منه جماعة بدمشق. وقال عبد القادر الرهاوي : مولده في سنة إحدى عشرة وخمسمائة ، وروى عنه الفقيه هلال بن محفوظ الرسعني بها في سنة ثمان وستمائة ، والفقيه أحمد والد الشيخ الموفق ، وأبو الخير سلامة الحداد.

٣٨٩

سنة سبعين وخمسمائة

ـ حرف الألف ـ

٣٤٥ ـ أحمد بن محمد بن أحمد بن البسريّ (١).

أبو الفرج البغداديّ ، سبط أبي منصور بن النّقّور.

شيخ بزّاز ، سمع من : جدّه.

أخذ عنه : عمر القرشيّ ، وعليّ الزّيديّ.

وسمع أيضا من : أبي الحسين بن الطّيوريّ.

روى عنه : أحمد بن أحمد البندنيجيّ ، وغيره.

٣٤٦ ـ أحمد بن المبارك بن سعد (٢).

أبو العبّاس البغداديّ ، المقرئ ، المعروف بالمرقّعاتيّ.

روى عن : ثابت بن بندار ، وهو جدّه لأمّه.

روى عنه : ابنه عبد الرحمن ، وأبو محمد بن الأخضر ، وابن قدامة ، ونصر بن عبد الرّزّاق الجيليّ ، وجماعة.

وسئل الشّيخ الموفّق عنه فقال : أظنّه نسب إلى المرقّعاتيّ لكونه يبسط المرقّعة للشّيخ عبد القادر على الكرسيّ.

وقال الدّبيثيّ : كان عسرا في الرواية. توفّي في صفر.

قلت : وأجاز للرشيد بن مسلمة ، وغيره. وكان ملازما لخدمة عبد القادر رضي‌الله‌عنه.

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن محمد البغدادي) في : المختصر المحتاج إليه ج ١.

(٢) انظر عن (أحمد بن المبارك) في : المختصر المحتاج إليه ج ١ ، ومرآة الجنان ٣ / ٣٩٢.

٣٩٠

٣٤٧ ـ أحمد بن موهوب بن المبارك بن محمد بن أحمد (١).

الشّريك أبو شجاع. كان أمين القضاة بالحريم الطّاهريّ.

سمع : أبا القاسم بن بيان ، وأبا عليّ بن نبهان.

وكان ثقة.

روى عنه : ابن مشّق ، وابن الأخضر ، وابن قدامة ، وآخرون.

توفّي في ذي القعدة.

٣٤٨ ـ [...] (٢) بن أبي عبد الله بن محمد بن أحمد بن إبراهيم الرّازيّ.

ثمّ الإسكندرانيّ.

سمع من : أبيه ، وأبي صادق المديني ، و [...] (٣) الفارقيّ.

قال أبو الحسن بن المفضّل : توفّي في صفر ولم يكن أهلا أن يروى عنه.

٣٤٩ ـ [أرسلان] (٤) شاه السّلجوقيّ (٥).

صاحب همدان.

قال سبط الجوزيّ : توفّي سنة سبعين.

قلت : سيأتي في سنة ٧٣.

٣٥٠ ـ أسعد بن هبة الله (٦).

أبو المظفّر الرّبعيّ ، المؤدّب ، المعروف باب الخيزرانيّ ، البغداديّ.

تفقّه على مذهب أبي حنيفة ، وتأدّب على ابن الجواليقيّ.

وسمع : ابن الحصين ، وأبا غالب بن البنّاء.

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن موهوب) في : المختصر المحتاج إليه ج ١.

(٢) في الأصل بياض. ولم أتبيّن اسم صاحب الترجمة.

(٣) في الأصل بياض.

(٤) في الأصل بياض.

(٥) انظر عن (أرسلان شاه) في : مرآة الزمان ٨ / ٣٣٠.

(٦) انظر عن (أسعد بن هبة الله) في : الوافي بالوفيات ٩ / ١٨ ، ١٩ رقم ٣٩٣٤ ، وبغية الوعاة ١ / رقم ٩٠٣.

٣٩١

روى عنه : عليّ بن أحمد الزّيديّ ، وأحمد بن أحمد البندنيجيّ.

ـ حرف الحاء ـ

٣٥١ ـ حامد بن محمد بن حامد (١).

أبو الفضل الحنبليّ.

قدم بغداد ، وتفقّه.

وسمع من : عبد الوهّاب الأنماطيّ ، وعاد إلى حرّان ، ودرّس ، وأفتى. وكان ورعا به وسواس في الطّهارة.

ذكره ابن الجوزيّ في «المنتظم» ، ويقال له : حامد بن أبي الحجر.

قرأت بخطّ ابن الحاجب قال : ذكر لي شيخنا عمر بن منجّا أنّه قدم دمشق في دولة نور الدّين ، فأخذ والدي إلى حرّان.

قال ابن الحاجب : وذكر لي عدل حرّانيّ أنّ ابن حامد هذا كان من أعيان البلد ، ووجد من الجاه في أيّام نور الدّين ما لا يجده غيره ، واستنابه في جميع أمور البلد ، وأمرهم أن يكتبوا له توقيعا بذلك. فلمّا حضر عند الدّيوان ورأوا بزّته وسمته قال بعضهم لبعض : ما ذا يوم معاش ذا يوم صخرة.

ففهم وتلا : (وَإِنَّ مِنَ الْحِجارَةِ لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهارُ) (٢) وتبسّم ، فاستحيوا.

ـ حرف الخاء ـ

٣٥٢ ـ [خديجة] (٣) بنت أحمد بن الحسن بن عبد الكريم (٤).

__________________

(١) انظر عن (حامد بن محمد) في : المنتظم ١٠ / ٢٥٤ ، ٢٥٥ رقم ٣٥٠ (١٨ / ٢٦١ رقم ٤٣٠٤) ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٣٧ وفيه «حامد بن محمود».

(٢) سورة البقرة ، الآية ٧٤.

(٣) في الأصل بياض.

(٤) انظر عن (خديجة بنت أحمد) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ٢٦٠ ، ٢٦١ رقم ١٣٩٧ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٥ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٧٣ رقم ١٨٥١ ، والعبر ٤ / ١٢٠ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٥١ رقم ٣٥٢ ، والمشتبه في الرجال ٢ / ٤٧٥ ، والمنهل

٣٩٢

فخر النّساء بنت النّهروانيّ ، البغداديّة ، ويعرف أبوها بابن الغبيريّ.

امرأة صالحة مسندة.

روت عن : أبي عبد الله النّعاليّ.

روى عنها ابن أخيها عليّ بن روح ، والموفّق المقدسيّ ، ونصر بن عبد الرّزّاق ، والشّيخ العماد المقدسيّ ، وأظنّ ابن راجح.

توفّيت في رمضان.

٣٥٢ ـ [روح] (١) بن أحمد بن محمد بن أحمد بن صالح (٢).

قاضي القضاة أبو طالب الحديثيّ (٣) ، ثمّ البغداديّ.

سمع : إسماعيل بن الفضل الجرجانيّ ، ومحمد بن عبد الباقي البجليّ ، وابن الحصين.

سمع منه : صدقة بن الحصين ، وعمر بن عليّ القرشيّ.

وحدّث عنه : إسفنديار بن الموفّق.

ولم يزل على قضاء القضاة إلى حين وفاته.

قال ابن النّجّار : كان متديّنا ، حسن الطّريقة ، عفيفا ، نزها. ولّاه المستضيء سنة ستّ وستّين وخمسمائة بعد امتناع منه شديد.

توفّي في المحرّم ، وله ثمان وستّون سنة.

وآخر من روى عنه بالإجازة الرشيد بن مسلمة.

__________________

= الصافي ١٣٩ ، والوافي بالوفيات ١٣ / ٢٩٧ ، ٢٩٨ رقم ٣٦٣ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٣٧ ، وأعلام النساء ١ / ٣٢٠ وفيه «خديجة بنت أحمد بن الحسين».

(١) في الأصل بياض.

(٢) انظر عن (روح بن أحمد) في : المنتظم ١٠ / ٢٥٥ رقم ٣٥١ (١٨ / ٢١٦ رقم ٤٣٠٥) ، والمختصر المحتاج إليه ٢ / ٦٩ رقم ٦٦٥ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٩١.

(٣) تحرّفت هذه النسبة في البداية والنهاية : «الحدثني».

٣٩٣

ـ حرف السين ـ

٣٥٤ ـ سعيد بن صافي (١).

أبو شجاع البغداديّ ، الحاجب ، الجماليّ. مولى أبي عبد الله بن جردة.

قرأ القرآن على جماعة ، وسمع حضورا من أبي الخميس العلّاف ، ثمّ من ابن بيان ، وابن ملّة.

وكتب الكثير بخطّه.

روى عنه : ابن الأخضر ، وأبو محمد بن قدامة.

وتوفّي في رجب (٢).

٣٥٥ ـ سليمان بن عبد الواحد (٣).

أبو الربيع الهمذانيّ ، الغرناطيّ ، قاضي غرناطة.

له مصنّف في الفقه.

حدّث عنه : أبو القاسم الملّاحيّ.

وأجاز في هذه السّنة لأبي عبد الله الأندرشيّ ، شيخ الأبّار.

ـ حرف الشين ـ

٣٥٦ ـ شملة التّركمانيّ (٤).

كان قد تغلّب على بلاد فارس ، واستحدث قلاعا ، ونهب الأكراد

__________________

(١) انظر عن (سعيد بن صافي) في : المختصر المحتاج إليه ٢ / ٨٦ ، ٨٧ رقم ٦٩٠.

(٢) ومولده سنة ٥٠٢ ه‍.

(٣) انظر عن (سليمان بن عبد الواحد) في : تكملة الصلة لابن الأبّار ، رقم ١٩٨٥ ، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ٤ / ٧٥ رقم ١٨٣.

(٤) انظر عن (شملة التركماني) في : المنتظم ١٠ / ٢٥٥ رقم ٣٥٢ (١٨ / ٢١٦ رقم ٤٣٠٦) ، والكامل في التاريخ ١١ / ٤٢٣ ، ٤٢٤ ، ومرآة الزمان ٨ / ٣٣٠ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ٥٧ ، والعبر ٤ / ٢١١ ، ودول الإسلام ٢ / ٨٥ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٦٤ ، ٦٥ رقم ٢٠ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٩١ ، وعيون التواريخ ١٢ / ٤٦٢ و ٤٨٧ و ٥٠٦ ، والوافي بالوفيات ١٦ / ١٨٦ رقم ٢١٧ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٣٧ وفيه : «سملة» بالسين المهملة.

٣٩٤

والتّركمان ، وبدّع. وقوي على السّلجوقيّة ، وكان يظهر طاعة الإمام مكرا منه. وتمّ له الأمر أكثر من عشرين سنة إلى أن نهض على قتال بعض التّركمان ، فتهيّئوا له ، واستعانوا بالبهلوان ابن إلدكز ، فساعدهم بجيشه ، وعملوا مصافّا ، فأصاب شملة سهم ، وانكسر جيشه وأخذ أسيرا هو وولده وابن أخيه. ومات بعد يومين ، لا رحمه‌الله ، فما كان أظلمه وأغشمه.

ـ حرف العين ـ

٣٥٧ ـ عبد الله بن عبد الصّمد بن عبد الرّزّاق (١).

أبو محمد السّلميّ ، البغداديّ.

ذكر أنّه من ولد أبي عبد الرحمن السّلميّ قارئ الكوفة.

سمع : أبا القاسم الرّبعيّ ، وأبا الغنائم النّرسيّ ، وابن بيان ، وجماعة.

روى عنه : ابن الأخضر ، والموفّق بن قدامة ، وابنه الشّمس أحمد بن عبد الله السّلميّ العطّار ، ونصر بن عبد الرّزّاق الجيليّ ، والخليل بن أحمد الجواسقيّ ، وعثمان بن أبي نصر ابن الوتّار ، وجماعة.

وتوفّي في المحرّم.

٣٥٨ ـ عبد الرحمن بن عبد الباقي بن محمد بن عبد الباقي.

أبو طالب التّميميّ ، الدّمشقيّ.

سمّعه أبوه من هبة الله بن الأكفانيّ ، وطبقته. ثمّ سمع هو بنفسه واشتغل وحصّل ، وشهد عند القضاة.

وتوفّي في شوّال.

كتب عنه أبو المواهب بن صصريّ.

__________________

(١) انظر عن (عبد الله بن عبد الصمد) في : المنتظم ١٠ / ٢٥٥ رقم ٣٥٣ (١٨ / ٢١٦ رقم ٤٣٠٧) ، والمختصر المحتاج إليه ٢ / ١٤٨ ، ١٤٩ رقم ٧٨٢.

٣٩٥

٣٥٩ ـ عبد الصّمد بن محمد بن عليّ بن أبي الغنائم عبد الصّمد بن عليّ بن المأمون (١).

أبو الغنائم الهاشميّ ، العبّاسيّ.

شيخ صالح عابد ، من بيت الحديث والشرف (٢).

روى عن : أبي عليّ بن نبهان ، وأبيّ النّرسيّ.

روى عنه : أحمد بن أحمد البندنيجيّ ، وغيره.

٣٦٠ ـ عبد الملك ابن قاضي القضاة أبي طالب روح بن أحمد الحديثيّ (٣).

استنابه أبوه في القضاء بدار الخلافة ، وعيّن بعد موت والده للقضاء.

بغته الموت وهو شابّ.

سمع من : أبي عبد الله السّلّال ، والأرمويّ.

روى عنه : عبد الملك بن أبي محمد البردانيّ.

وكان ديّنا حسن الطّريقة ، يكنّى أبا المعالي.

قال ابن النّجّار (٤) : سمعت جارنا أبا الحسن بن ملاعب يقول : كان القاضي عبد الملك يخرج من دار والده بالطّيلسان والوكلاء والركابيّة بين يديه وهو راكب ، فإذا نزل ودخل ذهب الجماعة. ثمّ خرج هو في ثياب قصيرة وعمامة لطيفة ، والسّجّاد على كتفه ، فيأتي مسجده بالسّوق ، فيؤذّن ويقيم.

__________________

(١) انظر عن (عبد الصمد بن محمد) في : تلخيص مجمع الآداب ج ٤ ق ٢ / ٨٠١ رقم ٣٠٨٠ ، والمختصر المحتاج إليه ٣ / ٧٨ ، ٧٩ رقم ٨٩٣.

(٢) وقال ابن الفوطي : أقام مدّة طويلة يتقدّم على جميع الهاشميّين في موكب الخليفة ، ثم ترك التردّد إلى دار الخلافة ، وانقطع في رباط له بباب قطفتا واهتمّ بالعبادة والخلوة. (تلخيص المجمع).

وقال ابن الدّبيثي : كان كثير التعقيد ، صحيح السماع. (المختصر).

(٣) انظر عن (عبد الملك بن روح) في : معجم البلدان ٢ / ٢٣١ ، والمختصر المحتاج إليه ٣ / ٣١ رقم ٧٩٤ ، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار ١ / ٤١ ـ ٤٧ رقم ١٩.

(٤) في ذيل تاريخ بغداد ١ / ٤٦ ، ٤٧.

٣٩٦

وكان يسحّر في رمضان ، وله معرفة بالوقت ، رحمه‌الله تعالى.

٣٦١ ـ عبد الوهّاب بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر (١).

الطّوسيّ ، أخو خطيب الموصل.

روى عن : جعفر السّرّاج.

وتوفّي في شوّال.

كتب عنه أبو سعد السّمعانيّ مع تقدّمه.

وروى عنه : عبد الكريم السّنديّ ، ومحمد بن ياقوت.

٣٦٢ ـ عثمان بن فرج بن خلف (٢).

أبو عمرو العبدريّ ، السّرقسطيّ.

حجّ فسمع من : أبي عبد الله الرّازيّ ، وعبد الله بن طلحة النّابريّ ، وسكن القاهرة.

روى عنه : عوض بن محمود ، وأبو عبد الله الأندرشيّ ، وغيرهما (٣).

حدّث في هذا العام ولا أعلم وفاته بعد (٤).

٣٦٣ ـ عليّ بن خلف بن عمر بن خلال (٥).

أبو الحسن الغرناطيّ.

__________________

(١) انظر عن (عبد الوهاب بن أحمد) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ٥٧ رقم ٨٤٢ ، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار ١ / ٣٢١ ، ٣٢٢ رقم ١٩٣.

(٢) انظر عن (عثمان بن فرج) في : صلة الصلة لابن الزبير ٧٥ ، وتكملة الصلة لابن الأبّار ، رقم ١٨٣٤ ، والذيل والتكملة على كتابي الموصول والصلة ٥ ق ١ / ١٣٦ رقم ٢٧٧.

(٣) وقال ابن عبد الملك المراكشي : وكان محدّثا راوية متقنا عدلا ، متّسع الرواية ، رحل فحجّ ، وعكف على نشر العلم وإفادته عمره الطويل.

(٤) وجاء في هامش نسخة خطية من (الذيل والتكملة) : توفي فيما ذكر ابن المفضّل سنة ست وسبعين.

(٥) انظر عن (علي بن خلف) في : تكملة الصلة لابن الأبّار (مخطوط) ٣ / ورقة ٦٧ ، والمطبوع ، رقم ١٨٦٦ ، وصلة الصلة لابن الزبير ٩٧ ، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ٥ ق ١ / ٢٠٧ ، ٢٠٨ رقم ٤١٤ ، ومعرفة القراء الكبار ٢ / ٥٥٠ رقم ٤٩٨ ، وغاية النهاية ١ / ٥٤١.

٣٩٧

روى عن : أبي الحسن بن الباذش ، وأبي بكر بن الخلوف ، وأبي القاسم ابن النّحّاس ، ومنصور بن الخير (١).

روى القراءات.

سكن ميورقة وغيرها ، وأقرأ القراءات ، وكان عارفا بها ، سخيّا ، جوادا.

روى عنه : أبو عمر بن عيّاش ، وأجاز لأبي الخطّاب بن واجب ، وأبي بكر عتيق (٢).

وكفّ بصره بأخرة.

قال الأبّار (٣) : وتوفّي بميورقة في نحو سنة سبعين (٤).

ـ حرف الفاء ـ

٣٦٤ ـ فاطمة بنت عليّ بن عبد الله الوقاياتيّ (٥).

أمّ عليّ البغداديّة.

سمعت : أبا عبد الله بن البسريّ ، وأبا القاسم الرّزّاز.

روى عنها : ابن الأخضر ، وموفّق الدّين بن قدامة ، وجماعة.

وماتت رحمها الله تعالى في آخر السّنة.

٣٦٥ ـ فاطمة بنت المحدّث أبي غالب محمد بن الحسن الماورديّ.

أمّ الخير.

سمّعها أبوها من : أبي عبد الله البسريّ ، وأبيّ النّرسيّ.

__________________

(١) في الأصل : «الخضر».

(٢) في الأصل : «وأبي بكر ابن عتيق» ، والتحرير من : الذيل والتكملة ٥ / ٢٠٧.

(٣) في تكملة الصلة ، رقم ١٨٦٦.

(٤) وقال ابن عبد الملك : وكان ذا معرفة بالقراءات وطرقها ، مجوّدا ، ضابطا ، سمحا ، سخيّا ، خرج من بلده في الفتنة فاستوطن دانية وخطب بجامعها حينا ، ثم تحوّل إلى ميورقة وأقرأ بها القرآن ، وأسمع الحديث ، وكان من أهل العناية به ، متّسع الرواية ، عدلا ، وكفّ بصره بآخرة من عمره.

(٥) انظر عن (فاطمة بنت علي) في : المختصر المحتاج إليه ٣ / ٢٦٨ رقم ١٤٢٤.

٣٩٨

وعنها : أحمد البندنيجيّ.

ماتت في ربيع الآخر.

ـ حرف القاف ـ

٣٦٦ ـ قايماز (١).

قطب الدّين مملوك المستنجد بالله.

ارتفع أمره وعلا قدره في أيّام مولاه ، فلمّا استخلف المستضيء بالله عظم وصار مقدّما على الكلّ. ولم يكن على يده يد.

وقد أراد المستضيء تولية وزير فمنعه قايماز من ذلك ، وأغلق باب النّوبيّ ، وهمّ بأمر سوء ، ثمّ خرج من بغداد في جيش ، فمات بناحية الموصل في ذي الحجّة ، وكفى الله شرّه.

وكان كريما طلق الوجه ، قليل الظّلم.

ـ حرف الميم ـ

٣٦٧ ـ محمد بن حسين بن عبد الله بن حيّوس (٢).

أبو عبد الله الفاسيّ ، شاعر مفلق ، بديع النّظم ، سائر القول مع الأمراء. وله ديوان.

روى عنه : عبد العزيز بن بدران ، وغيره.

وعاش سبعين سنة.

٣٦٨ ـ محمد بن حمزة بن عليّ بن طلحة الرّازيّ.

ثمّ البغداديّ ، من أبناء المحتشمين.

__________________

(١) انظر عن (قايماز) في : المنتظم ١٠ / ٢٥٥ ، ٢٥٦ رقم ٣٥٤ (١٨ / ٢١٧ قم ٣٠٨) ، والكامل في التاريخ ١١ / ٤٢٤ ـ ٤٢٦ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ٥٧ ، ٥٨ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٨٥ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢٩١ ، وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) ١ / ١٤١ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٣٨.

(٢) انظر عن (محمد بن حسين) في : تكملة الصلة لابن الأبار ٣٧١ ، والوافي بالوفيات ٣ / ١٦ ، ١٧ ، ومعجم المؤلفين ٩ / ٢٤٤.

٣٩٩

سمع : هبة الله بن الحصين.

وتوفّي في رمضان.

كتب عنه : عمر بن عليّ ، وغيره.

٣٦٩ ـ محمد بن عبد الله بن محمد بن خليل (١).

أبو عبد الله القيسيّ ، اللّبليّ.

صحب مالك بن وهب ولازمه مدّة ، وسمع «صحيح مسلم» من أبي عليّ الغسّانيّ.

وروى عنه ، وعن : ابن الطّلّاع ، وخازم بن محمد ، وأبي الحسين بن سراج ، وأبي عليّ الصّدفيّ ، وجماعة.

وذكر ابن الزّبير أنّ روايته «للموطّأ» عن ابن الطّلّاع إجازة إن لم يكن سماعا.

قال الأبّار : كان من أهل الرّواية والدّراية. نزل فارس ، ثمّ مرّاكش. أخذ عنه : شيخنا أبو عبد الله الأندرشيّ ، وأبو عبد الله بن عبد الحقّ ، قاضي تلمسان.

٣٧٠ ـ محمد بن عليّ بن محمد بن أبي القاسم.

أبو بكر الطّوسيّ الملقّب ناصح المسلمين.

فقيه ، إمام ، مسند.

حدّث في رجب من السّنة عن : عليّ بن أحمد المدينيّ ، ونصر الله بن أحمد الخشناميّ ، والفضل بن عبد الواحد التّاجر أصحاب الحيريّ ، ونحوهم.

روى عنه : زينب الشّعريّة ، وولداها المؤيّد وبيبى ولدي نجيب الدّين محمد بن عليّ بن عمر الطّوسيّ ، وعثمان بن أبي بكر الخبوشانيّ ، ومحمد بن أبي طاهر العطارديّ ، وأبو حامد محمد بن محمد بن أبي سكر السّمنانيّ ، ثمّ الجوينيّ ، وجماعة.

__________________

(١) انظر عن (محمد بن عبد الله بن محمد) في : معجم ابن الأبار ١٨٨ ، ١٨٩ ، وفيه «محمد بن عبيد الله» ، والعبر ٤ / ٢١١ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٣٥ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٧٣ رقم ١٨٥٢ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥١٧ رقم ٣٣٠ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٧٥ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٣٨.

٤٠٠